Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الأحد، 8 مايو 2022

11 // (10) عن البشر// مقتطفات من كتاب المشاكس

 مقتطفات من كتاب

المشاكس

( 11 )


المشاكس

رحلة في رحاب

الكاتب السيد حافظ

تقديم


د. نجاة صادق الجشعمي


(10)
عن البشر


29 / 6 / 1983

عبد الرحمن الأبنودي.. صوت الشعب

الشاعر نور الوعي لأمته.. وهو نبض الجماهير التي ترغب في تغيير واقعها ومصالحها وعلاقاتها الاقتصادية والانتاجية والاجتماعية. والشاعر.. إنسان - (مواطن) تفرزه طبقته ليعبر عنها وهذه الطبقة إما ثرية أو فقيرة..

والأبنودي عاش في صعيد مصر في قرية فقيرة لذلك كان شاعر البسطاء شاعر الصعيد والريف والفلاحين.. لقد عاش الشاعر العربي القديم على الاكتساب من الشعر وقد تخلى عن القاعدة العريضة من الناس نتيجة الطموح والأهواء الشخصية ولكن الشاعر في العصر الحديث لابد و أن يكون له موقف وبطبيعة الحال لابد و أن ينتمي إلى القاعدة العريضة من الجماهير لكي يعبر عنها و لأنها هي التي تقيمه والتي تحتاج إلى من يعبر عنها..

والشاعر هو قائد أمته غير الرسمي.. وكثيرًا من الشعراء يعيشون بلا وجهة نظر وبلا رؤية وبلا منطق يملكون صناعة الكلام وناصية القوافي ويحترفون البحور وهم لا ينتمون إلى حقيقة الشعر.. والشاعر في القرون الوسطى هو ذلك الرومانسي الذي يسبح في خيال ميتافيزيقي والذي يعبر عن أحاسيسه مهما كانت هذه الأحاسيس المريضة.

و الشعراء ينتمون إلى أكثر من المواهب.. والشاعر الأكثر وضوحًا مع نفسه والأعمق رؤية هو الذي يفرض نفسه على الجماهير..

إن لغة القرن الذي نعيش فيه تخبرنا أن الشعر ضرورة والشاعر إنسان في الأول والأخير فهو يعيش الصراع اليومي، هذا الصراع الذي تهدم فيه قيم وتبنى فيه قيم وتتصارع فيه القيم. لتحل القيم الأقوى والأوضح والأعم.. هذا هو جوهر النضال.. أيضًا.. فكر يسقط ويثبت عدم جدواه وفكر آخر ينمو ويثبت فاعليته. ومن الشعراء من يسلكون طريقًا غير شريف ليعيشوا على شعر المديح والمناسبات السطحية للأمم ولا يستطيعوا التمييز بين الظاهرة العابرة والواقعة الحقيقية في تاريخ الأمم. وهذا المديح عادة للسلطات العليا أو لشخصيات مرموقة وبذلك يكون بعيدًا عن التجربة الحقيقية وتكون تجربتهم دائمًا إذا كانت موجودة أصلاً تنبع من فرمانات الحكام ومدحهم ومدح أفعالهم يأتي للشعراء بنتيجة هو التقدير المزيف لمنح وسام يأخذوه ليوضع على صدور الشعراء المفرغين وبعض الشعراء ينتقلون من المقابر والمتاحف إلى الحياة الثقافية بقرارات ساذجة. أما الشاعر في نظر الأبنودي الشاعر الذي عبر عن الشعب :

الشاعر الباقي مش الهدام

الشاعر اللي يقول أنا قدام

و مقدام

إنما خدام

ما يقولش حاخد كام.

أما عن دور الشاعر في نظر الأبنودي هو أن يرتبط بالبيئة وبالواقع الاجتماعي وهذا ما يجعل شاعر العامية يعيش بلغة الشاعر تلك اللهجة (لغة) ممتزجة بإنتقاء التجربة الفنية والفكرية تساندها هي أرضية "الإلتزام" و أن يكون للشعر دورًا وللشاعر قضية فالشعر هو التغيير يقول الأبنودي :

"كل شاعر في البلد

يدوس على خوفه

و طالبوا بالكلمة وبالتغيير

يا شُعرا يا شبان

يا أول الطوابير"

ملاحظات :

صدر للأبنودي :

الأرض والعيال.

الزحمة.

عمليات.

أحمد إسماعيل.

جوابات.

وجوه على الشط.

 

الفرفور محمد يوسف

أعرفه منذ عشرين عامًا، شاعرًا، طفلاً، يحلم بالخبز والجماهير يقطع المسافات فى قريته الغريبة العجيبة ويدخل حقول الفلاحين متأبطًا ذراع الشاعر " زكى عمر " ويكتبا معًا عندما تكون الأمة فى إحتياج إلى قصيدة. كان يقتحم بيوت الفلاحين ويقرأ الأشعار. كان يلقى بأشعاره مع الأصدقاء فى الكفور والنجوع والِعزب و الأقاليم أعرفه الفرفور محمد يوسف الشاعر الصعلوك الذى و إن إختلفت مظهره وركب بدلاً من الحمار السيارة الأمريكانى فهو الفلاح المصري بأصالته و إن ارتدى حلة فرنسية فهو البسيط كوجه مصر. أعرفه.

نقيًا مثل الصباح

خبيثًا مثل النيل

طيبًا مثل العالم الثالث

 

أعرفه محمد يوسف الذى جاءني هذا الصباح ومعه ديوانه تغريبة الفرفور.. أعرفه حتى عندما يصمت ويتحدثمع نفسه جاء ومعه ديوان أنيق الشكل أخرجه الفنان يسرى أحمد ماهر الذي أضاف له لمسات كثيرة و للديوان حديث آخر ولكن تبقى كلمة " مبروك " !!

 

 

 

 

 


24/10/1982

صورة وفنان

محمود السعدني

 وثيقة جيل تنفس فى رئة مصر بإخلاص وطموح وثقة وشرف

 فى كل سطوره تفجير شحنة هائلة من المواقف التى تبرز روح السخرية

محمود السعدنى

قاص تجاهله النقاد

روائى أهمله الباحثون

مسرحي إستنكره صاحب أنصاف المواهب

سياسي أصيب بالنفي والأسى ورحلة الضياع

يقول أهل اليمين عنه أنه يساري

يقول أهل اليسار عنه أنه يمينى

ويقول أهل الوسط أنه ليبرالي .

