Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الجمعة، 20 يناير 2017

مسرحية اشاعة بقلم نصرية يعقوبى المغرب

 

 

 

 

 





 

مسرحية " إشاعة " تجربة البحث عن الحقيقة
في مسرح السيد حافظ

 
 
 
 
نصرية يعقوبى- وجدة – المغرب

 












توطئــــة :
يقول عبد الكريم برشيد:" إن المسرح فضاء الإمكان وليس فضاء المحال، كل شيء فيه ممكن، وبذلك يكون محيطا بلا ضفاف. وان لاكتشاف قضاياه يتطلب ركوب الغامرة، يتطلب الترحال السندبادي بحثا عن الجزر البعيدة والغربية والعجيبة. وإن الإنجازات التي حققها المسرح العربي – لحد الآن – لا تمثل شيئا خطيرا، لأن الأخطر والأهم هو ما يمكن الكشف عنه الآن أو بعد الآن"[1]
لقد استجاب السيد حافظ إلى دعوة هذا الباحث فزود المكتبة العربية بصفة خاصة والعالمية بصفة عامة بإبداعات مسرحية متميزة طابعها التجديد  والمختلف فإذا كان " الاتباع خير من الابتداع"  و" الابتداع أخطر من الاتباع" كما قال أبو حيان التوحيدي، فإن مبدعنا اختار الطريق الأصعب وركب الأخطر فلم يكن متبعا بل مبتدعا.
والحديث عن الابتداع في أعمال السيد حافظ المسرحية يحتاج إلى جهود جبارة ويتطلب مجلدات ضخمة. لكن " مالا يدرك كله لا يترك جله"، لهذا سنحاول الوقوف عند بعض مظاهر التجديد في إنتاجاته المسرحية من خلال نموذج بعينه، فالبحث في موضوع ما كلما كان محصورا  كلما كان  دقيقا وعميقا.
وبناء على ذلك فقد اخترت مسرحية " إشاعة" لتكون جوازا لإثارة بعض القضايا الفكرية التي طالما شغلت السيد حافظ فكانت هاجسه في جل أعماله المسرحية، إنها قضية أو " تجربة البحث عن الحقيقة وإعادة كتابة التاريخ" ترى ما هي الحقيقة التي بحث عنها  السيد حافظ؟
وكيف بحث عنها؟ ما هي أسس إعادة كتابة التاريخ؟ وهل بالإمكان القيام  بذلك؟
تلك هي بعض الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها من خلال محورين كبيرين يتعلق المحور الأول  بالقضايا الفكرية والمعرفية التي تحفل بها مسرحية " إشاعة" أما المحور الثاني فيتمثل في  الجوانب الجمالية والأبعاد الفنية أو بالأحرى " القالب الفني" كما يسميه توفيق الحكيم – الذي صب فيه السيد حافظ تلك القضايا  الفكرية و " القراءة من فوق أو من خارج الإبداع لا يمكن أن تثمر غير الضباب... يمكن أن تكتب عن الشعر وأنت لست بشاعر، ويمكن أن تكتب عن القصة وأنت لست بقصاص، ولكنه لا يمكن أن تكتب في المسرح  وعن المسرح إلا من داخل المسرح"[2].
فالمسرح ليس نصا وحسب بل هو نص وعرض ولا يتحقق النص إلا بالعرض، وبذلك فإنني  سألم عالم السيد حافظ من خلال مسرحيته " إشاعة" وأنا مؤمنة بأن التعامل مع نص مسرحي يختلف عن التعامل مع نص شعري أو نص قصصي أو روائي.
       تعالج مسرحية " إشاعة" إحدى الآفات الاجتماعية التي تهدم أواصر المحبة، إنها آفة " الإشاعة" كما تدل على ذلك عتبة  العنوان، وقد حاول السيد حافظ معالجة هذا المرض الاجتماعي والنفسي انطلاقا من مؤسسة التعليم التي هي العمود الفقري لكل مجتمع. وقد تمثل دور هذه المؤسسة في شخصية الدكتور مصباح الزمان الذي كان هاجسه نشر الوعي بين الطلبة ودعوتهم إلى إعادة كتابة تاريخ بلدهم .
التف حول هذا الأستاذ مجموعة من الطلبة، تأتي على رأسهم الفتاة التي تشارك أستاذها بطولة المسرحية، هذه  الفتاة التي مثلت دور القروية المثقفة، والتي كان لعمها المتوفى الفضل في مواصلة دراستها.
وستعيش هذه الفتاة صراعا حادا نظرا للإشاعات التي التصقت بها وبأستاذها مصباح الزمان، وسيكون  لتلك الإشاعات عواقب وخيمة إذ ستؤدي إلى بث  الشك في نفوس أفراد عائلة الفتاة وعلى رأسهم ابن عمها وخطيبها. فما إن يأتي هذا الخطيب للاعتراف لخطيبته بخطئه وبأنها شريفة حتى تعلو الإشاعة فوق الحق، إذ تدبر مكيدة أخرى تتمثل في اتهام الفتاة بإنجاب طفل، حيث نسمع في آخر المسرحية صوت طفل يبكي فتنتهي المسرحية بطلقات نارية.
