Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الثلاثاء، 18 أبريل 2023

375 علامتية الأسماء ودائرية الأحداث وتمركزها حول الشخصية الرئيسة في "وهمت به" بقلم أ. أشرف دسوقي

  

المدونة السادسة
 فتحي رضوان للروائي العربي الكبير السيد حافظ

دراسات من كتب د. نجاة صادق  الجشعمي

(375  )





مشــــــــروع و رشـــــــــــــــة النـــقــــد للســــــرد الــــــروائـــــي

نموذجًا

سباعية الكاتب السيد حافظ الجزء السادس { ما أنـا بكاتب }

 

 

التجريب وجماليات البناء السردي في الرواية العربية

 

نموذجًا
رواية  " ما أنا بكاتب "
للكاتب السيد حافظ 

جمع وإعداد 

الدكتورة/ نجاة صادق الجشعمى




المدونة السادسة
 فتحي رضوان للروائي العربي الكبير السيد حافظ

 

تظل شخصية فتحي رضوان الشخصية الرئيسة ومحور السرد ، عبر سيرة تكاد تكون ذاتية ، تبدأ المدونة ، بمقولة معرفية تراثية لمؤسس علم الاجتماع العربي المسلم ابن خلدون حول طبيعة تبدل وانهيار القيم عند انهيار الدول ، بل تأكيده علي مجموعة من المؤشرات التي بمجرد حدوثها أو حدوث بعضها، فإن ذلك يعد إيذانا بانهيار هذه الدول ، يقول ابن خلدون في مقدمته: ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭل ﻴﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﻨﺠﻤﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﻭﻟﻭﻥ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻥ، ﻭﺍﻟﻜﺘﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻟﻭﻥ، ﻭﺍﻟﻤﻐﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﺯ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻭﻥ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﻌﻠﻜﻭﻥ ﻭﻀﺎﺭﺒﻭ ﺍﻟﻤﻨﺩل، ﻭﻗﺎﺭﻋﻭ ﺍﻟﻁﺒﻭل ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻴﻬﻘﻭﻥ، ﻭﻗﺎﺭﺌﻭ ﺍﻟﻜﻑ ﻭﺍﻟﻁﺎﻟﻊ ﻭﺍﻟﻨﺎﺯل، ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﻴﺴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺤﻭﻥ ﻭﺍﻟﻬﺠﺎﺌﻭﻥ ﻭﻋﺎﺒﺭﻭ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﻭﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺯﻴﻭﻥ، ﺘﺘﻜﺸﻑ ﺍﻷﻗﻨﻌﺔ ﻭﻴﺨﺘﻠﻁ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻁ، ﻴﻀﻴﻊ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﻭﻴﺴﻭﺀ ﺍﻟﺘﺩﺒﻴﺭ، ﻭﺘﺨﺘﻠﻁ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻴﺨﺘﻠﻁ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺒﺎﻟﻜﺫﺏ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺒﺎﻟﻘﺘل.

ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭل .. ﻴﺴﻭﺩ ﺍﻟﺭﻋﺏ ﻭﻴﻠﻭﺫ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﻁﻭﺍﺌﻑ.. ﻭﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻌﺠﺎﺌﺏ ﻭﺘﻌﻡ ﺍﻹﺸﺎﻋﺔ..... ﻭﻴﺘﺤﻭل ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﻭ ﻭﺍﻟﻌﺩﻭ ﺇﻟﻰ ﺼﺩﻴﻕ" وبعد أن يصدر مدونته بالإهداء لأخويه ، يتقدم بملحوظته ، التي يخاطب فيها أنثي قد تكون أنثي حقيقية أو قد تكون البلاد ، وكأنه يلفت انتباه من سيتعامل مع سرده أن يتعامل بحذر، فحرفه حرف طهور ونوراني وأنه ليس كباقي الحروف ، ربما يقرر حقيقة أو يستفز المتلقي وإيقاظ وعيه بأن المسألة ليست كتابة لتزجية أوقات الفراغ أو للتسلية والمتعة فقط -وإن كان ذلك أحد مواصفات العمل الجيد بطبيعة الحال - لذا فهو لا يستجدي أي قارئ لايتمتع بهذا الحس وهذه العقلية ،فكما يرفض الكتاب الذين يمثلون هذا النوع ، فإنه لا يدعو القاريء السطحي لاقتناء هذه المدونة ولا يسعده أن يكون موجودا هنا "ﺇﺫﺍ ﺴﺄﻟﻙ ﻋﻨﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺩ.. ﻗﻭﻟﻰ ﻟﻬﻡ: ﻭﺍﻟﻨﺎﺴﻙ ، ﻫﻭ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩ ﻭﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺍﻟﻐﺎﺌﺏ ﻭﺍﻟﻅل ﻭﺍﻟﺫل ﻭﺍﻟﺤﺭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺨﻔﻰ ﻭﺍﻟﺯﺍﻫﺩ ﺍﻟﺒﻬﻰ ﻭﻋﻁﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺸﻘﻰ. ﻫﻭ ﻤﻥ ﻜﺤل ﺘﺎﺀ ﺍﻟﺘﺄﻨﻴﺙ ﻭﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﻭﺓ ﻭﻤﻥ ﻜﺸﻑ ﻋﻭﺭﺓ ﺍﻟﻴﺎﺀ ﻭﻋﺭﻑ ﺒﻼﺀ ﻋﻘل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺩﺍﺀ ﻏﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻗﻭﻟﻰ ﻟﻬﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﺭﻓﺽ ﺨﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﻋﻥ ﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻓﻜﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺫﺍﺏ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﺃﻨﺎ ﻟﻡ ﺃﺒﻊ ﻴﻭﻤﺎ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﻭﺍﻟﺴﻠﻁﺔ. ﻗﻭﻟﻲ ﻟﻬﻡ .. ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻰ ﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺘﺠﺩﻴﺩ ﺸﻜل ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﻭ ،ﻜﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ﻭﺒﻼﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻰ ﻭﺍﺨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ، ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺒل ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻓﻰ ﺍﻷﻤﻴﺔ ﺍﻷﺒﺠﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻟﻴﺒﺸﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻐﺎﻓﻰ ﻭﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﻯﺀ ﻓﺎﻗﺩ ﺍﻟﻭﻋﻰ ﻭﻜﺜﺭﺓ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺍﻟﻜﺴﻭل ﺍﻟﻤﻬﺯﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻻﻋﻼﻤﻰ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻰ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻯ. ﻓﻁﻭﺒﻰ ﻟﻤﻥ ﻨﺠﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻤﻥ ﺴﻴل ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻨﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻰ ﻋﺼﺭﻨﺎ. ﻭﺸﻜﺭﺍ ﻟﻠﻘﺎﺭﻯﺀ ﺍﻟﺫﻯ ﻗﺭﺭ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻯ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺸﺭﻴﻜﻰ ﻓﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻰ "، كما يستمر في اعتذاره ، وطلبه الغفران ، فالإنسان-سواء كان الكاتب أو بطل السرد -ماهو إلا مجموعة من الخطايا وليس خطيئة واحدة- ويعتذر عن فشله بالقيام بأشياء تبدو عادية لدي كثيرين -خاصة في هذا الزمن – وأهمها فشله في أن يكتب تقاريرا عن أصدقائه كما فشل في اقتناء "قطة" وتربيتها!ثم يعود إلي كتابة ملحوظة جديدة ، تؤكد ما ذكر من ملحوظة سابقة ، قبل أن تبدأ فصول روايته!فالبطل -فتحي رضوان-متشكك في نتاج علاقته بسهر ، وعلاقته بها ، لا يدري إن كان الطفل الذي جاء إلي الوجود هو ابنه أم ابن منقذ زوج سهر!تتداخل فنون الكتابة وتختلط بجسد السرد ، حتي يكاد يكون الوصف قصيدة نثرية ، لغة شاعرية عالية الجودة ، تعلو بالسرد وتحلق به إلي آفاقه الرحبة "ﺴﻠﻲ ﻋﻨﻲ ﻴﺎ ﺴﻬﺭ ﻭﺨﺫﻱ ﻤﻥ ﺭﻭﺤﻲ ﻜل ﻤﺭﺓ ﻭﺭﺩﺓ .. ﺍﻗﺘﺭﺒﻲ ﻤﻨﻲ ﻭﺨﺫﻱ ﻤﻥ ﻜﻔﻲ ﺤﻜﺎﻴﺎﺕ ﻁﻔﻭﻟﺘﻲ ﺍﻟﺒﺭﻴﺌﺔ.. ﺍﻓﺘﺤﻲ ﺫﺭﺍﻋﻴﻙ ﻭﺍﺤﺘﻭﻴﻨﻲ ﺴﺘﺠﺩﻱ ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺒﻬﻲ ﻭﻨﻭﺭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﻭﺘﺴﺎﺒﻴﺢ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻥ ﺃﻨﺎ ﺃﻴﻘﻭﻨﺔ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺩﺍﺴﻨﻲ ﺍﻟﺠﻬل ﺘﺤﺕ ﺃﻗﺩﺍﻡ ﺨﻭﻑ ﺍﻟﻤﻜﺎﺸﻔﺔ.. ﺇﺫﺍ ﺃﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﻫﺩﺃﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻋﻁﺭﻫﻥ ﺩﺍﻋﺏ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ﻭﺭﺍﺌﺤﺔ ﻗﻬﻭﺘﻰ ﺘﻐﺯل ﺜﻭﺒﺎ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﺎﺕ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺸﻘﺎﺕ ﷲ ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﻫﺒﻁ ﻨﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺃﻨﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ﻭﺍﻟﻤﻨﻔﻲ ﺒﺴﺤﺭ ﻏﻤﻭﻀﻙ ﻭﺃﻨﺎ ﻨﺒﻭﺀﺓ .. ﻨﺨﻴل .. ﻭﻓﺎﻨﻭﺱ .. ﺠﺴﺩ ﺍﻟﻌﺎﺸﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺸﻭﻕ ﻟﻭﻥ ﺍﻷﺭﺠﻭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﻔﻥ ﻭﺼﻤﺕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻫﻤﺱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺃﻨﺎ ﺍﻟﺤﻼﺝ ﺍﻟﺫﻯ ﺼﻠﻰ ﺭﻜﻌﺘﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﺸﻕ ﻻ ﻴﺼﺢ ﻭﻀﻭﺅﻫﻤﺎ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺩﻡ ﻭﺃﻨﺎ ﻤﻥ ﻋﺸﻕ ﻅل ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﺍﻟﻌﺫﺭﺍﺀ ﻭﺃﺤﺒﺒﺘﻙ ﺃﻟﻑ ﺴﻨﺔ"، لا ينسي موقفه المزدوج من البلاد-إسكندرية تحديدا – ومايقدمه من رؤية حول القداسة والدنس، السمو والتدني ، الخلود والفناء ، كلها أشياء اجتمعت في مدينة واحدة ،ولو كان قد قدر له أن يختار ،لاختار باريس مسقطا لرأسه ومحلا لميلاده ،بلد النور ،بلد الجن والملائكة!

