Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءات. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 8 مايو 2022

10 // (9) ذكريات من زمن فات// مقتطفات من كتاب المشاكس

  مقتطفات من كتاب

المشاكس

( 10 )


المشاكس

رحلة في رحاب

الكاتب السيد حافظ


د. نجاة صادق الجشعمي


(9)
ذكريات من زمن فات


 

كل الأسبوع

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

عودة الوعي إلى جمعية الصحفيين ؟

الحمد لله جمعية الصحفيين الكويتية ..


 عدلت رأيها .. وعدلت إلى وعيها وعدلت القرارات الخاصة بالصحفيين العرب الذين يعملون في الصحف المحلية ( نصف دوام ) غير متفرغين ..

فقد قررت الجمعية من قبل أن الصحفي العربي الذي يعمل نصف دوام في صحيفة لا يحق له أن ينتسب إلى عضوية الجمعية و لا يكون عضوًا عاملاً أو منتسبًا ومن هنا .. خاب أملنا في جمعية الصحفيين التي كنا نرى أنها من الجمعيات المستنيره فكرًا و الملتزمة برؤية شاملة أعمق وأخصب .. و أتذكر للجمعية مواقف مشرفة قومية ومحلية وشخصية ولكن ومنذ سنوات قليلة كانت .. الجمعية أشبه بوالد كل يوم يبتعد عن بيته وعن أسرته وعن دوره ولا يهتم إلا بعمله فقط فخسر كل شئ حوله وخسر نفسه .

وعودة الجمعية لتعديل هذا القرار وقررت أن تكون كل صحفي كويتي أو عربي غير متفرغ عضوًا منتسبًا قرار حكيم فالمساواة هنا .. نقطة تحسب للجمعية ولكن تنقصها خطوة .. أن تحدد بطاقة من هو الصحفي ؟ لأنني أعلم أن كثيرين يحملون بطاقة العضوية لمجرد أن صاحب الصحيفة كتب إنه صحفي يعمل لدينا .. وتجد في قائمة الأعضاء كثيرين ليس لهم علاقة بالعمل الصحفي ولكن لهم علاقة بالميزات التي تمنحها الجمعية .

والمطلوب أن تسأل الجمعية كل صحيفة ومجلة عن محرريها .. و أن تعيد ترتيب صفوفها .. فجندي محارب في معركة الكلمة أفضل من مائة عارض أزياء في معركة حربية فلكل مجال رجاله ولكل جواد كبوة .

وما دمنا بصدد الحديث عن جمعية الصحفيين فالمطلوب إقامة حوار بين أعضاء مجلس إدارة الجمعية والمحررين والعاملين في الصحف يكون هدفه الوصول إلى جوهر كل شئ .. فالصحافة تحتاج إلى من يأخذ بيديها والمحرر ركن من أركان الحرفة الإبداعية لعالم الصحافة .

وشكرًا لجمعية الصحفيين لعودة الوعي وعودة رجالها إليها .

 

 

 

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

المعلم كعبورة في زمن الغثيان !!

في زمن الزفت ..

قابلت المعلم " كعبورة " وهو ما شاء الله فاهم الدنيا " هو " .. فهو أفهم عباد الله في الأرض وكل ما حوله أقزام .. وهو يجلس في منزله كل مساء يشرب الشيشة وحاجة صفرة في كوب محترم و أمامه الخادم والخادمة في الصالون الذهب .. ويا سلام .. لما يذبح " خروف " ويعزم المنافقين في تجار" السوق " وهات يا نميمة في عباد الله ..

في زمن الزفت

المعلم " كعبورة " له وزن وله ميزان وصاحب كلمة في وكالة   " الكلام " وفي تجارة " المصطلحات " وفي زكائب " المهاترات " وهو الوحيد في الشرق الأوسط متعهد " اللزوجة " النكات .. فكل كلماته لزجة ..

وهو يستيقظ كل صباح ويرتدي حلة جديدة ويشاهد فيلمًا على الفيديو " وما هو أخر الصيحات "

في الزمن الزفت

تقارن العزومات بالمقالات ومادام ريغان (ريجان) شماعة الإختلافات يكون المعلم كعبورة ضده كما هو ضد الراقصة الشهيرة ( فضيحة حركات ) لأن الموضة هي تناول جرعات المبادئ والفقراء مع دخان هافانا .. تحت هواء المكيفات والجلوس في الفيلات .. في الزمن الزفت

تبادلت إسرائيل 4080 أسير عربي مقابل 6 إسرائيليين .. أي كل اسرائيلي يساوي ألف عربي ونحن هللنا .. نحن الذين نقتل بعضنا كل يوم في الصحف العربية وفتن بكل الكلمات ..

هذا النظام الخائن !

هذا النظام العميل !

هذا النظام الفاسد !

ومع أن كلام الصحف لا يغير من الواقع شيئًا و أن رصاصة واحدة أخرجت مصر من سجن حينما سجنها السادات و أن النظام أي نظام يعمل ضد مصلحة الناس ستحرره صحوة الجماهير في الداخل و أن أي كلام لا يدفع صاحب الرصاصة لإطلاقها فهو باطل !! وهذا الزمن باطل .

وما دامت إسرائيل تعاملنا على أساس أن كل واحد إسرائيلي يساوي ألف عربي فهذه ظاهرة تستحق أن نراجع حساباتنا لأننا في العام 1984 سيكون كل إسرائيلي يساوي عشرة الآف عربي والله أعلم ولذلك علينا أن نوفر عددًا من الإسرائيليين الأسرى لدينا حتى نبادلهم أيام الحرب القادمة في السوق السوداء في بنك الصليب الأحمر الدولي وعلينا الآن بالتوفير ..

ويا عجبي !!

 

شباب الكويت


شعرت بالسعادة عندما وجدت شباب جامعة الكويت يأتي ليقيم الحوار معي حول مسرحية ( سندريلا ) ولقد عرفت منهم أن مسرحية ( سندريلا ) تدرس الآن في جامعة الكويت وفي المعهد العالي للفنون المسرحية ومعني أن يحضر طالب أو طالبة إلى مؤلف مسرحية ويسأله ويناقشه حتى يكمل بحثه يعني أن الشباب الكويتي دائرة وعيه تتسع وثقافته تنضج و اهتمام الكويت بمسرح الطفل و اختيار مسرحية ( سندريلا ) كنموذج درامي يعني أن ما يقوم به قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية يسير على نهج أكاديمي جيد في الإرتباط بالأحداث الفنية المحلية وتقويمها وتقييمها .. حقًا إنني شعرت بالفرح بالحديث مع هؤلاء الشباب لبحثهم عن عنوان عملي ومقابلتي هذا يعني أن الخير ما زال قادمًا من الأجيال القادمة وشكرًا للدكتورة كافيه رمضان على توجيهاتها .