لقد تعددت تيمات هذه المسرحية وتنوعت إذ تطرح أكثر من قضية اجتماعية وسياسية، فإذا كانت التيمة الرئيسة هي تيمة " الإشاعة" فعن هذه التيمة تتولد عدة قضايا مثل قضية: فقدان الثقة، والخيانة والصدق وحسن النية، وقضية الصراع بين المدينة والقرية وهناك قضية الحث على الصبر والتضحية في سبيل المبادئ والقيم وضرورة الإيمان بالقضية التي ندافع عنها.
ولتبين الأمر لابد من الوقوف عند بعض هذه التيمات بشيء التفصيل والتحليل.
لعل أول تيمة نصادفها هي تيمة " الإشاعة" هذه  التيمة  التي عانى بسببها كل من الدكتور مصباح الزمان والفتاة صراعا خطيرا بينهما أولا وبين باقي شخوص المسرحية ثانيا.
لا يخفى على أحد أن السلطات كلما ظهر من يهدد مركزها إلا وحاولت تنحيته بشتى الوسائل ولعل هذا ما حاولت مسرحية " إشاعة" معالجته، إذ لما كان مصباح الزمان والفتاة مؤمنين بمبادئهما وطموحاتهما في إعادة كتابة التاريخ من جديد ومحاربة كل من يقف ضد المبادئ والقيم النبيلة، قام بعض الأفراد الموالين للسلطة السياسية، والذين مثلهم كل من الصحفي أبو الكلام والأستاذ فهمان بنشر الإشاعات حولهما  للإطاحة بمكانتهما والنيل من سمعتهما. وقد كان لهذه الإشاعات بالغ الأثر في أفراد عائلة الفتاة، تمثل ذلك الأثر  في الصراع بينها وبين خطيبها وبينها وبين أخيها وأبيها وأمها  وجيرانها، ويظهر الصراع بينها وبين خطيبها في الحوار الآتي:
ابن العم :   بيقولوا انك مصاحبة واحدة اسمها بهية.
الفتاة    :   أيوه دي زميلتي في الكلية.
ابن العم :   ولها أخ اسمه يونس.
الفتاة   :   ماشفتوهوش.. لا أفتكرت أنا شفت صورته مع    بهية.
ابن العم : اعترفي.
الفتاة    : بايه.
ابن العم : بأنك تعرفيه.
الفتاة    : قالوا أني أعرفه.
ابن العم : أيوه وبتحبيه([3]).
ويستمر الحوار حيث يطلب ابن العم من خطيبته مقاطعة علاقتها بزميلتها، وبعد أخذ ورد تقرر الفتاة التضحية بالصداقة في سبيل الحفاظ على خطيبها الذي يمثل حلم الغد بالنسبة إليها، وهو ما يظهر من خلال قولها: " أنت حلمي لما أخلص دراستي.. نفتح بيتنا.. ونعلم أولادنا.. نزرع الأرض"([4]).
فنلاحظ كيف تتولد عن التيمة الكبرى تيمات صغرى مثل التضحية والتشبث بالأمل وغيرهما. ومن نماذج الصراع بين الفتاة وأخيها ما يعكسه الحوار الآتي:
الأخ   : مش حاسه الناس يتقول عنك إيه.
الفتاة  : قوللي يا خويا.. بيقولوا إيه عني.
الأخ   : بيقولوا أنك بترجعي متأخرة.
الفتاة   : ساعات..الأتوبيس والزحمة.. واحنا في الشتاء والعتمة بتجي بدري.
الأخ   : الناس بترقبك بعيونها.. قالوا انك بتخرجي من الصبح للمسا.. والبنت في الغربة لوحدها ممكن تعمل اللي على كيفها.
الفتاة : أنا.. وأنا اختك.. لحمك.. ودمك.. كفك.. قدمك.. وعينيك.. ياعيني عليك.. فاكر واحنا صغار... الجنينة والساقية والأشجار.
الأخ    : دا كلام أشعار([5]).
لكن وبعد مراقبة هذا الأخ لأخته اتضح له أنها شريفة فاسترجع ثقفته بها وهو ما يعبر عنه هذا الحوار:
الفتاة   : إيه يا خويا ابن أمي وأبويا جاي تراقبني.
الأخ     : انتي عرضي لحمي.. دمي.. من حقي أشوف بتعملي إيه.
الأخ    : تلت تيام.
الفتاة   : شفت إيه في التلت تيام؟
 الأخ : ما شفتش اللي شافوه ولا عرفت اللي عرفوه وح ارجع إيد ورا ويد قدام .. لا عارف  ولا فاهم حاجة.
الفتاة   : ندمان أني شريفة.
الأخ    : لا يا أختي فرحان.
الفتاة    : أمال إيه.
الأخ  :  سامحني الإشاعة بتبقى أقوى من الحقيقة  والكذب له ألف ايد وألف لسان.. والحقيقة دايما مع أنها قوية تبقى مختفية مع أنها ظاهرة بس مغطيها التراب[6].
فالملاحظ أن السيد حافظ يحاول الدفاع عن الحق والحقيقة رغم الصعوبات التي تحول دونهما فهو " من الكتاب الذين يحملون مسؤولية الغد على أكتافه وفي أعناقه، فهو يخوض غمار معركة الحق والحقيقة والأشياء الخالدة، ويرفض أن يكون ملتزما بالأفكار المجردة أو بإطالة التفكير  المجرد، فمسرحه يتكلم عن كل الأزمات الإنسانية فهو يتكلم عن قضايا إنسانية متعددة"[7] .
