Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الخميس، 21 ديسمبر 2017

حوار مع الكاتب المسرحى السيد حافظ حول بداية اقتحامه عالم المسرح التجريبى فى مصر

حوار مع الكاتب المسرحى السيد حافظ
حول بداية اقتحامه عالم المسرح التجريبى فى مصر
*****
• متى بدأت محاولة اقتحامك عالم المسرح التجريبى فى مصر وأنت تعلم أن هذا مسرح غريب الوطن العربى عامة والمصرى خاصة ؟
• الوطن العربى يعيش حالة (غيبوبة) أو (أفيون الفكر) وخاصة بعد أن هزمت التجربة الاشتراكية فى مصر عام 11967 وخاصة المؤسسة العسكرية وأياً كانت أسباب الهزيمة فتاريخ الإنسان العربى هو تاريخ القهر والمدن التى تسقط فى إيدى الأعداء كالحمام وجثث المواطن العربى الضحية . هو تاريخ العبودية الكاملة. لقد حاولت أن اقتحم عالم المسرح التجريبى.. حتى اكشف القناع عن الحرف العربى والظلام عن الاستعارة وأمحو الضباب عن الكتابة واعرف نبض الشعر وشطان المجهول وبحر الابداع.. إنى أحب المسرح ولكن ماذا أفعل وأنا أبحث فين الحروف والضوء والمكياج والممثل والمخرج والمتفرغ فاقد الوعى.. لقد شعرت وأنا فى البداية أننى فى منزلق خطير وشعرت بخيبة أمالنا فى الكتابة الثوريين (سعد الدين وهبه – نعمان عاشور – يوسف إدريس) الذين كانوا خلف عرش ثورة 1952 العسكرى يغازلون دولة المخابرات لصلاح نصر ويمجدون رجال المباحث.
هؤلاء الكتاب بدأوا تنازلون عن أحلامهم ويلقوا بأعمالهم فى كتاب التسابيح لقد شعروا بالتعب ومشى جيلى كله على جثث النكسة وهو يشاهد النتيجة لعزلة الجماهير عن القيام بدورها الرئيسى فى ساحة الديمقراطية .
لقد حملت فخذ الهزيمة على كتفى فى 5 يونيو وكان شعراء العامية الفرسان أمثال زكى عمر – سمير عبد الباقى – عبد الرحمن الأبنودى – مجدى نجيب وغيرهم فى مقدمة الوصول للجماهير بنبضهم وكان المسرح فى الصف الثانى وكنت مع مجموعة من الشباب المخلص فى البحث عن صياغة جديدة للأنقاض وعن الهذيان الذى أصاب المثقفين. فكانت جماعة الاجتياز المسرحية. أشبه ببرق فى فضاء المسرح المصرى.. كنا نحاول الوصول إلى الكلمة البعث الموت. كنت أنا ويوسف عبد الحميد – ومسعد خميس – ونازك ناز – وفاروق حسنى فى البداية وانضم الينا مؤخراً الفنان مصطفى عبد المعطى وبدأنا وانشغل فاروق حسنى فى مركزه كمدير لقصر ثقافة وأصبحنا فى مواجهة مع أنفسنا وأين يتم عرضنا المسرحى الأول.. نعم كنا نجلس 5 ساعات يومياً نسمع سيمفونية عالمية ثم نناقشها ثم نناقش لوحة فنية لفنان تشكيلى ثم نناقش قصيدة لشاعر عربى ثم نناقش موضوع فلسفى وفى النهاية نقوم بدراسة الشخصية العربية مثل مفهوم الشهامة عند العربى. مفهوم الأصالة. مفهوم المعاصرة. وللأسف وجدنا الاحتضان الأول فى كنيسة (الجزويت) وفى كنيسة الجزويت قابلنا قس دارس للمسرح والسينما والفلسفة صرف على المسرحية والمثلن وأعطانا غرفة للبروفات وكنا كلنا مسلمين وتقدميين ولم يتحدث معنا الرجل فى أى مفهوم غير الفن. وأدرك فاروق حسنى أننا لابد وأن نكون جماعة مسرح مستقلة فى قصر الثقافة بعيداً عن الوزارة وروتينها وبيروقراطيتها العفنة ومن هنا كانت البداية.
• بماذا يمكن تفسير هجرة الأدباء الوطنيين من مصر إلى الخليج.. وهل هم فى داخل زمتهم النضالى ؟
• نحن فى الخليج خارج زماننا النضالى. لأننا على أبواب تاريخنا القديم تدغدغ أحلامنا القديمة فى زحف الفقراء إلى كراسى الأثرياء تهزها. وتبول علينا مواقفنا القديمة.. نحن فى زمن آخر فى زمن النفط. نعم فى " زمن الفجأة" بعيداً عن روح المبدأ وعن عمق الجرح.
