Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الثلاثاء، 28 مارس 2017

صدور رواية حتى يطمئن قلبي للسيد حافظ

صدر مؤخرا بمصر رواية "حتى يطمئن قلبي"  للكاتب الكبير/ السيد حافظ عن دار رؤيا للنشر في 550 صفحة من القطع الكبير ، متضمنة سبع دراسات ومقالات نقدية عنها لمجموعة من النقاد والدارسين في مصر والوطن العربي على رأسهم د.وفاء كمالو ود.مباركي هاجر . وتنتمي هذه الرواية "حتى يطمئن قلبي" إلى جنس (المسرواية) .. من ضمن المشروع الروائي الكبير للسيد حافظ والذي بدأه بروايات "نسكافيه"، "قهوة سادة"، "كابيتشينو"، "ليالي دبي شاي بالياسمين"، "كل من عليها خان"، والتي أشاد بها كبار النقاد والكتاب كتجربة روائية ضخمة تدفع بالرواية العربية نحو عوالم جديدة من التجريب والتجديد واستخدام تقنيات مستحدثة في الكتابة في ذلك الجنس الأدبي العريق.

الأحد، 19 مارس 2017

مسافرون بلاهوية .. رواية قصيرة

رواية مسافرون بلاهوية ..
 رواية قصيرة
لقراءة أو تحميل الرواية بصيغة pdf اضغط على الرابط التالي

 رابط أول

رابط ثاني


الجمعة، 17 مارس 2017

مقالات نقدية عن السرد القصصي للكاتب السيد حافظ

 مجموعة مقالات نقدية عن السردالقصصي للكاتب السيد حافظ .. تم تجميعها في ملف واحد بصيغة pdf .. والذي تجدونه في الرابط الموجود أسفل الصفحة .. حيث قام بكتابة تلك المقالات عديد من كبار الكتاب والنقاد بمصر والوطن العربي ، وهم:
د.وفاء كمالو   (حيث نبدأ بعرض مقالها هنا في الصفحة .. مستكملين باقي المقالات مجمعة في الملف الموجود في مسار الرابط أدناه) 
د.ليلى بن عائشة
مباركي هاجر      (الجزائر)
عبد الله الشيتى(فلسطينى)
سعيد فرحات (لبنان)
فيصل صوفى(اليمن)
عبد الله هاشم(مصر)
محمود قاسم(مصر)
د. سعيد الورقى(مصر)
يوسف عبد المسيح(العراق)
شوقى بدر يوسف(مصر)
السيد الهيبان(مصر)
شفيق العمروسى(مصر)
سمير عبد الفتاح(مصر)
     لقراءة أو تحميل المقالات مجمعة بصيغة pdf  بالرابط التالي  ..


