Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الأحد، 29 يونيو 2025

البيان الثاني: عما يشبه الشعر الرواية الشعرية المكثفة - رحلة التجريب والمخاض

 البيان الثاني: 

عما يشبه الشعر

 الرواية الشعرية المكثفة - رحلة التجريب والمخاض

بقلم: السيد حافظ



هذا البيان الثاني يأتي مكمّلاً للأول، مركزاً على:  

1. التحديات الفنية للجنس الأدبي الهجين  

2. الحوار مع القارئ والنقد  

3. الأسئلة المفتوحة لمستقبل هذا الشكل  

4. التوجيه لمن يريدون خوض التجربة  

مع الحفاظ على النسق الشعري والفلسفي للبيان الأصلي

البيان الثاني 

في زمنٍ صار فيه الأدب يستجدي انتباه القارئ من بين بريق الشاشات،  

وفي زمنٍ باتت فيه الكلمات تغرق في محيط الصخب،  

كان لا بد للشكل الجديد أن يثبت جذوره في تربة المعنى...  

أن يكون صرخة في وجه الابتذال، ومقاومةً ضد تيار اللامبالاة.  

❖ كيف تكتب الرواية الشعرية المكثفة؟  

ليست وصفةً تُتبع، ولا قالباً يُنسخ،  

بل هي رحلةٌ في أعماق اللغة والوجدان.  

مساحةٌ حيث يذوب السرد في القصيدة،  

وتنصهر الحكاية في ومضة الصورة.  

هي بناءٌ هشٌّ كخيط العنكبوت،  

قويٌّ كصخرةٍ تحمل أسرار العصور.  

تتطلب جرأةً لاقتحام المسكوت عنه،  

وصبراً لصياغة الوجع بلغة الضوء.  

** تحديات الكائن الهجين:  

- كيف نحافظ على إيقاع الشعر دون أن نخنق السرد؟  

- كيف نبني عالماً روائياً في مساحة القصيدة؟  

- كيف نصنع من التكثيف عمقاً لا إيجازاً؟  

- كيف نروي بالغياب أكثر مما نروي بالحضور؟  


لقد اكتشفتُ أن المفتاح يكمن في **الثقة بالقارئ**،  

في ترك الفراغات التي يملؤها بدمائه،  

في الكتابة بنصف الكلمة ليُكمل هو النصف الآخر.  


## ❖ "عما يشبه الشعر" بين النقد والقارئ:  

بعضهم قال: "هذا تشويه للفنون!"  

وآخرون رأوا فيه "تحريراً للأنواع من سجنها".  

أما أنا فأقول:  

لقد جاءت هذه الكتابة من رحم الحاجة،  

وليس من رحم النظرية.  

القارئ وحده هو حَكَمُها،  

فهو من يقرأ بنظرة العقل وبنبض القلب معاً.  

 أسئلة تبحث عن إجابات:  

هل يمكن أن تصبح الرواية الشعرية وطناً للمهمشين؟  

هل تقدر أن تكون صوتاً للجراح التي لا تنزف دماً بل ضوءاً؟  

هل ستتحمل عبء الأسئلة الوجودية في زمنٍ يلهث وراء اليقينيات السطحية؟  

❖ إلى من سيجرّبون هذا الطريق:  

لا تكتفوا بمحاكاة الشكل،  

فالأهم من الشكل هو **الروح التي تسكنه**.  

لا تخافوا من كسر القواعد،  

لكن احترموا قدسية اللغة.  

لا تبحثوا عن الجماهير،  

بل اكتبوا للقارئ الذي يقرأ بجميع حواسه.  

❖ كلمة أخيرة:  

لم أكتب البيان الأول إلاّ كخريطة أولية،  

وأكتب هذا البيان الثاني كاعترافٍ بصعوبة الرحلة.  

فالرواية الشعرية المكثفة ليست حلاً جاهزاً،  

بل هي **سؤالٌ متجدد** يطرح نفسه مع كل صفحة بيضاء.  

