Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الجمعة، 4 نوفمبر 2016

مناقشةالتمرد والتلقائية فى مسرح السيد حافظ


مناقشة
التمرد والتلقائية فى مسرح السيد حافظ
بقلم : سميرة أوبلهى – مكناس - المغرب
مجلة الشراع – 3 نوفمبر 1986 العدد 242
سميرة اوبلهى باحثة مغربية اشرف علي بحثها الناقد الكبير عبد الرحمن بن زيدان 
مازال مسرح السيد حافظ يحتل مكان الصدارة فى كتاب النقد العربى المعاصر. وكنا تطرقنا لهذه الظاهرة وتناولنا خصائص الخطاب المسرحى عند السيد حافظ فى غير عدد من أعداد "الشراع"
ونعود إلى مسرح السيد حافظ عبر دراسة وردتنا من المغرب بقلم الصديقة سميرة أوبلهى، ألقت فيها الكاتبة الضوء على اثنتين من مسرحيات السيد حافظ، هما " مدينة الزعفران" و"ست رجال فى معتقل 500 شمال حيفا".
استهلت الناقدة أوبلهى دراستها المقتضبة بقولها :
إن الفلك الذى تدور فيه المسرحية الأولى يتجذر فى أعماق الإنسانية ويكتنه أغوارها، مما يجعل رؤية الكاتب شمولية تطل عبرها لتشمل المحيط "الانساونى" عامة، بينما المسرحية الثانية يمكن القول أنها تدخل فى إطار شوفينى، فهى تخص بلداً بعينه هو الشعب المصرى أثر هزيمة 67، وإن كانت القضية تدخل فى إطار أشمل هو الصراع العربى الإسرائيلى غير أن المواقف التى تثار على لسان الشخصيات يبرز من خلالها هذا الطابع المحدود فى طموحات الإنسان المصرى المقيدة بين جدران تلك النفوس المصدومة. وكما ينظر الاستاذ سعد أردش لهاتين المسرحيتين بأنهما محاكمة مزدوجة لكل من المؤسستين العسكرية والمدنية الأولى تحاكم المؤسسة المدنية والثانية تحاكم المؤسسة العسكرية.
إن أهم ملاحظة توصلت اليها من خلال قراءتى لهذه النصوص هى أن السيد حافظ يكثف من الحيز المكانى المغلق . "فمدينة الزعفران" و"6 رجال فى معتقل 500 شمال حيفا" و"الفلاح عبد المطيع" "علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا" كل هذه المسرحيات تعتمد على فضاءات مغلقة وهى السجن. فهل يا ترى هذا التكثيف من الانغلاق له ما يعلله عند السيد حافظ؟
ربما يكون ذلك تعبيراً عن المحاصرة النوعية لهذا الجيل "المحاصرة الداخلية : الانعزال والاغتراب عن هذا العالم(1)، و"محاصرة خارجية" داخل هذه القوقعة الجهنمية المسماة بالعالم الذى يخضع بموجب قواعدها لأساليب من القمع والخنق، يقول الدكتور السعيد الورقى: "والمحصور هنا هو انسان العصر الذى يمارس حياته بمشاعر متوترة تثيرها آلاف الأشياء المحيطة التى تحاصر الوجود الإنسانى فى الزمان والمكان"(2).
إن هذا النوع من المحاصرة يؤسس داخل إنسان السيد حافظ تمرداً تلقائياً ويحفزه على التساؤل.
وبداية التساؤل تفجير للشحنة المكبوته وزعزعة القيم السائدة، وبالتالى فرض حدود لهذه الذات واستنبات لمعالم الشخصية المتحررة من قيود هذا العالم. وكما قال البيركامو مستبدلاً الكوجيتو الديكارتى: "أنا أشك إذن أنا موجود" بـ "أنا أتمرد إذن أنا موجود" إنه كان يهدف إلى خلخلة المنظور السائد ليعلن بداية استقرار الذات بل والإحساس بالمسؤلية . وكما قال السعيد الوقى : "إن مسؤولية البطل الثائر كما يراها السيد حافظ مسؤولية نابعة أساساً من انتمائه إلى هذا الإنسان ومن وعيه لواقع عصره وإحساسه بمسؤليته تجاه هذا العصر بمحتواه المادى والفكرى"(3).
