Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

عبد المطيع وحكايته



مجلة فنون العراقية
العدد 107 بتاريخ 22/2 ايلول 1980
عبد المطيع وحكايته

       مجلة (فنون) أضافت إلى مبادرتها، مبادرة جديدة، إذ اتفقت مع د. سعدى يونس، لتقدم فرقة العراق، مسرحية حكاية عبد المطيع..، فى الساحة المكشوفة لموقف سيارات مجلة (فنون).. ودعت إليها عوائل حى الإعلام والجوار إلى جانب المسؤؤلين والفنانين..
جمهور الحى الشعبى الذى استمتع بهذا العرض المسرحى صفق كثيراً للممثلين ولمبادرة (فنون)...
     مهدى على الراضى رئيس قسم الفنون المسرحية كان حاضراً وكتب هذا التعليق :
     الدخول بالمسرح إلى المحلات الشعبية، والأزقة، والمقاهى، مسألة فى غاية الأهمية، وظاهرة حضارية متقدمة لها دورها الكيبر والإيجابى فى كسب الناس إلى هذا الفن العظيم، كما لها اسهامها الفعال فى إيصال الوعى الفنى والجمالى والسياسى، إلى قطاعات كبيرة لم تتسن لها فرصة ملاحقة ما يقدم على خشبة المسرح، وهذا ما دفع بعض فنانينا إلى المبادرات فى القيام بتجارب مسرحية فى أماكن عديدة ومن هؤلاء الفنان سعدى يونس، الذى استطاع أن يكسر هذا العرض، وأن ينزل بتجاربه إلى الناس بمسرحيات عديدة، فأصبح بحق ظاهرة متميزة فى هذا المجال، والفنان سعدى فى معظم أعماله سواء التى كتبها أم اعدها يعايش ويعالج الهموم اليومية على المستويين المحلى والقومى، ولعل حكايته الأخيرة مع عبدالمطيع، كتب النص السيد حافظ، والتى قدمها بمبادرة مجلتنا فنون، واحدة من تلك المسرحيات التى تتحدث عن الخاص بصيغة العام وما هو فنتازى بحسن واقعى، لذلك تتداخل فيها عناصر حكواتية ربما جاءت بإضافة من المخرج نفسه، والمسرحية تقدم لنا نموذجاً، يمثل شريحة اجتماعية كبيرة مسحوقه، تعانى الاستلاب فى ظل فوضى القوانين وفوضى حياته الخاصة، جاءت أحداثها متسلسلة ومتداخلة، ينقلك المخرج فيها عبر حالات من التقابل والتزامن تبتدئ من وقوف الممثل على الخشبة شارحاً وضعية عبدالمطيع، ومروراً بمشاركة بقية الممثلين فى إثارة هذا الموضوع كذلك فى بيت الوزير، والسلطان، وبيت عبدالمطيع، والشارع - وهو بهذا استطاع أن يخلق فيما يسمى بتصوير الحالة والتعليق عليها، من خلال تكوينه لبعض التنكيلات الجماعية، التى أعطت بالمقابل فعل اشراك الجمهور باللعبة، وفى الاتصال مع الحدث ومن ثم التفاعل مع الحكاية عبر الانتقال من وضع إلى آخر، ومن حالة إلى أخرى ساعد على ذلك طبيعة النص لأنه يعتمد بالأساس على طرح المفارقات فى لوحات منفصلة، وهذا ما جعل المخرج يتحايل فى بعض الأحيان لكى ينقل صورة أخرى بعيدة عن الحدث الرئيسى، مثلاً فى مشهد السوق أو المبالغة فى رسم شخصية الحمار، لكنها مع هذا تبقى تدور حول المحور الأساسى عبدالمطيع.
     وذلك لعدم إدراكه خطورة تلقى القرارات دون مناقشتها فيصبح بالمقابل ضحية ولائه المفرط، مع هذا يبقى مصراً على التمادى فى أخطائه ففى الوقت الذى يعلن فيه الحداد على عين السلطان.
     يرتدى عبدالمطيع اللباس الأبيض، وعندما تعلن الفرحة، يخرج عبدالمطيع بلباسه الحزين، فيتعرض لنفس التحقيق السابق حتى يكتشف نفسه فى بيت السلطان، وهكذا تتابع الحكاية، عارضة لنا المهازل التى تعيشها هذه المدينة، ومهازل قوانينها... كما عالجت الموقف السلبى الذى يتسم به البعض ممن ينفذون التعليمات كما مطلوب دون وعيها.. ولعلنا هنا لا نستطيع الحديث عن العمل باتساع وبعين نقدية، ذلك لأن طبيعة العرض فى الهواء الطلق ووسط مشاهدين أكثرهم من العوائل الشعبية والأطفال واستجاباتهم الصاخبة، الفرحة، يجعلنا نشد بحماس على ايدى الممثلين الذين قدموا جهداً استثنائياً من أجل إنجاح التجربة.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More