 

4/7/1982

حصاد الأيام

بقلم السيد حافظ


 أذكر رمضان كنت أحمل الفانوس مع الأطفال . كنا نتجول فى الحارات أنا و الأطفال نغني .. كان عمرى 9 سنوات .. كان رمضان فى فصل الشتاء وكنت أغني له وللمطر وللسحب وكان جدي يجمعنا حول " الحطب المشتعل " ويحكي لنا أن الدنيا تدور وسيأتي رمضان فى فصل الصيف .. وها قد مرت الأيام مر 25 عامًا .. وها أنا لم أعد أشاهد الفوانيس و لا الأطفال ها قد اختفت الفوانيس و اختفى جدى .. نعم يا جدى رحمك الله .. الدنيا تدور

 

بداية

في أيام الإبداع والكتابة الأولى قامت جماعة الصحافة بالكلية بعمل مجلة ورشحوني للذهاب إلى روز اليوسف لعمل مقابلة مع كاتبين وكان اختياري على كل من الأستاذ محمود السعدني و الأستاذ صالح مرسى .

و أردت أن أضع القارئ أمام فكرين مختلفين و أسلوبين مختلفين فكتبت عدة أسئلة وقررت أن أسألها لكلاً منهما دون أن يدري دخلت مكتب متواضع لأقابل الأستاذ صالح مرسى .. كان يجلس ليكتب الكلمات المتقاطعة ( كانت أيامها مصر كلها تكتب الكلمات المتقاطعة – بعد النكسة مباشرة ) عرفته بنفسي وبالكلية قال اقرأ الأسئلة .. قرأتها .. نظر لي وقال :

- أنت لك اهتمامات أدبية .. أي تكتب قصة أو مسرح أو شعر

- قلت : نعم أكتب القصة والمسرح

- قال : مثلي يعني

- قلت لا .. أكتب أفضل منك

- " اكفهر وجهه صرخ في وجهي " أخرج بره . إخرج حالاً وضحكت وخرجت

وذهبت إلى الأستاذ محمود السعدني وقرأت نفس الأسئلة وقال لي نفس الكلمات ولكن عندما قلت له .. لا .. أكتب أفضل منك ضحك ودار في كرسيه وقال يا ابن ..

وطلب لي قهوة ومصور من المجلة كي يصورني معه ..

و أخذ يجيب على الاسئلة وفي نهاية اللقاء طلب مني وهو يصافحني أن أحضر نتاجي الأدبي كي يقرأه ..

ومرت السنوات وعرفت أن صالح مرسي كان كاتبًا عظيمًا ثم تحول إلى كاتب .. واما محمود السعدني كان عظيمًا لأنه اجتاز مرحلة الكتابة . وهذا هو الفرق بين الاثنين .

مجلة الفصول

 

 

 

 


 

3 / 7 / 1983

وقفة ثقافية

حصاد الأيام

امرأة تشعر بالوحدة تقتحم مكتبي

الحب لا يعرف الوحدة

قالت : أنني أعاني الوحدة

راح صوتها العذب يقطع المسافات بين القطب الشمالي و الجنوبي ..

قالت : إني اشعر بالملل و الضجر من الحياة

راح قلبها الحزين .. فوق جواد الحقول الخالية يجري

قالت : إني أشعر بالضياع

راحت أنفاسها تتلاحق و الدموع تتجمع أمامي كأنها بحيرتان صغيرتان

قلت : هل تحبين

قالت .. لا أعرف

هل تريدين مني شيئًا

أرجوك ساعدني ..

" ما معنى الحياة و أنا أستيقظ للعمل من السابعة صباحًا حتى الثانية عشرة و أعود للعمل من الرابعة للسابعة و أعود لمنزلنا في الثامنة و النصف عمري 22 عامًا .. كيف أعيش .. إلى متى سأظل على هذا الحال .. متى أعيش حياتي .. كيف أعيشها .. "

قلت لها : أنا لست مسئولاً عن صفحة الشكاوي

ولست مكتبًا للاستعلامات ..

صرخت في أذني .. وضعت سماعة الهاتف

. . . . . .

في المكتب و أنا أكتب وجدتها أمامي فتاة جميلة ..

قالت : أنا الذي حدثتك في الهاتف هل تعرفني ؟

أنا ....

قلت .. أهلاً

قالت : لماذا وضعت سماعة الهاتف .. لماذا لم تحدثني

قلت و أنا أنظر إلى هذه اللوحة الربانية الرائعة

أنت كيف جئت إلى هذه الدنيا .. أنت كيف تشعرين بالوحدة و هذا الجمال يحوط بك و كيف تشعرين بالملل و أنت بعينيك تغيرين مستقر الشمس ..

جلست أمامي أغلقت القلم ومزقت المقالة و أخذت أستمع إلى أجمل سيمفونية سمعتها في حياتي كان صوتها و لأول مرة أدرك أن اسمي يمكن أن يكون لحنًا على شفتيها الوردتين ..

 

« اللقاء بالزعيم عبد الناصر »

كنا على موعد مع عبد الناصر (150 شابًا من القيادات الثقافية ) و كنت أجلس بجواره و كم كان قلبي يدق

طيور الحرية البيضاء في حقول الملايين من الفلاحين الذين حررهم و العمال الذين أعطاهم حقوقهم .. كنت أجلس بجواره بصفتي رئيسًا لاتحاد طلاب محافظات الوجه البحري و أمين سر اتحاد طلاب الجمهورية

كنا عام 1965 حدثنا القائد الأب عن دور الشباب و دورنا في المجتمع و أتذكر صوته و حنجرته البيضاء " إن مصر لا تنتظر أبطالاً يهبطون من السماء انتم بأيديكم قوموا بتغيير كل شئ لأنها بلدكم "

كانت عيناه تشع بآلاف الآمال لملايين العرب

خرجنا من المعسكر في حلوان .. إلى موقعنا و نزلت أنا و صديق إلى السوق فوجدنا أزمة في "الرز" و كان سعره أربعة قروش حسب تسعيرة الدولة و نحن في مصر دولة زراعية و الأرز متوفر بكميات كبيرة عندنا ..

