Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الاثنين، 18 ديسمبر 2017

حديث مع المخرج المصرى " سعد أردش "

حديث مع المخرج المصرى
" سعد أردش "
أجرى الحوار : السيد حافظ
مجلة الوطن العربى 28/11/1983م
- انتصار المسرح العربى نكسة حضارية .....
سعد أردش إحدى العلامات التى تركت أثارها فى الساحة العربية عامة والمسرح التقدمى خاصة إذ كان ضمن حركة النهضة المسرحية التى دفعت بالمسرح من موقع المتعة إلى موقع الهدف ، ومن قيمة الرومانسية البلهاء إلى قيمة الواقعية الهادفة ، وبالتالى فإن رجلاً للمسرح مثله يعتبر دلالة ثقافية وعلامة حية فى تاريخ المسرح العربى المعاصر.
مع سعد أردش كان هذا الحوار :
- جيلكم أنت وكرم مطاوع ونبيل الألفى أعطى الحركة المسرحية الكثير، فماذا اعطى الجيل الذى يليكم من شاكر عبد اللطيف وهانى مطاوع وفهمى الخولى علماً بأنهم عاشوا وراء تجربتكم المضيئة ؟
- لا أستطيع أن أحمل مسئولية تجميد وضياع الجيل الشاب لأشخاص ذلك الجيل، وإن كنت أسجل عليهم كثيراً من الخنوع والاستسلام للظروف. إن كثيرين منهم كانوا تلاميذتى وزملائى وأصدقائى ولقد كانت لى معهم أحاديث مطولة ـ ولكن قبل أن أحكم عليهم يجب أن أضع فى الحسبان الظروف التاريخية. والظروف التاريخية هى التى تصنع الجيل وليس هو القادر دائماً على صياغة هذه الظروف. لقد بدأ جيلنا مسيرته التطبيقية فى ظروف تاريخية ليس له أى صل فى صياغتها. اللهم إلا دور أفراده فى المراحل التاريخية التى أدت إلى ثورة 1952 . أعنى بذلك دورهم فى الجامنعة منذ عام 1946 . ولقد أدت ثورة 1952 وما تلاها من ثورات عربية وافريقية إلى بلورة ذلك الجيل أدباً وفناً و اندفاعاً . نما الجيل فى أحضانها متطلعاً نحو غابات اجتماعية وفكرية وإنسانية كانت تشكل أحلاماً للجماهير العربية اشتركت فى صياغتها أجيال سابقة وبالذات جيل طه حسين والعقاد وهيكل والمازنى وغيرهم.
- والجيل الحالى ؟
- لم تتهيأ له هذه الظروف الاستثنائية ولذلك فأنا لا أحمله المسئولية كاملة وإن كنت أدعوه إلى وقفة يسترد\ أنفاسه ويطرح على نفسه السؤال إلى أين ؟
- المسرح العربى عامة والمصرى خاصة تسيطر عليهما الأن روح التجارة مما يدعوهما إلى الأخذ بالإسفاف والتهريج وترك كل الجدية والأهداف والقيمة فما هو رأيك فى هذا خاصة وأن بعض المخرجين أمثال جلال الشرقاوى جنحوا إلى هذه الأساليب تاركين المسرح الجاد ينتحر ؟
- إن مجرد نشاط مسرحى مع الأزمة العارمة المعقدة التى تجتاز الأراضى العربية كما تجتاز العالم مشرقه ومغربه بكثير من التفاؤل يعتبر كسباً ما. وع ذلك فنحن لا نستطيع أن ننكر أن الانحدار بالمسرح إلى الشكل التجارى الاستهلاكى يعتبر شكلاً من أشكال النكسة الحضارية للإنسان العربى ، ولكن يبقى السؤال : لماذا حدث هذا التحول السلبى فى السبعينات والمفروض أن يسير التطور إلى الأمام لا إلى الوراء ؟
- إن الستينات فيما نذكر دفعت المسرح العربى فى كل أقطار الوطن العربى خطجوات واسعة إلى الأمام. فالأقطار التى لم يكن بها معاهد مسارح وفرق . والأقطار التى كانت تتحدث الفرنسية اتخذت من المسرح وسيلة من وسائل التعريب، أما فى أقطار المشرق حيث المسرح قائم منذ أواخر القرن الماضى ، فقد قامت مسابقة كبيرة بين رجال المسرح فى سوريا ولبنان ومصر والعراق، ولحق بهذه المسابقة قطران هما تونس والمغرب العربى. واستطاعت هذه المسابقة أن ترصد فى تاريخ المسرح العربى. لا أقول فقط علامات بل تراثاً من الكتاب والنقاد والمخرجين والممثلين والفنيين ومئات من العروض المسرحية النابضة فى كل النوعيات الدرامية والغنائية والاستعراضية، بل أن الأمر تعدى ذلك إلى محاولات ناجحة على أرض البالية الكلاسيكى والأوبرا العربية.
