مجلة
عالم الفن الكويتية - مايو 1980
حكاية الفلاح عبد المطيع
وما جرى له مع السلطان "قنصوه الغورى"
الخط الإخراجى للمسرحية يهدف إلى مسرحة المسرح
الخط الإخراجى للمسرحية يعتمد الدائرة فكرة أساسية
دخلت الأغانى بالمسرحية من أجل اضاءة الأحداث
اعداد / ع.ط.
قدمت فرقة العراق المسرحية.. مسرحية حكاية
الفلاح عبد المطيع.. تأليف (السيد حافظ) وإخراج الدكتور سعدى يونس وتمثيله.. إضافة
إلى الممثلين والممثلات (نجاة على.. تقى شواى.. هاشم البازى.. هادى مطعن وأخرين)..
ألحان الفنان علاء زكى..
- فكرة المسرحية -
* عن فكرة المسرحية يتحدث
الدكتور سعدى قائلاً :
- عندما تمرض عين
السلطان (قانصوه الغورى) فى زمن المماليك بمصر يصدر أمراً بأن على جميع الناس أن
يرتدوا السواد وأن يقيموا الأحزان ويمنعوا الأفراح والضحك فى كل مكان، غير أن (عبد
المطيع) الفلاح البسيط لم يسمع بهذا فيخرج بالشوارع مرتدياً الملابس البيضاء وهكذا
يسقط بيد شرطة السلطان ويعذب.. وفجأة تشفى عين السلطان فيأمر الجميع بارتداء
الملابس البيضاء وإقامة الأفراح فى كل مكان ويمنع البكاء والصراخ.. واذا مات أحد
يدفن بالمساء والجفاء بصمت وفى الليل.. وهكذا يصبح الفرح أمراً فى هذه الحالة أيضاً..
غير أن (عبدالمطيع) بكل بساطته ونقائه يخرج غير عالم بهذه الأوامر وهو مرتدياً
السواد.. هو وحماره.. وتقبض عليه الشرطة مرة ثانية ويعذبوه مع الحمار أيضاً حيث أن
كل حيوان وكل إنسان يجب أن يحزن أو يفرح تبعاً لما يقوله السلطان..
* وعن تبديله لنهاية
المسرحية.. قال :
- كانت النهاية السابقة
أن أقوم بتغييرها.. هى أن السلطان... عندما يسمع بحكاية (عبد المطيع) بعينه قاضى
القضاة.. غير إننى رأيت أن هذه النهاية من الممكن أن تتطور أكثر.. فمن الصعوبة
بمكان أن يلتقى أين الشعب البسيط مع سلطة غاشمة كسلطة (قانصوه).. مسرحية يشاهدها
وليس أمام عرض ملئ بالإيهام على أساس أنه حقيقة مفروضة..، فالممثلون بالمسرحية
يرتدون الملابس ويغيرون الشخصيات أمام الجمهور مباشرة وإضافة إلى ذلك كنت أريد أن
أحقق أكبر مشاركة ممكنة للجمهور من جميع الجهات هى أقرب الأفكار بالنسبة لى كمخرج..
كى تعبر عن الدوامة. التى تعيشها شخصيات المسرحية.. كما أن الدائرة موجودة بالتراث
العربى كشكل من الأشكال العامة فى التقاليد
العربية كجلوس الناس فى الخيمة العربية يتم بشكل دائرة.. كما أن الكثير من العوائل
الشعبية تجلس على الأرض بشكل دائرى.. إضافة إلى ما للدائرة من أهمية فى التراث
التشكيلى الإسلامى بالذات.
* ويضيف الدكتور سعدى
مخرج المسرحية.. قائلاً :
- إن جميع الشخصيات
بالمسرحية تسير باتجاه مغاير للزمن ولعقرب الساعة بالذات، أى أنها تسير من جهة
اليسار إلى اليمن.. مثلاً.. بينما عبد المطيع يسير بالعكس.. ويستطيع بعفويته
وبراءته وإصراره بالنهاية على الرفض أن يجعل خاصة عموم الشعب يسيرون بمسار الزمن
الحقيقى ويغيرون حركتهم وفقاً له وفكرة حركة المسرحية عموماً كانت تشكل الخطوط
العامة للحركة الإخراجية.. فالتقوقع فى وسط مركز الدائرة.. يعنى أحياناً كثيرة..
الابتعاد عن الناس.. بينما الذهاب إلى أطراف الدائرة يعنى الاقتراب منه.. فللدائرة
أحكامها الخاصة بها.. هذه الدائرة بعملية الإخراج التى أقيمت بها لا يتجاوز قطرها
الأربعة أمتار والارتفاع متراً عن الأرض.. ولم يكن هناك أى ديكور أو قطع أثاث سوى
مستطيل صغير من الخشب طوله حوالى متر وعرضه حوالى نصف متر.. هو كل شئ فى الديكور
يحرك بين أونة وأخرى لتدور على مكان معين.
وعن الأغانى
والموسيقى التصويرية .. يقول :
- أكدت فى المسرحية على
استخدام الأغانى.. أخذتها من أشعار أحمد فؤاد نجم.. وواحدة ألقها جودت التميمى..
ولحنها علاء زكى.. وباللهجة المصرية.. ولم تكن الأغانى بالنص، بل أضفتها لكى تكون
فواصل تقريبية أحياناً وللامتناع أحياناً أخرى.. وتدخل لإضاءة الأحداث وإلقاء
الأضواء النقدية الساحرة على ما يجرى من أمور.. أما الموسيقى التصويرية فهى عبارة
عن ألة العود ودف وطبل.. وصنج.. استخدمته كما فى نزالات الملاكمة لبدء المشهد أو
نهايته باعتبارنا نمثل على دائرة فى وسط الجمهور واشبه ما تكون نزالاً بالمعركة..
ويتحدد ذلك من خلال الفوز.
-
رأى -
* ياحبذا لو قدمت هذه
المسرحية فى الخليج العربى ليطلع عليها جمهور المسرح المتعطش لمشاهد أعمالاً
مسرحية جادة..
0 التعليقات:
إرسال تعليق