Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الثلاثاء، 9 يوليو 2024

حدث كما حدث ولكن لم يحدث أى حدث - مسرحية تجريبية

 

 من نصوص المسرح التجريبي


مسرحية

الطبعة الأولى 1971

الطبعة الثانية 2003

 


مسودة خاصة :

نحترق فى كل لحظة .. تحت صهد أعماق الفن المتفجر فى داخلنا .. فى كل ساعة نرتجف.. أمام الإبداع والتفوق الإنسانس .. فى كل درب نرتعش .. أمام الكلمة المنطلقة التى تصدم أعماق الإنسان .. الإنسان الذى مات فى داخل الإنسان .. ويحاول أن يجد الفرار ميلادًا جديدًا.. فتترك فيه اللحظات المسافرة أشياءها .. بالطبع يا مسافر .. خطوة البحث نقاء الذات ... فعبر تاريخنا يرسم الأطفال على صدر التراب رغيفًا .. تحمل الأحلام الرخيصة مركبة شمس ملفوظة من الموانى .

.. إلى كل من يحبون التجربة الإنسانية..

.. إلى جيلنا الرائع فى غلاف التكوين ..

.. إلى أدباء الأقاليم..

.. إلى من دفع حياته صدقًا .. إلى الفنان .. الأستاذ نجيب سرور.

السيد حافظ

حدث كما حدث ولكن لم يحدث اي حدث 1968. اخرجها للمسرح فريق تمثيل كلية دار العلوم 1972 فرج محمد اخرجها لفريق قصر بورسعيد سمير زاهر اخرجها احمد الطيب في الاسكندرية لفرقة مركز شباب المطار ديكور محمد عبد العزيز ..

 

الزمان

:

فى أثناء الحرب العالمية الثانية

المكان

:

"وهمى" مخبأ عام فى أحد أحياء الإسكندرية.

المنظر

:

الخلفية ثلاثة مقاطع ..

المقطع الأول : جدار به شرخ ومرشح بالمياه.

المقطع الثانى : قبلة جامع

المقطع الثالث : ستار سماوى.. فى مقدمة المسرح

(وسط المسرح وأسفل المسرح) بعض المصبابيح وصناديق ملقاة على الأرض.. الستار مفتوح فى أثناء دخول الجمهور .. الصالة نصف مظلمة .. عم إبراهيم يجلس بين المقطعين الأول والثانى.. ينام سلامة بجوار أحد الصناديق.. عند بدء العرض تضرب صفارة إشارة إنذار متقطعة.. تبدأ الشخصيات فى الدخول فى حالة فوضى من اليمين)

شربات

:

ربنا يقطع رقبتهم ويخرب بيوتهم..

روحية

:

يارب اقطعهم يا رب

أبو سعيد

:

اقفل الباب يا عرفات (يشير إلى الباب فى اليمين.. الباب لا يسرى للجمهور) أحسن شظية تدخل .

عرفات

:

عرفنا .. حاضر.. (يذهب إلى إغلاق الباب.. يدخل رجل طويل.. عريض المنكبين أسمر).. اتفضل يا افندم (يدخل قاف بلا إجابة يجلس فى أحد الأركان.. ويعود عرفات وفى أحد الأركان يجلس ويصمت الجميع بعد همهمة).. وحدوه يا جدعان.

الجميع

:

لا إله إلا الله.

عرفات

:

كل من عليها فان.

روحية

:

(تترك أطفالها.. وتذهب إلى عم إبراهيم) ما تدعى لنا يا عم إبراهيم دعوة صالحة يمكن تكون أبواب السماء متفتحة.

عم إبراهيم

:

ربك موجود فى كل وقت يا روحية.. اصبرى يا بنتى.

شربات

:

(تذهب إلى عم ابراهيم) دى الغارات باين عليها مش ح تخلص.. دا احنا بقالنا يجى عشر دقائق طالعين من هنا.. بق ما شبعوش من الغارات دى.

عم إبراهيم

:

"رجل ضرير" ادعو الله .. استمسكوا به.. يا لطيف ألطف بنا يا رب

الجميع

:

يا لطيف ألطف بنا يا رب

عم إبراهيم

:

يا لطيف يا لطيف.

الجميع

:

يا لطيف يا لطيف.

عم إبراهيم

:

اللهم انصرنا على القوم الظالمين..

الجميع

:

آمين.

عرفات

:

(يذهب إلى أسفل يسار المسرح عند عم إبراهيم) انهوا فيهم يا عم إبراهيم.؟؟

عم إبراهيم

:

إنهوا إيه ...؟

عرفات

:

إنهوا قوم.. ؟ قوم الانجليز ؟ ولا قوم الحاج محمد الشهير بهتلر؟

عم إبراهيم

:

اخرس يا كافر .. قال الحاج محمد قال ..

عرفات

:

يا رب انصره على الانجليز يا رب.

أبو سعيد

:

(وذكى ، قبارى) "معًا" يا رب انصره يا رب.

عم إبراهيم

:

يا ناس ما تكفروش.. ده مش حاج.

قبارى

:

على النعمة يبقى نبى.. ودينى و...

عم إبراهيم

:

(مقاطعًا) بس يا ولد يا بتاع سب الدين.. أنت ما تذكرش الدين فى حنكك النجس.. دا مش نبى.. وإذا كان نبى عليك يبق مش علينا احنا.

ذكى

:

يبقى شيخ .. أو ولى من أولياء الله الصالحين (يضرب قبارى).. افهموها بقى.. الله يخرب بيوتكم.

عم إبراهيم

:

ولا ولى.

قبارى

:

(ينظر إلى معله كاتمًا ضكته) صح يا معلمى (ينظر اليه المعلم) يبقى فيه سر . الأولياء الصالحين.. أنا اللى ما همك يا معلمى ..

عم إبراهيم

:

صح إيه يا مجانين.. انتوا اتجنيتوا يا جدعان..

أبو سعيد

:

(يلاحظ أنه ذو ذراع واحدة هى الذراع اليسرى) ما تستنوا يا جدعان شوية نشوف عم إبراهيم عايز يقول حاجة .. اتكلم يا ابه..

عم إبراهيم

:

الناس كفرت .. خلاص ما بقاش فيه عقل فيها..

أبو سعيد

:

معلش .. هدى نفسك (يحاول أبو سعيد أن يجلسه)

عم إبراهيم

:

قال الحاج محمد قال.. ده قاتل بن كلب؟

المعلم ذكى

:

يا عم إبراهيم حسن ملافظك.. ربنا يجعل كلامنا عليهم خفيف.

قبارى

:

يا رب.

عم إبراهيم

:

يا ناس انتم كفرتم خلاص.. يا ناس اعقلوا.. حطوا عقلكم فى راسكم.. فاهمين يا خلق ده كافر.. كافر..

الجميع

:

آه فاهمين..

الطفل

:

(لأمه) أنا جعان .

روحية

:

ما فيش هنا ميه.. يا اسماعيل مفيش هنا اكل.. طيب يا ضنايا.. دلوقت الغارة تخلص ونروح بيتنا.

الطفلة

:

أنا عايزه أشرب يا أمه ...

شربات

:

(تمسك حلوتهم) والنبى ما فيه ندعت ميه هنا يا روحى.

ذكى

:

(وقد اقترب من شربات)أنت الميه والهوى يا جميل.

شربات

:

يا سم ( تترك له المكان وتذهب إلى ام سعيد)

عرفات

:

(وهو يشعل سيجارة) يا رب انصر اللى فى بالى يا رب.

أبو سعيد

:

أنا خايف يضربوا شركة الميه والنور.

شربات

:

والنبى تبقى حركة ندالة .. مش جدعنه أبدًا .. ودى حركة يعملها سى هتلر دا.. الله يخيبه.. حركات كده.

ذكى

:

حلوة حركات دى.

شربات

:

نعم ؟

ذكى

:

طالعة من بقك زى العسل.

شربات

:

عسل !

ذكى

:

آه يا عسل يا طعم.

شربات

:

طعم إيه بقى.؟

ذكى

:

والنبى طعم.

شربات

:

يا دمك.. ما تتلم يا راجل انتى وتشوف لك شغلانة غيرى.

ذكى

:

والنبى مما ليش غيرك يا جميل.

شربات

:

جرى لك ايه يا معلم ذكى . ما تروق آمال.. أنت استغلتها فرصة ولا إيه .

أبو سعيد

:

(يقترب من شربات وكأنه كان يراقب الموقف) جرى ايه يا بنتى يا شربات فيه ايه ؟

شربات

:

ولا حاجة يا عم أبو سعيد..

أبو سعيد

:

فيه ايه يا معلم ذكى ؟

ذكى

:

حلوه دى.. وأنت مالك بقى !

ام سعيد

:

(لذكى) ماله ازاى يا راجل.. مش بيسألك رد عليه.

روحية

:

(تتدخل) هو فيه ايه يا جماعة.

ذكى

:

عايزه ايه يا وليه انت وجوزك.

أم سعيد

:

نعم.. نعم يا سى ذكى يا جعر.

ذكى

:

أنا جعر!!

قبارى

:

(لأم سعيد) عايزه ايه يا وليه ..؟ أنت وجوزك.

ام سعيد

:

جرى يا ايه يا ديل الكلب.

ذكى

:

أنا كلب.. سامعين.. شاهدين.. بتقول ايه الولية دى يا ناس.؟

قبارى

:

(لأبو سعيد) ما تلم مراتك يا معلم أبو سعيد ولا إيه.؟

عرفات

:

(وهو مغتاظ) الله يخرب بيتك يا ذكى.. هو الواحد ما يعرفش يتكيف لا هنا ولا هناك.. عامل دوشة ليه (يتدخل)

ام سعيد

:

(لعرفات) راجل معندهوش دم.

قبارى

:

مش يا وليه تحسنى ملافظك.

شربات

:

جرى لك ايه يا ولد يا قبارى.. ما تتلم أحسن اسكعك قلمين على زداغك.

أم سعيد

:

علمنى الأدب يا سى قبارى علمنى.

عم إبراهيم

:

يا خلق مش كده.. يا جماعة مش كده.. إحنا فى إيه وألا فى إيه.؟

روحية

:

والنبى احنا فى إيه ولا فى إيه.. هو أحنا برضه فاضيين للكلام ده.

الطفل

:

(يجذب أمه من ملابسها فى أثناء الشجار.. يظل قاف يكتب باهتمام.. أنا جعان)

الطفلة

:

حاسبوا رجلى.. رجلى (يدوس قبارى على قدمها دون قصد)

قبارى

:

معلش .. معلش يا حبيبتى (فى أثناء الشجار)

ذكى

:

شوف بقى يا سيدى .. بطلوا دا واسمعوا ده.

عرفات

:

ما توطى صوتك ومتعقش.

أبو سعيد

:

(لعرفات) راجل قليل الأدب (يقصد ذكى) مستغل الغارة والضلمة وعما...

زكى

:

(مقاطعًا) شوف بقى الراجل اللى مش راح يجيبها البر على النعمة (يرفع يده) " تنزل لافتة بجوار قاف الذى انهمك فى الكتابة .. تنزل لافتة من أعلى بجواره.. كتب عليها بخط واضح (بلفور يعطى وعدًا لليهود")

عم إبراهيم

:

يا ناس يا هو .. يا ناس استنوا..

الجميع

:

إيه..؟

عم إبراهيم

:

استنوا شوية.. ما تقول الحكاية ايه يا ذكى.

ذكى

:

بكلم غزالى .. زعل المعلم.

شربات

:

غزالك .. غزالك ايه يا راجل يا عبيط.

ذكى

:

(لشربات) طعم والنبى طعم.

أبو سعيد

:

(للناس) أهو قداكم أهو بيعاكسها.. شفتوا بقى .

قبارى

:

(لأبوسعيد) جى لك إيه يا راجل هو برضه عاكسها.. هى كلمة يا طعم معاكسة ...؟

أبو سعيد

:

ما تتلم يا قبارى أنت ومعلمك.. (ترتفع اللوحة)

قبارى

:

(للمجموعة) وبعدين بقى فى الولية دى.