نحن فى بهرجة اللحظة مع التكنولوجيا والتى يقودها البدوى العربى صاحب اللعبة السياسية المعاصرة ويمارس دور الوسيط للقوى الكبرى والمحرك لمعظم الأوراق.. وهجة الأدباء الوطنيين من مصر هى هجرة الأسماك من  المحيط المبدع المتمدد إلى خليج ضيق محدود فى معظم الأشياء الا المال. هى هجرة طيور الإبداع من غابة الصقور الفاسدة وشباك العسكر إلى جزر نائية للتنفس ولتضميد الجرح والعودة من جديد إلى خندقها نعم إننا فى عصر النفط الذى جعل الفلسطينى المثقف يطعن المصرى المثقف من أجل حفنة دولارات. نعم إننا فى عصر النفط الذى جعل معظم الوطنيين الخليجين فى زمن الأسهم والمضاربات المالية ينسون تاريخهم ويتعاملون مع المثقفين العرب الذين يعيشون فى خندقهم الفكرى على أنهم عبيد لهم.. نعم لقد قدم الفلاحون المصريون والسوريون دمائهم فى حرب 1973 وارتفع سعر النفط بأسعار خياليها ينفقها عربى جاهل على مومسات لندن وأمريكا وبينما أسر الشهداء فى مصر وسوريا يتسولون على أرصفة ولا أدرى. لماذا نجح الاستعمار - السلطة الكبرى – فى التفرقة بيننا عندما تشاهد صراع المثقفين العرب فى الخليج والتحدث بالنعرات الإقليمية والمحاربة السرية والعلنية للحفاظ على الدولارات لشعرات بخيبة الأمل فما بالك بالجماهير المسلوبة الوعى إذا كان طليعة الجماهير هم المثقفين فما بالك بالقاعدة الجماهيرية العريضة.
• ما رأيك فى الصحف المهاجرة فى أوربا خارج الوطن العربى للعرب ؟
• إن معظم هذه الصحف قمة فى النضال الوطنى وحرية الرأى وتعبر عن الأراء التى ترفض الدول العربية والأنظمة المشلولة والسلطة الكسيحة والرقابة العرجاء نشرها ومع هذا فهى فى نفس الوقت صحف قمة التعفن والعمالة والإنحطاط ولا أقصد بالطبع كل الصحف المهاجرة لكن الغالبية العظمى منها. فهذا يطعن هذا وذاك يشرخ ذاك ويستغلون الكتاب الوطنيين من أجل  خداع اجماهير والتسلق للأنظمة وهبر الملايين وفى النهاية يمنح الكاتب الوطنى بعض الفرنكات والجنيهات الاسترلينية والدولارات وصاحب المؤسسة يصرف النقود على العهر الجسدى والعهر الفكرى إننا نتأرجح حتى فى رأينا الأخر. أو الرأى المضاد ومع هذا أنا مه " فن الممكن" فبعض الحقيقة تضئ الطريق أمام الوعى ولكن غياب الحقيقة كاملة يعنى غياب الجدل والحوار والفهم والإدراك المتميز والوعى وشئ أفضل من لا شئ.
• الغربة والاغتراب فى أبطال مسرحياتك ألا يتنافى فى هذا مع المبادئ الإيديووجية التى تعتنقها ؟
• الفن يعطى الايدولوجية المساحة الرحبة والإيدولوجية هى شريان الفن .. والفن هو قلب الايدولوجية ولن القلب دائماً ينبض ويتأثر بالرؤى فإنه يعطى الشريان الإحساس المتجدد والأديب الملتزم قد يصل أحياناً إلى تجنيد نفسه لخدمة اللحظة الأنية.. هنا يفقد الأديب فنه وحنيئذ صاب الإحباط ذاتياً وإن نجح خارج ذاته اجتماعياً وحزبياً.. وإن انتحار ماياكوفسكى لهو دليل واضح على هذا أما إذا اعطى الأديب نفسه حرية الحلم والفن فإنه يمنح الايدولوجية بعداً جديداً. أكثر من البعد الفكرى. فيكون إنسانياً وعميقاً فإن الهتاف الفورى للجماهير والتصفيق لا يعنى النجاح الحقيقى. بديل استمرار أشعار لوى ارجون وبول ايلوار وقد حسم بول ايلوار القضية بقوله  " أنا ما جئت لكى أغير العالم .. إنما جئت لكى ألقى الأشعار" نعم هذا دورنا أن نقدم الفن الملتزم بمساحة إبداعنا وفننا وابتكارنا والفن ليس خطبة سياسية وليس مقالاً.. إنما له أبعاد جمالية وفنية – وإنسانية وفكرية.. ولذلك فإننا مطالبون بتغيير الخارطة الثقافية والفنية وتجاوز مرحلة الطفولة الفكرية الايدولوجية والتفسير الطفولى للالتزام.. وقد قيل من قبل أن مسرحية جيدة أفضل من خمسين نظرية سياسية.