 بقلم د.وفاء كمالو 
لك النيل
المؤلف المثقف الكبير السيد حافظ –هو ثورة المسرح , عبقرية الرواية , دهشة القصة القصيرة ,والحضور اللامع فى قلب المشهد الثقافى --, يكتب إبداعا ووعيا وجموحا ومساءلة ---, هو الوشم النارى على ذاكرة الوطن والروح والجسد , كتاباته وثائق عشق مصرية , يرفض ثقافة التخلف وصناعة الجهل , يحاسب الماضى ويعاقبه , يقرأ تاريخ الوطن الحقيقى -- , لم يتخل أبدا عن قراره بامتلاك اقصى درجات الحرية , ليبوح ويروى ويمزق كل الأقنعة ---, إنه الحالة الاستثناء التى تفتح مسارات الدهشة والميلاد والجمال --, لتأتى أعماله ممتلكة لوعيها الثائر وقانونها الخاص .
يطرح السيد حافظ مفهوما جماليا مغايرا للوجود والإنسان --, الماضى يقفز إلى قلب الحاضر -- , تتجاوز الأزمنة حدودها , ونصبح أمام أحد أهم تقنيات الكتابة الحديثة التى , تستعصى على القوالب الثابتة , والأنماط السائدة  , أسلوبه السردى يتميز بشاعرية اللغة ,سحر التفاصيل , دفء الصياغات , --, عالمه القصصى شديد الوهج والإيقاع , يتصاعد عبر جماليات المونتاج --, مسكون بالمفارقات والنبوءات --, بالتراث والميراث والأساطير , بالليل والهمس والرغبة والجموح .
فى هذا العالم الثرى عرفت أن المؤلف السيد حافظ هو كيان ضخم ,هو فتحى رضوان فى رواياته --, عصام فى قصصه القصيرة, الفلاح عبد المطيع , مهدى أفندى وغيرهم , كل هؤلاء هم بعض  من روح السيد حافظ , وهم روح شعب مصر الذين لايعترفون بتاريخها المزدوج , ولايهزمون , ولا يهرمون .
فى مجموعته القصصية لك النيل والقمر , نلمس اشتباكه الساخن مع تفاصيل المشهد السياسى والاجتماعى والاقتصادى , منذ السبعينيات وحتى الان --, ليدين الواقع المقيد بالجهل والزيف والتسلط والقهر , وكما سألته ناهد فى روايته قهوة سادة –لماذا تكتب ؟ فيجيب –أكتب لأحرر ذاتى – الكتابة عندى جنون وهذيان وصدق الأنبياء , كأننى فى رحلة خارج الزمان والمكان , لأكتشف أننى إنسان.
بشكل عام وبشكل خاص , كتابات السيد حافظ , هى ومضات ضوء ساحر , تمنح المتلقى وعيا وفكرا واندفاعات , وإذا كان حضوره الثقافى الان هو روح الثورة وعشق الإنسان , فإن المستقبل سيسجل أنه من العباقرة العظماء الذين غيروا مسارات الإبداع ..
تتبلور قيمة المجموعة القصصية لك النيل والقمر , فى إنها لاتثبت عند نموذج احادى , وهذا سر حضورها الدائم --, إنها قراءة فى الوجود , بحث عن التكثيف , عن التجريد , عن اللحظات الشاهقة للتعبير الإنسانى  , وهى احتفال بالأشكال 
القصيرة الوامضة , واختطاف اللحظة المدهشة وإبتكارها.
تضم هذه الدراسة بعض قصص المجموعة , مثل الثمن , الموقف العادى , سيمفونية الحب فى ثلاث حركات , حروف من يوميات مهدى أفندى , والسلطانية الغورية فى بلاد مصر .
تأتى قصة الثمن كاستعارة درامية  شديدة التكثيف والدلالة , تموج بالعبث والعدم ,حيث تأخذنا الأنثى الجميلة سعاد ,صاحبة الحضور الطاغى المتوهج , برغم غيابها الكامل عن المشهد القصصى-,تأخذنا إلى امتداد تصاعدى مخيف , لتصبح هى المركز والحكاية والأصل والمنتهى --- , لم تتكلم عن قضايا المرأة وحقوقها  , فهى لاترى , لاتسمع ولاتتكلم , ترسم نموذجا شديد الإبهار لعذابات المرأة الشرقية , وتضع مفاهيم الخيانة فى قلب الزمان والمكان .
كان على السمنودى هو زوج سعاد, يعيشان معا فى 25 شارع الإسكندرانى بمحرم بك,لديهما الكثير من الأطفال , وفى ذلك الصباح , لم يستيقظ السمنودى على صوت صوت سعاد , اندفع منزعجا يبحث عنها , لكنه لم يجدها—اختفت او هربت --- ,لذلك ذهب الزوج بسرعة الى قسم الشرطة ليبلغ عن الواقعة , وهناك  كانت المفاجأة المثيرة التى تؤكد أن المؤلف السيد حافظ يمتلك وعيا إبداعيا مدهشا ومغايرا .
