Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات و دراسات عن الكاتب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات و دراسات عن الكاتب. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 6 مايو 2025

حافظ .. المثقف اللانسقي في المسرح العربي /د . ياسر عبد الصاحب البرّاك


 حافظ .. المثقف اللانسقي في المسرح العربي

 د . ياسر عبد   الصاحب البرّاك

 



يوفر لنا حقل الدراسات الثقافية ( Cultural Studies ) فرصة للإجتهاد حول إعادة فهم شخصية المثقف وطبيعة إنتاجه الثقافي وعلاقته بالبنية الإجتماعية، فإذا كانت الأيديولوجيا بوصفها مظهراً من مظاهر الثقافة تمثل نسقاً يتمظهر في البنية الأساسية لأي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، فإن المثقف الذي يتبنَّى أيديولوجيا ما يكون بالضرورة مثقفاً نسقياً لأنه يخضع في إبداعه العام لنسقية تلك الثقافة فضلاً عن دفاعه المستمر عنها، وبالنتيجة فإن الذي لا يتبنى تلك الأيديولوجيا لأنها تمثل نسق السلطة بأشكالها المتعددة ( سياسية، إجتماعية، دينية، ثقافية ) فإنه يكون مثقفاً غير نسقي. وعلى هذا يكون ( المثقف اللانسقي ) هو من يعمل خارج نسقية السلطة لأنه يؤمن بالتحرر من سلطة الأيديولوجيا وفكرة الهيمنة ( Hegemony ) في خطابها على حدِّ تعبير غرامشي.


إن المثقف اللانسقي يُعدَّ حالة إستثنائية في الثقافة العربية لأنه – وظيفياً – يكون خارجاً عن نسق السلطة في إبداعه، وحركته، وفعله، ومواقفه، والى هذه الصورة ينتمي الكاتب المسرحي المصري ( السيد حافظ ) الذي يغادر نسقية السلطة بدءاً من إبداعه المسرحي، ومروراً بفعله العضوي في المجتمع، وإنتهاء بمواقفه الجريئة والمعلنة في كل ما حوله.



تبدأ لا نسقية السيد حافظ من مغامرة الكتابة لديه التي تتوزع على ( المسرح، القصة، الرواية، الدراما الإذاعية والتلفزيونية، المقالة الصحفية)، فضلاً عن الممارسة العملية في فعل الإخراج وتأسيس الجماعات المسرحية التجريبية المنفلتة من نسقية المؤسسة المسرحية الرسمية. وهذه اللانسقية تذهب صوب ( التجريب Experimentation ) الذي يوفر له فرصة المغايرة مع خطابات السلطة القائمة، سواءاً كانت هذه السلطة ممثلة بسلطة الثقافة نفسها عبر الشكل المسرحي القار الذي يمارس نسقية إجناسية تفرض على الكاتب المسرحي إقتفائها، أو كانت سلطة الأيديولوجيا التي تُروِّج لها المؤسسة المسرحية الرسمية المرتبطة بخطاب الدولة بوصفها مالكة لوسائل الإنتاج الثقافي.


إن تجريبية السيد حافظ ولا نسقيته يتعاضدان لينتجا للثقافة العربية نصوصاً إبداعية ملغومة بالإشكاليات البنيو – رؤيوية لأنهما يفرضان وجودها بدءاً من العتبات النصيِّة الأولى أو ما يسمى في التصور السيميائي بالعناوين أو العنونة (titrologie ) حيث تبدو اللانسقية في العنوان في معظم تلك النصوص ( مثال : كبرياء التفاهة في بلاد اللامعنى، هم كما هم ولكنهم ليس هم الصعاليك ) وهذه الغرابة واللانسقية تمتد لكل مفاصل النص بوصفه خطاباً خارجاً عن نسقية خطابات سلطة الجنس الأدبي والفني الذي هو – بالضرورة – تمثيل لخطاب سلطة المؤسسة المسرحية الذي يتكئ على المرجعية النسقية لخطاب السلطة السياسية أو الإجتماعية أو الثقافية أو الدينية بدء من إختياره لثيماته المميزة التي تهدف إلى الكشف عن ( القاع ) بوصفه الحقيقة الهامشية والمُغيبة في خطابات السلطة، فالقاع هو الفضاء المسكوت عنه الذي يختزن الحقيقة الفعلية التي تغطيها جماليات خطابات السلطة، وبالتالي فإن السيد حافظ يشتغل في الأنساق المضمرة في تلك الخطابات التي لا تُصرِّح بها خطابات السلطة، ويبرز ذلك بشكل واضح في تعامله مع التاريخ والتراث بشكل واضح في نصوصه الإبداعية، إذ أنه يغادر الرواية الرسمية للتاريخ أو التراث التي يرويها مؤرخو السلطة، ويشرع في الحفر الأركيولوجي في التاريخ المنسي والمهمَّش الذي يقابل ذلك التاريخ الرسمي المزيف. فيعمل على إخراج الشخصية التاريخية أو التراثية من الصورة النمطية ( Stereotype ) التي رسمتها خطابات السلطة مانحاً إياها تصورات جديدة مغايرة لتلك النسقية ( مثال : شخصية الحاكم بأمر الله، في مسرحية ” حلاوة زمان ” ) مُعرِّياً في الوقت ذاته التاريخ الرسمي. ولا يقتصر ذلك فقط على الشخصية التاريخية أو التراثية، بل يتعداه أيضاً إلى الشخصيات المعاصرة عبر فضح نسقية خطابات المؤسسات السلطوية بتمظهراتها المتعددة ( الحكومة، المجتمع، رجال الدين، المثقفون، الأثرياء، العائلة، المهنيون ، … الخ ) .


