Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الثلاثاء، 9 يوليو 2024

كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى - مسرحية تجريبية

من نصوص المسرح التجريبي


مسرحية


                                      كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى

                                              التفاهة فى بلاد اللامعنى

                                                       فى بلاد اللامعنى

                                                            بلاد اللامعنى

                                                                 اللامعنى

                                                                     معنى

 بقلم: السيد  حافظ







الطبعة الأولـى 1970

الطبعة الثـانية 1990

الطبعة الثـالثة 2003

الطبعة الرابعة 2020



كلمة لى :

مذبوحة الخواطر.

عيونك منابع التساؤل الذبيح

يقطع النهار مرارته الملوثة

أغنية طيبة لشوارع عينيك

مازال السجود هروبك السحيق

مازال المسجد والكنيسة خاليين .. منك ومنى سافر فى داخلى قرن.

وتجربة الإنسان المجهدة الرائعة.

 .. كانت تبدو على ملامحى سذاجة الفضيلة

وخرس القبيلة المميت

ورؤيتها القاصرة المحدودة

أرفضينى ما شئت .. لكننى صادق .. لكننى عنيد..

سامحينى .. تساوت كل أشياء العالم .. أمامى بعد الرهبة مع أنى أحب الإنسان

بالطبع تعرفين أنى أهاجر فى التجارب.

السيد حافظ

 


 

 

الزمان

:

أحد أيام العصر الذرى الحجرى (البرونزى الملامح) – فى القرن الفوضوى.

المكان

:

أرض اللامحدود الملوث.

 

:

(المسرح مستويان)

المستوى الأول : فى أسفل يمين المسرح تجلس امراة تصنع (بلوفر) فى أسفل يسار المسرح توجد كرة وكأس

 

:

المستوى الثانى :

أربع غرف .. الغرفة الأولى )بها شابان .. الشاب الأول
يرتدى فانلة بيضاء..عليها بقعة سوداء كبيرة على صدره وبقعة زرقاء على ظهره .. الشاب الثانى يرتدى فانلة رسم عليها مثلثان الأول على صدره والثانى على ظهره من نفس لون الفانلة) فى الغرفة الثانية )رجل
عجوز جالس علق على صدره زجاجة ويسكى .. إمرأة عجوز تبدو أنها رفيقة أيامه الساذجة أو ربما هى شىء آخر لكن يطلق عليها هنا الأم .. وقد علقت على صدرها بعض أوانى البيت بحجم صغير جدا وبعض الأثاث بحجم صغير أيضًا .. ويرى طفلا صغيرا علق على صدره ثدى من الجلد يبدو أنه ابنها .. لكن لنقل أنه آخر العنقود ولنطلق عليه الطفل .. يجلس أيضا شاب وفتاة )خطيب وخطيبته).

الفتاة

:

تنادى الأم (بماما) وتنادى الرجل (بأبى) ولا أعرف أكثر من ذلك .. الفتاة تضع أوانى حول رقبتها تشبه إلى حد كبير أمها .. لكن الأوانى التى علقت على صدر الأم .. الخطيب يوجد حول صدر فانلته (خط دائرى) الغرفة الثالثة (توجد بها حروف متكاثرة تغطيها، وفيها صحفى بعض الأحيان نراه يستخدم غلاف صندوق التليفزيون ويبدو كمذيع للتليفزيون (فى الغرفة الرابعة) كلب مقيد بسلسلة وله حرية النباح كما يشاء أثناء العرض.

ملاحظة هامة

:

(يوجد حول رقبة الزوج المذيع حلقة من الحديد وميكرفون أمام فمه) .. (المسرح شبه مظلم)

المذيع

:

تحدثت فى شجرة البلوط .. حلوة عيناك يا حبيبتى وجنتاك قنينة نبيذ وصلاة بوذية.

الزوجة

:

(وهى فى مكانها) حدثنى عن أشجار الزيزفون وكلمات قيصر المندهش بجمال كليوباترا ومراكب عينيها وبحورهما والمنارات العظيمة فى أهدابها.

