Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الخميس، 18 مايو 2017

المسرح السياسى عند السيد حافظ بقلم رزوق أحمد الجزء الاول

بحث هام تحت اشراف دكتور نصطفى رمضانى العظيم
المسرح السياسى عند السيد حافظ بقلم رزوق أحمد الجزء الاول
‏19 مايو، 2010‏، الساعة ‏12:46 م‏

المسرح السياسى عند السيد حافظ

من خلال مسرحية
ملك الزبالة والزبالين

إعداد الطالب
رزوق أحمد
تحت إشراف الأستاذ
مصطـــفى رمضـــانى

تمهيد :

لقد تفطن المسرحيون العرب إلى أن الإنتاج الغربى يحتل حيزاً واسعاً داخل المسرح العربى، لذا رأوا ضرورة البحث عن بديل فنى يحقق الصيغة المسرحية الأصيلة.

وقد بدأت الدعوة إلى خلق مسرح عربى عن طريق الإبداع المسرحى نفسه، قبل أن تأخذ هذه الدعوة صبغة التنظير، وقد استمرت هذه المحاولات متعثرة خجولة إلى أن ظهرت دعوة يوسف إدريس إلى مسرح عربى أصيل، فكانت بذلك الصيحة التى أخرجت المنظرين العرب من بعض خجلهم حتى توالت بعد ذلك الصيحات الداعية إلى ضرورة خلق صيغة مسرحية عربية، ومن أهم هذه الصيحات دعوة توفيق الحكيم إلى قالبه المسرحى، وعلى الراعى إلى الكوميديا المرتجلة، وسعد الله ونوس إلى مسرح التسييس، و عز الدين المدنى إلى المسرح التراثى وعبد الكريم برشيد إلى المسرح الاحتفالى وغيرها من الدعوات([1]) .

ويعد المسرح المصرى قلب المسرح العربى، وقد سجل أحسن فتراته إبان الستينات ويمكن اعتبار هذه الفترة بمثابة الانطلاقة الحقيقية للمسرح العربى بصفة عامة والمسرح المصري بصفة خاصة نظراً للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى عرفتها المرحلة.

وما كادت فترة الستينات تنتهى حتى خيمت هزيمة 1967 بظلامها الدامس على الحياة الثقافية والفكرية ليس فى مصر فقط، إنما فى الوطن العربى كله، معلنة ميلاد عهد جديد طرح فيه الإنسان العربى أكثر من سؤال من أجل البحث عن أسباب النصر وكيفية تجاوز الهزيمة.

إن البداية المأساوية التى شهدتها سبعينات هذا القرن كانت سبباً فى انهيار المسرح العربى ولا سيما المسرح الذى كان يحمل بعض الأحلام والتصورات الإيديولوجية بسبب انهيار الإنسان العربى نفسياً وعسكرياً. كما كانت سبباً فى بروز المسرح التجريبى من أجل تجاوز الهزيمة على المستوى الفنى على الأقل حيث ظهر جيل جديد يحمل هم الهزيمة المرة وهم الإنسان القلق وهم تحرير الأرض والإنسان. وكل هذه العوامل ستتضافر لتكوين عقلية إنسان ما بعد الهزيمة.

وقد تميزت مرحلة السبعينات بالثورة على الواقع، وبالعمل الجاد الهادف لاسيما لمسرح الهواة الذى قام بدور مهم فى مقاومة التردى المسرحى فى وقت انهار فيه المسرح بمعانيه النبيلة وسيطر المسرح التجارى، فمسرح الهواة هو الذى أعطانا المسرح التجريبى أو الطليعى وهو الذى يعتبر السيد حافظ أحد رواده.

الفصل الأول

المؤثرات الفكرية والفنية فى مسيرة السيد حافظ المسرحية

- المبحث الأول : المؤثرات العامة فى حياته المسرحية.

- المبحث الثانى : خصائص مسرح السيد حافظ وأعماله.

- المبحث الثالث : دور السيد حافظ فى المسرح الطليعى

- المبحث الرابع : نظرة عن المسرح السياسى

1- المؤثرات العامة فى حياة السيد حافظ المسرحية :

إذا كانت المقولة العربية تقول : "الشاعر ابن بيئته" فأرى أنها تنطبق جيداً على المبدع المسرحى السيد حافظ أو أوزوريس كما يحلو له أن يسمى نفسه أملاً فى أسطورة البعث الأبدى، لذلك لا يمكننا دراسة النص المسرحى بمعزل عن الواقع الذى ترعرع فيه أى الواقع السياسى والثقافى والاجتماعى… فمن يكون السيد حافظ؟

يعرفه عبد الكريم برشيد بقوله :