لقد حاول السيد حافظ في جل أو كل مسرحياته معالجة الواقع المصري بصفة خاصة والواقع العربي بصفة عامة، هذا الواقع الذي عاش ومازال  يعيش أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ومسرحية " إشاعة" تعكس جوانب من هذه الأزمات يمكن تمثلها  فيما يلي:
يتمثل هذا الواقع  في تسلط السلطة الحاكمة التي حاولت حصر تفكير مصباح الزمان وجماعته. فللقضاء على الثورة ضد الواقع المتردي قامت السلطة بإنشاء وسائل  للترفيه والتسلية بغية تجريد المواطن من الوعي السياسي وتحويله إلى إنسان سلبي جامد الفكر فارغ الذهن ولعل هذا ما يعكسه الحوار الذي دار بين الرجل المهم : و مصباح الزمان :
الرجل المهم : إيه يا مصباح الزمان... أنت عايز تحرض الولاد...الولاد بتحب ديسكو.. والأغاني البرتقالي وسندوتشات الهمبورجر..
مصباح الزمان : دول ايدنا بكره..عنين بكره
الرجل المهم  : دا كلام شعر..احنا امبارح و النهاردة و بكره
مصباح الزمان : لابمكن نحمي الأوطان بجيل أرانب وقرود.
الرجل المهم  : أنت زودت الحدود.. احنا عايزين جيل مسالم بيحب السلام جيل ما بيحبش المزايد و الحوار و الكلام.
مصباح الزمان : قصدك جيل أخرس .. جيل من العميان ..يبقى على الدنيا السلام[8]
فالسلطة الحاكمة كما تعكسها المسرحية سلطة متسلطة و متجبرة ترفض التغيير و تنشد الاستمرارية و البقاء (احنا امبارح و النهاردة و بكرة).
فهي سياسة تسعى إلى خلق مواطن أخرس، مشلول التفكير.
    الواقع الاجتماعي واقع مليء بالآفات و الأمراض النفسية  و الاجتماعية مثل انتشار الافتراءات و الأكاذيب و انعدام الثقة   والأمن و الصدق. وقد عكس لنا السيد حافظ في مسرحيته هذه نموذجين من هذا الواقع .
النموذج الأول : و تمثله القرية حيث يعيش الفلاح البسيط المرتبط بأرضه و المحب لعائلته و أقاربه ووطنه، المقتنع بقوت يومه.
 النموذج الثاني : تعكسه المدينة بكل تعقيداتها و آلياتها المتطورة و أحلام أبنائها الزائد عن الحدود.و يتجلى هذا الواقع بنموذجيه في الحوار الذي دار بين الفتاة و الطالب الفاسد:
الطالب الفاسد : تسمحي لي أتكلم معاكي في موضوع حساس شويه
الفتاة   :  اتفضل.
الطالب الفاسد : بصراحة أنا بقالي مدة مراقب طلوعك و خروجك.. مشيك.. كلامك.. حوارك أفكارك.
الفتاة  : الله ..الله وليه كل دا.
الطالب الفاسد : أنا بصراحة و بدون فصاحة عايز أطلب ايدك .
الفتاة : "تضحك " آسفة أصل أنا مخطوبة.
الطالب الفاسد : عارف .. دا جواز مش متكافئ .. واحدة زيك فاهمة و عارفة و مستنيرة و دخلت في أحضان المدينةمش معقول تربط مستقبلها بشاب فلاح.
الفتاة : بتقول فلاح ..ما هو أنا فلاحة.. واحنا كلنا فلاحين. مصر كلها و أصلها فلاحين.
الطالب الفاسد : هنا القاهرة ..هنا العاصمة.. هنا التلفزيون و العربيات و الحركة الثقافية          والخدمات المتطورة
الفتاة : في كفرنا الناس لغيت الحمير و ركبت عربيات نقل وغسالات بالكهرباء .. بطلوا يخبزوا            و بنستورد  الخبز من المدينة.. أنت فاكر كل حاجة زي ما كانت زمان.
الطالب الفاسد : ماهو دا كويس بس القرية قرية و المدينة مدينة و أنت هنا تتقدري وتتغندري وأقدر أخليكي أسعد انسانة .
الفتاة : تفتكر ايه يخليني اسيب ابن عمي وأخدك.. شقة على النيل.. مش حلمي.. عربية مرسيدس مش حلمي.. بيت صغير جنب غيط أبويا يبقى تمام.([9])
تعكسه طبقتان : الطبقة المتنورة و يمثلها كل من مصباح الزمان والفتاة، و الطبقة المتحجرة ويمثلها الطالب الفاسد والصحفي أبو الكلام والزميل سمعان النعمان، ومشتاق الزمان والرجل المهم، وهم يعكسون الصورة السلبية للمثقف العربي الذي ينساق وراء الملذات و بيع كرامته وقضايا أمته من أجل الماديات.
ومن أدلة الواقع المتردي قول الرجل المهم مخاطبا مصباح الزمان:"اسمعني أنت ما تقول كلمتين في إطار المنهج وبس و الشباب سيبهم.. بس سيبك من الانشا و المقالات و الشعارات"([10])
