Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأحد، 31 ديسمبر 2017

مسرحنا: أعمال السيد حافظ في ميزان النقد الجزائري

جريدة مسرحنا
الاثنين 1/1/2018

تغطية ومتابعة صحفية:
أحمد محمد الشريف

 تفاصيل مادار بالندوة:

*هيئة التدريس بجامعة المسيلة يحتفون به في القاهرة
*أعمال السيد حافظ في ميزان النقدالجزائري

-د. مفتاح خلوف: يجب أن يعاد النظر في المناهج النقدية حتى تتلاءم مع أدب السيد حافظ
-د.محمد زعيتري: السيد حافظ كتب عن الوجع الإنساني بعيدا عن المناهج الأدبية التقليدية
-د. عزوز ختيم: أعماله تمثل مرحلة ومنعطفا تاريخيا في تاريخ الرواية العربية
-د. فايزة سعد: حافظ قدم للملتقى رؤية بينية تجمع بين السرد والشعر والدراما والتاريخ وعلم النفس

أحمد محمد الشريف

        في احتفالية ثقافية جزائرية مصرية فلسطينية سورية عربية, احتفى النقاد الجزائريون والعرب بالكاتب الروائي والمسرحي السيد حافظ  في لقاء ثقافي نقدي في الندوة التي أقامها ملتقى السرد العربي بمؤسسة (إيثار) الأسبوع الماضي, حيث حضرها نخبة من أهم النقاد والباحثين الجزائريين على رأسهم د. مفتاح خلوف, ود. عزوز ختيم, د. بوزيد رحمون, د. محمد زعيتري, د. عمر عليوي, د. موسى ........كما شارك من مصر د. فايزة سعد أستاذ الأدب والنقد بكلية الألسن بجامعة عين شمس, وعدد من النقاد والمثقفين المصريين والعرب من سوريا وفلسطين . منهم الشاعرة والباحثة العراقية د. نجاة صادق الجشعمي ووفد عراقي, والمبدع المصري فضل أبوحرير, الإعلامية والمبدعة الفلسطينية ناريمان شقورة, الشاعر الجزائري والمسرحي توفيق وومان رئيس جمعية الجزائر للأدب الشعبي, الشاعر المصري ياسر سالم, الشاعر المصري سمير فراج , كما شهدت الندوة حضور وفد فلسطيني برئاسة فدوى عباس ابنة رئيس كتاب فلسطين الراحل, وحضور الشاعر والناقد  السوري محمد غازي, وحضور المبدع عبد القادر الحسيني, والإعلامي الشاب عمرو عبد المنعم ممثلا لجريدة الدستور, والشاعرة الجزائرية رزيقة بنت الهنضاب. بالإضافة لعدد غفير من المثقفين والأدباء والنقاد والشعراء المصريين والعرب.

        أدار الندوة الأديب حسام عقل حيث قدم المشاركون وريقات نقدية تناولت أهم سمات مسرح السيد حافظ ومميزات إنتاجه الروائي. ملقين الضوء على أهميته في مسيرة الأدب الروائي والفن المسرحي لكونه أحد أهم المجددين ورواد التجريب والتأريخ من خلال أعماله الأدبية والمسرحية, وكان ذلك بحضور عدد غفير من المثقفين والأدباء والفنانين والنقاد المصريين والعرب.

     وقد بدأت الندوة بتقديم للأديب حسام عقل قال فيها إن السيد حافظ هو أحد مشاكسي المشهد الإبداعي المصري والعربي, وأنا قلت قبل ثلاثة أعوام نظرية الأنواع الأدبية تغيرت وانقلبت رأسا على عقب والذي يتصور نظرية الأنواع تركة يرثها كما هي ويورثها لأبنائه كما هي هذا خطأ كبير, السيد حافظ أخذ زمام المبادأة ودفع إلى المشهد بما نسميه المسرواية. مزج بين المسرح والرواية, بدأت تجربة توفيق الحكيم في بنك القلق وواصلها يوسف إدريس في نيويورك 80, وواصل الخيط نفسه السيد حافظ في رائعته كل من عليها خان.

      ثم تحدث الكاتب السيد حافظ عن نفسه قائلا: سأكون غير تقليدي في تقديم نفسي وسأقرأ كلمة بسيطة على غلاف كتابي القادم بإذن الله (ما أنا بكاتب) وهو تناص مع الحلاج, أنا الغريب سلكت الحياة حتى أعرفها و أنا من قطع مقامات الأربعين ومزقت إلى أربعين ودفنت في أربعين مقاما, أنا المقام في الأدب, ومدينة من مدن الكتابة, ولي رهبة عند العارفين, وأعرف السبب لأنني السبب وأنا من طلب العلا في الحرف والعجب, في اللغة , وأعرف سر العطب, وأنا من يعرف موسيقى العبارة, ومنها كيف يأتي الطرب, ولي في عشق الكتابة الشرف وأنا الصفاء على الورق والصدق والرفق, أنا الصدق المعطر في العبارة والتصريح والتلويح والتمني, وأنا الشاهد الخفي والشهود وأعرف الوجود, وأنا العبد الكد والربط والاعتداد والامتداد والانفراد والانقياد, والمراد والغياب والحضور, وأنا الرياضة والحياطة والإفادة والانتقاد والصلابة والتدبر والتحير والتفكر, كنت دوما التبصر والتصبر والتعبر والرفض والنقد والتيقظ والرعاية والهداية والبداية بل كنت دائما بداية البداية.

      أنا كاتب أبلغ من العمر السبعين منذ أن خلقت في  اللغة والفنون, قدمت للمسرح 120 مسرحية, وعشر مسلسلات للتلفزيون وسبعة للإذاعة, كتب مشروعا روائيا فأنا لست عابرا في التاريخ بل أنا الغريب الذي يحفر بصمته في كل خطوة يخطوها للمستقبل وليس الآن فالآن خلل فالآن ملل, الآن تاريخ لكن المستقبل أكبر, وأنا أرى أنني أسعى مع رفاقي الكتاب المبدعين الذين يحيون في الظل ولا ظل لهم ولا حزب ولا سند أنا مع هؤلاء الذي أخرجوهم من المشهد وعاشوا في الهامش, لذا أعتقد أن ما تقوم به الجزائر من لفت كريمة عظيمة أن يأتون إلى مصر العروبة ويقدمون حلقة دراسية عن أعمالي الروائية والمسرحية فهذه الحلقة بدأت منذ فترة طويلة , الجزائر بلد الرواية  وعندما تتباني الجزائر في الرواية أعتقد أنني قد ساهمت بشيء من التجديد والتطوير, أنا أنسف كل القواعد القديمة, وأبشر بجيل جدي يأتي, جيل يكتب مالم نكتبه نحن, أنا أفجر فيهم الجنون والعظمة, العظمة المتواضعة أمام  الحرف, أن يتوضأ الكاتب بنور الكلمة, أن يصلي ليس بالسجود فقط ولكن بروحه أمام العبارة, أعتقد أنني قطعت شوطا كبيرا. أنجز في حياتي 52 دراسة جامعة عني ما بين ماجستير ودكتوراه  ودبلومات وكلها طيبو ومنها ا لجيد ومنها المتوسط والضعيف ولكني أصر على أن أجمل دراسة لم تكتب عنب بعد وأجمل عمل لم أكتبه بعد, وأجمل شمس في  الدنيا لم تشرق بعد, أنا سعيد بأصدقائي من الجزائر, وأنحني إليهم شاكرا ممنونا وأشكر الأساتذة في بلادي مثل الدكتور فايزة سعد والدكتور حسن البنداري والدكتور أبو اليزيد الشرقاوي والدكتور كمال الدين حسين الذين يشرفون على رسائل جامعية عني حاليا في الجامعات المصرية. 