"انه مؤلف ومخرج مصرى من الجيل المعاصر لنكسة 1967، وهو من مواليد الإسكندرية سنة 1948م. وهذا الميلاد يتزامن مع ضياع فلسطين وقيام إسرائيل تحقيقاً لوعد بلفور. وما إن أتم السيد حافظ عامه التاسع عشر حتى أصابت الأمة العربية هزيمة أخرى على يد الجيش الإسرائيلي، إذن فهذا الكاتب عاش صباه ويعيش شبابه ملتاعاً يكتوى بسلسلة من الهزائم الوطنية والقومية، فهو من جيل العنف والغضب والشعور بالإحباط، فقد نشأ وعاش فى ظل صراعات ومتناقضات حدثت ومازالت تحدث فى الساحة العربية مما جعله يرفض الواقع المصرى والعربى المهزوم، وهو واقع تاريخى ساقته عوامل عديدة ذاتية وموضوعية إلى عنق الزجاجة وكانت النتيجة الهزيمة"([2]).

ويقدمه لنا "محمد يوسف" كما يلى : "ينتمى السيد حافظ إلى رعيل من جيلنا شارك فى المظاهرات الطلابية التى انفجرت فى مدينة الإسكندرية عام 1968م أى بعد مرور عام على الهزيمة الفاجعة لسنة1967 م، وكان من هؤلاء المتظاهرين الذين خرجوا يتحدون الحكومة والنظام، ويطالبون بمحاكمة الجنرالات والضباط الكبار الذين انشغلوا بالكرة والأندية الرياضية عن الاستعداد العسكرى"([3]).

وهكذا وامتداداً لهذا الغضب على الواقع العربى التاريخى المهزوم، خاض السيد حافظ نضالاً سياسياً متواصلاً ضد كل الأشكال البيروقراطية التى مورست على الشعب المصري والعربي، وهذا ما نلمسه فى كتاباته التى تحطم كل المفاهيم العتيقة وتكفر بالقواعد البالية. وهى صفة يذكرها له كثير من النقاد، فهذا الناقد على شلش مثلاً يقول معلقاً عن مسرحيته "مسرحيتان لكاتب شاب جرئ وطموح جداً يوقع باسم مستعار وهو أوزوريس… حطم بجرأته كل تقاليد التأليف المسرحى ابتداء من أرسو إلى برخت، ويحاول بطموحه أن يكون أوزوريس المسرح المصرى وباعث الحياة فيه…"([4]). وهذا ما يعطينا فكرة واضحة عن أثر تلك الفترة فى تكوين جيل السيد حافظ الذى تأثر بأحداث الفترة القومية. فحسب سعد أردش فهو جيل لمعت في عيونه ابتسامة الأمل فى حياة أفضل، لكنه أمل سرعان ما أصيب لا بخيبة الأمل، ولكن باليأس الكامل من كل ما كان من أجداده وآبائه وإخوانه الكبار، بل فى إمكانية إصلاح ما أفسده الدهر([5]).

وبهذا يكون لمجموع الأحداث الخطيرة التى عرفتها مصر ابتداء من نكسة1967م مروراً بإجهاض نصر أكتوبر، واتفاقية كامب ديفيد وسياسة الانفتاح الاقتصادى أثر خطير على نفسية السيد حافظ وجيله معاً والمواطن المصرى والعربى بصفة عامة، فقد نتج عن هذا كله تخلخل فى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وترتب عن سياسة الانفتاح الاقتصادى بروز طبقة برجوازية سيطرت على المواقع الحساسة فى هرم السلطة وعلى اقتصاد البلاد، فى حين ظلت أغلب شرائح المجتمع المصرى تعانى مرارة الحرمان فى مجمل الحقوق.

هذا على المستوى السياسى، أما على المستوى الثقافى فإن استقرار السيد حافظ بمدينة الإسكندرية أدى إلى ابعادة عن المركز أي القاهرة التي هي السلطة الوحيدة والكليه ، وخارج القاهرة لا يوجد شئ، إنها الكل فى الكل، وفى هذا الصدد يقول ابراهيم عبد المجيد عن المؤلف : "وهو يعيش بالإسكندرية بعيداً عن القاهرة، والبعد عن القاهرة كثيراً ما يكون غنيمة، ولكنه فى مجتمعنا – وخاصة فى مجال الأدب – مصيبة، فالكتاب والفنانون وجميعاً مدعوون لهجرة الأقاليم والمدن من أجل هذا المرض الخطير المسمى بالمركزية، مركزية مادية وروحية أيضاً"([6]).

ومن هنا جاءت ثورة السيد حافظ على الاستبداد السياسى موازية لثورته على الاستبداد الجغرافى، ففى مسرحية "حدث كما حدث ولكن لم يحدث أى حدث" نجد هذا الإهداء "إلى جيلنا الرائع فى غلاف التكوين – إلى أدباء الأقاليم".