يخرج السيد حافظ أيضاً من نسقية اللغة بوصفها خطاباً سلطوياً ، فاللغة مؤسسة ثقافية لها نظامها القائم الذي يفرض على المثقف التعامل معه على وفق شروط محددة تجعل من منطق الهيمنة هو السائد في علاقة المثقف بلغة التعبير لديه، وهذا الخروج من نسقية اللغة بوصفها أداة التعبير الرئيسة يتخذ في نصوصه أشكالاً مختلفة تبدأ من إستعمال المحكي اليومي ( اللهجة العامية ) في العديد من تلك النصوص، وتمر بفعل المزاوجة بين العامية واللغة الفصيحة، وتنتهي بإستعماله للغة الفصيحة الخالصة. وفي كل مرحلة من تلك المراحل تعتمد نصوصه على آليات لغوية تتجنب الوقوع في نسقية اللغة بوصفها سلطة، فاللجوء إلى العامية في نصوص الصغار والكبار على حدٍّ سواء إنما لإيمانه أن العامية تمثل اللغة غير الرسمية للناس غير الرسميين ( عامة الشعب ) بإزاء اللغة الرسمية للناس الرسميين ( الحكومة ومن يرتبط بمؤسساتها )، وهو يلجأ إلى المزاوجة بينهما لأن شكل الصراع في بعض نصوصه يفرض عليه هذه المزاوجة بين الرسمي وغير الرسمي لتحقيق ضرورات فنية وفكرية تدفع بذلك الصراع إلى التكشف والوضوح. وحتى في إستخداماته للغة الفصيحة الخالصة في نصوص أخرى فهو يتجنب الوقوع في نسقية اللغة وسطوتها عبر اللجوء إلى المزاوجة بين لغة الشعر والنثر والتعابر الأسلوبي والبلاغي بينهما ليكوِّنا لغة لا نسقية تنفرد بها خطابات السيد حافظ المسرحية. وهذا الحال ينطبق على تعامله أيضاً مع العناصر الدراماتيكية الأخرى في نصوصه مثل الزمان والمكان.


بقي أن نقول : “أن لا نسقية السيد حافظ سعت إلى إيجاد مؤسسة بديلة للمؤسسة الرسمية عبر تأسيسه لعدد من الجماعات المسرحية التجريبية المستقلة التي هدفت في حركتها الإبداعية إلى إيجاد خطابات لا نسقية إنتاجاً وإبداعاً، فضلاً عن تأسيسه مؤسسة ( رؤيا ) التي صرف عليها من ماله الخاص في سعي دونكيشوتي لتكوين سلطة ثقافية لا نسقية خارج سلطة الثقافة النسقية السائدة في بلاده” ، الأمر الذي يدفعنا إلى القول : “أن تجربة السيد حافظ في الانفلات من سلطة المؤسسة الرسمية وخطاباتها الأيديولوجية يفتح لنا الباب في تكرار التجربة لأنها أسفرت عن أنموذج للمثقف اللانسقي في البلاد العربية.


نشر هذا المقال في موقع مجلة الفرجة

ويمكن الإطلاع عليه في الموقع الأصلي من خلال الرابط التالي

اضغط هنا




الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024

اللغة الشعرية في رواية كابتشينو- وردة عطابي- إشراق عماري- 110

 سلسلة دراسات وبحوث في مسرح وروايات السيد حافظ

 (110)

اللغة الشعرية في رواية كابتشينو

للسيد حافظ



إعداد

وردة عطابى-      إشراق عماري

أ.د أحمد أمين بوضياف.. رئيسًا 

 د. مفتاح خلوف.. مشرفًا 

 د. عمر عليوي.. ممتحنًا 

جامعة محمد بوضياف بالمسيلة - الجزائر

كلية الآداب واللغات - قسم اللغة والأدب العربي

2018 – 2019م



مقدمة

يزخر النقد الأدبي بالعديد من المصطلحات التي أسالت حبر المفكرين العرب والغرب، ومن بين هذه المصطلحات نجد اللغة الشعرية والتي تعد من أهم المواضيع التي نالت اهتماما كبيرا من قبل النقاد المعاصرين. 

فاللغة الشعرية موضوع خصب ومتجدد استقطب عددا هائلا من الدارسين لها ولا يزال، نظرا للاهتمام الكبير بها ولتأثيرها على الخطاب الأدبي. 

وهذا ما جعلنا نعنون موضوعنا المرسوم باللغة الشعرية في رواية كابتشينو" للسيد حافظ وقد وقع اختيارنا لهذا الموضوع لأسباب منها ذاتية ومنها ما هي موضوعية، ذاتية تمثلت في الرغبة في التعرف على قضية اللغة الشعرية وكذا الاطلاع على مستوياتها وجمالياتها في الرواية، خصوصا في النموذج الروائي المتميز كابتشينو"، وأما الموضوعية فتمثلت في تميز موضوع اللغة الشعرية عن باقي الموضوعات وكذا محاولة الإسهام في تزويد المكتبة بهذا البحث. 