شهرزاد الماكرة تهزأ به ـفالولد يشبه منقذ زوج سهر ولاعلاقة له بفتحي رضوان الأسمر ، في حين أن فتحي كان ينتوي الزواج من سهر وأن يمنحها خمسة أيام ،في حين أنه كان سيمنح اليوميت الباقيين لزوجته الأول تهاني!وهو يشعر بخيبة أمل ،فلقد فقد الشهية للمس امرأة أو قراءة كتاب ،فلم يعد يسعده قراءة رواية سد هارتا لهسه أو ديوان المتنبي! ولت الأيام التي كانت تمنح المرء الانتعاش حين يجلس علي شاطيء من شواطيء البلاد ، حتي كورنيش الإسكندرية نفسه لم يعد يمنحه أي متعة ، فكل شيء حوله يمنحه الإحباط واليأس، لقد اقتحم محمد علي بيت الجبرتي وأمره أن يكتب مايريد الباشا ، لكن الجبرتي والكاتب يردان ردا واحدا: ما أنا بكاتب!لقد قتلوا ابن الجبرتي في صلاة الفجر تأديبا وترويعا للمؤرخ الذي تجاوز حدوده ،وتجاوز الخطوط الحمراء ، كما تجاوزها فتحي رضوان نفسه ، فكان جزاؤه أن تغلق في وجهه كل الأبواب ، وأن تجافيه المتعة ، حتي البسيط منها ، حتي سهر تنظر بلهفة وشوق للرضيع قائلة :أنه يشبه أباه منقذ تماما .

فتحي رضوان هو الجبرتي، هو الحلاج وابن عربي ، هو حلول في جبة مشايخه، واتحاد مع همومهم وخطاياهم ، ويرته الذاتية هي استنساخ بشكل أو بآخر لكل هذه الحيوات ، ربما الفرق الوحيد بينه وبينهم ،هو أنه متصوف علي طريقته وبطريقته ،لكن ما الفرق ؟فهم أيضا كانوا متصوفين علي طريقتهم ، رآهم اللآخرون زتادقة ، وكيف نفسر سلوكه وعشقه المحرم لسهر ؟أليس أقل مايقال عنه أنه زندقة من نوع ما ،لماذا يحاسب الآخرين ويلعنهم ؟إنه يمارس الحياة وفق معرفية خاصة به ، يسن قوانينه الخاصة التي يري أنها الأحق أن تتبع ، في حين يراه الآخرون خارجا عن الأعراف والتقاليد والعادات وربما المعتقدات، ماذا لو اتخذ منقذ نفس مسلكه مع تهاني وأنجبت منه هذا الولد، كيف سيكون موقفه ، وهل سيظل علي ارتباطه بها ، فتحي رضوان القديس للحظات والزنديق لحظات أخري ، ربما يكون في حاجة لتحليل سيكولوجي فرويدي ، للمكونات الأولي لطفولته البعيدة ، ذلك العظيم ،الذي لايهاب أحدا، الضعيف الذي يخشي كل شيء ، ويهاب أبسط الأشياء ، الطامح اليائس، الذي حصل علي كل شيء ، ولم يحصل علي شيء!

بقراءة متأنية لمونولوجات فتحي رضوان ، يتبين حجم الصراع conflict والتناقض contrast" ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻯ ﺃﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺃﺸﻌﺭ ﺃﻨﻰ ﺒﺭﺃﺴﻴﻥ ﻭﻤﺤﺎﺼﺭ ﺤﺼﺎﺭﻴﻥ ﺒﺎﻟﺒﺨﻼﺀ ﻭﺍﻷﻏﺒﻴﺎﺀ ﺃﻨﺎ ﻭﻤﻥ ﺃﻜﻭﻥ ﺃﻨﺎ ..ﺁﻩ ﺃﻨﺎ ﺍﻟﻤﻐﻤﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﻘﻬﻭﺭ ﻭﺒﻘﺎﻴﺎ ﺤﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﻨﻭﺭ ﻻﻨﻬﺎﺌﻲ ،.. ..ﻭﻻ ﺃﺴﻌﻰ ﻟﻠﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻓﺎﻟﻭﻁﻥ ﻫﻭ ﺨﺯﺍﻨﺔ ﺒﺅﺱ ﻭﻏﺭﻓﺔ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ".

في نفس يوم ولادة سهر لطفلها ابن منقذ رسميا ،كانت تهاني تتألم ،فلقد جاءها المخاض،أسرعت شهرزاد للمشفي ، كانت كأم بالنسبة لتهاني وفتحي ، لم تتورع شهرزاد عن بشارة فتحي بطفل جميل ، يشبهه تماما ، أسمر كالنيل .

كانت شهرزاد الأسطورة ،شهرزاد الحقيقة هي رسول الاتزان النفسي الذي بعثه الله لفتحي ، هي الضمير اللاواعي لفتحي رضوان ، تسعي بكل مالديها من خبرة إلي إعادته إلي حظيرة القيم والتقاليد ،جرس الإنذار الذي يفيقه من غفوته ويرده عن جنوحه وجموحه :عد إلي رشدك، لديك امرأة وطفل يتوازيان مع امرأة وطفل آخرين ليسوا ملكا خالصا لك ، بل هما ملك لغيرك " ﻜﻑ ﻋﻥ ﺤﺏ ﺴﻬﺭ ﻓﺭﺒﻙ ﺴﺘﺭ ﻋﻠﻴﻜﻤﺎ ﻭﻟﻡ ﺘﺤﻤل ﻤﻨﻙ ﻭﻟﺩﺍ .. "شهرزاد الحقيقية تتوازي مع شهرزاد الأسطورة ، تحاول انقاذ فتحي من شيزوفرنيته وفصامه ورده إلي واقع ليس كله بالسوء الذي يراه ويعتقده ، لماذا شعر بأن شهرزاد أمه، هل يمكن عبر التحليل النفسي الفرويدي أن نجد مخرجا لفصام فتحي رضوان، الذي يعترف هو شخصيا بوجوده؟.