أمام ضابط الشرطة وجد السمنودى خمسة رجال , عامل , شاعر , صحفى , طالب , ومحامى---كلهم يحملون اسم على السمنودى , وكلهم أيضا مقيمون فى 25 شارع الإسكندرانى بحرم بك , وجميعهم يبلغون عن هروب سعاد الأمية الصماء الخرساء العمياء --- ,ومن المدهش أن التحريات قالت إنها إمرأة شريفة---وأمام هذه الوقائع الضبابية العبثية الغائمة ,يجتمع الرجال الخمسة فى السجن, ليصبح القارىء أمام اشتباك مثير مع دلالات اختزال النساء إلى البعد الجنسى , ومع عذابات رجال يحترقون فى جحيم الخيانة , تلك الحالة التى يتحول معها الوجود الواسع الى سجن تتردد فيه الحكايات مع البحر والشمس والضوء .
تميزت الكتابة بالإيقاع الحار والتصاعد السريع , وكشفت عن وعى متدفق بالفن والجمال ومعنى الدهشة, ونظل أمام إحساس عارم إننا أمام أوديب , الذى بحث عن الحقيقة , وعرفها –ليفقأ عينيه من بشاعتها ,ويبقى أن الخيانة فى وجود النساء هى المهانة فى عيون الرجال . 
قصة الموقف العادى
فى البدء كانت القبلة الاولى سحرا وجحيما واسرارا---,دفعت الفارس أن ينزل إلى الساحة يتحدى العالم ,فقد كانت حبيبته هى الحياء والخجل والعشق والعطاء, والان عرفته زوجا , وعرفها هو أيضا , فى كل لحظة يشعر أنه يجب ان يخرج من حدود عالمها الساذج , كى تخرج هى إلى عالمه الرحب--, وتظل تلك المفارقة هى الصراع الأبدى
فى المنتصف كانت هى تحب فى عمها الثرى الفخامة والنادى والسيارة والأناقة , بينما زوجها يحب الفلسفة والتاريخ واللوحات والناس , فكان يرجوها أن تدخل عالمه---, لكنها مستغرقة فى الزواج والجنس والأولاد . ورغم أنه ظل يرفض أن تقول زوجته لا للحق—إلا أنهما كانا يلتقيان  , يجمعهما الليل والدفء والرغبات.
فى هذا الإطار يلمس القارىء جماليات النسج المدهش بين الحب والجنس والسياسة والعدالة , حيث المدينة الكافرة التى لاتعرف الا لغة المال والثراء , والزوجة التى لاتزال تحاول أن تدخل حياة زوجها من نافذة ضيقة , رغم أنه فتح لها كل الأبواب .فى الختام يكتشف الزوج أن العلم نور—والنور صعب , يعلم أن العدل أساس الحكم --- وهو أساس الحاكم والمحكوم , وأن الحاكم يحكم بالميزان والسوط والسجان , لكن السائل هو الخسران , والكاسب هو من يركب الموجات ويحكى للسلطان حكاية الشاطر حسن فى مدينة العميان . وهكذا تمضى الحياة بعبثها الشرس , أخذته زوجته إلى أحضانها , وأطفأت الشموع , ليظل زمن البدء والمنتصف والختام فى حالة تقاطع مدهش مع تيارات الوعى والمشاعر , ليقفز الماضى إلى قلب الحاضر , ويرسم الحاضر ألوان المستقبل .
قصة سيفونية الحب فى ثلاث حركات
الحركة الأولى--- ليلى والبحر والنور والقمر
الليل والبحر والقمر والقلعة---يدها الجريئة , تضغط على يد عصام الباردة --, يقبلها رغم محطة الأوتوبيس واشباح الناس المنتظرة , كانت براءتها فوق إحتماله , أخذها إلى أحضانه , فنظر أحد الركاب وصرخ--- ياولاد الكلب  ناموا الدنيا برد .
يكشف أسلوب السرد عن جماليات رفيعة المستوى, حيث الوصف المدهش لتفاصيل المكان , واسرار حزن عصام اليوم ,السياسة فى قلب المشهد , الجامعة تشهد موجات من التمرد والعصيان , مجلات الحائط تتمزق, مقالة عصام تثير ردود فعل عارمة , الشرطة تضرب بعنف والطلبة يتدافعون ويسقطون , عصام يعانق ليلى ويغيبان فى قبلة طويلة ,فالحب أقوى من الموت ’ والسياسة تشكل إيقاع الوجود , ورغبات الأجساد الثائرة لاتعترف بالناس والزحام والبرد والأمطار والطريق .