 لقد تعب السعدني فى رحلته . لم يرحمه أحد .. لا الساسة ولا الناس حمل أوزار جيله وموقفه وصمت أحيانًا وهرب أحيانًا وواجه أحيانًا .. إن هذا الرجل جزء من التاريخ الأدبي السري وغير الرسمى فى الوطن العربي رغم شهرته الواسعة فى بلاد الله وكتاباته اليومية فقد عاش رحلة مريرة نقول عنها نحن أصحاب الأقلام " رحلة سنوات الجمر " ولكن الذى لا أشك فيه أن الرجل حاول أن يحافظ على أنفاسه الباقية مثل أي مواطن غلبان ومثل أي كاتب مسكين حاول أن يتنفس ومع هذا حسده هؤلاء الذين ليس لهم أي موقف حتى مع أنفسهم .

محمود السعدني

هو ابن مصر

ابن النيل الصعلوك النبيل

صاحب القلم اللاذع المشاغب كالحارة المصرية

قلبه مثل النيل عاصف وطيب

وروحه قلقة مثل بحر الإسكندرية

محمود السعدني

هو صورة أخرى للنديم ولكن بثوب آخر وعصر آخر وشكل آخر و اسم آخر

فيا أيها المصريون لا تظلموا قلمًا من أقلامكم الشريفة وفارسًا من فرسانكم يكفيه النفي عن مصر ويكفيه رحلة الإغتراب.

فمتى نتوقف نحن العرب المصريين عن اتهام بعضنا وذبح بعضنا فإذا أهل مصر فعلوا هذا فلا غرابة ما يحدث فى الأرض العربية أننا أمة تقتل نفسها ولا تحافظ على أبنائها ولكن هل نستطيع أن نكتب للسعدنى شهادة ميلاد تاريخية توفيه حقه حتى لا نكون أولاد .. أمام التاريخ .

 

 

 

 


 

صورة وفنان

د. أحمد أبو زيد


الرجل الذى أشرف على سلسلة " تراث الإنسانية " ليخدم وطننا العربى من ظلمة الفكر . متواريًا عن الصحافة والإعلام لا يعتد بالأضواء و لا يرغب أن يعده الناس فى " نجوم المجتمع " .

ترجم إلينا الكثير من المقالات الهامة والكتب البارزة مثل " غصن الذهب " لا يؤمن بالصراع الأجوف مع الآخرين من أجل المناصب الاجتماعية .. قابلته ذات يوم بحكم موقعه كرئيس تحرير لمجلة " الكلمة " وهى مجلة سكندرية للفكر الجديد الجاد ( توقفت بعد عام 77 ) وكنت فى سكرتارية التحرير . وجلست أحمل نتاجات المبدعين فى يدي حتى نتناقش معه ، فقال :

- إن المعيار عندنا فى هذه المجلة الفكر الجديد الجاد .. لا تهمنا الأسماء الكبيرة أو اللامعة .. المهم أن يكون النتاج الذى نقدمه يرتبط بهموم وشجون الناس . بأفراح و أطراح المجتمع .

أ. د . أحمد أبو زيد.

عالم من علماء الإنثربولوجيا وفنان برؤيته الأدبية والثقافية سافر حول العالم و استطاع أن يشارك بأبحاثه و اجتهاداته كانت له آثاره على الحياة الفكرية فى كل المجالات التى طرقها .

استجاب لارشاداته الأبوية والفكرية الحكيمة جيل من الأدباء الشبان فى مصر وفى الكويت وفى كل قطر عربي ..

رجل مثالي بأعماله وتصرفاته المتزنة كلما سمع من أديب جيد أو كتاب جيد تعرف عليه ..

أحد الرجال القلائل فى عصر يزحف فيه أنصاف الأساتذة والمجتهدين فى المقدمة .

يعانق البحث والاجتهاد .

ويعطى ثمرة الإبداع .

وينهل من بحر المعرفة .

24/9/1983

العدد 5437

وقفة ثقافية

سنبلة

محمود السعدني .. الولد الشقي

بقلم : السيد حافظ

محمود السعدني هو غزال الكلمة التى تجري بين الأوراق هو فارس يثير الغبار على جواد السخرية فيثير الغبار فى عيون الحاسدين والمفلسين إبداعيًا وفكريًا والسعدني قدره أن يكون مدرسة و أن يكون له من الأعداء كثرة من السياسيين ومن الصحافيين والمتصحفين  ومن المثقفين والمتثقفين . ولقد عشت مع محمود السعدني و " الولد الشقي " . ( طباعة دار العودة – بيروت ) رحلة البكاء والضحك عشت مع السعدني و أنا اشعر بالحزن العميق و الإجلال الكبير لهذا الرجل الموهوب ابدا والمتميز كقوس قزح . وعم محمود السعدنى فى الولد الشقى تشعرك أنك أمام تجربة كاملة من المعاناه و الإبداع .

وقد قابل السعدني فى حياته كل التيارات الفكرية ولم يدع أنه فارس عصره ولكنك تكتشف أن من يصمد لكل هذه الوقائع يكون فارسًا لعصره وزمنه .

عزيزي القارىء

أدعوك لقراءة كتاب الولد الشقي مرة ثانية فى عام 1983 لأن تجربة القراءة لهذا الكتاب ستعطيك شحنة ذهنية قل ما نجدها هذه الأيام فى كتب الكثيرين .

 


 

 

ليلى اليافي

عشت مع الكاتبة السورية ليلى اليافي ومجموعة " الواحة " ساعات طويلة . ومجموعة الواحة – مجموعة قصصية من مطبوعات اتحاد الكتب العرب – وليلى اليافي تملك إحساس القصة القصيرة بشكل جيد و إحساس شاعرة تنسج عالمها فى حدود الأمل و اليأس وهذه النتيجة قد تتغير من كاتب لكاتب ومن رؤية لرؤية ولكنها قد تتعرض فى طريقها إلى الصراع الطبقي وتشابك المصالح والتمرد .. أتمنى من الأديبة ليلى اليافي و اتحاد الكتاب العرب أن يرسل لي إنتاجها الجديد أو القديم حتى تكتمل الرؤية عندي لهذه الأديبة فإن هذه المجموعة لا تكفي للحكم على هذه الأديبة .

 

 


 

25/4/1982                  

صورة وفنان أحمد عبد الحليم

أحمد عبد الحليم

جاء في وقت كانت الحركة الفنية في مصر تختنق كلها تقريبًا في روتين الأعمال التقليدية المسرحية و إستبشرت به الحركة المسرحية خيرًا على أمل المغامرة الفنية التي يحلم بها رجال المسرح ..

أحمد عبد الحليم

فنان إستطاع أن يلمع اسمه كممثل مسرحي و أراد أن لا يكون على هامش الحركة الفنية .

وماذا يفعل فنان طموح كفرد ؟! فنان وحيد تمامًا في مواجهة نوازعه وفي مواجهة مصيره دون سند ولا عون .

