Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الأحد، 8 مايو 2022

9 // (8) عن الحب والشعر// مقتطفات من كتاب المشاكس

  مقتطفات من كتاب

المشاكس

(9  )


المشاكس

رحلة في رحاب

الكاتب السيد حافظ


د. نجاة صادق الجشعمي





 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حـــــلــم

أول مرة كنت أكتب لك كلمة " أحبك " كتبتها على حائط الجيران كى تقرأينها .. كتبتها بالطباشير .. وجاء المطر و اكتسح كل الحارات والشوارع وغسل كل الأحزان والأفراح .. وعندما ظهرت الشمس جريت كى أشاهد الجدار والكلمة التى كتبتها لك

" أحبك "  يا صاحبة الضفيرتين الصغيرتين .. يا وردتى الرقيقة جريت إلى الجدار كى أتأكد من أن المطر لم يمح رسالتى لك فلم أجد الجدار !!

 

 

موقف

تحت كل شجرة من أشجار مصر تجد شاعرًا ..

بعض الشجر ينمو وبعضه يجف وبعضه يموت ببطىء .. وفى النهاية تأتى الثمار من الشجرة المثمرة عندما تتذوقها تفجر فى فمك الدم .. أي غضب يحتويك يا نيل و أي سر .. على مشارف الحلم الأبيض يأتي فرسان الكلمة مدججين بالأمل ولكن فى عيونهم الأحزان

طفل هرب من مذبحة أيلول إلى بيروت

جاءت خلفه المذبحة تجرى فأين المفر؟؟

يا إخوتي فى درب الكلمة لتذبحكم الكلمات لأنكم لم تفعلوا للأجيال القادمة غير قصور من ورق .. على أصوات المدافع تنهار ..

 

 

 

 

 

6/7/1982

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

كان لنا الغابة و أشجار الصنوبر .. السماء وقارب يطوف فى الماء و أغانى الأسماك .. و أنين الأمواج .. جاء ذات يوم الغريب وجلس على حدود الغابة فصرنا نتحدث خلف الأسياج . وصرنا غرباء ..

 

بداية

عبر المسافة بين الحرف الأبيض والياء الزرقاء تولد المعاناة .. هؤلاء الذين لم يكتشفوا لون الأحرف و إيقاع الكلمات و أنين الأنهار فى المعاني الخفية عن أسعد الناس حظًا . إذ يظنون أن كل الأشياء سهلة وبسيطة وسطحية .. إن لعنة الوعي باللغة تتعب الكاتب والمبدع والأديب . ولذلك فمن الصعب التعرف على إيقاع الحياة الحقيقية للآدب .

 

 

همسة

هذا الصمت الذي يحتوينا هو نوع من الإرهاب الفكري .

حبيبتي قتلوني عندما أرادوا قطع لساني ألف مرة عن قول الصدق . الصدق هو الحب .

  

 

 

 

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

إلى رجال يستحمون في العطور

أن تكون غريبًا في وسط أهلك وناسك ووطنك فهذا

فهذا شئ محير ..

لقد عانيت من الغربة و أنا وسط أهلي وناسي و أصدقائي

عانيت حتى صعدت على جسر خط الموت والحياة

وسرت بلا أقدام حاملًا رأسي فوق كفي

الذي امتد فوق جبل الشيخ وذهبت إلى وطن آخر

فكنت غريبًا أقطع المسافات الطويلة بمفردي ماشيًا على قدمي

تدخل في رئتي الأزقة

تحملني الخطوات على كفها الصغير الرمادي

أنام في أحد الأزقة الممزقة

تنهش جسدي كلاب مرتزقة التناقضات

وتجار الكلمات

وسماسرة الفكر الرخيص

وتسلق رأسي سخرية أنصاف الجهلة

و أنصاف المتفقين

يهزئون بالمنهج والفكر النظيف يتحكم في تقييمك مدعو الثقافة والفكر

الذين لا يملكون الفكر ولا الثقافة

ولكن يملكون الفكر ولا الثقافة

ولكن يملكون السيارات الفارهه ورباط العنق الأنيق

ويستحمون في العطور ويضعون على وجوههم أصباغ المهرجين المنافقين لكافة المستويات ولكل الأشياء ...

أمر ولكل الأشياء ..