المذيع

:

(وهو فى مكانه والمستوى الثانى مظلم، بقعة ضوء عليه وبقعة ضوء على الزوجة) انفجرى لحنًا أو سيمفونية .. اطلقى طموحك سحبًا وأقمارًا ترغب ان تكون سيمفونية .. اطلقى طموحك سحبًا وأقمارًا ترغب فى الوصول إلى أرض الزهرة .. أطلقيه شموعًا ذرية الطاقة .. رهيبة..

الزوجة

:

اعطنى يديك .. اعطنى كلمة .. اعطنى صمتًا لأننى أرغب فى النوم العميق .. (يعود الضوء .. يتحرك الزوج تجاه الزوجة)

المذيع

:

(لزوجته) لماذا لم ترتد ملابسك .. للخروج ؟

الزوجة

:

لن أذهب.

المذيع

:

لماذا ؟

الزوجة

:

سأشاهد المباراة فى التليفزيون.

المذيع

:

رافقينى فى رحلة التكرار المميت المريح.

الزوجة

:

أنت ستذيع المباراة وأنا أجلس هنا لأشاهدها .. سأشاهدها هنا وهذا يكفى.

المذيع

:

حبيبتى العنيدة .. مازلت عنيده بالرغم من أنى أدق قلبك بأوراق أشجار الليمون.

الزوجة

:

الإبرة قد صدأت (تعمل فى البلوفر)

المذيع

:

نعم !

الزوجة

:

أقول الإبرة قد صدأت .

المذيع

:

يمكنك أن تقذفيها فى صناديق القمامة وهى كثيرة.

الزوجة

:

مازلت ترضع الغرابة وتعيش فى عالم غير العالم (تحدث نفسها .. ) لا يهم أن يسمع أولًا

المذيع

:

يمكنك أن تشترى إبرة جديدة (يمد يده فى جيبه ويخرج فراشة يضعها على يده وينظر إليها)

الزوجة

:

تجرى خلف الفراشات .. تمسكهن دائمًا وتضعهن فى جيبك .. معرضًا للتحنيط الخفى..

المذيع

:

(مقاطعًا) كانت تقف على أزهار القرنفل أجنحتها لا تتحرك .. تغوص فى التفكير .. الفراشة تفكر بشكل واع دائمًا .. لقد ماتت لأنها وقفت على الشجرة فترة طويلة .. لو استمرت فى الطيران من زهرة لزهرة .. وهى تفكر بسرعة لما ماتت .. ولما أخذتها أنا

الزوجة

:

والفراشة والرحلة الشاقة .. والتفكير فى كل شىء وعدم الاستقرار على شىء على الأرض يعشق الطيران .. هذه عادتك (ترفع صوتها أو تخفضه .. هذا يرجع للحالة التى ستكون فيها الشخصية ويجب أن تتغير كل ليلة أثناء العرض)

المذيع

:

(يقترب منها) قومى يا زوجتى .. قومى حتى أشعر بالإرتياح وأنت تجلسين فى المقصورة الرئيسية.

الزوجة

:

أنا لا أرغب فى الذهاب إلى هذه المباراة .. كفانى مباريات

شاب 1

:

(لشاب 2) إنها مباراة رائعة .. مباراة اخطر من العالم.

الزوج

:

(للأم) اللعبة فى واجهة المحل ثمنها ثلاثة جنيهات.

الفتاة

:

(للأم) اقطعى البرتقال يا ماما.

المذيع

:

(لزوجته) اسمعينى جيدًا.

الزوجة

:

نعم !

المذيع

:

ما الذى يغضبك الآن .. قلت لك سابقًا .. هيا نعيش العالم .. تجربة وبحثًا..

الزوجة

:

عن أى شىء نبحث او نجرب ؟! لنا منزل ولنا تليفزيون وعربة ولنا كل شىء .. نبحث عن أى شىء إذًا ؟

المذيع

:

نبحث عن أنفسنا !

الزوجة

:

الإبرة قد صدأت..

المذيع

:

ماذا ترغبين ؟ حدثينى كما أحدثك.

الزوجة

:

(تمسك الإبرة) أريد إبره .. " وخيوط تريكو" جديدة.