    ثم تحدث د. مفتاح خلوف في مداخلة بعنوان (تجليات بريخت في مسرح السيد حافظ) قائلا: نحن الجزائريين استلهمنا كثيرا من أفكارنا النقدية من هذا الكاتب العظيم,  وقد عثرت على ما يفوق على عشرين دراسة نقدية عن عنه, وأنا شخصيا أشرف على خمسة رسائل ماجستير لدراسات كلها دراسات أكاديمية عن أعماله,  في قراءة سطحية بسيطة عن أعمال السيد حافظ المسرحية  والتي قمت فيها بمسح سيمولوجي وسوسيولوجي وبنويوي, طبقت فيه معظم النظريات التي تتداول في الحقل النقدي الأدبي, لاحظت مجموعة من الملحوظات على مسرحه, أولها كسر الإيهام وكثيرا ما عاش وطننا العربي هذا الوهم, فكاتبنا بدأ نحو التجريب منذ السبعينات عندما كان الناس لا يفقهون حتى في البناء الكلاسيكي للمسرحية العربية, أخذ السيد حافظ لواء للدفاع عن فكرة أدبية الأدب وإيجاد آليات جديدة لإنتاج عمل فني مسرحي جديد بحيث يتلاءم مع البنية الفكرية التي تجول في خواطر العالم العربي, وكأني به برسول جديد يبشرنا بقوالب جديدة تحصل في المستقبل, وكأني به يجب أن يعاد النظر في المناهج النقدية حتى تتلاءم مع أدبه لأن كل المناهج النقدية التي درسنا عنها تقسم وتجنس الأدب لكن أعماله تخرج عن هذه القوالب النقدية فيجب أن تعاد مقاييس جديدة لدراسة أعماله الروائية والمسرحية. فأول علامة بريختية تظهر على عمله هي كسر الإيهام وكثيرا مانادى بريخت بكسر الإيهام والحفاظ على درجة الوعي التي يتسلح بها المتلقي ليدرك مضمون العمل المسرحي, ومن العلامات البريخيتة لديه أيضا الثورة على القوالب الكلاسيكية  فنحن نعرف أن الأدب الكلاسيكي عاش منذ اليونان وحتى اليوم بقوالب ثابتة فنحن صرنا عبيدا للعلبة الإيطالية , وأذكر هنا رمزين من رموز المسرح العربي  استطاعا التمرد على هذه القوالب وهما السيد حافظ  وما فعله من تجريب ولدينا في الجزائر عبد القادر علوبة الذي اغتالته أيدي الإرهاب سنة 1994 وهو يقدم أروع المسرحيات العربية وهو بريختي  أيضا, كذلك من العلامات البريختية في مسرح السيد حافظ هو ظاهرة المزج بين السرد والمسرح , فإذا كان المسرح الكلاسيكي مسرح وصفي, فإن مسرح السيد حافظ تتناهى فيه الرواية بالمسرح, وهي ظاهرة أشار إليها الكثير من النقاد هي أننا لا نستطيع أن نجنس أعماله ضمن جنس معين فهي أعمال زئبقية, فإذا صنفتها ضمن الرواية وجدت فيها خصائص المسرح وإذا صنفتها ضمن المسرح وجدت فيها خصائص السيرة الذاتية وإذا صنفتها ضمن هذا وجدت ملامح أخرى تخرج من جنس آخر. فالظاهرة السردية في المسرح تجعل المتلقي العربي يجمع بين أمرين متعة المشاهدة في المسرح ومتعة السمع وكثيرا ماكانت الذاكرة العربية والعقل العربي عقلا شفهيا يميل إلى الحفظ أكثر منه إلى المشاهدة, فأذكر حادثة حدثت لعبد القادر علولة عندما أقارن بين عملين فعبد القادر قدم مسرحية (الليلة) سنة 1972 في ا لمسرح الجزائري بهران, نقل هذه المسرحية من المحيط الأكاديمي  ومن محيط البناء المسرحي فعرضها في المصنع وفي الشارع وفي المزرعة وفي السوق , فوجد أن الناس يديرون ظهورهم للعمل المسرحي, لماذا؟ لأنهم ذواقون بالسمع وليس بالمشاهدة, إذن فأنت عندما تقرأ مسرح السيد حافظ ودون أن تشاهد المسرحية تجد أن الأفعال والجملة المسرحية تتراءى أمامك وكأنك تشاهدها, هو يجمع بين خاصيتين اثنتين خاصية السمع وخاصية الفعل المسرحي, فأنت عندما تقرأ رواية تجد نفسك أمام مسرح وعندما تقرأ مسرح تجد نفسك أمام رواية. ظاهرة أخرى هي شعرية اللغة  فمما ثار عليه بريخت في المسرح الكلاسيكي أن لغته لا تتلاءم مع واقع الناسو هذا أمر احتواه السيد حافظ فعندما تقرأ أعماله تد فيه بعض الخصائص الشعرية التي يتميز بها دون غيره من الكتاب . فبإمكانك أن تقتطع ورقة من عمل مسرحي له وتقدما للناس لمجرد أن يطلع عليها يقول لك هذا أسلوب السيد حافظ, فشعرية اللغة عنده التمست فيها بعض الخصائص الفنية الجمالية التي تتميز بها طريقة كتابته. ميزة أخرى من ميزات السيد حافظ الثورة على الزمن, المسرح الكلاسيكي كان يعتمد على الثلاثية وحدة الزمان وحدة المكان وحدة الحدث, والسيد حافظ قلما يثبت على زمن واحد وقلما يوظف زمنا واحدا, فالزمن عنده يتماثل مع الخيط الدرامي فيتماشيان معا يتراجعان يتقوقعان يتوقفان يتدارجان معا. شيء آخر هو توظيف المكان فالمكان عنده له ملامح بريخية وهي أن المكان عنده قلما يثبت, و قلما يكون المكان بمفهوم  المكان كفضاء, بل يتحول المكان في حد ذاته إلى طور الشخصية. ظاهرة أخرى و هي الكثافة العلاماتية للفظ فبريخت مسرحياته لم تكن تتعدي نصف ساعة, ولكنها فعالة تظل في آذان الناس وفي أذهانهم لأشهر. ورغم أن المسرح  الكلاسيكي يقول إن المسرحية يجب أن  تطول حتى يبلغ تأثيرها في المتلقي وما إلى ذلك, إلا أن السيد حافظ مسرحيته قد تكون مختصرة في صفحات إلا أنها فعالة لأن المسرح عنده لا يقاس بالحجم ولا بالمدة الزمنية التي تستغرقها المسرحية إنما يقاس باللغة الشعرية التي تمتاز بالكثافة السيميائية, فأنت عندما تريد أن تقرأ لفظا أو جملة مسرحية, فأنت يجب أن تعتد بالعلامات المرئية والعلامات اللسانية والصوتية والفكرية وأن تستند إلى ثقافة مرجعية كبيرة حتى تفهم دور هذه اللحظة في تلك الجملة المسرحية وما مرادها وما التقدير المنطقي الذي يمكن أن تتعرف به على ذلك حتى يتلاءم ذلك التقدير مع السياق العام للمسرحية أو مع الغرض القصدي الذي يرده الكاتب من تلك الجملة. ظاهرة أخرة وهي الطابع الثوري في المسرح فالسيد حافظ بشخصيته وكارزميته ثائر على كل شيء حتى على نفسه وفكره وواقع وأدبه, فيكفينا أن ثورته تجل في آخر رواياته التي ستنزل السوق (ما أنا بكاتب), فهو رافض لنفسه. ظاهرة أخرى أنه يشير في إرشاداته أو ما يسمى النص  الموازي النص الموازي  المسرحي, إلى أن المخرج أو الممثل يمكن أن يستعين بواحد من الجمهور, فتحطيم  الجدار الرابع وهذه التقنيات التي كان ينظر إليها على أنها باب مقدس لا يمكن تجاوزه, فالسيد حافظ قد أثار هذه الفكرة كثيرا في مسرحياته بأن يرشد المخرج بأن يمكن له أن يستعين بتفرج ليمثل ويؤدي دوره ثم يعيده خلف أمام الجدار الرابع. ظاهرة أخرى عند السيد حافظ دون غيره, وهي وجود مهام عدة في إنتاج النص المسرحي, فإمكان أي مخرج أن يستعين بنص السيد حافظ بأن يخرجه لأن السيد حافظ تتقاذفه ثلاث قوى في إنتاج النص, القوة الأولى قوة التـأليف والقوة الثانية هي قوة المخرج بالإرشادات والقوة الثالثة هي قوة السينوغراف فالنص يأتي ثريا من حيث الكتابة الدرامية ومن حيث الإخراج فيكفي المخرج أن يستعين بتلك الإرشادات لأن يخرج المسرحية على أكمل وجه, أكثر من هذا السينوغراف فالنظرة السينوغرافية التي يقدمها تغني السينوغرافي عن الملمح  العام الذي يؤديه من خلال النص الدرامي. أهم سيء يمكن أن يثار في مسرح السيد حافظ هو نزعة التساؤل  وهي بعد اكتمال الحقيقة عنده في النص المسرحي, قلما  تنتهب أعماله المسرحية بنهاية منتظرة لدى المتلقي, فعنصر المفاجأة حاضر وكثرة التوقع حاضرة, ولا ينتهي المشهد مثلما ينتظره المتلقي, فكل اعماله تنتهي إما بسؤال أو إثارة تساؤل أو عدم ظهور الحقيقة, فيبقى ذاك النص والفعل الدرامي فعلا دراميا في ذات المتلقي يعيشه لشهور وهو يتداول تلك الفكرة. 