أمر فوق المدن العربية

تنظر لي السيارات المارة بجواري مسرعة

كأنني إشارة مرور أو إشارة باص أو شجرة

فالكل يتساوى أمام سرعة السيارات .

الإنسان . الشجر . إشارات الباص

إشارات المرور .

يا لوعة الغريب ولوعة الرجل الشريف

في عصر محصى الأفكار ..

 


 

حصاد الايام

بقلم : السيد حافظ

إلى الشارع المظلم !

إلى الشارع

صديقي الشارع

في هذا الزمن الغافل في ميزان الزور والبهتان

يحبل التاريخ في لحظة

بجريمة .. ضد الحب .. ضد الإنسان

ضد الإنسان

صديقي الشارع

نحن الذين غنينا على قارعة الطريق

أغنية الإنسان

أغنية الطريق

راقبتنا العيون والملفات

لا تغن بصوت مرتفع

لا تزعج المارة الذين غرقوا في غيبوبتهم

و إذا غنيت بصوت منخفض فأنت تحيك مؤامرة

وفي الحالتين أنت متهم حتى النخاع

صديقي الشارع لم يعد في جعبتي إلا عود كبريت

وكلمة نبية

وتصريح سفر

وجنسية عربية

معي عود كبريت

أشعله للوطن اي وطن

يعطيني الأمان

يعطيني الدفء معي عود كبريت

 للوطن الذي إذا داهمته

الظلمة .. أشعلته له .

معي كلمة نبية

يجهلها من يحتسون كلمات

الاستهلاك اليومي في الصحف و الكتب[m1]  والمجلات

على قارعة الحانات الفكرية هؤلاء ضدنا .. هؤلاء المفرغون  من الفكر والثقافة ومخزون التجارب الفكرية مطأطئ الرؤوس .. أمام إبداعنا

خافضي الصوت أمام حناجر فكرنا

عملاء .. في سطورهم

سماسرة .. في شعاراتهم معي لهؤلاء

جنسية عربية

وجواز سفر فرجاء قبل أن ينتهي

هل تسمحوا لي قبل انتهاء الجواز

أن اسحب جنسيتي العربية

 

الوطن لنا جميعا وليس لهم

الوطن ليس غانية

وليس كل قائد على أرضه

شريف

فاللا أخلاقيون في بعض

الأحيان

يضاجعون الأوطان

ويصبح الإنسان الشريف

خلف القضبان

في سجن الخبز

سجن الحرية

سجن القهر اليومي للإنتظار

إنتظار الباص

إنتظار خطاب

إنتظار إنذار بالفصل

إنتظار فرصة العمر

إنتظار صديق

إنتظار الصديق

إنتظار الحبيبة

إنتظار الوفاء

إنتظار التهديدات

إنتظار

لقمة العيش

رد الجميل لست بهلوانا بينكم

ولست أضحوكتكم

لست كاتبكم على أرصفة

التسلية

ليس أبي قوادًا

ولكننا شرفاء ، بسطاء

ريفيون . فلاحون نغمس الملح

بالخبز

بالدم

بالشرف

بالوفاء

قد تكون عملتكم النفاق

والنزيف

وتكون أفخاذ المواقف

لكم دائمًا جاهزة

ولكنني للأسف لا أجيد

التطبيل والتزمير والنفاق

فأنت يا كويت محطتنا

وحتى الآن يا كويتنا

الحلوه

نبحث عن الراحة ..

****

 

النهر يرحل

كنت أجرى وراء الحرف الجديد والكلمة العذرية ونقاء الرؤية .

وشموخ الفكرة كنت " أحبك " بهذا الكبرياء وهذا الوجه

" الأسمراني " يا أحلى حواء شاهدتها . ثم تبدل الحال الحرف استهلكته الصحف اليومية والثرثرة والبعثرة والكلمة فقدت بكارتها فى سوق نخاسين الكلام والرؤية أصبحت ضبابية وكل شىء ينهار والفكرة أصبحت مكررة مليون مرة .. لا جديد ، المجد للتكرار ، المجد للملل ، المجد للصمت .. ها أنذا أفكر فى الموت مائة مرة و أحلم بالموت فى ساحة شريفة حيث اختفى الشرف . وها أنا احلم بك فهل تنقذني لأني لا أملك سوى حلمى بعينيك ..

