Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

هل التلفزيون فن سينمائى أم مسرحى أم قائم بذاته حوار مع الكاتب المسرحى السيد حافظ

هل التلفزيون فن سينمائى أم مسرحى أم قائم بذاته حوار مع الكاتب المسرحى السيد حافظ

*****
•هل التلفزيون فن سينمائى أم فن مسرحى أم فن قائم بذاته ؟
التلفزيون هو فن نهاية القرن العشرين.. لا بديل لأحد.. بل هو شخصية خطيرة مستقلة انجبتها السينما والمسرح.. هو الابن المدلل للمسرح والسينما هو ناعم كالحرير ... يدخل كل المناطق المحرمة والخاصة جداً.. وحيد فى تميزه يبث إليك الأفكار الجيدة والبليدة يدق حرس الصحوة الفكرية أو يطعمك الكلمة المخدوعة الخادعة.. تأكل أفكاره وأصابعك فى فمك ولا ترتعش ، لقد تحول هذا الفن أن يكون الأب للطفل الصغير والزوج بالنسبة للمرأة والزوجة بالنسبة للرجل.. إنه يتسكع بعواطفنا ومشاعرنا وأحساسينا ونحن نسير للوراء.. إنه يضطجع فى كل جزء من مؤسساتنا الاجتماعية ونحن مسلوبو الإرادة كسمك مدلاه من فوق الجبال.
التليفزيون سرق تاريخ وامكانية المسرح والسينما فهو يقدم مسرحيات خاصة به وأفلاماً خاصة به... كأنه وطن آخر.. أوعالم آخر.. السينما تلهث وراء التلفزيون بدليل اتجاه بعض الشركات الكبرى فى أمريكا وأوروبا إلى انتاج مسلسلات تلفزيونية حتى لا تبتعد عن الشمعة المضيئة ألا وهو المتفرج.. والمسرح يقاوم ذاتياً لأنه فقد جزءً من جماهيره عندما بدأت المسرحيات تسجل وتذاع فلجأ أصحاب المسارح إلى عدم تصوير المسرحيات تلفزيونيا إلا بعد عاملين ضماناً لكسب الجمهور ونجح المحاولة.
إلا أن التلفزيون فرض ما يسمى بمسرحيات تلفزيونية ولكن للأسف معظم ما قدم لم يحترم المسرح كقيمة أو الكلمة كموقف أو المتفرج كحكم.. فالمسرح جمهوره هو القاضى. والقاضى يحكم فى الحال... أما التلفزيون جمهوره يملك عدة تنوات ويمكنه أن يغير المحطة ولا يهتم بالحكم على الأشياء أما الجمهور فى المسرح فإنه يحكم فى الحال ويستطيع أن يعلن نجاح أو فشل التجربة المسرحية. التلفزيون فن قائم بذاته ولكنه مهجن.
•قالوا المسرح أبو الفنون فلماذا يتدهور الأن كى يكون أحد أحفادها.. العيب هل يكمن فيه أم فينا ؟
•المسرح فى الوطن العربى يمر من قناة قرارات علياء إن رضت عنه القيادات الثقافية العليا نهض وإن لم ترضى عنه تحول إلى جثة ميتة... المسرح يمر بظروف جتماعية وسياسية وثقافية وضرورة حضارية مر بها أى مجتمع من المجتمعات. فى أوروبا ظهرت السينما وظهر المسرح الحديث بكل أشكاله وألوانه وظهر الفيديو – والتلفزيون ولكن كل هذه الفنون جميعها لم تؤثر على المسرح فما زال المسرح فى أمريكا وأوروبا هو " سيد الموقف" و"أبو الفنون" لأن البعد الحضارى لا يجعل الناس تنسى ضوء القمر وزهور الحديقة. ولعب الأطفال ورائحة القهوة.. وجمال الينبوع.. لا تنسى الحب. ولكن فى وطننا العربى نحن نفكر فى الطعام للأولاد وظروف اقتصادية لا تعرف الرحمة تتكئ على الحزن فى أصولنا وجذورنا... ننسى الريف عندما نهاجر للمدينة... ننسى شوارعنا القديمة التى ولدنا بها. إننا نسقط فى بئر عميق وما نحبه فى الصباح نكرهه فى المساء... متقلبوا الأمزجة.. من كان يقرأ أيام الجامعة.. ينسى شكل الكتاب الأدبى عندما يتخرج من الجامعة ومن كان يشاهد مسرحاً فى المراهقة ينسى مشاهدته فى أيام الشباب وهكذا نحن فى العالم الثالث نعيش عدة أمزجة فى اليوم الواحد. نبتعد عن الموضوعية ونبحث عن إرضاء ذواتنا المريضة. لا نحتج إذا اختفت صحيفة؟ لا نسأل عن كاتب إذا مرض أو غاب أو مات.. لذلك فالمسرح فى عالمنا الثالث أصبح أحد أحفاد هذه الفنون والأسباب كما أوضحنا ... أسباب سياسية.. أسباب اجتماعية (بنيوية المجتمع) – أسباب اقتصادية – أسباب حضارية... أين نحن منذ أن كان تاريخنا نصراً وفتوحاً وحرية وديمقراطية وأرضاً مفروشة بشهادة لا اله الا الله والمصاحف؟ وأين نحن الآن ؟
•التلفزيون علامة كبيرة من علامات تقدم المجتمع. هل نحن مجتمع حضارى أم متخلف من خلال ما يقدم ؟
oدعنا نناقش الكلمات الأخيرة... من خلال ما يقدم فى التلفزيون ... ماذا يقدم فى التلفزيونات العربية ؟؟؟
oإحدى المحطات تقدم سباق " الهجن " أى سباق الإبل لمدة 4 ساعات! متصلة !