     ثم تحدث د. محمد زعيتري حيث قدم ورقة بعنوان (توليفة السيد حافظ بين الرواية والمسرح) حيث قال: سأخرج عن نمطية الناقد وفلسفة المصطلحات وسأتكلم عن هذا الإنسان الفيلسوف المفكر الذي عزف بكلمات الأدب والرواية على وتر التاريخ والفلسفة والفكر, إننا عندما أخذنا هذه الأعمال صدمنا في البداية كما يصدم أي قارئ بعتبة العناوين التي يختارها وكنا لا نعرف ما بداخل هذا الكتاب سواء أكان رواية أم مسرحا, لأننا حملنا من العنوان ما تقتضي السيمولوجيا, وما تقتضي القراءة السيميائية للعناوين, صدمنا بعناوين على شكل جمل مركبة وعلى مفردات قلما نجدها. والسيد حافظ قد كتب الوجع الإنساني تنفس عن الورق كلمات وحقيقة أن هذه التوليفة ما بين الرواية والمسرحية والتي نسميها المسرواية وسأركز هنا على البعد السيكودرامي, كيف استطاعت هذه الأعمال بعيدا عن منارات الإشعاع العلمي وهي الجامعات, كيف استطاعت أن تخرج من باب الأكاديمية الأدبية لتصبح حقيقة وصفات علاجية للمجتمعات, تقدم صورة حقيقية للخروج من عنق الزجاجة في ثنائيات للمخاتلة نبحث فيها عن جمالية فنية حقيقية, ولكنها تجتر الوجع الإنساني, فكما قال السيد حافظ منذ قليل هو لا يكتب للماضي ولا يكتب للحاضر, ولكنه يفجر مستقبلا نبحث من خلاله عن حلول لما نعيشه حقيقة , وقد حملت رواية (كل من عليها خان) عدة قضايا يتخبط فيها الوطن العربي حقيقة, وما شدني في أعماله المسرحية عمل بعنوان (ملك الزبالة) وعمل بعنوان (امرأتان) هذه الأعمال التي لا ولم ولن أدرسها بعد اليوم على أساس أنها نصوص مسرحية ولكن لنتلمس البعد النفسي الموجود بداخلها, فمسرحية امرأتان هي مسرحية بسيطة جدا, من وريقات قليلة تحمل فكرة بسيطة جدا, يستطيع كل من يكتب المسرح أن يكتبها ولكن لا يستطيع كل من يكتب المسرح أن يجعل هذه التتبيلة السحرية وهذه الخلطة السحرية الموجودة بداخلها, نحن نتلمس بصمة نفسية تتكلم عن صراع أختين ربما نجده في حياتنا العامة أما ما أريد بها هو الصراع الحضاري الحقيقي الموجود بين حضارات مختلفة أو بين أزمنة مختلفة, أو بين حقب من الزمان المختلفة على كل حضارة, فإن الأبعاد النفسية هي نوع جديد من الأبعاد التي يطرحها السيد حافظ بعيدا عن التفكيكية والتأويلية والبنيوية بعيدا عن كل هذه المدارس التي قذفت بنا إلى شطآن لا نجاة فيها لأننا كنا نحاكم الحرف ونحاكم اللفظ  ونحاكم الجملة ولكننا نسينا بأننا تحاكم عملا إنسانيا  انبثق من إنسان له تجارب متعددة في الحياة فنحن كنا نغيب التجربة ونحاكم النص في حد ذاته, نعم المدرسة الحداثية قالت إننا يجب أن ننادي أو نقتل الكاتب أو المؤلف, حتى يكون النص حو محور أو جوهر العمل, نعم نفعل هذا ولكن لا ننسى أن ابتدع هذا العمل هو إنسان, فكثيرة هي المحطات التي توقف عندها السيد حافظ في التوليف بين المسرحية والرواية لا أقول تداخلا للأجناس فقط ولكنه تداخل للوجع الإنساني, وللفكر الإنساني و لن يستطيع السيد حافظ أن ينسلخ من الرواية ولا يستطيع أن ينسلخ من المسرحية , والدارس لأعمال السيد حافظ الروائية والمسرحية إن لم يستطع أن يستنطق الفلسفة والتاريخ  والفنية  الجمالية الأدبية فلا يقترب إلى هذا البحر الهائج لأنه سيجد شطآن ربما هادئة ولكن في الأعماق سيجد قرشا  وسيجد أسماكا قد تمزقه إربا إن لم يتسلح بتقنية الإنسانية إن لم يتسلح بخدمة القضية, إن لم ينطلق من فكرة الإيمان بالقضية والدفاع عنها مهما كانت نتائج هذا العمل, ففي المسرحية نجد  الرواية وفي الرواية نجد المسرحية, لكن من يستطيع أن يجد السيد حافظ داخل الأعمال هو القارئ الذي سننحني له وسنرفع له القبعة احتراما لأنه وجد الإنسان, ولأنه وجد صاحب البصمة وكما يقول هنري جيمس إن الكاتب المبدع هو الذي يصنع القارئ كما يصنع الشخصيات, فالسيد حافظ يصنع قارئا ولا يصنع شخصيات ولا روايات فقط للمتعة ولا يكتب مسرحيات للفرجة فهو يكتب فلسفية عميقة, تستطيع أن تزاوج بين الخط السردي للرواية وبين تقنيات المسرحية وليس عيبا أن نزاوج في ثنائيات بين كوكتيل مختلف بين الرواية والمسرحية والقصة ولكن العيب أن نتوقف عند حدود الأكاديمية تلزمنا بأن نتوقف عند قوانين أكل عليها الدهر وشرب, من كان في الإغريق أبدع احترمناه, كتبوا فن الشعر واحترمناهم, فلماذا لا نحترم رجلا كتب فنا جديدا,  وابتدع مدرسة جديدة. ونحن في الجزائر نؤسس لمدونة أدبية جديدة عربية لا تستهلك المصطلح الغربي و لا تستهلك الثقافة الغربية استهلاكا واضحا وستكون النماذج التي سنشتغل عليها نماذج عربية بداية من السيد حافظ. وهنيئا لكم بهذا الرجل, هو البحر في أحشائه الدر كامن فاسألوا السيد حافظ عن صدفاته.

أما د. عزوز ختيم فقد تحدث عن (تداخل الأجناس الأدبية في أعمال السيد حافظ) قائلا: الحديث عن السيد حافظ حديث ذو شجون سأجيب عن سؤال في اذهان كثير منكم وهو كيف استطاع الجزائريون أن يقرؤوا مالم يقرأه غيرهم, إن النقد الجزائري الذي استطاع أن يرد على جريماس في مرعه السيميائي هو الذي قرأ حافظ, إن النقد الجزائري والنقاد الجزائريون الذين استطاعوا أن يجبروا جيرار جينيت على إعادة تصوره لطيف النص فكتب لافي جرساج, إن النقاد الجزائريين الذين ردوا على ميشيل فوكو في عالم الأشياء واللغة هم الذين قرأوا السيد حافظ, إن النقاد الجزائريين الذين استطاعوا أن يؤسسوا مدرسة متميزة في النقد الحديث هم الذين استطاعوا أن قرأوا السيد حافظ, هذه أسباب من أسباب كثيرة جعلتنا نحن في الجزائر نتفطن إلى أن هذه الأعمال ليست أعمالا عادية إنما هي أعمال رائدة ونحن في الجزائر لا نظن بل متأكدون, بأن أعمال السيد حافظ لا سيما سباعيته تمثل مرحلة ومنعطفا تاريخيا في تاريخ الرواية العربية, هنيئا لمصر التي أسست برواية زينب لهيكل نموذجا غربيا أو حديثا للرواية العربية وضعت معالم الرواية العربية ووضعت الفنيات اللازمة لكتابة الرواية بالأسلوب الحديث, هنيئا لها مرة أخرى بأن تضع شكلا جديدا من أشكال الرواية  وشكلا جديدا في الأجناس الأدبية على يد السيد حافظ, هنيئا لمصر بحافظ وهنيئا للأمة العربية برجل استطاع أن يجمع أجناسا أدبية كثر الصراع حولها طويلا ولا يمكن لكم أو لنا أن نتصور أن عربيا قد استطاع أن ينتج نصا أدبيا جمع فيه جميع الأجناس الأدبية, جمع الشعر والمسرح والسيرة الذاتية  وجمع اللغة الإشهارية وجمع التاريخ وجمع التوثيق وجمع النقد  وجمع التليفزيون والسينما لم يترك شيئا تحتاج إليه عملية التواصل إلا وكان نموذجا داخل كتاباته الروائية. وهو في أعماله الروائية التي اطلعنا عليها ونحن متفاجئون جدا من كثرة الأعمال مثلما تعبنا نحن النقاد الجزائريين في متابعة جاك جريدا عندما جاء بالتفكيكية , فكتب مائة وستة وثلاثين كتابا في التفكيكية , كان يصعب علينا كثيرا أن نتابع هذا التطور لكننا رغم المشقة تابعناه, وكذلك يتعبنا كثيرا السيد حافظ في تتبع أعماله ولا يمكن لناقد واحد أن يدرس السيد حافظ , فيجب أن يكون هناك متخصص في المسرح يضاف إليه متخصص في علم النص يضاف إليه متخصص في السيناريو  ومتخصص في اللغة الإشارية ومتخصص في لغة الشعر  ومتخصص في كتابة السيرة الذاتية, فيجب أن تكون هناك مجموعة متكاملة من التخصصات حتى تستطيع أن ترصد مافعله السيد حافظ . هو قام بتكسير البنية الزمنية وقد اشتغلت عليها كثيرا في رواية كل من عليها خان, استطاع أن يكسر البنية اللغوية لفصيلة تسمى الرواية, استطاع أن يكسر اللغة الشعرية التي كانت لا تنسب إلا للشعر فكنا نفرق بين الشعر وبين غير الشعر من جميع الأجناس بأن الشعر يحمل لغة شعرية, جاء السيد حافظ فاستكتب الرواية والسرد بلغة شعرية. فجملة القول نحو بصدد ولادة جديدة لجنس أدبي جديد سمه ما شئت, لكنه ليس رواية فقط وليس سردا فقط وليس مسرحا فقط وليس سيرة ذاتية فقط زيادة على أهم ما كتبه في البنى الشكلية للرواية أو النص الذي يكتبه ناك بنية فلسفية ستتعبنا كثيرا ونحن نتتبعها. هذا النمط الفلسفي هذا النقد الثقافي الذي يجب أن يركز على أعمال السيد حافظ يركز على النسق الثقافي  والنسق التاريخي المرتبط بالزمان والمكان هذا ما يجب أن يشتغل عليه النقاد حتى يستطيعوا أن يفككوا شفرة لا أقول دافنشي ولكن أقول شفرة السيد حافظ.