أحمد عبد الحليم

حاول البعض جذبه إلى عالم السينما فكان بطلاً لفيلم " يوميات نائب في الارياف " . ولم تبتسم له السينما طويلاً فملامحه  [m1] جادة وهم يختارون النجم بالمواصفات الغربية عن مجتمعنا العربي .

أحمد عبد الحليم

فنان

حاول أن يبحث عن النص الجديد والكاتب المغامر غير عابئ بأقوال الآخرين.

فقدم حواريات نجيب محفوظ في مسرحية باسم " تحت المظلة "

لم يستسلم للحرب التي يشنها الوسط الفني على كل عنصر جديد و إحتضن الكثير من المواهب ولم يسقط في هوة الفن الكاذب ، أحمد عبد الحليم فنان يملك الرؤية .

فنان خانته السينما مبكرًا

ووهب نفسه للمسرح الذي راح يحتضر ببطء

ورغم الحزن العميق الذي يعيش في أعماقه

لم يتوقف عن إعطاء الحركة المسرحية العربية في الكويت في مصر أي جهد.

لقد استطاع أحمد عبد الحليم في إعداد مسرحية " تحت المظلة " أن يصنع عملاً يكفيه ليكون أحد أهم الفنانين في تاريخ الحركة المسرحية .

عمل في ساعتين يهبنا الكثير من الأحاسيس . إنه أحد مفاخرنا في الوطن العربي .

 


 

12/4/1982                               

صورة وفنان

منصور المنصور

رجل عصامي ..

بنى بنفسه .. استفاد من كل الذين إلتفوا حوله وعمل معهم بادئ ذي بدء .. يبدو الحديث عن منصور المنصور شائكًا لمن يريد الحديث عنه لأن حياته الفنية غزيرة حسب الكم الإنتاجي الذي  قدمه .

وفي كل هذا الكم لا أزعم إنعدام الكيف في لقطة ما أو مشهد ما في هذه المسرحيات لو أخذنا حياة منصور المنصور ككل لوجدنا توزيعا آخر.

أولاً : تجربته في مسرح الكبار.

ثانيًا : تجربته في مسرح الطفل.

وكل ما أريده في هذه السطور القليلة هو أن أقول أن هذا الفنان مجتهد هذا الإجتهاد حتمًا سيصل به إلى أن يجد شيئًا جديدًا ينفعه وينفع الحركة المسرحية بالإستناد إلى المؤلف المميز أو النص الجيد .

وقفت أمام منصور المنصور عقبات وعراقيل كثيرة وخرج من هذه المشاكل المتراكمة للوصول إلى معرفة نفسه و فنه .

لم يدخل منصور المنصور في صراعات " لغوية " ولم يسلم من  " غمز " البعض

 

منصور المنصور قال لي ذات مرة :

" ليس في نيتي ملاحقة كل الهفوات في كلمات النقاد . المهم وجود جذور الموهبة و الإبداع "

منصور المنصور

رجل مسرح

مخلص

مثابر

و أخيرًا أستميح القراء والفنان لأنني لم أكتب هذا المقال إلا بدافع المحافظة والغيرة على الحركة المسرحية التي أخذت تتفكك وذلك عن طريق الهجوم غير المبرر على كل موهبة صادقة .

منصور المنصور

يقبل الحوار والنقاش

بخلاف غيره

فلذلك هو فنان مميز ...!!

 

 


 

19/4/1982                                  

صورة وفنان

نجيب سرور

اسمه : نجيب سرور

جريمته : أنه شاب مثقف

موقفه : شريف

ظروفه : جاء إلى الدنيا مبكرًا أي ولد قبل عصره بقرنين

حالته الاجتماعية : متزوج وعنده ولدان هما شهدي وفريد

شاعر . الجرح

ممثل . ممتاز

عاشق لوطنه و أمته .. تبرأ جيله منه لأنه كان الجرئ الوحيد الشجاع الوحيد في جيله من الفنانين ..

اتهموه بالجنون

اتهموه بالـ ....

نجيب سرور جاء بعبقرية متفردة في المسرح الشعري فكانت مسرحيته " آه يا ليل يا قمر " ومسرحيته " ياسين وبهية " و  " قولوا لعين الشمس " مسرحيات الصدمة و الإزعاج جاء نجيب سرور إلى الدنيا في عصر " الكتبه " و " المناصب " و " النفاق " فمارس الكل النفاق ومارس هو الصدق ..

لم يذكروه وهم يضعون قوائم بأسماء أساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية وعندما عينوه كانت قواه قد نفذت في الصراع مع السلطة .

أساتذة قسم النقد كانوا يدرسون مسرحيات شوقي ويرفضون تدريس مسرحيات نجيب سرور .

وعندما مات نجيب سرور بمستشفى الأمراض العقلية بالبحيرة يوم 24 أكتوبر سنة 1978 عن عمر يناهز 46 سنة وافقوا على تدريس مسرحياته وتقديم رسائل الماجستير والدكتوراه عنه ..[m2] 

- كل زميل له كان يهرب منه حتى لا يستدين منه " ليأكل وعندما يدفع 5 جنيهات يصرح للصحافة بأنه قرر إخراج أحد أعمال نجيب سرور ..

- عدو الصهيونية الأول

- عدو القهر والجوع الأول

حاول أكثر من نظام عربي إحتضانه .. لكنه رفض .. هذا الرفض النابع من موقف تاريخي ..

 نجيب سرور

هو أزمة الضمير الأدبي العربي المعاصر عندما كتب الأغنية كان الرقيب الجاهل يكتب عنها أنها أغنية سياسية خطيرة بينما هي أغنية عن الحب النظيف النقي . فمنعوا أغانيه .. وعندما كتب المسرحية كان المخرج المشهور الفاشل يهمس في أذن البعض أنها تدعو لإسقاط الحكم وعندما تقدم له مسرحية كان أدعياء الثقافة يحرضون الصحفي الأرزاقي كي يكتب ضد المسرحية ويشيع أنها فاشلة .

نجيب سرور

خرج من ريف مصر . من نبض الفلاحين والبسطاء بنقاء الارض .

مع أنه كان يحمل شهادة تعادل الدكتوراه لكنه لم يظهرها كوسيلة كي يرتزق بها من هنا وهناك

مع أنه كان اكبر من كل الشعراء فإنه لم يكتب قصيدة تمجد شخصًا بل كتب القصيدة الشعب .. قال

أيها الرجال إن الرجولة مواقف وليست الشوارب

في زقاق قديم

في ركن من حارة

في ساقية عتيقة

في جبين طفلة بريئة تلعب في الحقول

في عيون كل الفقراء

في حزن كل الشوارع العربية نجد نجيب سرور

لقد إستراح نجيب سرور بموته

و أسدل الستار على الضمير الأدبي في الوطن العربي وبدأنا نعيش في عصر بلا ضمير ..