المذيع

:

أسافر فى عينيك راحلًا فوق قطار الغرباء .. غريبًا .. جائعًا .. عطشًا..

الزوجة

:

بعيدًا فى درب بعيد تستهلك نفسك.

المذيع

:

احببت فيك أنك لا تعرفين عن الأشياء شيئًا .. أحببت فيك العادية.

الزوجة

:

مللت .. مللت.

المذيع

:

نعم!

الزوجة

:

كيف لا تسمع؟

المذيع

:

تكلمى افصحى عما فى صدرك .. تحدثى

الزوجة

:

لماذا لم تنطلق ؟

المذيع

:

إلى أين ؟!

الزوجة

:

إلى أرض جنونك وطموحك الغريب. ودعنى هنا..

المذيع

:

لأننى مارست أحلامك .. مارست أقصى ما عندك وحققت اللاشئ لك..سامع حققت اللا شيىء.

الزوجة

:

تكلم .. العربة لا شىء .. الثلاجة ؟ هذا المنزل الجميل لا شىء .. ما هو الشئ .. تريدنا أن نترك كل هذا على حد قولك ونتسكع على أرجلنا حول العالم .. أننى اعتز بنفسى .. بكرامتى .. كبريائى .. مازلت مذيعًا للمباريات الرياضية .

المذيع

:

تعرفين أننى لبست نظارة "سارتر" وتسكعت بعصا "تشيكوف" وحلقت فى العالم "كنيتشة" وغنيت أحلام "دانتى" واكلت جلد "اسخيلوس"

الزوجة

:

وماذا بعد رحلات الاستكشاف.

المذيع

:

الصمت .. واستلقيت فى مستنقع الصمت لحظة.

الزوجة

:

مارست كل شىء وأنت معى.

المذيع

:

كنت لحظة شفقة "معطلة" عن منح ما لديها من عطاء .. كنت أمارس الزيف مع نفسى .. ليتنا خلقنا بلا عقول .. بلا كلمات .. نمارس الغرائز فوضى .. حتى لا نعرف المعيار القياسى.

الخطيب

:

(للأسرة) كل أصدقائى يفضلون اللاعب رقم خمسة أما أن أفضل لاعب هو رقم (3)

المذيع

:

(للزوجة) كنت طفل التمزق الذى لم يأخذ حقه الشرعى من رجال الأنوف المنتفخة.

الطفل

:

(للأم) أريد برتقالة كبيرة

المذيع

:

كسرت قيد السذاجة وكنت أنتظر الوحى والإبداع الراكد فى أعماقى لكنه كان أخرسا..لم يأت..

شاب 1

:

(لشاب 2) آه لو حصلنا على الكأس

المذيع

:

(لزوجته) كنت أنتظر .. ولكن لم أدرك أن هناك تفوقًا نائمًا فى داخل كل خلاق .

الأم

:

(الزوجة العجوز) لقد كانت تظن نفسها أنها ستكون سعيدة.

الصحفى

:

(وهو يمسك جهاز التليفزيون يعلن عن (إعلان) لكن مسحوق الكريم يجعلك أكثر سعادة.

المذيع

:

(للزوجة) كان طموحى العالم .. جعلته أنت أن اكون جهاز تسمعينى محاولات حبك لى ليلا ونهارا .. قلت لى أطلق صوتك فى الإذاعة .. كصوت عنزة غاندى عندما كانت تطلق صوتها للناس وأوصى عمك على ودخلت الاذاعة بتلك الواسطة وهلل الناس عندما استمعوا إلى سجن طموحى فى الميكرفون.

الزوجة

:

أصبح زوج كل واحدة من صديقاتى .. أكثر منك شهرة وأغنى منك مالا.

المذيع

:

إننا فى عصر الأكذوبة والشباب المخنثين .. والنساء الغوانى .. والرجال العاقرين.

الأب

:

(للأسرة) إنه ويسكى ممتاز.

الفتاة

:

(للأب) لقد أكلت سمكة كبيرة جدًا.

الزوجة

:

حاول أن تصنع شيئًا لنفسك ولى .

المذيع

:

و لهم...