ثم تخلل الندوة وقفة نحو الأقصى وقرار الرئيس الأمريكي ترامب نحو القدس حيث ألقى المبد فضل أبو حرير بيان المثقفين العرب نحو ذلك القرار, ثم ألقت الإعلامية والمبدعة الفلسطينية ناريمان شقورة بيان هيئة القانون والنظام الفلسطينية نحو نفس الموضوع, ثم ألقى الشاعر والمسرحي الجزائري توفيق وومان رئيس جمعية الجزائر للأدب الشعبي قصيدة حماسية, وتلاه قصيدة عن فلسطين للشاعر المصري ياسر سالم, ثم قصيدة  للشاعر سمير فراج.

ثم واصلت الندوة فعاليتها بتكريم السيد حافظ بمداخلة بحثية للدكتورة فايزة سعد أستاذ الأدب والنقد بكلية السن بجامعة عين شمس بعنوان (البنية والدلالة وجماليات التشكيل  ) عن أعمال السيد حافظ,  قالت فيها: 

" كل من عليها خان " هى أحدث الأبداعات الروائية للسيد حافظ الكاتب الروائي والمسرحي الذي قدم للمكتبة العربية ما يقارب الستين عملا إبداعيا متنوعا بين الرواية والمسرح والكتابة للطفل والمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية.

وتعدّ هذه الرواية منعطفاً مهماً في مسيرة الكاتب الإبداعية فمن خلالها يواصل الكاتب نهجه فى تحديث بنيه السرد فى الرواية العربية موظفاً تراسل الفنون وتقاطعاتها مع الدراسات الإنسانية ليقدم للملتقى رؤية بينية تجمع بين السرد والشعر والدراما والتاريخ وعلم النفس... فهي تعبير عما يمكن أن نطلق عليه سمة العصر حيث تذوب الحدود الفاصلة بين الفنون بعضها بعضاً، وبين الفنون والعلوم الإنسانية . فإذا كنا نعيش عصر "المعلوماتية" وتبادل الأفكار والتجارب الإنسانية فإن " كل من عليها فان" ترسخ قيمة تفاعل العمل الإبداعي مع معطيات الحياة ، وتعبر عن موقفه منها

    تتكون الرواية بنائياً من اثنى عشر فصلاً لا تحمل عناوين ولا أرقام ولكن يفصل الكاتب بينهما بصفحة بيضاء تحمل جملة واحدة : " فاصل ثم نواصل الرواية" ثم يشير للمتلقي إلى انتهاء الفاصل بصفحة بيضاء تتوسطها عبارة " عدنا للرواية ،اقرأ " ويشكل هذا التقسيم بنية منهجية يلزمها الروائي فى معمار النص السردي ولا يخرج عنها إلا فى مواضع محدودة؛  إذ يستأنف النص السردي بعد الفاصل الثاني والفاصل الرابع، والفاصل السادس، دون أية إشارة نصية إلى انتهاء الفاصل هذا من الناحية التقنية فى هيكلة الفواصل بين المشاهد الحكائية فى النص السردى،  أما على مستوى البينة اللغوية فقد التزم الروائى عبارة " فاصل ونواصل مع الرواية لا تذهب بعيداً " فى صياغة الإشارة  اللغوية لبداية الفاصل فى الفواصل جميعاً ماعدا الفاصل قبل الأخير، إذ استبدل بها عبارة " فاصل ونواصل لا تذهبوا بعيداً " وفى الفاصل الأخير إذ استبدل بها عبارة " فاصل ونواصل مع الرواية لا تذهب بعيداً " وهى جميعاً تؤدى الوظيفة اللغوية والسياقية نفسها ؛  فهى تنبه المتلقى إلى نهاية جزء من بنية  السرد. 

   أما تقنيات الإشارة النصية للعودة  متن السرد بعد الفاصل فقد تنوعت بين " عدنا للرواية، أقرأ " فى نهاية الفواصل الثمانية الأولى من النص السردي، و" عدنا من الفاصل أقرأ الرواية " بعد الفاصل التاسع و "عودة من الفاصل، تتابع الرواية " بعد الفاصل العاشر، و" عدنا إلى الرواية " بعد الفاصل الحادي عشر. وهى جميعاً على ما بينها من اختلافات طفيفة على مستوى البنية اللغوية تؤدى الوظيفة اللغوية والسياقية نفسها في الإشارة إلى انتهاء الفاصل واستئناف النص السردي.

وغير خفى تأثر الكاتب بتقنيات الكتابة " التليفزيونية أو الإذاعية " إذ قام بكتابة ستة مسلسلات تليفزيونية ، وستة مسلسلات إذاعية، وإذا كان المسلسل التلفزيوني أو الإذاعي يستغل هذه الفواصل في فقرات دعائية فإن الكاتب يقدم للمتلقي من خلال هذه الفواصل جرعات مكثفة من الإبداعات الفنية والقراءات الثقافية مما يجعلنا أمام عمل إبداعي يمثل نسيجاً منفرداً في الإبحار بالمتلقي عبر مسارات مختلفة متباينة سواء فى متن النص السردى أو فيما يقدمه من خلال هذه الفواصل.

يقدم الكاتب سبع مسرحيات تنتمي جميعاً إلى المسرح التجريبي الذى يجمع بين المونودراما ومسرح العبث يطلق عليها " مسرحية قصيرة جداً " وهى جميعاً دون عنوان وتستحق التوقف عندها طويلاً للدراسة والتحليل على مستوى الرسالة والتشكيل الفني إذ تشكل مثيرا لذائقة المتلقى أو الناقد المهتم بالنص المسرحي وتطوره.

ولا يفوت الكاتب أن يقدم من خلال هذه الفواصل قصة قصيرة جداً ،  ليشبع ذائقة المتلقي الذي يتابع ما يمكن أن يطلق عليه " صيحات الكتابة القصصية " ، وما تموج به الساحة الأدبية من نماذج واتجاهات أدبية. هذا إلى جانب مقاطع من أغنيات زمن الفن الجميل لأم كلثوم وعبد الوهاب وكاظم الساهر، ولا يعدم المتلقي فى هذه الفواصل طوافاً فى الصحف المصرية وبعض أخبارها المتعلقة بالشأن الاجتماعي أو الشأن الثقافي أو الشأن الديني...

فهذه الفواصل تمثل نصوصا موازية ، و سباحة عقلية، ومتعة جمالية متعددة المشارب والاتجاهات يخاطب الكاتب من خلالها ذائقة المتلقي ،  وينعش وعيه الثقافي ،  ليضعه دائماً فى حالة جدلية بين الواقع والخيال أو بين ما هو عقلي وما هو جمالي.