إنها رهانٌ على قدرة الكلمة على النهوض من بين الركام،  

وإيمانٌ بأن الأدب ما زال قادراً على إنقاذنا  

ممن نكون،  

ومما صرنا إليه.  


السيد حافظ  

الهرم – القاهرة  

يوليو 2025  


.

مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح السيد حافظ- ريمة بن عيسى

مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح السيد حافظ


الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي


جامعة محمد لمين دباغين – سطيف 2

كلية الآداب والفنون

قسم اللغة والأدب العربي

أطروحة الدكتوراه


الشعبة: دراسات أدبية

التخصص: أدب عربي حديث ومعاصر


إعداد الطالب(ة):

 ريمة بن عيسى



عنوان الأطروحة:

مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح السيد حافظ -


المشرفة(ة): أ. د. ليلى بن عائشة

الجامعة: المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري



---


أعضاء لجنة المناقشة:


الاسم واللقب الرتبة الجامعة الصفة


حسين تيروش أستاذ التعليم العالي جامعة محمد لمين دباغين - سطيف 2 رئيسًا

ليلى بن عائشة أستاذ التعليم العالي المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري - برج الكيفان - الجزائر مشرفًا ومقرّرًا

حياة دريوش أستاذ محاضر – أ – جامعة محمد لمين دباغين - سطيف 2 ممتحنًا

علي بخوش أستاذ محاضر – أ – جامعة سكيكدة ممتحنًا

رابح بوشباب أستاذ محاضر – أ – جامعة محمد لمين دباغين - سطيف 2 ممتحنًا

عبد الحميد حلالة أستاذ محاضر – أ – جامعة عباس لغرور – خنشلة ممتحنًا




---


السنة الجامعية: 2024-2025




أطروحة دكتوراه حول "مسرحة التراث" في تجارب السيد حافظ بجامعة سطيف 2


شهدت كلية الآداب والفنون بجامعة محمد لمين دباغين - سطيف 2، مناقشة أطروحة دكتوراه متميزة في الأدب العربي الحديث، تناولت بالدراسة والتحليل أعمال الكاتب المسرحي المصري السيد حافظ، أحد أبرز المجددين في المسرح العربي.


الأطروحة الموسومة بـ "مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية – قراءة في مسرح السيد حافظ"، أعدتها الباحثة ريمة بن عيسى، وأشرفت عليها الأستاذة الدكتورة ليلى بن عائشة من المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، برج الكيفان – الجزائر.


ناقشت الدراسة كيفيات توظيف التراث العربي في المسرح من خلال تجربة السيد حافظ، الذي يعد من أبرز روّاد هذا الاتجاه، حيث استطاع أن يُعيد صياغة الرموز والأساطير والنصوص التراثية في بنى درامية معاصرة تخاطب الوجدان العربي الراهن.


تكوّنت لجنة المناقشة من نخبة من الأساتذة من جامعات جزائرية متعددة، وترأسها الدكتور حسين تيروش، وشارك فيها كل من الأساتذة: حياة دريوش، علي بخوش، رابح بوعشاب، وعبد الحميد حلالة، الذين أشادوا بجهد الباحثة العلمي ورؤيتها النقدية.


وتأتي هذه الدراسة كإضافة نوعية للمكتبة المسرحية العربية، خصوصًا في ما يتعلق بجهود السيد حافظ في المزج بين التراث والمسرح الحديث، وإسهاماته في تكوين هوية مسرحية عربية واعية بالذاكرة والتاريخ.