وقد سعينا من خلال هذه الدراسة إلى الإجابة عن الإشكاليات التالية: ماذا تعني اللغة الشعرية؟ وكيف تطورت دلالتها عند النقاد العرب والغرب؟ وإلى أي مدى اعتمد السيد حافظ على اللغة الشعرية في عمله السردي؟ وما هي الجمالية التي أظهرها هذا التوظيف في الرواية؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات اعتمدنا على خطة مكونة من مقدمة، ومدخل، وفصلين، وخاتمة. 

جاء الفصل الأول فيها بعنوان الشعرية بين النظرة الغربية والعربية وتناولنا فيه مفهوم اللغة الشعرية وكذا مفهومها عند الغرب وعند العرب ومستوياتها.. 

وأما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان: دراسة تطبيقية لجماليات اللغة الشعرية في رواية كابتشينو" للسيد حافظ. 


وتناولنا فيه بنية الزمان والمكان في الرواية وكذا عمدنا إلى دراسة اللغة الروائية الفصحى والعامية" بالإضافة إلى دلالة الانزياح والذي جاء فيه تحليل لأهم الصور الشعرية والإيقاعات الصوتية التي احتوتها الرواية.

وأخيرا أنهينا دراستنا هذه بخاتمة حاولنا فيها تعداد أهم النتائج التي توصلنا إليها في هذه الدراسة. واتبعنا في دراستنا المنهج الوصفي القائم على التحليل وذلك لأنه يناسب هذا النوع من البحوث. وكما اعتمدنا في بحثنا هذا على العديد من المراجع نذكر منها: كتاب مفاهيم الشعرية دراسة مقارنة في الأصول من المنهج والمفاهيم - لحسن ناظم، کتاب بشیر تاوريريت بعنوان الشعرية والحداثة بين أفق النقد الأدبي وأفق النظرية الشعرية. 

إضافة إلى بعض المراجع المترجمة والتي تذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: كتاب الشعرية لتزيغيطان تودوروف وكتاب النظرية الشعرية لجون كوهن. وخلال إنجاز هذا البحث واجهتنا صعوبات والتي لا يخلو أي بحث منها ولعل أهمها: اتساع وتشعب موضوع اللغة الشعرية بحيث يصعب الإحاطة بكل جوانبه في بحث تخرج بالإضافة إلى تداخل المفاهيم ووجهات النظر. 

وفي الأخير تشكر الله عز وجل الذي وفقنا لإتمام هذا العمل، ونرى أنه من باب الاعتراف بالجميل أن نتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى الأستاذ المشرف خلوف مفتاح" على ما بذله معنا من مجهود من خلال توجيهاته وتصويباته، كما نشكر لجنة المناقشة التي سهرت على تصويب الأخطاء.

لقراءة الكتاب كاملا بصيغة PDF من خلال أحد الروابط التالية :


رابط التحميل الأول 

اضغط هنا 

(هذا الرابط لم يعمل بعد. من فضلك اتجه إلى الرابط التالي مؤقتا

**** 

رابط التحميل الثاني 

اضغط هنا 





الأربعاء، 25 ديسمبر 2024

شهادة الفنان مسعد خميس النجار

 شهادة الفنان مسعد خميس النجار 

للكاتب السيد حافظ


شهادة من مثقف وفنان شريف هو

 مسعد خميس النجار 

الي قلم يأت به الزمان


السيد حافظ ، ١٩٦٩ كان عمر الهزيمه عامين حيث سقطت الأحلام والرموز والاعلام ، حيث كبرت الكذبه واستحالت الخدعة تاريخا وجغرافيا و مستقبلا ممتدا بلا نهاية ، هنالك خرج فينا السيد حافظ يحارب ضد الموروث و الواقع و الهزيمه ، علي عتبه العشرينيات من العمر أعلن الحرب علي المباني القديمه في المسرح ...اللغه والدراما والاداء والصوره وكل عناصر المسرح ، كان يبحث عن نصر او غضب يصد النكسه ويدفع المهانه والعار كان يدور بين المقاهي و اشكال التجمعات يعلن عن ثوره اسمها التجريب في كل عناصر المسرح اللغه والتمثيل والصوره و المباني و الموسيقي و السرد ،- التجريب هو اقتطاع جزء من كل معلوم وأعاده بنائه بحيث يصبح كيانا جديدا له منطق و وجود ولغه وشكل ، هكذا اصبح الغضب علي خشبه المسرح ممثلا ونصا وشعر ا ورقصا وموسيقي و ألوان -، حاول السيد حافظ إنشاء عالم مسرحي جديد ضد النكسه وأصنام الزمن و الكذب عام .١٩٧٠ في الاسكندريه رفع السيد حافظ الآذان فقام معه جماعه الاجتياز المسرحية واستديو الدراما و جماعه المسرح الطليعي وأسس منفردا جماعه مسرح الطليعه. مدخلا جديدا في حياتي ، كنّا مجموعه من الأصدقاء نخرج كل مساء لنلعب البلياردو وكنا نعيش حاله من التركيز و الصمت اثناء اللعب حيث لا ضوء الا فوق تربيزه البليارو وكل ماحولها اظلام تام و صمت لا تسمع غير حركه الكرات وقليل من التعليقات ، كان السيد حافظ معنا كل مساء يشاهد مباريات البلياردو وهو الشخص الذي لا يهتم أبداً بغير المسرح و المطالعة ، ذات مساء قال السيد حافظ( هنا في صاله البلياردو اشاهد احدث وأجمل أشكال المسرح حيث الضوء علي الترابيزة يحدد مكان خشبه المسرح و عند دخول اللاعب تحت الضوء يبدء المشهد بين الحركه و التعليق و الموضوع يتداخل بين اللعبة واللاعب وأصوات تأتي من الظلام خارج الترابيزة ويشتد الصراع بين الكرات والعصي ، و الكلام و حركه دخول وخروج اللاعبين تحت الضوء تخلق عالما ودراما ولغه وصوره تخلق حاله مسرحيه شديده السحر والبهجة ) ، هنا انتهي كلام السيد حافظ وبدأت حياتي مع التجريب و صناعه الدراما من خليط بين الحلم والواقع مع حريه بلا حدود في خلق وصناعه حكايات اسمها الواقع الموازي او الفعل الحر ، هنا اكتشفت ان اهم و اجمل أشكال الفعل هو تلك الدراما المسرحية التي يخلقها المؤلف، قد يفتح لك عامود البرق باب في حالك الظلام فتجد أمامك عالم من السحر والبهجة اسمه المسرح ، هكذا دخلت الي عالم المسرح التجريبي حيث وجدتني حر في إنشاء عالم من الجنون والنشوي وجديد القواعد أشجار تطير وخيل تغني ونساء تحملن بين أيديهن مدن وأسواق فتح السيد حافظ امامي باب دنيا اخري تدين لي بالفضل و الولاء . السيد حافظ ذلك المجنون اللذي نصر الحلم ومد كفاه و أخذ القمر رماه في عين الشمس فأصبح الظل فوق الشجر و النساء اقرب من الوقت والمسافه، السيد حافظ شيطان و نبي يرتل ما تيسر من آيات