وعلمنا أن هناك تاجرًا كبيرًا جشعًا في سوق عرفان يخزن الأرز و يريد احتكار السوق و أن يبيع الكيلو بمبلغ 15 قرشًا للكيلو فإندفعنا أنا و زميلي إلى مخزن التاجر و فتحناه وبدأنا في بيع الأرز للناس بمبلغ 4 قروش كما حددته الدولة..

تذكرت عمر بن عبد العزيز و عمر بن الخطاب ألسنا أحفادهم أليسوا قادتنا وزعماء المسلمين و جاء التاجر و إصطدمنا به و بدأنا في صراع معه ومعنا الناس و ضرب زميلي في رأسه و جرح فأخذته و ذهبنا إلى قسم البوليس فلم يفعل شيئًا . و قام بتأنيبنا ضابط الشرطة و ظل الدم يسيل من رأس زميلي.

 

 

 

إلى اللقاء

غادرنا إلى سلطنة عمان أحد المثقفين العرب البارزين هو "علي محسن حفيظ" الذي عاش على أرض الكويت 15 عامًا .. عاد إلى وطنه في مسقط و قد عرفنا فيه حب التراث و التاريخ و الشعر و الأدب و له العديد من الأبحاث اللغوية و كتابة الرواية و القصة و بسفره إلى سلطنة عمان . نكون قد خسرنا وجوده معنا في الساحة الثقافية في سلطنة عمان .

 

 

 

 


 

29 / 7 / 1983

● وقفة ثقافية ●

حصاد الأيام

أنت زهرة اللوتس

قليلون هم الذين يفهمون طبيعة الكاتب أو الصحفي . أو الفنان . و أسوأ الأمور أن تجد نفسك في دائرة عدم الفهم .

كنت قد عينت كمسئول عن قطاع ثقافي في وزارة الإعلام في إحدى الدول العربية .. وكان المدير المسئول يتفنن في محاسبة جميع العاملين على دوامهم من واقع كشف حضور يومي و لأن طبيعة الفنان والصحفي والأديب تختلف عن الآخرين الذين يعملون في وزارات للخدمات . على أساس الحضور من الثامنة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر ومن الخامسة حتى الثامنة مساء ويوقع كل موظف في كشفين الأول للدوام الرسمي والثاني للوقت الإضافي ... فلذلك كنت أحضر في فترة المساء أو الصباح وقد أجلس ساعة أو أجلس النهار وفي النهاية كانت حصيلتي مرئية . من خلال الكتابة أو إلقاء المحاضرات أو وضع خطط ومناقشتها .

على مستوى الدراما وسير الحركة الفنية . إلا أن "محمد أفندي" المدير العام أوقف مرتبي لعدم إنتظامي في الدوام . وحولني للتحقيق واستدعاني لمكتبه امام الموظفين صائحًا :

ـ يا أستاذ .. أنت . لابد أن تواظب لا يهمني عملك .. المهم مواظبتك على الحضور و الحفاظ على قدسية المواعيد .

فأجبته بهدوء :

ـ عليك أن تبلغ وكيل الوزارة بهذا . وذهب إلى مكتب الوكيل وفي لقائه حدثته عن المشكلة وكانت المفاجأة لمحمد أفندي إذ قال الوكيل :

ـ دعه يعمل يا محمد . هناك فرق بين عامل في ورشة وعامل في بناء فكر الإنسان .

فأخذ محمد أفندي .. يحلل الموقف ويشرح وجهة نظره قال أن هذا سيؤدي بباقي الموظفين إلى الضياع .

قال الوكيل وهو يضحك :

ـ إذا دخلت الأمور الوظيفية في العمل الثقافي تلف وعدو الثقافة الروتين ..

وعاد محمد أفندي بخفي حنين وصرخ في وجه موظف الدوام .

ـ اجعله يوقع في كشف الحضور والإنصراف كل شهر مرة يا أستاذ هكذا يريد الوكيل .

وفي نهاية العام كانت الإجابة واضحة عندما وقف محمد أفندي خطيبًا أمام الموظفين قائلاً : لقد نجح فلان في خدمة نصف مليون مواطن .. أما أنتم فماذا فعلتم .. لقد كان محمد غنيم رائعًا حين أعترف بالحقيقة ( الذي يعمل حاليًا مستشارًا صحفيًا بسفارة مصر في نيويورك ) .

وكان سعد الدين وهبه من أنجح وكلاء الوزارء ( وكيل الوزارة السابق ) في مصر بموقفه هذا معي ومع المثقفين .

 

 

 


 

4 / 8 / 1983

وقفة ثقافية

حصاد الأيام

أريد أن اكتب الشعر بلا كلمات في عينيك



جئت إلى الكويت و بي شوق كي أقابل أصدقائي القدامى فقابلت أحدهم أمضي في الكويت اثنى عشر عاما .. كنا في الماضي نتحدث عن موزارت وعن بيتهوفن وعن المتنبي و الموصلي و لنا أحاديث طويلة عن تطوير ذوق الإنسان العربي و كيفية تطوير العقلية العربية .. لكنني فوجئت و أنا أجالسه أنه أمضى ساعتين يحدثني عن تاريخ السيارات التي استخدمها خلال السنوات السابقة.. وما تتميز به السيارة الألماني و عيوب الأمريكاني و أفضلية الياباني.. و ظل يتحدث و يتحدث و أنا صامت و بعدها توقف عن الحديث و سألني ها .. و أنت ما أخبارك ؟ قلت بخير ! ما أخبار السيارات معك ؟ قلت لا أفهم عن أي شئ تتحدث ؟

الحقيقة كان عندي سيارة و بعد ذلك بعتها و أشتريت أخري جديدة وسكت .. نظر لي و قال ... ثم .. قلت أنا أقود السيارة و لا أجعل السيارة تقودني .. و في لقاء مع صديق آخر .. ظل يتحدث عن أسعار الطاولات و أنه يريد أن يشتري طاولة ليرسم عليها و سعر الطاولات في السوق 250 دينارًا و أنه يريد شراء خشب و يصنعه بنفسه .. حتى لا تتجاوز 50 دينارًا .. وظل يتحدث عن الطاولة كأنها مشكلة القرن الواحد و العشرين .. بينما في الماضي كان يحدثني عن جوجان وعن فان جوخ وعن بيكاسو وعن سيف وانلي وعن رِمبرانت وعن أمله في أن يصنع اللوحة القاعدة .. و قال .. ماذا بك هل تظنني تغيرت ؟!