كان عصام يعشق سذاجة ليلى , ويحب كتابات لوركا , ولايهتم بصراخ الشرطة --, خلع جزء من ملابسه --- وهى أيضا , غابا عن الواقع , ومر الأوتوبيس , فصرخ أحدهم , تلك الصرخة التى تصاعدت مع صوت شاب من المنزل المواجه , وهو يردد--- يامجانين ياولاد الكلب
هكذا تأخذنا جماليات لغة الؤلف السيد حافظ, المسكونة بالتصاعد والحركة والايقاع وسحر المونتاج , إلى زمان بعد الزمان لنلامس ضوء القمر , ونعرف معنى الثورة والعشق والحرية .
الحركة الثانية—
-- مها والمطر والتوحيد –
فى الحركة الثانية من سيفونية الحب ,نتعرف على حرفية المؤلف فى صياغة اللحظات الشاهقة, التى تمثل علامات فارقة فى حياة عصام , نشعر معه ببرودة الليل , بالمطر وهو يغسل البيوت والحارات , بدفء الشمس وضجيج الحياة , وعبر جماليات الإنتقال الناعم إلى الجامعة يتردد صوت المحقق وهو يسأل عصام—انت يسارى ؟ وتأتى الرؤى والإجابات لنعلم أنه يقرأ الثورة الثقافية لوحيد النقاش , يعشق البرتو مورافيا--, يبحث عن ناشر لكتاباته , ولايزال يبحث عن أسرار قصيدة عفيفى مطر –صرخة أم -- ,وتظل الاشتباكات الدالة الساخنة تربط بين جموح الواقع الضاغط , وتيارات الوعى , وعذابات الأعماق -- ,حيث صديقته الجميلة سوسن تنتظره فى المرسم , لكن الظروف تدفعه إلى الأنثى الدافئة – مها -,التى تسأله عن حبيبها حسن --, عيناها تتحدثان بثورة العشق , لكن حسن فى السجن --, وعصام الان فى سجن عينيها , واللحظات الضاغطة تثير الرغبات والجنون , فاقتربت الأجساد وتشابكت -- , وغابا فى قبلة مثيرة تحت المطر ,وحين رفع عينيه تذكر مسرحية السيد بونتيلا – لبريخت , وانتهت الليلة
 على صرخات طفل صغيريقول لأمه مذعورا—الدنيا ضلمة قوى-- , وهكذا افترق عصام ومها , ولم يلتقيا بعد ذلك .
الحركة الثالثة من السيفونية
شادية واللحظة
تتكشف أبعاد وعى المؤلف , لنصبح فى مواجهة ساخنة مع ثراء عالمه الإبداعى المسكون بالوهج, وتتبلور ملامح شخصية عصام , وتناقضاته المتوترة , بداياته الأولى مع التأليف تلون الكون بسحر موهبة متدفقة , يلتقى برفيق الصبان , الذى يراه ممثلا جيدا   , جماليات تقاطع الوعى مع الحب والجنس والسياسة , تأخذنا إلى الموظفة الرقيقة فى إدارة الجامعة , وهى تدعوه إلى منزلها -- ,لأن زوجها مسافر--- , الواقع العشوائى المهترىء يفسرمعنى التسلط والقهر والاستبداد والغياب فى زمن السبعينيات, والجدل الحيوى الثائر يشتبك بقوة مع وقائع وجودنا الحالى, لتصبح الكتابة عزفا على أوتار الأجساد المعذبة , والأرواح المبتورة--, قوات البوليس تقتحم الجامعة وتقبض على الطلبة—بينما شادية الفتاة السمراء الجميلة , تنتظر عصام المخرج--, فقد أخبرها المساعد أنها ستقوم بدور البطولة فى مسرحية رأس العش لسعد الدين وهبة , 
اتجه عصام إلى الأنثى الباحثة عن التمثيل, وهو يتخيل ليلته المثيرة , قرر ألا يخبر أنثاه الموعودة بأن النشاط ممنوع فى الجامعة بسبب المظاهرات ,والتقيا-- , قرأ فى عينيها شغفا وشوقا, وكان موعدهما فى السابعة مساء اليوم
قبل الموعد كان خيال عصام يرسم ملامح الساعات , يسترجع حديثه مع الشابة التى ترى أن مسرحية سكة السلامة أحسن من مسرحية رأس العش---, ثم يخل فى حوارات ساخنة عن تفاصيل السياسة العالمية-- , عن الدول الصناعية والدول
 النامية , وضرورات دعم اقتصاد الفقراء—وهكذا يظل المؤلف السيد حافظ حاضرا بقوة فى قلب هذا الإبداع الثرى المدهش , ونتابع عصام حين يقرر الذهاب إلى صديقه خليل – الرجل الذى مات الوطن فى داخله--, بعد أن سقطت أحلامه فى رحلة رغيف العيش-- , طلب منه مفتاح الشاليه , وذهب إ لى هناك مع شادية الشابة السمراء--, كان السلم طويلا والكهرباء مقطوعة-- , أشعل الشموع , وخلع قميصه , وضمها إلى صدره , فكانت الساعات مدهشة  مثيرة , منحت عصام تحققا زائفا , وهروبا عنيدا من ضغوط واقع لايزال يستلب الروح والجسد .