oإحدى المحطات تقدم ندوة من الجمهور لمدة 5 ساعات متصلة ! وكلها هتافات وخطابات.
oإحدى المحطات تقدم مقابلات رئيس الدولة لمدة 3 ساعات متصلة !! فى نشرة الأخبار.
oإحدى المحطات تقدم مسلسلات فرنسية فقط.. بالإضافة إلى مسلسلات محلية!!
oإحدى المحطات تقدم مسلسلات انجليزية فقط بالإضافة إلى برامج محلية متواضعة.
oإحدى المحطات تقدم المسلسلات الامريكية وتحتقر أى انتاج آخر وكأنها محطة فى أمريكا !!!
oإحدى المحطات تقدم 4 مسلسلات عربية فى اليوم وترفض تقديم أى مسلسل خارج انتاجها.
oمدير إحدى المحطات التلفزيونية إذا أعجبه شخص ما قام بتعينه مراقباً للتمثيليات والدراما والمنوعات مع أن هذا الشخص غير موهوب وغير مؤهل. لكن لا يهم!!!
oفى إحدى المحطات يتقاضى مسئول (هدية) مكافأة كى يوافق على مسلسل جيد وبارز...!
oمسلسل يخرجه يحيى العلمى ومن بطولة نور الشريف يتساوى فى الأجر مع مسلسل من إخراج (سمير سمير ) ومن بطولة (فهمى، فهمى) ؟؟؟
oمراقب فى محطة تلفزيونية يعيش فى أثينا والقاهرة على حساب شركات الانتاج ويتدخل فى اختيار الأبطال والممثلين حتى يضمنوا موافقته على عرض المسلسل من محطته...
بعد كل هذا الوضع اسأل الناس هل نحن مجتمع حضارى أم متخلف؟؟
•الفنان التلفزيونى متى يكون فناناً ؟
-الفنان لا يولد بقرار سياسى – الفنان يحترم فنه – تاريخه – نفسه.
-الفنان يلتزم تجاه فكره أياً كان هذا الفكر.
-الفنان نصف عالم... ونصف ملاك.
-الفنان يحب العدل لا يظلم أحداً.
-الفنان لا يمارس التضليل مع الناس.
-الفنان موقف – الفنان يغير العالم نحو الأفضل.
-الفنان رؤية – الفنان + موهبة + ثقافة.
-الفنان كتلة من الأحاسس المتوهجة والمشاعر النابضة.

•لكن فى عالمنا العربى الفنان فى دائرة غريبة ؟
-يولد فى معظم الأحيان بقرار سياسى.
-لا يحترم فنه بمعنى أنه يقوم بتقديم 80% من أعماله بشكل هزيل؟.
-لا يستطيع أن يمنع سب المخرج له ويفقد احترام نفسه.
-لا يقرأ الا نادراً ومعظم ثقافته بعد الشهرة هى قراءة الأخبار الفنية.
-الفنان فى عالمنا العربى لا يتخذ أى موقف من أى قضية وإذا اتخذ موقفاً سجن – تشرد – أو تعطل عن العمل...
-الفنان صاحب الرؤية فى وطننا العربى يتهم بالجنون أو الشذوذ أو التخدير.