إنه حصار جيل كتبت عليه الهزيمة وفرض عليه أن يتحمل وحده تبعاتها، وهو أيضاً حصار أقاليم ليس لها من ذنب سوى أنها تقع خارج القاهرة بعيدة عن مصدر السلطة السياسية والثقافية والفنية…

إضافة إلى أنه لم يكن من جيل الكتاب الذين كانت هيئة المسرح والثقافة الجماهيرية مفتوحة فى وجهه، فكان غضبه هذا ناتج من إحساس باطنى بالغبن، وهذا ما يصرح به السيد حافظ فى استجواب صحفى "جيلنا من الكتاب الذى لم يظهر إلى الآن… جيل رائع ملئ بأشياء خفية مضيئة مكتوب عليها ممنوع الاقتراب من هيئة المسرح والثقافة الجماهيرية لأن الهيئة احتكار للمفلسين فكرياً.. والثقافة الجماهيرية مرتع للفوارغ من كل شئ فى الأقلام"([7]).

وهكذا نلتمس الحصار الذى كان مفروضاً على الكاتب والكتاب من طينته، ورفضهم المشاركة فى أنشطة هيئة المسرح والثقافة الجماهيرية المشبوهة.

وفى ظل هذه الظروف لم يستسلم السيد حافظ وإنما كان بمثابة الصخرة التى تتحطم عليها كل المحاولات المضادة لإرادة الشعب، ولهذا نجد أن معظم كتاباته إن لم نقل كلها تتميز بسيطرة روح الثورة والتمرد على هذا الواقع المريض، وهو ما دفع به إلى البحث دائماً عن الجديد، مما جره إلى التغيير والتجريب.

ويعتبر السيد حافظ الأب الروحى للمسرح التجريبى فى مصر، والمسرح التجريبى ضرورة لأى بلد لم يتأصل بعد تراثه المسرحى بما يكون مسرحاً متكاملاً، فالمسرح لا تترسخ جذوره فى أى بلد إلا من خلال تجارب أجيال متعددة، كل يضيف ما لديه.

والتجريب لا يعنى استنقاص الهمم أو نقص العمل، وإنما يعنى عدم الارتكاز على عمل فنى سابق أو قاعدة جمالية فى أحد أنواع فروع الأدب والمعرفة.

وإضافة إلى اهتمامات السيد حافظ بالمسرح، فقد عمل بالسلك الصحافى حيث عمل كرئيس تحرير لمجلة "رؤيا" لمدة خمس سنوات، وعمل محرراً بجريدة "السياسة" الكويتية لمدة سبع سنوات، وشغل منصب رئيس القسم الفنى بمجلة "صوت الخليج" لمدة عام 1986م، وهو خريج جامعة الإسكندرية، قسم فلسفة الاجتماع عام 1973م، وحائز على دبلوم علم النفس والتربية سنة1975 م.

وقد عرفت مسيرة السيد حافظ المسرحية بعض التوقف ويبرر ذلك بقوله فى حديث لمجلة "حوار" : "لقد ابتعدت عن المسرح خمس سنوات بعد أن اكتشفت أننى أحارب فى الساحة الفنية كمحارب أعزل، إننى أشعر بالندم وبالحزن الخاص، لقد أصبح كل شئ من حولنا كاذب ومزيف ومضلل، والمجد أصبح فى حياتنا الثقافية للهلس والأدب والفن الإسفنجي الذى يخدع الناس ويركب موجة الثورية، فنحن نعيش فى أمة تعانى التخلف الفكرى والإحباط السياسى والأمية الثقافية، لذا تركت المسرح مؤقتاً واتجهت للعمل فى الصحافة والعمل التليفزيونى"([8]).

2- خصائص مسرح السيد حافظ وبعض أعماله.

يتميز مسرح حافظ بخاصية مهمة نلمسها من خلال نص مسرحيته "ملك الزبالة أو الزبالين" وغيرها من المسرحيات مثل "ظهور واختفاء أبو ذر الغفارى" وهى استلهام الكاتب للتاريخ بحثاً عن منظور معاصر من خلال أصالة تراثية واستخدامه التاريخ، يتجه إلى نوع من الإسقاط السياسى أو الأيديولوجي، كما يتجه إلى عملية التوعية والتحريض من خلال مختلف الصراعات والمتناقضات فى الواقع العربى.

إن مسرح السيد حافظ يدين الواقع ويدعو إلى الثورة عليه من اجل مستقبل أفضل ومن أجل حياة يسودها الاحترام المتبادل بين السلطة والشعب وبين الحاكم والمحكوم. كما أنه يدعو إلى التغيير الاجتماعى والقضاء على الطبقية من اجل تحقيق مجتمع عادل ومن أجل كل ما تسعى الطبقات الشعبية لتحقيقه فى المجتمع العربى الذى تفشت فيه الأمراض الاجتماعية، وبهذا فمسرحه ساهم فى توضيح "الرؤيا الاجتماعية، لأنه يعطى للفرد الوعى ليدلى بموقفه من الحياة، باعتباره فرداً وعضوا فى جماعة. فمسرحه هو المرآة الحقيقية التي استطاعت أن تصور التناقضات الموجودة في المجتمعات العربية كنتيجة لضغط الظروف السياسية والاجتماعية([9]).