ام سعيد

:

وليه.. وليه فى عينك.. إن ما جاش سعيد فرجك ومسح بيك الأرض ما بقاش انا أم سعيد يا قبارى.. ابقى تف فى وشى.

عرفات

:

على الحرام من دراعى اللى راح يفتح بقه من غير ما أأيله سؤال ح أقطع لسانه.. آه.

عم إبراهيم

:

ايوه كده يا عرفات.. ساكت ليه من الصبح أمال.. ما حدش عاد بيحترم الكبير.

أبو سعيد

:

إزاى بس الكلام دى يا عم إبراهيم.. أنت كلامك على عينى وعلى راسى من فوق.

عم إبراهيم

:

ما تقولنا إيه الحكاية.

 

:

على الحرام من دراعى.. لو حد اتكلم غيره.. أو خلاه بيتكلم واتكلم ح اخرب بيته بس..

روحية

:

(للطلفة) ما تبس يا حلوة بطلى زن بقى.

الطفلة

:

أنا عطشانة يا أمه.

روحية

:

(للطفلة) دلوقتى الغارى تخلص يا حبيبتى ونروح البيت.

الطفلة

:

أنا عطشانة خالص.

روحية

:

دلوقتى الميه تيجى يا حلوتهم.

أبو سعيد

:

(مكملًا حديثه) بالعربى شربات تبقى بنتنا .. آه بنتنا.

زكى

:

حلوة بنتنا دى.. ما تسيبك من الحركات دى يا راجل.. أنا اللى هرشك.

عم إبراهيم

:

جى لك ايه يا ذكى احنا قلنا إيه.؟

شربات

:

بالعربى يا معلم ذكى ابعد عنى.. احسن لك وأنا بكلمك قصاد الرجالة أهو.

ذكى

:

ايوه يا جدعان.. حلوة دى قوى.. دا انت خطيبتى.

شربات

:

إيه خطيبتك !

قبارى

:

آه خطيبته..

شربات

:

مين اللى قال الكلام ده ما ملحوس.؟

الجميع

:

آه صحيح من اللى قال ؟

ذكى

:

أبوكى.. أبوكى قارى معايا الفاتحة.

شربات

:

كداب ابويا ما تفقش معاك.. وما قراش معاك فاتحة.. أنا خطيبة سعيد

أم سعيد

:

(مقاطعة) تسلم إيدك ال الديه اللى جبتك من بطن امك.

شربات

:

(مكملة الحديث) وبالعربى بحب سعيد.. حتجوزه.. وأنا حره أتجوز اللى على كيفى ومالكش دعوة بى يا معلم.. لا أنت ولا أبويا.

ذكى

:

بقى كده يا شربات؟

شربات

:

أيوه كده.

أم سعيد

:

يسلم فمك

ذكى

:

طيب.. على كل حال لك أهل يترد عليهم.

قبارى

:

(لذكى) قدر نفسك ما سمعتش حاجة يا معلمى عيلة وبتهلوس.

شربات

:

إتلم يا قبارى ولم نفسك وسيبنى أكلم معلمك.. بالعربى مش ح اتجوزك يا معلم زكى.. مش حتجوزك.. سمعت ولا ما سمعتش.

أبو سعيد

:

خلاص.. سمعت يا سيدى.. سمعتم يا ناس علشان ما يجيش جنبها تانى.

الجميع

:

أيوه.

أبو سعيد

:

يعنى خلاص نهينا المشكلة دى (صوت ضرب المدفاع للطائرات)

عم إبراهيم

:

يا لطيف ألطف يا رب.

الجميع

:

يا لطيف ألطف بينا يا رب.. تنزل لافتة (الحق يتضاءل)

عرفات

:

(لقاف) معلش يا فندى لا مؤاخذة أصلهم واخدين على الدوشة.. إنت ما تخدش بالك منهم هما كده (قاف لا يجيب)

قبارى

:

(ينظر يجد سلامة مازال نائمًا منذ بدء العمل) إنت يا ولد.. إنت ..

سلامة

:

(يقوم من النوم مفزوعًا) إيه فيه إيه !

قبارى

:

فز .. قوم.

سلامة

:

هى الساعة كام.

قبارى

:

الساعة فى بيتكم يا دهل (يضربه)

أبو سعيد

:

ما تضربهوش يا قبارى الولد غلبان.

قبارى

:

حلوة دى .. هو العبيط ده كمان قريبك.. مش كفاية شربات بنتك (ترتفع اللافتة)

سلامة

:

انا مش عبيط.. هه.. اهو أنت العبيط وستين عبيط كمان.. (سلامة يهدده قبارى فيجرى)

 

:

والله العظيم تلاتة لمحدفك بالطوب.

عرفات

:

(لقاف وهو لا يجيبه) معش يا فندى.. (يتركه ويسير يغضب ويجلس فى أحد الأركان فى صمت)

أبو سعيد

:

مالك يا عرفات؟

عرفات

:

ماليش.

أبو سعيد

:

يتفكر فى ايه !

عرفات

:

فى الله.

أبو سعيد

:

لا إله إلا الله .. بس أنا يتهيأ لى إنك بتفكر فى الحرب.

عرفات

:

مضبوط.. عليك نور.. عرفتها لوحدك ولا حد قال لك عليها.

أبو سعيد

:

بيتهيأ لى إن الانجليز راحت عليهم مالهمش عيش فى البلد دى خلاص.

عرفات

:

(يضحك) هاهاها.. إيه راحت عليهم.. ابدأ وشرفك هم اللى حيكسبوا الحرب.. يا راجل روق.. يا راجل أوزن كلامك أمال.

أبو سعيد

:

(مقاطعًا) لا حيدر اللى حيكسب.

عرفات

:

حيدر مين ؟

أبو سعيد

:

اللى بيحضر فى كل لحظة.. اللى ما بين الصبح والفجر يحضر فى تلت تربع البلاد.. الحاج محمد يا سى عرفات.

عرفات

:

على النعمة .. على الحرام من دراعى.. الانجليز حتجيب داغه..ده روميل يابه.. راحت عليك.. بذمتك أنت من نهار ما سبت الشغل فى الجمرك عرفت تاكل لقمة كويسة!

أبو سعيد

:

الحمد لله وانت ..

عرفات

:

رضى (بتهكم) والنبى إيه أنا يا راجل.. ما تسيبك من الحركات دى يا أبو سعيد.

أبو سعيد

:

حركات إيه يا عرفات؟

عرفات

:

بصراحة ربنا .. وبصريح العبارة.. الحق يعلى ولا يعلى عليه أنت حالتك تعبت قوى من نهار ما سبت شغلة الجمرك.

أبو سعيد

:

ليه هو أنا رزقى عليهم.. أنا لى رب يا أخى خالقنى.. قادر يرزقنى.. انا راجل وأنت تعرف كده كويس.

عرفات

:

ما أنا عارف إنك أجدع راجل ودى فيها كلام.. بس لا مؤاخذة يعنى .. لا مؤاخذة .. لو أخدت التعويض ورجعت للشغل تانى كان أبو..

أبو سعيد

:

(مقاطعًا) تعويض إيه يا عرفات.

عرفات

:

تعويض دراعك (تنزل لافتة بجوار قاف كتب عليها" ألمانيا تعلن الحرب على العالم )

أبو سعيد

:

أنا دراعى ما اتجرحش.. انا دراعى انقتل.. وانقتل قصاد عينى .. مكنتش قادر أدافع عنه او أحوشه.. ما كنتش قادر غير أنى أحبس دمعة فى عينى وأسكت (ترتفع اللافتة وتتهبط لافتة أخرى كتب عليها... صمت الضعفاء بركان يغلى)

روحية

:

(للطفلة) يا حلاوتهم اسكتى وبطلى زن.. فلقتى دماغى.

الطفلة

:

لا يا أختى مش ساكته أنا عطشانة.. عايزة أشرب.ز يعنى عايزة أشرب.

الطفل

:

خليكى راجل زى يا حلاوتهم..

الطفلة

:

لا يا أخويا انا مش راجل.. انا عاوزه أشرب.. ماليش دعوة هه (تبكى)

روحية

:

(تبكى قرفًا) وبعدين معاكى أنت غلبتينى وزهقتينى فى عيشتى.

عم إبراهيم

:

(بصوت مرتفع من مكانه) مين اللى بيعيط ده يا جامعة.

شربات

:

دى روحية يا عم إبراهيم؟

عم إبراهيم

:

ليه كفى الله الشر.

سلامة

:

(لعم إبراهيم) ما اعرفش.

عم إبراهيم

:

روح نادى لها يا سلامة.

سلامة

:

لأ هات قلش الأول..

عم إبراهيم

:

يا ولد أعقل.. إحنا فى إيه ولا فى إيه.؟؟

سلامة

:

ماليش دعوة يا أخويا.. أنا عايز القلش يعنى عايز القلش.. ياما.. ياما.. ضحكت عليا معطتنيش قلش.. والد كان ده كله عمار. وصاحبه لينا يديه.. حالو.. يا حلو..رمضان كريم ياحلو

شربات

:

يعطيك ربنا.. إحنا فى إيه ولا فى إيه..؟ وإيه جاب رمضان دلوقت.؟

سلامة

:

طيب ادينى قلش انت يا شلبات.

شربات

:

(بغيظ) (تعطيه القرش ) طيب خد امشى.

سلامة

:

(يأخذ القرش ويجرى إلى روحية وطفلها)

روحية

:

بس يا بنت..

سلامة

:

لوحية.. لوحية.

روحية

:

نعم.

سلامة

:

أنتى بتعيطى؟

روحية

:

إهئ .. إهئ .. آه يا سلامة..

سلامة

:

طيب أنا حعيط معاكى.. آه يا أمه.. آه يا لوحية.. إهئ.. إهئ..

عم إبراهيم

:

مين اللى بيعيط ده كمان.؟

شربات

:

دا سلامة الله بيعط.. إنده عليه يا عم إبراهيم.

عم إبراهيم

:

(ينادى) يا روحية.. يا روحية.

روحية

:

نعم ..

عم إبراهيم

:

تعالى هنا يا بنتى عايزك.؟

روحية

:

حاضر.. (تذهب إليه) نعم.

عم إبراهيم

:

عاملة إيه يا روحية؟

روحية

:

الحمد لله .

عم إبراهيم

:

إزاى الولاد..؟

روحية

:

كويسين.. بيبوسوا ايديك.

عم إبراهيم

:

أمال مالك.؟

روحية

:

ماليش .. بس أنت عارف من يوم ماخدوا محمود فى الجيش واحنا مش عارفين نعمل إيه !؟

الطفلة

:

(تترك سلامة وأخاها يبكيان.. وتذهب إلى أمها باكية) أنا عايزة أشرب ماليش دعوة.

شربات

:

البنت دى من ساعة ما تولدت بتعيط.. بتعيط على إيه مش عارفة.؟

عم إبراهيم

:

ما هى الناس كلها بتعيط.

الطفل

:

(يترك سلامة ويذهب إلى أمه) وأنا يا أختى كمان عايز آكل..

عم إبراهيم

:

يا ولاد يا ولاد أنا قلت إيه.؟

الطفلان

:

قلت دلوقت ربنا يفرجها. وادينا مستنيين.

سلامة

:

(يذهب إلى عم إبراهيم) وأنا يا أخويا عايز قلش كمان.. (ترتفع اللافتة.. مازال قاف يكتب.. تنزل لافتة "ألمانيا تحتل فرنسا")

ام سعيد

:

(تذهب إلى روحية تجدها تبكى) جرى لك ايه يا بنت.؟. ما تمسكى نفسك أمال.. هو أنت عيلة ولا عيله.؟. بكرة هرهر.. ربنا يهده هو وأبو سليمة.

شربات

:

(لروحية) قادر ربنا يعدلها فى لمح البصر.

عم إبراهيم

:

صح

ذكى

:

(لقبارى) وبعدين يا قبارى.

قبارى

:

وبعدين فى إيه يا معلمى ؟

ذكى

:

تعبت يا قبارى تعبت

قبارى

:

ألف سلامة عليك يا معلمى.