الزوجة

:

بل انت تعمل من أجلهم؟

المذيع

:

إننى مازلت فى رحم السكون حرفًا لم ينضج .. لحنًا لم يكمل إيقاعه.

الأب

:

(للزوجة) هل اشتريت ثلجًا.

الخطيب

:

(للخطيبة) استطعت أن أضرب ثلاثة منهم حتى أصيبوا بجروح جميعًا.

شاب 2

:

(لشاب 1) ستكون مباراة شنيعة .. ستكون مباراة رائعة .. مباراة مباراة.

الصحفى

:

(فى مكانه والحروف حوله) إنها مباراة العالم .. مباراة الفوز الإنسانى .. مباراة المباراة.

المذيع

:

(لزوجته) صدقينى لو هجرتنى الأشياء الدفينة فى داخلى .. سأنفجر ذات يوم شيئًا عظيمًا سيمفونية رائعة من أوراق الأشجار الفضية حين ترحل مع رياح الشتاء .. قومى معى.

الزوجة

:

واجلس فى المقصورة ؟

المذيع

:

نعم ! المقصورة الرئيسية.

الزوجة

:

(وهى مازالت تصنع البلوفر) تخدعنى وتقول ستجلسى مع زوجته الحاكم .. وزوجات الوزراء ورجال السلطة الدبلوماسية وكبار الفنانيين والأدباء المشهورين وأنا زوجة من ؟!! مذيع وحين اذكر اسمك قأكتشف إنهم لا يعرفون أسمك ولا يهتمون حين اقول زوجى مذيع.

المذيع

:

لو أتيت لهم بعنزة غير عنزة غاندى لن يعرفوها .. فأنا أيضًا غير معروف وأنت تعرفين هذا جيدًا .. إننا فى عصر بطولة وهمية والمعروف وغير المعروف يسيران كلاهما لا يدرى بالآخر...

الزوجة

:

 قل لى من يعرفك من الناس ؟

الزوج

:

تعرفنى الظلال والجدران المرشحة بالمياه والشمس المغتربة حين تغنى أغنية الإنطلاق .

الزوجة

:

لا يعرفك أحد بالطبع .. هذه أشياء مؤسفة .. وفى الحقيقة أنت غير موفق فى إذاعة المبارايات ووصفها .. لم يكتب عنك أحد من النقاد أنك..

شاب 2

:

(يقاطعها ويحدث زميله) آه لو حصلنا على الكأس

شاب 1

:

ستكون قنبلة .. ستكون معجزة .. ستكون ستكون.

الأب

:

(للأسرة) آه لو كسبنا .. سأدفع نصف حياتى لمن يحقق لنا هدف الانتصار.

شاب 1

:

سأدعو اللاعبين على حفل ساهر حتى الصباح واجعل فتاتى ترقص معى ومعهم.

الخطيب

:

(للأسرة) ساحمل اللاعبين على كتفى وأسير بهم.

الصحفى

:

(للأسرة وللجميع أو الفراغ) المباراة التى ينتظرها أكثر من (...) متفرج .. إنها تقام فى استاذد (الراحة) على بعد 200 كيلو خارج المدينة . قررت بعد الشركات منح اللاعبين هدايا تصل إلى ألف جنيه لكل لاعب.

الخطيبة

:

(لخطيبها) لو كنت مازلت تلعق ؟؟

الخطيب

:

سأعود مرة ثانية للعب.

الأب

:

إنه رائع !

الأم

:

إنه مدهش !

الطفل

:

خذنى معك.

الصحفى

:

(يأخذ المربع الذى يبدو كالتلفزيون) (يتحول إلى مذيع تليفزيون) نظرًا لسوء حالة الجو التى بدأت منذ ساعات والتى حالت دون ذهاب الكثيرين إلى الاستاد .. سنحاول أن ننقل المباراة.

شاب 1

:

(لشاب 2) لماذا وضعوا الملعب خارج المدينة.

شاب 2

:

لكى يمنعونا من مشاهدة المباراة.

شاب 1

:

لو كان معنا سيارة.؟

شاب 2

:

ما رأيك أن نسرق سيارة.؟

شاب 1

:

وما الفائدة ؟ كل السيارات مشغولة اليوم وكل أصحاب. السيارات لن يجلسوا فى بيوتهم.