يقول الدكتور الامبابى عن مسرح السيد حافظ : "إن مسرح السيد حافظ مدرسة مستقلة لها كيانها الخاص ومعالمها المتميزة، وسوف يصبح مسرحه للأجيال القادمة تراثاً مسرحياً هاماً فمسرحه هو المسرح الحقيقى الذى اهتم بالإنسان المعاصر ومعاناته"([10]).

ونصوص السيد حافظ المسرحية نصوص متميزة، كلها ثورة وتمرد على الواقع المهزوم. فقد اختار منذ البداية موقف الرفض التام للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وانحاز للفقراء والكادحين، وكأنه يعيش بينهم ولا يفارقهم للحظة واحدة، فهو فنان معاصر بكل ما يحمله هذا المفهوم من معنى، فهو حسب السعيد الورقى "يعيش أعماله بمشاعر مستنفرة متحفزة ومتفتحة، إنه يحيا وكأنه كله حواس التقاط وتسجيل، وتعمل هذه الحواس عند السيد حافظ من داخل سيطرة التوتر والشعور بالحضر، فيقدم إلى المتلقى شحنات متوالية من الانبهار المدهش والمثير، فهو لا يقصد من فنه أن يدغدغ حواس المتلقي، وإنما يرمي إلى أن يحدث فى داخله صدمة المباغتة التي تولد فيه التوتر والحيرة والتساؤل"([11]).

كما يغلب على كتابات السيد حافظ الطابع الإنساني الحضاري، فقد لجأ إلى الانبعاث من القاعدة الاجتماعية متوسعاً فى شموليته ليضمن كتابته معان متعددة وتصورات كثيرة تتكامل مع بعضها البعض لتحقق الفكرة التي يريد طرحها ومعالجتها، فهو ينتقل من الجزء إلى الكل معبراً عن قضايا تهم السواد الأعظم من الناس، ولم يكن ذلك ليتأتى له لولا أنه يعايش مختلف الطبقات وخاصة الشعبية منها ويقاسمها همومها ومشاكلها وطموحاتها. ولذلك فهو يتمرد على سكوت الناس وجمودهم إزاء المواقف الحياتية لإيمانه وثقته بأنهم يملكون القدرة على الحركة والفعل القادر على تغيير الواقع المعاش إلى الأفضل دون أن يكون التحرك عشوائياً بل مخططاً مدروساً.

فهو يريد من الإنسان ألا يستسلم لواقعة ومسبباته بل عليه السعى دائماً إلى تحقيق ظروف معيشية أحسن مما هو عليه، وفى هذا يقول "سعيد فرحات" : "يمكن القول بأن السيد حافظ من كتاب المسرح الإنسانيين ليس بنزعته نحو العدالة فى الحياة فقط ولكن باندماجه فى هموم الحياة العربية ككل، فى تعبها الإنسانى والمحاولة العاجزة عن خلق نظام يحقق مجتمعاً جديداً تتحقق فيه سعادة تمسح التعاسة والاندحار فى أعماق الإنسان العربي السئ الحظ"([12]).

وهذا ما جعل فكرة الثورة تسيطر على جل أعماله المسرحية حيث تبدو فكرة الثورة تياراً عاماً متدفقاً من خلال أعمال السيد حافظ منذ مسرحيته الأولى "كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى" سنة1970، ثم انهالت بعدها عدة أعمال مسرحية تحريضية تدعو إلى الثورة وتحرض عليها، فالمؤلف من خلال نصوصه المسرحية يسعى إلى إثارة الرعب فى جمهوره وخلق جو من التوتر وعدم الاطمئنان إزاء هذا العالم الذى يتجه إلى قهر الإنسان فى حريته، ويحاول دائماً أن يقدم لجمهوره نصوصاً مسرحية يفهمون من بين سطورها ما لم يقله فيها باستعمال الرمز، ويمكننا أن نلمس ذلك من خلال عناوين بعض أعماله التي تبدو غريبة للوهلة الأولى، ويمكن تقسيمها إلى
.
3- دور السيد حافظ فى المسرح الطليعى :
إن الحديث عن مسيرة السيد حافظ الأدبية يقودنا حتماً إلى الحديث عن مساهمته فى المسرح الطليعى، وقد انتهج السيد حافظ منذ مسرحيته الأولى "كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى" المنهج الطليعى، فى الكتاب "ابو للنير" حينما قال : "إن الكاتب المسرحى الطليعى له حرية مطلقة إذ هو خالق عالمه وسيده ومن العدل أن يجعل الجموع والأشياء الجامدة تتكلم إذا راق له وأن يغفل الزمان والمكان، إن عالمه هو مسرحيته وفى داخلها الإله الخالق الذى يرتب الأصوات والإيماءات والحركات والكتل والألوان، والمسرحية يجب أن تكون عالماً بأكمله مع خالقها"([14]).