ذكى

:

(يسمع صوت ضحكة شربات التى تضحك مع روحية) تعبت يا خلق .. تعبت.

قبارى

:

ألف سلامة يا معلمى.. أجيب لك برشام.

ذكى

:

أتنيل على عينك (يسمع صوت ضحكة أخرى من شربات) حاموت يا هوه

قبارى

:

فال الله ولا فالك يا معلمى..

ذكى

:

الحو حيقتلنى .. حيقتلنى يا قبارى...

(ترتفع اللافتة وتهبط أخرى "الفراغ هلاك")

قبارى

:

حلو مين يا معلمى ؟!

ذكى

:

شوشو..

قبارى

:

شوشو مين !

ذكى

:

شربات يا غبى .. شربات.

قبارى

:

صحن مهلبية يا معلمى.. سردين فى الفرن مشوى.

ذكى

:

طيب ومقام أبو العباس ... (يتجه قليلًا بزاوية) وحياتك يا أبو العباس ..ندرن علي لو ميلت لت دماغها الأرض (يسمع صوت ضحكة شربات) إلحقنى يا عبس هاموت.

قبارى

:

سلامتك يا معلمى.

ذكى

:

ما تسيبنى يا ولد ألافى عبس.. إيش أخششك ما بينى وبين أولياء الله الصالحين .. أنا قلت يا سيدنا.

قبارى

:

سيدنا القبارى طبعا..ً

ذكى

:

لأ .. قلت سيدنا أبو العباس..

قبارى

:

معلش يا معلمى .. اتفضل.. كمل كلامك مع سيدنا المرسى ابو العباس ..

ذكى

:

واخد بالك يا سيدنا المرسى.. ندرن عليا يا أبو العباس لأجعلك كل الناس الغلابة والعريانين والجعانين ولا أقولك.. الغلابة بس وألا لأ.. أقولك الجعانين بس ما أنت عارف إن ربنا قابل لا يحب المبذرين لأن المبذرين إخوان الشياطين.. وح أكلهم حتة فتة تاكل صوابعك وراها يا عبس.. ولد يا قبارى (يصمت قبارى) .

قبارى

:

نعم يا معلمى (يتحدثان بصمت)

عرفات

:

(يذهب إلى قاف .. ترتفع اللافتة) المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين .. مش كده ولا إيه يا أفندى!.. (ينظر قاف له).. المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.

سلامة

:

(يتحرك خلفه) حلوة.. دى يا عم علفات.

عرفات

:

هو أنا عم يا بنى.. هو أنا عم جاتك الغم.

سلامة

:

الله يسامحك ..

عرفات

:

لا مؤدب يا ولد..

سلامة

:

الله يخليك ويطلح البركة فيك.. وادونا العادة لبه وسعادة.. والفانوس طفا.. والعيال ناموا.. ناموا.. ناموا.. لب خليكم.

عرفات

:

(يضحك عرفات ويضربه على قفاه) روح الله يخيبك وأنت خايب وإيه جاب رمضان هنا.؟

سلامة

:

(يجرى) والله العظيم تلاتة ربناا ح ينتقم منك..

عرفات

:

والنبى إيه.. طب بس أما تقع فى إيدى.

سلامة

:

والله لا مسح بيك الأرض.. وأهزأك كمان (يجرى من تهديد عرفات له فيصطدم بذكى) ( ينظر لذكى وهو فى أحضانه) والدكان دا كله عمال وصحابه لبنا يديه..

ذكى

:

مالك يا سلامة؟

سلامة

:

ماليش .. عاوز إيه أنت لاخل.. بتضلبنى .. اضلبنى.

ذكى

:

لا ما تخافش أنا عايزك فى موضوع.. تعالى (يأخذه ويتهامسان)

عرفات

:

(وهو بجوار أبو سعيد) طول عمرنا بنكسب من الانجليز والفلوس فى إيدينا زى الرز.

أبو سعيد

:

طول عمرنا بنتهان من الانجليز

عرفات

:

انت بتحبكها قوى..

أبو سعيد

:

شوف يا عرفات الفلوس مش كل حاجة..

عرفات

:

سيبك من الكلام اللى ما بجبش حقه ده..

أبو سعيد

:

على كل حال .. اللى معهوش ما يلزموش.

عرفات

:

عندك مثلا أنا لا حيلتى عيل ولا تيل.. ولا قريب ولا حبيب .. لكن أنت فاتح بيت وعندك عيال.. انا بالى طويل عنك مع غنك الأصول أنت اللى يكون بالك أطول منى..

أبو سعيد

:

اسمع يا عرفات.

عرفات

:

اسمع انت بس.. خلينى اكمل كلامى.. لا مؤاخذة .. ثانيًا.. أنت خيرك على.. انا جيت البلد دى غريب وعاطل.. شغلتنى فى الجمرك وفتحت لى بيت.

شربات

:

(لروحية) ما هو سعيد وأخدينه بقى له شهرين..

روحية

:

ما أنا عارفه..؟

أم سعيد

:

ما بعتش حتى جواب..

روحية

:

ما هو محمود راخر ما بعتش جواب..

أم سعيد

:

معلش يا ختى (صوت الطائرات وضرب المدافع)

عم إبراهيم

:

يا لطيف .. يا لطيف ألطف بنا يا رب.

الجميع

:

يا رب..

عم إبراهيم

:

يا رب احفظ عبادك المؤمنين..

الجميع

:

يا رب ..

أم سعيد

:

ده احنا غلابة يا رب.

الجميع

:

يا رب .. (فترة صمت)

شربات

:

(تذهب إلى قاف) أفندى.. إنت يا أفندى (ينظر لها) ينوبكش ثواب تكتب لى جواب.. تكتب لى جواب (يكتب لا ينظر لها ثانية) معلش يا فندى .. اللى عطاك يدينا.. ربنا يعلينا.. ويوطى أنفسنا.. (تذهب شربات إلى بقعة الظلام الموجودة فى أعلى يمين المسرح وتجلس) .. يا ترى أنت فين يا سعيد ؟..

سعيد

:

(يظهر فى البقعة المظلمة بملابس بلدى) مين ؟ شربان .. (بقعة ضوء على سعيد)

شربات

:

أيوه شربات

سعيد

:

غزيك يا شربات .. خير.. مالك مكشرة كده ليه ؟

شربات

:

أبويا يا سعيد .. أبويا..

سعيد

:

ما له ؟ كفى الله الشر.. فيه حاجة ؟

شربات

:

أبويا عايز يجوزنى المعلم ذكى .. زى ما أنت عارف من زمان.

سعيد

:

ايوه عارف.. وإيه اللى جرى ؟

شربات

:

حلف ميت يمين الليلة؟ إنه لازم يجوز هولى بكره..

روحية

:

(لأم سعيد) إزاى الراجل العبيط ده يعمل كده..

ام سعيد

:

والنبى يا أختى ما أنا عرفه.. واحنا قاريين معاه الفاتح ةومتفقين على المهر.. عشرين جنيه.. عشرة مقدم.. وعشرة مؤخر..

أبو سعيد

:

(لعرفات) شوف يا عرفات.. إنت لك طريق وأنا لى طريق..

عرفات

:

ما هو أنت معلمى.

أبو سعيد

:

لا يا سيدى.. لا أنا معلمك ولا حاجة.. شوف حالك وأنا أشوف حالى..

عرفات

:

بكره الانجليز تخلص من الحرب والحالة تبقى عال..

أبو سعيد

:

لا بكره حيدر يكسب..

ذكى

:

(لسلامة) إيه ده ! صحيح !

سلامة

:

وبعدين لقت فيل كبيل.. جاى بالطبل والزماميل.

قبارى

:

(لسلامة) تعرف ده إيه يا سلامة.

سلامة

:

إيه ؟

قبارى

:

هتلر ..

شربات

:

(لسعيد) ما أنت السبب يا سعيد..

سعيد

:

السبب فى إيه يا شربات.؟

شربات

:

سايبنى كده ..

سعيد

:

سايبك إزاى !

شربات

:

مجيتش الموسم اللى فات.

سعيد

:

ما أنت عارفة يا شربات إنى مش قد المواسم.. وكل موسم عايز مبلغ وقدره.. وأنا راجل على باب الله.. وأنت عارفه كده.

شربات

:

هو أنا أحسن من عيشة ولا عيشة أحسن منى جايبها عريسها خاتم ذهب عيار (24) قد كده (تشير بيدها على فخامته)

سعيد

:

فشر.. دا أنت ضوفرك برقبتها.. بس الظروف يا شربات.

شربات

:

ظروف ايه يا أخويا !

أم سعيد

:

(لروحية) الراجل قال إيه .. إذا ما كنتوش ناويين تدفعوا تلاتين جنيه مقدم.. فكوا الجوازة.

روحية

:

إيه ؟ (تمتص شفتيها وتتصعب) الراجل ده باين عليه مش حاجبها البر.

أم سعيد

:

لا والمصيبة .. زكى ناوى يدفع له 100 جنيه مقدم..

روحية

:

هوه .. اكمن معاه فلوس ناوى يشترى الناس..

أم سعيد

:

آه .. يا أختى .

عم إبراهيم

:

(لنفسه) لازم الخلق تفهم لا هتلر ولا الانجليز .. جه وقت البلد تنضف من كل جنس ملعون.. دم وضرب وسرقة ونهب.. يا عالم أيوه.

ذكى

:

(لسلامة) طبعًا حابسطك قوى (تنزل لافتة "مصر أجنحة بلا هواء")

سلامة

:

آه يا أخويا تشغلنى.

ذكى

:

بس يعنى..

قبارى

:

(يغمز له) أيوه يا معلمى .. أيوه .. أيوه .

سلامة

:

لا يا خويا ... بتلعب عبينك ليه ؟

ذكى

:

اتفقنا.. اتفقنا يا سيدى .. خلاص اتفقنا.

سلامة

:

لا يا خويا .. أنت بتضحك عليا

ذكى

:

إن شاء الله اعدم شبابى إذا كنت بضحك عليك..

سلامة

:

طب قول والمصحف.

ذكى

:

وبعدين .. طب والمصحف "لنفسه" حاخلى كل الناس تكلمك حتى العبيط دا كما يا شربات.

عم إبراهيم

:

(ينادى) يا حلاوتهم.. يا حلاوتهم .. (ترتفع اللافتة وتهبط أخرى كتب عليها "قتل الحسين اليوم فى كربلاء")

الطفلة

:

نعم

عم إبراهيم

:

هاتى أخوكى وتعالى..

الطفلة

:

طيب امشى أنت ورايا..

الطفل

:

أنا ولد وأنت بنت.

عم إبراهيم

:

يا ولد سيك من الكلام الفارغ ده.. تعالى..

الطفل

:

حاضر

عم إبراهيم

:

أيوه.. حضر لك الخير يا بنى.. تعالى اقعد جنبى انت واختك .. (تنزل لافتة أخرى "المستنقع موجود)

روحية

:

(لأم سعيد) والبنت باين عليها ريداكم.

ام سعيد

:

آه والنبى..

روحية

:

كفاية إنها كبسته قدام الناس كلها.

ام سعيد

:

ست بيت ومدبرة (ترتفع الافتتان)..

عم إبراهيم

:

(للأطفال) وبعدين ؟

الأطفال

:

فيه ايه .. (تهبط اللافتة التى كتب عليها "أين الأمناء فى العالم")

عم إبراهيم

:

أنا قصدى الناس بقى فيها عقل.. ناس بتقول : الغول أحسن من العفريت وناس بتقول العفريت أحسن من الغول.

الطفلان

:

وبعدين ..

عم إبراهيم

:

فيه ناس بتقول نبقوا مع العفريت .. وناس بتقول نبقوا مع الغول.

شربات

:

(لسعيد) اتجوزنى يا سعيد بقى.

سعيد

:

دلوقت.. "ترتفع اللافتة.. تهبط لافتة أخرى" قف .. لا تهرب"(بقعة ضوء فلاش باك بين سعيد وشربات)

شربات

:

آه..