السنة الجامعية: 2024-2025

مقدمة

تعد الفنون أحد أصناف الثقافة الإنسانية، وجزءا لا يتجزأ من ثقافة الأمم، فهي نتاج الإبداع الإنساني النابع من أعماق الذات التي تضفي لمستها الفنية الفاعلة والمفكرة والصانعة للجمال؛ فالفنون ككل إنتاج لأشكال ممتعة مؤثرة، وجاذبة تجتمع فيها كل جوانب الإبداع والتعبير والتمثيل كونها تنقسم إلى عدة أنواع منها: الفنون التشكيلية كالرسم، النحت العمارة، فن الكتابة والخط التصميم والفنون التطبيقية (الزخرفة الديكور، صناعة الأثاث الخزف صناعة الحلي، تصميم الأزياء والفنون الأدائية ) كالموسيقى، الشعر الغناء، الأوبرا السينما والمسرح)، إذ يعد هذا الأخير أبا الجميع الفنون؛ كونه مجموعة تجارب تعكس واقع مجتمع ما ومستواه الفكري والثقافي والاجتماعي في قالب تأليفي يتميز بالانسجام والتفاعل بين مختلف المكونات المسرحية.


يحمل المسرح بوصفه صورة مرئية متسقة العناصر نصا وعرضا، رسالة فنية وثقافية تعليمية هادفة، فهو من بين الفنون الإنسانية، التي احتفى به الإغريق القدماء فمنحوه كل طاقتهم الإبداعية تأليفا وتمثيلاً، ولا يزال فنا جماعيا تكامليا يشهد مواجهة حية بين الممثل والجمهور، هذه العلاقة التفاعلية بين هذين الأخيرين حققت مضامين فكرية وجمالية خاصة من ناحية العرض المسرحي القائم على التشكيل البصري السمعي المتناغم والمتجانس في منظومة العرض الركحي، ومنه جاء المسرح ليكون قراءة واعية للمواقع باستخدامه عدة عناصر وتقنيات إبداعية أسهمت في تشكل الكتابة المسرحية العربية، فمنطلق الإبداع هو الواقع يتشكل منه، ويتجاوزه في الوقت نفسه.


اللافت للانتباه أن هذا الإبداع لم يكن وليد الصدفة، بل له مرجعيات فكرية، أدبية ثقافية، فلسفية تاريخية وتراثية، عدت لبنة أساسية في التأثيث المسرح عربي أصيل فكان التراث ركيزة قويمة، ومصدرا رئيسا للإبداع الفكري والحضاري، وهذا الإبداع لا يتحقق إلا من خلال تفاعل المسرح مع التراث.

لتحميل الدراسة كاملة

اضغط هنا






السبت، 28 يونيو 2025

الرواية الشعرية المكثفة – عما يشبه الشعر

 الرواية الشعرية المكثفة

 – عما يشبه الشعر


بيان أوّل


بقلم: السيد حافظ



في زمنٍ ضاقت فيه الأجناس الأدبية عن التعبير،

وفي زمنٍ لم تعد فيه القصيدة تكفي، ولا الرواية تحتمل،

كان لا بد من اختراع شكلٍ جديد…

شكلٍ يجمع الشعر بالفكر، والسرد بالحلم، والذات بالوطن.

هكذا وُلدت تجربتي في الرواية الشعرية المكثفة.

❖ ما الرواية الشعرية المكثفة؟

ليست رواية بالمعنى التقليدي،

وليست قصيدة مطوّلة،

بل كائن أدبي هجين، لكنه حيّ.

نص متعدد الأصوات، لكنه واحد في الرؤية.

سرد لا ينهض بالحكاية وحدها، بل بالحسّ، بالحدس، بالحقيقة الموجعة.

لغة ليست وصفًا للعالم، بل تفكيك واستحضار ومحاكمة له.

زمن متداخل، يكتب الماضي من عيون الحاضر، ويستشرف ما لم يحدث بعد.

❖ لماذا كتبتُ بهذه الطريقة؟

لأنني لم أجد في الأشكال القديمة ما يسع انكساري، وحنيني، وغضبي، وعشقي،

ولأنني آمنت أن الكتابة ليست ترفًا، بل نجاة.

كتبتُ الرواية الشعرية المكثفة حين عجز جسدي عن الوقوف، ولم تعجز روحي عن الحلم.

وحين خذلني الواقع، احتميت باللغة.