يعيش بجسده مع تهاني وابنه آدم ،لكن مشاعره وعشقه لسهر وابنها عدنان ، كان يريد أن يسمي ابنه من تهاني ثائرا أوجيفارا ، لكن حامد وشهرزاد ارتئيا ألا يفعل ذلك ،فاختار آدم ،ربماكان اختيارا عشوائيا ، أو اختيارا محايدا ، آدم أبو البشر وعدنان أبو العرب ، ربما كان الفصام -بشكل لاواع-لديه جعله يختار اسم آدم ليري فيه الجميع " الكل في واحد"،ربما يتماشي الاختيار مع مايعتقد من وحدة الكون وتكامليته ، وربما لم يفكر في أي شيء من هذا كله!، أما الاختيار الأول -ثائر-فربما يخذله ،قد يكبر ويصبح خانعا ،واحدا ممن يلعنهم فتحي رضوان ، هل يحتمل فتحي رضوان خذلانا جديدا؟آدم اسم جامع ، محايد ، قابل للتشكل والتلون ، يحمل في تكوينه القداسة والدنس ، التوبة والخطيئة ، الحياة والموت ، الفناء والخلود ، لن يلام فتحي علي اختياره للاسم يوما ما ، لقد اختار الاسم المناسب لكل العصور ولكل الأمكنة ، سهل معرفته والنطق به ، لا يحتاج ترجمة للمعناه أو دلالته في كل لغات العالم ، كما أن كل الشعوب تتصوره وفقا للون بشرتها ومعتقداتها وعاداتها ،ومن السهل أن يجد حواء في أي وقت أو أي مكان توجه إليه ، وإن لم يجدها ، يستطيع إنجابها من ضلعه الأعوج ، كما خلقت أمه الأولي ، لن يعاني آدم معاناته ،لن يتزوج امرأة ويعشق أخري ، وعلي أية حال ، لن تكون حواء خطيئته يوما ما ، سواء عاشا في مصر أو دبي أو أي مكان آخر!ربما فكر فتحي رضوانفي جزء من الثانية في ذلك كله ، وربما لم يفكر في شيء منه علي لإطلاق!

لا يخضع الكاتب سرده للتقنيات التقليدية،ولا يهتم كثيرا بالحفاظ علي ما أملاه النقاد من "ينبغيات" كثيرة ،بل يتجاوز ذلك غلي آفاق أرحب تمكنه من بسط رؤيته وتأكيدها ، ربما تتكرر بعض الأفكار من فصل إلي فصل ومن رواية إلي أخري ، لكنه يتمتع بجزالة وسلاسة ،منفتحا علي قاموس سردي نثري وآخر شعري وثالث صوفي ،تتنازعه مفردات الإيمان المطلق وأحيانا يختلط بالإنكار المطلق عند لحظات الهزيمة ، لكنه يحتفظ بشعرة معاوية ، حين يدين بالإيمان وحين يبتعد وحين يقدس الوطن وحين يلعنه وحين يذوب عشقا وحين يتألم من الحرمان، ثم يصبح هو كل ذلك في تكوين جديد مغاير لهذا وذاك ، باحثا عن خلود شكسبير ومجد المتنبي وفلسفة سقراط ومصرية أفلوطين ومأساة الحلاج وإلغاز ابن عربي وسخرية السعدني وطموح محفوظ ثم يعود إلي ذاته محملا بهذا كله وقد يعود من دونه تماما كأنه سيزفوس مستعذبا الألم والوجع والعود علي بدء ، تبيض عيناه من الدمع لفقدان يوسفه ، ثم يضحك ساخرا من سذاجتنا ، متعجا كيف صدقناه، وماهو إلا مطرب من مطربي التروبادور وشعراء الربابة في ثوب فيلسوف متعال ، وطبيب يجري العمليات الجاحية بقسوة المحب وحزم رؤوف"ﺼﺒﺎﺤﻙ ﻨﺭﺠﺱ.. ﻭﺃﺨﻔﻴﺕ ﻋﻨﻙ ﺍﺒﺘﻬﺎﻻﺘﻰ ﻭﻤﻭﻁﻨﻰ ﻭﻤﻠﺘﻰ ﻭﺭﺅﻴﺘﻰ ﻭﻋﻨﻭﺍﻥ .. ﺃﺴﻜﻥ ﻓﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻜﺘﺸﻔﺘﻬﺎ.. ﻭﺃﺨﻔﻴﺕ ﻋﻨﻜﻡ ﺴﺭﻯ ﻭﺴﺭﻫﺎ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺃﻤﻀﻴﺕ ﻋﻤﺭﻯ ﻭﺤﻜﺎﻴﺎﺕ ﻗﻬﺭﻯ ﻭﺫﻟﻰ ﻭﺃﺨﻔﻴﺕ ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻤﺭﺍﺭﺍﺘﻰ ﻭﺍﺒﺘﻼﺀﺍﺘﻰ ﻭﺃﻫﻡ ﺤﻜﺎﻴﺎﺘﻰ ﻭﻤﺎﺒﻴﻨﻰ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﻓﺎﺕ..ﻭﺨﺒﺄﺕ ﻋﻨﻜﻡ ﻤﻠﻜﻭﺕ ﻜﻠﻤﺎﺘﻰ ﻭﻤﺎﺒﻴﻨﻰ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﻤﻥ ﻜﺭﺍﻤﺎﺕ ﻭﺃﻨﺎ ﻏﺭﻴﺏ ﻋﻨﻜﻡ ،ﻟﻴﺱ ﺒﺴﺭ ﻟﻐﺎﺘﻰ ﻭﻟﻬﺠﺎﺘﻰ، ﺒل ﺒﺴﺭ ﺍﻟﺤﻅﻭﺓ ﻭﺍﻻﺼﻁﻔﺎﺀ".