 

 

 

 

6/7/1982

حصاد الأيام

بقلم : السيد حافظ

 

كان لنا الغابة و أشجار الصنوبر .. السماء وقارب يطوف فى الماء و أغانى الأسماك .. و أنين الأمواج .. جاء ذات يوم الغريب وجلس على حدود الغابة فصرنا نتحدث خلف الأسياج . وصرنا غرباء ..

هي

كانت أجمل فتاة فى حارتنا الضيقة وكانت كلما تسير يشهق الرجال وكنت أظنني خارج حساباتها . وذات يوم وجدتها أمامي من إحدى الامسيات وهى تحمل البخور   ووفينا العطور من العطار قالت . كيف حالك ؟!

نظرت خلفي .. لم أجد سواي

قلت : الحمد الله

ضحكت .. إهتزت الدنيا .. عمرى 14 عامًا في ذاك الزمن وهى 16 عامًا بعد عام تزوجت من تاجر ثري .. اختطفها .

بعد 5 أعوام ترهلت وخلفها مجموعة من الأطفال وفى نفس الحارة قابلتني .. عرفتها .. قلت مساء الخير كيف حالك ؟

قالت : أنا لا أعرفك

قلت : أنا فلان

قالت : وهى تبكى لا أعرفك ..

سارت .. أدركت ان فى داخلنا تموت الأشياء .. حتى الزمن و إننى كنت خارج الزمان .

 

 

إدانة ..

أدينكم .. دم بيروت فى رقبتكم .. دم الشعب العربي المهان فى عروقكم .. فى كلماتكم

بيروت إذا ماتت ماتت الحرية وماتت الكرامة وماتت العروبة .

 

 

فكرة

أجمل أيام العمر تلك التي لم نعشها بعد .. و أجمل شمس الدنيا تلك التي لم تشرق بعد وأجمل أنهار العالم تلك التي لم نرها بعد وأجمل قصة تلك التي لم تكتب بعد وأجمل رواية تلك التي لم تنشر بعد .. مع الإعتذار للشاعر الكبير ناظم حكمت .

 

 

 

 

 

 


 

22 / 6 / 1983

● وقفة ثقافية ●

حصاد الأيام

أنا الغريب في مدن عينيك !!

وطني عيناك .

أنا الغريب في مدن عينيك أتسكع .

أجمع من ذكرياتي أحلى أيام العمر .

هل تسمعينني .

توقفي أمام حبنا لحظة واحدة .

هل تستريحين على صدري القلق .

صدري العذب .

و روحي المعذبة .

في هذا الزمن نحيا بلا ثمن .

أنت مدينتي

كل المدن في أعماقي رموز .

كل المدن في رأسي (أغاني الفقراء) .

كل المدن تتنهد على أرصفة أفكاري ببلاهة العصور .

وطني أنت .

و حلمي الخفي .

يا غزالًا شاردًا في حقول الغضب .

يا عناقيد الثورة في مواسم التفسخ .

طوبى للغرباء .

أنت و أنا .

قتلنا مرات عديدة .

في المنفى .

في الهجرة .

في الوطن .

فمتى نتوحد .. في دوامة الضياع .

*   *   *   *    *

أنا في مدينة أهرب من عيون البحارة و السكارى و غواني الفكر .

أستنشق نسمة ساحلية باردة ..

أنا و أنت طريقنا الصعب هل نغسله بالمطر ..

قلوبنا مثل النهر ..

لا تعرف الحدود الضيقة .

أذكريني في أعاصير التجديد حين تأكلك ذئاب الوحدة و الوحشة في أمسيات حزيران ..

تعالي خذيني . ناقشني السفهاء طويلًا .

ذبحوني في أمسيات الثرثرة .

*   *   *   *   *

يشربون فيها نخب الخسة المنتصرة على الشرفاء .

آه لو تدرين كم أحبك ؟!

كم أحبك ؟!

لو عرفت كم أحبك لتغيرت خريطة العالم أمامك .

أي عالم .

عالمنا .

عالمنا المحاصر بالموت و التنازل .

كان المطرب يغني و أنت تكتب .

كنت أغلق حدود أفكاري .

يا حلمي الأبدي كل شوارع القدس .

الجولان .. حزينة ..

يا حلمي الأبدي لا تفكر كيف احتل الصهاينة بيروت .

يا حلمي الأبدي لا تفكر كيف انطوت صفحات الشرف في تاريخنا .