شاب 2

:

ما الحل هل ستجلس هنا لمشاهدة المباراة فى التليفزيون الذى يحاول .. كم أكره كلمة (يحاول) هذه .. أرفض شعار المحاولة لأنها تخيفنى.

المذيع

:

(للزوجة) المحاولة دائمًا هى الشئ الطيب.

شاب 1

:

ومن أخذ سيارتك قلت لى ؟

شاب 2

:

الملعون.

شاب 1

:

من ؟

شاب 2

:

أبى

المذيع

:

(لزوجته) كانت فى الميادين نافورات النشوة والنجوم الغارقة فيها تهمس لى دائمًا إخلع ملابسك تحرر كنت أريد أن أشعر بعدم الاختناق.

الزوجة

:

 ارجوك تكلم مثلما نتكلم نحن .؟

المذيع

:

إننى اتحدث بلغتى.

الزوجة

:

لنا لغة جميعًا ليس لكل إنسان لغة خاصة ؟

المذيع

:

لماذا تعامليننى بهذه القسوة .؟

الزوجة

:

أنا لا أعامل أحدًا .

المذيع

:

أكملى البلوفر .. الشتاء بارد هنا .

الزوجة

:

الإبرة قد صدأت وأنا قلت لك.

المذيع

:

فى أول عام من زواجنا فرغت عمل البلوفر فى أسبوع .. بعد عامين من الزواج فرغ البلوفر بعد شهر .. وبعد أربعة أعوام فرغ البلوفر فى شهرين وبعد ستة أعوام .. هذا العام لم يفرغ منه أربعة شهور .. (يذهب إلى منتصف المسرح) وهبطنا إلى القاع .. أنا لم أر سوى بذرة مرفوض أن تسكن .. تنبت جذورها فى نخاع إنسان ملقى على قارعة طريق .. بجواره مرثيه طعنة قلب الفلين الردىء .. تناديك يا طفلتى العاجزة أن تقومى أن تضحكى.

الأب

:

(للأسرة) الأمطار الثقيلة الثقيلة تهبط.

الأم

:

(للأب) البرتقال قد جهز..

شاب 2

:

(لشاب 1) ثديها تفاحى المذاق .. آه لو ذقته .. آه لو ذقته مرة .. طعم اللبن الذى فيه طعن لبن العنزوات.

الطفل

:

(للأسرة) مذيع التليفزيون يتحدث.

الصحفى

:

(من داخل الصندوق كمذيع تليفزيونى) يبدو أن الأمر غاية فى الصعوبة بالنسبة لنا .. إذا أن الطبيعة (يتحرك المذيع إلى الأسرة ممسكًا بجهاز التليفزيون) الطبيعية لن تمكنا من مشاهدة المباراة.مطر غزير وعواصف

الأب

:

(للمذيع) كيف هذا أيها الخنزير؟

الصحفى

:

إنها الطبيعة..

الأب

:

فلتحترق الطبيعة على رأسك..

الصحفى

:

لست أنا المسئول.

الخطيب

:

أسكت أيها الرجل الثعلبى اللولبى.

شاب 2

:

(لزيمله) إنه إهمال من التليفزيون.

شاب 1

:

إنه جنون.

الأب

:

(للصحفى) سأقدم شكوى للمدير عنك.

الصحفى

:

لن يفعل شيئًا .

الأم

:

سنطرده بأمر الوزير.

الصحفى

:

لن يفعل شيئًا.

شاب 1

:

(الذى دخل فجأة على الأسرة) معذرة .. أنا أسف (ينظر لمذيع التليفزيون) سنأمر الحكام بتقديم شكوى بأن يخلع الوزير.

الصحفى

:

لن يفعل شيئًا (يعود الشاب إلى مكانه فى غرفته)

الخطيبة

:

(إبنة الرجل) سنشكو للوزير ان لم يفعل شيئا نخلعه ونشكة للحاكم إن لم يفعل شيئا سنخلع الحاكم.