إن نجيب سرور حي بأعماله و آخرون ميتون بجهلهم دون أن يدري أحد شيئًا عنهم أو عن أعمالهم ..

 

 

 

 

 

 

 

 


 

21/4/1982

صورة وفنان

د. أحمد عتمان

بقلم : السيد حافظ

أحمد عتمان من جيل متحمس مثقف يملك روح الأكاديمية وتأني المفكرين ناقد المستقبل حامل لواء الدفاع عن التراث الإنسانى وكادر من كوادر النيل الذى يبدع دومًا وكان قدره الإبداع وكان العروبة أخذت على قدرها أن يجرى النيل مُبدعًا فى عروقها و أن تظل ترتوي وتنمو فى أرضها من المحيط إلى الخليج .. نجم طالع فى سماء النقد الأكاديمي لم يلهث وراء النقد الصحافي

أي إشراقة فى جيلنا تأتي بمثل هذا الرجل فى جيلنا كى يكون جزءً من الشهادة الكاملة التي نحلم بها وحتى لا يقال أن جيلنا لم يأت بناقد أكاديمي . و أن آخر الأجيال هى جيل الستينات ..

 تخرج من أحضان الجامعة إلى الجامعة ..عاشق الأدب الإغريقى والتراث الإنساني الكبير حاول أن يؤكد ذاته فكتب ودرس وتخرج على يده أجيال من النقاد الشبان .. في أحضان المعهد العالى للفنون المسرحية .

- جاء إلى الكويت ليساهم فى بناء الفكر الجاد فى المعهد ..

 

 


 

26/12/1982

أحمد عبد الحليم

بصمات طليمات فى كل مسرح عربى

كتب : السيد حافظ


إنطفات أنوار المسرح و أسدل الستار على حياة عملاق المسرح العربي زكى طليمات .. والصفحة الفنية فى السياسة تشاطر الفنانين العرب فى هذا المصاب الجليل .. وتتقدم إلى المعاهد الفنية فى العالم العربى بخالص العزاء تلك المعاهد التى أسسها زكى طليمات وتقدم شهادات من القلب للتاريخ المسرحي من فنانين ونقاد كبار فى الكويت لروح الفنان العملاق .

قال الفنان عبد المحسن عبد الرضا :

لا يوجد شك بأن الأستاذ زكى طليمات رائد كبير من رواد المسرح العربى و أحد مؤسسي الحركة المسرحية في الدول العربية التى كانت تعاني من عدم وجود فن مسرحي واضح كان الأستاذ زكي طليمات رحمة الله مدرسة متكاملة فى شئون المسرح كان يجمع بين مواهب متعددة فهو المخرج والممثل والمؤلف أحيانًا .. كنت تجده يساهم فى كل مسرح يقدمه بلمسات الفنان حيث يهتم بالديكور و الإضاءة ويعتني بالصوت وبحركة الممثل وجمالية الأداء والصدق فيه . كان يجمع صفات كثيرة ومهما قلت عن الأستاذ زكى طليمات فهو قليل فى حقه ونعترف نحن أهل الفن إن هذا الرجل كان عظيمًا له فضل كبير على الحركة المسرحية فى الكويت . فعندما أتى الأستاذ زكي طليمات إلى الكويت بدعوة من وزارة الشئون الاجتماعية كي يؤسس الحركة المسرحية على الوجه الصحيح في الكويت وعلى أسس علمية بعيدًا عن الشكل البدائي والعفوي و استطاع الرجل بعد جهد جهيد ومحاولات مضيئة أن يترك بصماته الفنية فى الكويت ومن الكويت إنتقلت إثارة إلى الخليج فلم يكن أثره فى الكويت بصفة خاصة إنما في الخليج بصفة عامة وهذه البصمات ليست كلامًا نظريًا أو تاريخًا فى كتب أو معهد ولكن هذه البصمات هي هذه المجموعة والنخبة من المسرح الذين تشاهدهم الآن في الكويت في المسرح و التلفزيون وتسمعهم فى الإذاعة . هذه الأسماء الكبيرة الموجودة الآن بدأت مع الأستاذ زكي طليمات وكلهم تلاميذه ..

سهر من أجل تعليمهم وبذل مجهودًا كبيرًا حتى يصقل مواهبهم ولا ينكر أعمال هذا الرجل الذي إستطاع أن يبني المسرح الكويتي على أسس سليمة . ونحن فى الكويت كفنانين مدينين له مدى العمر .. رحم الله أستاذنا الكبير زكي طليمات و أسكنه فسيح جناته و لا يمكن لأحد من العاملين أو الفنانين فى مجال المسرح أن ينكر جهد هذا الرجل فى مواقع كثيرة فى مجال المسرح فى الوطن العربي.

 

جيل لا يعوض

ويقول الكاتب المسرحي عبد العزيز السريع :

" زكي طليمات . عملاق المسرح العربي و أستاذ الأساتذة . ومن جيل لا يعوض .. ذلك الجيل الذي حفر الصخر والآن الصعب . كنا نستمع إليه حين يتحدث و يتدفق كالشلال بعباراته التي تعيدنا إلى عصور الفحولة وبلاغة التعبير .. إن اللغة العربية على لسانه تأخذ حجمها العملاق ومنبرها الآخاذ وقدرتها المسرحية على التعبير و الإعجاز رحمه الله فقد كان هرمًا شامخًا وعاملاً مجدًا و أثرًا وتأثيرًا خالدًا وتأثيرًا عميقًا في بنية المسرح العربي نفخر ونعتز بأننا عشنا طرفًا من زمنه وشاهدنا قبسًا من نور تأثيره وقدرته على العطاء بلا حدود .

أما الدكتور أمين العيوطي فيقول :

زكي طليمات سوف يقف التاريخ أمامه طويلاً لسببين الأول أنه أول رجل حارب مسرح النجم . هذا المسرح الذي كان موجودًا عند سلامة حجازي .

لقد إستطاع أن يخرج بالمسرح من إطار المسرح النجم الى المسرح الجماعي لأن المسرح في الأساس عمل جماعي ولقد تصدى لمسرح النجم الذي كان يعتمد على النجم الذي يمثل ويكتب ويخرج مثل جورج أبيض ويوسف وهبى هذه الأمثلة الكلاسيكية العظيمة لقد ملك رؤية موضوعية مكنته من التخلص من نرجسية النجم .

وأن يقيم المسرح على أسس سليمة لا تعتمد على الفرد بل إستخدام المجموعة.

إنه أول من عمل على نشر الوعي المسرحي عن طريق إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر والمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت وفي أقطار أخرى لقد عمل على نشر الوعي المسرحي على مستوى الوطن العربي حتى يستطيع أن يؤسس قواعد درامية وعملية .

