منذ اعوام
ندوة ثقافية فى 2004 اتيليه القاهرة
18 مايو، 2010، الساعة 09:52 م
- في ندوة اقامها المسرحيون العرب بأتيليه القاهرة 2004
- السيد حافظ يستحق لقب (( أبو التجريب )) في التأليف المسرحي العربي عن جداره
- الإسكندرية احتضنت مولد ونشأة عبقريته المسرحية المهمومة بشجون وطنه وآلامه
- مهرجان المسرح التجريبي القاهري يعد العصا السحرية التي أعادت له رونق الحياه
- السيد حافظ كتب 66 مسرحية تجريبية وكوميدية وللاطفال واصدر 60 كتابا
في جو احتفالي ثقافي وفي اطار العمل الثقافي المتوازي لفعاليات مهرجان المسرح التجريبي الدولي أقام أتيليه القاهره ندوة حول الكاتب المسرحي التجريبي السيد حافظ وقد حضرها كل من : د.فوزية مهران (مصر) – المخرج المنجي بن إبراهيم (تونس) – عبد الغني داود (مصر) – د.عبد الكريم برشيد (المغرب) – محسن العزبي (مصر) – عمر نقرش(الأردن) – أحمد عبد الرازق أبو العلا (مصر) – فراس الريموني (الأردن) – فهمي الخولي (مصر) – ناصر الزغبي (الأردن) – أبو العلا السلاموني (مصر) – مخلد الزيودي (الأردن) – حسن رشيد (قطر) – المخرج وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت سابقاً حسين مسلم (الكويت) – سالم عبد الحميد (ليبيا) .. وأدار الندوة الناقد / أسامه عرابي .
ولأن المسرحيين العرب الذين حضروا المهرجان يعرفون قيمة المسرحي السيد حافظ كان إصرارهم علي تكريمه من خلال ندوة اقامها أتيليه القاهرة وحضرها نخبة من المؤلفين والمخرجين المسرحيين علي المستوي العربي والذي اعتبروه بحق (أبو التجريب في التأليف المسرحي) ، فكان أول من قدم شهادة الدكتور حسن رشيد الذي ذكر الكاتب قائلاً : عندما اتحدث عن السيد حافظ فهو إنسان جميل ومزعج في آن واحد اما عن إنسانيته فحدث ولا حرج ..أما عن الإزعاج فيكفي أن الدارس لإنتاجه يقف حائراً أمام تعدد المنافذ ، فالقصه والدراسه والبحث جانب، والنقد والإحراج والمسرح جانب آخر . فمن أين يجد الوقت لخلق كل هذه الاطر من الإبداع فهو مثلنا من صعاليك القاهرة يهرب من النهار لإحتضان الليل ، فهل هو مخاو مثلاً لأرواح شريرة أم ملائكه يستمد منهم خلق هذا الإطار من الإبداع ، يكفي أن سيد حافظ بإصراره وعزيمته وحبه اللا محدود لبني جنسه أبرز المعالم لشخصية العربي في المسرح وهو مزعج لأي مبدع يقرأ أعماله لروعة اطروحاته في مجال المسرح واستلهام التاريخ والحكايات الشعبية وتعدد مجالات إبداعه .
ثم تحدثت الناقده فوزية مهران وقالت : نحن اليوم وسط كتيبه من الأصدقاء والنقاد ورجال المسرح العربي البارزين للإحتفاء بالكاتب المسرحي السيد حافظ للحديث عن الموقف والفكر وأسلوب الرجل في التجديد والتجريب في مسرحه ، فمسرحياته كلها فيها اشتباك الحوار بالفكر ،وينبع العبث عنده من رؤيته النقدية للواقع من الروح الإنسانية التي تجمع بين الكوميديا والمأساه في أسلوب ساخر ومرح وفنون الدعابه والمكر الجميل .
