Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الاثنين، 17 أكتوبر 2016

حدث كما حدث ولكن لم يحدث أى حدث الطبول الخرساء فى الأودية الزرقاء مسرحيتان بقلم : السيد حافظ "اوزوريس" ¬بقلم : عبد العال الحمامصى

حدث كما حدث ولكن لم يحدث أى حدث
الطبول الخرساء فى الأودية الزرقاء
مسرحيتان بقلم : السيد حافظ "اوزوريس"
¬بقلم : عبد العال الحمامصى
مجلة زهور ملحق مجلة الهلال 1971 الله يرحمك ياعم عبد العال الحمامصى
المسرح التجريبى ضرورة لأى بلد لم يتأصل، بعد تراثه المسرحى بما يكون مسرحاً متكامل القوائم. متبلور الشخصية فالمسرح لا تترسخ جذوره فى تربة أى بلد إلا من خلال تجارب أجيال متعددة.. كل جيل يضيف ما لديه .. والمسافة التى قطعها المسرح فى بلادنا لم تمكنه بعد من إيجاد شخصية محددة الملامح.
ومن هنا ينطلق هذا الكاتب الشاب "أوزوريس" بحماسته المتأججة.. ووطنيته المتدفقة.. وتوقه المتلهف كى يعطى لمصر شيئاً.. وربما تدفعه حماسته الملتهبة.. وكذلك حبه إلى جموح فى الاندفاع وراء التجارب المسرحية الجديدة بدون أن يحقق التوازن بين طموحه وبين مناخ التربة.. عندما نشرت مسرحيته الأولى عام 1971 "كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى" أثارت أثناء مناقشتها فى جمعية الأدباء بالقاهرة جدلاً لأحد أغلوائه وعدم تعقله.. انطلق البعض يرجمها بدون هوادة وبغير رحمة.. لأن هذا البعض نغصت استقراره على مفاهيم جاهزة.. وارتياحه لها.. لأنه يستطيع أن يتفاهم معها بتأمل هادئ كمشاهد .. أو أن يعطيها من جانبه كمؤلف .
وكان المفروض أن يتم الحوار. ومن خلاله تتولد الحقيقة.. فنرفض بالأسانيد.. ونختار بالأدلة.. ولكننا تعودنا فى حياتنا الأدبية والفنية أن نجابه بالعداء والكراهية ما لا يتوافق مع أمزجتنا أو مع ما نقدمه نحن.. وكان هذا موقفنا دائماً من محاولات التجريب.. رغم أن بعض هذه المحاولات تتسلح بالرؤية والثقافة والاقتدار الغنى.. ولا شئ غير الحوار كان يميكن أن يكشف محاولات الأصالة.. ويفضح كذلك محاولات الإدعاء لتغطية العجز عن التوصيل بالطرق المألوفة بالاحتماء بستار التجريب لإخفاء فقر الموهبة وضحالة العطاء.
ثم توالت تجارب "اوزوريس" المسرحية.. والتف حولها أبناء الثغر ومثقفيه فى حوار. وفى محاولات جادة لتقييم التجربة بالحوار.. لا بالأحجار .
وقد يكون هناك من يتعاطف مع تجاربه.. بجانب أن هناك من يرفضها كذلك .. ولكن بمعاناة الاكتشاف من الجانب الأول وبنفاد قدرة الاستيعاب من الجانب الثانى!
"أوزوريس" من جانبه يؤكد دائماً : "قد أكون مجرد نقطة حوار فى المسرح المصرى تمهد للإضافة"
وتأتينا مؤخراً مسرحيتاه الجديدتان "الطبول الخرساء فى الأودية الزرقاء" و"حدث كما حدث ولكن لم يحدث أى حدث" فى محاولة جادة لبلورة مسرحه بواسطة التخلص من بعض الضبابية التى اكتنفت بعض تجاربه الأولى. فقد تكثفت خبراته بواسطة عمله فى المسرح أساساً بجانب كتابته.. المسرحية الأولى تدور حول حتمية الامتزاج بين الثورة والثائر.. ولأول وهله قد يجدها القارء متدثرة بالتغريب.. وربنا الألغاز.. ولكن القراء الواعية من جهة والمتأنية من جهة أخرى يمكتها أن تستخرج الرمز من أحشاء التركيب الفنى.. المعقد.. ربما ولكن ليس تعقيد الحيل الفنية البهلوانية. ولكنه تعقيد الفن النزاع إلى تحطيم السهولة السطحية الساذجة بجانب هذا، فقد استخدم الكاتب هنا اللغة أستخداماً جمالياً.
واستطاعت شاعرية اللغة أن تحتوى مضموناً سياسياً.. بدون أن تنوء بالتزييف.. أو تعجز عن التوصيل صدقا.ً
أما حدث كما حدث ولكن لم يحدث أى حدث" فهى مسرحية الجدل الحيوى بين اللوحات والشخصيات. جدل ديكارتى الشئ ونقيضه.. حوادث المسرحية تدور إبان الحرب العالمية الثانية.. البطل وهو الشعب المصرى تظهره المسرحية وقد انقسم إلى مجموعتين .. مجموعة تناصر الانجليز والحلفاء ومجموعة تلهث وراء امنية انتصار المحور والألمان.. وفئة ثالثة تفتقد رؤية الحقيقة.. ويمثلها "عم ابراهيم" الرجل الضرير .. اما شخصية "تان" هذه الشخصية الصامتة التى لا تنبس من بداية المسرحية – التى تدور فى مخبأ وهمى – حتى نهايته.. فربما يكون الكاتب قد أرادها رمزاً للتاريخ الذى يراه الكاتب قد فقد منطقه ونطقه وقتها.
وأخيراً فإن كل ما يقال بشان مسرح أوزوريس أنه تجربة لا تحتمل التعاطف بالرفض المتعصب أيضاً .. غنها تجربة تنسج بالمحاولات الدائبة معالم رؤيتها.. ولكنها محاولة للقول بصدق وبحب من خلال التجريب.. بجانب أن نحسب لها شرف الجدية لهز ركود المسرح المصرى.. واقحامه فى طريق الصعوبة بدلاً من التكرار ومن هذه الزاوية يجب أن يكون موقفنا منها.
بالحوار .. لا بالرجم.. بالتفاهم لا بالرفض.
وتبقى حقيقة أن لا تغيب عنا .. وعليه أيضاً أن لا تغيب عنا:
الزبد سيذهب جفاء .. وما ينفع الناس فقط ما سوف يمكث فى الأرض.
عبد العال الحمامصى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More