-الفنان فى وطننا العربى تموت لديه المشاعر والسبب ان الوسط الفنى أفرز علاقات كثيرة غير شرعية ومشبوهة وغير ناضجة ومضللة على المستويين الفكرى والإعلامى.
-الموهبة فى وطننا العربى محاصرة بالتنازلات وبالطعن والإشاعات.. الموهبة تحتاج إلى قدرة إلهية كى تحميها وتخترق كل الحواجز وتفرض نفسها على الجمهور الذى يتلهف على كل جديد وجيد فى الوطن العربى.
•هل لكم الذى تفرضه الحلقة اليومية المتبعة فى مسلسلات تلفزيونات الخليج والتى لا يعرفها جمهور مصر هى سبب أسباب ركض الفنانين أو الاستثمار أو الفن السريع ؟
•لا شك أن محطات البث التلفزيونى فى الخليج وراء ركض الفنان بحثاً عن الكسب السريع.. لقد أصبح العمل التلفزيونى الجيد يتعادل مع العمل التلفزيونى الضعيف.
فى الأجر... ونحن نجئ إلى المحطات فنجدها تقبل العمل التفة بسرعة عجيبة والعمل الجيد ترفضه بكل سهولة.. وبالنسبة للمنتج فهو طرف أساسى فى لعبة الانتاج... إذ يربح 400% وهو يبحث عن الأعمال التى يرضى عنها التلفزيون فى الخليج والخليج له شروطه ففى كل محطة ممنوعات تختلف عن المحطة السابقة ومجموع الممنوعات فى كل المحطات بسبب عائقاً إبداعياً.. إن الجرى وراء الربح السريع وساعات البث الطويلة أثرت فى نوعية الانتاج وهبوطه الكيفى... وعندماتذهب هذه المسلسلات إلى مصر كان التلفزيون المصرى العربى يرفضها لضعفها ويطلب جودة الأعمال. فجعل هذ الرفض الكثيرين من المنتجين يفكرون فى إعادة حساباتهم والبحث عن الأعمال الجيدة المميزة.
إن هذا الكم من الانتاج قد أعيد النظر فيه وبدأ الاهتمام بالكيف وليس بالكم.. واعتقد أن الثمانينات سوف تحسم كثيراً من القضايا الخاصة بالانتاج التلفزيونى.. لقد بدأت المحطات ترفض كثيراً من الانتاج الضعيف المستوى... وبالتالى أعادت شركات الانتاج حساباتها وتقديرها. إن العمل التلفزيونى الجيد هو بمثابة عمل أدبى جيد هو شهادة حق فى تاريخنا الابداعى ووثيقة فكرية لخدمة جماهيرنا العربية التى تحتاج إلى الفن الجيد المميز الذى يساعدنا على الفرحة وإعادة الفكرة.
•من خلال عملك 10 سنوات فى الكويت ما هى أسباب عدم وصول الفنان الخليجى إلى مصاف فنانى العالم العربى .. هل هو المستوى – الإدارى – اللهجة ؟
•الأعمال التلفزيونية فى الخليج لن تصل إلى الجمهور العربى المصرى والسبب اللهجة أولاً وأخيراً.. دريد لحام الفنان العربى السورى فشل فى الوصول إلى الجمهور العربى المصرى والسبب اللهجة مع أنه فنان قدير.. أما الممثلون العرب الذى تحدثوا باللهجة المصرية نجحوا فى اقتحام قلوب الجمهور العربى المصرى مثل – غسان مطر – ابراهيم خان – رغدة – إيمان – وليد توفيق (المطرب) – صباح – فريد الأطرش – اسمهان – فايزة أحمد !! إذاً القضية تتمثل فى اللهجة... أما مستوى الأداء من الفنانيين الخليجيين فاعتبرهم كممثلين فهم فى مستوى متقدم جداً فإننى أشعر أنهم لو قدموا أعمالاً تاريخية باللغة الفصحى لاستقبلهم الجمهور المصرى استقبالاً جيداً مثال : أحمد الصالح – ابراهيم الصلال – خالد العبيد – محمد المنصور – كنعان حمد ... سعاد عبد الله – حياة الفهد – غانم الصالح – جاسم النبهان. وعلى ما أذكر هنا أن الأردن قامت بتجربة فنية رائعة. إذا قامت الشركة الاردنية للانتاج بتقديم مسلسل محلى اردنى ومسلسل مصرى يشارك فيه نجوم اردنيين يتحدثون باللهجة المصرية وأذكر قول الفنان العراقى الكبير يوسف العانى. " كل اللهجات العربية غير واضحة للدول العربية باستثناء اللهجة المصرية إذ إنها اللهجة الوحيدة الواضحة المفهومة القريبة من كل أذن..."