وتحدث الكاتب عبد الكريم برشيد قائلاً : إن عبقرية المكان كان لها الدور الأعظم في شخصية السيد حافظ الذي ولد بمدينة الإسكندرية ،تلك المدينة العبقرية التي ما نشأ هذا المسرح إلا بها فقد أنجبته لحظة تاريخية عبقرية في مكان عبقري استغلها كمبدع له رسالة مهموم بشجون وطنه وآلامه ، فاستطاع بإبداعه أن يحقق ما أراد .. ويعتبر مؤسساً لتجربة عربية مؤصله بالإنسان الشرقي قاد من خلاله موجة من التجريب قبل أن يظهر مهرجان المسرح التجريبي من أساسه ، وأكدت تجربته الإبداعيه أن مسرحه مبني علي وجود تجريب من أساسه وليس التجريب التخريبي الذي يمارسه الغربيون المولعون بقتل الأدب وينادون بموت الكاتب ويدعون للكتابه بالجسد والحركات والإيماءات والصمت ، وهذا لا يمكن وجوده في مسرح السيد حافظ الذي يصل بنا إلي قناعات فكرية ثابته ، فليس هناك حقائق إنما توجد وجهات نظر ذات مطلقيه علي المستوي الفكري ،فحافظ هو هذا المسرحي الذي يعتز برؤيته له عينان مثل زرقاء اليمامه التي لا يكفي أن تري كل شئ ولكن تشهد ما تراه في ضجيج دون صمت . فالحقيقه ثورية كما قال ماركس ، وأوديب حينما اكتشف الحقيقه فقا عينيه ، والمغاربة يقولون عند التهديد "سأريك وجهك في المرآه" .. ونحن في الواقع لا نري هذا الوجه الحقيقي ، والسيد حافظ هذا المبدع المعتز بإنسانيته المنخرط في قضايانا القومية هو الذي استطاع أن يرينا هذا الوجه . دائماً لا اتحدث عن الكتابة المسرحية في المطلق فأنا اتحدث عنها كنوع اسميه بالحيوية فهي لا تكتب لكنها تنكتب لذلك فالمسرحي لا يكتب بل تكتبه اللحظه والواقع المفروض تفصيلياً مثل شكسبير الذي أملي عليه الواقع شيئاً فكتب، والمرأه التي تلد لا تعطي شيئاً من عندها وما نحن إلا أسباب ، والسيد حافظ ليس إلا من هذه الأسباب وناطق بإسم جيله وثقافته .
وتحدث المخرج المسرحي الدكتور كمال الدين حسين قائلاً : لم اتعرف علي السيد حافظ ككاتب مسرحي حتى اتمكن من تقديم مسرحية له ولكنني تعرفت عليه من خلال الأبحاث والدراسات العليا الماجيستير والدكتوراه التي قدمت عن أعماله في الوطن العربي (المغرب والكويت والجزائر وتونس) فقمت بواجبي كأستاذ ووكيل لكلية رياض الأطفال بالدقي بالإشراف علي رسالة ماجيسير عن الحكاية الشعبية في مسرح السيد حافظ منذ عامين وهذا العام تقوم طالبه بعمل رسالة ماجيستير عن (الخطاب السياسي في مسرح الطفل عند السيد حافظ) وهذا قليل من كثير يجب أن يقدم في حق هذا المبدع الكبير الذي قدم لمسر الطفل أكثر من خمسة عشر مسرحية وأخرج له كبار المخرجين في الوطن العربي كما أن أعماله منتشره في المسرح المدرسي بشكل ملفت للنظر وأنا أعلم أنه يجري الأن أكثر من خمس رسائل ماجيستير ودكتوراه في جامعات مصر حول مسرح السيد حافظ ، هذا بجانب الرسائل العلميه التي تقدم عنه في الوطن العربي وبكل المقاييس هو لم يأخذ حقه الأدبي والفني خاصة وأن المسرح المصري قد مات وأنتهي .