ا لدراما ، السيد حافظ فتح نوافذ التنوير في عالم المسرح .



الأحد، 1 ديسمبر 2024

مأساة الكاتب وأحلام المبدع؟ ِ قراءة أخرى للتاريخ


مأساة الكاتب وأحلام المبدع

قراءة أخرى للتاريخ

دراسة

بقلم:
د. مصطفى الخطيب
(نشر هذا المقال في مجلة عالم الكتاب.. عدد ديسمبر 2024)

تأتي كتابة السيرة الذاتية بوصفها رد فعل طبيعيا يواجه به المبدع تقلبات الدهر ونوائبه، ويطرح من خلاله أفراحه وأتراحه ورؤيته للمستقبل، وفي هذا الإطار يأتي الجزء الرابع من مذكرات الكاتب الكبير السيد حافظ، التي صدرت أخيرا عن دار رؤيا للنشر والتوزيع، تحت عنوان مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع في كتاب يحمل قرابة خمسين حلقة من حلقات مذكرات كاتب متعدد المواهب تسبقها دراسة المحقق الكتاب ومقدمه د. ياسر جابر الجمال
تأتي كتابة السيرة الذاتية بوصفها رد فعل طبيعيا يواجه به المبدع تقلبات الدهر ونوائبه، ويطرح من خلاله أفراحه وأتراحه ورؤيته للمستقبل، وفي هذا الإطار يأتي الجزء الرابع من مذكرات الكاتب الكبير السيد حافظ، التي صدرت أخيرا عن دار رؤيا للنشر والتوزيع، تحت عنوان مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع في كتاب يحمل قرابة خمسين حلقة من حلقات مذكرات كاتب متعدد المواهب تسبقها دراسة المحقق الكتاب ومقدمه د. ياسر جابر الجمال
تتفرد مذكرات السيد حافظ - عن نظيراتها - بطرق أبواب الماضي وغربلة خبرات الكاتب، ثم إسقاط حوادث التاريخ على أرض الحاضر، وبعد قراءة متأنية لتلك المذكرات أرى أن أهم ما يميزها هو إصرار صاحبها على تعرية الواقع لا تهميشه بخلاف ما جاء عليه عنوان المذكرات - فالقارئ يشعر للوهلة الأولى أنه أمام ثائر وطني ناضج، أو سياسي محنك يجمع زمام التاريخ في يده ويسقطه على أرض الواقع: سياسيا واقتصاديا واجتماعياً، ثم يكتشف أنه أمام مفكر موضوعي ملتزم لا يخجل من عرض
مشكلاته الشخصية - وضائفته المادية خاصة، ولا مأساة المفكرين والمثقفين
في هذا العصر بشكل عام. وتأتي مقدمة المذكرات لتطرح طبيعتها بوصفها زحزحة للثوابت النمطية التي رسخ لها اللوغوس الغربي، وهي محاولة - في الوقت نفسه - لإعادة إنتاج الهوية العربية الأصيلة، ثم إنها - من جهة أخيرة محاولة لزحزحة المركز الثقافي الذي رسخ له أشباه المثقفين، عبر خطاباتهم التافهة واستعلائهم على الأصلاء المثقفين الحقيقيين