ويعتبر المسرح الطليعى ضرورة لمنح الإنسان فرصة المواجهة مع "الذات الواقع" ومع "الذات المجتمع" ومع "الذات الإنسان" ، والمسرح الطليعى له رواد فى الساحة العالمية والعربية، فحين نذكر المسرح الطليعى العالمى يتبادر إلى ذهننا مباشرة كتابات كل من "بيكيت" و"يونسكو" و "آداموف" و"جينه" كأعضاء فى المسرح الطليعى.

أما حينما نتحدث عن المسرح الطليعى العربى يأتى فى مقدمة كتاب المسرح الطليعيون العرب السيد حافظ، ويليه كل من محمد الماغوط وعز الدين المدنى وعبد الكريم برشيد وسعد الله ونوس وقاسم محمد وروجيه عساف وسمير العيادى ومحمود الزيودى([15]).

ومسرح السيد حافظ هو المسرح الذى يهتم اهتماماً بالغاً بمعنى وجود الإنسان وبالدور الذى يقوم به فى المجتمع كما أنه يعمل على إيقاظ المتلقى ليشعر بأن هناك ما هو عجيب وما هو مألوف وما هو خارق للعادة ثمن الحياة اليومية وهذه هي وظيفة المسرح الطليعى يقول "الفريد جاري" : "إن وظيفة مسرح الطليعة الآن هو إيقاظ المتفرج حتى يحس بما هو خارق للعادة وغير مألوف"([16]).

فما هو مفهوم الطليعة عند كتاب المسرح الطليعى؟

يعرف بيرناردورت الطليعة كمصطلح فنى بقوله : "كل طليعة هى أولاً الانقطاع عن باقى الجيش، وهى كذلك رفض للنظام والسلوك المشترك"([17]).

فالأساس هو الانقطاع، الانقطاع عن الماضي والحاضر وعن كل المكونات التى صنعت هذا الحاضر بكل سلبياته المختلفة، الانقطاع عن شروط الهزيمة وهي شروط لها وجود في الانسان وفي الرؤية المتخلفة للوجود وفي الفكر والمؤسسات والعلاقات والسلوك واللغة والفنون والآداب والطليعة أو المسرح الطليعى فى مفهوم السيد حافظ "هو فن تأسيس فكر العصر والتاريخ الذى نحياه، فالمسرح الطليعى هو ماضي وحاضر ومستقبل فى آن واحد، والكاتب الطليعى فى رأيه يجب أن يكون معاصراً لعصره لا مسجوناً فيه مندمجاً فى الواقع الحاضر كل الاندماج حتى يتكلم باسمه ويكون روح عصره وهو مثل الجندى فى إحدى حروب العصابات مهما كانت عقيدة المؤلف السياسية فإن فيه ليس تعبيراً عن حالة روحية كامنة فى وعيه"([18]).

أما الكاتب المسرحى التونسى "عز الدين المدنى" فيقول إن "كتاب الطليعة اتجهوا للطليعة لأنها غزو للجمهور لا الاكتفاء بما هو موجود والاقتصاد على ما هو فى متناول اليد"([19]).

أما الناقد "تاكيس موزندس" فيقول ان "الكاتب الطليعي محارب إلى مثل وهو فوضوى متمسك بفرديته ومسافر وحيد ماض فى طريقه الخاص، له آراؤه الشخصية دون حاجة إلى رفيق مهما كان هو ساع إلى بلوغ ما هو مستحيل دون أن يقنع بما هو ممكن وهو دائماً ساخط"([20]).

ويرى الكاتب المسرحى "عبد الكريم برشيد" أن الطليعى هو "هذا المناضل أبداً أى ذلك الإنسان الذى لا يعرف ما يسمى باستراحة المحارب، وذلك لأن الاستراحة لا تعنى فى النهاية غير الموت والفناء وسيادة الظلم والجهل والفقر وكل معوقات الحياة، فهو يناضل حتى الموت أو ما بعد الموت إن كان ذلك ممكناً عن طريق الإبداع الخالد الذى يحمل رسالة نضالية([21]).

ويبرر "الفريد جارى" وجود المسرح الطليعى بقوله : "إنه ظهر نتيجة أن سرد الأمور المفهومة لا تؤدى إلا لإقفال النفس وإفساد الذاكرة، بينما يحرك اللامعقول النفوس الراكدة وينشط الذاكرة"([22]).

