Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الأحد، 29 يناير 2017

السيد حافظ كاتب عربى يقتحم الإنترنت الكاتب الكبير عز الدين المدنى

السيد حافظ كاتب عربى يقتحم الإنترنت
الكاتب الكبير عز الدين المدنى
تونس – 2004 صحيفة الصباح التونسية

السيد حافظ كاتب معاصر محترف للكتابة الروائية و القصصية و خاصة المسرحية و حالياً الروائية المسلسلية على شاشات التلفزة المصرية و غير المصرية ، وهو من أوائل الكتاب المسرحيين التجريبيين (بالمعنى الدقيق لكلمة تجريب))) إن لم يكن أولهم على الإطلاق منذ أكثر من عشرين سنة.
السيد حافظ عاش بقلمه ، وخياله و كتبه و مسرحياته ، وهو صامد أمام إغراءات سوق الكتابة التجارية لأنه أراد منذ زمان تجنب المقولة المشهورة (التي يطلق عليها باللهجة المصرية):الجمهور عايز كدة ..! تاركا هذا الطريق المبلط بالاضحاك في سبيل الاضحاك والتفاهة- كما يقول هو- من أجل التفاهة والروشة الفكرية من أجل الأبتذال والرداءة والمسخرة الثقيلة التي لا نهاية لها... كما هجر طرقا أخري لاتقل خطرا عن ذلك الطريق الأول وهي طرق القديم وما يجر معه من الأساليب العتيقة, والمواضيع البائدة والأشكال المرقعة ولا يري شريعة في تغطية أعماله الأدبية بدثار القدماء ولا تاريخية محققة في الأنتماء اليهم مقلدا ومحاكيا كالببغاء، وتلك سفسطة مازالت رائجة للأسف الشديد بتعلة الأصالة!..
الإصرار علي الكتابة بالعربية
وهو يكتب أعماله باللغة العربية ومصر علي ذلك وهو يعلم مع ذلك أن الثقافة المهيمنة بلغاتها الأوربية المختلفة (من إنجليزية وإسبانية وفرنسية خاصة) من يركب موجتها العاتية وتنقاد له، إنما يحظي بالنشر الأنيق، والتوزيع علي أوسع نطاق، والترجمة الدقيقة الجيدة  السريعة ويكلل بالجوائز والشهرة عبر أقطار عديدةمن العالم وبحقوق التأليف العادية وكأنها مقدسة فلا يبتزها ناشر ولا موزع ولا منتج تلفزي ولا مدير مسرح.
وهو يعلم هذا الوضع وخلافه.. يعلم ما حققه الكاتب في مجتمعاتنا الجنوبية من تقدم قصد الأندماج في صلب المجتمع وهياكله الأقتصادية والثقافية . نعم رغم هذا التقدم هو يعلم أن مخطوطات الكاتب تظل صابرة في أدراج مكتبة سنوات لا يدري عددها إلا الله تعالي منتظرة نور النشر وإشعاع التوزيعـ، وهب أن المخطوط الجديد لأحد كتاب الجنوب قد صادف النشر ولو في كمية محدودة من النسخ.فإن هذا الكتاب المنشور بمعجزة لا يوزع إلا بشكل شبه سري وكأنه توزيع خفي حميمي بين الزملاء والأصدقاء والأحباب لعدم وجود شبكات توزيعية عبر الأقطار الجنوبية شبكات قوية واسعة سريغعة وأفترض الآن أن هذا الكتاب الجديد قد أعتني به نقاد بعض الاعتناء فلا سبيل إلي ترجمته إلي لغة أجنبية ، فهناك العين الباردة وهناك الريبة المغلفة بالمجاملة المنافقة ، وهناك أخيرا التكؤ والمماطلة والتسويف والوعود الكاذبة وتهرئة الأحذية في الذهاب والإياب وطرق الأبواب واستغلال التليفون والمجيب إنه غاب، وأخيرا الأنتظار القاتل في قاعات الأستقبال الوثيرة وتخرج واليد فارغة والأخري لاشئ فيها كما قال الواصف القديم البليغ في مثل هذه الأحوال المذرية.. هذا إذا لم يشيعه المترجم بكلمة وداع قبيحة مثل: أوتحسب أنك ستفتح بكتابك أوربا وأمريكا وأستراليا؟ أحتشم يا رجل علي نفسك وعيب عليك!
وإجمالا فإن الطريق الذي أختاره لترجمة أعماله إلي لغات أجنبية ليس الوحيد ولا الفريد وإنما هناك مسالك أخري في هذا العصر الأتصالي والتكنولوجي في خضم هذه العولمة المالية والأقتصادية والسياسية والثقافية.
لامفر للكاتب العربي من قول كلمته اليوم في هذه العولمة ولابد أن يشارك فيها مشاركة فعالة مثل نظرائه الأوربين والأمريكان بدل أن يظل منزويا أو أن يجلس علي كرسي من مقهي ليندد بهذا العصر الأتصالي التكنولوجي الرهيب وكأنه ضحية ذلك، أو أن يشك في هذه العولمة الطاغية شكا أيديولوجيا وسياسيا ولا يجدي في الأخير نفعا بل يجب استغلالها لتعود بالنفع له ولسواه، قال السيد حافظ: ولم أستعمل الإنترنت بما أنه علامة كبري علي هذا العصر وعلي العولمة؟ ولم أتصل بآخر صقع في العالم في رمشة عين؟ ولم أنشر فيها أعمالي الأدبية والفنية؟ بما أنه نشر كتبا أعلن عن إصدارات.. فهو سوق أتصالي عالمي من أنفق الأسواق ومن أروجها ومن أشرها. أليس أستعمال الإنترنت أفضل وأجدي وأنجح بكثير من سلوك الطرق التقلدية المحفوفة بالمشاكل ، والعقبات.