لقد اتخذ السيد حافظ من المسرح واجهة نضالية ضد كل آفات المجتمع. و إذا كانت الاحتفالية كما يقول مصطفى رمضاني " ترفض كل تركيز للمسرح على الخطاب الأيديولوجي فقط فإن ذلك لا يعني أنها لا تملك موقفا إيديولوجيا من الصراع الاجتماعي فكل بياناتها تلح على أن يكون  المسرح مؤسسة شعبية يساهم فيها الشعب بكل مكوناته الفكرية و الإيديولوجية، إلا أنها ترفض أن يقوم هذا المسرح على الأسلوب الشعارتي و على التحريض، لأنه أسلوب يستفز المتلقي من قنوات تستهدف التأثير العاطفي([11])" .
ولعل هذا ما حاول السيد حافظ تجنبه مؤمنا بمعا لجة ما هو معاصر و آني " لأنه كلما عبرت الكتابة الدرامية عن زمن حياتنا المعقدة بزمن مسرحي ساذج و تبسيطي أصبح مسرحنا تافها و غير محتمل"([12])
أجمع الدارسون على أن كتابات السيد حافظ "تدور ..دائما حول الإنسان المعاصر.. الإنسان المطحون بين الأمل و الاكتراث لذلك فهو يهتم اهتماما كليا بمشكلة الإنسان المعاصر و الضغوط الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية الملقاة عليه و يحاول أن يقتحم هذه العوالم في داخل الانسان. إن في كل مسرحية من مسرحياته تجد أنه يبذل مجهودا كبيرا وحقيقا في البحث والكشف والتنقيب والنظر الثاقب و الصبر النافذ عن معاناة الانسان المعاصر"([13])
لعل أهم ما يتميز به السيد حافظ هو القدرة على توظيف التراث في أعماله المسرحية، و قد حظيت مسرحيته " إشاعة " بحضور نوع من التراث الشعبي و المتمثل في الأمثال الشعبية، من ذلك ما جاء على لسان الأب "صباح الخير ياجاري..أنت في حالك و أنا في حالي"[14].
وعن توظيف التراث الشعبي يقول إحسان عباس:" للتراث الشعبي ميزة هامة لأنه تراث قريب حي، و حين يلجأ إليه الشاعر لا يحسن أنه مثقل بما في الماضي الطويل من خلافات ومشكلات"[15].
ويقول محمد إبراهيم أبو سنة في كتابه:" فلسفة المثل الشعبي":و المثل كأي مظهر من مظاهر الفكر الشعبي هو موقف صادق يختزن وجهة نظر قد لا تكون في الامتداد الايديولوجي السليم و لكنها تحمل غبار التجارب الاجتماعية المادية، و المثل كتعبير يصوغ الموقف المادي بلا وساطة نظرية"[16]
وتجدر الإشارة إلى أن أهمية التراث  لا تقتصر على الجانب الفكري و المعرفي وإنما تتعداه إلى الجانب الجمالي، فالمثل الشعبي على سبيل المثال يخفف من جفاف الفكرة و يعطيها صبغة جمالية تستهوي القارئ أو المشاهد.
ومن الخصائص التي تتميز بها أعمال السيد حافظ أيضا استحضار الشخصيات التاريخية، فمن الشخصيات التي و رد ذكرها في هذه المسرحية شخصية صلاح الدين الأيوبي يتجلى ذلك في قول مصباح الزمان للفتاة":اسمعي عايزك تعملي بحث عن مصر المملوكية أو عن صلاح الدين لما حلم بمصر"[17]
وأهمية العمل المسرحي لا تكمن في جانبه الفكري والإيديولوجي فحسب بل تكمن في الجانب الجمالي و الفني أيضا، فما هي الخصائص الجمالية التي تميزت بها مسرحية "إشاعة"؟
يمكن رصد هذه المكو نات الجمالية انطلاقا من العناصر الآتية:
-       البناء الدرامي للمسرحية والشخصيات والفضاء المسرحي والصراع الدرامي والحوار واللغة.
إن القراءة العجلى للمسرحية توحي بأن بناءها شبيه بالبناء الدرامي للمأسـاة عند أرسـطـو، والذي يقوم على بداية ووسط ونهاية، إلا أن الدراسة الفاصحة تثبت عكس ذلك إذ إن في المسرحية تسلسل و تطور الأحداث لكن هذا التطور لا يخضع لتسلسل منطقي، فالسيد حافظ لو كان مقلدا لما افتتح مسرحيته بتلك الافتتاحية التي تعكس منذ البدء العلاقة الطيبة بين الفتاة و الأستاذ مصباح الزمان .
لقد انتهج السيد حافظ منهجا فريدا من نوعه، أساسه التوفيق بين ما هو فكري و جمالي و تلك إحدى مميزات المسرح التجريبي أو الطليعي ."إن من خصائص المدرسة الطليعية التمرد و الثورة على قوالب.. المسرح القديم أو الكلاسيكي و أيضا رفض للمدرسة الطبيعية الواقعية. إن موقف التمرد في إبداع الكاتب يتجاوز الإطار المألوف عن الواقع و يغوص فى العقل الباطني، وعالم اللاوعي واللامعقول"([18]).