هذا بالإضافة إلى أنه كان وراء البعثات التي خرجت من المعاهد الفنية في مصر .. فقد أرسل للخارج نبيل الألفي وحمدي عبث حتى يعودوا ومعهم تجربة مسرحية جديدة تضيف للحركة المسرحية العربية . وعندما أتت الثورة في 1952 إستطاعت أن تتبنى المعهد ويتحول المعهد إلى مؤسسة تدعمها الدولة لقد إستطاع هذا الفنان حتى وفاته ( 84 عاما ) أن يعطي المسرح فحتى يوم وفاته كان مستشارًا لهيئة المسرح ..

زكي طليمات رجل أقام ثورة على التخلف المسرحي في الوطن العربي .

أما الفنان أحمد الحليم يقول :

كنت في مسرح عبد العزيز المسعود وجاء النبأ . كان كالصاعقة على نفسي .

لقد توقفت عن التفكير . كيف أعبر عن نفسي بشريط من الذكريات مر أمام ذهني .. قابلت الفنان علي المفيدي أخبرته فاكتشفت هذا الصراخ الذي أطلقه أن زكي طليمات جزء من تراث الوطن العربي لا يخص منطقة معينة أو دولة معينة قال علي المفيدي أرجو أن تخبر خالد النفيسي الآن أو مريم الغضبان و إلا سيتوقف عرض المسرحية الليلة .. أنت لا تدري ماذا يكون زكي طليمات بالنسبة لنا . لذلك أقول لك أن أي مسرح في الوطن العربي ستجد بصمات زكي طليمات .. بصماته على طلابه وعلى تلاميذهم وعلى مناهج التدريس .. فعندما ترفع الستار في أي ركن في اي مسرح في الوطن العربي ستجد أنفاس زكي  طليمات .. إن زكي طليمات لم يمت إنه عاش عملاقًا يحلم بأسلوب علمي للمسرح ومات وحمله في كل بلد عربي كأني متحرك مليىء بالحياة فسلامًا على روحه .. سلامًا على روح هذا العملاق ..

 

 

 

 

 

 

 


 

17/5/1982

" حدث في رحلة خريف "

وعلي البارودي الفارس الجديد للرواية

وكأن علي البارودي خلق ليكون أديبًا يعيش في أزقة الكلمة ويقرأ الوجوه ويسجل بإحساسه مشاعر الإنسان المصري العربي البسيط وكأنه يسبح في تيار الإبداع قلق أي قلق متميز دون خوف .. جريء . ساخر وكأنه شاب في العشرينات يجلس على أروقة الطرقات وفي الحارات ويتناول فنجانًا من القهوة على أرصفة الحى اللاتيني .. على البارودي . أستاذ القانون الذي قرر فجأة ان يترك القانون ويقتحم الأدب وخاصة في العالم الرواية . كنت أخاف أن يضيع وقتي سدى في قراءة هذه  الرواية . حدث في رحلة الخريف " ولكنني عندما بدأت القراءة تأكدت من الاسم مرة أخرى ومن الصورة ( نعم إنه أستاذ القانون ) .

حاول صاحب المكتبة الثقافية مرة أن يبيعني روايته الأولى مسافرون بغير زاد و أعتذرت لعدم معرفتي به ومعرفتي بنوع الأدب الذي يستهوي بعض أساتذة الجامعة .. نعم 5 ساعات أمضيتها في قراءة رواية – حدث في رحلة الخريف – خمس ساعات شعرت بأن كاتبها يستحق لقب فارس من فرسان الرواية العربية المعاصرة . إنه يقدم العالم ببراعة وحده وتمكن دون أن يعمل حسابًا لأحد .. قد تختلف معه في وجهات النظر ولكن تحترمه .

 حدث في رحلة الخريف .. رحلة كاتب من الكفر إلى الإيمان ومن الإيمان المجرد إلى الإيمان بالواقع ومن فهم للتجربة الاجتماعية المقيدة إلى فهم التجربة غير الملتزمة . كتبها بروح متدفقة تنبع بالشباب والقوة . والموضوع الذي يقدم في هذه الرواية سبق و أن تناوله الكاتب إسماعيل ولي الدين ولكن علي البارودي تناوله بثراء وتمكن  ومعالجة مختلفة مما يميزه ويصدق عليه القول الشباب شباب القلب وشباب الفكر وليس للعمر أي دخل ..

على البارودي أديب عمره من جيل سابق ولكن عندما انفجرت ينابيع إبداعه التى جاءت متأخرة فأتت بأنفاس معاصرة غير متخلفة عن واقعها .. مشاهد نقية غير موبوءة بالتلوث والمراوغة وكأنها تُعري الواقع .. علي البارودي أنفاسه في كتابة الرواية تحمل التمرد وكأنه شاهد غاضب على العصر .. وكأنه يدين نفسه ويدين الواقع الساكن .

يحمل في كلماته التفجيرات الخلاقة وروحه مليئة باليقظة الغاضبة ورؤيته حالمة طموحة . مضيئة .. كل رؤية متوهجة ساخط على هؤلاء الذين يزيفون الواقع بوعيهم .

يرفض الإنتماء الوهمي للذين يناضلون بالكلام ويدين يسبحون في بحر من الشعارات والمزايدات . عندما تعيش معه تشعر بأنه يلون الشخصية بإتقان وكأنه رسام بارع في شارع الإبداع العربي .. فكل شخصية لها بعدها السياسي والاجتماعي والنفسي .

فالبطل وجدي عميد الكلية الذي يذهب إلى مؤتمر في يوغسلافيا لحضور السينما . شخصية لا يمكن أن تنساها وعندما تعيش معها تشعر بالصدق الذي تتفقده معظم الروايات المعاصرة . الدكتور علي البارودي بهذا الإبداع الجيد . يضيف للرواية العربية . التي أصبح فرسانها قلة .. ومرحبًا بفارس من فرسان السبعينات في الرواية يضع نفسه على الخارطة الثقافية بقوة .


 

 

خليل إسماعيل والمناخ


عرفت إسماعيل خليل مبتسمًا فنان تنطلق من فمه النكتة كرصاص لمدفع الرشاش . وقهقهاته تهز الجدران وخليل إسماعيل إقتحم " سوق المناخ " وحديث الملايين فقرر أن يمكث فى السوق ويترك التمثيلية وبالفعل أصبح خليل إسماعيل هذا الفتى الفنان الصعلوك ثريًا ومن رجال المال وفاق دخله كما تقول الشائعات فوق المليوني دينار .. ( إمسكوا الخشب ) وكانت هذه الحالة صدمة سيكولوجية عنيفة فى نفس أصدقائه الفقراء !