قلت له : كثيرًا . لقد تغيرت تمامًا .

تركته ..

صارت أحاديث الأصدقاء عن السيارات و الطاولات و المكيفات و التليفزيونات الملونة .. كانت أحاديثهم بالأمس عن الإنسان و الخير و السعادة و الخبز .

آه يا زمن الإستهلاك .

إحتويت كل البشر ..

أم ماذا حدث للبشر فيك ..

 

فنانوا الكويت

في القاهرة قابلت المنتج الملحن المعروف يوسف المهنا قال : منصور المنصور هنا هل قابلته .. قلت لا .. قال آخر : هيفاء عادل هنا – قال زميل على المقهى : وليد أبو بكر و ليلى العثمان هنا قابلتهم في الحقيقة كانت الكويت برموزها و شخصياتها في القاهرة مع عودة فنانين مهاجرين من مصر إليها في زيارة مثل زيارة الكاتب عبد الحكيم قاسم – كمال القلش – سعيد الكفراوي و تبقى حكايات القاهرة رائعة .

 

 

 

 

 

 

 











9 // (8) عن الحب والشعر// مقتطفات من كتاب المشاكس

  مقتطفات من كتاب

المشاكس

(9  )


المشاكس

رحلة في رحاب

الكاتب السيد حافظ


د. نجاة صادق الجشعمي





 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حـــــلــم

أول مرة كنت أكتب لك كلمة " أحبك " كتبتها على حائط الجيران كى تقرأينها .. كتبتها بالطباشير .. وجاء المطر و اكتسح كل الحارات والشوارع وغسل كل الأحزان والأفراح .. وعندما ظهرت الشمس جريت كى أشاهد الجدار والكلمة التى كتبتها لك

" أحبك "  يا صاحبة الضفيرتين الصغيرتين .. يا وردتى الرقيقة جريت إلى الجدار كى أتأكد من أن المطر لم يمح رسالتى لك فلم أجد الجدار !!

 

 

موقف

تحت كل شجرة من أشجار مصر تجد شاعرًا ..

بعض الشجر ينمو وبعضه يجف وبعضه يموت ببطىء .. وفى النهاية تأتى الثمار من الشجرة المثمرة عندما تتذوقها تفجر فى فمك الدم .. أي غضب يحتويك يا نيل و أي سر .. على مشارف الحلم الأبيض يأتي فرسان الكلمة مدججين بالأمل ولكن فى عيونهم الأحزان

طفل هرب من مذبحة أيلول إلى بيروت

جاءت خلفه المذبحة تجرى فأين المفر؟؟

يا إخوتي فى درب الكلمة لتذبحكم الكلمات لأنكم لم تفعلوا للأجيال القادمة غير قصور من ورق .. على أصوات المدافع تنهار ..

 

 

 

 

 

6/7/1982

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

كان لنا الغابة و أشجار الصنوبر .. السماء وقارب يطوف فى الماء و أغانى الأسماك .. و أنين الأمواج .. جاء ذات يوم الغريب وجلس على حدود الغابة فصرنا نتحدث خلف الأسياج . وصرنا غرباء ..

 

بداية

عبر المسافة بين الحرف الأبيض والياء الزرقاء تولد المعاناة .. هؤلاء الذين لم يكتشفوا لون الأحرف و إيقاع الكلمات و أنين الأنهار فى المعاني الخفية عن أسعد الناس حظًا . إذ يظنون أن كل الأشياء سهلة وبسيطة وسطحية .. إن لعنة الوعي باللغة تتعب الكاتب والمبدع والأديب . ولذلك فمن الصعب التعرف على إيقاع الحياة الحقيقية للآدب .

 

 

همسة

هذا الصمت الذي يحتوينا هو نوع من الإرهاب الفكري .

حبيبتي قتلوني عندما أرادوا قطع لساني ألف مرة عن قول الصدق . الصدق هو الحب .

  

 

 

 

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

إلى رجال يستحمون في العطور

أن تكون غريبًا في وسط أهلك وناسك ووطنك فهذا

فهذا شئ محير ..

لقد عانيت من الغربة و أنا وسط أهلي وناسي و أصدقائي

عانيت حتى صعدت على جسر خط الموت والحياة

وسرت بلا أقدام حاملًا رأسي فوق كفي

الذي امتد فوق جبل الشيخ وذهبت إلى وطن آخر

فكنت غريبًا أقطع المسافات الطويلة بمفردي ماشيًا على قدمي

تدخل في رئتي الأزقة

تحملني الخطوات على كفها الصغير الرمادي

أنام في أحد الأزقة الممزقة

تنهش جسدي كلاب مرتزقة التناقضات

وتجار الكلمات

وسماسرة الفكر الرخيص

وتسلق رأسي سخرية أنصاف الجهلة

و أنصاف المتفقين

يهزئون بالمنهج والفكر النظيف يتحكم في تقييمك مدعو الثقافة والفكر

الذين لا يملكون الفكر ولا الثقافة

ولكن يملكون الفكر ولا الثقافة

ولكن يملكون السيارات الفارهه ورباط العنق الأنيق

ويستحمون في العطور ويضعون على وجوههم أصباغ المهرجين المنافقين لكافة المستويات ولكل الأشياء ...

أمر ولكل الأشياء ..

أمر فوق المدن العربية

تنظر لي السيارات المارة بجواري مسرعة

كأنني إشارة مرور أو إشارة باص أو شجرة

فالكل يتساوى أمام سرعة السيارات .

الإنسان . الشجر . إشارات الباص

إشارات المرور .

يا لوعة الغريب ولوعة الرجل الشريف

في عصر محصى الأفكار ..

 


 

حصاد الايام

بقلم : السيد حافظ

إلى الشارع المظلم !