وقد صرح أحد الباحثين قائلا:"يظلم السيد حافظ كل من يعامله بمقاييس المسرح التقليدي، وينصفه من ينظر إليه على أنه كاتب طليعي يرفض بإرادة عنيدة متمردة أن يكون مقلدا لغيره، فهو يأتي التقيد في مسرحياته للقالب الواحد يصب فيه مسرحيته كما يضع الكاتب الكلاسيكي أو الطليعي أو الواقعي، بل يؤثر التنقل في المسرحية الواحدة بين الأجواء المختلفة، لتحلق بنا وراء الأجواء المألوفة"([19])
وسيتأكد لنا هذا الابتداع عند السيد حافظ من خلال باقي المكونات الجمالية.
تنقسم شخصيات مسرحية "إشاعة "إلى ثلاث فئات :
الفئة الأولى : ويمثلها بطل هذه المسرحية و هما الأستاذ مصباح الزمان و الفتاة، و تعكس هذه الفئة جانب الوعي في المجتمع، فمصباح الزمان، كما يدل ذلك اسمه يرمز إلى النور، إذ يعمل على بث الو عي بين صفوف الشباب كما أنه يمثل نموذج المثقف المسؤول أمام قضايا وطنه وهموم أمته وكأن السيد حافظ من خلال هذه المسرحية " يتقدم ضمنيا ..بمشروع -ينتظر المثقفين عموما و المهتمين بالتاريخ خاصة- يتمثل في الدعوة إلى إعادة كتابة التاريخ.فإعادة الكتابة ستظهر مجموعة من الحقائق الخفية، كما ستكشف عن الذين صنعوا أحداث التاريخ، لأنهم - في غالب الأحيان- يحملون أقنعة تخفي وجوههم الحقيقية"([20])
   الفئة الثانية: تنقسم هذه الفئة بدورها إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى و يمثلها كل من الرجل المهم و الأستاذ فهمان، والصحفي أبو الكلام، هذه المجمو عة ترمز إلى التحايل و الاستبداد بكل أنواعه كما تمثل المصلحة الخاصة و حب الذات. فالصحفي أبو الكلام متعدد الأوجه و الأقنعة لا يحمل أي مبدأ بل يكتفي بالكلام الفارغ والخطابات الزائفة، إنه رمز لفئة عريضة من الإعلاميين و الصحفيين العرب الذين يتقنون حرفة الكذب و الثرثرة الكلامية.و قد استطاع السيد حافظ أن يعبر عن فساد الإعلام من خلال الحوار الذي دار بين الفتاة والصحفي أبو الكلام :
الفتاة : أنت فنيت عمرك مع الملك كنت قلمه.. مع الثورة كنت قلمها مع كل رئيس كنت قلمه مع الشرق كنت شرقي مع الغرب كنت غربي..و قلمك هو هو والحبر يتغير مرة أحمر مرة أخضر مرة أصفر .. مرة من دم الغلابة مرة بتبيع الغلابة مرة مع العبيدة مرة مع السادة مرة مؤمن مرة كافر .. بس قولي أنت مين.
الصحفي أبو الكلام : ح أريحك و أشرحلك ببساطة (يفتح دولاب يخرج مجموعة أقنعة) الصحافة السياسية ياصبية.. لعبة بانية و مختفية.. و القضية ببساطة إزاي تحط على وشك قناع .. شوفي  (يرتدي قناع )  دا ملكنا يا جماله هل من التاريخ هلاله من بيت للأشراف من نسب الشجرة المباركة . ( يخلع القناع)  بص.. هوب شوف .. التاريخ اتغير أهو( يرتدي قناع آخر ) الملك دا كان فاسد والثورة هي الحقيقة والشعب هو الشعب .." ([21])
إن هذه المجموعة حاولت بشتى الوسائل و الإغراءات إقناع مصباح الزمان بالتخلي عن مبادئه، و الحوار الآتي يعكس صورة من صور هذه الإغراءات:
الرجل المهم : لما تخد منا بصحيح ممكن نقول عنك، أنك تصلح  تبقى وزير، تبقى سفير، مسؤول جامعة.
مصباح الزمان: ازاي يعني
الرجل المهم: كل ما تتعاون معانا تقدر نخدمك أكثر.
الرجل المهم: ما احنا بلدك شوف سمعان النعمان بقى سفير، شوف صاحبك مشتاق الزمان بقى وكيل وزارة..أنت الوحيد اللي ما فهمتش و ما غيرتش أفكارك([22])
إن السيد حافظ يحاول فضح و كشف تلاعبات السلطة التي تسعى إلى إذلال  المواطن وغسل دماغه من الفكر الحي و الفكر الثوري.
أما المجموعة الثانية في هذه الفئة فيمثلها كل من الطالب الفاسد والزميل سمعان الزمان، ومشتاق الزمان. فهذه المجموعة صورة لفئة تلهث وراء الماديات و ملذات الحياة بكل أصنافها غير آبهة للقيم و المبادئ النبيلة، إنها نموذج الخنوع لمغريات السلطة والاستسلام لتجبرها وتسلطها.