لماذا ؟

- هل سنناديه بالأستاذ خليل إسماعيل ؟ أم يا سمعه ؟ أم ياخل ؟ أخيرًا وبعد جهد جهيد إستقر الرأى على أن نناديه " بالعم خليل ".

 

 

 


 

11/4/1982

صورة وفنان

د . أحمد أبو زيد

يزرع الفكرة المضيئة معتمدًا على العلم .

الرؤية سلاح الفكر ..

تنتشر كتاباته العلمية الأدبية فكأنها نبت غريب يأتي من زمن رديء

أستاذ وفنان علم الإنسان ( الإنثربواوجيا )

مفكر عربي هادئ

يتجول بفكره في عالم الإنسان القديم كي يضيء لإنسان المستقبل ومن ناحية أخرى على اتصال وثيق بالأدباء والفنانين .

لديه من الخبرات والمواقف ما لا يتوفر إلا لمن يجوب في عالم الإنسان ويحس بالإنسان ..

أحمد أبو زيد

يعرف قدر الرجال

مهندس معماري في بناء العبارة

والفكر

إشارة عصرية

ثوري الفكر دون أن يطنطن بالشعارات النضالية التي لم يعد يصدقها أحد ..

رجلاً يحب الفن والفكر والأدب ويعشق العلم

د . أحمد ابو زيد

لا يحب أن يثرثر حول التفاهات بلا معنى .

تعاملت معه عن قرب في " جلة الكلمة "

كان يقول إن الكبير هو الذي يقدم عملاً كبيرًا

دعك من الأسماء . لا تفاجئ باسم كبير يقدم عملاً مشوهًا ..

أحمد أبو زيد

ترجم أفضل الكتب من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر

" الغصن الذهبي "

ليس غريبًا على القارئ العربي . له نظرة شاملة للوضع الإنساني عامة

يشعر بالكلمة النبض وبالإنسان المتأمل

وباللحظة التاريخية

يؤمن بالحرية والديمقراطية .

ويملك زمام اللغة .

ويؤمن بالكلمة والسيف

وبالضمير الحي .

في عصر الفوضى

الذي يعيش بلا قيم ولا أخلاق

د . أحمد ابو زيد

يؤمن بالشباب وبالواقع المتطور لأن مأساة الإنسان تكمن في جموده أن مفكرًا

عالمًا

عبقريًا

مثل أحمد أبو زيد

صورة "فنان " يستحق الوسام العربي على صدره .

 

 

 


 

10/10/1983

وقفة ثقافية

سنبلة

وداعاً محمود دياب


بقلم : السيد حافظ

أنعي لكم

" محمود دياب "

الكاتب المسرحي الكبير .. الكاتب المصرى العربي الشريف .. أنعي لكم (محمود دياب ) عن عمر يناهز الـ (50) .. خمسون عامًا عاشها محمود دياب قدم للمسرح المصرى ( الزوبعة ) – ( ليالى الحصاد ) البيانو – سهرة مع الضيوف – الغرباء لايشربون القهوة – البيت القديم – الباب الفتوح – الغريب – رسول من قرية تميرا – وكان محمود دياب شريفًا مع نفسه ومع مواقفه .. مات بعد أن هاجر من القاهرة إلى الإسماعيلية بعد أزمة نفسية حادة .. كان يرى القاهرة مرتعًا لكل المفلسين إبداعيًا والصفحات الفنية تكتب بالصفحات عن الراقصة

" فضيحة حركات " وتهمل كاتبًا هامًا مثله .. عاش محمود دياب فى صراعات مع الأغبياء – والجهلة – ومُدعي الفن والثقافة وهكذا أسدل الستار .. الآن يستريح الجميع . تستريح الصفحة الفنية ومشرفي الصفحات الثقافية .. الآن يستريح أساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية ( قسم النقد ) الآن يستريح كل من ظنوا أنه ينافسهم

و أتذكر أن أحد الطلبة فى المعهد العالي للفنون المسرحية قسم النقد جاءنى منذ عامين في جريدة السياسة ليشكو أساتذة قسم النقد في المعهد (بالكويت) حيث رغب الطالب في تقديم بحث ( عن الرؤية الاجتماعية فى مسرح محمود دياب ) ماذا حدث ؟ قام الأستاذ وقال له أكتب عن شكسبير أحسن . محمود دياب دا يطلع أيه ؟ حتى في الكويت أساتذه قسم النقد حملوا معهم حقدهم من مصر ضد هذه الموهبة .. علمًا أن الكويت رحبت إعلاميًا بمحمود دياب بإذاعة كل مسلسلاته التلفزيونية والمسرحية و أفلامه .. الغريب أن محمود دياب فى أزمته النفسية الحادة لم يجد إلا ( مديحة كامل ) الممثلة تدق بابه وتطلب أن يكتب لها سهرات و أفلامًا وتعاونه فى الخروج من أزمته وهى لا تعرفه حق المعرفة بل سمعت إنه كاتب كبير لكن المؤسسات الثقافية فى الوطن العربي لم تفعل شيئًا على الإطلاق ؟ لم ترسل مجلة ثقافية واحدة صحفيًا واحدًا لإجراء مقابلة معه ؟

- لم تطلب منه مؤسسة ثقافية واحدة إعداد بحث أو إلقاء محاضرة فى أي مكان فى أرجاء الوطن العربي ؟

وكان المثقفون يجلسون فى اجتماعات لجان الثرثرة ولجان الطرطرة ولجان البعثرة .. ويلهفون الأموال ويتباكون على حالة الوضع الثقافي .. لقد مات محمود دياب . يستطيع الآن الأساتذة المعاهد الفنية الموافقة على عمل أبحاث حول مسرحه الذى قدم فى سوريا والعراق ومصر وقدمته كل فرق الهواة والمحترفين في أرجاء الوطن العربي . يستطيع الآن أن يتوقف الأكاديميون عن دراسة شكسبير و راين .. لقد ذبحوا كل المبدعين وهم يرتدون نظارة برنارد شو وعصا تشيكوف وقمصان شكسبير إلى متى نظل نذبح المبدعين .. إن الذى قتل محمود دياب و أوصله لهذه حالة الإكتئاب هم :

المعاهد الفنية –معاهد التمثيل – أقسام النقد والصحافة الفنية والثقافية ومافيا السينما العربية . أنعي لكم محمود دياب .. كاتب الفلاحين والبسطاء كاتب الإنسان فى عصر يموت فيه الإنسان ما الذى يحدث يا مصر ؟ ما الذى يحدث يا عرب ؟؟

الموت يخطف مبدعينا ونحن لا نفعل شيئًا سوى أن نكره بعضنا ونقتل بعضنا ونهين بعضنا لك الله أيها المثقف العربي .. نحن أمة تنقرض ولا يبقى على الأرض إلا المفسدين فكرًا وفنًا وضحالة والسح إدح إمبو وداعًا يا صديقى يا روح المسرحيين  الطيبين .