الانحدار السياسى وراس غروب المسرح
- ولماذا اختفى كل هذا فجأة ؟
- نعم ، هذا هو السؤال ، كيف اختفى كل ذلك فجأة دون سابق انذار وتمهيد واختفى كل ذلك وتبدد جيل كامل من الأدباء والفنانيين " ليست الإجابة لغزاً فنحن نجد مقوماتها فى ما يجرى الأن فى العالم العربى من تغيرات محلية ودولية واقتصادية وسياسية وعسكرية ما يكفى للتوصل إلى السؤال ثانية ومع كل جيل.
- والى متى سيظل الحال على هذا الانحدار؟
- لا اعتقد أنن قادرون على الإجابة الأن ولا شك أن الأحداث السريعة المتتالية تقدم لنا الإجابة عما قليل ..
- لقد ظهر فى الستينات عصر المخرج والمؤلف المسرحى معاً وكانت السبعينات عصر المخرج فقط. لهل كان إبداع الستينات إبداعاً مؤقتاً خاصة وأن بعض المؤلفين أمثال على سالم لجأوا ال المسرح التجارى كلية ؟
- إن مجرد وجود المخرج القادر المتمكن عامل كاف لإيجاد مؤلف متمكن ، وقد يكون عاملاً مساعداً بدليل أن كاتباً كبيراً انديلو عندما لم يجد مخرجاً قادراً على إخراج مسرحه ، قام هو نسه بإخراج نصوصه. ولكن الأصح أن نقول أن جيل هؤلاء الكتاب العظام الذين بدؤوا بنعمان عاشور وانتهوا بعلى سالم توقف عن صياغة أعماله العظيمة لأسباب خارجة عن إرادته ، وبالتأكيد سيكون فى قدرة هذا الجيل أن يعود لكتاباته العظيمة إذا زالت هذه الأسباب.
الهجرة نحو المال والشهرة
- ظاهرة هجرة الفنانيين إلى تلفزيون الخليج ، بماذا نعللها وماذا نسميها ؟ هل هى بحث عن المال أم الشهرة أم الاثنين معاً ؟
- هى ظاهرة منطقية من وجهة نظر الفنان ، ومن وجهة نظر الأجهزة المحلية التى توظف ذلك فإذا كان الفنان ليس مدعوا من التلفزيون العربى إلى العمل وإذا كان فى اللحظة نفسها مدعوا من تلفزيون الخيج أو اثينا أو لندن وأخيراً ألمانيا الغربية إلى العمل والكسب فى آن واحد. فإنه من المنطقى أن يستجيب للضرورة اللحظية. وليس مطلوباً من الفنان أن يقعد فى داره ويقول " عشانا عليك يا رب" .. إن الفنان مطالب ببذل الجهود المتواصلة للإبقاء على العلاقات بينه وبين الجماهير وتلفزيون الخليج وغيره من الشركات العربية النشطة التى توسع العلاقة.
- وهذا كسب أدبى ومهنى آخر، يجب أن يحسب حسابه . ولقد علمت مؤخراً أن التلفزيون العربى أدرك أن السكوت على هذه الظاهرة بشكل منحنى خطيراً فعمل على إنشاء شركة جديدة تعمل بمستوى أجور الشركات العربية الخاصة وهى مبادرة طيبة ومشكورة ولكن يبدو ، حتى الأن على الأقل،  أنها ولدت " عرجاء" ودون تخطيط موضوعى يضع فى اعتباره كل المعطيات الواقعية. ولذلك ما تزال وستظل الشركات الجديدة فى موقف الرابح فى شد البساط نهائياً من تحت التلفزيون العربى.
البحث عن الذات والحقيقة
- سعد أردش سافر إلى الجزائر والكويت وإيطاليا .. عن أى شئ كان يبحث خلال السفر...؟
- هى رحلات بحث عن الذات أولاً وعن التلفزيون ثانياً والحقيقة ثالثا ، ثم هناك شئ هام للفنان هو الاحتكاك بمجتمعات عربية وحضارات عربية جديدة على تجربة الفنان فكرياً وإنسانياً وربما سياسياً. أضف إلى هذا أن الالتزام بتربية وتنشئة أجيال جديدة كان دائماً ومنذ عودتى من بعثتى فى إيطاليا هدفاً من الأهداف الرئيسية فى حياتى، ولقد مارست هذا العمل فى المعهد العالى للفنون المسرحية بالقاهرة سنة 1961 وفى المعهد العالى للفنون المسرحية بالجزائر فيما بين 1970 – 1971 ، ولا شك أن صلتى بالطالب الكويتى بالمعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت تعنى تجربتى وتضيف إلى مقومات حياتى كفنان كسباً جديداً.
- ماذا قدمت للمسرح فى السنوات الأخيرة ؟
- خلال رحلاتى بين القاهرة والجزائر والكويت قدمت ثلاثة أعمال هى : "على بابا" من تأليف نبيل بدران وقد ناقشت قضية القطط السمان، ثم "بابا الفتوح" لمحمود دياب، وهى المسرحية التى منعت منذ عدة سنوات، أما المسرحية الثالثة فهى مسرحية " برج المدابغ" لنعمان عاشور وكانت أول لقاء لى كمخرج مع نعمان عاشور المؤلف ، المعروف أن برج المدابغ قد ناقشت سياسة الانفتاح الاقتصادى فى مصر التى نتج عن تطبيقها انحرافات أدت اللى نشوء طبقة جديدة خطيرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More