البطل فى مسرحياتى يشعر بأنه جزء من " فعل" نعم إننا فى عالم البطل هو الجزء وليس كما هو فى مفهوم المجتمع الامريكى الأسطورة.. البطل عندى يحلم بالتغيير وهو.. الفلاح عبد المطيع فى مسرحية الفلاح عبد المطيع وهو مقبول عبد الشافى إمام المسجد فى مسرحية حكاية مدينة الزعفران وهو سيف الفاروق (القاضى) فى مسرحية ظهور واختفاء ابو ذر الغفارى.. وهم الفلاحون فى مسرحية الخلاص.. إن المسرح يجب أن يكون نافذة الحقيقة للمشاهد ويدفع المشاهد إلى الدخول إلى اللعبة.. والبطل فى مسرحياتى هو صابر الفلاح وحسن العامل وابراهيم عامل النظافة لقد نقلت فى مسرحياتى البطل من أن يكون ابن الباشا ليكون ابن الفلاح والبطلة من أن تكون ثريا هانم بنت البيك الكبير أو الاقطاعى لتكون كوثر الخادمة.. وأشواق الفلاحة. هذا ما قدمته للمسرح المصرى.. وهذا ما جددته موضوعاً أمام ما جددته شكلاً إننى قمت بنفس الأفكار الموروثة لذلك هاجمنى تجار المسرح التجارى على مسارحهم بالسخرية من أسماء مسرحياتى. وفعلاً أسماء مسرحياتى غريبة والسبب إننا فى وطن غريب من المحيط للخليج.. أبناء البيت الوحد تجدهم أصحاب أمزجة مختلفة ولهم انتماءات فكرية مختلفة. إننا ورثنا كماً هائلاً من التناقضات تحتاج إلى تكوني " حزب فكرى" يكافح لإزالة الأمية الثقافية قبل الأمية الأبجدية.
• ما رأيك فى الحركة الأدبية فى الخليج ؟
• فى الخليج مجموعة من الكتاب الوطنيين والتقدميين والقوميين لهم اشراقات إبداعية وهم غير معروفين للأسف على الخارطة العربية ربما لأن معظم الأنظمة تحتويهم فى وظائف كبيرة مما تبعدهم عن الساحة الفكرية والإبداية وتشغلهم وتحولهم إلى موظفين بيروقراطيين أو مساعدتهم لتحويلهم إلى تجار وأصحاب رؤوس أموال مما يجعلهم يتحولون إلى مناضلى كلمة فى صالون مثل المحاربين القدامى.. نعم.. نحن فى كارثة أما الذين حافظون على أنفسهم من مؤامرة الوظيفة الكبرى فهم قلائل يصابون بالإحباط والحصار مثلهم مثل أى مثقف عربى فإما يتحول إلى سكير أو ثرثار .. أو إلى متعاطى أفيون.
إن الخليج به ثروة أدبية تحتاج إلى حوار وتنمية وليس إلى تطويق واختناق تحت شعار التشجيع والوظائف الكبرى للبعض. والأدب فى الخليج متقدم عن المسرح ولو أن المسرح فى الخليج قد نال شهرة كاذبة والحققة أنه مسرح بدائى جيد.
وتستثنى العراق من هذا الحكم بسبب تاريخ حضارتها القديم ووجود تراث فنى حقيقى.
وأذكر من شعراء الخليج الجيدين باستثناء العراق : قاسم حداد – على السبتى – منحمد الفايز – خليف الوقيان – حمده خميس – سليمان الفليج – على الشرقاوى – قاسم حداد – حبيب الصايغ.
ومن القصاصين : سليمان الشطى – وسليمان الخليفى – فى الكويت وفوزية رشيد – عبد الله خليفة – محمد عبد الملك فى البحرين .
ومن المؤلفين المسرحيين :
صلاح الصابر كبذرة قادمة
عبد العزيز السريع كدواء لمسرح اجتماعى . وعقيل سوار أحمد جمعة – احمد خلف رؤية اجتماعية واعية فى المسرح البحرينى وعبد الرحمن الصالح بالإمارات.
ومن المخرجين :
صقر الرشود – منصور المنصور
ومن الفنانين كثرة.
وحكمى هذا نسبياً بسبب إننى زرت أبو ظبى – قطر – الكويت – سلطنة عمان – السعودية.
وعندما تثمر الحرية فى بعض دول الخليج يثمر الأدب.
لا أدب يزدهر دون الحرية – أما المال يستطيع أن يحقق إزدهار الصناعة والاستيراد والتصدير أما ا لأدب يصنعه الجوع والاحتياج والفقر..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More