دراسات في مسرح وروايات السيد حافظ (3)
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة
للسيد حافظ
إعــداد
غنية ولهي - سمية حملاوي
د. بوزيد رحمون رئيسًا
عزوز ختيم مشرفًا ومقررًا
أحمد الأمين بوضياف ممتحنًا
جامعة محمد بوضياف بالمسيلة - الجزائر
كلية الآداب واللغات - قسم اللغة والأدب العربي
تعد الرواية من أهم وابرز الفنون النثرية في الساحة الأدبية وذلك لاتصالها بالواقع المعيش ورصدها لجميع قضايا المجتمع السياسية والاجتماعية والثقافية فهي تمثل المرآة العاكسة لتطلعات المجتمع وآماله، ولهذا نجد الشكل السردي قد احتل المقام الأول في مجال الدراسات الأدبية نظرا للعناية التي أولاها الدراسون لهذا الجنس الأدبي وذلك من خلال تطبيق العديد من المناهج النقدية كالبنيوية والسيمائية وغيرها.
ولقد شهدت الرواية العربية تطورا لا مثيل له على جميع الأصعدة سواء من حيث المواضيع المتداولة أو الأساليب المتميزة التي استعملها الروائيون العرب، وفتحت أبواب التجربة الإبداعية لهؤلاء الأدباء خاصة فئة الشباب الذين خاضوا مجال الكتابة الأدبية وابدعه فيها في مختلف المضامين فالمتابع للحركة الأدبية يلاحظ سير التحولات التي مست مختلف أجناسه وأنواعه وادت إلى تغيرها سوء على مستوى المضمون أو الشكل أو كليهما معا اضف الى ذلك تداخل الأجناس الأدبية والتي هي احدى هذه التحولات، إذ في القديم كان يدرس كل نوع على حدى أي بمعزل عن آخر ، ومع تطور الحداثة التي عرفها الأدب تداخلت الأجناس الأدبية وتمازجت، ولعل الرواية هي أكثر استقطابا للأنواع الأدبية الأخرى، نتيجة الرواج الكبير الذي عرفته بعد تراجع سلطان الشعر الذي كان لسان العرب وفخرهم لعقود.
وطبيعة الرواية كجنس أدبي وامتلاكه كبنية سردية تتعدد فيها الحركة وتتغير ويمنحها القدرة على استيعاب الأجناس الأخرى باعتبارها معادلا موضوعيا للحياة الحقيقية متعددة الجوانب لتحتل الرواية الصدارة، لكن الجدل والنقاش كثر فهناك من حاول إلغاء الحدود بين الأنواع الأدبية، وهناك من يرفض ذلك ويصر على أن وجود بعض السمات المشتركة بينها، لا يعني بالضرورة الإقرار بتداخلها إلى الحد الذي ينتج معه جنس جديد، وتمثل روايات السيد حافظ أنموذجا واضحا جدا في الرواية العربية الحديثة مما يطرح تساؤلات عدة حول أعمال هذا الروائي ومنها:
هل مثل التداخل الأجناسي في روايات السيد "حافظ" إرهاصا لجنس جديد أم انه لا يتعدى ان يكون مجرد تطور في تقنية الكتابة الروائية ؟
هل كان استنجاد "السيد "حافظ" بأنماط الأجناس الأدبية في رواياته مفيدا في كتابة رواياته؟
إذا هذه تساؤلات عديدة حاولنا الإجابة عنها في بحثنا هذا.
ومن الأسباب التي دفعتنا لدراسة رواية "السيد "حافظ" قلة الدراسات لأعماله الروائية التي بلورت تداخل الأجناس، محاولة سير أغوارها وإضافة إلى ما يكتنف العنوان من دلالات ما دفعنا إلى فهم كُنْهها، ومدى علاقته بالمتن، كل هذه الأسباب دفعتنا لإبراز ولو الجزء اليسير لتقنيات تداخل الأجناس الأدبية في أعمال السيد حافظ في رواية "قهوة سادة" ركزنا خاصة على تداخل الأجناس الأدبية التي من خلالها حاولنا التعرف على الكيفية التي قدم بها الروائي مادته لان عنوان بحثنا موسوم بتداخل الأجناس" في رواية "قهوة سادة" "للسيد حافظ" رغبة منا في الكشف عن جماليات التشكيل والبناء في هذا العمل الفني. أما عن المنهج المتبع في بحثنا هذا فهو المنهج الوصفي التحليلي وهو ما يتلاءم مع موضوع دراستنا.
وقد قسمنا بحثنا إلى مقدمة وفصلين كان عنوان الفصل الأول "الرواية وإشكالية التجنيس" وقد تناولنا فيه مفهوم الجنس الأدبي لغة واصطلاحا ومن منظور النقد الغربي والعربي كما تناولنا فيه أيضا البناء الفني للرواية.
أما الفصل الثاني تطرقنا فيه إلى: تداخل أنواع الأجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للسيد حافظ" وتناولنا فيه أنواع تداخل الأجناس الأدبية في رواية "قهوة سادة للسيد حافظ" وأهم أعماله لنختم بخاتمة تضمنت مجموعة من النتائج التي كانت خلاصة بحثنا.
أما عن الصعوبات التي واجهتنا في بحثنا هذا والتي تمحورت في مدى جدية الموضوع والذي يفرض علينا ان ندرس بعناية شديدة الأنواع الأدبية المتعددة التي تناول الروائي حتى يتسنى لنا الكشف عن أثر التداخل بينها إلى جانب شح في المادة العلمية التي عالجت تداخل الأجناس الأدبية في رواية "قهوة السادة للسيد حافظ".
ومن الأهداف التي رُسمت من وراء إنجاز هذا البحث:
الكشف عن خصائص التجنيس داخل المتن الروائي وكيفية حضوره.
- تجاوز مرحلة التنظير واكتساب منهجية التطبيق.
- أثراء المكتبة بدراسة جديدة نزعم ان يستفاد منها.
ومن أهم المصادر والمراجع التي اعتمدنا عليها لإنجاز هذا البحث نذكر منها: من المعاجم "لسان العرب لابن منظور" و"معجم مصطلح الأصول لـ"هيثم هلال" ومن المراجع:" السرد الروائي وتداخل الأنواع لـ"بديس فوغالي" إضافة إلى المصدر الرئيسي في بحثنا والذي كان نواة الدراسة رواية" قهوة سادة " للسيد حافظ" وأخيرا نأمل أننا قد وفقنا ولو بالنزر القليل لطرق حواف هذا الموضوع والوصول إلى فك إبهامه.
كما نتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى الدكتور الفاضل عزوز" ختيم" على جهوده الصادقة معنا، فجزاه الله عنا خير الجزاء.
لقراءة او تحميل الكتاب
كاملا بصيغة PDF
من احد الروابط التالية
0 التعليقات:
إرسال تعليق