Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الجمعة، 2 يونيو 2017

التضمين الشعري في رواية كل من عليها خان

            التضمين الشعري في رواية كل من عليها خان


نحن نقف أمام عبقرية لن تتكرر للكاتب البارع، والمسرحي الساخر -السيد حافظتراه في كل عمل له شخصية جديدة تدعم ما في أذهاننا عنه وها نحن بين يدي روايته (كل من عليها خان) حيث نري فيها التلاقي بين المتناقضات الكثيرة نري الجمع الرائع والمزيج بين ما هو مختلف كالموجب والسالب ولأن مفتاح الأعمال الأدبية كما نري هو العنوان فلننظر معا الى عنوان هذا العمل الأدبي (كل من عليها خان) ترى بين شمول الموضوع والارتكاز وظهر هذا خصيصا بأتيانه بكلمة(من )ويتناول مفتاح العمل الأدبى ستة مفاتيح مختلفة أنارت لنا الطريق نحو العمل نحن بصدد الحديث عنه وكانت كالآتي: فنجان شاي العصر - الرائي - العصفور والبنفسج - كل من عليها جبان - كل من عليها هان - كل من عليها بان - والعنوان الذي اعتمده الكاتب هو (كل من عليها خان) فنرى أمامنا سبعة عناوين لعمل أدبي واحد، فماذا دار في خاطر (السيد حافظحينها؟ وما النقطة التي أراد أن يلقي الضوء عليها من خلال هذه الافتتاحية الرائعة؟ ولعله كان الأقرب لي (العصفور والبنفسج) وعندما بدأت في القراءة رأيت فتحي رضوان العصفور، وسهر البنفسج ورأيت التبريزي العصفور ووجد "مسك" البنفسج كانت الدلالة هنا واضحة فلكل منهما صفات العصفور وللأخر صفات البنفسج وبعد قراءتها سبع مرات واختياري في كل مرة عنواناً مختلفاً للرواية ونري العنوان الذي يتم اختياره في كل مرة مناسباً لذلك العمل الأدبي وهنا تكمن عبقرية الكاتب حيث أراد (السيد حافظ) من هذه اللفتة أشياء كثيرة أراد أن يلفت نظرنا إليها إلا أنني أميل إلى أن (السيد حافظ) أراد البحث عن الروح، الروح وحدها هي من تتحكم؛ فالروح تقرأ، الروح تنقد، الروح تكتب، فلكل قارئ روح مختلفة، تختلف عن غيرها ووجهة نظر خاصة به وحده يمكن قراءة العمل منها، ولكل عنوان دلالة خاصة به ومن

هنا يمكن القول أن (السيد حافظنجح في تحقيق مبدأ البحث عن الروح في هذا العمل وظهر هذا من العنوان -المفتاح الأول- والأهم للعمل الأدبي الذي بين أيدينا والذي استوقفني في هذا العمل هو تضمينه للشعر فكان الملمح الأهم لى فيا تري لماذا استعان (السيد حافظ) بالشعر في روايته؟!..... رأيت أنه أدخل أبياتا في مواضع معينة من النص الروائي تحمل من الدلالة ما يفوق العدد فاقرأ معي أول دخول للشعر في روايته (كل من عليها خان) ص١1٦:
          سهر كيفك؟
          إحكي بالمصرى.. إزّيك يا أستاذ فتحى.. إنت كويس؟
ضحكت...
          إزّيك. إنت يا سهر.. أنا كويس والحمد لله.....
          خبّرني منقذ أنك تركت الشغل  فى المجلة ورحت جريدة كبيرة ...
آهآه.. تذكرت قصيدة عذاب الركابي...
آه لو عندي أقدام ُ