سعيد

:

ما اقدرش؟

شربات

:

ليه يا سعيد..؟

سعيد

:

علشان باين عليهم حيخدونى فى الجيش بالعافية..؟

شربات

:

وليه كده ؟.. مين دول ؟

سعيد

:

مش عارفاهم .. الإنجليز.

شربات

:

اتجوزنى يا سعيد دلوقت.

سعيد

:

لأ .. لأ.. (يبدأ فى الاختفاء فى بقعة الظلام ويعود بظهره) .. أما ارجع .. اما ارجع..

شربات

:

(تنادى) سعيد.. سعيد .. سعيد.

ذكى

:

(يشير إلى سلامة) اهى واقفه هناك اهه.. بتكلم نفسها.. زى ما قولتلك قولها.

سلامة

:

طيب .. طيب.. (يذهب اليها) ازيك يا شلبات.

شربات

:

أهلا.. إزيك يا سلامة

سلامة

:

(لنفسه) بهدوء بالراحة.. أنا شايف يا شلبات (يكرر الكلام بسرعة خوفًا من نسيانه) إنك لازم تشوفى مستقبلك وتتجوزى المعلم زكى وخلاص.. ومعلم كبيل احسن من صبى قهوجى.. والدنيا مش مضمونة.. واللاجل مقتدل احسن من اللاجل اللى على باب الله لزقه يوم بيوم.. وحيدل يكسب الحلب.. والحالة حتتعدل وكل سنة وأنت طيبة .. قلت إيه ؟

شربات

:

فى ايه ؟

سلامة

:

فى الكلام اللى أنا قلته.. قلتى إيه ؟

شربات

:

مين اللى حفظك الكلام دا ؟

سلامة

:

أنا .. قلتى إيه؟

شربات

:

انت بتكدب تروح النار.. يا كذاب حتروح النار.. يا عينى.

سلامة

:

ألوح النار.. لا ياختى.. مش أنا اللى قايل الكلام ( تنزل لافتة وترفع الأخرى "هولاكو يغزو بغداد")

شربات

:

آه شفت بقى إزاى .. قولى بقى مين اللى قالك؟ علشان أقول لربنا ما يدخلكش النار.

سلامة

:

المعلم ذكى .

شربات

:

آه.. وقالك ايهكمان .. قول يا سلامة يا حبيبى..

سلامة

:

ليه هو أنا عبيط علشان أقولك .. إنه حيشغلنى معاه.. ويدينى كل يوم عشرة صاغ حتة واحدة.. ويحولشهملى معاه.. علشان ابقى معلم كبيل.

شربات

:

آه .. طيب اسمع بقى (يتحدثان بلا صوت)

عرفات

:

(لأبو سعيد) يا جدع اتوكل على الله.. (يقف) إدعوا يا جدعان يا رب انصر روميل والانجليز يا رب.

أم سعيد

:

(معها شربات وروحية وسلامة) يا رب .. يا رب

عم إبراهيم

:

جرى لكم ايه يا ناس.. إنتم اتجنيتوا..

أبو سعيد

:

(ينادى) إدعوا يا جدعان.. يا رب انصر الألمان والحاج محمد

زكى

:

(وقبارى وسلامة والأطفال) يا رب.

عم إبراهيم

:

يا ناس اتخبلتم..

الجميع

:

ليه ؟ (ترتفع اللافتة وتهبط لافتة "فى عينيك يعيش شيئان النيل والناس")

عم إبراهيم

:

بتدعوا للانجليز اللى طول عمرهم بيضحكوا علينا.. وتدعو للألمان.

أبو سعيد

:

على الأقل.. الألمان أنضف من الانجليز

أم سعيد

:

يا راجل (لأبو سعيد) إدعى للانجليز علشان ابنك يرجع سليم.

عم إبراهيم

:

والله ما حد عارف السكة فين.. السكة يا ناس هنا.

الجميع

:

هنا

عم إبراهيم

:

آه .. آه .. هنا معانا

روحية

:

هدى نفسك يا عم إبراهيم (تقترب منه) أنت مش عايز الانجليز يكسبوا علشان محمود يرجع.

شربات

:

وعلشان سعيد كمان يرجع..

ام سعيد

:

(تلاحقه) والنبى يا عم إبراهيم سايقه عليك النبى تدعى لهم علشان يكسبوا.

عرفات

:

والنبى لا أنت داعى.

قبارى

:

هو الدعاء دا ببلاش.. هذا لا يليق بجلال الله سبحانه

زكى

:

إدعى للألمان.

عم إبراهيم

:

(منفجرًا) يا ناس حرام عليكم.. حرام عليكم كده.

زكى

:

(للجميع) صحيح حرام عليكم .. وهو يعرف الألمان دول صنفهم إيه .. قال تعرف فلان ؟ قال آه أعرفه.. قال عاشرته.. قال.. لأ .. قال تبقى ما تعرفهوش.

عم إبراهيم

:

جرى لك ايه يا زكى .. أنت عايزهم يعاشرونا كمان ويخشوا البلد.

عرفات

:

قول يا عم إبراهيم .. يا رب انصر الانجليز

روحية

:

(وهى أم سعيد وشربات وسلامة) يا رب انصر الانجليز..

ايو سعيد

:

يا رب انصر الألمان.

ام سعيد

:

يا راجل ادعى لأبنك يا راجل.

عم إبراهيم

:

كفاية يا ناس كفاية.. أنتم خلاص ربنا عماكم.

الجميع

:

إيه !

عم إبراهيم

:

مش عماكم زى عمايا.. لأ.. ده عماكم عمى قلوب.. خلاص مش شايفين الحق من الضلال.. يا ناس قولوا يا رب انصرنا احنا.

الجميع

:

احنا .. إحنا مبين ؟ (ترتفع اللافتة وتهبط لافتة أخرى .. (شجرة الدرتموت) (صوت ضرب) .. يا لطيف ألف يا رب.

سلامة

:

يا عزيز... يا عزيز .. كبه تاخد الانجليز..

عم إبراهيم

:

(للطفلان) تعالوا يا ولاد اقعدوا جنبى..

الطفل

:

ما توسعى كده يا بنت يا حلاوتهم.

الطفلة

:

ما هو أنا موسعة أهوه.

عم إبراهيم

:

(ينادى) يا سلامة .. يا سلامة (مازال سلامة يغنى) يا عزيز.. يا عزيز .. كبة تاخد الانجليز.

الطفلان

:

(معًا) يا سلامة.. يا سلامة.

سلامة

:

عايز إيه ؟

الطفل

:

تعالى كلم عم الشيخ إبراهيم..

سلامة

:

طيب .. (يذهب إليهم)

روحية

:

(تنادى) يا معلم زكى.. يا معلم زكى.

شربات

:

(تجرى نحوها) عايزه ايه منه ؟ ما تسيبك منه.

روحية

:

(تهمس) أصل..

قبارى

:

(للمعلم زكى) بكره يا معلمى تروق وتحلى.

زكى

:

إمتى يا قبارى ؟ بس امتى..

قبارى

:

بكره لما هتلر يكسب الحرب.. الحالة تبقى معدن..

زكى

:

ما هى معدن وعال.. بس الزهر مش معانا..

قبارى

:

ليه يا معلمى ؟

زكى

:

نفسى فى شربات..

قبارى

:

اجيبك عشر قزايز يا معلمى..

زكى

:

مش شربات يتشرب يا غبى..

قبارى

:

فهمت يامعلمى.. فهمت.. فى إمكانك تتجوز ستها يا معلمى

زكى

:

انا عايزها هى..مش عايز ستها.. خد انت ستها وأديها لى..

قبارى

:

يا ريت بايدى يا معلمى.. ولا أقولك اكتبلها حتة أرض.. والبنات يحبوا الحاجات دى.. هوه انا حاعملك يا معلمى أغشك

زكى

:

اتنيل على عينك.. أنا قلتها حاشتريلك الباب الجديد كله .. واكتبه باسمك.. مارضيتش .. طيب الباب الجديد والقبارى.. قالت .. لأ .. طيب الباب الجديد والقبارى وكرموز.. برضه ما رضيتش.

قبارى

:

طيب .. زود كوم الشقافة يا معلمى.

زكى

:

هو انا كنت لسه مستنيك.. ده انا قلتلها كوم الشقافة واللبان.. حتى كوم الدكة.. برضه مش راضية.

الأطفال

:

(يجلس معهم سلامة) وبعدين..

عم إبراهيم

:

حانجيب الشاطر حسن منين ؟

الأطفال

:

آه صحيح .

عم إبراهيم

:

لازم الناس تفكر..

أبو سعيد

:

(بجوار عرفات) يا رب قادر تهدهم (بصوت مرتفع)..

عرفات

:

يا رب قادر تنصهم..

عم إبراهيم

:

جرى لكم إيه يا خلق.. إنتو نسيتو ولا إيه ..؟

أبو سعيد

:

شوف بقى يا عم إبراهيم الحزب

عم إبراهيم

:

أخرس.. حسك عينك تقول الحزب.. حزب إيه !

ام سعيد

:

مالكش دعوة لا بوفد ولا بزفت.

عرفات

:

اللى عاجبنى فيك إنك مش عاجبك نظام البلد عايز تعملك حزب لوحدك.

عم إبراهيم

:

ما تقولش حزب تانى قلت لك .

عرفات

:

(لأبو سعيد) اما إنك حزب صحيح.. هاهاها (يقولها كأنه سبه )

أبو سعيد

:

(يتركه ويذهب إلى شربات) يا شربات..

شربات

:

(روحية) عن إذنك لما أشوف أبو سعيد عايز إيه (أم سعيد تتجه له أيضًا)

روحية

:

اتفضلى .. ربنا يسهل (تذهب روحية إلى ذكى) يا معلم زكى.

ذكى

:

أيوه يا روحية.

روحية

:

تعال عايزاك..

ذكى

:

طيب جاى (لقبارى) خليك هنا يا واد أنا رايح وجاى.. أيوه.. يا روحية (يذهب)

روحية

:

انا عايزاك كده فى موضوع.

ذكى

:

اتفضلى أنا خدامك وخدام الناس الكويسه.

الأطفال

:

نعم يا عم إبراهيم.. وبعدين (يكون عرفات صامتًا بجوار عم إبراهيم فى هذا الوقت)

عم إبراهيم

:

حنجيب منين خاتم سليمان.. أو فارس الزمان ؟

الأطفال

:

آه صحيح..

عم إبراهيم

:

لازم الناس تفكر..

عرفات

:

(بصوت مرتفع) وحدوه يا جدعان.

الجميع

:

لا إلا إلا الله.

عرفات

:

بقولك ايه يا شيخ إبراهيم (وهو يهرش فى رأسه)

عم إبراهيم

:

إيه ؟

عرفات

:

يعنى تنفع .. دا سؤال لا مؤاخذة يعنى لا مؤاخذة .. السؤال مفهوش حرام.. أنت لا مؤاخذة يعنى..

عم إبراهيم

:

ادخل فى الموضوع على طول.

عرفات

:

يعنى أنت تفهم فى السياسة.

عم إبراهيم

:

يا بنى السياسة دى مصلحة والمصلحة مصلحتنا كلنا.

عرفات

:

يا عم مش عايزين لف ودوران أنت راجل بتاع ربنا صلاة وتسابيح وقران.. وأنا بتاع مزاجى.. وزكى بتاع كرشه.. كل واحد وله صنعته.. إحنا ناس والجماعة بتوع السياسة دول ناس.

عم ابراهم

:

ما هو دا اللى ربنا مخيبكم بيه.. إحنا حاجة..وهم حاجه.

عرفات

:

بقى أنا مثلًا أقعد مع الكونت فونت دى كريستو وأقدر أتفاهم معاه..

عم إبراهيم

:

آه..

عرفات

:

بالذمة دا كلام .. تقول إيه.. ون بوند ون سيجريت .. (يترك قاف مكانه فى هذه الأثناء ويقف بجوارهم يستمع ويكتب)..

عم إبراهيم

:

إنت بتكتب إيه يا افندى ؟

أنهو أفندى يا ولد يا عرفات ؟

عرفات

:

واحد ساكت.. مش غاوى غير أن يكتب.. يستمع ويكتب.. ما تقولش الوحى نزل عليه.