   وبينما يمثل محتوى الفواصل قطوفاً متناثرة على هذا النحو فإن الكاتب الحكاء المولع بلعبة السرد يضمن الفاصل حكاية جانبية من مذكرات فتحى رضوان عن جيرانه.وهى مجموعة  من الحكايات لايجمع بينها سوى المكان – بيت الحاج رضوان -  وقد اختار الكاتب لها أغنية فيروز "نحن والقمر جيران"   مضيفا إليها العنوان الشارح( جيران فتحى رضوان) وهى عبارة  عن ثمانى حكايات تمثل كل منها حكاية أسرة من سكان بيت الحاج رضوان فى محرم بك بالإسكندرية ،  وقد رتبها الكاتب بدءًا من الدور الأول – الحكاية الأولى – وصولاً إلى الحكاية الثامنة. وهى حكايات تتسم بالاستقصاء بالغ الدقة لشخصياتها وأبنائهم وأزواجهم... لتشكل فى نهايتها قصة حي محرم بك وسكانه الذين يمثلون الطبقة الدنيا من المجتمع بمشكلاتهم التى يمكن تلخيصها جميعاً فى الفقر والجهل



 

نقد تطبيقي للمسرح التجريبي

حكاية الفلاح عبد المطيع
"ممنوع أن تضحك... ممنوع أن تبكى" بقلم أ.د. كمال عيد
الموضوع الأساسى:
تتخذ ثيمة الموضوع الرئيسى Theme  فترة من فترات التاريخ العربى نسيجا تاريخيا لحكم قنصوة الغورى ، منطلقا للأحداث المسرحية والعلاقات الدرامية ، وطبيعة العصر ، وسلوك الشخصيات ، وتعكس كل هذه العناصر وتلك قدرية غاشمة للمماليك اعتاه الذين حكموا مصرنا ، وخلفوا لنا فى صحائف التاريخ قصصا روايات وألهموا كتابنا الدراميين الى تسجيل مآسيهم فدرامات مسرحية ، تماما كما فعل اليوم السيد حافظ فى درامته العصرية التى نحن بصددها.
وإذن فالموضوع الذى تستند جوهريات الدراما على أساسه ، موضوع شبه تاريخى . وأقول (شبه) لأن المؤلف لم يلجأ الى شخصيات تاريخية فى شخوصه  الدرامية إلا فى النادر ، وفى محافظة على(العصرية) ، التى أراد لها أن تغلف درامته التى كتبها فى عصر آنى وفعلى حقيقى Actual ، وفق فلسفة خاصة ، يراها هو فى هذا السبيل.
(2)
هذا الاختيار للكاتب الدرامى ، أو المزج بين الموضوع التاريخى أصلا – بحكم الحقبة الزمنية – وبين الانسياب العصرى المتثل فى الحوار اليومى الطبيعى ، وفى عدم الارتباط بتاريخيات الدراما ، أو أرسطو وقواعده المعروفة ، وفى تقسيم الدراما الى جزأين ، وما هو علامة من علامات التصميم الحديث فى المسرح الأوروبى المعاصر نتيجة تغير العلاقات فى المجتمعات الحديثة ، ودخول ايقاع سرعة الزمن ، ولهث عمر الانسان المعاصر بالنافع والضار ، وتقلب الظروف الجوية والذرية والتلوث. كل هذا الإيقاع قد فرض على المسرح الاقتصاد يعنى تمثيل درامات شيكسبير ذات الخمسة فصول فى جزئين اثنين بدلا من خمسة فصول أو أربعة ، وطبعا دون المساس بالنص الدرامى الأصلى.

لاستكمال القراءة أو للتحميل بصيغة pdf اضغط على الرابط التالي:

https://drive.google.com/file/d/1FRl34HNNU2rmMfDTKZ5W-2e9nHkR3wR-/view?usp=drivesdk

الجمعة، 29 ديسمبر 2017

دراسات النقد التطبيقي

مظاهر بارزة فى عرض مسرحية
الشاطر حسن
بقلم : بسام العثمان (القبس العدد 4419) – السبت 1/9/1984
- استخدام الرموز بما يتناسب وذهنية الصغار
- استخدام خدعة السيلويت) فى المسرح
- محاولة توعية الطفل سياسيا.
أفتتحت مسرحية(الشاطر حسن) يوم الأحد 26/8/1984 على مسرح عبد العزيز المسعود بكيفان وهى من تأليف السيد حافظ واخراج أحمد عبد الحليم وبطولة: عبد الرحمن العقل ن استقلال أحمد ، محمد جابر ، كاظم القلاف ، وهدى حمادة ، تأليف الأغانى للشاعر عبد الامير عيسى وألحان عبد الله الراشد وغنام الديكان وتوزيع حسين أمين.
المسرحية تدور حول شبيهين أحدهما الشاطر حسن والاخر السلطان حيث يقوم الشاطر حسن بعملية تغير المراكز حتى يتسنى للسلطان أن يعيش وسط الشعب ليتعرف عليهم. ويقوم الشاطر حسن بأخذ مكانه الجديد حاكما على البلاد لمدة ثلاثة أيام يكتشف خلالها سوء أخلاق الوزير ومؤامراته واخفاءه للحقائق عن السلطان الأصلى. كما يقوم الشاطر حسن خلال هذه الايام الثلاثة بأعلان الحرب على"الحوت" الذى يهدد حرية واستقلال الابلاد. وبعد انتهاء المدة المقررة يعود الشاطر حسن الى مكانه الطبيعى بين الناس ويعود السل

لاستكمال القراءة أو التحميل اضغط على الرابط التالي:

https://drive.google.com/file/d/1G3GsLsXXo3CQu_vKvhdyz-TJFbKkHmj3/view?usp=drivesdk

الجمعة، 22 ديسمبر 2017

نظرية التداخلات الأجناسية في الرواية العربية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة محمد بوضياف بالمسيلــة

عنوان المذكرة

إعداد الطالبة: 
روباش عليمة

     إشراف الأستاذ:
                                خلوف مفتاح



مقدمة:
الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته و ذل كل شيء لعزته، و خضع كل شيء لملكه و استسلم كل شيء لقدرته، و الصلاة و السلام على نبينا محمد أرسله الله رحمة للعالمين و إمام للمتقين و حجة على الخلائق أجمعين و بعد:
فقط لي شرف المحاولة في هذه الدراسة التي تطمح إلى اكتفاء هاجس من هواجس الرواية العربية المعاصرة، الذي يتمثل في طموح الرواية إلى التفاعل الخلاق مع الأجناس الأدبية الأخرى و بخاصة فن المسرح، و التفاعل بين الرواية و الدراما، الذي يشير بأحد جوانبه إلى مرونة الفن الروائي، و قدرته على أن يفيد من معطيات الفنون الأخرى، و يهدف إلى تطوير الشكل الروائي و تطويعه حتى يستوعب معطيات و تقنيات جديدة للوصول إلى رواية عربية قادرة على التعبير عن الوعي الفكري و الجمالي للعمر الذي تنتمي إليه دون أن تفقد الكتابة الروائية عبر هذه المثاقفة الواعية سماتها و خصائصها و هويتها المرنة.
هذا الأنموذج الذي اخترته هو منجز أدبي للكاتب المصري السيد حافظ في رواية "كل من عليها خان"، نموذج فني متمرد، حالة فريدة اضطلع بمهمة الجنون الإبداعي الذي لا يحده حد و لا يمنعه فاصل و لا يؤطره شكل، رواية تتسم بالتشظي الأجناسي و الموضوعي.9

نظرية التداخلات الأجناسية في الرواية العربية:
كان للتشدد الذي رافق ظهور الأجناس الأدبية في وضع حدود فاصلة لكل نوع أدبي رد فعل معاكس و مناقض تماما في الدعوة إلى هدم الحدود الوهمية بين الأنواع الأدبية و هذه الدعوة كانت من النتاجات التي أفرزتها الحركة الرومانية التي سعت سعيا حثيثا لتحطيم قيود الكلاسيكية وحدودها المتطرفة في قولها بنقاء النوع، و قاد هذه الدعوة في ألمانيا الإخوان (شليغل) في نهاية القرن الثامن عشر، و في فرنسا (فكتور هوجو) الذي دعى إلى مقدمة (كرومويل) إلى إعادة الأنواع إلا حالتها الأولى من الاختلاط ، وفي سياق هذه الدعوة يقول (سيشيان مارسيه) "تساقطي تساقطي أيتها الجدران الفاصلة بين الأنواع، لتكن للشاعر نظرة حرة في مرج فسيح".
ثم نجد عالم الجمال الإيطالي (كروتشه) يذهب إلى أبعد من ذلك عندما يعلن موت الأجناس الأدبية، و يعلن ميلاد ما أسماه، الأثر الكلي الذي يتعالى عنها.
فحقيقة الرواية هي حقيقة الواقع، و تطور أشكالها هو تطور للواقع نفسه، و يكاد القارئ يلمح توافقا ضمنيا بين مجموع النقاد و الأدباء الحداثيون على أن تداخل الأجناس الأدبية يقوم على الرواية أساس، و كبؤرة مركزية في الطرح التنظيري النقدي القائم أيضا على فكرة وجود تحديد.