❖ عن “عما يشبه الشعر”

ليست فقط رواية شعرية مكثفة، بل وثيقة روحية وزمنية، وسيرة ذاتية مستترة في جسد الأدب.

فيها كتبت عن:

الحب الذي فشل لكنه بقي في القلب.

الوطن الذي هزمنا ولم نكفّ عن حبه.

الجسد المريض الذي ما زال ينهض كل يوم بحبرٍ جديد.


الأمل، الذي رغم الموت، يشبه القصيدة.

❖ وماذا بعد؟

كثيرون سيحاولون تقليد الشكل،

لكن قليلين من يفهمون أن هذا الشكل ليس لعبة لغوية،

بل صرخة من قلب التجربة، وفلسفة من تحت الرماد


❖ كلمة أخيرة:


أنا كتبت الرواية الشعرية المكثفة لأنني لم أعد أحتمل الصمت،

ولأن الشعر وحده لم يعد يواسيني،

ولأن الرواية وحدها لم تعد تسعني،

فكتبت ما يشبهني…

وما يشبه الشعر.


السيد حافظ

الهرم – القاهرة

يونيو 2025

الخميس، 19 يونيو 2025

السيد حافظ" في دائرة البحث الأكاديمي: أطروحة دكتوراه بجامعة سطيف 2 تستكشف مسرحة التراث في أعماله المسرحية

 "السيد حافظ" في دائرة البحث الأكاديمي: 

أطروحة دكتوراه بجامعة سطيف 2 تستكشف مسرحة التراث في أعماله المسرحية


في مبادرة علمية تعكس اهتمام الجامعة بالمسرح العربي وقضاياه الفكرية والجمالية، تستعد كلية الآداب واللغات بجامعة سطيف 2 - بالجزائر لاحتضان مناقشة أطروحة دكتوراه تسلط الضوء على تجربة الكاتب والمسرحي المصري السيد حافظ، وذلك يوم الاثنين 23 جوان 2025 على الساعة 17:00 مساءً بقاعة المناقشات الكبرى (3000 مقعد).

الباحثة ريمة بن عيسى تتناول في أطروحتها، التي تقدّمت بها لنيل شهادة الدكتوراه في أدب عربي حديث ومعاصر، موضوعًا بعنوان:

"مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية – قراءة في مسرح السيد حافظ"

وتحاول من خلاله الغوص في الأنساق الجمالية والمرجعية التي استند إليها السيد حافظ في تحويل التراث العربي إلى مادة درامية حيوية، قادرة على التفاعل مع الواقع وتحديات العصر، دون أن تفقد بعدها التاريخي والروحي.


لجنة المناقشة تتكوّن من:

د. حسن تيوين – رئيسًا

د. ليلى بن عائشة – مشرفة ومقررة

د. رابح ذياب، د. عبد الحميد حدادة، د. علي كروش، ود. حياة قيرون – أعضاء

وقد أُعلن عن المناقشة رسميًا بتاريخ 15 جوان 2025.



الجمعة، 16 مايو 2025

مسرحية أولاد جحا. فيديو

 مسرحيات فيديو

أولاد جحا

مسرحية للأطفال


تأليف السيد حافظ

مسرحية أولاد جحا

سنة ١٩٨٦

تمثيل عبدالرحمن العقل 

عايشة ابراهيم

جاسم الصالح

زهرة الخرجي

ماجد سلطان


لمشاهدة المسرحية كاملة

اضغط هنا  





الجمعة، 9 مايو 2025

صور 2

 صور 2











الثلاثاء، 6 مايو 2025

حافظ .. المثقف اللانسقي في المسرح العربي /د . ياسر عبد الصاحب البرّاك


 حافظ .. المثقف اللانسقي في المسرح العربي

 د . ياسر عبد   الصاحب البرّاك

 