يا حلمي الأبدي ..

لن نقدم للأجيال القادمة إلا شهادة ختان الحرية و تقوقع الأفكار نحن الذين لعبنا كل شئ و تنازلنا عن كل شئ وتاجرنا بكل شئ بدءً من أحلام الناس حتى قضايانا القومية تعالي إلى .. لنخرج من أحاسيس الموت البطئ للحياة .

حبيبتي ..

سواء فهمت أو لم تفهمي . حقيقة حبنا .

فأنا فوق المعاناة أرتضع من حلمة ثدي القهر نبوءة الشتاء .

سواء جاء الرفاق يتحدثون معي أو لا يتحدثون .

فأنا أحببت في الصمت مشورة البرد .

يتهاون عمري في العالم المختلف ..

حاملًا تخلف أمتي و عالمي الثالث على كتفي ..

أسير في العالم المحتضر .. من يأخذ تخلفنا مقابل مقايضة .

يا قبسة من ضوء تسلل إلى نفسي .

تحملني إلى شواطئ الأمان .

آه من يحمل التخلف من فوق كتفي .

و أنت تقفين على أبواب عواطفنا متردده .

من يحمل هموم أمتي من رأسي .

و أنت عن المحبة تبتعدي و هي تضحك إليﱠ .

من يحمل القهر من نفسي . و أنت مصباح روحي المعذبة و ضوء المحبة المقدسة .

يا أيها العالم المتقدم .

أنت رائع و رائق و لكن .

سوف يجئ اليوم الذي فيه يستنير الوطن الثالث . العالم الثالث و يموت التخلف و تقرأ الناس قصة عينيك ..

و أمي تقرأ جريدة الحياة .

و يمسك طفلي بندقية التقدم .

و نطلق رصاصة الخلاص من تكنولوجيا العصر ..

للعصر القادم .

و علم السيبر نطقيًا .

و الحب لا يملك شيئًا و لا يريد من أحد أن يمتلكه و لكن نحن تحت وصاية عواطفنا !!

 

 

○ رسالة خاصة ○

" إلى التي أحبها و تحبني .. الحب يعني التضحية بكل شئ و ليس المساومة و ليست القيم المادية المبتذلة في زماننا الأحمق "

 

 

○ همسة ○

○ لم أنم و أنت تنامين .. كل المدن مشانق و أنا على أبوابها معلق الرأس و كلاب تنبح خلفي و أنا اسير في أزقة الحارات . أحدث الضوء في أعماقي .. أناشد ضوء السماء . فيهبني الله من عينيك قبسة من ضوء الأمان و الحنان و روح الضياء .

 


 

همسة

كل الرجال يعرون جسد النساء بعيونهم .

أما أنا أعريك بفكري

لو خبأت نفسك عني

لو بعدت نفسك عني

لو رسمت ألف ابتسامة

و تحدثت مع الآخرين

لو تركتني وذهبت بعيدًا

لو أتيت بجواري

أعريك بفكري

و أعرف ما تريدين

كاذبة حتى النخاع

فاجرة حتى الضلوع

أنا . ولدت من أسرة طيبة مثلك

تصوم وتصلي وتقرأ القرآن مثلك

وسرت في الكبر في درب الذنب

رافقت صعاليك الليل

ونساء الليل

وذبحتني ذنوبي الكثيرة

و بالمبادئ أوقفت مهزلة الذنوب

فأوقفي مهازلك معي .. وتعالي لبدء الحوار معي .. تعالي .

 

 

 

 

○ يقول الشاعر

كيف أقول احبك

كيف تحاول خمس حواس مقابلة المعجزة

و عيناك معجزتان

تكونين نائمة حين يخطفني الموج

عند نهاية صدرك يبتدئ البحر

ينقسم الكون هذا المساء إلى اثنين

أنت ومركبة الارض

من أين اجمع صوت الجهات لأصرخ

أني احبك

أني احبك

أقول لها :

عنفيني ألف مرة

فالمبادئ عرضتني للخناجر

و التشتت و التشرد

لم أقبل المساومة و المصالحة و التفاوض و التنازل

عنفيني ألف مرة

صوتي قد بُح و صموا أذنهم عني

حين كان الصدق صوتي

كنت أول من تناسوني في تاريخك

حولوا اسمي ساحة استهزاء

عنفيني ألف مرة

كان الزيف في كل مكان

و كنت على حافة الموت ..