سلام على روحك النقية...

سلام يا عم محمود ..

ها هو الموت يعزلنا ..

والهجرة تفرقنا ..

فى جنة الله .

 

 

 

 

 

 


 

المـذبحـة

فؤاد حجازي


له أكثر من عشرين كتابًا بين قصة و رواية و مسرح .

صاحب خبره و رأي و موقف ..

حارب العدو الإسرائيلي في 67 – 73 .

شارك في حرب اليمن مقاتلاً .. وجنديًا في صفوف الجيش الشعبي المصري.

ترجمت أعماله إلى عدة لغات .

أستاذ لأجيال .. ساعدهم . عرفهم الطريق .. ساهم في تشجيعهم .

لا يجيد التدجيل و الوقوف على أبواب الصحافة .

ووقع في الأسر في يد الأعداء الإسرائيليين .

و عندما قرر أن يزور العالم العربي أرسل إلى كافة الدول العربية ..

و لم يصله الرد من أي دولة ..

هل 20 كتابًا هباء .

هل هذا جزاء التاريخ الحافل ..

هذا الرجل الذي جعل دولة كبرى ترسل له مندوبًا كي يحصل على مسودات كتبها عن إسرائيل داخل سجونها و تضع له تمثالاً في  متاحفها ..

هل الوطن العربي يجهل أولاده و يتجاهلهم .. و ينساهم .. في كل وقت ما عدا وقت الشدة ..

هل هذا الرجل حارب من أجل العروبة .. التي نسيته و ذهبت في طريق آخر .. تحية للأديب العربي فؤاد حجازي ......

 

 

 

 

إسماعيل فهد إسماعيل


في ريش تتحرك الأحاديث في دورة كاملة .. فجأة جاءت سيرة الكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل الأخيرة "النيل يجري شمالاً".

قال س : إنها ليست رواية.

قال ص : كيف تجرأ على كتابة مثل هذا الموضوع و هو لا يعرفه ؟! .. كيف! و كيف !!

الحقيقة حرافيش القاهرة في الثقافة يرفضون الرواية بحدة و لهم أراء قاسية جدًا و لكن وسط هذا الهجوم القاسي خرج صوت الدكتور سعيد الورقي ليقول رأيه من إسماعيل في كتابه الجديد "اتجاهات الرواية العربية المعاصرة ص 280" قدم سهيل إدريس و جبرا إبراهيم جبرا و إسماعيل فهد إسماعيل في أعمالهم الروائية عالمًا ينطبق عليه إلى حد كبير ما وصف به كلامي عالم كافكا الروائي حيث قال إنه عالم يظل فيه الإنسان يصيد سمكًا في حوض حمام و هو يعلم أنه لن يصيد شيئًا . و يقول في ص286 إن الشخصيات التي قدمها جبرا و مثل هذا القول ينطبق على شخصيات سهيل إدريس و إسماعيل فهد إسماعيل حقيقة إن هذه الشخصيات تندمج في المجتمع و تختار عملاً فيه و تتزوج و تحاول أن تنجز شيئًا مهمًا في الحياة ، السعيد الورقي يقف بجوار موهبة إسماعيل بعطف و تميز .

 

كامل الكفراوي

كاتب قصة (المليونير) كامل الكفراوي .. قصاص (متوسط) ليس بالجيد و لا بالممتاز إستطاع هذا القصاص الذي أثار حوله هالة كبرى لأنه قدم استقالته من الجيش أن يعيش للفن وحده و بالفن و للقصة القصيرة و فجأة قرر أن يتاجر في الدجاج و الكتاكيت و البيض و بعد خمس سنوات أصبح المليونير كامل الكفراوي صاحب أكبر مزارع الدجاج في مصر و نسي القصة و الرواية والشعر .. لكن الحرافيش ذهبوا إليه . أخذوا يحدثونه عن أحلامهم القديمة و القصة و أزمة النشر و أزمة الكاتب فقرر أن يكون ضمن مشاريعه مشروعًا للنشر و أخذ يتصارع معهم و هم يتصارعون معه فأغلق الدار و اهتم بالبيض و الدجاج .

إشاعة كبرى قالت إنه سافر إلى إسرائيل و اتفق معهم على توزيع البيض الإسرائيلي في القاهرة و نجح و خفض سعر البيضة إلى 7 قروش و إشاعة أخرى تقول إنه حصل على ملايين من البيض و لم يدفع ثمنه و إسرائيل تشكوه للمسئولين المصريين .

يقول القصاصون و الأدباء يا عم المستقبل في البيض على رأي يوجين يونسكو و لا داع للأدب و الكتابة و وجع الدماغ .. و يضحك الجميع .. هل حقًا ينتهي عصر الأدب !!

 

 


 

14 / 10 / 1983

وقفة ثقافية

سنبلة

الغرق .. وفاروق مرعشي .. الكاتب الموهبة

فاروق مرعشي

أول مرة أتعرف على هذا الكاتب .. الفنان بكل ما في الكلمة من أبعاد فكرية وفلسفية وجمالية . قرأت له رواية ( الغرق وراء الأزمة المرة ) وهي رواية قصيرة أشبه بلمعة في سماء الرواية العربية التي عسس الموت عليها في السبعينات .. إنه يملك رؤية فنية جيدة التي تجدها عند يوسف إدريس ولحظة الدفء الغريبة التي تكتشفها في عالم الطاهر وطار وتستنشق رائحة تمرد كولن ولسن وخصوصية احتراق جيل من الكتاب .. إن فاروق مرعشي في روايته ( الغرق وراء الأزمنة المرة ) فنان متمكن يضع أصابعه في النار حتى يلمس روح و إحساس وفرح القارئ كما إنك تشتم من رائحة احتراق كلماته إنه ينحت في كل حرف ويكتشف داخل الإنسان ويحاول أن يهز بكلماته مناطق الشفافية التي اختفت من روح الكتابة تحت تيار الواقعية .. إن هذه الرواية تعتبر من الإضاءات الكاملة .. تحتاج إلى نقادنا الكبار الذين ذبحونا بالتسابيح لأدب العقاد وطه حسين .. نعم نحن نتعلم من العقاد وطه حسين ولكن هذه المرحلة انتهت وهناك من يدق قلب هذا الزمان بروح هذا العصر أتمنى من الكاتب العربي فاروق مرعشي الإستمرار و أناديه بأعلى صوتي أكتب لهذا الوطن العربي و أنا لا أعرف أين تقيم .. أكتب فنًا حتى لا نغرق في زمن تحاصرنا فيه الكتابات الرديئة التي تجد من يهلل لها ..