يوفر لنا حقل الدراسات الثقافية ( Cultural Studies ) فرصة للإجتهاد حول إعادة فهم شخصية المثقف وطبيعة إنتاجه الثقافي وعلاقته بالبنية الإجتماعية، فإذا كانت الأيديولوجيا بوصفها مظهراً من مظاهر الثقافة تمثل نسقاً يتمظهر في البنية الأساسية لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، فإن المثقف الذي يتبنَّى أيديولوجيا ما يكون بالضرورة مثقفاً نسقياً لأنه يخضع في إبداعه العام لنسقية تلك الثقافة فضلاً عن دفاعه المستمر عنها، وبالنتيجة فإن الذي لا يتبنى تلك الأيديولوجيا لأنها تمثل نسق السلطة بأشكالها المتعددة ( سياسية، إجتماعية، دينية، ثقافية ) فإنه يكون مثقفاً غير نسقي. وعلى هذا يكون ( المثقف اللانسقي ) هو من يعمل خارج نسقية السلطة لأنه يؤمن بالتحرر من سلطة الأيديولوجيا وفكرة الهيمنة ( Hegemony ) في خطابها على حدِّ تعبير غرامشي.


إن المثقف اللانسقي يُعدَّ حالة إستثنائية في الثقافة العربية لأنه – وظيفياً – يكون خارجاً عن نسق السلطة في إبداعه، وحركته، وفعله، ومواقفه، والى هذه الصورة ينتمي الكاتب المسرحي المصري ( السيد حافظ ) الذي يغادر نسقية السلطة بدءاً من إبداعه المسرحي، ومروراً بفعله العضوي في المجتمع، وإنتهاء بمواقفه الجريئة والمعلنة في كل ما حوله.



تبدأ لا نسقية السيد حافظ من مغامرة الكتابة لديه التي تتوزع على ( المسرح، القصة، الرواية، الدراما الإذاعية والتلفزيونية، المقالة الصحفية)، فضلاً عن الممارسة العملية في فعل الإخراج وتأسيس الجماعات المسرحية التجريبية المنفلتة من نسقية المؤسسة المسرحية الرسمية. وهذه اللانسقية تذهب صوب ( التجريب Experimentation ) الذي يوفر له فرصة المغايرة مع خطابات السلطة القائمة، سواءاً كانت هذه السلطة ممثلة بسلطة الثقافة نفسها عبر الشكل المسرحي القار الذي يمارس نسقية إجناسية تفرض على الكاتب المسرحي إقتفائها، أو كانت سلطة الأيديولوجيا التي تُروِّج لها المؤسسة المسرحية الرسمية المرتبطة بخطاب الدولة بوصفها مالكة لوسائل الإنتاج الثقافي.


إن تجريبية السيد حافظ ولا نسقيته يتعاضدان لينتجا للثقافة العربية نصوصاً إبداعية ملغومة بالإشكاليات البنيو – رؤيوية لأنهما يفرضان وجودها بدءاً من العتبات النصيِّة الأولى أو ما يسمى في التصور السيميائي بالعناوين أو العنونة (titrologie ) حيث تبدو اللانسقية في العنوان في معظم تلك النصوص ( مثال : كبرياء التفاهة في بلاد اللامعنى، هم كما هم ولكنهم ليس هم الصعاليك ) وهذه الغرابة واللانسقية تمتد لكل مفاصل النص بوصفه خطاباً خارجاً عن نسقية خطابات سلطة الجنس الأدبي والفني الذي هو – بالضرورة – تمثيل لخطاب سلطة المؤسسة المسرحية الذي يتكئ على المرجعية النسقية لخطاب السلطة السياسية أو الإجتماعية أو الثقافية أو الدينية بدء من إختياره لثيماته المميزة التي تهدف إلى الكشف عن ( القاع ) بوصفه الحقيقة الهامشية والمُغيبة في خطابات السلطة، فالقاع هو الفضاء المسكوت عنه الذي يختزن الحقيقة الفعلية التي تغطيها جماليات خطابات السلطة، وبالتالي فإن السيد حافظ يشتغل في الأنساق المضمرة في تلك الخطابات التي لا تُصرِّح بها خطابات السلطة، ويبرز ذلك بشكل واضح في تعامله مع التاريخ والتراث بشكل واضح في نصوصه الإبداعية، إذ أنه يغادر الرواية الرسمية للتاريخ أو التراث التي يرويها مؤرخو السلطة، ويشرع في الحفر الأركيولوجي في التاريخ المنسي والمهمَّش الذي يقابل ذلك التاريخ الرسمي المزيف. فيعمل على إخراج الشخصية التاريخية أو التراثية من الصورة النمطية ( Stereotype ) التي رسمتها خطابات السلطة مانحاً إياها تصورات جديدة مغايرة لتلك النسقية ( مثال : شخصية الحاكم بأمر الله، في مسرحية ” حلاوة زمان ” ) مُعرِّياً في الوقت ذاته التاريخ الرسمي. ولا يقتصر ذلك فقط على الشخصية التاريخية أو التراثية، بل يتعداه أيضاً إلى الشخصيات المعاصرة عبر فضح نسقية خطابات المؤسسات السلطوية بتمظهراتها المتعددة ( الحكومة، المجتمع، رجال الدين، المثقفون، الأثرياء، العائلة، المهنيون ، … الخ ) .