أرتضع التحشرج وحشة ..

هزيني من أعماقي المجروحة !!

همسة

يا مبدعتي

يا مجنونتي

يا عبقرية

انتظرتك .. أن تأتي إليَّ

تتسللي من أظافر أقدامي لنخاع رأسي .

حتى يحتوينا التراب

ذكرى

شجرة غبية

وتفاحة في يد طفلة

رمزًا للبداية الشقية

أخرج من خطيئتي إليك

يقبلني جبينك الطاهر

نتوحد

نتوضأ بالحب .

لأنك زهرة اللوتس

وحلمي في عينيك مهاجر

نعم

أحببت الف امرأة

وكذبت على ألف امرأة

أما أنت فقد أحبك

القلب وهاجر معك

فعودي إليَّ فقلبي معك .

 

 

○ مذبحة ○

أحمد عبيده

الشاعر الذي قرر أن يحرق نفسه بأشعاره

أحمد عبيده

شاعر من شعراء العامية الذين ذبحهم التجاهل والصمت الفاجر وعنجهية المثقفين

وتجار الشعارات

و أرزقية المبادئ

وغطرسة البلهاء

مات أحمد عبيده منتحرًا مع أوراقه في النصف الثاني من السبعينات ..

حزنًا

و جوعًا

و احتجاجًا

على إهمال المثقف العربي

والشاعر الوطني

والموقف النظيف

لا محالة

المجد لأحمد عدوية

والراقصة فضيحة حركات

وتجارة الكلمات في سوق الوطن العربي .

مات أحمد عبيده قبل خليل حاوي وقبل أمل دنقل ..

والمجد للتراب .


 

يقول الشاعر في الحب :

مكاننا هناك

في كل مكان

أريد أن أطير معك

أريد أن أكتب الشعر بلا كلمات

أن نقفز من فوق الأسوار نغني

نتخطى حدود الماضي

نقفز نحو المجهول .

خذيني

خذيني

إني لك

إني لك

همسة . و كنت هناك

ثم جذبتنا المسافة من قلبينا

فقربنا المسافة

ثم ماتت المسافة

أنت قريبة فالقرب هو البعد

أنت بعيدة لأن البعد هو الذي قربنا

قولي كلمة

قولي كلمة

.......

.......

خطأ .. صواب

صواب .. خطأ

خطيئة الحب . الندم

و الصواب هو الشجاعة

صواب الخطأ أن تحب

و أن تحب يعني الحياة ..

.......

.......

الناس .

آراء الناس .

ماذا يحكي الناس .

بحبي لك أتحدى كل الناس .

الحب الكامل لن يتحلل .. لا .. لا ..

لم يكن الشيطان الذي اغواك و أغواني

لم يدفعني اغراء الجسد المألوف

لم تقدني الحماقة لحظة .

هو الحب الذي قادني أنا المسحور

مسحور العينين ... إلى لحظة لا تزول

هي لحظة البقاء الدائم

هو الصدق

هو الفرح

الحب ليس نزوة عابرة

الحب ليس نزوة

الحب بذرة الفصول الأربعة


 

في شوارع أحزاننا يا حبيبتي .. يموت النهار

 طفلة برية أنت ، إشراقة صباح آت دون جمارك أو هوية

 أنا وأنت على منعطف الحارات كنا نلتقي نحدث المصابيح و النجوم و الأقمار..

 هذه المدن في عينيك تتوه

 هذا أنت يا فارس الزمان الغريب .

 هذه الحارات تعرفني و تعرفك لأننا نعرف قلوب البسطاء قاطنيها .

« 2 »

 كانت طفلة المدن الثلجية ..

 كانت إشراقة الصباح

 كنت أحبها .. أجري خلفها و عندما أراها .. لا أنطق ..

 تتوه مني مدن الكلام و موانئ الحروف .. و شجاعة اللسان الطويل لذلك كنت أريد أن أخبرها أنني أحبها ..

 كتبت على باب بيتها أحبك .. كنت صغيرًا و قتها في الخامسة عشر من العمر ، و كانت هي أجمل بنات حارتنا ..

 كتبت على باب جيرانها أحبك ، كنت أحفظ اسمها و كانت هي لا تعرف اسمي سوى أنني ابن الجيران ..

