Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 18 أكتوبر 2021

تعامل السيد حافظ مع التراث في مسرحه للطفل

  تعامل السيد حافظ مع التراث في مسرحه للطفل


بقلم 
د. علي خليفة

(1)

أكثر مسرحيات السيد حافظ للطفل مستوحاة من التراث، ولا غرابة في هذا، فأغلب مسرحيات الطفل في مصر والعالم كله مستوحاة من التراث؛ وذلك لما في التراث من حكايات وقصص يلعب فيها الخيال دورًا كبيرًا، ويقوم فيها السحرة والجان بأدوار مهمة بها، ويستمتع الأطفال كثيرًا بهذه القصص والحكايات الشعبية ذات الأجواء الخيالية المثيرة فيها.

ويضاف لهذا أن في القصص الشعبية القديمة شخصيات يحبها الأطفال ويتعلقون بها، ومجرد حضورها في أي مسرحية موجهة لهم يهيئ الأطفال للتفاعل معها، ومن هذه الشخصيات سندريلا وأميرة الثلج وجحا وأشعب.

(2)

وقد تنوعت المصادر التراثية التي اعتمد عليها السيد حافظ في مسرحه للطفل، ومنها قصص وحكايات ذات أصول شعبية عالمية، وقد رأينا السيد حافظ اعتمد على قصة «سندريلا» الشعبية العالمية - التي كان تشارلز بيرو أول من دون حكايتها - وكان ذلك في مسرحيتين له؛ هما مسرحية «سندريلا»، ومسرحية «سندريلا والأمير».

وكذلك استلهم السيد حافظ في مسرحيته «أحلام بابا نويل»شخصية 

بابا نويل ذات الأصول الغربية، ويقال: إنها مستوحاة من حياة القديس نيكولاس أسقف ميرا، والذي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي، وكان يقوم في الليل بتوزيع الهدايا على الفقراء، دون أن يعلموا الفاعل، وتصادف أنه مات في شهر ديسمبر.

وعلى الرغم من أن السيد حافظ قد استلهم بعض القصص والحكايات من التراث الإنساني العالمي في بعض مسرحياته للأطفال فإنه اعتمد في أكثر مسرحياته التي كتبها للطفل على مصادر من التراث العربي بوجه خاص.

وقد تنوعت المصادر التراثية العربية التي استلهم منها السيد حافظ مسرحياته للطفل، فنرى أنه استلهم بعض قصص كتاب «كليلة ودمنة» - الذي ألفه ابن المقفع في القرن الثاني للهجرة، ونسب تأليفه لحكيم هندي اسمه بيدبا؛ حتى يبعد عن نفسه توجيه أي اتهام بأنه ينقد من خلال قصص هذا الكتاب سياسة الخليفة أبي جعفر المنصور، وكان ابن المقفع قد نقد سياسته بشكل مباشر في رسالة الصحابة، وكان ذلك من دواعي أمر الخليفة المنصور بقتل ابن المقفع - وبدا استلهام السيد حافظ إحدى قصص كتاب «كليلة ودمنة» في مسرحية «سفروتة في الغابة»، ومن الملاحظ أن سمير عبد الباقي قد استلهم نفس هذه القصة من كتاب «كليلة ودمنة» في مسرحية «سبع في القفص»، أو «اعمل معروف يا قرد».

كذلك استلهم السيد حافظ قصة أخرى من قصص كتاب «كليلة ودمنة» 

في مسرحية «الوحش العجيب». وفي هاتين المسرحيتين اللتين استلهمهما السيد حافظ من كتاب «كليلة ودمنة» نرى رموزًا سياسية واضحة فيهما، وغالبًا 

لن يستطيع الأطفال فهم المقصود بالرموز فيهما، ولكنهم سيستمتعون بالأحداث بهما.

وكذلك استلهم السيد حافظ قصة أضافها أنطوان جالان لكتاب «ألف ليلة وليلة» حين ترجمه للفرنسية في القرن الثامن عشر، وهي قصة «علي بابا والأربعين حرامي»، ونرى توظيف السيد حافظ لها في مسرحية «علي بابا».

وأيضًا نرى من المصادر التراثية العربية التي استعان بها السيد حافظ في مسرحه للطفل السير الشعبية، كما نرى هذا في مسرحيتين له هما: مسرحية «عنترة» - التي استلهم فيها بعض أحداث من سيرة «عنترة بن شداد» - ومسرحية «أبو زيد الهلالي» - التي استوحى أحداثها من بعض أجزاء من «السيرة الهلالية» -.

وأيضًا نرى السيد حافظ استعان بالموروث الفكاهي ممثلًا في النادرة في مسرحية «أولاد جحا»، وفيها استلهم نادرة منسوبة لجحا التركي نصر الدين خوجة، واستلهم هذه النادرة أيضًا سمير عبد الباقي في مسرحيته للطفل «جحا وتيمورلنك»، كما استلهم هذه النادرة الكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس في مسرحية «الفيل يا ملك الزمان».

وفي هذه المسرحيات الثلاث التي استلهمت فيها هذه النادرة المنسوبة لجحا نرى رموزًا سياسية واضحة فيها.

وكذلك نرى السيد حافظ استلهم إحدى القصص الشعبية العربية المشهورة، وهي عن «عصفور وجرادة» في مسرحية «حمدان ومشمشة»، وفيها حذر من تصديق المنجمين والمشعوذين والتعامل معهم، وقد استلهم هذه الحكاية الشعبية أيضًا الكاتب مجدي مرعي في مسرحيته للطفل «عصفور وجرادة».