الصحفى

:

لن يخلع الحاكم

الخطيبة

:

سنطلب من الله أن يخلعه.

الصحفى

:

لن يخلع ..

الجميع

:

سنرفضه.

 

:

(يعود الصحفى بالتلفزيون إلى غرفته .. يترك الصندوق يصبح صحفيًا)

الصحفى

:

(للجميع) الجو سئ جدًا .. الثلج يسقط بكميات كبيرة .. تعطلت الطرقات .. الطرقات ازدحمت بالماء .. الماء يغطى كل مكان .. كل مكان سئ .. يأسف التليفزيون يأسف جدًا جدًا وسنضطر جميعًا إلى سماع المباراة من الإذاعة.

المذيع

:

معى الميكرفون والطريق مغلق والثلج يتساقط لابد من اذاعة المبارة ..

إلى زوجتى الحبيبة والى جماهير الشعب أهدى هذه المباراة (يبدأ)

الجميع

:

(لبعضهم) هيه .. (شاب 1 يصفر .. الرجل العجوز يشرب من زجاجة خمر .. حالة اضطراب)

المذيع

:

هبط إلى الملعب اللاعبون 2 و 3 و4 و5 كما نزل أيضًا اللاعب الجديد ذو الملابس الغريبة ليس له رقم .

الجميع

:

(لبعضهم) من ؟ من من ؟

(يقف المذيع إلى أسفل يسار المسرح .. يصف المباراة دون أن نسمع صوته ولكن نسمع موسيقى صاخبة .. نرى أثناء الإنفعال الأب يشرب من الزجاجة .. الأم تأكل من الطعام .. الطفل يرضع من الثدى الجلدى .. الزوجة تعمل فى التريكو بسرعة عجيبة)

(شاب 1 وشاب 2 يشدان شعرهما .. وفى بعض الأحيان يقفان ثم يجلسان)

المذيع

:

المباراة سريعة جدًا ويبرز اللاعب 3 واللاعب 5 واللاعب الجديد. الذى بدون رقم .اللاعب الجديد حقق هدفا ..آخر برافو .. وهدف رابع يحققه اللاعب الجديد

 

:

(الأب ينفعل .. الطفل يجرى تجاه أمه .. يفتح صدرها .. يرضع من ثديها .. الخطيب يداعب ظهر خطيبيته)

 

:

(يجرى الأب لاتجاه الكرة يمسكها .. يقبل الكأس)

الأسرة

:

(الأب يعود ممسكًا بالكرة فى يده) هيه جول .. جول .. حقق البطل هدفًا (تصيح كل الشخصيات المستوى الثانى)

المذيع

:

كرة سريعة .. اللاعبون 3 و 5 واللاعب الجديد البطل (مازال يذيع ولا نسمعه)

الشاب 1

:

(يقطع جزءًا من قطعة قماش ويبدو أنه متوتر .. يصرخ ولا نسمع صوته .. يجرى الشاب تجاه الكرة يأخذها من العجوز ويقبل الكأس ويجرى إلى مكانه)

الشابان

:

هيه .. جول .. جول ادخل البطل الجديد حقق هدفًا.

المذيع

:

إنها مباراة شيقة .. مباراة تستحق العمر .. تستحق العمر .. تستحق أن يراها الإنسان تستحق تستحق (الشابان .. يرقصان .. يقب الشاب الفتاة من وجنتيها) النجم الحقيقى فى هذه المباراة. هو البطل (يجرى العجوز يحاول أن يأخذ الكرة من الشابين .. تسقط منه)

الشبان

:

جول علينا .. جول علينا (تضربه الأسرة وهى فى حالة خجل)

المذيع

:

يبدو أن المباراة فى آخر لحظاتها وهى نشطة – يصفر الحكم بانتهاء المباراة (يجمد المشهد .. لحظة جمود اللحظة – الجميع بلا تحرك الزوجة والمذيع فى مواجهتها) لقد سمعت أنشودة البلاستيك النرجسية – أنشودة البلاستيك النرجسية . مازالت فى أروقة معابد إيزيس ونيرون – تبصق صوت ممات فان جوخ الحبيب آه مازلنا نبيح لأنفسنا أن نبكى ونضحك.