 كتبت على باب جيران جيرانها .. أحبك .. كنت أرى الدنيا تبتسم حين تبتسم لي ابتسامة عابرة و تقول كيف حالك يا ابن فلانة ..

 كتبت اسمها على باب جيران جيران جيرانها .. أحبك ..

 كان شباب الحي كلهم يحبونها و أنا أصغرهم و أصغرها بعامين و كانت عندما تسير تنخلع القلوب في "الملاية اللف" و كانت تتجاهلهم جميعا و تحتقرهم و ذات يوم قالت لي : كيف حالك ؟ و سارت ، هنأني رفاق الحجارة و صاحوا بي .. أنت محظوظ ..

 كتبت على باب جيران جيران جيران جيرانها "أحبك" !

 كانت أجمل بنات الحي بنت السابعة عشر حلم كل الشباب و مطمع كل الكبار .. حتى كبار السن ينظرون إليها برقة بالغة و بعذوبة شديدة و تحرك فيهم أيام الصبا .. لم تحدث أحد من أولاد الحارة سواي ..

و كتبت على كل الأبواب في حارتنا .. أحبك

 و كتبت على كل الجدران في الحارة أحبك

 و كتبت على كل عتبات السلم أحبك

 كتبت في تلك الليلة من شهر فبراير ..

و نمت أحلم و الهواء يصفع أحلامي .. نعم غدًا ستقرأ ما كتبت غدًا ستأخذني من يدي و تسألني عن اسمي

غدًا ..

غدًا ..

غدًا ..

في الصباح .

وجدت المطر .. المطر إكتسح مدينتنا الساحلية مطرًا غزيرًا ! جريت إلى الشارع كي أُفتش على كلمتي "أحبك"

وجدت أن المطر قد غسل كل الجدران حتى عتبات السلم ..

وجدت أن المطر قد غسل كل الأبواب حتى سقوف المنازل !

وجدت أن كلمة الحب يمحوها المطر و لكن لا يمحوها من القلب !

 

 


 

11 / 8 / 1983

● وقفة ثقافية ●

حصاد الأيام

الحنين الى عينيك

تفتح أمامي شوارع الهجرة .. مدنًا أجهلها . و تجهلني .

يعرفني المثقفون بها حروفًا و إشارات .

عندما أخطو الى داخل نفسي أجدني عنيد الخواطر .

متشبثا بالأمل لأخر لحظة .

في لحظة ما سألني صديقي الفنان :

إلى متى ستظل مهاجرًا ؟

قلت :

لا أعرف . هل الكويت إحتوتني أم أنا أحتويتها .

كلانا حتى الآن يضع خيطًا من الضوء أمام الآخر .

تركت في الوطن الأول خواطري القديمة و وجدت في الهجرة مشاعر المقاومة .. و في الكويت وجدتني مرة و ضعت مرة . لكنني أتنفس !

( كل مثقف يدفع الثمن ؟ )

ذكرى

مقهى (ريش)

رغم أني في بعض الأحيان أكرهك .. يا قهوة الصعاليك و الأدباء و الحرافيش أولاد ...

أني أحب أن أراك ممتلئة مرة ثانية . بالمثقفين المهاجرين من المصريين و العرب .

أحب أن يعود غالي شكري و أمير اسكندر و محمد جبريل و عبد الوهاب البياتي و نجيب محفوظ إليك .

إن عودة المثقفين المصريين و العرب إلى الوطن الأم (مصر) هي عودة الحياة للثقافة المصرية و العربية .

( و هل للمهاجر ثمن ؟ )

( و هل للمهاجر اسم ؟ )

( و هل للمهاجر هوية ؟ )

و من يدري ؟

من يحملني من شواطئ الغربة إلى الوطن الممزوج بالعطاء ؟

( لا أريد أن يصبح العالم وطني )

( لأن في الدم أغنية نيلية )

فأنا يا نيلية العينين قد تعبت ؟

و هل أعود وزادي القلق ؟

( فشوارع أفكارنا خالية )

( لأن الملونين فكريًا يملأون كل الضواحي .. )

( نريد شوارعنا لنا .. شوارعنا لا يسير فيها إلا الأنقياء )
( متى يلتئم الجرح )

( متى تشرق الشمس الدنيا الجديدة )

( لا خوف .. لا قلق .. لا ضياع !! )

( في أمسيات القرية رددنا كل الأغنيات )

و لكن في الغربة تاهت منا كل الأغنيات .