عم إبراهيم

:

طيب لم نفسك .. ومالكش دعوة بالناس.. ما تخدش فى بالك يا أفندى (يذهب قاف إلى مكانه) (ترتفع اللافتة وتهبط اللافتة اخرى) (نفى عمر مكرم إلى دمياط)

أبو سعيد

:

(لأم سعيد) يا وليه انت اتجنيتى..

ام سعيد

:

اتجنيت ليه يا أخويا.؟

أبو سعيد

:

ما تشوفى الوليه دى بتقول ايه يا شربات.؟

شربات

:

مش فاهمة حاجة..؟

أبو سعيد

:

أسأليها.

شربات

:

خير يا خالتى؟؟

ام سعيد

:

أنا قلبى مخطوف على ابنى.

شربات

:

سعيد !

ام سعيد

:

هو انا حيلتى غيره.. ده اللى طلعت بيه م الدنيا. بقوله يا بنتى عايزه أروح أشوفه .. الـ..

أبو سعيد

:

(مقاطعًا) تشوفيه فين ؟!

عرفات

:

(لنفسه) دنيا فانية.. كل من عليها فان.

زكى

:

(لروحية) مش معقول يا روحية الكلام ده.

روحية

:

اسمع بس يا معلم ذكى.. اللى يرميك ارميه.

زكى

:

بس أنا بحبها يا روحيه اعمل ايه ؟

روحية

:

بطلوا ده .. واسمعوا ده.. يا راجل أنا بقولك اللى يرميك ارميه.. تقول لى بحبها.. وعلى كل حال مش ريداك.. واللى يريدك ريده.. وعلى رأى المثل من حبنا حبناه وصار متعنا متاعه.

زكى

:

ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه.

روحية

:

طيب

زكى

:

مش بإيدى.. أنا رايدها يا روحية.

سلامة

:

(لعم إبراهيم الذى يحكى الحدوته) وبعدين يا عم ابراهيم..

عم إبراهيم

:

قولى الأول أنت بتصلى ولا لأ..؟

سلامة

:

أنا؟؟

عم إبراهيم

:

أيوه .. امال أنا ..؟

سلامة

:

لحت أصلى أول امبالح.. دخلت الجامع مع الولد قبالى.. قال أول ما تخش قول باى باى.. لحت قايل باى بابى.. لاح المعلم زكى زقنى.. لحت واخد بعضى وطالع بله الجامع.. وقعدت.. احدفهم بالطوب فى الجامع.

عم إبراهيم

:

انت تجنيت يا ولد تحدف الناس بالطوب فى المسجد..

سلامة

:

مش هما اللى ضحكوا على.. وما حدث حاش المعلم زكى عنى.. بس لولا حاشوه.. أنا كنت مسحت بيه الألض.

أبو سعيد

:

(لأم سعيد) يا وليه مش معقول الكلام ده.

أم سعيد

:

سيبنى أنت مالكش دعوه.. انا رايحه لا يهمنى هرهر ولا أبو سليمه.

شربات

:

أنا اللى حاروح . خليكى انت يا خالتى ..

عرفات

:

(لنفسه) جوزه من الهند.. شغل السند يا معلم .. بكعب مبروم تشبه بنات الروح يا معلم.. أنا غبت عنها يوم.. عقلى طار يا معلم .. أهلى جفونى وقالوا دا الولد حشاش.. من صغر سنى وأنا فى الكار متعلم.. الدنيا كيف مدرسة لكل الناس بتعلم.. مات المعلم آه.. وهو لسه ما اتعلم.

روحية

:

(لزكى) يا معلم زكى.. يا معلم افهمنى..

زكى

:

خدامك من جنيه لألف.. بس ديرى لى دماغها.

روحية

:

يا معلم اعقل.. واللى يرميك ارميه.

زكى

:

إذا كان على أنا بكرها..

روحية

:

خلاص .

زكى

:

لكن قلبى بيحبها.. أعمل ايه ! أموت نفسى.

روحية

:

لكن هى بتحب سعيد؟

زكى

:

سعيد إيه المفعوص ده.. ده أنا أحط عشرة منه تحت ضرسى.. سعيد ده يطلع ايه.. حتة صبى لا راح ولا جه.

روحية

:

تعمل إيه بقى ..؟ بنات طايشه.. وبينى وبينك لو اتجوزتها غصب عنها غلط..

زكى

:

ليه !؟

روحية

:

صدقنى النسوان تقدر على كل حاجة تعوزها.

عرفات

:

(لنفسه) كيد النساء كيد.. من فعلهم طلعت هارب.. يتحزموا بالحنش حى.. ويتعصبوا بالعقارب.

أبو سعيد

:

(لأم سعيد) حتدورى عليه فين يا وليه..؟

ام سعيد

:

فى الكامب.

أبو سعيد

:

انهو كامب؟ ما هى البلد مليانه كمبات..

(ترتفع اللافتة.. وتهبط اثنتان) (الله يحب الحريه .. العبودية تسود)

ام سعيد

:

فى كل كامب .. ده بقاله شهرين غايب.

شربات

:

لأ.. ه بقاله شهرين وخمس تيام غير اليوم اللى احنا فيه.

أم سعيد

:

(لأبو سعيد) انا عارفاك مش عايز تروح خايف من الانجليز اكمنك (تصمت فجأة) اكمنك ..خلينى ساكته ؟

أبو سعيد

:

إكمنى إيه يا وليه.؟. ما تنطقى ؟.. ساكته ليه.؟. أكمنى إيه يا وليه انطقى..اكمنى.. عاجز.. أكمنهم قطعولى دراعى. اكمنى إيه ما تقولى.. قوليها وخلصى نفسك.. قولى لى يا عاجز.. يا جبان.. قوليها عشان تستريحى.. قولى لى يا جبان.. يا للى قطعولك دراعك قدام عينك وانت ساكت..

ام سعيد

:

(لشربات) شوفى يا اختى الراجل قلب الكلام ازاى.

أبو سعيد

:

(يقلدها) شوفى يا اختى الراجل قلب الكلام ازاى.. حتعمليهم على أنا يا أم سعيد.. هى عشرة يوم ولا شهر ولا سنة.. دى عشرة تلاتين سنة يا أم سعيد.. وعلى كل حال أنا لسه راجل .. وبصرف عليك.. لسه ما طلعتكيش تجرى وتشتغلى على.. مجاش اليوم ده لسه يا أم سعيد.. انا بصرف على البيت..

شربات

:

(تتدخل) يا عمى مش كده.. مش قصدها.

أبو سعيد

:

قصدها ولا مش قصدها.. ما أنتم نسوان زى بعض.. انا خايف يا وليه أنا جبان.. روحى أنت.. اتفضلى روحى زى ما أنت عايزه.

عم إبراهيم

:

مين اللى بيزعق ده (سلامة بجواره)..

سلامة

:

أقولك.. هات قلش الأول.

عم إبراهيم

:

(يضربه متخبطًا) ما تنعدل يا ولد.. الله ينيلك.

سلامة

:

بتضربنى .. طب والله ما أنا قايلك.

الطفلة

:

دا أبو سعيد.

الطفل

:

ده أم سعيد وشربات.

عم إبراهيم

:

طيب خدونى لهم يا ولاد (يسحبونه إليهم) يا ناس اهدوا شوية .. يا هوه.. اهدوا شوية.

روحية

:

(لزكى) عن إذنك يا معلم "تتوجه إلى أبو سعيد وأم سعيد)

أبو سعيد

:

يعنى ما مشتيش يا وليه .. لسه واقفة أهوه..

ام سعيد

:

يا أبو سعيد أعقل مش كده.. إنت غاوى تلم علينا الناس وبس ..

عم إبراهيم

:

(يصل اليهم) إيه يا أبو سعيد (صوت ضرب شديد وأضواء من أسفل الباب وانفجارات)

الطفل

:

(والطفلة معه) ماما ماما.. ماما ماما .

عم ابراهميم

:

كفاية يا ناس .. يا ناس ادعوا الله.. احسن لكم

الجميع

:

يا لطيف .. يا لطيف .. (صمت)

زكى

:

(لسلامة) خد يا ولد يا سلامة (سلامة يبدو يحاول الهروب)

سلامة

:

نعم..

زكى

:

رايح فين؟.

سلامة

:

رايح أسمع الحدوته..

زكى

:

عملت ايه فى الموضوع؟

سلامة

:

انهو موضوع.

زكى

:

إنت حتستعبط فى دى كمان ولا إيه (يمسكه من قفاه بشده) عملت إيه بقولك؟

سلامة

:

كلمتها.. وفهمتها كويس.

زكى

:

أهه ..

سلامة

:

طيب سيب هدومى إلا بقى.

زكى

:

أهه .. (يتركه)

سلامة

:

(يكرر الكلام) قالت لى ... هو زى أخويا بالظبط وأنا حاشوف له عروسه بنت حلال تنفع له.

زكى

:

طيب كفاية .. كفاية .. روح أنت (يتركه)

عرفات

:

يا ناس بطلوا دوشه بقى.. مش كفاية وجع الدماغ اللى بره.. يبقى بره وجوه كمان.. ما تسكتوا بقى.. مش عايز دوشة.. مش عايزين دوشة (تبدأ همهمة فى داخل المخبأ .. وتبدأ الأصوات فى الانخفاض حتى الصمت) (ترتفع اللافتة وتهبط لافتة أخرى.. بجوار قاف " قافلة الخير فى الصحراء") ( ظلام لمدة دقيقتين تسقط بقعة ضوء على أبو سعيد وقاف.. أبو سعيد مستيقظ، بينما قاف نائم على الأوراق والقلم ).

أبو سعيد

:

(ينظر لهم جميعًا) إيه نمتم أحسن..طول عمركم نايمين.. نايمين صاحيين.. صاحيين نايمين.. ماشيين نايمين.. حتى نايمين.. نايمين.. أنا بس اللى صاحى.. بس من امتى ؟ من يوم ما انقطع دراعى.. معلش بس فيه واحد صاحى على طولب.. عم إبراهيم .. عنيه مفتوحة على طول.. عمرها ما بتنام.. يا خسارة.. لكن خسارة ليه.. ده هو الوحيد اللى بيشوف حاجات احنا ما نشوفهاش (ينظر لقاف) حتى انت يا افندى نمت.. تعبت من الكتابة.. معلش أنا مش عارف كنت بتكتب إيه ؟ لكن بيتهيأ لى إنك كنت بتكتب حاجة مهمة (ينظر إلى أم سعيد) كده يا أم سعيد إخص عليكى مكنش العشم.. انا مش خايف يا أم سعيد ولا حاجة.. ولكن كنت خايف عليكى.. كنت حاسس ساعتها إن دماغى ما بتفكرش وإنك أنت قدامى وسعيد فى الجيش يا عالم حيرجع ولا لأ.. نهايته ربنا يسامحك (تنزل لافتة أخرى) (عار الحضارة فى هيروشيما) وأنت يا شربات خدى بالك من نفسك شوية إنت سمرة وطعمة وكل حاجة فى دمك زى اسمك شربات.. وكل الناس بتحبك وأنت بتحبى كل الناس لكن لازم تفرقى ما بين الناس (ينظر إلى زكى) وانت يا معلم زكى عايز الألمان تكسب.. علشان سعيد يموت.. لكن ليه كده بس.. ده سعيد بيحبك.. نهايته.. (ينظر لهم جميعًا) سلامو عليكم.. (يعود ينظر للجمهور.. ويكسر الحائط الرابع) وانتوا قاعدين هنا ليه.. عايزين عايزين تستخبوا متقعدوش وهنا ولا تستخبوش فى المخابئ.. ما تخافوش ابدأ. اطلعوا وحاربوا وموتوا .. موتوا من غير زعيق وصوات.. موتوا علشان تعيشوا فى سلام.. سلامو عليكم (يخرج) (ترتفع اللافتة .. يستيقظ سلامة) ينظر له .. يجد أبو سعيد يتحرك).