الفئة الثالثة : ويمثلها أفراد عائلة الفتاة: الأب و الأم وابن العم. وترمز للاضطراب و التردد والحيرة وفقدان الثقة.و لعل ما يعكس ذلك قول الأخ "ما شفتش اللي شافوه ولاعرفت اللي عرفوه و ح ارجع ايد ورا وايد قدام ....لاعارف و لافاهم حاجة"([23]).
وبناء على كل ما سبق ذكره حول شخصيات مسرحية  "إشاعة" يمكن الاتفاق مع ما ذهب إليه حسن عبد الهادي من أن "شخصيات السيد حافظ ضائعة في خضم الحياة تبحث عن القيمة التي زيفتها أصابع الحضارة الحديثة، و تعيش و حشة رهيبة في طريق سعيها إلى تلك القيم و المثل السياسية، سواء أكان ذلك الصعيد الاجتماعي الإنساني، أم الأصعدة الأخرى كالدين و السياسة و الأخلاق"([24])
ينقسم إلى قسمين : زمن خاص و زمن عام، فالزمن الخاص محدد و محصور و مرتبط بتطور الأحداث، و نماذجه متعددة في المسرحية أكتفي بنموذج يمثل " الليل " على سبيل الإشارة فقط:
الفتاة : ياأبه خليك للصباح.... و الصباح رباح..
الأب : يابنيتي أمك تعبانة و مستنيااني على نار..
الفتاة : سلم لي على أمي .. قولها إني مستنيه الصيف علشان أجيلها..
الأب : سلام عليكم ..
الفتاة : مع السلامة (تخرج بينما الظلام يحدث و تنزل خلاله أغنية قولوا العين الشمس)([25])
أما الزمن العام : فهو زمن فضفاض وواسع زمن مرتبط بأزمات المجتمع المصري بصفة خاصة والمجتمع العربي بصفة عامة. زمن يتداخل فيه الماضي والحاضر والمستقبل ومن نماذج ذلك الحوار الآتي :
الفتاة : أرجوك يادكتور ما تحلمش.. أنت زي والدي.. أرجوك اهرب سافر.. غادر الزمان والمكان.
مصباح الزمان : الوطن انسان مش مكان و لازمان ..([26]).
و في موضع آخر نجد الحوار الآتي:
الفتاة : (مقاطعا ) أنت ليه مصمم تفضل هنا  ليه ما تسافرش ما تهجرش.
مصباح الزمان: أنا مهاجر في المستقبل معاكم.
وهاجس الزمن حاضر في مسرحية " إشاعة " بشكل مثير وملفت للنظر، كما يبدو من خلال أسماء الشخصيات، من أمثال : مصباح الزمان وعصر الزمان الفهمان. فهذه المسرحية لاتعالج مرحلة بعينها بل هي مسافرة في كل الأزمان والعصور.
ما قيل عن الزمن يقال عن المكان أيضا، فهناك المكان الثابت المرتبط بتطور الأحداث مثل: الجامعة، البيت، مكتب مصباح الزمان، القرية، المدينة و غيره من الأمكنة. و هناك المكان العام المرتبط بالوجود الإنساني ف"قضية المكان في مسرح السيد حافظ تحتاج لبعض المناقشة فهو ليس محدد بحدود الواقعية المألوفة، بل هو مكان فنتازي، تجريدي يقع على حافة الاحتمال غير المحدد بمحددات آلية. وهو واقع مكاني خاص، متحرر من المواصـفـات الشكلية المعتادة غـوص في اللامحدود و الوهمــي و الشبحي "([27]).
و عن عالمية المكان في مسرح السيد حافظ يقول إسماعيل الأمبابي : "هذا الكاتب لم يحمل جواز سفر مصريا فقط، بل في الحقيقة حمل هذا الكاتب جواز سفر عربيا إفريقيا عالميا...فكل قلوب الناس حقيقته"([28]).
إن بنية المكان في مسرحية "إشاعة " بصفة خاصة و باقي أعمال السيد حافظ المسرحية متنـوع و متعدد فتجاربه " تسافر ..في جميع الأمكنة، في الشوارع في السجون، في المعتقلات، و في الساحة العمومية، ليتجاوز ضيق الخشبة الإيطالية .. التي تقبر ذهن الممثل و المتلقي بتعليماتها الحرفية، فتسقط معها تلك النمطية مع كاتبنا ليجعل المسرح متحركا يخاطب الماضي و الحاضر، لتكون في الأخير نسيجا متناسقا يروم إلى المستقبل المشرق و هذا ما أكده الباحث عبد الكريم بقوله: "لأنها كتابـــات جـــادة و جريئة، كتابات لا تقف عند الشائع المعروف،    و لكنها تتعداه لتطل إلى مشارق كتابة مستقبلية جديدة. و هي تتوسل إلى كل ذلك من خلال التجريب الواعي"([29])
و خلاصة القول في هذا المقام "إن السيد حافظ لا يلتزم بحرفية تعليمات وحدات الزمان و المكان الأرسطية، و لكن تنصب اهتماماته على تجريد المسرح كمسرح من الأشكال التقليدية القديمة"([30])