وهكذا نلاحظ أن السيد حافظ من خلال نصوصه المسرحية، وبدافع من الغيرة الوطنية والقومية، راح يقدم نقداً لاذعاً للواقع العربى المصاب، ثم إن إحساسه بخيبة الأمل التى تعيشها معظم الشعوب العربية فى استرداد حريتها وكرامتها وديمقراطيتها وعدالتها التى فقدت، يمثل انعكاساً مؤثراً على الأفكار المسرحية التى طرحها السيد حافظ ولا سيما النقد الاجتماعى الذى طرحه فى عدة نصوص مسرحية ومن بينها "ملك الزبالة" الذى من خلاله يستعرض تناقضات الواقع الاجتماعى العربى، ولا شك فى أن تعرضه للقضايا الاجتماعية والسياسية… استطاعت كلها تحديد موقفه من القضايا الوطنية والقومية ودوره فيها، فكان فى مسرحياته الكاشف عن مكامن من الضعف والمحرض الداعى إلى الثورة والتغيير والعمل على التقدم والرقى، والبحث عن الممكن بدل الاكتفاء بالكائن، وحين نطلع على كتابات السيد حافظ الطليعية نشعر بأنه ضمير الشعب المعبر عن روح نضاله، وقد آمن بأن القضايا الإنسانية التى يطرحها والمتمثلة فى حصول الإنسان العربى على حريته وعدالته وكرامته وهى قضايا قومية، آمن بالعروبة ووحدة الكفاح لتحقق الوحدة العربية.

وقد عالج السيد حافظ فى بعض مسرحياته عدة قضايا قومية من بينها النضال الوطنى الفلسطينى باعتباره نضالاً قومياً، حيث تعرض لشرح القضية الفلسطينية وشرح الموقف العالمى والعربى السلبى منها وتهاون العرب فى مؤازرة الفلسطينيين ويرى نجيب القرشالى أن دور السيد حافظ فى القضية الفلسطينية لا يقل أهمية عن دور كل من توفيق زياد ومحمود درويش وغسان كنفانى وسميح القاسم ومعين بسيسو.

4- نظرة عن المسرح السياسى

يؤرخ "كمال عيد" لظهور المسرح السياسى عند الغربيين بقوله : "وينبع من ألمانيا أيضاً المسرح السياسى بقيادة زعيمه "أرفين بسكاتور" المخرج وصاحب النظريات فى الفن… ومنها تنتقل هذه المدرسة إلى أمريكا لينشرها، وأدى ذلك المسرح إلى تعريف الجماعات بالمشاكل السياسية المحيطة بالمجتمع لمحاولة إشراك الجماهير وجدانياً فى التصرفات التى يمكن أن تصدر عن الحكام بعد النهضة السياسية التى عاصرت أوربا بعد الثورة الفرنسية.. الأمر الذى نجد له شبيهاً فى المستقبلية وفى بداية القرن العشرين عند الكاتب "برتولد برخت" الذى زامل أيضاً بيسكاتور فترة من الزمن وأقام معه مسرحه السياسى المشهور"([23]).

ومن هذا يتضح أن تسمية المسرح السياسى ليست جديدة على المسرح العالمى ولا سيما فى الدول التى سبق فيها ظهور الفكر الاشتراكى، فهل يمكن القول بأن العرب تأثروا بالغرب فى معالجة القضايا السياسية؟ أو أن المسرح السياسي العربي كان وليد الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الأمة العربية؟

أعتقد أن ظهور المسرح السياسى العربى جاء نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تعيشها الشعوب العربية، فإلى حدود السنوات الأخيرة نجد أن معظم الدور العربية إن لم نقل كلها لازالت لم ترق إلى المستوى المطلوب فى تحقيق الديمقراطية وحرية الرأى والتعبير وظروف معيشية راقية، وتبقى الديمقراطية واللامركزية وغيرها من المتطلبات كشعارات ترفع فقط من أجل الوصول إلى السلطة، وحين تحقيق المراد ينقلب هذا المناضل أو الرمز إلى ديكتاتور من أجل المحافظة على منصبه، ولعلها قاعدة عامة فى جميع دول العالم والأمثلة على ذلك متعددة.

وينفى الكاتب المسرحى على عقلة عرسان أن يكون هناك مسرح سياسى ومسرح غير سياسي بقوله :" المسرح السياسي العربي؟! لا أكاد أتعرف على حدوده، المسرح بنظرى لا ينفصل عن السياسة ولم ينفصل عنها يوماً.. وتكون المسرحية جيدة، والمسرح مؤدياً لدوره وقريباً من الجمهور كلما كانت المسرحية على مساس بالواقع.. وتحتوى على إدراك له واستشراق لآفاق المستقبل، ومعبرة بوعي وبإيحاء عن أشكال التعامل الإنسانى الأفضل، والحياة الإنسانية سياسة.. التجمع البشري يحيا على السياسة وبها، ولا أستطيع أن أتميز ملامح مسرح سياسى بحت!!