يخرج السيد حافظ أيضاً من نسقية اللغة بوصفها خطاباً سلطوياً ، فاللغة مؤسسة ثقافية لها نظامها القائم الذي يفرض على المثقف التعامل معه على وفق شروط محددة تجعل من منطق الهيمنة هو السائد في علاقة المثقف بلغة التعبير لديه، وهذا الخروج من نسقية اللغة بوصفها أداة التعبير الرئيسة يتخذ في نصوصه أشكالاً مختلفة تبدأ من إستعمال المحكي اليومي ( اللهجة العامية ) في العديد من تلك النصوص، وتمر بفعل المزاوجة بين العامية واللغة الفصيحة، وتنتهي بإستعماله للغة الفصيحة الخالصة. وفي كل مرحلة من تلك المراحل تعتمد نصوصه على آليات لغوية تتجنب الوقوع في نسقية اللغة بوصفها سلطة، فاللجوء إلى العامية في نصوص الصغار والكبار على حدٍّ سواء إنما لإيمانه أن العامية تمثل اللغة غير الرسمية للناس غير الرسميين ( عامة الشعب ) بإزاء اللغة الرسمية للناس الرسميين ( الحكومة ومن يرتبط بمؤسساتها )، وهو يلجأ إلى المزاوجة بينهما لأن شكل الصراع في بعض نصوصه يفرض عليه هذه المزاوجة بين الرسمي وغير الرسمي لتحقيق ضرورات فنية وفكرية تدفع بذلك الصراع إلى التكشف والوضوح. وحتى في إستخداماته للغة الفصيحة الخالصة في نصوص أخرى فهو يتجنب الوقوع في نسقية اللغة وسطوتها عبر اللجوء إلى المزاوجة بين لغة الشعر والنثر والتعابر الأسلوبي والبلاغي بينهما ليكوِّنا لغة لا نسقية تنفرد بها خطابات السيد حافظ المسرحية. وهذا الحال ينطبق على تعامله أيضاً مع العناصر الدراماتيكية الأخرى في نصوصه مثل الزمان والمكان.


بقي أن نقول : “أن لا نسقية السيد حافظ سعت إلى إيجاد مؤسسة بديلة للمؤسسة الرسمية عبر تأسيسه لعدد من الجماعات المسرحية التجريبية المستقلة التي هدفت في حركتها الإبداعية إلى إيجاد خطابات لا نسقية إنتاجاً وإبداعاً، فضلاً عن تأسيسه مؤسسة ( رؤيا ) التي صرف عليها من ماله الخاص في سعي دونكيشوتي لتكوين سلطة ثقافية لا نسقية خارج سلطة الثقافة النسقية السائدة في بلاده” ، الأمر الذي يدفعنا إلى القول : “أن تجربة السيد حافظ في الانفلات من سلطة المؤسسة الرسمية وخطاباتها الأيديولوجية يفتح لنا الباب في تكرار التجربة لأنها أسفرت عن أنموذج للمثقف اللانسقي في البلاد العربية.