ويسرد الكاتب في الحلقة (153) بعض أسباب كتابته المذكراته فكان أولها أن تكون تلك النوعية من المذكرات إحدى ركائز ذاكرة الأمة المصرية، وفي هذا الإطار يؤكد رفضه لتشبيه البعض لذاكرة المصريين بذاكرة السمك. كما جاءت المذكرات أيضا بوصفها أداة للإفادة من وسائل التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل تسجيل التاري للأجيال القادمة لكي تعرف ما حدث في مصر من خلال رؤية كاتب مسرحي وروائي مصري فذ خاض غمار الكتابة في مختلف الأجناس الأدبية بعين تجريبية رائدة، وفيما يلي أرصد تمحور المذكرات على بعض العناصر الرئيسة موقفه من التاريخ لا تعدم المذكرات ذلك المزيج العبقري بين التاريخ والواقع فالقارئ أمام مذكرات حالمة لا يمل قراءتها وهذا ما حدث معي، عندما انهمكت في قراءتها أملا في متابعة ذلك السرد المزجي العجيب بين التاريخ والواقع، أو لنقل إنه التاريخ الحقيقي المجرد الذي لا يخجل من انتقاد ما اعتبرها ثوابت مشوهة في مجتمع شرقي محافظ
ما يصرح به فحينما ذكرنا بالخيانة التي تعرض لها أحمد عرابي من مؤسسات رسمية ومجتمعية في ذلك الحين . في الحلقة (168) من المذكرات أنا والمتنبي - كان يرمي حجرا في مياه التاريخ الراكدة لتعرية الواقع الآني، وقد استشهد الكاتب على مأساة عرابي بقدح الأزهر حينها - لهذا المناضل العملاق وهجاء شوقي، ثم كتابة الشيخ محمد عبده ما لا يليق بتاريخه النضالي في حق بطل كبير بحجم عرابي، ولم يكن ذلك السرد التاريخي في مذكرات شخصية لمجرد التسلية أو العبث وإنما كان محاولة لإسقاط التاريخ على الواقع من خلال استحضار القارئ لما حدث من ويلات لأغلبية المبدعين في زمننا المعاصر على يد بني جلدتهم وأرباب حرفتهم، ففي الحلقة ذاتها يعقب الكاتب على تلك الحكاية بقصة منعه من الحصول على الجوائز مرارا على يد كاتب كبير بسبب كشف السيد حافظ السرقة هذا الكاتب لفكرة فيلم من العراق، لكن يبدو أن صاحبنا قد تعالى على تلك الطعنات أخيرا فلم يعد يشتكي - على حد قوله - حتى بعد سرقة أفكاره مرة تلو الأخرى، وهكذا لا تخلو المذكرات من الإشارات الرمزية التاريخية بغرض إسقاطها على الواقع، إنها محاولة ذكية لقراءة التاريخ بعين مختلفة، ومن منطلقات أخرى كما يجب أن يكون لا كما هو كائن بالفعل، فالسيد حافظ يطرح نفسه بوصفه مناضلا محاصرا. ا في مجتمع لا يقدر مناضليه، أو لنقل إنه لا يقدرهم كما ينبغي موقفه من الصحافة والإعلام تتجاوز مذكرات السيد حافظ مجرد كونها وثيقة تاريخية تجرد التاريخ من الحبكات الدرامية وتعري الحقائق لتظهر مجردة كما أسلفت إلى كونها تصنيفا شخصيا من الكاتب لتلك الشخصيات التي تتحكم في ذوقنا وتفكيرنا وفي أحلامنا إن جاز التعبير. لقد قدم الكاتب تصنيفا لا إراديا للصحفيين والإعلاميين من خلال تجربته الشخصية معهم عبر رصد تمايز الصحافة بين الحقيقة والزيف، ثم تباين الصحفيين بين بارع يقدم أحداثا مهمة ويبحث - بحق - عن المواهب المدفونة، وبين نوع آخر أفقد الصحافة دورها - بوصفها سلطة رابعة - لدى المتلقي. في الحلقة (151) يقر الكاتب بقدرة الإعلام على تشكيل الوعي الثقافي بوجه عام، ويثمن دور ( عادل النادي خاصة في إبراز مسيرة السيد حافظ في برنامجه مع النقاد) في إذاعة البرنامج الثاني - البرنامج الثقافي حاليا - وفي الحلقة (154) يثمن الكاتب دور ( سمير غريب) في مساندته في ضائقته المادية فهو - بحسب رأي الكاتب - صحفي يرقى لدرجة المفكر الجدع الذي سانده في تلك الأزمة، وكان وحده من دافع عن الكاتب في سلسلة مقالات منشورة

وعلى صعيد آخر في الحلقة (166) ينتقد الكاتب نفاق بعض المثقفين الذين تجردوا من الموضوعية حد الفصام، حين انتقدوا ريادته للمسرح التجريبي، ورفضوا كتاباته التجريبية في الماضي، واعتبروها خرابا بينما هم أنفسهم من أداروا
مهرجانات التجريب في المسرح بعد ذلك وعلى مدار حلقات ثلاث (176174) يقدم الكاتب تصنيفا أخلاقيا سلوكيا للكتاب والمبدعين والفنانين بعنوان (ناس وناس) وفيها يعزي الكاتب هؤلاء ويصنفهم دون مواربة أو تزييف الوطنية الحقة

نحن أمام كاتب جريء لا يكترث لمحاولات التخوين ولا ابتزاز أنصاف المثقفين وأدعياء الثقافة، ففي الحلقة (158) من المذكرات يرسخ السيد حافظ لفكرة إعادة النظر في النقد الثقافي والسياسي لدى المثقفين والمبدعين بشكل عام إذ إنه يرى انتقاد الأوطان مكسبا لها، ولا يعني أبدا خيانتها ، فليس كل منتقد للبلاد كارها لها بحسب رأيه، مستشهدا بكتابات نجيب محفوظ الذي لم تخل رواياته من النقد البناء حرصا على البلاد والعباد كذلك لم يعتبر (برنارد شو خائنا لبلاده - بحسب رأي السيد حافظ - حين قال عنها ( بريطانيا حانوت بقال عفن.