أستطيع أن أتكلم عن السياسة فى المسرح.. أما المسرح السياسى فما هى معالمه التى تميزه عن المسرح ومذاهبه لينفرد بعنوان خاص كبير؟!… هناك سياسة وأفكار سياسية ودعوات سياسية وشعارات فى المسرح…"([24]).

فالمسرح السياسى التحريضى حسب أحمد العشرى "هو المسرح الذى يطرح الحالة المراد توصيلها ليتخذ المشاهد موقفاً فكرياً ومبدئياً فى تلك الحالة، ولابد لكاتب المسرح السياسى من التأنى والبحث فى جذور المشاكل التى يعرضها حتى يجعل من ذلك أداة قوية لإثارة الرغبة فى التغيير"([25]).

وحسب سامية أسعد فقد كان هناك دائماً نموذج من نماذج الأدب مهتم بالقضايا السياسية بطبيعة الحال([26]).

والمسرح السياسى لا يقدم حلولا للمشاكل المعروضة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فهو يعرض المتناقضات ويعريها وعلى المشاهد أن يتخذ موقفه، فالمسرح السياسى يهدف بتعريته للواقع وفضحه للمشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية إلى إيقاظ المتلقى من سباته.

ونجد فكرة المسرح السياسى بشكل أوضح عند الناقد المسرحى عبد العزيز حمودة الذي يرى أن :"المسرحية السياسية بمفهومها الحقيقى هى استخدام خشبة المسرح لتصوير جوانب مشكلة محددة –غالباً ما تكون سياسية، وقد تكون اقتصادية- مع تقديم وجهة نظر محددة بغية التأثير فى الجمهور أو تعليمه بطريقة فنية تعتمد على كل أدوات التعبير التى تميز المسرح عن كل ضروب الفنون الأخرى"([27]).

ويميز عبد العزيز حمودة بين نوعين من المسرح ذى الاهتمامات السياسية حيث يقول : "يجب أن نفرق بين المسرح السياسى أو ما يمكن أن نسميه مسرحاً سياسياً وبين المسرح ذى الإسقاطات السياسية. إذ أننا فى بلدنا نخلط بين هذا وذاك، وبين مسرح محدد هدفه بوضوح وبلا مواربة بين مسرح تجئ الإسقاطات السياسية فيه فى الخلفية، بين مسرح يهدف إلى أيديولوجية معينة وبطريقة مباشرة ومسرح تجئ فيه المفاهيم السياسية بقدر ما يسقطه المتفرجون عليه من مفاهيمهم أو ظروفهم هم، وحينما يخلط البعض بين الاثنين ويظلم الاثنين فى آن واحد، فالمسرح الأول قائم على العطاء فكرياً، أو بمعنى أدق سياسيا، والمسرح الثانى يعتمد فى معظم الأحيان على الأخذ، بمعنى أن المسرح السياسى الذي يفشل فى توصيل ما يريده المؤلف مثلاً يفقد سبب وجوده، ولا يتبقى له بعد ذلك شئ، أما المسرح ذو الإسقاطات السياسية فلا يعتمد وجوده على وصول المفاهيم السياسية إلى جمهوره، بل أن الإسقاطات السياسية قد تختلف من بلد لآخر بل من متفرج لمتفرج فى نفس الصالة ونفس الليلة…"([28]). ويضيف فى نفس الموضع :"وعلى ضوء تعريفنا السابق للمسرح السياسي نستطيع التفريق بين النوعين، المسرح السياسى، لأنه يهدف إلى إيقاظ الناس ثم تعليمهم، يعتمد إلى حد كبير على الحقائق، أو القيمة الإخبارية للواقع، أى أن عملية الكتابة للمسرح السياسي هنا تسبقها مرحلة طويلة من البحث والتقصى"([29]).

ويضيف فى نفس السياق :"أما المسرح ذو الإسقاطات السياسية، فقد يعتمد على أساس من الواقع وقد لا يعتمد على الواقع إطلاقا، قد يعود إلى تاريخ حدث فعلاً وقد يتصور مستقبلاً لم يحدث بعد، ومع هذا قد تتواجد الإسقاطات السياسية، المهم أن الفنان هنا حينما يستخدم الواقع التاريخى مثلاً لا يستخدمه فى حد ذاته، وهو لبس ملزماً كفنان بالتمسك بحرفيته، ولا يجب أن يحاسب على الحرية التى يمارسها فى استخدامه، والمسرحية لا تكتب أساساً لخدمة هذا الواقع، بل أن الواقع هو الذى يخدم غرضاً آخر"([30]).