لقد تعددت مظاهر الصراع في مسرحية " إشاعة " و تنوعت. فهناك صراع نفسي تعانيه بعض شخصيات المسرحية، بدءا من الفتاة التي عانت الويلات من جراء ما قيل عنها من إشاعات، فرغم أنها نموذج للمرأة الواعية المتشبثة بمبادئها المؤمنة بقضية أمتها، فإن ضغوطات أفراد المجتمع  كادت تفقدها الثقة في نفسها و تتخلى عن مبادئها من ذلك ما يعبر عنه الحوار الآتي:
الفتاة : ممكن اسأل حضرتك سؤال ايه فايدة البحوث لما ترتمي في الادراج   والاعلى الرفوف و لا تتسجن في كتاب ضرير ما يتقراش.. ايه فايدة القصيدة و الجريدة...و العلم و الحلم لحظة انهيار وطن.
مصباح الزمان : الكلام دا يأس ما حبهوش .. ما علمتهوش لكم ..ما عرفتهوش في حياتي أنت أكيد قابلتي الدكتور عصر الزمان..([31])
فالملاحظ أن الباطل كاد يصبح حقيقة لولا تشجيعات الدكتور مصباح الزمان و قوة إيمانه، التي استطاع بفضلها أن يتغلب على الإشاعات و يعين بذلك الفتاة على إعادة الثقة في نفسها. إن الدكتور مصباح الزمان نموذج للخير في مقابل الشر الذي عكسته بعض شخصيات المسرحية من أمثال الرجل المهم و الأستاذ فهمان و غيرهما.
هناك إذن صراع بين الخير، المتمثل في الإيمان بالقضايا الإنسانية كما عكستها شخصية الدكتور مصباح الزمان و شخصية الفتاة.و الشر، المتمثل في التسلط والتجبر والوقوف ضد الحق، وقد عكسته مجموعة من الشخصيات من أمثال الرجل المهم و غيره وهناك صراع آخر طالما تكرر في أعمال السيد حافظ، إنه الصراع بين المدينة و القرية و من نماذج الأعمال التي عكست هذا الصراع إلى جانب مسرحية " إشاعة " مسرحية " حكاية الفلاح عبد المطيع"
إن الحوار من الأسس و الدعائم التي يقوم عليها البناء الدرامي، فبواسطته تتـبلور الأحـداث و تتطور، كما أنه يساهم في رسم معالم الشخصية وحالتها النفسية.
وقد تنوعت أضرب الحوار في مسرحية "إشاعة " واختلفت من ناحية الطول و القصر. و لعل "ما يميز الحوار عند السيد حافظ هو ذلك التنوع ليكون همزة وصل بين مجريات الأحداث و مشاعر الشخصيات التي تساهم في بلورته، و هو حوار يفصح عن مجموعة من المواقف و الأفكار"([32]).
لقد كتب السيد حافظ هذه المسرحية باللغة العامية المصرية، و  لا يعد ذلك عيبا أو نقصا بل إن القارئ غير المصري و المشاهد العربي بصفة عامة يحس بجمال هذه المسرحية و بفنيتها نتيجة تذوقه للهجة المصرية، كما أنه لولا هذه الكتابات باللهجات المحلية لما استطعنا أن نطلع على التراث المحلي لكل بلد على حدة، من ذلك : التقاليد و العادات و التراث الشعبي مثل الأمثال الشعبية المحلية .
وقد وظف السيد حافظ في مسرحيته هذه في بعض الأحيان اللغة الثالثة كما يسميها توفيق الحكيم من ذلك على سبيل المثال لا الحصر قول الرجل المهم : "يا مصباح الزمان، لكل زمان رجالـــه و لكل دولة رجال و أنت ما اتغيرتش و ما بقتش معانا "([33])
ومن جماليات اللغة في هذه المسرحية المزج بين لغة النثر و لغة الشعر . "و البناء الشعري - عند السيد حافظ - لا يقوم على موسيقى الشعر بقدر ما يقوم على الصورة الفكرية التي تبعث من البناء اللغوي. و الشعر هنا شعر مضمون لا شعر اللفظ "([34]). وقد وسم عبد  الرحمن أبو عوف اللغة في مسرح السيد حافظ بـ "اللغة اللاواقعية " فمما قاله ما يلي : "لقد رفض تبني المسرح الطبيعي الواقعي الأسلوبي لقد تبنى  أسلوبا بليغا شعريا مدعوما بعيدا عن اللغة اليومية بعد الشعر عن النثر، فشخصياته يعبرون بلغة مصطنعة تصويرية متعددة عاطفية وفلسفية رومانتيكية و شعرية و أحيانا مغلقة بالصور فهو يحاول إعادة سلطان و عظمة الشعر ولكن هل الشعرية طغت على الدراما "([35])
من نماذج هذه اللغة التي يغلب عليها طابع  الصنعة قول الطالب الفاسـد: (أنا بصراحة  وبدون فصاحة)([36]) و قوله في موضع آخر: (حفلة خلوية في الهيلتون..الزفاف في الشيراتون.....)([37])
هذه بعض و ليس كل الجوانب الفنية التي تميزت بها مسرحية "إشاعة "، هذه المسرحية التي تتوفر على " إرشادات مسرحية " و تقنيات فنية تحتاج إلى و قفة خاصة.