إلى الشارع

صديقي الشارع

في هذا الزمن الغافل في ميزان الزور والبهتان

يحبل التاريخ في لحظة

بجريمة .. ضد الحب .. ضد الإنسان

ضد الإنسان

صديقي الشارع

نحن الذين غنينا على قارعة الطريق

أغنية الإنسان

أغنية الطريق

راقبتنا العيون والملفات

لا تغن بصوت مرتفع

لا تزعج المارة الذين غرقوا في غيبوبتهم

و إذا غنيت بصوت منخفض فأنت تحيك مؤامرة

وفي الحالتين أنت متهم حتى النخاع

صديقي الشارع لم يعد في جعبتي إلا عود كبريت

وكلمة نبية

وتصريح سفر

وجنسية عربية

معي عود كبريت

أشعله للوطن اي وطن

يعطيني الأمان

يعطيني الدفء معي عود كبريت

 للوطن الذي إذا داهمته

الظلمة .. أشعلته له .

معي كلمة نبية

يجهلها من يحتسون كلمات

الاستهلاك اليومي في الصحف و الكتب[m1]  والمجلات

على قارعة الحانات الفكرية هؤلاء ضدنا .. هؤلاء المفرغون  من الفكر والثقافة ومخزون التجارب الفكرية مطأطئ الرؤوس .. أمام إبداعنا

خافضي الصوت أمام حناجر فكرنا

عملاء .. في سطورهم

سماسرة .. في شعاراتهم معي لهؤلاء

جنسية عربية

وجواز سفر فرجاء قبل أن ينتهي

هل تسمحوا لي قبل انتهاء الجواز

أن اسحب جنسيتي العربية

 

الوطن لنا جميعا وليس لهم

الوطن ليس غانية

وليس كل قائد على أرضه

شريف

فاللا أخلاقيون في بعض

الأحيان

يضاجعون الأوطان

ويصبح الإنسان الشريف

خلف القضبان

في سجن الخبز

سجن الحرية

سجن القهر اليومي للإنتظار

إنتظار الباص

إنتظار خطاب

إنتظار إنذار بالفصل

إنتظار فرصة العمر

إنتظار صديق

إنتظار الصديق

إنتظار الحبيبة

إنتظار الوفاء

إنتظار التهديدات

إنتظار

لقمة العيش

رد الجميل لست بهلوانا بينكم

ولست أضحوكتكم

لست كاتبكم على أرصفة

التسلية

ليس أبي قوادًا

ولكننا شرفاء ، بسطاء

ريفيون . فلاحون نغمس الملح

بالخبز

بالدم

بالشرف

بالوفاء

قد تكون عملتكم النفاق

والنزيف

وتكون أفخاذ المواقف

لكم دائمًا جاهزة

ولكنني للأسف لا أجيد

التطبيل والتزمير والنفاق

فأنت يا كويت محطتنا

وحتى الآن يا كويتنا

الحلوه

نبحث عن الراحة ..

****

 

النهر يرحل

كنت أجرى وراء الحرف الجديد والكلمة العذرية ونقاء الرؤية .

وشموخ الفكرة كنت " أحبك " بهذا الكبرياء وهذا الوجه

" الأسمراني " يا أحلى حواء شاهدتها . ثم تبدل الحال الحرف استهلكته الصحف اليومية والثرثرة والبعثرة والكلمة فقدت بكارتها فى سوق نخاسين الكلام والرؤية أصبحت ضبابية وكل شىء ينهار والفكرة أصبحت مكررة مليون مرة .. لا جديد ، المجد للتكرار ، المجد للملل ، المجد للصمت .. ها أنذا أفكر فى الموت مائة مرة و أحلم بالموت فى ساحة شريفة حيث اختفى الشرف . وها أنا احلم بك فهل تنقذني لأني لا أملك سوى حلمى بعينيك ..

 

 

 

 

6/7/1982

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

 

كان لنا الغابة و أشجار الصنوبر .. السماء وقارب يطوف فى الماء و أغانى الأسماك .. و أنين الأمواج .. جاء ذات يوم الغريب وجلس على حدود الغابة فصرنا نتحدث خلف الأسياج . وصرنا غرباء ..

هي

كانت أجمل فتاة فى حارتنا الضيقة وكانت كلما تسير يشهق الرجال وكنت أظنني خارج حساباتها . وذات يوم وجدتها أمامي من إحدى الامسيات وهى تحمل البخور   ووفينا العطور من العطار قالت . كيف حالك ؟!

نظرت خلفي .. لم أجد سواي

قلت : الحمد الله

ضحكت .. إهتزت الدنيا .. عمرى 14 عامًا في ذاك الزمن وهى 16 عامًا بعد عام تزوجت من تاجر ثري .. اختطفها .

بعد 5 أعوام ترهلت وخلفها مجموعة من الأطفال وفى نفس الحارة قابلتني .. عرفتها .. قلت مساء الخير كيف حالك ؟

قالت : أنا لا أعرفك

قلت : أنا فلان

قالت : وهى تبكى لا أعرفك ..

سارت .. أدركت ان فى داخلنا تموت الأشياء .. حتى الزمن و إننى كنت خارج الزمان .

 

 

إدانة ..

أدينكم .. دم بيروت فى رقبتكم .. دم الشعب العربي المهان فى عروقكم .. فى كلماتكم

بيروت إذا ماتت ماتت الحرية وماتت الكرامة وماتت العروبة .

 

 

فكرة

أجمل أيام العمر تلك التي لم نعشها بعد .. و أجمل شمس الدنيا تلك التي لم تشرق بعد وأجمل أنهار العالم تلك التي لم نرها بعد وأجمل قصة تلك التي لم تكتب بعد وأجمل رواية تلك التي لم تنشر بعد .. مع الإعتذار للشاعر الكبير ناظم حكمت .

 

 

 

 

 

 


 

22 / 6 / 1983

● وقفة ثقافية ●

حصاد الأيام

أنا الغريب في مدن عينيك !!

وطني عيناك .

أنا الغريب في مدن عينيك أتسكع .

أجمع من ذكرياتي أحلى أيام العمر .

هل تسمعينني .

توقفي أمام حبنا لحظة واحدة .

هل تستريحين على صدري القلق .

صدري العذب .

و روحي المعذبة .

في هذا الزمن نحيا بلا ثمن .

أنت مدينتي

كل المدن في أعماقي رموز .