وعلى ضوء تعريفه السابق يحدد فارقاً آخر بين اللونين بقوله :"فالمسرح السياسي لا يهتم بالفرد ولا يحاول تصوير شخصية، لأنه أساساً لا يحاول التعرض لمشكلة فردية بل مشكلة جماعية. المهم هو تقديم الجماعة التى تمسها المشكلة وحينما تحل المشكلة فإن الحل لا يجئ نتيجة حتمية فنية أو نتيجة منطق التسلسل الفنى، بل يجئ هذا الحل على أنه الحل الذى حدث فعلاً أو الذى يجب أن يحدث فى الواقع"([31]).

وهكذا يتضح أن مجمل خصائص المسرح السياسي تنطبق على بعض مسرحيات السيد حافظ من بينها مسرحية "ملك الزبالة" مما يجعل تصنيفها ضمن المسرح السياسي من باب الإنصاف فى حق هذا المبدع المسرحى.

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) مصطفى رمضانى – "جدلية الخفاء والتجلى فى مسرحية ظهور واختفاء أبو ذر الغفارى" عن كتاب لمحمد عزيز نظمى السيد حافظ بين المسرح التجريبى والمسرح الطليعى" - مركز الوطن العربى للنشر والإعلام – مصر – سنة 1989 – ص 173.

([2]) مجموعة من المؤلفين – "دراسات فى مسرح السيد حافظ" - مكتبة مدبولى – الجزء الأول- ص 76.

([3]) المرجع نفسه – ص 76.

([4]) د. محمد عزيز نظمى – "السيد حافظ بين المسرح التجريبى والمسرح الطليعى" مركز الوطن العربى للنشر والإعلام – مصر – سنة1989 – ص 108.

([5]) المرجع نفسه – ص 70.

([6]) مجموعة من المؤلفين "دراسات فى مسرح حافظ" مكتبة مدبولى – الجزء الأول – ص 78.

([7]) المرجع نفسه – ص 77.

([8]) مجموعة من المؤلفين - "مسرح الطفل فى الكويت : دراسة فى مسرح السيد حافظ"- دار المطبوعات الجديدة – مصر – ص61.

([9]) الشريف الحسينى – "تحولات فى المسرح العربى" عن "مسرح الطفل فى الكويت" – دار المطبوعات الجديدة. مصر – ص96.

([10]) المرجع نفسه – ص 96.

([11]) حسن عبد االهادى – "قراءة نقدية لأعمال السيد حافظ المسرحية" عن كتاب "السيد حافظ بين المسرح التجريبى والمسرح الطليعى" "سلسلة رؤيا" – مركز الوطن العربى للنشر والإعلام – مصر. سنة1989 – ص:136.

([12]) سعيد فرحات – جريدة الرأى العام – "عدد 18/08/1981 – عن "السيد حافظ بين المسرح التجريبى والمسرح الطليعى ص :70-71.

([13]) السيد حافظ "ملك الزبالة والزبالين" مطبوعات السيد حافظ ص : 76-77-78.

([14]) مجموعة من المؤلفين – "دراسات فى مسرح حافظ" – مكتبة مدبولى – الجزء الأول- ص:80.

([15]) مجموعة المؤلفين – "مسرح الطفل فى الكويت" دار المطبوعات الجديدة – مصر – ص :62.

([16]) المرجع نفسه – ص:15.

([17]) مجموعة من المؤلفين – "دراسات فى مسرح السيد حافظ" – مكتبة مدبولى-الجزء الأول-ص:80.

([18]) مجموعة من المؤلفين – "مسرح الطفل فى الكويت" – دار المطبوعات الجديدة – مصر-ص:64.

([19]) المرجع نفسه – ص : 64.

([20]) المرجع نفسه – ص : 64.

([21]) المرجع نفسه – ص : 64.

([22]) المرجع نفسه – ص : 64.

([23]) كمال عيد – "المسرح الاشتراكى" – الدار المصرية للتأليف والترجمة / مصر - سلسلة المكتبة الثقافية عدد154- سنة1966 – ص:9.

([24]) الأقلام العرقية – "بانوراما المسرح العربى" – دار الجاحظ / بغداد/العراق – عدد 6 سنة1980 ص:204- 205.

([25]) أحمد العشرى – "المسرح التحريضى" – عالم الفكر – المجلد 18 – العدد الأول سنة 1987 ص:103.

([26]) سامية أسعد – "جان جينه والمسرح السياسى" – المسرح – عدد74 سنة1970 ص:39.

([27]) عبد العزيز حمودة – "المسرح السياسى" – مكتبة الأنجلو المصرية – القاهرة سنة1971 ص:ب.

([28]) المرجع السابق – مقدمة الكتاب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More