عنوان هذا السرد وغيره هو ا"لقلق- كأن الريح تحته- عنوان مراوغ من بداية المخطط السردي -وهمت به- محيلا القاريء إلي أحسن القصص ، في تناص يكاد يكون عكسيا تماما ،يتنقل بين الأماكن بخفة كائن هش ، يختار عدة عناوين للموضوع الواحد وللفصل الواحد، مثلا ، العنوان الأول :هناك كتابة تشبه الكتابة ونساء يشبهن النساء أما العنوان الثاني فهو :ربما نسيت أفراحي في كحل عينيك، إن غبت عني غابت أفراحي، وإن جئت لي عادت مهللة،بل تتعدد العناوين وتصل إلي أربعة عناوين لفصل واحد ،كما يحاصرك القلق الفني في تنوع الأماكن: مشفي الولادة ، الجريدة ، نادي الجولف بدبي ، غرفة فتحي رضوان بالشارقة... وتنوع العناوين والتناوب بين اللغة النثرية والشعرية والمونولوج وال حوار والخبر والتوثيق والرأي والرؤية والرؤيا ،دائما بين أكثر من عنصر ، بين حب وكره ،انتماء وفقدان الانتماء ،امرأتين زوجة وعشيقة ،ابن وابن مزعوم ،مكانين وزمنين، بل أماكن وأزمنة ،قبول ورفض ،رضا وسخط ، ولا يمكنك القبض علي المكون النفسي بشكل محدد ،ليظل كل شيء مراوغ ،ليفتح دلالات التأويل علي مصراعيها ، ولتظل قلقا متسائلا عن الهوية والكينونة ،غير متوقع للمسار المتوقع، لتصبح النهايات -رغم منطقيتها -لا منطقية!يحاور متلقيه ،يركله في أضعف الأماكن ليتألم وليلعنه ثم يشكره ممتننا له ،لأنه أيقظه من غفوة طالت أكثر من اللازم ، لكنه يتأفف لكونه غير قادر علي مزيد من ال"سهر"!

ورغم أن كل شخوص السرد يمثلون في الواقع دور البطولة ، وكلهم بل استثناء قادرون علي تحريك الأحداث والتأثير بشكل مباشر وحاد علي تجربته الحياتية، لكن يظل فتحي رضوان البطل المطلق دون منازع ، فهو البطل في الانتصار وهو البطل في الانكسار، هو البطل كزوج وأب وهو البطل كعاشق وأب مزعوم نهو البطل محررا بالجريدة والمجلة ورئيسا للتحرير وهو بطل الحكاية وهو مطرود من الخدمة وعاطل عن العمل ، لايمكن لمثل هذه التركيبة وهذا التكوين أن يكون غير ذلك علي الإطلاق، وإلا فلن يكون فتحي رضوان ، سيفقد كل منجزه وسيفقد القارئ التلذذ بمتابعة اللعبة وسيفقد شهيته للتداخل والانبهار والتعاطف"ﺭﺠل ﻤﺨﻠﻭﻕ ﻤﻥ ﺤﺭﻭﻑ ﻭﻤﻥ ﻨﻭﺭ ﻭﻤﻥ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﺩﻭﻤﺎ ﻤﺴﺎﻓﺭ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻗﺎﺕ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺸﺠﻥ" وكذلك كما في هذا المونولوج "ﺴﻬﺭ ..ﻜﻴﻑ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﻜﻴﻑ ﺃﺴﻤﻊ ﺼﻭﺘﻬﺎ ﺸﻬﺭﺯﺍﺩ ﺘﺤﺎﺼﺭﻫﺎ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻤﺒﻜﺭ ﻭﻤﻨﻘﺫ ﻴﺤﺎﺼﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻻ ﻤﺘﻨﻔﺱ ﻟﻨﺎ .. ﻤﻥ ﻴﻌﻁﺭ ﺃﻴﺎﻤﻙ ﻴﺎ ﺴﻬﺭ ﺍﻵﻥ ﺒﻌﺩ ﻏﻴﺎﺒﻲ؟ ﻴﺎﻋﺫﺍﺒﻲ .. ﺍﻷﻗﺩﺍﺭ ﺘﻠﻌﺏ ﺒﻨﺎ ﻭﻨﻠﺘﻘﻲ ﻤﻥ ﻨﺎﻓﺫﺓ ﺍﻟﺫﻜﺭﻴﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﻜل ﻟﻴﻠﺔ ﺃﺭﺴل ﻟﻙ ﻤﻥ ﻨﺎﻓﺫﺓ ﺍﻟﺫﻜﺭﻴﺎﺕ ﺃﻟﻑ ﻋﺎﺯﻑ ﻜﻤﺎﻥ ﻭﺃﻟﻑ ﻭﺭﺩﺓ ﻴﺎﺴﻤﻴﻥ ﻴﻐﻨﻭﻥ ﻟﻙ ﻭﻴﺤﻤﻠﻭﻥ ﺃﺸﻭﺍﻗﻲ . ﻓﻜﻴﻑ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ؟ ﺘﻐﻴﺏ ﺒﺭﺍﺀﺓ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ، ﻓﺄﺸﺘﺎﻕ ﻟﻅﻠﻙ ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎل"يظل بطلا مطلقا ، رغم أن الحدث يتمحور حول شخصية أخري!