كل المدن في رأسي (أغاني الفقراء) .

كل المدن تتنهد على أرصفة أفكاري ببلاهة العصور .

وطني أنت .

و حلمي الخفي .

يا غزالًا شاردًا في حقول الغضب .

يا عناقيد الثورة في مواسم التفسخ .

طوبى للغرباء .

أنت و أنا .

قتلنا مرات عديدة .

في المنفى .

في الهجرة .

في الوطن .

فمتى نتوحد .. في دوامة الضياع .

*   *   *   *    *

أنا في مدينة أهرب من عيون البحارة و السكارى و غواني الفكر .

أستنشق نسمة ساحلية باردة ..

أنا و أنت طريقنا الصعب هل نغسله بالمطر ..

قلوبنا مثل النهر ..

لا تعرف الحدود الضيقة .

أذكريني في أعاصير التجديد حين تأكلك ذئاب الوحدة و الوحشة في أمسيات حزيران ..

تعالي خذيني . ناقشني السفهاء طويلًا .

ذبحوني في أمسيات الثرثرة .

*   *   *   *   *

يشربون فيها نخب الخسة المنتصرة على الشرفاء .

آه لو تدرين كم أحبك ؟!

كم أحبك ؟!

لو عرفت كم أحبك لتغيرت خريطة العالم أمامك .

أي عالم .

عالمنا .

عالمنا المحاصر بالموت و التنازل .

كان المطرب يغني و أنت تكتب .

كنت أغلق حدود أفكاري .

يا حلمي الأبدي كل شوارع القدس .

الجولان .. حزينة ..

يا حلمي الأبدي لا تفكر كيف احتل الصهاينة بيروت .

يا حلمي الأبدي لا تفكر كيف انطوت صفحات الشرف في تاريخنا .

يا حلمي الأبدي ..

لن نقدم للأجيال القادمة إلا شهادة ختان الحرية و تقوقع الأفكار نحن الذين لعبنا كل شئ و تنازلنا عن كل شئ وتاجرنا بكل شئ بدءً من أحلام الناس حتى قضايانا القومية تعالي إلى .. لنخرج من أحاسيس الموت البطئ للحياة .

حبيبتي ..

سواء فهمت أو لم تفهمي . حقيقة حبنا .

فأنا فوق المعاناة أرتضع من حلمة ثدي القهر نبوءة الشتاء .

سواء جاء الرفاق يتحدثون معي أو لا يتحدثون .

فأنا أحببت في الصمت مشورة البرد .

يتهاون عمري في العالم المختلف ..

حاملًا تخلف أمتي و عالمي الثالث على كتفي ..

أسير في العالم المحتضر .. من يأخذ تخلفنا مقابل مقايضة .

يا قبسة من ضوء تسلل إلى نفسي .

تحملني إلى شواطئ الأمان .

آه من يحمل التخلف من فوق كتفي .

و أنت تقفين على أبواب عواطفنا متردده .

من يحمل هموم أمتي من رأسي .

و أنت عن المحبة تبتعدي و هي تضحك إليﱠ .

من يحمل القهر من نفسي . و أنت مصباح روحي المعذبة و ضوء المحبة المقدسة .

يا أيها العالم المتقدم .

أنت رائع و رائق و لكن .

سوف يجئ اليوم الذي فيه يستنير الوطن الثالث . العالم الثالث و يموت التخلف و تقرأ الناس قصة عينيك ..

و أمي تقرأ جريدة الحياة .

و يمسك طفلي بندقية التقدم .

و نطلق رصاصة الخلاص من تكنولوجيا العصر ..

للعصر القادم .

و علم السيبر نطقيًا .

و الحب لا يملك شيئًا و لا يريد من أحد أن يمتلكه و لكن نحن تحت وصاية عواطفنا !!

 

 

○ رسالة خاصة ○

" إلى التي أحبها و تحبني .. الحب يعني التضحية بكل شئ و ليس المساومة و ليست القيم المادية المبتذلة في زماننا الأحمق "

 

 

○ همسة ○

○ لم أنم و أنت تنامين .. كل المدن مشانق و أنا على أبوابها معلق الرأس و كلاب تنبح خلفي و أنا اسير في أزقة الحارات . أحدث الضوء في أعماقي .. أناشد ضوء السماء . فيهبني الله من عينيك قبسة من ضوء الأمان و الحنان و روح الضياء .

 


 

همسة

كل الرجال يعرون جسد النساء بعيونهم .

أما أنا أعريك بفكري

لو خبأت نفسك عني

لو بعدت نفسك عني

لو رسمت ألف ابتسامة

و تحدثت مع الآخرين

لو تركتني وذهبت بعيدًا

لو أتيت بجواري

أعريك بفكري

و أعرف ما تريدين

كاذبة حتى النخاع

فاجرة حتى الضلوع

أنا . ولدت من أسرة طيبة مثلك

تصوم وتصلي وتقرأ القرآن مثلك

وسرت في الكبر في درب الذنب

رافقت صعاليك الليل

ونساء الليل

وذبحتني ذنوبي الكثيرة

و بالمبادئ أوقفت مهزلة الذنوب

فأوقفي مهازلك معي .. وتعالي لبدء الحوار معي .. تعالي .

 

 

 

 

○ يقول الشاعر

كيف أقول احبك

كيف تحاول خمس حواس مقابلة المعجزة

و عيناك معجزتان

تكونين نائمة حين يخطفني الموج

عند نهاية صدرك يبتدئ البحر

ينقسم الكون هذا المساء إلى اثنين

أنت ومركبة الارض

من أين اجمع صوت الجهات لأصرخ

أني احبك

أني احبك

أقول لها :

عنفيني ألف مرة

فالمبادئ عرضتني للخناجر

و التشتت و التشرد

لم أقبل المساومة و المصالحة و التفاوض و التنازل

عنفيني ألف مرة

صوتي قد بُح و صموا أذنهم عني

حين كان الصدق صوتي

كنت أول من تناسوني في تاريخك

حولوا اسمي ساحة استهزاء

عنفيني ألف مرة

كان الزيف في كل مكان

و كنت على حافة الموت ..

أرتضع التحشرج وحشة ..

هزيني من أعماقي المجروحة !!

همسة

يا مبدعتي

يا مجنونتي

يا عبقرية

انتظرتك .. أن تأتي إليَّ

تتسللي من أظافر أقدامي لنخاع رأسي .