(3)

وقل ألا يكون هناك تصرف وتعديل من السيد حافظ حين تعامله مع أي موروث قصصي في مسرحه للطفل، ومن المسرحيات القليلة التي قل تصرف السيد حافظ مع الأصل القصصي الشعبي لها - مسرحية «سندريلا»، فقد حافظ فيها السيد حافظ على الخطوط الرئيسة لهذه القصة الشعبية العالمية، وأضاف لها شخصية أم الخير التي يُفهم من سياق المسرحية أنها ساحرة طيبة، وإن كان المؤلف لم يصرح بذلك في نص هذه المسرحية، وكذلك أضاف السيد حافظ لهذه المسرحية مما هو ليس موجودًا في الأصل الذي اعتمد عليه ثلاثة حيوانات؛ هي قط وأرنب وكلب، وكانت هذه الحيوانات الثلاثة تقوم بدور الراوي في هذه المسرحية، كما أنها كانت تشارك في بعض الأحداث فيها، ومن خلال وجود هذه الحيوانات الثلاثة بهذه المسرحية فإن المؤلف قد أضفى عليها فكاهة كثيرة، وحيوية كبيرة.

وإذا كنا قد رأينا قلة تصرف السيد حافظ في تعامله مع الموروث القصصي في مسرحية «سندريلا» فإننا نراه في مسرحيات أخرى يتصرف تصرفًا كبيرًا في ذلك الموروث، ويعدل فيه بما يراه مناسبًا لبناء مسرحياته التي كتبها للطفل.

ونعطي مثالًا واضحًا على التصرف الكبير من السيد حافظ مع المصادر التراثية التي يعتمد عليها في مسرحياته للطفل بمسرحية «سندريلا والأمير»، فقد حذف منها شخصية الساحرة، وجعل الأمير فيها لا يتعرف على سندريلا حين مجيئها لقصره لتخبره أنها الفتاة التي أعجب بها في الحفل الذي أقامه في قصره لاختيار فتاة تكون زوجة له؛ وذلك لأن الوزير قام بتزوير «فردة» الحذاء التي سقطت من قدم سندريلا عند فرارها من قصر الأمير حين دقت الساعة في ليلة ذلك الاحتفال الثانية عشرة مساء.

والحقيقة أن التعديلات الكثيرة التي خالف فيها السيد حافظ الخطوط الرئيسة لقصة «سندريلا» في مسرحية «سندريلا والأمير» أفقدت هذه المسرحية بعض مصداقيتها، وأضعفت أيضًا المتعة والإثارة فيها.


وأيضًا رأينا السيد حافظ قد تصرف تصرفًا كبيرًا في تناوله لقصة «علي بابا والأربعين حرامي» - التي ألحقها أنطوان جالان بكتاب «ألف ليلة وليلة» حين ترجمه للفرنسية - وبدت شخصية علي بابا مضطربة في هذه المسرحية، فهو كان طيبًا وداعيًا للثورة على ظلم التجار الأغنياء المستبدين- خاصة شيخ بندر التجار الذي اتضح أنه هو نفسه زعيم عصابة الأربعين حرامي - ثم رأينا علي بابا بعد ذلك يعود لسرقة مغارة عصابة الأربعين حرامي، ويُتَّهَمُ بالسرقة هو وزوجته مرجانة، وأعتقد أن الأطفال لن تعجبهم نهاية هذه المسرحية، فعلي بابا شخصية محببة لهم، ولن يرضوا بتلك النهاية التي تصوره لصًّا ومحتالًا، بعد أن كان يدعو للفضيلة والثورة على الظلم من قبل.

ومن صور تعامل السيد حافظ مع التراث أننا نراه يستعين بإحدى قصصه في مسرحية له، ولكنه لا يعطي لهذه القصة مساحة كبيرة فيها، كما نرى هذا في مسرحية «قميص السعادة»، فلا نرى لقصة «قميص السعادة» كبير أثر في أحداثها، سوى في محاولة الوزير الفاسد في هذه المسرحية إلهاء السلطان عن أمور السلطنة بإيهامه السلطان أن اكتئابه لن يزول عنه إلا بأن يلبس قميص أسعد سعيد في مملكته، ويدرك السلطان ومهرجه كذب هذه الخدعة، وينزلان للسوق، ويتعرفان على أحوال الشعب، ويقرر السلطان حين يعرف سوء أحوال شعبه عزل وزيره الفاسد وكل بطانته السيئة.

(4)

وهكذا رأينا كثرة المصادر التراثية التي استلهمها السيد حافظ في مسرحياته للطفل، كما رأينا تنوعها ما بين مصادر عالمية ومصادر عربية، وكذلك رأينا تنوع تعامله مع هذه المصادر التراثية في مسرحه للطفل، ورأينا أنه كان كثير التصرف في هذه المصادر التراثية في أكثر مسرحياته للطفل، وكان يبث من خلال هذه المسرحيات الموجهة للطفل والتي يستلهم فيها مصادر تراثية قيمًا تربوية وأخلاقية للطفل، كما كان يقدم من خلالها بعض المعارف التي يرى أنها مهمة للأطفال دون مباشرة، وأيضًا كان يبث من وراء بعض هذه المسرحيات بعض الرموز فيها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More