تظل رمزية الأسماء لاعبة دورها ،لا علي مدار هذه المدونة فقط ، بل علي مدار السباعية كلها ، فالكاتب لا يختار أسماء شخوصه عبثا ، فلكل اسم دلالاته ، سهر ، حياة ،كاظم، الصقر ، شداد، حتي فتحي رضوان نفسه ، كذلك الاسم الذي اقترحه فتحي رضوان لابنه "ثائر، ماركس ، آدم "، لاتوجد صدفة لدي الكاتب في الاختيارات ولا مجال للخطأ في التناول ، شخوص السباعية مسيطر علي أقدارها تماما ، فهي تسعي إلي مصير قد قدر لها من قبل ، حتي لو أعلن السارد أو البطل لعنته وتأففه من سلوكها ، أليس هو الذي صنعها وصنع مقدراتها ،أليس هو الذي رسم مخططاتها الإلكترونية ؟هو الوحيد القادر علي قراءة هذه المسارات ورسم انحرافاتها وتقويم سلوكها وتقييمها ، ليظل البطل هو محور الحدث وهو الذي سيظل في الذاكرة ، رغم براعة رسم الشخوص ، وأن بعضها لديه مميزات جسدية-خاصة النساء-لا يمكن أن تمحي مواصفاتهن من الذاكرة علي الإطلاق ، لكن يظل الجميع خادما للشخصية الماستر ، المهيمنة، لتبقي الشخصية الرئيسة -في النهاية-محور الحدديث ومحور الجدال والنقاش ، ولتظل -وحدها-الشخصية المرشحة للبقاء والخلود.

يعلم الكاتب والبطل أيضا ، سيكلوجية المرأة ،فهو يثير غيرتهن من بعضهن البعض،وتعلم كل منهن علاقته الوثيقة بالأخري،بل يعرفن ذوقه في اختيار النساء ، ومن منهن ستعجبه وتنال حبه "ﺩﺨﻠﺕ ﺸﻬﺭﺯﺍﺩ ﻭﺠﺩﺕ ﺴﻬﺭ ﻭﻗﺩ ﺍﻨﻔﺠﺭﺕ ﻓﻰ ﺒﻜﺎﺀ ﻋﺎﺼﻑ ﻜﻌﺎﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭ ﺍﻟﺭﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺠﺴﺩﻫﺎ ﻴﻬﺘﺯ ﺍﻫﺘﺯﺍﺯﺍ..ﻀﻤﺘﻬﺎ - ﺴﻬﺭ ﺒﻨﺘﻰ ﺤﺒﻴﺒﺘﻰ

- ﺸﻭ ﺒﻙ - ﺍﻟﻜﻠﺏ ﺍﻟﻜﻠﺏ ﻓﺘﺤﻰ - ﺸﻭ ﺒﻪ - ﺒﻴﺨﻭﻥ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺘﻬﺎﻨﻰ . ﻨﻅﺭﺕ ﺸﻬﺭﺯﺍﺩ ﺒﺨﺒﺙ ﺁﻩ ﻴﺎﺼﻐﻴﺭﺘﻰ ﻜﻡ ﺘﺤﺒﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻋﻭﻨﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺸﻴﺌﺎ - ﻜل ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺒﻴﻨﺴﻭﺍ ﻫﻴﻙ ﺤﺒﻴﺒﺘﻰ - ﺤﻴﻭﺍﻥ ﺤﻴﻭﺍﻥ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻀﺭﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻪ ﻤﺎﺫﻨﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ؟ "، هكذا كان الحوار بين سهر وشهرزاد -عندما لمحت فتحي وحياة في أحد أركان الكافيتريا -فهن جميعا ،لا يستطعن هجره أو عدم تنفيذ رغباته، قد لا يكون دون جوان وقد لايبذل جهدا لاستمرار علاقة ما ،بل يشي سلوكه ويحض علي هجرهن له ، لكنهن يزددن تمسكا به ، ويزدن من أواصر علاقتهن به ،بشكل يدعو للدهشة ،التي قد تزول سريعا عندما نتأمل الاسم :فتحي رضوان الذي يحمل فضاءات دلالية لا تخفي علي أحد ، فهو خازن جنتهن جميعا ، لا شيء يقف حجر عثرة أمامه ، فتوحاته في كل مكان وعلي جميع الأصعدة ،وإن كنت تعجب من شخصه القلق الذي لايهدأ ولا يرضي ، ربما يعرف أنه يستحق أن يحصل علي كل شئ،وأنه لا مستحيل هناك، وأن كل مايحصل عليه أو كل ماحصل عليه ،صار غير ذي قيمة ، فهو يري أنه يستحق المزيد دائما!

لا يعرف هذا السرد الحدود ، لايعرف الأسوار التي ترسم للأدب والفن ،يكفر بكل قوانين الكتابة منفردة ، ويؤمن بها جميعا ،فلا فواصل بين الرواية والمسرحية والقصيدة ،قد يكون الخبر والتحقيق والفيلم القصير جزءا أساسيا في بناء العمل ،فالحوار -وهو أساس بناء المسرحية-لايمكن أن تتجاهله رواياته ، فالسارد قد يعنون عمله بالرواية ،لكنه يمسرح أحداثه يستخدم الحوار كضلع أساسي ، يبوح عبر مونولوجات طويلة ،عبر مونودراما متغلغلة في ـأحشاء العمل، لايهتم كثيرا بالوصول إلي ذروة الحدوتة climax ولا تعنيه الحبكة plot، لا يعتد كثيرا بتطور الشخصية بشكل آلي متفق عليه سلفا ،قد يعود إلي زمن مضي وقد يقفز إلي أزمنة لن تجيء،وقد يدمج الأزمنة في لحظة ، وقد تتلاشي كل الأماكن والازمنة بل والشخوص تماما،لتبقي كلمة واحدة ،في اللامكان واللازمان !

يمارس سطوته علي أدق التفاصيل ، حتي العناوين ،يمنحها تمرده اللانهائي :فعنوان الفصل السادس هوكالعنوان الأول :نعم ، العنوان الثاني :لا :العنوان الثالث :ربما! العنوان الرابع والخامس والسادس ...هو في الحقيقة لا يخيرك كي تختار ما يناسبك ،لكنه يقول لك أن العناوين كلها -علي تناقضها وتباينها هي عنوان واحد لفصل واحد ولرؤية واحدة تحتمل كل هذه التناقضات ، فنعم ولا وربما هم مقولة واحدة ، هكذا يري رضوان العالم ، ويجبرك علي التسليم بذلك !