حتى يحتوينا التراب

ذكرى

شجرة غبية

وتفاحة في يد طفلة

رمزًا للبداية الشقية

أخرج من خطيئتي إليك

يقبلني جبينك الطاهر

نتوحد

نتوضأ بالحب .

لأنك زهرة اللوتس

وحلمي في عينيك مهاجر

نعم

أحببت الف امرأة

وكذبت على ألف امرأة

أما أنت فقد أحبك

القلب وهاجر معك

فعودي إليَّ فقلبي معك .

 

 

○ مذبحة ○

أحمد عبيده

الشاعر الذي قرر أن يحرق نفسه بأشعاره

أحمد عبيده

شاعر من شعراء العامية الذين ذبحهم التجاهل والصمت الفاجر وعنجهية المثقفين

وتجار الشعارات

و أرزقية المبادئ

وغطرسة البلهاء

مات أحمد عبيده منتحرًا مع أوراقه في النصف الثاني من السبعينات ..

حزنًا

و جوعًا

و احتجاجًا

على إهمال المثقف العربي

والشاعر الوطني

والموقف النظيف

لا محالة

المجد لأحمد عدوية

والراقصة فضيحة حركات

وتجارة الكلمات في سوق الوطن العربي .

مات أحمد عبيده قبل خليل حاوي وقبل أمل دنقل ..

والمجد للتراب .


 

يقول الشاعر في الحب :

مكاننا هناك

في كل مكان

أريد أن أطير معك

أريد أن أكتب الشعر بلا كلمات

أن نقفز من فوق الأسوار نغني

نتخطى حدود الماضي

نقفز نحو المجهول .

خذيني

خذيني

إني لك

إني لك

همسة . و كنت هناك

ثم جذبتنا المسافة من قلبينا

فقربنا المسافة

ثم ماتت المسافة

أنت قريبة فالقرب هو البعد

أنت بعيدة لأن البعد هو الذي قربنا

قولي كلمة

قولي كلمة

.......

.......

خطأ .. صواب

صواب .. خطأ

خطيئة الحب . الندم

و الصواب هو الشجاعة

صواب الخطأ أن تحب

و أن تحب يعني الحياة ..

.......

.......

الناس .

آراء الناس .

ماذا يحكي الناس .

بحبي لك أتحدى كل الناس .

الحب الكامل لن يتحلل .. لا .. لا ..

لم يكن الشيطان الذي اغواك و أغواني

لم يدفعني اغراء الجسد المألوف

لم تقدني الحماقة لحظة .

هو الحب الذي قادني أنا المسحور

مسحور العينين ... إلى لحظة لا تزول

هي لحظة البقاء الدائم

هو الصدق

هو الفرح

الحب ليس نزوة عابرة

الحب ليس نزوة

الحب بذرة الفصول الأربعة


 

في شوارع أحزاننا يا حبيبتي .. يموت النهار

 طفلة برية أنت ، إشراقة صباح آت دون جمارك أو هوية

 أنا وأنت على منعطف الحارات كنا نلتقي نحدث المصابيح و النجوم و الأقمار..

 هذه المدن في عينيك تتوه

 هذا أنت يا فارس الزمان الغريب .

 هذه الحارات تعرفني و تعرفك لأننا نعرف قلوب البسطاء قاطنيها .

« 2 »

 كانت طفلة المدن الثلجية ..

 كانت إشراقة الصباح

 كنت أحبها .. أجري خلفها و عندما أراها .. لا أنطق ..

 تتوه مني مدن الكلام و موانئ الحروف .. و شجاعة اللسان الطويل لذلك كنت أريد أن أخبرها أنني أحبها ..

 كتبت على باب بيتها أحبك .. كنت صغيرًا و قتها في الخامسة عشر من العمر ، و كانت هي أجمل بنات حارتنا ..

 كتبت على باب جيرانها أحبك ، كنت أحفظ اسمها و كانت هي لا تعرف اسمي سوى أنني ابن الجيران ..

 كتبت على باب جيران جيرانها .. أحبك .. كنت أرى الدنيا تبتسم حين تبتسم لي ابتسامة عابرة و تقول كيف حالك يا ابن فلانة ..

 كتبت اسمها على باب جيران جيران جيرانها .. أحبك ..

 كان شباب الحي كلهم يحبونها و أنا أصغرهم و أصغرها بعامين و كانت عندما تسير تنخلع القلوب في "الملاية اللف" و كانت تتجاهلهم جميعا و تحتقرهم و ذات يوم قالت لي : كيف حالك ؟ و سارت ، هنأني رفاق الحجارة و صاحوا بي .. أنت محظوظ ..

 كتبت على باب جيران جيران جيران جيرانها "أحبك" !

 كانت أجمل بنات الحي بنت السابعة عشر حلم كل الشباب و مطمع كل الكبار .. حتى كبار السن ينظرون إليها برقة بالغة و بعذوبة شديدة و تحرك فيهم أيام الصبا .. لم تحدث أحد من أولاد الحارة سواي ..

و كتبت على كل الأبواب في حارتنا .. أحبك

 و كتبت على كل الجدران في الحارة أحبك

 و كتبت على كل عتبات السلم أحبك

 كتبت في تلك الليلة من شهر فبراير ..

و نمت أحلم و الهواء يصفع أحلامي .. نعم غدًا ستقرأ ما كتبت غدًا ستأخذني من يدي و تسألني عن اسمي

غدًا ..

غدًا ..

غدًا ..

في الصباح .

وجدت المطر .. المطر إكتسح مدينتنا الساحلية مطرًا غزيرًا ! جريت إلى الشارع كي أُفتش على كلمتي "أحبك"

وجدت أن المطر قد غسل كل الجدران حتى عتبات السلم ..

وجدت أن المطر قد غسل كل الأبواب حتى سقوف المنازل !

وجدت أن كلمة الحب يمحوها المطر و لكن لا يمحوها من القلب !

 

 


 

11 / 8 / 1983

● وقفة ثقافية ●

حصاد الأيام

الحنين الى عينيك

تفتح أمامي شوارع الهجرة .. مدنًا أجهلها . و تجهلني .

يعرفني المثقفون بها حروفًا و إشارات .

عندما أخطو الى داخل نفسي أجدني عنيد الخواطر .