سلامة

:

أبو سعيد طالع لازم لايح يجيب حلاوة.. وأنا عايز حلاوة حاطلع ولاه قبل ما كلهم يتلموا عليه (يخرج بهدوء خلفه) (ظلام .. تبدأ الطائرات فى الضرب.. تهتز الأضواء.. يستيقظ الجميع غفلة)

الجميع

:

(بفزع) يا لطيف .. يا لطيف.

ام سعيد

:

أبو سعيد فين يا شربات ؟ (وهى تنظر للوجوه لا تجده)

شربات

:

أهو (تبحث عنه)

عرفات

:

احنا نمنا ولا إيه يا جدعان.

ام سعيد

:

شربات.. أبو سعيد فين ؟

شربات

:

(تدور لتبحث عنه)

زكى

:

(وهو يشاهد شربات يذهب للبحث) فيه إيه يا شربات

شربات

:

ما فيش حاجه..

الطفل

:

يا أمه أنا خايف.

روحية

:

بس يا ولد.

شربات

:

(لروحية) روحية ما شفتيش عمك أبو سعيد ؟

روحية

:

لا والنبى.

شربات

:

(تذهب إلى عم إبراهيم) ما قلكش حاجة عم أبو سعيد يا عم إبراهيم.

عم إبراهيم

:

حاجة إيه ؟

شربات

:

يعنى .. إنه ماشى كده .. ولا كده.

عم إبراهيم

:

ما قلشى والنبى.

قبارى

:

ده الولد سلامة انخسفت به الأرض يا معلمى (يذهب إلى عم إبراهيم بعد أن يغمز إلى معلمه ) ما شفتهوش يا عم إبراهيم.. شوفتش الولد سلامة..

عم إبراهيم

:

(بغضب) لأ يا قبارى.. بتلف وتحرجم على ايه.؟. قول عايز ايه يا قبارى ؟ أنا بقول عليك كويس..

قبارى

:

طيب مالك زعلان كده..؟ إنت دايمًا تفهمنى غلط يا عم إبراهيم..

عم إبراهيم

:

وعلى كل حال يا ابنى.. شربات بتسأل على أبو سعيد..

قبارى

:

وأنا مالى بالموضوع ده يا عم إبراهيم

ام سعيد

:

(تأتى إلى عم إبراهيم وقبارى يقف بجواره) ما تعرفش أبو سعيد راح فين يا عم إبراهيم..؟

قبارى

:

(يشير اليه معلمه بالقدوم) آه..

ام سعيد

:

تعرف يا قبارى.

قبارى

:

لا طبعًا.. "الذى يفيق على كلمة أم سعيد"

عم إبراهيم

:

يمكن طلع وزمانه جاى.

ام سعيد

:

أبو سعيد فين يا ناس.. ساكتين ليه (تنظر لروحية) أبو سعيد فين يا روحية؟

روحية

:

ما أعرفش والنبى يا خالتى ..

أم سعيد

:

أبو سعيد فين يا شيخ إبراهيم..؟؟

عم إبراهيم

:

يمكن طلع وزمانه جاى.

أم سعيد

:

طلع فين يا ناس؟ أنا طالعة له .. طالعه له .. (تبكى)

عم إبراهيم

:

يا وليه تعالى..

زكى

:

(يمسك أم سعيد من يدها) تعالى بس.. امسكيها يا شربات..

شربات

:

تعالى يا خالتى .. دى الغارة شغالة..

أم سعيد

:

أبو سعيد .. أبو سعيد يا ناس.

قبارى

:

زمانه جاى حيكون راح فين يعنى..؟

عرفات

:

ما تخفيش .. لازم راح يشوف إيه اللى جرى.. مين اللى كسب الألمان ولا الانجليز.

عم إبراهيم

:

يا رب أحرق دول على دول.

روحية

:

ما تقعدى بقى ما أم سعيد (تمسكها)..

أم سعيد

:

أبو سعيد طلع يا ناس.. يا خوفى ليكون مات..

الجميع

:

فال الله ولا فالك يا شيخة.

الطفلة

:

(لروحية) هو مش خلاص بقى ..

روحية

:

خلاص إيه ..

الطفلة

:

الحرب.

روحية

:

لأ..

الطفلة

:

أمال إمتى حتخلص ؟

روحية

:

مش عارفة ؟ (تقف أم سعيد وشربات تهدئها.. زكى يقترب من عرفات)

زكى

:

عرفات.. عرفات.. عايزك.. (يذهب بعيدًا)

عرفات

:

أيوه يا معلم زكى (يذهب)

روحية

:

(للطفلة) روحى لعم إبراهيم..

عم إبراهيم

:

تعالى يا بنت هنا.

الطفلة

:

حاضر (تنظر لأمها بعتاب.. تجلس بجواره)

زكى

:

(لعرفات) أنا عارفك طول عمرك جدع..

عرفات

:

تشكر يا حبيبى..

زكى

:

وعارف إنك بتحب الفلوس.

عرفات

:

ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها.

زكى

:

انا عايزك تعمل مأمورية بسيطة.

عرفات

:

أى خدمة يا حبيبى من غير فلوس.

زكى

:

ما تسيبنى اكمل كلامى.. خدمة بسيطة بعشر ورقات بعشرة ..

عرفات

:

يعنى ميت جنيه؟؟

زكى

:

آه..

عرفات

:

طيب قول وماله . أى خدمة؟

زكى

:

شوف يا سيدى (يتحدثان بلا صوت)..

روحية

:

(لأم سعيد) يا خالتى مش كده.

ام سعيد

:

طيب قولولى انتم .. هو فين ؟

عم إبراهيم

:

(للأطفال) وما فيش أبو زيد.. وما فيش خاتم سليمان .. وحنجيب منين الخاتم.. وحنجيب منين الفارس.

الأطفال

:

آه صحيح..

عم إبراهيم

:

لازم الناس تفكر..

عرفات

:

(لزكى) ده أنا أجيبلك دماغها.

زكى

:

لأ أنا مش عايز دماغها.. أنا عيزها هى ..

عرفات

:

خلاص ... اتكل على الله فى الموضوع ده 100 جنيه يا حبيبى يا أبو الزيك.

أم سعيد

:

(فجأة وبصوت مرتفع) إنت يا عرفات.

عرفات

:

أيوه يا أم سعيد.

أم سعيد

:

معلمك فين يا عرفات.. أبو سعيد فين؟؟ (تهبط لافتة "القطن المصرى ارتفع سعره")

عرفات

:

ما اعرفش.

ام سعيد

:

ما طلعتش ليه تسأله عليه يا عرفات.. قاعد هنا ليه .. قاعد تعمل إيه .؟

عرفات

:

الله .. الله .. ما تطلعيش غلك فى أمال.. هو أنا حكون مخبيه فى عبى ولا جوايا..

ام سعيد

:

بتألس يا عرفات.. بتألس على معلمك.. مش ده معلمك ولا نسيت .. مش ده اللى شغلك فى الجمرك.. وعملك بنى آدم.؟

عرفات

:

هو احنا قلنا حاجة يا ست ام سعيد..؟

ام سعيد

:

إنت هنا ليه ؟ (تنظر للجميع) إحنا مستخبين هنا ليه ؟ يا ناس هو احنا مالنا بالحرب دى (تنظر له) عرفات.. خايف على بيتك اللى اشتريته جديد.. ما تتكلم..؟

عرفات

:

(يستغيث) ما تسكتوا الوليه دى عنى.؟.

الجميع

:

يا ام سعيد

ام سعيد

:

الوليه دى.. مش كده.. معلش يا عرفات لك حق تعمل كده..

زكى

:

يا ست أم سعيد مش كده.. اسكتى بقى.

ام سعيد

:

(تنظر لزكى) حاضر يا زكى بيه.. وحضرتك مستخبى ليه؟ خايف على إيه ؟ لا حيلتك عيل ولا تيل.

زكى

:

يا ست أم سعيد مش كده.

ام سعيد

:

مش كده ليه.. إنت قاعد هنا ليه ؟

زكى

:

مش كده أمال .. انا .. انا .. (يرتبك)

أم سعيد

:

شفت مش عارف تتكلم.. خايف على إيه؟.. على عمرك! دا الرب واحد والعمر واحد.. طيب عرفات وخايف على بيته.. وأنت عايز الألمان تكسب علشان سعيد يموت مش كده.؟

شربات

:

والله يا زكى وادى اليمين الستين والله أنا مش حتجوزك مش حتجوزك.

زكى

:

(لعم إبراهيم) يا عم إبراهيم ابعد شربات وأم سعيد عنى

قبارى

:

(لزكى) أبعدهم عنك يا معلمى.

زكى

:

(لقبارى) مالكش دعوة أنت.. (لعم إبراهيم) يا عم إبراهيم اتكلم.

عم إبراهيم

:

أقول إيه ؟ (ترتفع اللافتة وتهبط أخرى. . (الجو منعش اليوم)

ام سعيد

:

عايزه يقول ايه .. ما تتكلم يا زكى.. أبو سعيد فين ؟ ما تتكلم يا عرفات (تدور) ما تتكلمى يا روحية.. ما تقولى يا شربات ما تقولوا يا سنا (تنظر إلى قاف وتذهب اليه) أنت يا أفندى .. أبو سعيد فين ؟

زكى

:

الأفندى من ساعة ما دخلنا هنا وهو قاعد ساكت.

قبارى

:

على النعمى باين عليه هو اللى يعرف.

زكى

:

بس يا ولد بلاش عباطه ولا .. (يفكر)..

عرفات

:

ما تتكلم يا أفندى ما شفتش أبو سعيد (متضايقًا بسبب أنه لا يتحدث)

ام سعيد

:

ما تتكلم يا اخويه ما شفتش أبو سعيد؟

زكى

:

على النعمة الأفندى ده مش حيجيبها البر.. مش حيتكلم أبدًا.. ما ترد يا أفندى.

عرفات

:

أنت يا أفندى أتكلم أمال (يحولون موجة الغضب اليه)

قبارى

:

يا ولد اضربه قلم على وشه كده (يصفعه)

عم إبراهيم

:

جرى ايه يا ناس ؟

شربات

:

والراجل ده ماله ؟

عرفات

:

هو اللى قاعد من الصبح ساكت.

زكى

:

وعمال يكتب .. اتهيأ لى إنه جاسوس..

شربات

:

جاسوس إيه ؟ مش شايف شكله إيه ؟!

زكى

:

(وهو يصفعه) ما تتكلم يا بقف.. (يضحك قبارى وعرفات معه)

عرفات

:

(يمد يده .. ويضرب يده .. تسقط الأوراق) لازم تنطق .. أنت فاكر نفسك إيه ؟

شربات

:

يا ناس مش كده .. يمكن اخرس..

عم إبراهيم

:

حرام عليكم "يبدأون فى صفعه والضحك.. ترتفع اللوحة.

سلامة

:

(يهبط من على السلم.. يحمل عدة مسدسات فى جلبابه وبندقيتين) هيه .. هيه.

الجميع

:

إيه دا؟

سلامة

:

أنا جيت.

ام سعيد

:

سلامة .. فين أبو سعيد يا سلامة.؟؟

سلامة

:

أبو سعيد..

الجميع

:

آه..

سلامة

:

مات.مات

ام سعيد

:

مات.. بتقول مات.. مات إزاى ؟!

قبارى

:

(يصفع قاف الذى راح يجمع الأوراق التى وقعت على الأرض) لازم أنت اللى جيبت داغه.

ام سعيد

:

(تدور بذهول) قال أبو سعيد مات.. قال يا عم إبراهيم.. بتقول مات يا سلامة.

سلامة

:

هو أنا باضحك عليكى (يحاول أن يهرب من يدها) ما تمسكنيش كده.

ام سعيد

:

أبو سعيد يا ناس (تبكى)

شربات

:

مات إزاى يا ولد ؟

زكى

:

لا حول ولا قوة إلا بالله

شربات

:

مين اللى موته ؟

عم إبراهيم

:

إنا لله وإنا إليه راجعون.

سلامة

:

ما هو لما طلع يجيب حلاوة..طلعت وراه.

ام سعيد

:

أبو سعيد مات يا عرفات.. سامع..