مسافر بلا سفر وزاده القلق .

همسة :

( أبحث عن الحب .. الحب في عينيك مشنقة ! )

( الحب بين ضفاف الذات و المجتمع و الثقافة ! )

( الحب بين الوعي و الشمول )

( من يسمع القهر داخلنا )

( نحن نحمل الشمس في حناجرنا البيضاء )

نحن مقيدون بالخوف .

( متى نقهر الخوف ؟ داخلنا و خارجنا لنتحرر .. )

قالت :

يتجسسون على حبنا عبر أسلاك الهاتف ؟ !

قلت لها :

« الحب مثل البحيرة .. مخضر الظل .. يحلم

الحب مثل الريح و الوعد لا يخشى الجواسيس »

قالت :

ماذا يقولون عنا ؟

قات : انتظرك .. و ها أنذا على بوابات الإنتظار !

مائدتي تنتظرك لنشرب القهوة .

يقول الشاعر ..

أحبك ناي

يا فرح غناي

أحبك و كيف ما أحبكيش .

يا موالي ..

يا حلم الصيف .

و أنا على اعتابك مستني

تفتحي بابك

تهزيني .

أفوت أبكي على صدرك

تضميني

و أنت عروس النيل

و أنت حلمي الجميل

أحبك ضي

يا حلمي الجاي ..

و يقول الشاعر ..

كن غاضبًا أو سعيدًا يا حبيبي كن شهيًا أو فاترًا فإنني أهواك يا صنبورة حزينة في دمي.

من خلال عينيك السعيدتين رأيت العالم ...

 

في نهر من الحب و المتاعب أغرق ... من يغسلني من ذنبي ؟ و ذنبي الفكر ... أحبك أم لا أحبك ؟ ترى ما لون شجرة الحنان التي في حقول حبنا ..

هل الحب ينتهي بمجرد الزواج ؟

لا أعرف ..

سألتني و في عينها دمعة ألم و حزن .

لقد تزوجت

و أنا الآخر

إنه مسجون سياسي

و أنا سأهاجر

في نهر من الحب و العذاب كلانا .... صديقتي نحن نعيش في وهم لا أستطيع أن أقول أننا في وهم لأن كُلاً منا في حالة إحباط و مع هذا نبتسم و على كل منا أن يخرج من حالة الوهم و يصر على أن يضع حياته كما يهوى . لا كما يهوى الآخرون ..

طريق جديد نضعه أنا و أنت ... نضعه بالعرق و الدم الطاهر .. و الا .......

 

 

 

 

 

6 / 6 / 1983

للسبوت لايت

غرباء في المشنقة

○ عيناك تفضحك أنت تحبينني .

« كانت جثة الوطن هامدة ونحن نرفع الأعلام الوطنية شاحبة الوجه ، ونسير في الجنازات بطأطأة الرؤوس الفارغة المفرغة »

*    *    *    *    *

○ عيناك العذرية العطاء متشردة الرغبات .

« كانوا يحملون خواطرنا الذبيحة وفي سوق الكلمات عجوز شمطاء تتعرج بشفتيها وتمنع نشر أفكارنا لأنها مدعمة من مخابرات !!! »

*    *    *    *    *

○ عيناك تحدثني بهواك خلف كل المرايا التي تضعينها .

« كان الاستعمار "ينخر" في رؤوس الصحف المفرغة والأنظمة الوطنية تمارس الدعاية والخطابة والوطن ينهش في عظامه سوس التخلف وديدان القهر وحشرات التفاهة »

*    *    *    *    *

○ عيناك مئذنة .. عيناك تعري مشاعري المجمدة .

« كنت أنتظرك على الهاتف و أنت تبخلين أن أسمع صوتك . أن اشق أضلع الفراغ و الإحباط واليأس و أُخرج فرحًا إليك »

*    *    *    *    *

○ عيناك قبلة الضوء ... فرحتي السرية .

« أرحل غريبًا في قطار عينيك .. أغني مع الغجر حتى الفجر ننشد أناشيد الصباح البرئ ومشنقة تعلق همس الغرباء والشرفاء في ميدان الدعارة الفكرية »

 

 


 [m1]ال التعريفية تضبط إيقاعها الموسيقي









0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More