كما تتنوع الشخوص ، تتنوع اللغة ، وتتعدد اللهجات " ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻱ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻴﺴﻤﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺴﻜﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺒﻐﺩﺍﺩ (ﻤﺤﺎﻓﻅﺎﺕ) ﺃﻭ (ﺸﺭﻭﻙ) ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺸﻤﺎل ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻜﻠﻤﻭﻥ ﻟﻬﺠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺘﺘﺭﻜﺯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﻭﺃﻜﺒﺭﻫﺎ (ﺍﻟﺠﺒﻭﺭ - ﺍﻟﻌﺒﻴﺩ - ﺍﻟﻌﺯﺓ) ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺒﺎﺌل ﻤﺜل ﺍﻟﻁﻲ ﻭﻟﻬﺠﺘﻬﻡ ﻭﺍﺤﺩﺓ - ﻭﻤﺭﺍﺩﻓﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﺼﺩﻗﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻭل ، ﻋﺠﻲ ،(ﺍﻤﺔ ﻋﺠل ﻴﺎﺒﺔ). ﻴﻭل ﻴﻭﻡ ﺒﺎﺸﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﻗﺎل ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻟﻡ ﺃﻓﻬﻤﻬﺎ - ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻥ ﺘﻔﻬﻤﻴﻬﺎ؟ - ﺴﺕ ﺩﺭﺒﻲ ﺍﻟﻌﺠﻴﺎﻥ .. ﻓﻬﻤﺘﻬﺎ ﺃﻨﻨﻲ ﺃﺩﺭﺒﻬﻡ ﺃﻱ ﺃﻋﻠﻤﻬﻡ ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻴﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ مما ينم عن هذه الفرقة الضاربة في جذور هذا الوطن ، فمعظم المرادفات تحتاج إلي ترجمة في كثير من الأحيان ، فهو الوطن الوحيد الذي يملك مقومات الوحدة ،لكنه يختار الفرقة والخلاف ، ليس بين دوله حدود أو تضاريس فارتضي أن يتم تقسيمه عشرات القطع ، ليصنع كل منها موطنا خاصا ، وتم تقسيم المقسم وتجزيئ المجزء ، حتي صارت كل جماعة وطنا قائما بذاته ، وتطور الأمر لتنفلت جماعة من جماعة من جماعة ،كل منها يدعي أنه الوحيد الذي يملك الحقيقة والوطنية أو الجنة والجحيم!رغم أن نطاق الخلاف والاختلاف - في الحقيقة - ليس أكثر من مسائل شديدة البساطة ،معظمها لا يستحق مجرد ذكره ، لكن علي ما يبدو أن هناك من استطاع التغلغل داخل جينات هذا الشعب الواحد واستطاع زراعة جينات التفرقة بمهارة أحد سحرة فرعون أو سحرة فرعون مجتمعين!فليس من المأمول أن تعود هذه الجينات سيرتها الأولي علي الإطلاق ، إلا بمعجزة وبالطبع قد مضي عهد المعجزات ، ليس هذا تشاؤما ،بل هو واقع مرير للأسف الشديد!

لا يمكن للكاتب تجاوز قناعاته ، حين يمسك بقلمه ليبدأ فعل الكتابة ، حتي عندما يكتب أدبا لا علاقة له بواقعه ، حتي الكتابة المبنية علي الخيال ، تصبح واقعا متعاليا بني بصلابة علي أرضية وطأتها قدماه ، وأن كل السير الغيرية ليست إلا سير ذاتية ، كتبت من منظور الرصيف المقابل ، فإن لم يكن البطل هو أنت / فالبطل هو من كنت تتمني أن تكونه ، أو من كرهت أن تكونه يوما يوما ، لكنه متغلغل في ذاتك ، يعمل في اللاوعي ، وتتبعثر أجزاؤك في الشخصيات الثانوية بشكل أو بآخر ، فلايمكنك أن تدعي أن هؤلاء الأشخاص هم شي آخر سواك ، وتتحول الطتابة في آخر المطاف إلي استشفاء من أمراض الحياة والواقع المعيش ، ويصل من خلالها الكاتب الكبير إلي مرحلة الخلود ، يصارع عبرها تسارع الزمن ، وإنهاك الجديدين لخلاياه ، ومع فناء ملايين الخلايا ، يذهب بعض منك ولا يعود ، وتفاجئك الخلايا المليارية الجديدة باختباراتها المغايرة ، فيقبض الكاتب الحق علي جمرها ، لينتج خلايا إبداعية مغايرة ، لكن عظمته وخلوده ، يكمنان في قدرته الذهنية والوجدانية علي معرفة حقيقة كينونته ، وتفرقته المتقنة للثابت والمتحول ، وأي هذه الخلايا يمثله وأيها الوافد الهرِم الجديد ، ومن منها من سيمنحه انطلاقة جديدة ومن منها سوف يصيبه بالإحباط والتراجع ، ولا شك أن خلايا الكاتب -المتماهي والبطل فتحي رضوان - من خلايا النوع الأول ، التي تكسبه وجوده حتي الآن.

أ. أشرف دسوقي على

السيرة الذاتية

أشرف دسوقي على

مواليد الإسكندرية 27/10/1968

ليسانس آداب لغة انجليزية 2005

معلم أول أ. لغة إنجليزية

إخصائي نفسي سابق

دراسات حرة في الترجمة الإنجليزية بالجامعة الأمريكية 1997.

دبلومة تربوية ونفسية كلية رياض الأطفال بالإسكندرية 1995.