عرفات

:

ما تستنى يا أم سعيد أمال.

سلامة

:

وبعدين..

زكى

:

ما تتكلم يا بارد (يصفعه).

قبارى

:

ما تتكلم يا تلم "يصفعه)

سلامة

:

ما تضربونيش أحسن مش حتكلم.

شربات

:

ما تتكلم يا منيل على عينك.

ام سعيد

:

(فى حالة هيستيرية) ما سمعتيش يا روحية قال عمك أبو سعيد مات .. قال تصدقى ..

روحية

:

يا خالتى .. وحياة سعيد وحدى الله..

أم سعيد

:

(تمسك الطفل والطفلة) ما سمعتش يا اسماعيل.. ما سمعتيش يا حلاوتهم.. عمك أبو سعيد مات.. مش حيجبلكم بسبوبة تانى.. ولا هريسة (يبكى الطفلان)

شربات

:

(لسلامة) ما تتكلم يا مخبوط فى عقلك.

سلامة

:

ما تشخطيش فى .. هه.. ما هو أصل لما طلع .. طلعت ولاه.. تنه ماشى.. ماشى..

الجميع

:

وبعدين (تنظل لافتة "الجو عاصف وممطر اليوم")

سلامة

:

مش قايل.

عم إبراهيم

:

ما تتكلم يا معبوط.. الله يعبط أحسن أقطع ودانك.

سلامة

:

راح فى سكة الجملك.

عرفات

:

الجمرك.

ام سعيد

:

سامع يا عرفات راح الجمرك.

عرفات

:

ما تستنى يا أم سعيد.. وبعدين يا ولد.

سلامة

:

وهو بيمش كانت النار فى كل حته.. والرصاص فى كل حته .. لاح واقع..

عرفات

:

مين اللى قتله..؟

سلامة

:

يا الانجليز .. يا الألمان.

الجميع

:

هه..

عرفات

:

كان رياح (لفكس) اللى قطع دراعه..

عم إبراهيم

:

قتلوه الاتنين.. الألمان والانجليز الاتنين قتلوه.

سلامة

:

وعساكل ياما كانت بتجلى.. والطيلات بتضلب (تبكى أم سعيد.. تأخذها شربات فى أحد أركان المسرح).. (ترتفع اللافتة وتنزل لافتة أخرى بجوار قاف "احذر الكلاب")

سلامة

:

يا شلبات.. يا شلبات.

شربات

:

عايز ايه يا سلامة.

سلامة

:

معايا سل كبيل عايز أقولك عليه تدينى كام ؟

شربات

:

هو أنا نقصاك أنت راخر.. (وهى تبكى)

سلامة

:

معايا جواب من سعيد..

شربات

:

بتقول ايه ؟

سلامة

:

جواب من سعيد.

شربات

:

فين ؟

سلامة

:

أهو ..(يخرج الجواب من جيبه)

شربات

:

(تخطف الجواب وتذهب إلى أم سعيد بسرعة) جواب من سعيد جواب من عند سعيد (ينتبه لها الجميع.. وتبدأ همهمة) ..

ام سعيد

:

بتقولى ايه ؟

شربات

:

جواب من عند سعيد..

ام سعيد

:

فين يجيى يشوف أبوه واللى جرى لنا..؟ يا دهوتى..

شربات

:

أهو.. (تشير اليه وهو فى يدها) يا خالتى.

روحية

:

يا رب استر يا رب.. ما تردوا يا ناس..

عم إبراهيم

:

مين حيقراه يا ناس؟ (يصمتون وينظرون لبعضهم.. ينظرون إلى قاف)

زكى

:

الأفندى ده..

شربات

:

شوف أنت عملت فيه إيه.. هو معقول حيقرى بعد كده..

زكى

:

إيش عرفنى ؟

قبارى

:

روحى أنت ولا عم إبراهيم له.. ولا أقولك ابعتى الولد اسماعيل.. بالجواب له.. أحسن..

شربات

:

طيب (فى هذه الأثناء تكون أم سعيد تجلس تبكى وتكلم نفسها)..

ام سعيد

:

تعالى شوف أبوك يا سعيد.. واللى جرى له (تذهب شربات لإسماعيل تحدثه)

روحية

:

(لأم سعيد) بس بقى كفاية..

اسماعيل

:

(لشربات) طيب..

شربات

:

فهمت.

اسماعيل

:

آه .. (يأخذ الجواب.. ويذهب إلى قاف .. تنزل لافتة وترتفع الأخرى "القاع أجوف") .. والنبى يا افندى.. أنت يا افندى (ينظر قاف له) اقرى لنا الجواب ده (يأخذ قاف الجواب من يده مبتسمًا وتبدو علامات الضرب على وجهه.. يفتح الخطاب .. يبدأ الجميع فى التحرك نحوه.. يقف صامتًا.. ظلام.. يظهر سعيد بملابسه الجندى فى الضوء)..

سعيد

:

بسم الله الرحمن الرحيم .. والدى العزيز .. والدتى العزيزة..

أم سعيد

:

إهئ.. إهئ.. (تبكى)..

عم إبراهيم

:

ما تبس بقى يا وليه.. خلينا نسمع.. وحدى الله..

سعيد

:

تحية عاطرة بالأشواق والحب والسلام وبعد.. ارسل هذا الخطاب مع زميل لى لعله قد وصل إليكم أو لم يصل.. هو من الجيش هربان.

سلامة

:

مات.. فى السكة وهو جاى على هنا..

زكى

:

يا وش النصايب كل الناس موتها.. وشك نحس..

سلامة

:

وأنا مالى ..

سعيد

:

أنا يا امه تعبان قوى ومضايق .. حاطق..

شربات

:

سلامتك .. ألف بعد الشر.

سعيد

:

الواحد لا هو عارف هو فين ؟ ولا ليه بيحارب.. ولا أى حاجة.. المهم تكونوا بخير.

أم سعيد

:

هو فين الخير ؟!

سعيد

:

إزيك يا ابه..

أم سعيد

:

أبوك مات يا سعيد.. (تبكى) إهئ

قبارى

:

ما تبس بقى يا أم سعيد.. روقى أمال.. إحنا كلنا جنبك أهه.

أم سعيد

:

طيب.. طيب.. سكت أهه.

قبارى

:

(لروحية) بطلى عياط يا روحية أنت كمان.

سعيد

:

سلامى إلى حبيبتى.. وروح قلبى شربات.. وقولولها وحشانى.

شربات

:

الله يسلمك يا سعيد.. ده أنت واحشنى (وهى تبكى)

سعيد

:

سلامة إلى عم إبراهيم.

عم إبراهيم

:

الله يحفظك ويكرمك.

سعيد

:

وازاى قبارى والمعلم زكى.

زكى

:

نحمده.

قبارى

:

تشكر..

سعيد

:

وفى الختام أنا بخير ولكم منى ألف سلامة.

الجميع

:

الحمد لله.

سعيد

:

ملوحظة.

الجميع

:

هه..

سعيد

:

بلغ سلام محمود إلى زوجته روحية.. وقول لها محمود بيسلم عليكم وعلى الولاد.

روحية

:

الله يسلمك.

سعيد

:

أنا ومحمود مع بعض.

روحية

:

ربنا يحميكم.

سعيد

:

والسلام ختام.. من طرف سعيد (ظلام عليه)..

ام سعيد

:

(تنفجرفى البكاء) تعالى شوف أبوك يا سعيد.. أبوك قتلوه.. لأ.. انا اللى قتلته (تنظر لهم) كلكم ساكتين ليه.. بتبصولى ليه؟ هو أنا مجرمه.. أنا مش مجرمة.. أنا ماكنش قصدى..

شربات

:

يا خالتى..

روحية

:

(لأم سعيد) اسمعى بس..

عم إبراهيم

:

تعالى يا أم سعيد..

قبارى

:

لا حول ولا قوة إلا بالله .. عجبت لك يا زمن (ينظر إلى سلامة يجده جالسًا على السلاح) إيه يا ولد.

سلامة

:

ايوه.. بص لى يا اخويا .. إعمل معايا خناقه على الفاضى علشان تاخد منى السلاح بتاعى.

زكى

:

(لعرفات) (الذى يقف فى أحد الأركان يبكى) الله.. الله.. أنت بتعيط يا عرفات..

عرفات

:

أمال عايزنى أعمل إيه ؟

زكى

:

ما توحد الله يا راجل أمال.. وده اسمه كلام..

عرفات

:

لا إله إلا الله.. (تهبط لافتة.. تشرشل مازال يوعد العرب)..

زكى

:

معلش بكرة تفرج .. وهتلر يمسح بيهم الأرض وسوقك يبقى عال ؟

عرفات

:

سوقى إيه أنت راخر.. أنا بتكلم على أبو سعيد..

زكى

:

الله يرحمه.. ويبشبش الطوبة اللى تحت دماغه.

عرفات

:

تعرف يا زكى البنى آدم جعجعة على الفاضى.. ما تخدش منه إلا لسان طويل.. بنى آدم أصله هو كده.. قليل الأصل.

زكى

:

يعنى أنا قليل الأصل..

عرفات

:

أى بنى آدم .. تعرف أن المعلم أبو سعيد كان أبويا وأمى وأخويا لكن أنا نسيت كل دا علشان الفلوس.. بالفلوس تبيع نفسينا يا زكى.. مين فينا ما بعش نفسه يا زكى.. واللى ما بعش نفسه مالقاش الفلوس اللى تشتريه.. (ترتفع لافتة وتهبط لافتة أخرى فى الدين الخلاص") .. أنا مش عارف اعمل ايه؟؟؟

زكى

:

ولع سيجارة.. ولع.. (صوت طرق على باب المخبأ ثم رأس يطل.

صوت

:

هنا يا محمود..

سعيد

:

(صوت ) هنا يا محمود.

الجميع

:

مين دا؟

سعيد

:

(يهبط بسرعة) سلاموا عليكم يا جدعان (يرتدى ملابس باليه متسخة ذقنه طويلة)

ام سعيد

:

سعيد.. سعيد.. إنت جيت يا سعيد.. جيت يا ضنايا.

سعيد

:

إزيك يا أمه.. مالك يا أمه بتخضنينى كده ليه.. فيه ايه ؟ بتعيطى ليه..؟؟

عم إبراهيم

:

يا أم سعيد وسعى خلينا نسلم على الراجل..

سعيد

:

إزيك يا عم إبراهيم (يحتضنه)

محمود

:

(يدخل بسرعة) روحية.. ازيك يا روحية.

روحية

:

محمود.. ازيك يا محمود (تحتضنه) ازيك يا محمود

الطفل

:

ازيك يا ابه.

الطفلة

:

جبت الهريسة اللى قلت لى عليها يا ابويه..

محمود

:

جبت.

سعيد

:

(لشربات) ازيك يا شربات.

زكى

:

حمد الله على السلامة يا محمود

محمود

:

الله يسلمك يا معلم زكى.

قبارى

:

نورت المخبأ..

محمود

:

الله يخليك.

عرفات

:

(لسعيد) حمد الله على السلامة يا سعيد.. شد حيلك

سعيد

:

كله على الله.. فيه إيه يا شربات.

محمود

:

(لروحية) إيه مالك يا روحية عينك دبلانة كده ليه.. والعيال وشهم أصفر.

ام سعيد

:

تعالى يا سعيد أقولك.

عم إبراهيم

:

(لسعيد.. محاولًا تهدئة الموقف) وأنت عرفت إن احنا هنا إزاى؟ دى الغارة شغالة.

روحية

:

(لمحمود) ما أنت قلت عدولى.

محمود

:

أبدًا يا روحية.

سعيد

:

(لأمه وعم إبراهيم وشربات) هربان.

الجميع

:

هربان.

سعيد

:

آه.. هربان.. ما كفاية قرف وتعب..

محمود

:

واللى نبات فيه نصبح فيه..