قصة حروف من يوميات مهدى أفندى 
يواجهنا المؤلف الكبير السيد حافظ بلحظة درامية شديدة التكثيف والبلاغة , تختصر معنى القهر والتسلط والاستبداد—وعذابات الفقر والجوع والغياب , لنعرف ببساطة كيف تموت الحياة , فالنهر يغيب فى بلاد الجوع والشقاء , والماء يصبح دما يطارد مهدى أفندى , فى البيت والعمل والمقهى --, يفتح الصنابير كلها ليجد دماءا حمراء ,تأتيه ابنته بالقلة ليشرب , فيجد الدماء , يقرر أن يترك البيت , فيغسل وجهه , لكنه يتراجع مذعورا--, يذهب إلى الشغل فتصافح عيناه الأنثى العارية فى إعلان فيلم سينما أمير , يتكلم كثيرا ويلاحظ الزملاء توتره وانتفاضاته , يعود لبيته --, وفى الطريق يطلب ماء من القهوة فيجده دما---,أغنية الموت الرخيص العادى تتردد حوله  , الحياة مريرة والوجود خانق قاتل-- , والصراع العنيد وصل إلى منتهاه , وكل من حوله رضخوا , واستكانوا للعذاب .
إنها رؤية مبهرة يبعثها المؤلف المتميز الذى قرر القبض على جمرات الفن النارية, ليدين الخوف والهلع والهروب , بحثا عن إنسانية   الإنسان .
السلطانيةالغورية فى بلاد مصر
من الماضى إلى الحاضر , من التاريخ الحقيقى –وليس المزور - , الى الواقع الشرس العنيد , يأخذنا السيد حافظ إلى حكاية القهر  والفقر المخيف , حيث الحب والجنس والنساء-- , والتسلط الجامح وميلاد الثورة , والسلطة التى أدركت المعنى , حين خلع الفلاح المصرى عبد المطيع , ملابسه ووقف عاريا أمام الشرطة--, فأخذوه إلى السلطان --, ليعينه قنصوه الغورى – فى زمن المماليك -, قاضيا للقضاة
عبر ثلاثة أسابيع متتالية تدور هذة الحكايةالتى كتبها السيد حافظ بأسلوب شديد الدلالة , تجاوز حدود الجمال المألوف , ففى السبت الأول كانت نظرات عبد المطيع  تمتد إلى الأرض , عيناه تفحصان تراب الأجداد , فيهما أحزان أخناتون -- , ناداه الشرطى المملوكى وقبض عليه , اخذه إلى السجن --, لأنه يرتى جلبابا أبيض اللون ,
لم يعلم الرجل أن السلطان قنصوه الغورى عيناه مصابة بألم , وأنه أصدر فرمانا أن يرتدى الجميع ملابس الحداد السوداء , ويمنع الناس من الغناء ,  من الابتسام --, من الضحك , ومن الزواج والافراح لتكون الملابس السوداء فى كل مكان 
السبت الثانى
خرج الفلاح من السجن , بعد أن عذبوه بقسوة--, أدرك ان القانون هو قانون السلطان  , عاد إلىبيته حزينا , ثم خرج يتنزه فى ضاحية امبابة --, يتذكر إهانات السجن , وكان يرتدى الملابس السوداء--, فناداه الشرطى -, نفس الشرطى --,وقبض عليه --, ذهب به غلى السجن مره أخرى ,  لانه يرتدى ملابس سوداء , ولم يعلم ان السلطان قد تم شفاؤه , وامر أن يرتدى الناس ملابس بيضاء  , ويعلقوا على بيوتهم الزينات والأعلام , لكنه هو وزوجته وكل اسرته , لايزالون يرتدون السواد . 
يوم السبت الثالث—
خرج الفلاح من السجن , نظر إلى الشمس والشارع والناس , ولم يجد ألوانا --, قابله نفس الشرطى وقبض عليه --, فخلع ملابسه على الفور--, ووقف عاريا--, أخذوه إلى السلطان --, فضحك الوزراء وصفقوا-- , وضحك السلطان طويلا --, وأمر بتعيينه قاضيا للقضاة  , 
هكذا نصبح أمام حالة سياسية  إقتصادية واجتماعية , مدهشة تؤكد ان الثورة تولد من قلب القهر والعذاب , تدين الماضى والحاضر , وتشتبك بقوة مع وقائع زمننا المشاكس العنيد .
------------------------------------------ د . وفاء كمالو
                                 