عودة الفارس الأصيل

عاد سليمان الفهد .. سليمان الفهد فارس أصيل في عالم الكتابة لقد فرحت فرحًا عظيمًا حين تعادل سليمان الفهد مع نفسه . وعاد لزاويته لقد عاش فترة صمت وهي فترة حرب ما يخوضها الكاتب مع ذاته ينزف من شرخ الرؤية و الاكتشاف ويغوص في أدغال النفوس ويعيش لحظة التحدي . عاد من السفر مع الذات ووحشة الطريق .. وكثرة في الزاد عاد ببذور مثمرة فوق صفحات الصحف . ليغذينا بالكلمة الرفيعة والفن الراقي .

فالكلمة الجيدة تضع الخبز الحقيقي والكلمة الفاسدة تفسد أمة وتضللها .. أهلاً به عبر كل المسافات .

المحطة قبل الأخيرة

إلى كل مواطن عربي أفتح مكتبتك الآن واقرأ . فعدم الوعي والأمية الثقافية أدت إلى إفساد كل حياتنا .. و إذا غفلنا عن المعرفة سنسقط من ذاكرة العصر وستحتويها مزبلة التاريخ .


 

27/6/1982

فنون تشكيلية

وقفة مع الفنان التشكيلي العربي أحمد غانم


الفنان دائمًا فى حالة قلق .. والفنان مخلوق نادرًا ما يكون بعيدًا عن القلق فالقلق زاد الفنان ..

إنه دائمًا فى رحلة مع المجتمع وذاته والفنان التشكيلي مشكلة صعبة ماذا يمكن أن يقدم الفنان التشكيلي مشكلة صعبة ماذا يمكن أن يقدم الفنان التشكيلي للمجتمع .. إن لغته هى لغة الألوان وللألوان سحرها وعالمها وتركيبها المعقد البسيط ..

ماذا يمكن أن يفعل الفنان مع هذا العالم .. ؟؟ إن أحمد غانم أحد الفنانين الذين يعيشون مع الألوان ولغة الفن التشكيلي بجدية تامة .. تشبه فى بعض الأحيان حالة التصوف الكاملة .. إن الفن لديه حلم وواقع أو الحلم الواقع .

أحمد غانم أمضى أكثر من عشرين عامًا فى البحث الدؤوب عن شكل خاص يقدم به عالمه .. ولكنه ظل يقول إن المعرض ليس مشكلة بالنسبة للفنان ولكن المشكلة أن تكون لوحة أحد الفنانين معرضًا كاملاً .. نعم هذا هو المنطق الذى يراه أحمد غانم " للوحة " أن تكون عالمًا مستقلاً متفردًا متميزًا .

أحمد غانم .. استطاع أن يقتحم عالم البراءة الاولى باستخدام تجربة الحوار مع الأطفال والعمل على جعلهم يفجرون موهبتهم فى الرسم فكانت ثمار التجربة مجموعة من اللوحات تشبه البراءة الأولى .. أو شهادة الحلم الأول ..

أحمد غانم هل يمكن أن تتبلور تجربة القلق والتردد وتخرج أحمد غانم إلى الناس بلوحاته .. إن هذا الفنان الذى يسكن داخل محراب فنه وتجربته .. يحتاج إلى شجاعة خاصة وقرار جرىء يجعله يقدم للناس تجربته الفنية . والزمن كفيل بهذا ؟!

 

 

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

صلاح الساير ووليد الرجيب مسافة

جديدة على أرض الحركة الثقافة

الكتابة عن أي موهبة تعني الشهادة التاريخية والحديث عن أي قلم يعني الوقوف أمام الضمير الأدبي ..

صلاح الساير .. ووليد الرجيب .

اسمان جديدان في الساحة الأدبية والثقافة والإبداعية .. صلاح الساير .. دخل عالم الكتابة المسرحية بمسرحية " شيلويح العطاري " والحقيقة أن المسرحية قد تثير الكثيرين . وتدفع القارئ لاتخاذ موقف إما القبول و الإبهار و إما الرفض والصمت .. ولست مع الذين كتبوا و أكالوا المدح وطلبوا وزمروا هنا وهناك ولست مع الذين صمتوا وتجاهلوا التجربة وكأنها لم تحدث محاولين طعنها بخنجر التجاهل الغبي .. صلاح الساير يدق عالم المسرح برؤية جيدة ويرغب في إيجاد شكل جديد للمسرح في الخليج والوطن العربي ومن هنا يصعب الحكم عليه بشكل قاطع ولكن التجارب القادمة ستبلور شخصيته ككاتب متميز .. إما المسرحية فهي لا تنتهي للمسرح بمفهومه التقليدي وقواعده المتعارف عليها وفي نفس الوقت تنتهي إلى عالم مسرحي خاص يصلح في إطار المسرح التجريبي لها شرعيتها التي تكتمل بالحوار مع الجمهور والجمهور في المسرح هو مسرح الخاصة من المثقفين ولو كان هناك مسرح طليعي حقيقي في وزارة الإعلام لكان صلاح الساير أول محاولة في كتابة المسرح التجريبي أما الحكم على نجاحها أم فشلها فهذا النوع من المسرح يحكمه العرض والحوار والتاريخ ..

 

وليد الرجيب

قصاص يدخل عالم القصة القصيرة وهو يبحث عن تميزه .. والحقيقة إن القصة القصيرة قد تستهوي البعض ظنا منهم أنها أسهل الأعمال الأدبية ولكن وليد الرجيب يدخل هذا العالم مسلحًا بالرؤية وهو مقبل على العالم بصرخة إحتجاج مختفية بين ثنايا الرموز الإنسانية البسيطة . وفي مجموعته تسقط نقطة .. تعلق نقطة تشعر أن وليد الرجيب هو أحد فرسان الثمانينات في القصة القصيرة العظيم ..

 

 

 

 

 

 


 [m1]مثل أحمد عبد الحليم في السينما يوميات نائب في الأرياف سنة 1969 و بنات في الجامعة 1971 و عاشقة نفسها 1972 و الحب و الصمت و ليل و قضبان 1973 و كان من الممكن أن يكون فتى الشاشة في السبعينات قبل محمود يس و لكن وجد محمود يس من تبناه فنيًا و هو المخرج حسين كمال بدءً من نحن لا نزرع الشوك سنة 1970 عكس أحمد عبد الحليم الذي تبناه توفيق صالح و لم يكمل مشواره السينمائي لسفر توفيق صالح للعراق

 

 [m2]مات نجيب سرور بمستشفى الأمراض العقلية بالبحيرة يوم 24 أكتوبر سنة 1978 عن عمر يناهز 46 سنة











0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More