•قدمت بعض الأعمال التلفزيونية المشتركة بين فنانى العرب والخليج ما تقيمك وكيف يمكن أن ننمى مثل هذه الاتجاهات ؟
•الأعمال المشتركة علامة جيدة ولكن يجب أن تتوحد اللهجة إما باللهجة المصرية أو الخيجية ولكن ما حدث أن معظم ما قدم حتى الأن غير متوائم وهو أشبه بعملية تلفيقية توفيقية بينما العمل الفنى الحقيقى هو عمل طبيعى متكامل. مثل الهجر قوى شامخ له روعة الصلاة.. وكأنه موعد للتوحد.. إننى ضد الابتزال ومع (روعة العطاء).
واتمنى أن يشارك الفنان الخليجى فى أعمال مصرية باللهجة المصرية والفنان المصرى فى الأعمال الخليجية باللهجة الخليجية.
إن التوحد فى العمل افنى يعطى شهادة التنوع الفنى الرائع.....
•هل هناك أزمة نص فى المسرح العربى ؟ وأين أنتم كمبدعين للمسرح العربى؟
•الأزمة أزمة الضمير الأدبى.. معظم النقاد الأكاديميون علقوا شهاداتهم على الجدران واتحفونا بما قاله وقدمه أبو خليل القبانى.. واخذوا يهللون لمسرح الستينات واحترفوا الجلوس أمام المتاحف التاريخية.. ظنا منهم أنهم يأصلون للمسرح العربى... لقد تركوا التجربة المسرحية المبدعة مجنحة وكلما مروا عليها يشيعونها بالصمت ملوحين ها هنا التاريخ قد تعطل.. الأزمة فى المسرح العربى أزمة ضمير أدبى كلمة حق تقال عن المبدعين العرب بدلاً من تركهم للصمت والتجاهل والموت البطئ وأرزقية الصفحات الثقافية والفنية يملأون الصفحات بأشهر الراقصات وقصة حب العقاد وينسون أن ما مات مات وما فات فات وأن التاريخ لا يرحم الكسالى والجهلة والخونة.. نحن مبدوا الأرض الفقراء تفر روحنا منا إلى الجماهير .. تعود الينا ثملى تطير.. على جناح الأمينات نحن نعى أن الجماهير فى معزل ونحن سجناء الصمت والتجاهل والاحتقار المقصود.. نحن كتاب المسرح العربى الحقيقيون. لسنا كتبة على أبواب الأنظمة العربية لندغدغ حواس الناس بالمسرح الأفيون والمسرح الضياع.. إننا طوفان الإبداع المسرحى.. تطاير أعمالنا كلماتنا على العمائم فتهزها.. والكراسى تنحر فيها.. نعرف أوجاع الشارع وحلم الشارع.. وألم الشارع وضحك الشارع وحب الشارع.. نكتسح بإبداعنا .. نعرف أنهم يصنعون الجريمة فى وضح النهار.. يأتون بمؤلف مجهول "زورمبيح" مثلاً ويهللون له ويدعون الناس لمشاهدة أعماله .. وأعمالنا يتركوها لنا.. حبيسة الكتب.. تمرح فى سرير التجاهل .. ويخرج عبيد الولائم يسبوننا فى الصحف وخصيان الإبداع يكتسحون الملعب يتاجرون بالسياسة والتجارة وفى كل الصحف لهم نوافذ.. إننا فى كل مكان متواجدون.. نرى صناع الجريمة فى وضح النهار.. لا تودجد أزمة نصوص.. الأزمة الحقيقة هى أزمة أمة تنهار وتدعى أنها متماسكة.. نحن نعلم أنها أمة تغرق ولكن نحن لا نبيع الأوطان وهم يبيعون الوطن ويدعون أنه بخير ويتقدم ويتحرر ويتطور...
•إننا نعرف اقنعتهم جيداً ويظنون أنهم أذكى مننا ويحاولون جذبنا إلى صراعات خائبة.. يسبك أحدهم فى صحيفة.. يمنع سفرك لمهرجان.. يمنع الطلبة من دراسة إبداعك.. يمنع أخبارك .. يتغامزون.. يتلمزون .. المهم أن لا تهدأ روح المقاتل فينا فنحن نملك بابداعنا سفينة نوح لانقاذ الأمة وبعد الطوفان نبنى أرضنا الجديدة....

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More