الخميس، 16 مارس 2017

كل من عليها خان . رواية

                          رواية كل من عليها خان
                        لقراءة أو تحميل الرواية بصيغة pdf اضغط على الرابط التالي

رابط أول



الأربعاء، 15 مارس 2017

السيد حافظ.. عن الثورة والبحر

السيد حافظ.. عن الثورة والبحر
30 سبتمبر 2016.. روز اليوسف

يكتب: د.حسام عطا
هو من مواليد 1948 بمحافظة الإسكندرية حيث تفتح وعيه على الثورة والبحر، طفولته بدأت ووعيه يستيقظ ومصر تمر بمراحل التغيير الشامل بعد 1952، هو من جيل التغيير و الحراك الاجتماعى عبر الكفاءة والتعليم، تعلم بمدارس الحكومة المصرية التى كانت ممتازة للغاية، عندما كانت فنون المسرح والخطابة والأدب جوهر أنشطتها اليومية، ولذلك كانت مدرسة شديدة الجاذبية، وكانت قادرة على فصل الطالب عن محيطة الاجتماعى وصناعة أهداف أخرى له، ولذلك كان هذا الجيل من الكتاب والعلماء والمفكرين المصريين الذين ينتمى إليهم السيد حافظ.
وهو جيل ثورة يوليو 1952 الذى انتقل إلى مهن جديدة وطبقة اجتماعية جديدة ولكنه ظل على انحيازه الدائم للعدالة الاجتماعية، وقد انعكس هذا الانحياز فى عمله الابداعى واضحا بدفاعه عن الفقراء وتبنى أسئلة الحرية، أمسك السيد حافظ بالقلم سيفا وفأسا ورمزا وبابا للرزق، ولذلك بقيت مسرحيته حكاية الفلاح عبدالمطيع 1982 دلالة محورية فى عمله الابداعى، وهو عندما يعود للتراث فى حرب الملوخية (2000) أو ملك الزبالة (2001) فهو يعود ليرصد أزمات الحكم فى وطننا العربى المأزوم دائما بالتفتيت وخيال القبيلة والخيمة والممالك الصغيرة، ولذلك فهو يعيد قراءة التاريخ، كما فعل فى قراقوش والأراجوز 1998، حيث يتأمل حكم قراقوش الغرائبى والذى كان بأسم صلاح الدين الايوبى.
هذا كما أن البحر والإسكندرية بمراكزها الثقافية النشطة وبحريتها الذاتية التاريخية تدفعة للتجريب فيبدأ بكبرياء التفاهة فى بلاد اللامعني1970، وغيرها من الأعمال، إلا أن سعيه للجمهور العام جعله يهتم بالمسرحية التقليدية ذات الطابع الساخر ، المتفق مع طبيعته الشخصية، يرحل للكويت الشقيق منذ 1977 حتى 1993 وهى فترة توهجه الابداعى، فقد منحته الكويت عزلة اجتماعية أعطته فرصة للإنتاج الغزير وهناك تأكد انحيازة الواضح للطفل الذى كان، فمنح الطفل المصرى والعربى كتابات مهمة فى المسرح منها سندريلا (1993)، كتب للتليفزيون وللإذاعة حيث الكتابة عمله الحر، بعد أن تخلص من أعباء الوظيفة الحكومية منذ السبعينيات، وهو يمارس الآن الكتابة عبر الرواية والقصص، بعد أن أصبحت اختياراته الفنية والفكرية خارج اهتمامات الإنتاج الفنى العام والخاص فى مصر، حيث حاصرتنا الاختيارات الغليظة، وحيث لا مفر لنا إلا أن نستعيد المدرسة التى تعلم فيها جيل السيد حافظ، الصديق العزيز صاحب الإنجاز الدرامى الوفير، هكذا تحدثت عنه فى حفل تكريمه الذى أقامه المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الثلاثاء الماضى بمقر المجلس الأعلى للثقافة.