إن البطل عند السيد حافظ انطلاقاً من هذه التساؤلات يتولد لديه الوعى المأساوى كما يقول كولدمان هذا المنظور المأسوى يتوزعه محوران أساسيان ما السالب وما الايجاب، ما الصحيح وما الخطأ؟
فجميع الترسيمات الحوارية عند السيد حافظ تصطبغ بهذا المفهوم وتتنامى عبر هذه الوتيرة .
فإذا كان المستوى الحوارى لدى العوامل هو بمثابة مرحلة توسط لإظهار البنية الدلالية العميقة للنصوص، فإن السيد حافظ كمبدع لتلك الذوات يجسد النبة الدلالية للخط الدرامى الذى تبناه فى موقعة الإنسان داخل هذا العالم ، وبالتالى رسم الحدود التى تعيشها والمعاناة التى يكابدها، وفى نهاية المطاف طرح السؤال ماذا يمكن أن ينحقق وكيف السبيل إلى ذلك؟
ففى مسرحية "علمونا أن نموت وتعلمنا أن حيا" يتحقق هذا التساؤل يقول السجين الأول لقد مات أتسمعين ؟ لقد مات.
المرأة الخريفية : مات .. كيف ؟"(4)
واتساءل بدورى كيف يموت الوعى وتموت روح المقاومة، إن السؤال كما قلت سابقاً يكسر اجدار التراجع والخوف.
- السجين الأول : كيف يبوح ونحن نصغى .. ولم يكن يغضب من الطرق والاستفزازية ، قال إن القائد لا يستفز.
- المرأة الخريفية : الركود كان يصارع الركود.
- السجين الأول : نقص التطور هو المشكلة"(5)
يقول حسن عبد الهادى : "أما شخصيات السيد حافظ فإنها ضائعة فى خضم الحياة تبحث عن القيمة التى زيفتها أصابع الحضارة الحديثة، وتعيش وحشية رهيبة فى طريق سعيها إلى تلك القيم والمثل السامية سواء أكان ذلك على الصعيد الاجتماعى الإنسانى أم الأصعدة الأخرى كالدين والسياسة والإخلاق"(6).
وبالفعل إن هذه الترسيمات العاملية بمفهوم كريماس تظل غارقة فى سراديب هذا العالم الكابوسى بعلاقاته المتفسخة، والتحلل والفساد الذى بلغ حده الأقصى. كل هذه العوامل تؤسس حافزاً لهذه الشخصيات لتتحرك وتفعل.
السجين الأول : سألته مرة .. الدفاع الذاتى ؟ أم الكفاح العضوى؟ ابتسم لى وقال الأول تمهيد للثانى سألت الدفاع الذاتى أم حرب العصابات..؟
الدفاع الذاتى أم الحرب الشعبية؟ ابتسم وقال فى النهاية الدفاع ومات.
المراة الخريفية : مات اليوم أم الأمس؟.
السجين الأول : لا أظنهم قتلوه اليوم أو أمس. أظنهم قتلوا فيه الغد(7). والنغمة نفسها نجدها تسرى فى الحوار الذى يدور بين هادى وفؤادى من مسرحية الخلاص.
هادى : كل السويس يوم 5 يونيو كانت عايزة الفرح.
فؤاد : والفرح ليه ما تمش؟
هادى : ما تسألشى ليه؟
فؤاد : أمال أسال مين ؟(8)
الشاعرة  مازالت "فى معركة كبرى مع التاريخ – لم تحسم – لذلك قررت إن تحسمها لمصلحة بنات جنسها فهل وفقت؟
يبدو أن المعركة تراوح سجالاً

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More