الانخراط في شبكة الإنترنت
لقد عول السيد حافظ علي نفسه، وأنفق من ماله الخاص علي ترجمة عدد من مسرحياته إلي اللغة الإنجليزية ونشر هذه الترجمة في الإنترنت!..ذلك هو المحل العملي والمجدي الذي ارتآه للإطلال علي العالم، والمشاركة فيه، وقد تكللت جهود السيد حافظ في تحقيق مشروعة هذا بالنجاح الكبير، ومما تجدر ملاحظته أني أقترحت منذ ما يقرب من السنة علي البعض في تونس ممن يهتم بالأدب التونسي الحديث إدراج عدد من الكتب التونسية في الإنترنت أو علي الأقل التعريف بها، وبمواضيعها، وبمؤلفتها عبر ترجمتها إلي اللغتين الفرنسية والإنجليزي، لكن أقتراحي لم يحظ بالأهتمام ولاحتي بالألتفاف، بينما تدعو الدولة التونسية إلي الانخراط في الإنترنت، هياكل وكليات، وجامعات، ومؤسسات وجمعيات، وشركات وأفرادا علي جميع الأصعدة؛ الإعلام والتعليم بدرجاته، والبحث العلمي، وتبادل المعلومات والصناعة والتجارة والتشغيل والسياحة والثقافة بجميع أختياراتها وممارستها وأهدافها.. إلخ.
ما كاد السيد حافظ ينشر ترجمة أعماله المسرحية حتي أجابه مراسلون من أقاصي العالم، البلاد السكندينافية، وأمريكا، وأستراليا فضلا عن البلدان القريبة وقال لي: لقد طرح علي أحد المراسلين من الدانمارك سؤالا حيرني كثيرا يقول فيه: هل يوجد كتاب مسرحيون عرب؟ سؤال مدهش ومحير حقا! يشير دون أدني شك إلي ضيق إشعاع الأدب العربي الراهن، وضيق حيزه، وضيق شهرة مؤلفيه وانزواء أغلبهم في مجالهم، وعزلتهم وهم خارج بقعة العالم، كما يشير إلي عدم ترجمة الأعمال الأدبية العربية الحديثة إلي اللغات الأجنبية، اللهم إلا القليل وأقل من القليل منها، واللوم يوجهبطبيعة الحال إلي الأدب العربي الحديث والراهن علي هذا الوضع الذي ظل كاسدا منذ عشرات السنين، ولا يوجه إلي من لا ولم يعرف ولم يقع الأتصال به لكي يطلع ويعلم ويعرف..
المجهودات الشخصية السابقة
صحيح أن كانت مجهودات شخصية قد بذلت خلال مطلع الخمسينيات من القرن العشرين قصد التعريف بأوجه من الأدب العربي الحديث خاصة في أقطار أوربا مثل المجهودات التي بذلها توفيق الحكيم فترجمت مسرحيات له مثل شهر زاد والملك أوديب، وبيجماليون، وقدمت علي مسارح باريس ولندن وسالزبورج بالفرنسية والإنجليزية والألمانية، ولاقت هناك تحمسا متقدا من المخرجين والممثلين، ونجاحا جماهيريا عظيما، وأعتناء وتقديرا وإجلالا من النقاد والدراسين، ولكن هذه المجهودات ظلت محدودة، ومحتشمة، ولم تثمر مشروعا عظيما في بلدان العالم العربي للأسف الشديد.
قال لي السيد حافظ: منذ أن أشتركت في الإنترنت وعرفت هناك بعدد من مسرحياتي، لم يمض يوم دون أن أتلقي فيه مراسلة أو مراسلتين وأحيانا أكثر.. وفعلا فأممي مجموعة منسوخة من المراسلات إليه تقول في إحداها رئيسة الرابطة الأمريكية للمسرح والتربية إنها تدعوه إلي الاشتراك في أعمال جمعيتها التي تصدر الدوريات والمنشورات وتعد التدريبات تحت إشراف مسرحيين مهنيين من كتاب ومخرجين وممثلين.. وتنشر مسرحيات في اتجاه الشبان عن طريق الاستشهار، وتتحمل هذه الجمعية المسرحية الأمريكية، بالإضافة إلي ذلك مصاريف البحوث، وتكفل نشرها بعد ذلك في المراكز المسرحية الدولية، ونشر أخبارها في جريدة المسرح .
وراسله مراسل دنمركى آخر يقول له: أن مدير فرقة مسرحية أقدم مسرحيات للأطفال والشباب، وأرغب في الحصول علي ثلاثة من مسرحياتك في هذا الأتجاه، وإذا ما وافقت علي ذلك فإنني سأصدر معك فصول العقد المالي وشروطه.
وراسلته مسئولة عن أحد المسارح في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية تريد مسرحيات له قصد عرضها أمام الجمهور الأمريكي خلال الستة الشهور المقبلة.
هذا الباب العالمي العريض الذي فتحه السيد حافظ الكاتب المصري والعربي جدير بالإشادة والأعتزاز لما سينجز عنه من فتح لأبواب مماثلة أخري في القريب، ومن المؤكد أن هذه هي أولي المبادرات البالغة الأهمية في العالم العربي في نطاق التعريف بلأدب العربي الراهن. نسلك الطريق الأحدث نحو العالم، وبعد كل هذا، ماذا يهم السيد حافظ إن هز أو حط بعض الصحافيين أكتافهم أستخفافا لهذا الباب المفتوح الجديد لفائدة الأدب العربي، وسكتوا تعتيما عليه.  

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More