خاتمـــــة :

تلك هي بعض المكونات الفكرية و الجمالية في مسرحية " إشاعة ". هاته المسرحية التي حاول السيد حافظ من خلالها فضح الواقع المصري بصفة خاصة، و الواقع العربي بصفة عامة، و تعريته بغية إصلاحه و تقويمه. و لعل الدعوة إلى كتابة التاريخ و البحث عن الحقيقة ظلت هاجسه في هذه المسرحية و مسرحيات أخرى.
لقد جعل السيد حافظ من أعماله المسرحية واجهة نضالية ضد الظلم بمختلف أشكاله. فهو يدعو الإنسان إلى عدم الاستسلام أمام آفات المجتمع الخطيرة منها آفات  الأمراض الاجتماعية و النفسية كما صورتها هذه المسرحية ف " السيد حافظ من كتاب المسرح الإنسانيين ليس بنزعته نحو العدالة في الحياة فقط ولكن  باندماجه في هموم الحياة العربية ككل، في تعبها الإنساني و المحاولة العاجزة عن خلق  نظام  يحقق مجتمعا جديدا تتحقق فيه سعادة تمسح  التعاسة و الاندحار في أعماق الإنسان العربي السيئ الحظ"([38])
إنني بهذا العمل المتواضع أتمنى أن أكون قد ساهمت و لو بقدر يسير في رد الجميل لهذا المبدع النموذجي، الذي يستحق الشكرو الثناء، هذا المبدع الذي عانى من التهميش كما عبر عن ذلك بنفسه : "أنا من الجيل الذي ضحى و استشهد في 73 و لم يذكره التاريخ... أديبا أو فنيا أو ثقافيا وظلت اللعبة كما هي .. الذين تسببوا في طعن الوطن و هزيمته يقودون الوطن فكرا و فنــا و ثقــافــة و تألهوا بدون مبرر على ذكريات ما قبل النكسة لا أدري !!فأنا أبحث عن شكل مسرحي جديد مع جيلي و لست بمفردي جيل كامل... كان يبحث نقدا و إبداعا وهذا الجيل ظلم "([39])
وإذا كان التاريخ قد ظلم السيد حافظ فإن الباحث المتعطش للمعرفة والتحصيل العلمي لن ينسى جهد أبطال القلم و الكلمة وسيبقى مدينا لهم بأعمالهم المتميزة التي نسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم والحمد لله رب العالمين.








0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More