كذلك المبدع لا يعد خائنا حينما يريد استخدام إمكانيات الفن والإبداع من أجل ترسيخ إصلاح سلوكيات العوام عبر طريقة سحرية غير مباشرة هي الإبداع نفسه، فالنقد في رأي السيد حافظ لا يعني بالضرورة مجرد النقض والهدم، وإن يكن فإنما هو نقض من أجل إعادة البناء وإصلاح المعوج، وأخيرا فإن الكاتب يرى محاولات التخوين - التي ترمي لتقييد الإبداع - نقضا الفكرة الديمقراطية التي رسخت لها الأمة المصرية منذ أمد بعيد. بين الإصلاح والدفاع يحاول الكاتب بناء الوطن فمن ناحية أخرى تصدى السيد حافظ عدة مرات لمن انتقدوا الأمة المصرية على امتداد التاريخ: ففي الحلقة (168) من مذكراته يذكر اتفاقه مع المناضل الكبير ( محمد فريد ) حينما رفض نعت الأمة المصرية بأنها ( أمة كسولة ولا تستحق النضال.

ارتباط الإبداع بالمأساة في مذكرات السيد حافظ من اللطائف التراجيكوميدية التي رصدها السيد حافظ في مذكراته تلك المفارقة السوداء التي تتلخص في ارتباط المأساة بالإبداع فالكاتب في وطننا العربي لا يمتلك سوى قلمه حاميا ومطعما وملاذا ومن ثم فإن أغلب هؤلاء يتعرضون المأساة الحياة والممات بحسب رأي الكاتب، ففي الحلقة (152) من المذكرات يسرد السيد حافظ مأساة الكاتب الأسواني (محمد الفيل) وقد أشار السيد حافظ إلى ارتباط الإبداع بالمعاناة في قصة حياة هذا الكاتب حين قال: ( كان يعاني من الأحزان مثل باقي المبدعين الحقيقيين.. كان يتعرض للإهانة لكونه كاتبا ، وهذا محزن كيف يمكن أن تتم إهانة الكاتب بينما يفترض أن تدعم أعماله؟ المؤلف هو العمود الفقري للإبداع، لماذا يهانون؟ لماذا يقلل من شأنهم. كما ربط الكاتب بين الإبداع والمأساة فقد ربط بين نجاح المبدع ومحاربة بني جنسه وأترابه له: ففي الحلقة (157) يمرر الكاتب مسبحة التاريخ بين يديه، ويتساءل عن سبب عدم تعيين (إنعام محمد علي رئيسة لقطاع الإنتاج مع كونها كفاءة نادرة، مستشهدا بقول عمرو بن العاص ( إن المصريين يخذلون أي شخص نادر)، وقد تكرر الأمر مع نجيب الريحاني وغيره من الناجحين والمبدعين، ويتجاوز السيد حافظ حدود القطر المصري والحاضر معا إلى حدود العالم العربي والماضي معا حينما استشهد بعزل طارق بن زياد من منصبه ومواجهته لقسوة الحياة، حتى بعد الفتح العظيم الذي حققه في بلاد الأندلس هكذا يجري الكاتب أحكام التاريخ على الواقع ليفسر ما استشكل عليه من أحداث تتجسد في محاربة الإبداع على أيدي المبدعين أنفسهم من ناحية، وارتباط النجاح بالمأساة من ناحية أخرى، ويستشهد في هذا الإطار بنصيحة (سيف المري رئيس تحرير مؤسسة الصدى) له بألا يؤسس مجلة ناجحة، ثم إيمازه إليه بضرورة تأسيس مجلة باهتة لا لون لها ولا طعم فكلما زاد نجاح المجلة زاد محاربوه، بحسب قول الأخير، وبغض النظر عن مدى دقة تلك المقولة فهي تنطوي على مفارقة تراجيكوميدية حقيقية، فإذا تجاوزنا عن مأساة الإبداع ومعاناة المبدعين ومحاربتهم من أرباب مهنتهم فكيف نمرر وجوب تأسيس مجلة لا تستحق القراءة كي لا يحاربها أحد المبدعين الآخرين وقد خصص السيد حافظ حلقة كاملة لعرض مأساة الكاتب
المسرحي منصور محمد تحت عنوان تشويقي بارز منصور محمد ضحية المسرح ليواجه الكاتب قارئه بعدة أسئلة على رأسها هل للمسرح ضحايا بالفعل؟ ثم يستطرد الكاتب قائلا ( لقد اعتدنا على قتل المواهب وذبحها ) وعلى طريقة إنما ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض يرى السيد حافظ أن قتل المبدعين لا يفنك عن كونه قتلا للإبداع في الحاضر والمستقبل، فمنصور محمد مات كمدا بعمر متقدم - 27 عاما - اتهام مسرحياته بهدم الثوابت والإساءة للدين وهدم الكعبة وفي الحلقة (167) من المذكرات يعرض الكاتب تجربته مع كتابة القصة القصيرة بعد تردد - لأن أخاه محمد حافظ رجب كان من رواد القصة القصيرة في مصر - فبعد كتابتها تمت محاربتها وتجاهلها النقاد المصريون بحسب قوله على الرغم من احتفاء أغلب بقاع الوطن العربي بتلك الكتابات وينتهي الكاتب إلى نتيجة مأساوية يعصف بها ذهن قارئ مذكراته ثم يطرح الحل عليه بقوله: "الشعوب العربية الآن تنشغل بحاجتين الحفر في الأرض، لاستخراج الذهب أو لاستخراج الغاز والنفط. أما الحفر في العقول فهو ما يجب أن تركز عليه. السيد حافظ بين التزامين (حقيقي وأدبي) لو أخذنا بعين الاعتبار تعريف إبراهيم حمادة للالتزام في معجم المصطلحات الدرامية بأنه التقيد بمعالجة مشاكل الجماهير على أساس المطالبة بالتغير إلى الأفضل وبتقديم أو الإيحاء بالحلول المثلى لوجدنا ذلك متحققا في أغلبية كتابات السيد حافظ عامة ومذكراته خاصة فلم يقف الكاتب أبدا عند حدود عرض مشكلات الكتاب والمبدعين دون اقتراح حلول لها، ولم يكن كلامه عن سياسته التحريرية حينما تولى منصب التحرير - في الحلقة 159 من المذكرات - سوى ملخص لفكرة الالتزام بجناحيه الحقيقي والدرامي) الذي يرى الكتابة الأدبية والكتاب في مكانة خاصة، يتوجب على من يتولى منصب التحرير أن يحل ما استشكل من قضايا تمس هؤلاء وتقترح لها حلولا لتجنب مآسي الماضي، ثم الإفادة منها في الحاضر والمستقبل. يطرح الكاتب فكرة العطاء حلا مناسبا للغيرة بين أرباب المهنة الواحدة في الحلقة (168) أنا والمتنبي من المذكرات فالفن الحقيقي في رأيه هو العطاء، والفنان الحقيقي يفتح الباب لزملائه وموهبته، وفي الحلقة 159 يطالب بعدم ضياع حقوق هؤلاء من خلال التزام المحررين برفع الظلم دون مقابل أو هدف، كما فعل هو نفسه حينما تولى مناصب التحرير