لاستكمال القراءة أو التحميل اضغط على الرابط التالي:

https://drive.google.com/file/d/1fHB6Dyq0YQlnlfdfJor7ouit3U-8DVfx/view?usp=drivesdk

أشكال توظيف التراث في مسرحيات " السيد حافظ"

أشكال توظيف التراث في مسرحيات " السيد حافظ"

اعداد الطالبتين :
إيمان عبداللاوي
وحيدة بلقفصي


أولا: التراث الشعبي:
"التراث الشعبي هو ذلك الموروث الشعبي من أفعال وسلوكات وعادات وتقاليد وأقوال تتناول مظاهر الحياة العامة والخاصة وطرائق الاتصال بين الأفراد والجماعات الصغيرة والعلاقات الودية في المناسبات المختلفة بوسائل متعددة والاحتفال بالمناسبات التي يبدر من طرائفها عدد كبير من معتقدات الشعب الدينية والروحية والتاريخية" .
كما نجد تعريف التراث الشعبي عند أحمد علي مرسي بأنه: " الفنون والمعتقدات وأنماط السلوك الحية التي يعبر بها الشعب عن نفسه سواءا استخدام الكلمة أو الحركة أو الإشارة أو الإيقاع أو الخط أو اللون أو تشكيل المادة أو آلة بسيطة" .
فاستخدام الكاتب المسرحي لهذا الموروث الشعبي أمر لا بد منه فمجمل المسرحيات نجدها شاملة بصورة واضحة لهذا النوع من التراث فيما يخص الأغاني والأمثال والعادات والتقاليد... وغيرها.
كلها تناولها الروائي المسرحي السيد حافظ.
أ) الأمثال الشعبية:
إن المثل الشعبي كمفهوم قد امتدت جذوره منذ القدم إلى اليوم وتطورت إلى أن أخذت شكلا فنيا وقالبا خاصا به.
فقد جاء في لسان العرب لابن منظور عن معاني " مثل" منها مِثْلُهُ ومثَلُهُ كما يقال شبهْهُ وقولهم فلان مستراد بمثله وفلانة مستزادة أيْ مثله بطلب وشح عليه والمثل بمعنى العبرة والمثال والمقدار وهو من الشبه والمثال القالب الذي يقدر على مثله."
لاستكمال القراءة أو التحميل اضغط على الرابط التالي:

الخميس، 21 ديسمبر 2017

حوار مع الكاتب المسرحى ورائد المسرح الاحتفالى عبد الكريـم برشيد

حوار مع الكاتب المسرحى ورائد المسرح الاحتفالى
عبد الكريـم برشيد
أجرى الحوار : السيد حافظ
*****
- أرفض مغازلة الجمهور لأن إدانة الواقع بالضروة إدانة للجمهور.
- المسرح فى جوهره شعبى عام احتفالى....