ليسانس آداب علم نفس 1992

عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر بالإسكندرية منذ 2013 وحتي الآن

عضو النادي المركزي بالإسكندرية الفترة 2015/2017

رئيس نادي أدب قصر ثقافة مصطفي كامل بالإسكندرية 2007-2009

شهادات التقدير والتكريم :

سفير معهد إخيدو ثيرانو الإسباني

شاعر العام في استفتاء إذاعة الاسكندرية 2014

مركز أول مسرح طفل علي مستوي اقليم غرب ووسط الدلتا 2013 عن مسرحية "بستان بطعم التجربة"

جائزة اتحاد كتاب مصر بالإسكندرية في النقد الأدبي 2014

المطبوعات

1-   وساوس والسبب ليلي ديوان شعر

2-   ليس الآن ديوان شعر

3-   الاحتفال بالحصاد في الأربعين قصائد مترجمة من الشعر العالمي

4-   أول الشعر أنتِ ديوان شعر

5-   قراءة بطعم النقد، دراسات نقدية

6-   بستان بطعم التجربة مسرحية نثرية للأطفال منشورات دار الفراعنة

7-   تحت الطبع

مؤامرة سيدة حسناء مسرحية نثرية

انفعالات التوتر والمستحيل ديوان

العديد من القصائد والقصائد المترجمة والدراسات النقدية بالمجلات والجرائد المصرية والعربية

  • المجلة العربية – الرافد – البيان – الأهالي – ضاد – المساء – مسرحنا – أدب ونقد وغيرها
  • العديد من الأمسيات والمؤتمرات واللقاءات الإذاعية والتليفزيونية.
  • إدارة عشرات الأمسيات بقصور الثقافة واتحاد الكتاب ومكتبة أكمل ومكتبة الإسكندرية

موبايل : 01001374052 - 01206121143




*****عزيزي الزائر أنت تتصفح الآن مدونة أعمال الكاتب/ السيد حافظ

*****

مدونة أعمال الكاتب السيد حافظ

مدونة شخصية , فنية وأدبية. تعرض أعمال الكاتب/ السيد حافظ المسرحية والروائية. وأهم الدراسات والمقالات والرسائل والأبحاث والكتب التي تناولت أعماله...





 السيد حافظ كاتب مسرحي وروائي, ومخرج مسرحي, وهو رائد المسرح التجريبي في المسرح المصري والعربي منذ أوائل السبعينيات, كما أنه عمل بالصحافة المصرية والعربية لسنوات طويلة.

برز الكاتب السيد حافظ منذ أوائل السبعينيات ككاتب ومخرج مسرحي تميز بأسلوبه التجريبي المتمرد على القوالب التقليدية في الكتابة المسرحية منذ صدور مسرحيته التجريبية الأولى "كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى" التي أثارت جدلا كبيرا حينها, وهي أول مسرحية صدرت من المسرح التجريبي عام 1970م عن دار "كتابات مناصرة" لصاحبها الناقد التشكيلي/ صبحي الشاروني. كما كان الكاتب السيد حافظ أول من أدخل المسرح التجريبي في العراق بمسرحية "الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء" حينما أخرجها المخرج/ وليم يلدا في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٧م, وبعده بعامين كانت المسرحية الثانية من تأليف/ السيد حافظ  "حكاية الفلاح عبد المطيع" حيث عرضت على يد دكتور/ سعدى يونس عام 1979م, وقدمت في المقاهي والساحات في العراق.

 

وقد توالت أعماله المسرحية التي بلغت حتى الآن أكثر من 200 مسرحية تراوحت  بين المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي والتاريخي والتراثي ومسرح الطفل, والمسرح الكوميدي, والمسرح النسوي أيضا.




Alsayed Hafez's

business blog

Blog of the works of the writer, Mr. Hafez

A personal, artistic and literary blog. It displays the theatrical and fictional works of the writer, Mr. Hafez. The most important studies, articles, letters, research and books that dealt with his work...

  Mr. Hafez is a playwright, novelist, and theater director. He has been a pioneer of experimental theater in Egyptian and Arab theater since the early seventies. He has also worked in the Egyptian and Arab press for many years.

The writer, Mr. Hafez, has emerged since the early seventies as a writer and theater director, distinguished by his experimental style that rebels against traditional templates in theatrical writing since the publication of his first experimental play, “The Pride of Banality in the Land of Meaninglessness,” which sparked great controversy at the time. He was also the first to introduce experimental theater in Iraq with a play “The Mute Drums in the Blue Valleys” was directed by director William Yalda at the Institute of Dramatic Arts in 1977 AD, and two years later the second play was written by Mr. Hafez “The Story of the Peasant Abdul Muti’”, which was presented by Dr. Saadi Younis in 1979 AD, and presented in cafes. And squares in Iraq.

 

His theatrical works have so far amounted to more than 150 plays, ranging from experimental theatre, classical, historical and heritage theatre, children’s theatre, comedy theatre, and feminist theatre as well.





-    السيد حافظ من مواليد محافظة الإسكندرية جمهورية مصر العربية 1948

-    خريج جامعة الإسكندرية قسم فلسفة واجتماع عام 1976/ كلية التربية.

-    أخصائي مسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية من 1974/1976.

-    حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970.

-    مدير تحرير مجلة (الشاشة) (دبي مؤسسة الصدي 2006– 2007).

-    مدير تحرير مجلة (المغامر) (دبي مؤسسة الصدي 2006 – 2007).

-    مستشار إعلامي دبي مؤسسة الصدى (2006 – 2007).

-    مدير مكتب مجلة أفكار بالقاهرة (الكويت).

-    مدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) لمدة خمسة سنوات.

-  حصل على جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980.

-     حصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر 2015

- تم تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2019.

 كتب عنه أكثر من 52 رسالة جامعية بين مشروع تخرج أو ماجستير أو دكتوراة

 


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More