وقد أفصح الكاتب - في الحلقة 170 الحياء اختفى - عما ما يريده للثقافة والمثقفين حينما قال يجب أن تتذكر ونقدر جهود المبدعين ونحافظ على دعمهم، سواء كانوا تعرضوا للظلم أم لم يحصلوا على ما يستحقونه، فإن الأهم هو أن ندعم بعضنا بعضا. ونبني بيئة ثقافية وفنية صحية تدعم كل المبدعين، وفي الحلقة (167) من المذكرات يوجه الكاتب دعوة صريحة لأعداء الإبداع والنجاح، قائلا: "دعوا الفكرة الجميلة تنضج، دعوا الوردة تظهر في الحقول دع القلوب تصفى من الحقد الذي لا يليق بكم.

إنها دعوة لتجنب تلك المشكلات كلها من خلال عرض حلول موضوعية فكرية لها في آن واحد.

نظرة مستبشرة لمستقبل الإبداع في مصر والوطن العربي لم يكن السيد حافظ متشائما أبدا حينما عرض مأساة الكتاب والمبدعين في هذا العصر، فالكاتب في حلقة البوح خارج القانون من المذكرات يستشرف انتصار الكتابة الحقيقية الملتزمة في جيل مستقبلي مرتقب فيقول "إن الكتابة الحقيقية تبدأ الآن وسيزول الجميع وسيبقى الكتاب الورقي تحت الطوابق سيأتي جيل بعدنا يكون أفضل وأنقى وأصدق وأجمل، وستجد كل أفعال التقدير في الجيل القادم، وسينكشف من كان خائنا للأدب والفن ووطنه.

وفي النهاية أقول إنها مذكرات تتجاوز السرد الذاتي . الذي قد ينساه القارئ بمجرد إغلاق دفتي الكتاب - إلى السرد الموضوعي الفذ الذي يفيد من حلقات التاريخ، ثم يعكسها على الحاضر ليفيد الحاضر من التاريخ ويتجنب تكرار مأسيه، إننا أمام سيرة متفردة المثقف تجاوز عمن أساء له شخصيا حينا، ولم يخجل من تسليط الضوء على عوار منافق أو خداع مخادع مهما بلغت رتبته في أحايين أخرى إن السيد حافظ هو الشاب الذي تخطى من العمر خمسة وسبعين عاما، وهو الكهل الذي إذا قيس طول الأعمار بتسلسل حلقات التراجيديا لتجاوز عمره قرونا إنه الكاتب المفكر الذي يعبر التزامه بذاكرة الأمة وتقليبه في ذاكرتها التاريخية عن غيرته المحمودة على ذلك القطاع المهم من الكتاب والمبدعين والفنانين، وهو في ذلك كله الأمل الطموح الذي يطرح حلولا للمشكلات التي طرحتها المذكرات، ويؤمن أن

أهم لحظات عمره وأجملها لم تأت . تأت بعد .