عبد الكريم برشيد ... رائد المسرح الاحتفالى وصاحب نظرية ومن الشبان الجادين فى الساحة الثقافية والفنية وفى هذا اللقاء نلقى الضوء على المسرح الاحتفاى ورائده ومدارسه الفرعية ....
• لماذا الاحتفالية. الاحتفالية كمسرح قمت بتأسيسه لماذا؟ وهل هناك ضرورة؟
- فى سؤالك منطوق ومسكوت عنه وسأجيبك عنهما معاً فالاحتفالية هل هى مجرد مسرح.. مسرح يمكن أن يؤسس وأن تكون له أصول وقواعد فنية مختلفة فبالرجوع إلى البيانات والأبحاث ستجد أن الأساس هو إقامة منظومة فكرية تسمى الاحتفالية هذه المنظومة التى تسعى إلى بناء تصورى فكرى متكامل ومتماسك على ضوئه يمكن أن تكتب المسرح والشعر والقصة والرواية والنقد من هذا نجد أن الاحتفالية شئ آخر غير المسرح الاحتفالى وذلك لأنها أعم وأشمل منه فهى الأصل والكل أما المسرح الاحتفالى فهو الفرع والتجلى. إنه فعالية فكرية وفنية تستند على التصور الاحتفالى هذا التصور الذى نحاول أن نشكله داخل منظومة فكرية مترابطة ليكون بذلك فلسفة ... فلسفة ملتحمة بالإبداع والسلوك معاً حتى تصبح فناً وأخلاقاً فى نفس الوقت هذا ما ورد فى البيان الرابع لجماعة المسرح الاحتفالى والذى لم ينشر بعد. وهو يؤكد بالأساس أن الاحتفالية كتابة بالأجساد الحية داخل فضاء الحياة وذلك عوض أن تكون مجرد تخطيط على أوراق أو داخل فضاء سيتوغرافى محدود.
- الفلسفة الاحتفالية تقوم على أساس أسبقية الحيوى والعفوى والتلقائى على النظرى والمادى ولالى والمجدر وبذلك فهى تؤكد على (الأن) والـ (نحن) والـ (هنا) لأن الاحتفال هو التعبير الجماعى التلقائى الذى نفجره نحن الأن هنا. وهى إذ تؤكد على التعبير الجماعى أو الحس الجماعى فإنها بذلك تسعى إلى الكشف عن الوجه الحقيقى للإنسان والحياة والمدينة. وأن إنسانية الإنسان لا يمكن أن تتم إلا بموت الوحش داخل هذا الإنسان. كما أن الحياة الحقيقية لا يمكن أن تجد ذاتها إلا فى حضور الأحياء وليس الدمى وأن تكون لهؤلاء الأحياء أفراحهم وأحزانهم ومواقفهم وآراؤهم المختلفة. كما أن وجود المدينة لا يمكن أن يتحقق إلا فى غياب الغاب وفلسفة الغاب القائمة على لغة الدم والقوة عوض لة الحوار والمنطق.
- من هنا تجد أن المشروع الاحتفالى ليس مشروعاً متواضعاً. وذلك لأن ما يهدف إليه ليس بالشئ الهين ولا بالشئ اليسير. فهو يهدف إلى إحداث انقلاب جذرى – فى الفكر قبل الفن وفى الهياكل الاسنانية قبل الظواهر الفرعية. فأنت لا يمكن أن تجدد الفن المسرحى فى ظل الشروط التاريخية الموجودة  وبذلك فلا مجال إلا بأن نبدأ من البداية أى من بناء الإنسان العربى – أو إعادة بنائه من جديد – وبناءص المدينة العربية الحديثة على أسس من العدل والكرامة والحرية وبناء الحياة فى شخص الأحياء.
- ان الاحتفال خاصية إنسانية محضة ، الإنسان الذى له وجود داخلى لا يقل حياة وخصومة عن عالمه الخارجى هذا الباطن الخفى هو الذى يعبر عن ذاته من من خلال معادل موضوعى حى ومتحرك هو الاحتفال....
- وعندما تتحدث عن الاحتفالية فإننا بالتأكيد لا نقصد فرقة مسرحية معينة لأن الأساس هو المنظور الفكرى الذى يمكن أن يتجلى فى الفرق المسرحية أو فى التجارب أو فى الممارسات اليومية أو فى المناهج النقدية أو مناهج تكوين الممثل وطرق الأداء المسرحى...
- الاحتفالية لا يمكن أن تنسب إلى شخص واحد، لأنها فى حقيقتها ظاهرة تاريخية تماماً كما هو الشأن بالنسبة إلينا نحن الذين ننتسب اليها أو تنتسب الينا فالظواهر – كما نعرف - مشروطة بشروطها الموضوعية ومن هنا يبقى السؤال مطروحاً على الشكل التالى:
- لماذا الاحتفالية الأن وما علاقتها بالمعيش الاجتماعى والسياسى والفكرى وهل هى مجرد ظاهرة اجتماعية عابرة. أم أنها إفراز وضع حضارى عام هذه الاسئلة قد يكون هذا أو أن الإجابة عنها أو قد لا يكون وذلك باعتبار أن الاحتفالية مشروع فى ورش وعليه فقد يصعب أن تقبل الأحكام القطعية ويبقى أن المستقبل كفيل بأن يقول فيها كلمته.
التراث والاحتفالية
• ما علاقة هذا المسرح – الاحتفالى – بالتراث ؟
إن الاحتفالية تسعى إلى أن تجعل المسرح العربى ينتمى إلى ذاته أى أن يكون هو له ارتباط عضوى بالـ (نحن) والـ (هنا) و(الأن) وحتى يتم له ذلك فلابد أن تكون له ذاكرة خصبة وغنية والذاكرة هى اساس وحدة الشخصية والهوية سواء بالنسبة للأفراد أو الجماعات لأن الفرد فى حقيقته حالات من الوجود بعضها ينتمى للماضى وبعضها الأخر للأن أو لما سوف يأتى .. فما الذى يمكن أن يوجد بين هذه الحالات هنا وهناك ويجعلها حية باستمرار غير الذاكرة ؟
إن الشعوب أيضاً لها ذاكرتها وهى التى تتمثل فى التراث وهى حين تضيع تراثها تفقد بالضرورة هويتها وحقيقتها وأن الحديث عن المسرح العربى – فى غياب التراث – شئ لا يمكن أن يستقيم مع المنطق. فهل يعق أني تحدث عن المسرح الفرنسى المعاصر فى غياب الحديث عن المسرح الكلاسيكى والرومانسى ؟
أبداً لا يمكن وإذا كان مسرحنا العربى يفتقر إلى مثل هذه الذاكرة الفرنسية الخصبة المتمثلة بالتجارب المتنوعة فإن المسرح العربى لا تعوزه الذاكرة ابداً وذلك لأنه لا ينطلق فى الإبداع من فراغ. ولكن من تاريخ طويل وعريض وعميق هذا التراث نحمله بالرغم عنا شئنا أم أبينا لأنه نحن نجعله فى اللغة والأخلاق والدين والأزياء والمعتقدات والحكايات والأغانى والأمثال والحكم وفى لا وعينا الجمعى.
شئ مؤكد أن المستقبل يتأسس على الأن. وأن هذا الأن بكل طواهرة الخفية والظاهرة قد تأسس على الماضى وأن محاول الغاء هذا الماضى هو فى حقيقته الغاء للمستقبل كذلك وبهذا فلا مجال أنت ننتحر – حضارياً – بدعوى المعاصرة والقطيعة مع الماضى.
والتراث فى العرف الاحتفالى لا يعنى التطفل على الموائد الفكرية والفنية والأدبية للأموات لأن الأساس هو القراءة قراءة المكتوب والمنطوق والمصنوع. مثل هذه الفعالية الحية لا يمكن أن تتم إلا انطلاقاً من الأن والـ(هنا) و(نحن).
فالتراث ، كحقيقة موضوعية لها وجود واحد موحد. شئ لا وجود له ، التراث هو ما نقرأه ونحياه ونتفاعل معه سلباًَ أو إيجاباً – نحن الأن هنا. وبذلك فهو خلق متواصل وكتابة متجددة لأنه يحمل ذاتنا كما هى الأن وكما كانت وسوف تكون.
من الخطأ وضع التراث فى الخانة المقابلة للمعاصرة مع إنهما لا يتناقضان فالتراث الحق معاصر أبداً لأنه يمتلك مقومات الحياة والاستمرار والتجدد. إن الأساس هو امتلاك ما هو حقيقى الشئ الذى يجعل التراث مستمراً فى الأن. ويجعل المعاصر أيضاً متمدداً إلى ما بعد. فالمعاصرة ليست أشكالاً وألواناً وأصباغاً خارجية ظاهرة وإنما هى شئ جوهرى تقتسمه مع التراث. هذا الشئ هو الحقيقة. وأن ما هو حقيقى هو بالضرورة معاصر دوماً ومتجدد باستمرار وحى إلى الأبد، ولن نجد – مستقبلاً – من ينكر أن الأرض كروية وأنها تدور وذلك بحجة المعاصرة...
التراث هو حضور الماضى فى الأن واستمراره إلى ما بعد الأن ، إنه شاهد على فعل التغيير شاهد على أن لا شئ ساكن ولا شئ ثابت فلا وجود إلا لهذا المستمر والمتلاحق، وبهذا كان تعاملنا مع التراث يقوم على دعامتين والقطيعة والاستمرار . أى أن توجد الماضى لنعدمه ونثبته لننقيه.
ونستحضر تالقيم الماضوية لنغايرها ولا نكررها....
شكل المسرح العربى
• ما علاقة هذا المسرح الاحتفالى بمعمارية المسرح المعاصر ؟
شئ مؤكد أن الشكل ليس شيئاً منفصلاً عن المضمون لأنه فى حقيقته هو المضمون أو الجزء الظاهر والمحسوس فيه والاحتفالية ماذا يمكن أن تكون سوى أنها مضمون فكرى مغاير إنها خطابات محطة بهم الأن ونفس ال (نحن) وجغرافية ال (هنا) هذا المضمون فرض شكله بلا شك ويفرض معماريته الخاصة به.
بعد هذه المقدمة ندخل مجال التساؤل ونقول المسرح – البناية ماذا يمثل فى العملية الابداعية أيكون فضاء محايداً داخله يمكن أن نصب كل الخطابات أم أنه جزء من هذه الخطابات ؟ أكيد أن المسرح – البناية فى هندسته الحالية لا يخدم المسرح العرىب فى تصوراته الأنية والمستقبلية لماذا؟ صمم وبنى وفق منظور مخالف للقاء المسرحى ولطبيعة ووظيفة هذا اللقاء داخل المجتمع فالكنيسة – كما هى – أوجدتها طبيعة الصلاة المسحية والمسجد أيضاً أوجدته طبيعة الصلاة عند المسلمين والمسرح البناية هل يمكن أن نفصله عن طبيعة الاحتفال احتفال ال نحن .. الأن.. هنا.. أبداً لا يمكن.
فالمسرحية فى المنظور الاحتفالى ليست فرحة خالصة وعليه فما حاجتنا بمسارح بنيت أساساص للفرجة ؟
كما أن هذا المسرح لليس طقوساً أو شعائر دينية لذلك فشئ طبيعى أن نرفض المسارح الإيطالية والتى هى فى حقيقتها كنائس...
المسرح فى جوهره احتفال شعبى عام.. وأن إقامة الحفل – أى حفل – يستتبع بالتالى هذين السؤالين .. أين؟ ومتى؟ فالزمن والمكان هما جسد الحفل والإبداع روحه. ولا تستقيم الأشياء إلا بأن يجد التعبير الجماعى فضاءه الحقيقى. من هنا فإن الاحتفالية تؤكد على أن تجد الذات الجماعية حقيقتها فى الفضاء وذلك حتى لا يتحول المسرح – البناية إلى منفى – كما هو حاصل الأن – حيث تنتقى أية علاقة بين الممثلة بالفضاء المحيط.
