Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

غالب هلسا والخماسين بقلم السيد حافظ مجلة الكلمة العدد الثانى 1975 من المكتبة العربية

غالب هلسا والخماسين
بقلم السيد حافظ
مجلة الكلمة العدد الثانى 1975
من المكتبة العربية
إنه عالم تغوص فيه البشر. يتحركون وفى أيديهم الخبز والحب للإنسان.. إنه عالم ملئ بالقسوة. ملئ بالضغوط التى تقهر الإنسان فلا يستطيع أن يحب وأن يتنفس وأن يتحرك وأن يعبر عن رأيه. ضغوط تجعله مقيد. ضغوط هذا التتابع من الأقدام الخفية وهذا الاستجواب حول أشياء عابرة. هل يستطيع أن يقود الإنسان أدواته وأن يصمد أمام القهر وأن يتنفس دون إرهاق وألا يلتفت خلفه وأن يحب كل الناس. هذا هو عالم الخماسين التى كتبها غالب هلسا..
إن اختيار اسم الخماسين لهذه الرواية لهو اختيار دقيق لتلك الأتربة وتلك الرياح التى تكسو الوجوه والبيوت والحقول والبشر بلون أصفر باهت يصبح فيه العالم أصفر. لا معنى فيه للرؤية الواضحة. لا معنى فيه للرؤية التى تتفهم أرضيتها وتفهم أمكانيتها.. إن رواية الخماسين التى قدمها غالب هلسا فى دار الثقافة الجديدة، لا شك فى كونها تضيف رصيداً للرواية العربية من حيث الشكل ومن حيث التعبير عن عصر وعن واقع يحتوى الإنسان فيه أكثر المعادلات صعوبة. إن الرواية لا تميل إلى السرد التقليدى ولا هى فى الوقت ذاته تبتعد عن رحاب التغريب، ولقد استخدم الكاتب ببراعة فائقة التجديد الموضوعى أى البحث عن امكانية اللغة الجديدة واستخدام أيضاً الأسماء الحقيقة الشخصيات فكانت صورة العمل إضافة للرواية العربية من حيث التكنيك واللغة والبناء فالبطل هو غالب " وهو يعيش عصره بكل ما فيه من تناقضات ومشكلات وتؤرقه الهموم الاجتماعية ويبحث عن أشياء إيجابية فى عالم سلبى مختنق، ولقد عبر الكاتب بصدق وأصالة عما يجيش فى صدره من هموم وعن اللحظة التى يعيشها ، فكان له موقف من عصره ومن بلده، وله إمكانية إيجابية فى أن ينفرد بحلول يرى أنها العدل والمساواة ويرى أن الموقف قد ضاع إما فى السؤال ، وإما فى فى الضغوط الاجتماعية والقهر الاجتماعى.
لا شك أن رواية الخماسين تمثل إحدى العلامات الجديدة فى الرواية العربية وأن كاتبها غالب هلسا.. قد أعطى ببعد الاغتراب عن وطنه فلسطين ومن خلال معايشته لمصر ووجوده فيها لمدة طويلة بعداً جديداً للتعبير عن إنتماء الفكر والمبدأ فى أرض الله الواسعة.
إن انتماء الكاتب إلى المجتمع الإنسانى والتزامه بأن يرى الأشياء ويفسرها من خلال وضوح الرؤية لديه يجعله متميزاً عن الحاضرين فى عطائه. وبذلك نكون قد رأينا أن تلك الرواية التى أمامنا ليست قصة تقليدية تحكى فالبطل فيها هو الإنسان بكل أبعاده يعيش واقع يومه بشتى أنواع القهر ويقاوم بشتى أنواع الأسلحة لديه كى يكون فى النهاية إشارة ضوء تبدد رياح وصفار الخماسين بكل ما لديها من وضوح وبكل ما لديها من أشياء طيبة للإنسان.
فمرحباً برواية الخماسين فى الإبداع الروائى الذى يحتاج إلى طاقات الكثيرين قبل أن ينضب ويجف.
السيد حافظ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More