الجمعة، 27 سبتمبر 2024

شهادة المبدع اشرف عتريس

 ميمورى - منذ عام 

شهادة اعتز بها  من مبدع استثنائي  متعدد المواهب  اشرف عتريس 



السيد حافط – طرح المسافة والسفر والبحر ..

فى بداية التسعينيات (92) يتردد اسم الخال السكندرى السيد حافظ فى (سمعخانة) استاذنا دكتورعلى البطل يوم الأربعاء من كل اسبوع على كورنيش نيل المنيا الجميلة وحكاياته عنه أبهرتنا وعن كتاباته المتعددة فى المسرح والرواية وشهرته فى بلاد الخليج أكثر من مصر وتفرد ابداعه مثل أخيه القاص محمد حافظ رجب

الذى هجر القاهرة بكل انحطاط وسطها الأدبى وعالم المؤامرات والانتهازية فى سوق الأدب وانعدامه ، فعاد الى الاسكندرية منفاه الاختيارى ، 

أما الخال السيد كان متمرداً رافضاً المنفى والعزلة والتهميش واعترك المشهد الثقافى فى القاهرة والاسكندرية والكويت ودبى وزادت شهرته فى بلاد الشام والعراق والمغرب والجزائر (هكذا أخبرنا على البطل ) وحينما عرف الأخير بكتاباتى المسرحية أشار لى بالقراءة لمسرح السيد حافظ مؤكداً لى الافادة بالاضافة لعشقى لثلاثية نجيب سرور وان كتب الخال متوفرة لصديقاى جمال التلاوى ومصطفى بيومى فهما أهل المعرفة وأصحاب المكتبات الخاصة الزاخرة (أشهد)

الرجل اسطورة يكتب بمنتهى الصدق الفنى والجرأة التى يمكن يحاسب عليها ،

فكرة الضمير ضد المفسدة فى كل شئ ملمح هام فى مسرحياته وأبطاله وشخصياته ومنطق الفكر فى الأحداث والحوار غير الصارخ لكنه كاشف فى لحظات درامية حقيقية ومنه تعلمت معنى الصراع الخفى ( سايكو) بين الذات واخرى أو المونولوج بلسان بطل يكاد يشبه البطل التراجيدى بلغة وسيطة بين الشعر والنثر وهذه خصيصة للحق أشهد للخال بها .

وحينما زار المنيا العام الفائت(2022) سأل عن التلاوى والأصدقاء القدامى وفرح كثيرا بالاحتفاء به خاصة ان الجامعة فى نفس اليوم كانت تناقش رسالة ماجستير عن مجمل اعماله الروائية وهناك مشروع مناقشة رسالة دكتوراة عن مسرحه يشرف عليها بروف محمد عبد الله حسين  ..

عظيم الآمر أن الخال دائماً يراهن على الجيل الجديد والأصوات الشابة ابداعياً

فى مجال الأدب عموماً ، فوجئت انه يعرفنى وسمع عنى وقرأ لى بعض الدواوين التى أصدرتها الهيئة ( واحديات ، محدش غيرى) وكم كانت سعادتى برمزثقافى كبير يتابع ويقرأ بجدية للآخرين دون تعال ولا نرجسية ولا أنوية الكبار التى اعتدنا عليها خاصة من خرج الى مجتمعات اخرى غير مصرية وتشكلت ذائقته بطعم اموال البترودولار .

لم يهدأ ولم يهادن ولم يكسر قلمه ويعتزل ، لم يستسلم لاحباطات الواقع الردئ فى الحياة عموماً والأدب والابداع أيضاً ..

يحق لى وأنا بكامل حريتى أن اناديه ( المناضل المسرحى) رغم تنوع كتاباته فى الرواية والقصة وأدب الطفل والمقالات التى تفضح المشهد بكل جرأة وصراحة

أفراد وهيئات ومؤسسات وكيانات يعرفها تاماً وتلك مزية كل مخلص حر .

دمت وبوركت أيها العنيد من تعلمنا منه ومازلنا ( أطال الله عمرك ) 

كاتباً ومُعلماً ورمزاً كبيرا ً فى حياتنا الثقافية ..

( أنت طرح المسافة والسفر والبحر ،،

 وقلبك المجنون تابع للوجع وكل انواع البدع ،،

أيوووووه على بوصلتك لما تماشى حركة الكون !! )

ولدك وتلميذك أشرف عتريس – المنيا سبتمبر2023

الخميس، 19 سبتمبر 2024

توظيف التراث في نصوص مسرح الطفل- دراسة تحليلية لنماذج مختارة- سندريلا والأمير

 توظيف التراث في نصوص مسرح الطفل


 دراسة تحليلية لنماذج مختارة

 سندريلا والأمير


بقلم

د. منى مصيلحي حامد حبرك

مدرس بقسم الإعلام التربوي (مسرح)

بكلية التربية النوعية

لتحميل الدراسة بصيغة PDF

اضغط هنا




















مسرحية- ليلة اختفاء أخناتون-واختفى الحب من مصر تلك الليلة للسيد حافظ بين التجلي التاريخي والإسقاط السياسي - دراسة نقدية-

 مسرحية

 ليلة اختفاء أخناتون

واختفى الحب من مصر تلك الليل للسيد حافظ

 بين التجلي التاريخي والإسقاط السياسي 



 دراسة نقدية

بقلم

د. قسول فاطمة


لتحميل الدراسة بصيغة PDF

اضغط هنا
























Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More