سعيد

:

كنت بسأل نفسى إنه ليه.؟. انا إيه..؟ انا إيه اللى جابنى هنا..؟

محمود

:

وأقول يا ترى عاملة ايه يا روحية إنت والعيال.. عايشين ازاى بتاكلوا إيه؟ .. بتشربوا إيه؟

سعيد

:

كنت حاسس إنى تايه.. إحنا ليه بنحارب.. ونحارب مين وعلشان إيه؟

محمود

:

والواحد واقف مش دريان.. جوع وبرد وقرف.. وخدى عنك اكوام.. أكوام.

سعيد

:

وبعدين اتفقت مع محمود إيه رأيك يا محمود؟

محمود

:

الرأى رأيك يا سعيد.؟

سعيد

:

نهرب.

محمود

 

نهرب.

سعيد

:

(لأمه وعم إبراهيم وشربات وسلامة) وهربنا.

محمود

:

(لزوجته وأولاده وقبارى وزكى) وهربنا.

سعيد

:

بقى لنا تلت تيام دايخين.

محمود

:

نستخبى من الجيش الانجليزى اللى بيدور علينا.

سعيد

:

إحنا مش جينا.. اكمننا هربنا.. الجيش مش جيشنا.. الحرب مش حربنا..

محمود

:

والمصيبة إن احنا مالناش دعوة بالموضوع ده.. لا لنا دعوه بده ولا بده.

سعيد

:

إنتو خدتونا فى دوكه يا جدعان.. أبويا فين ؟

الجميع

:

هه.

ام سعيد

:

أبوك اتقتل يا سعيد.. مات.. قتله هرهر... وأبو سليمة

محمود

:

(لزوجته) هه.

عم إبراهيم

:

قصدها هتلر وموسولينى.

روحية

:

أبو سعيد مات.

سعيد

:

(لأمه) بتقولى ايه يا أمه.؟

روحية

:

(لمحمود) بقول مات.

محمود

:

(ينظر إلى سعيد الذى يقف فى المنتصف مع أمه وشربات وعرفات) مات.. اتقتل.

سعيد

:

مات.. اتقتل.. مين اللى قتله يا أمه.؟. ساكته ليه.. ؟ محمود هو أبويا مات يا محمود.. ؟ولا ابويا اتقتل يا محمود.؟. ما سمعتش أخر خبر يا محمود.

ام سعيد

:

قتلوه الانجليز.

روحية

:

قتلوه الألمان.

عم إبراهيم

:

قتلوه الاتنين .. الاتنين قتلوه.

محمود

:

(يقف واجمًا.. يترك طفليه.. ينظر إلى سعيد) شد حيلك يا سعيد.

سعيد

:

(ينظر له .. يمسك بندقيه من على الأرض)

زكى

:

البقية فى حياتك يا سعيد.

سعيد

:

لأ..

قبارى

:

البركة فيك يا سعيد..

سعيد

:

لأ..

ام سعيد

:

أبوك مات يا سعيد.

سعيد

:

لأ..

شربات

:

وحد الله يا سعيد كفايه..

سعيد

:

لأ.

عم إبراهيم

:

ولكل اجل كتاب يا ابنى.

سعيد

:

لأ.

شربات

:

رايح فين يا سعيد؟

سعيد

:

لأ.. لأ.. (يجرى ويقف بالقرب من البا.. يحرك قديمه بخطوات منتظمة.. خطوات جرى وهو فى مكانه.. يحمل البندقية وكأنه بالفعل يجرى خارج المخبأ.. والشخصيات تتحدث فى المخبأ كأنه بالفعل فى الخارج )

الجميع

:

ارجع يا سعيد.. الغارة شغالة (يجرى عرفات لكنه يجبن)

سعيد

:

لأ.. (مازال واقفًا على المسرح بخطوات الجرى السريعة وهم بالفعل لا يرونه لأنه بالخارج)

محمود

:

خدى بالك من العيا يا روحية (يمسك البندقية ويحاول أن يجرى بجواره)

روحية

:

رايح فين يا محمود.. الولاد عايزينك.. ارجع يا محمود.

محمود

:

لأ.. (يجرى ويقف خلفه بخطوات منتظمة كأنه هو أيضًا يجرى خلفه.. وكأنهما الاثنين فى الخارج)

شربات

:

سيبونى أروح له (تحاول أن تذهب إليهما)

زكى

:

تروحى فين أنت روخرة.. تعالى هنا (يمنعها من الذهاب)

شربات

:

سيبونى (يمسكونها)

الطفلان

:

(يبكيان)

روحية

:

ارجع يا محمود

محمود

:

لأ.

ام سعيد

:

ما ترجعش يا ولد إلا ومعاك أبوك.. أنا مستنياك يا سعيد.

سعيد

:

لأ.

زكى

:

احنا مش قد الانجليز يا سعيد..؟

سعيد

:

لأ.

روحية

:

ولادك عايزينك يا محمود

محمود

:

لأ.

روحية

:

شربات عايزاك يا سعيد؟

سعيد

:

لأ.

 

:

 

محمود

:

(فى مكانه اليمين بالنسبة لسعيد) استنى يا سعيد.

سعيد

:

لأ.

محمود

:

يا أخى ما تبقاش دماغك ناشفة..

سعيد

:

لأ.. ارجع أنت لمراتك وولادك.

محمود

:

ما خلاص بعدنا قوى يا سعيد.

سعيد

:

ارجع يا محمود.

محمود

:

لأ.. يا سعيد (ينظر الجميع ما عدا عم إبراهيم والأطفال إلى قاف الذى يجلس .. ترتفع اللافتة.. يقتربون منه).

عرفات

:

سعيد فين يا جدع أنت (ينظر لهم بلا إجابة) انطق (يصفعونه)..

ام سعيد

:

انطق يا جدع انت.. فين سعيد.؟.

شربات

:

أنت (يصفعونه) ساكت ليه من الصبح.؟. ليه ما قلتلهوش يقعد..؟

محمود

:

حاسب يا سعيد.. (ظلام .. كشافات إطلاق رصاص فى مكان سعيد.. ومحمود .. ظلام فى المسرح بقعة ضوء عليهم وهم يحيطون قاف.. بقعة ضوء على عم إبراهيم والأطفال .. ثم يعود الضوء كما كان بعد إطلاق عشرين ثانية)..

محمود

:

أنت أتعورت يا سعيد ؟

سعيد

:

لأ.. أنت اتعورت؟

محمود

:

لأ.. ما كفاية يا سعيد..

سعيد

:

لأ.. (مازالوا يجرون والباقى يدور حول قاف)

عم إبراهيم

:

يا ناس مش كده الراجل ده ما عملش حاجة..

شربات

:

دا وش المصايب.

روحية

:

دا السهن دا.. ياما تحت السواهى دواهى.. مش هو اللى كان صاحى لما أبو سعيد مشى.. هو السبب (تضربه)

سلامة

:

(يفرح إنه وجد قاف مكانه) أيوه لاجل عبيط (يضربه بفرح)

عم إبراهيم

:

يا ناس حرام عليكم.. حتى أنت يا شربات بتعملى زيهم..

شربات

:

هو أنا عارفه.؟

سعيد

:

حاسب يا محمود (ظلام مرة أخرى وضرب الرصاص فى مكانهما)

ام سعيد

:

سعيد فين يا رجاله .. سعيد فين يا راجل أنت..؟

 

:

(يعود الضوء كما كان)

محمود

:

كفاية يا سعيد حنعمل إيه..؟

سعيد

:

لازم أخد بالتار..

محمود

:

ما كفاية يا سعيد؟

سعيد

:

ما اقدرش .. لأ.. مش كفاية.. مش كفاية يا محمود..

محمود

:

ياريت كل واحد مات له واحد يعمل كدا.. كانت البلد استريحت.

سعيد

:

البلد نار مغطيها الخوف..

محمود

:

أنت بتتكلم كلام غريب يا سعيد.

سعيد

:

مش كلمتى..

محمود

:

أمال كلمة مين..؟

سعيد

:

كلمة أبويا الله يرحمه.

ام سعيد

:

(لقاف) لسه مش عارف أبو سعيد فين ؟

سلامة

:

(لعم إبراهيم) شوف أنا ساكت من الصبح .. والولد قبالى عمال كل شوية يطلع لى لسانه وعمال يضرب فى الراجل..

عم إبراهيم

:

هه.. لسه بيضربوا فيه لسه..؟

سلامة

:

آه..

عم إبراهيم

:

الراجل ما نطقش ما قلش آه.. ما كفاية يا ناس كفاية.

محمود

:

حاسب يا سعيد (يبدأ فى الخروج من المخبأ وهم يطلقون الرصاص)

سعيد

:

أيوه (الأضواء كما كانت)..

محمود

:

تسلم ايدك يا سعيد..

سعيد

:

لأ.. لسه..

شربات

:

صوت سعيد.. صوت سعيد.. (زمارة أمان تبدأ فى الاقتراب من الباب)

محمود

:

تسلم إيدك يا سعيد.

سعيد

:

لأ.. لسه..

شربات

:

صوت سعيد.. صوت سعيد.. أمان.. أمان (يخرج عرفات)

زكى

:

(لقاف) على النعمة أنت عبيط..

روحية

:

خليكوا يا ولاد لما ارجع اخدكم (تجرى)..

سلامة

:

يلا يا عم إبراهيم علشان نطلع.. أمان ضربت.. وعلشان ناخد حساب البندقية من سعيد ومن محمود..

عم إبراهيم

:

يلا يا ولد يا غبى.. يا ولد لازم تصلى.

سلامة

:

طيب.. طيب.. (يأخذه ويخرج)

قبارى

:

(لقاف الذى يقف بجواره هو وزكى) أنت لسه ما نطلقتش خليك زى م أنت (يضربه) .. شوف وشه يا معلمى.. بيخر دم.. وبرضه مش عايز يتكلم.. مع إنك وجيه ولابس بدله حلوة..

زكى

:

سيبك منه.. ده بارد قوى.. ده أنا ايدى وجعتنى.. وجسمه ما وجعهوش.. يلا بينا (يخرجون)

 

:

(الستار على أربعة مراحل .. المرحلة الأولى بعد خروج زكى.. يبدأ الستار فى الإغلاق قليلً ثم يتوقف)

الطفلة

:

اسمع يا اسماعيل.

الطفل

:

ايه..؟

الطفلة

:

ما قلتليش ومدام ما فيش الشاطر حسن وما فيش أبو زيد وما فيش خاتم سليمان .. حنعمل إيه ..؟

الطفل

:

لازم الناس تفكر.

الطفلة

:

لازم الناس تفكر..

الطفل

:

آه ..

الطفلة

:

امتى الناس حتفكر..؟

الطفل

:

(للجمهور) امتى حتفكروا (تتحرك الستار قليلًا بعد خروج الطفل والطفلة نحو الإغلاق ثم تقف )

قاف

:

(يقف .. يبدو على وجهه علامات الضرب.. شكله أسمر عريض المنكبين .. أنيق.. ذو ملامح طيبة.. يراعى أن يكون الممثل من الممتازين فى أداء البانتوميم للتعبير الوجهى الصامت.. ينظر إلى الصالة نظرة عابرة.. ثم نظرة يتفحص بها كل وجوه الحاضرين ثم يبتسم.. ثم تبدأ الابتسامة فى الازدياد.. ثم يبدأ فى الضحك من قلبه.. ثم يتوقف فجأ يمسك الورق الذى فى يده.. يرميه ورقة ورقة على الصالة ويظل يرمى.. حتى يرمى القلم وينفض يديه ثم يخرج من المسرح .. تأخذ الستار فى الاغلاق قليلًا.. ثم تفتح مرة أخرى يصبح المسرح خاليًا.. تبدأ لوحات اللافتات التى كانت تنزل بجوار قاف فى أثناء العرض فى الهبوط من اجزاء مختلفة من المسرح حتى تملأ جميع أجزاء المسرح وفى كافة الاتجاهات.. تغلق الستار.. ببطء متثاقل)..

ستــــــــر

الاسكندرية – التجربة رقم 3

اخرجت عى المسرح

المسرح الجامعى كلية دار العلوم 1972

وزارة الشباب مصر مركز شباب المطار 1975

قصر ثقافة بورسعيد اخراج سمير زاهر 1981



 

 

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More