وتحدث الناقد محسن العزب قائلاً : أن السيد حافظ واحد من أهم المؤلفين المسرحيين الذين ظهروا في الربع الأخير من القرن الماضي لما يتميز به من حس جيل بكامله ..فلقد مارس معظم أنواع الدراما لكنه اظهر تميزاً بالمسرح التجريبي بشكل خاص وكما أن التنوع والغزاره نجدها بمعشوقه المسرح فقد تم تنفيذ معظمها علي خشبة المسارح في مصر والكويت الأمر الذي يحيلنا إلي أهمية التجريب المسرحي لديه والذي تأسس بفضله . لقد قام السيد حافظ بطبع أول مسرحية له في السبعينات وهي " كبرياء التفاهه في بلاد اللا معني " وقام بإخراجها بنفسه في الإسكندريه وهذا يدلنا علي مدي الجدية التي وضعها علي عاتقه منذ كتاباته الأولي كما اهتم بالمرحلة التاريخية للدولة الفاطمية التي تعرضت لتدمير من الدولة الأيوبية فتناول شخصيات الحاكم بأمر الله والظاهر بالله والسيرة المستنصرية التي تناولها بإسلوب كوميدي ممزوج ببعض المأساه خلافاً لما تناوله الروائي علي أحمد باكثير ذا المنظور الديني لعله حس جمالي جديد في المسرح بصفه عامه .
أما الفنان المسرحي حسين المسلم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت سابقاً فقد أراد أن يجنح بشهادته إلي بارقه أمل التغيير الذي هو الدم الجديد المتوفر لدي السيد حافظ ورغبته في البحث عن حل لهذا الواقع المرير ناهيك عن كتابته للطفل التي تتمثل في العمق والبساطه في كلماته فهي تتوغل عمقاً إنسانياً داخل مجتمعنا العربي ، والغريب رغم انها موجهه للطفل فقد ابكت واضحكت الكبار قبل الصغار ، فهذه الطفله الضائعه في مسرحيته "بيبي والعجوز" تمثل هذا الإنسان الحالم الذي يحتاج إلي أبيه وأمه بكل ما تحمل الكلمات من دلالات ورموز ولعل المشكلة التي ناقشها حافظ بتأثير الخدم في تنشئة الجيل الجديد وقدمت علي المسرح الكويتي عام 1988 كانت من إخراجه ونتج عنها ضجة اجتماعية وقتها اكثر من ضجة المسرحس الكبير "ايبسن" في مسرحيته "بيت الدنيا" وقد طلب منا وقتها بعض التغيرات فرفضنا بشدة ومما يحضرني ان هذه المسرحية طلبت ان تقدم أنذاك في مهرجان الفن في بغداد واستغربت لأنها عمل مسرحي للأطفال والأكثر إثارة أن وزير الثقافه قال وقتها اننا نريد هذا المسرح الإنساني الوقعي الإجتماعي في مسرح الكبار أكثر من الأطفال .
وفي شهادة للناقد المسرحي أحمد عبد الرازق ابو العلا أكد أننا لا نستطيع في هذة الندوة أن نعطي حافظ حقة ، فهو ظلم ككاتب مسرحي كبير بسب أنه كان يقيم بالأسكندرية في الستينيات ، أي كان أديبا إقليميا وظل هناك حتي الثمانينات .. ورغم غزارة إنتاجه الا انه لم يستطيع أن يقدم عملا واحدا علي مسرح الدولة وهذا يكشف أن هناك فسادا ثقافيا عاما لا يعطي فرصة للكتاب في كل المجالات ، في الوقت الذي نسمع عن وجود ازمة في كتابه المسرحيات .. أضف الي ذلك التقسيمات السياسية للمثقفين والتي دفع ثمنها الكثير من الكتاب الذين لا ينتمون الي اي يسار أو يمين .. فالسيد حافظ واحد من هؤلاء لذلك تأخر تواجده كمبدع مسرحي في مصر في حين أن أعماله مثلت علي خشبة المسرح العربي .