متشبثا بالأمل لأخر لحظة .

في لحظة ما سألني صديقي الفنان :

إلى متى ستظل مهاجرًا ؟

قلت :

لا أعرف . هل الكويت إحتوتني أم أنا أحتويتها .

كلانا حتى الآن يضع خيطًا من الضوء أمام الآخر .

تركت في الوطن الأول خواطري القديمة و وجدت في الهجرة مشاعر المقاومة .. و في الكويت وجدتني مرة و ضعت مرة . لكنني أتنفس !

( كل مثقف يدفع الثمن ؟ )

ذكرى

مقهى (ريش)

رغم أني في بعض الأحيان أكرهك .. يا قهوة الصعاليك و الأدباء و الحرافيش أولاد ...

أني أحب أن أراك ممتلئة مرة ثانية . بالمثقفين المهاجرين من المصريين و العرب .

أحب أن يعود غالي شكري و أمير اسكندر و محمد جبريل و عبد الوهاب البياتي و نجيب محفوظ إليك .

إن عودة المثقفين المصريين و العرب إلى الوطن الأم (مصر) هي عودة الحياة للثقافة المصرية و العربية .

( و هل للمهاجر ثمن ؟ )

( و هل للمهاجر اسم ؟ )

( و هل للمهاجر هوية ؟ )

و من يدري ؟

من يحملني من شواطئ الغربة إلى الوطن الممزوج بالعطاء ؟

( لا أريد أن يصبح العالم وطني )

( لأن في الدم أغنية نيلية )

فأنا يا نيلية العينين قد تعبت ؟

و هل أعود وزادي القلق ؟

( فشوارع أفكارنا خالية )

( لأن الملونين فكريًا يملأون كل الضواحي .. )

( نريد شوارعنا لنا .. شوارعنا لا يسير فيها إلا الأنقياء )
( متى يلتئم الجرح )

( متى تشرق الشمس الدنيا الجديدة )

( لا خوف .. لا قلق .. لا ضياع !! )

( في أمسيات القرية رددنا كل الأغنيات )

و لكن في الغربة تاهت منا كل الأغنيات .

مسافر بلا سفر وزاده القلق .

همسة :

( أبحث عن الحب .. الحب في عينيك مشنقة ! )

( الحب بين ضفاف الذات و المجتمع و الثقافة ! )

( الحب بين الوعي و الشمول )

( من يسمع القهر داخلنا )

( نحن نحمل الشمس في حناجرنا البيضاء )

نحن مقيدون بالخوف .

( متى نقهر الخوف ؟ داخلنا و خارجنا لنتحرر .. )

قالت :

يتجسسون على حبنا عبر أسلاك الهاتف ؟ !

قلت لها :

« الحب مثل البحيرة .. مخضر الظل .. يحلم

الحب مثل الريح و الوعد لا يخشى الجواسيس »

قالت :

ماذا يقولون عنا ؟

قات : انتظرك .. و ها أنذا على بوابات الإنتظار !

مائدتي تنتظرك لنشرب القهوة .

يقول الشاعر ..

أحبك ناي

يا فرح غناي

أحبك و كيف ما أحبكيش .

يا موالي ..

يا حلم الصيف .

و أنا على اعتابك مستني

تفتحي بابك

تهزيني .

أفوت أبكي على صدرك

تضميني

و أنت عروس النيل

و أنت حلمي الجميل

أحبك ضي

يا حلمي الجاي ..

و يقول الشاعر ..

كن غاضبًا أو سعيدًا يا حبيبي كن شهيًا أو فاترًا فإنني أهواك يا صنبورة حزينة في دمي.

من خلال عينيك السعيدتين رأيت العالم ...

 

في نهر من الحب و المتاعب أغرق ... من يغسلني من ذنبي ؟ و ذنبي الفكر ... أحبك أم لا أحبك ؟ ترى ما لون شجرة الحنان التي في حقول حبنا ..

هل الحب ينتهي بمجرد الزواج ؟

لا أعرف ..

سألتني و في عينها دمعة ألم و حزن .

لقد تزوجت

و أنا الآخر

إنه مسجون سياسي

و أنا سأهاجر

في نهر من الحب و العذاب كلانا .... صديقتي نحن نعيش في وهم لا أستطيع أن أقول أننا في وهم لأن كُلاً منا في حالة إحباط و مع هذا نبتسم و على كل منا أن يخرج من حالة الوهم و يصر على أن يضع حياته كما يهوى . لا كما يهوى الآخرون ..

طريق جديد نضعه أنا و أنت ... نضعه بالعرق و الدم الطاهر .. و الا .......

 

 

 

 

 

6 / 6 / 1983

للسبوت لايت

غرباء في المشنقة

○ عيناك تفضحك أنت تحبينني .

« كانت جثة الوطن هامدة ونحن نرفع الأعلام الوطنية شاحبة الوجه ، ونسير في الجنازات بطأطأة الرؤوس الفارغة المفرغة »

*    *    *    *    *

○ عيناك العذرية العطاء متشردة الرغبات .

« كانوا يحملون خواطرنا الذبيحة وفي سوق الكلمات عجوز شمطاء تتعرج بشفتيها وتمنع نشر أفكارنا لأنها مدعمة من مخابرات !!! »

*    *    *    *    *

○ عيناك تحدثني بهواك خلف كل المرايا التي تضعينها .

« كان الاستعمار "ينخر" في رؤوس الصحف المفرغة والأنظمة الوطنية تمارس الدعاية والخطابة والوطن ينهش في عظامه سوس التخلف وديدان القهر وحشرات التفاهة »

*    *    *    *    *

○ عيناك مئذنة .. عيناك تعري مشاعري المجمدة .

« كنت أنتظرك على الهاتف و أنت تبخلين أن أسمع صوتك . أن اشق أضلع الفراغ و الإحباط واليأس و أُخرج فرحًا إليك »

*    *    *    *    *

○ عيناك قبلة الضوء ... فرحتي السرية .

« أرحل غريبًا في قطار عينيك .. أغني مع الغجر حتى الفجر ننشد أناشيد الصباح البرئ ومشنقة تعلق همس الغرباء والشرفاء في ميدان الدعارة الفكرية »

 

 


 [m1]ال التعريفية تضبط إيقاعها الموسيقي









Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More