لقد خطا المسرح العربى خطوات مهمة من أجل أن يجد حقيقته ... حدث هذا بالنسبة للنص والإخراج والتشخيص . ولكن مجالات أخرى ظلت من غير أن يلتفت اليها.. ولعل المسرح – البناية هو أخطر هذه المجالات. إن مسرحياتنا – من حيث بنيتها الدرامية والسينوغرافية – قد تغيرت بلا شك .. ولكن المسارح التى تنعرض فيها هذه المسرحيات لم تتغير. ومن هنا تبقى ثورتنا المسرحية غير كاملة إن لم نقم بهدم – مجازاً – المسارح الموروثة وبناء مسارح جديدة لها ارتباط عضوى حميمى بمضمون مسرحنا المعاصر.
كيف تفسر أن نقدم مسرحية تدين التفاوت الطبقى فى المجتمع وذلك داخل مسرح طبقى يقسم الحاضرين بحسب ثمن التذكرة هذا التناقض بين الإدان الأدبية والتزكية المادية – لا أحد يسلم منه. الأن فى ظل المسارح الموجودة. كيف تتوصل إلى مشاركة الجمهور وذلك داخل مسارح تفصل الخشبة عن الصالة؟ ونسجن الحدث المسرحى داخل صندوق سحرى مفتوح من جهة واحدة. كيف نريد لمسرحية ما أن تصبح احتفالاً شعبياً جماعياً وذلك داخل مسارح هى عبارة عن كنائس للهمس الداخلى وللخشوع والإيهام.
شئ أخر ، وهو أن المسرحيات تتغير... ولكن المسرح يبقى دائماً كما هو أنه فضاء واحد يستوعب كل المسرحيات بالرغم من اختلاف أبعادها ومناخها وإيقاعاتها. الشئ الذى يدعو إلى أن يكون المسرح – خشبة وصالة – قابلاً لأن يتغير وذلك بحثاً عن الفضاء الحقيقى للاحتفال الذى يتجدد دائماً فى صور عديدة.
هذا الميدان وإن كنت قد بحثته فى دراسة مطولة (فى التصور المستقبلى لتعريب المسرح العربى) فإنه مازال فى حاجة إلى المزيد من البحث – النظرى والميدانى – وهذا شئ لا يمكن أن يتم إلا بعون المعماريين العرب الذين يمكن أن يرسموا لنا المسرح الجديد. هذا المسرح الذى تجد فيه شيئاً من المسجد. وشيئاً أخر من المقاهى الشرقية ومن طبيعة احتفالاتنا اليومية.
لماذا تموت التجارب المسرحية ؟
• لماذا ماتت تجربة مسرح الشوك فى سوريا وتوقفت التجارب فى كثير من الدول العربية ؟
إننى لا اعرف الشئ الكثير عن مسرح الشوك ولذلك فإن إجابتى ستكون عامة تمس كل التجارب التى تولد وتموت . سواء فى سوريا أو فى غيرها من الدول العربية..
إن الموت قابلية بلا شك. قابلية تولد معنا نحن الأحياء وبذلك كان شيئاً نابعاً من الداخل كما قد حدث أن يأتى نتيجة عوامل خارجية ، عوامل تجد لها استجابة فى الداخل فتظهر فى شكل موت.. موت شخص أو موت مسرح أو أى جنس أدبى أو فنى...
التجارب المسرحية تولد فى كل حين . فتكون شرعية عندما يكون لها انتماء حقيقى إلى الناس والى الفضاءين المكانى والزمانى – تاريخاً وحضارة وتراثاً ولغة وأخلاقاً – ولكن .. عندما تظهر كالطحالب وتنبت على هامش المجتمع عوض أن تنمو بداخله ومن صلبه. فإنها لابد أن تختفى وتموت كثير هى فإنها لابد أن تختفى وتموت. كثير هى التجارب التى قامت من غير أن تكون لها شروط موضوعية لقيامها. فقط لنها حاولت أن تكرر تجارب غربية أدهشتها فكانت ا لنتيجة أن التربة رفضتها وأن من طبيعة الجسم – سواء كان جسم فرد أو جماعة – وأن يرفض كل ما هو غريب . وأن يلقى به إلى الخارج. وهذا ما حصل بالنسبة لكثير من النظريات الفكرية. مثل الوجودية والعبثية والماركسية ولكثير من التجارب الفنية التى مرت كسحابة صيف. عن غير أن  تمطر ومن غير أن تعطى عطاء ما.
وإذا كان المسرح الاحتفالى قد عمر كل هذه السنوات فما ذلك إلا لأنه يمتلك شهادة الانتماء إلى الناس والوطن و التاريخ فهو يتحدث لغة هؤلاء النس ويبنى تجاربه ابتداء من ذاكرتهم ووجدانهم الجمعى. فقد راهن الجميع على أن هذا المسرح زوبعة فى فنجان. ولكن الوقائع كذبتهم فكان أن خسروا الرهان. فهذا المسرح باق ما بقى الإنسان العربى يحتفل يومياً ليعبر عن همه الجماعى وعن قضاياه الذاتية والإقليمية والقومية. وفى مقابل الموت من الداخل هناك الموت نتيجة العوامل الخارجية. وذلك عندما تعيش هذه التجارب أو تلك أجواء تفتقر شروط الصحة والعافية والحياة أن الجو الموبوء يقتل الإنسان. كما يقتل التجارب والمؤسسات ويسمم العلاقات ويمسخها.
نعرف أن المسرح تعبير وهو لذلك يقوم على اساس الحرية. فهى شرطه الأول والأخير. وعندما تحضر الجماعة – محملة بالاحساسات والانفعالات والقضايا- ويغيب التعبير الجماعى الحر عن هذه الهموم يغيب المسرح أيضاً.
المسرح حوار، والحوار يقتضى وجود الأخر بالضرورة الذى له رأى مخالف ومضاد ومناقض . وهذا شئ طبيعى ما دام أن الآراء تتعدد بتعدد الأشخاص هذا الحوار المجتمعى هو الأساس الثانى لقيام التجارب المسرحية والمتقدمة والجريئة. فهل مجتمعاتنا تقف بجانب تعدد الآراء أم فى جانب الرأى الواحد الأوحد. هل تؤمن بتعدد الأصوات والأفكار والأحزاب بحثاً عن الحقيقة. أم أنها تكتفى من الحقيقة بوجهها الواحد الناقص ؟.
المسرح صراع . ولا يكون الصراع إلا مع وجود الاختلاف ولأن المسرح ظاهرة حضارية – نشأ مع نشؤ المدينة – فقد كان لابد للصراع أن ينتقل من مستواه الدموى إلى مستوى الكلمة المسؤولة والى مقارعة الراى بالرأى والحجة بالحجة... فهل نقول بأن مدننا العربية قد استوفت حقاً شروط المدينة... أى أنها تخلت نهائاً عن العشائرية وحوار الدم وحمية الجاهلية...
المسرح تظاهرة شعبية عامة. أنه لقاء فى مكان عام مثل هذا اللقاء لا يمكن أن يتم إلا فى مجتمعات تقوم على الاستقرار والا من الشئ الذى يجعل التجمع المسرحى حقاً مكفولاً للجميع شئ آخر وهو أن المسرح إبداع. وأن الابداع اجتهاد. والاجتهاد معرض لأن يصيب وأن يخطئ. وأن من حق المخطئ أن يكون له أحره – المادى والمعنوى – مع ذلك لأنه اجتهد فهل تلتزم مجتمعاتنا بهذا القانون فتكرم المصيب والمخطئ معاً ... أم أنها تهمل الأول وتجرم الثانى... وبذلك تسد الباب فى وجه التجارب العديدة التى تركب متن المغامرة الإيجابية...
المسرح شهادة عيان شهادة تتطلب أن تؤديها بأمانة ، وهل ظروفنا تسمح بأن تؤدى هذه الشهادة بأمانة وصدق من غير أن تغضب هذه الجهة أو تلك... ومن غير أن نعرض وضعنا للاهتزاز.
أخر ما يمكن أن أقول أن هناك شروطاً داخلية وأخرى خارجية هى التى يمكن أن تساند الإبداع الحق وأن تمده بالحياة والنمو والتجدد فلنبحث عن الإبداع الحقيقى فى الوقت الذى نبحث فيه عن المجتمع العربى  الحقيقى...
• أين أنت على الخارطة العربية ؟
أن أحدد لى موقعاً على الخارطة يتطلب أولاً إيجاد رسم تقريبى لهذه الخارطة... فما هى إذن معالم هذه الخارطة؟
إذا قلت بأن المسرح فى الوطن العربى هو أنه إما مسرح تجارة أو مسرح مبادئ... فيمكنك أن تضعنى فى الخانة الثانية.
وإذا قلت بأن هذا المسرح هو أنه إما مسرح رسمى أو مسرح شعبى فمرة أخرى يمكنك أن تضعنى فى الخانة الثانية.
وإذا قسمت هذا المسرح – وفقاً للمنظور الغربى – تقسيماً عسكريا. أى باعتبار أنه طليعة ووسط وأجنحة ومؤخرة. فيمكن أن تقول بأننى أسعى دائماً ألا أمشى فى الخلف.. وذلك حتى لا أجتر التجارب السابقة وأكررها. إننى أهدف أن أكون فى طليعة هذا المسرح وذلك حتى أشكل ابداعاتى كما نشاء نحن الأن هنا. وذلك عوض أن تشكلنى وفق مقاييس الـ/ هم / الماضى / هناك.
إننى أكتب... تلك هويتى وحقيقتى... والكتابة حياة نقيضها الموت. وبذلك فإننى أجدد ذاتى وكتاباتى باستمرار أين أنت وماذا بعد ؟ وما الجديد فالكاتب مطالب أن يدلى فى كل حين بشهادة الحياة وإلا حكم على بالموت غيابياً.
إن الكتابة إبداع.. والإبداع الحق قطيعة واستمرار ومن هنا فإننى أناقض غيرى ونسى باستمرار وبغير هذا التناقض نفقد الكتابات (الجديدة) هويتها الجديدة لتصبح مجرد نسخ لاحقة لأصول سابقة ولا شئ سوى ذلك...
كتابة المسرحيات شئ لا يمكن أن يكون مجرد تقنيات نمارسها باتقان فتكون النصوص كما شاء الله. لأن الأساس فى الابداع المسرحى هو أن نعيد صياغة هذا الموجود صياغة جديدة. وهذا الفعل ليس بالأمر الهين. إذ يقتضى أن يكون له رصيد معرفى. على ضوئه نعيد الخق والبناء والتركيب من هنا وجدتنى أدخل حقل التنظير. ليس فقط من أجل أن أعيد صياغة الفنة المسرحى. ولكن من أجل أن أجد لى موقفاً فكرياً محدداً من الناس والفن والأشياء والتاريخ والعلاقات والمؤسسات والسياسة.
لقد اخترت الأصعب – فى كل الاختيارات – وقد كلفنى هذا الاختيار الكثير من العناء فقد اغضبت كل الذين لهم رصيد متواضع فى الفن والفكر والسياسة والذن وجدوا أن مفاهيهم أخذت تهتز بفعل إثارتى للتساؤلات المقفلة والمحرجة و(المحرمة) إننى أحاول أن أعطى ما هو حقيقى. وما هو حقيقى لا يمكن أن يكون إلا جميلاً ومفيداً ونقدياً وأن إعطاء هذا الحقيقى ليس بالشئ السه.
وذلك ما دام أن كل الكتابات أو جلها تركب متن الشعارات الظرفية للتعامل مع الجمهور على اساس أنه قطيع ضاحك أو هتاف . ولا شئ سوى ذلك.
مصيبتى فى الكتابة أننى أحاول أن أجد لى لغة هادئة فى عالم غير هادئ.. وأن أسبح بإصرار ضد تيار العرف والعادات والقوالب المعلبة والمفاهيم الشائعة والجاهزة وهذا ليس بالأمر السهل. إننى لا أهادن الجمهور. لا أتملقه ولا أغازله.. لأن إدانة هذا الواقع تقتضى بالضرورة إدانة الجمهور الذى هو جزء من هذا الواقع.
هذه نظرة تقريبية لشخصى يكتب مسرحياته غيرة على الحقيقة والعدالة والجمال. بحثاً عن القيم الإنسانية الحقيقية.
أجرى الحوار
السيد حافظ

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More