الزوجة

:

لابد أن نضحك لابد أن نعيش العالم هروبًا.

المذيع

:

نضحك على الرغم من أن صوت القهر فى داخلنا..سوط يسخر منا وسيظل يسخر حتى نرى الشمس البنفسجية ونرى أعيننا المستحيل ونمتطيه جوادًا ونبصق ممارسة السذاجة فى الواقع وفى الإنسان وفى التشريح ، فالمشرحة أثبتت بعد أن قتل كنيدى بثلاث رصاصات أنه مقتول .. انطلقى يا امرأة .. قولى كلمة..كونى كلمة.

الزوجة

:

ماذا أفعل غير أن .. (يعود الضوء كما كان ويتحركون جميعًا)

الزوج

:

وانتهت المباراة بفوز فريقنا.

الطفل

:

هيه .. هيه (يرقص)

الشاب 1

:

إننى سعيد !

الشاب 2

:

إننى فخور !

الشابان

:

(يدخلان للأسرة) إننا سعداء .. فى قمة السعادة.

الأب

:

يا للسعادة ، التى أشعر بها .. أنا سعيد سعيد (يهبط إلى المنتصف) عاش اللاعب 3.

الأم

:

(خلفه) عاش اللاعب 5

الطفل

:

عاش البطل

الجميع

:

عاش البطل (يحمل الشاب 1 الطفل على كتفيه)

(يهبط من أعلى المسرح أربعة أقدام خشبية .. قطع من الأخشاب على شكل أقدام فى نهايتها حذاء. وجوارب كرة مرسومة من الخشب)

الأب

:

(يجرى يحمل قدمًا من الخشب) عاش اللاعب 3

الخطيب

:

(يحمل قدمًا أخرى) عاش اللاعب 5

شاب 1

:

لماذا يرفضون أن نحييهم ؟

شاب 2

:

يقولون أن الجو سئ ولم وتحدث مبا

الجميع

:

عاش اللاعبون .. عاش البطل

الأب

:

أين البطل ؟!

الجميع

:

(يجرون فى اتجهات مختلفة ) أين البطل؟ أين البطل؟

( يجرى الخطيب مع خطيبته إلى خارج المسرح)

الصحفى

:

بدأت الجماهير تزحف إلى الشوارع (يتحول إلى مذيع تليفزيون بعد أن يمسك الصندوق بيديه ولكن الشئ المثير حقًا أن الجماهير فرحة .. ولكن اللاعبين ينكرون حدوث المباراة مع أنهم فى الاحتفال.

المذيع

:

(يجرى لزوجته) لعنتى الحبيبة

الزوجة

:

(تقبله فى وجنته) كنت موفقًا للغاية

المذيع

:

أشكرك لقد انتهى البلوفر .. (نلاحظ أن الزوجة فى أثناء سمع المبارات كانت تعمل بسرعة عجيبة لدرجة أن البلوفر قد انتهى).

الزوجة

:

إنه ليس لك .. إننى ذاهبة.

المذيع

:

إلى أين ؟

الزوجة

:

إلى الملعب من اجل أن أعطيه للبطل الجديد الذى لعب اليوم تريد أن تكون بطلًا مثله أليس كذلك ؟ هو بطل حقيقى.أنت لا..

المذيع

:

إن المباراة لم تحدث.

الجميع

:

(ما عدا المذيع) حدثت المباراة .. عاش البطل .. عاش البطل.

المذيع

:

إننى المهزوم وإننى البطل .. يا أهل بلدى الكرام لم تحدث مباراة. لقد خدعتكم جميعًا .. ليس هناك مباراة .. كان الملعب خاليًا.

الجميع

:

حدثت – لم تحدث – حدثت – لم تحدث . (صمت – بقعة ضوء عليه ونحن لا نرى إلا ظلًا – بقعة ضوء على الخطيب والخطيبة فى حالة غرام فى الفرقة بمفردهما – بقعة ضوء على الكأس – بقعة ضوء على الكلب)

لابد أن ما حدث يكون حقيقيًا.

ستار

الاسكندرية

التجربة رقم 15 عام 1970


 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More