Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الأحد، 17 ديسمبر 2017

سعاد الصباح وأصحاب الياقات البيضاء

(سعاد الصباح وأصحاب الياقات البيضاء)
بقلم / السيد حافظ
عندما أعلن عن قيام مؤسسة سعاد الصباح فى القاهرة.. عمت الفرحة الشارع الثقافى فى الوطن العربى.. واختارت مديراً عاماً لمؤسسة من الأسماء الطنانة من أصحاب الياقات البيضاء فى الشارع الثقافى وهذا المدير اختار مجموعة من المستشارين من مسئولى الصفحات الثقافية فى الصحف القومية والمعارضة حتى يضمن سكون أهل الصحافة المتحكمين فى أمور الثقافة على أن فعلة شنعاء يفعلها فى الظاهر والخفاء.. وطبع لهؤلاء الصحافيين المثقفين بعض أعمالهم مقابل مكافآت مجزية.. فاشترى ضمائرهم الأدبية حيث أصبحت مسألة بيع وشراء الضمائر الأدبية ظاهرة عربية منذ فجر التاريخ الجاهلى وظاهرة مصرية منذ عهد الفراعنة وظاهرة عالمية فكثيراً ما يشترى سكوت الشعراء والأدباء على مر الأزمان.
ثم مرت الأيام.. وفجأة أعلن عن نقل مقر مؤسسة سعاد الصباح من القاهرة إلى لبنان وصحف قالت نقلت المقر إلى عمان وصار اللغو.. والأقاويل.. حتى أن أحدهم تبجح وتطاول وكتب فى خبر صغير حقير "إفلاس مؤسسة سعاد الصباح والديون تلاحقها". ولكننى حاولت أن أبحث عن ما وراء هذه الأحداث المتلاحقة، نعم ماذا حدث للحلم الثقافى البرئ فى القاهرة الفاطمية..؟
وإذا عرفت السبب بطل العجب!! نعم حاولت ولأننى من صعاليك الشارع الثقافى فأنا أعرض بطريقتى ومن مصادرى كل شئ فنحن صعاليك الشارع الثقافى نحب بصدق ونكره بصدق وإذا كان معنا عشرة جنيهات حمدنا الله وإذا كان معنا ألف شكرنا الله وأقمنا الولائم والعزائم وإذا افلسنا ضحكنا وجلسنا على الأرصفة نناقش قضايا الأنسان بدءً من مشكلة جارودى مع اليهود حتى مشكلة رغيف العيش السياحى الذى أصبح سعره خمسين قرشاً.
المهم أن أصحاب الياقات البيضاء فى الشارع الثقافى هم أفندية طوال عراض.. لهم مناكب عريضة.. ويحملون أرقام هواتب الوزراء والمدراء والوجهاء والنبلاء ويظهرون فى التليفزيون يتشدقون ويتمايعون ويتحدثون بطريقة تثير الضحك حتى أننى أحياناً أتمنى أن تمتد يدى لأضربهم على قفاهم فى جهاز التليفزيون حتى يتحدثوا بطريقة طبيعية.
والحقيقة أن أصحاب الياقات البيضاء فى الشارع الثقافى هم لصوص ظرفاء.. يسرقون الكتب.. والبحوث.. والأفكار ويخدعون أى مسئول من الخفير.. للوزير.. بكلامهم وصورهم مع الملوك والرؤساء. هؤلاء السادة استطاعوا الاستيلاء على كل المراكز الكبرى والصغرى فى مؤسسة سعاد الصباح للنشر.
وقدمت سعاد الصباح مبلغ (؟؟) مليون دولار لن أذكر الرقم خوفاً على الأدباء الذين لديهم أمراض القلب أو يعانون من ضغط الدم.. لأنهم عندما يعرفون أن هذا الرقم اختفى بالكامل ستحدث لهم مصائب.. نعم اختفى المبلغ بالكامل ما عدا واحد فى المائة فقط تم طبع كتب به وصرف على شكل مرتبات ومكافأت واستوكات ومخزونات الكتب التى لا تباع ولا تشترى فى بيروت وتم تحويلها إلى القاهرة فى مخازن مليئة بالكتب عندما يراها الناظر يظن أنها تساوى ملايين الدولارات وهى فى الحقيقة تساوى ملايين الليرات اللبنانية.. وعندما تم حصر الخسائر والمصاريف تم اكتشاف الأتى:
أنه لا توجد أية مستندات أو كشوف حسابات أو دفاتر حسابات فى المؤسسة.. أين الملايين؟؟! يا خرابى.. الأستاذ فلان حرامى والأستاذ علان مافيا والمفكر الفلانى هبر كذا والروائى فلان ابن ترتان هبش كذا. والصحفى الكبير العجوز الذى مناخيره قد الكوز.. استلف مبلغ كذا ونسى أن يكتب الإيصال.!! ولقد صار اللى صار.. ماذا تفعل سعاد الصباح يقول الكاتب الكبير الطيب صالح أن سعاد الصباح لملمت ثوب أحلامها من القاهرة وانتقلت المؤسسة إلى الكويت.
نعم لو تكلمت سعاد الصباح وكتبت ماذا حدث فى تجربتها فى القاهرة وذكرت الأسماء ستكون قنبلة الشارع الثقافى فى القرن العشرين ولكنها تدرك أن هؤلاء اللصوص وأتباعهم من المحررين والمرتزقة الذين شاركوا مع المافيا الثقافية سيهاجمونها بشدة وسيكتبون ضدها وضد أشعارها وأحلامها ومن الجائز أن يثبتوا أن اسمها ليس سعاد الصباح وأنها ليست شيخة ولا أميرة وأن التى أمامنا امرأة تشبهها والثانية اختفت منذ سنين فى جزيرة نائية.. أعلم ويعلم غير من الصعاليك أن الله لا يغفل وأنه سريع الحساب وحسبى الله فى هؤلاء..
نقال فى التسعينات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More