أما المخرج التونسي المنجي بن ابراهيم اكد في شهادته انه عرف السيد حافظ إنسانا متواضعا بالمعرفة ، وبهواجس المحيط الإبداعي .. وهذا ما يؤكده من خلال إنسانيته التي تحضن معاناته في توحده .
في حين يعتبره الناقد عبد العني داود رجلا يكتب ولا يكف عن الكتابة للمسرح ، فليس له حياة أخري غير المسرح وكثير من النقاد اختلفوا حول عدد المسرحيات المنشورة للكاتب السيد حافظ أن عددها هو 66 مسرحية مابين فصل واحد وفصلين أو ثلاثه وهذا العدد يعتبر قد تجاوز عدد المسرحيات التي كتبها توفيق الحكيم . أما الدراسات المسرحية والمقالات النقدية والرسائل الجامعية قد اذدادت وأنتشرت من المحيط الي الخليج حول أعماله المتعددة واتجاهاته المختلفة في مجالات التجريب ومسرح الطفل والتراث والكوميديا عنده تختلف عن تجاربه في مسرح اللا معقول ، وتأثيره بالعبث الذي يحتوي علي عنصر الهزل .. فهناك الوان الطيف الكوميدي الذي اجاده حافظ ببراعة مخرجا ومؤلفا .. ولعل هذه الخبرة والتمرس في لغة خشبة المسرح جعلته حيا ومبهجا وطارحا لأخطر القضايا أحيانا بصورة كاريكاتيرية واخري بكوميديا شعبية ، إنه يحطم قدسية التاريخ ويحوبه الي مسخرة أو فكاهة
الكاتب المسرحي محمد ابو العلا السلاموني قدم شهادته بحكاية طريفة سمعها من السيد حافظ ، يحكي في بداية حياته المبكرة ، قابل محمود تيمور وفتحي الأبياري في الأسكندرية وحين قدم نفسه لهما قائلا أنا الكاتب المسرحي فكان تعليق تيمور ، ابحث لك عن مهنه أخري توكلك عيش .. لم يعجب حافظ تعليق تيمور وظل يمارس المهنة ما يقري من أربعين عاما , بعدها اكتشف مارة كلمات تيمور ، رغم ذلك نجده يشعر بالعظمة لكونه كاتبه مسرحيا واعتقد أن الكاتب الكبير سيد حافظ هو واحد من أهم كتاب جيل السبعينات وقد اثبت بجديته واستمرارة علي مدار أكثرمن 35 واصدار أكثر من 66 كتابا في مختلف مجالات المسرح أن يكون علامة متميزة نفخر بها .
أما المخرج فهمي الخولي يراه مؤالفا يملك النزعة المتمردة علي المألوف والسائد وكل التابوهات الموجودة في حياتنا ، أذكر أنني عندما أجلس مع المخرج السيد راضي أفاجأ به يكلمني عن مسرح السيد حافظ وقدراته التي تفوق الوصف في ايجاد مسرح كوميدي جديد ولقد تعرفت علي السيد حافظ عام 1970 خلال مسرحيته الأولي كبرياء التفاهه في البلاد اللا معني . ويوم ما وجدت هذة المسرحية شعرت بأننا أمام زلزال كبير و بالفعل حدث الزلزال في المسرح العربي .
وتحدث في نهاية اللقاء الكاتب السيد حافظ قائلا احمد الله أنني انتمي الي جيل من الكتاب المتميزين العباقرة في الوطن العربي وفي مصر فأنا واحد من هذة الكوكبه يسري الجندي ، ابو العلا السلاموني ، بهيج إسماعيل ، نبيل بدران ، عبد الغني داود ، أمين بكير ، مصطفى رمضانى . رياض عصمت .عبد الكريم برشيد .سعد الله ونوس- عز الدين المدنى –سمير العيادى –عبد العزيز السريع- محفوظ عبد الرحمن . على عقله عرسان وغيرهم واسف على ان المسؤلين عن الاعلام والثقافة فى الوطن العربى معظمهم جهلة وانصاف كتاب
0 التعليقات:
إرسال تعليق