نشر هذا المقال في موقع مجلة الفرجة

ويمكن الإطلاع عليه في الموقع الأصلي من خلال الرابط التالي

اضغط هنا




مسرحيات الكاتب السيد حافظ في الكويت


مسرحيات الكاتب السيد حافظ في الكويت



الجمعة، 2 مايو 2025

لا أتوقع شيئًا من هذا الوطن

لا أتوقع شيئًا من هذا الوطن

***



 لا أتوقع شيئًا من هذا الوطن. لم يمنحني وظيفة، فسافرتُ إلى الكويت. ١٩٧٦.. منحتني الكويت وظيفة، وسيارة، وفرصة للكتابة للتلفزيون، والإذاعة، والمسرح.

وعُدتُ من الكويت بعد عشر سنوات، وتقدمتُ بطلب وظيفة إلى فاروق حسني. فأرسل الطلب إلى إدارات الوزارة، فلم توافق إدارة واحدة على تعييني. بل قابلني أبو العلا السلاموني، وقال لي: «طلبك حوَّله الوزير لكل الإدارات، وأنا اقترحت عقدًا لك مؤقتًا بمائة وعشرين جنيهًا (1990)»… وضحك.

لا أتوقع معاشًا استثنائيًا من هذا الوطن. طلب أحد النقباء الشرفاء من الوزيرة منحي معاشًا، فرفضت.

لا أتوقع سكنًا من هذا الوطن، ولا مدفنًا. وحين طالبتُ بعلاج زوجتي، رفضوا فسافرتُ إلى الإمارات. أعطتني وظيفة مدير تحرير مجلة الشاشة ومجلة المغامر. وحين تعثرتُ، تدخَّل الشيخ سلطان القاسمي بمعاونة أشرف زكي ونور الشريف، وفكَّا مشكلة شيك إيجار مؤجَّل. وحين عدتُ من الإمارات مفلسًا، لم تفعل أي جهة أي شيء. كنت أبحث عن الله في شوارع الجيزة والقاهرة والهرم، ولم أتوقع شيئًا من مصر… فالوفاء في مصر نادر، والوطن غائب و"عايب".


حتى النساء الجميلات اللائي تزوَّجتهن تركنني بعد أن عرفن أنني غير قادر على شراء عقد ياسمين، ورغيفين ساخنين، وثمن فنجانين من القهوة على مقهى البستان.

وظهرت أجيال من الأدباء والشعراء حملوا وساخة الأجيال السابقة ووساخة جيلهم. معظمهم أبناء غير شرعيين، أنجبتهم مصر في غرفة نجيب محفوظ في قصته تحت المظلة، حيث كانت هناك عاهرة عمياء في غرفة مظلمة يدخل عليها كل الغرباء، يقضون حاجتهم ويرحلون. هذه هي حقيقة مصر التي لا يذكرها أدعياء الكتابة والنقد عن وصف الحاج نجيب محفوظ.


أنا متأكد أن الوطن الذي لم يُكرم محمد فريد، وترك جثته في المستشفى في أوروبا، لولا تدخل أحد تجار الفاكهة الذي دفع ثمن المصاريف لنقل الجثمان إلى القاهرة… لن يمنحني حتى كوب ماء إلا بعد الدفع.


ترى، أي طفل سيحمل اسمي ذات يوم ويرفع اسمي على علم؟ وأي فتاة ستضع صورتي على صدرها في قلادة، وحين يُسألها النهد: «لمن هذه الصورة؟» تقول: لرجل عشق عيون جميلات مصر، وندم أنه لم يُنجب جيشًا من الأولاد ليُعلِّمهم الحب.


السيد حافظ 

صور

 

صور















+صور

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More