المطرْ  !!
آه ِ.. لو بدلت ُأحشائي
بأحشاء ِالشجر ْ ،
ما فاجأني البردُ ،
 ولا جفف الضحكة َ في قلبي
القدرْ !!
كان يراودني سؤال عند قراءتي للرواية حينما وجدت قصائد شعرية بها.... لماذا أدخل الكاتب شعراً؟ وهل خدم العمل أم لا؟ وعندما بدأت بقراءة (آه لو عندي أقدامُ المطر!!) تصف الأبيات الحالة الشعورية التي كان بها فتحي ومدي حبه لسهر نري أن دخول بعض الأبيات الشعرية في مواضع بعينها داخل النص الروائي خدمت النص فكانت بمثابة فاصل صغير لا تخرج به عن النص إلا للنص ذاته نري في الأبيات كم المعاناة التي يعيشها فتحي فكأن كل كلمة في الأبيات تصف لنا ما عاشه، نري التمني (آه لو عندي أقدام ..المطر (!! فكان اختياراً موفقاً من الكاتب لهذه الأبيات التي تبدأ ب (آه) الوجع الذي مر بخاطر فتحي أثناء محادثة سهر حتي في ختام الأبيات يختتمها الشاعر (ما فاجأني البرد ولا جفف الضحكة في قلبي القدر!) الاستحالة؛ استحالة الحدوث، استحالة ان ينتهي الوجع، وجع الوطن، وجع الحياة، وعذاب الحب الملتهب في قلب فتحي .
ونرى دخول الشعر في موضع آخر فى الرواية
-أغلقت سماعة الهاتف راحت تقول فى سرها :-
ياغبي!أبعد النار عن الفراشة كي لاتحرقها فتندم لم أعد أسطيع مقاومة رغبتي في الحصول علي فتحي قلبا وروحا وجسدا لم يعد لدي القدرة علي المواجهة .!
جلست سهر علي شباك غرفة الصالون حيث كانت تسكن في الجميرا بعد أن انتقل زوجها من الشارقة ليكون بجوار المجلة.جلست شاردة.دموعها علي خدها .
الروح
تشتهي عكس الجسد
والروح تعشق ابن الغجر..
لاشيء الآن
بيني
........والجنون
سوى
هذا الضجر المضئ
وقمر..
لاشيء الآن
يحاصرني بالظنون
سوى
عصفور طريد
وبعض مطر
(من قصيدة للشاعرة ريتا عودة )
وهنا نرىدخول الشعر مرة أخرى ولكن كان فى خاطر سهر -سهر من عشقها العصفور والقمر-...العصفور الذي كان ينام في أحضانها كانت دائما سهر تحاول الرجوع الى الطفولة حيث البراءة وها هو الزوج الغافل عن أحاسيس زوجتة لايشعر بما في داخلها
وهنا لعب الكاتب الدور في توظيف الأبيات الشعرية لخدمة العمل الأدبي وجاء الاختيار موفق وصفت شخصية سهر من خلال هذه الأبيات
(الروح
تشتهي عكس الجسد
والروح تعشق ابن الغجر )
الدلالة هنا واضحة دلالة علي اشتياق لفتحي رضوان هو العشق الذي أصاب قلبها وقلبه وجعل من اللقاء متعة ليس لها مثيل لايمكن الاستغناء عنها ف (سهر) عشقت الروح والجسد والقلب .
ثم تتابعت الأبيات
(لا شيء الآن
بيني
.......والجنون
سوي
هذا الضجر المضئ
وقمر...)
لايحاصر سهر سوى الضجر والقمر العاشق الاخر لسهر ف لسهر عشاق كثر من البشر حتي وصل عشق سهر الى العصافير والقمر.
(يحاصرني بالظنون
سوى
عصفور طريد
وبعض مطر)
العصفور الذي داوم علي عشقها بجنون فدائما كانت العصافير عاشقة لسهر ..تذكرت سهر العصفور الذي كان ينام في أحضان سهر في القرية فعصفورها العاشق هو الوحيد الذي يرجحعها الي طفولتها
أري أختيار الأبيات هنا كان في صميم الموقف أراد (السيد حافظ ) تدعيم فكرته فكان دخول الشعر موفقا في هذا المقام فأكد لنا مافي أذهاننا عن سهر ودعم الحالة الشعورية فيمكننا أن نقول أن الموقف ها هنا بدخول الشعر نشفق علي سهر فتحولت سهر من العاشقة الخائنة لزوجها الى المرأة المغلوبة علي أمرها.
دائما ما يحاول السيد حافظ تدعيم فكرة الروح ...روح سهر التي كانت تذهب بها بعيدا ....روحها التي تجلب عشاقها حتي جذبتنا ايضا معها .
هكذا كان دخول النص الشعري في الرواية فإنه جعل لها دلالة قوية أتاحت للقارئ الخروج من العالم السردي للرواية والانطلاق للتحليق في سماء الشعر بغير رتابة أو فتور للإحساس والحالة الشعورية القائمة. نري أيضاً حين نقرأ الرواية أن (السيد حافظ) فتح لنا أفقاً جديداً فقد مال بأسلوبه وإحساسه إلي الروح المصرية وبخاصة في الجزء الذي تكلم فيه عن مصر في عهد المستنصر وكيف كان للشدة تأثير قوي علي كل مصري في الأسلوب والتعامل والحياة حتي في الإحساس والشعور، كيف غيرت البناء الداخلي والوجداني للمصرين وقتها. مال (السيد حافظ) إلي إبراز المفارقات ما دامت الفصحى لا تنكرها والعربية السليمة لا ترفضها، أيضاً نراه عبر عما في داخله بألفاظ وجمل محكمة فيها الدقة والقصد وفيها التركيز فلا إفراط في المقدمات ولا لجوء إلي التكرار أيضاً رأينا التصوير بالألفاظ والجمل وتقديم المشاهد المتتابعة فكان (السيد حافظحريصاً علي إيصال الصورة كاملة عن الوطن دون إطالةٍ يذكرها لنا كأننا نعيش في عصرها.

 وبالنظر إلي العمل الأدبي ككل فأستعين بما يراه "إيزرأن العمل الأدبي له قطبان ١-قطب فني ٢-قطب جمالي؛ فالقطب الفني يكمن في النص الذي يخلقه المؤلف من خلال البناء اللغوي، وتسييجه بالدلالات قصد تبليغ القارئ بحمولات النص المعرفية والأيدلوجية، أي أن القطب الفني يحمل معني ودلالة وبناءً شكلياً أما القطب الجمالي فيكمن في عملية القراءة التي تخرج النص من حالته المجردة إلي حالته الملموسة أي يتحقق بصرياً وذهنياً عبر استيعاب النص بفهمه وتأويله.
 وأري أن (السيد حافظقد حقق في روايته هذه المعادلة بأن يظهر لنا العمل من الجانب الفني بما يحمله من دلالة وبناءٍ شكليٍّ، كما لم يغفل عن القطب الجمالي في عمله الإبداعي حيث أشعرنا أننا نعيش مع العمل وكأننا في زمانه.
وفي النهاية أدركنا بالفعل أنَّ (كل من عليها خان) و(كل من عليها جبان)، رأينا (السيد حافظ) قد سلط الضوء علي وجع الوطن، وكيف كان لهذا تأثيراً على الكاتب وتأثيراً علي أبطال العمل وعلي القارئ أيضاً الذي أصبح شريكاً منذ قراءة أول حرف في عنوان الرواية، فبحث (السيد حافظ) عن الروح التى أصابها في كل منا.
بقلم / رضوى حابر شعبان محمد 



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More