لقراءة المقال  من مصدره الأصلي بروز اليوسف تتبع الرابط التالي:
http://www.rosaeveryday.com/news/179990/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1

تقنيات التجريب في مسرح السيد حافظ ليلى بن عائشة - الجزائر

تقنيات التجريب في مسرح السيد حافظ
ليلى بن عائشة - الجزائر

1- نموذج من مسرح الكبار/تحليل مسرحية إشاعة.
2- نموذج من مسرح الطفل /تحليل مسرحية الأميرة حب الرمان وخيران.
إن التمرد سمة ملازمة "للسيد حافظ" في كتاباته المسرحية، فمنذ البداية في التعامل مع هذا الجنس الأدبي، أعلن عن رفضه لتلك القوانين التي تحد من إبداع الفنان وتجعله متحجرا، فثار عليها معلنا رفضه لها، لأن المسرح في نظره هو الحياة، والحياة أبدا لم تكن لتنحصر في القوانين التي أرساها "أرسطو" في المحاكاة وفن الدراما ، لأنها ببساطة أكثر انطلاقا وتعقيدا في الوقت نفسه من البناء الأرسطي وقوانينه، لذا سوف نتبين -عند الدراسة التطبيقية- كيف جاءت كتاباته في شكل مغاير لما هو معهود ومألوف، ولا أدل على ذلك مما واجهه من استنكار ورجم بعد صدور أولى مسرحياته)كبرياء التفاهة في بلاد اللامعنى( التي رفضت ابتداء من العنوان، لأنها صدمت الجميع بشكلها الجديد المختلف عما هو مألوف، وما قاده إلى كل ذلك، هو تلك الحاجة الملحة إلى مسرح جديد، مسرح مغاير لما هو موجود، وتبعا لذلك كان على "السيد حافظ" أن يحقق هاته المعادلة:
مسـرح جـديد = هـــدم + بنـــاء.
فالهدم يختص بالقوانين )كقانون وحدة المكان، ووحدة الزمان، ووحدة الحدث،... ( والقوالب الجاهزة، أما البناء فيتم بابتكار وخلق أشكال جديدة، تصلح لاستيعاب المضامين الحديثة التي يفرضها الواقع. ومن ثم خاض الكاتب ثورة فنية استهدف فيها بالدرجة الأولى الشكل، الذي فك عقاله من أسر الثابت إلى رحابة المتغير.
وإذا كان النقاد يجزمون بأن "السيد حافظ" قد تمرد تمردا كاملا على القوانين التي سنّها "أرسطو"، وعلى كل ما هو كلاسيكي، فهذا يقودنا حتما إلى التوقف بشكل خاص عند الوحـدات الثـلاث المعروفة )المكان، والزمان، والحدث أو الفعل الدرامي(  لنطرح تساؤلا عنها ،ماذا كان مصيرها على يد الكاتب ؟.
لم يحافظ الكاتب على وحدة المكان ولا الزمان، ولم يبق على المقاييس المعتمدة في تحديدها كما في المسرحيات الكلاسيكية. كما أن الحدث موجود في مسرحياته غير أن تناميه وتطوره  يأخذ بعدا آخر، ويكون بطريقة مختلفة عما هو معروف؛ إنه حدث يمتزج  إلى حد كبير بالغرابة، وهو غالبا ما يكون في حالة السكون القائم على الإنتظار والترقب لكيفية التصعيد « وإذا تحرك هذا الحدث فإنه لا يتحرك في خط مستقيم يصعد إلى أعلى، فقد يبدأ من الخلف أو يعود إلى الخلف بشكل سينيمائي )فلاش باك(.]و [الحدث ]عنده[  يبدأ متأزما ويبقى متأزما »(1) في كثير من الأحيان ، والإنفراج أو الحل شيء مستبعد، وهو إشارة فعلية من الكاتب ،إلى أن إيراد الحل هو نوع من التمويه والتفاؤل المشوب بالكذب، لذلك فلا مجال لما يجعل القارئ أو المتلقي مموّها، وذلك لاعتقاده الملحّ أن مهمة المسرح الأساسية، هي الكشف والتعرية وليس افتراض الحلول، حتى وإن طرحت بعض هذه الحلول ،فيجب أن تكون حلولا فعلية تعتمد على المواجهة لا غير.وفي سبيل اضطراد الفعل الدرامي ونموه يلجأ "السيد حافظ" إلى جانب الفـلاش بـاك، إلى  تقنية استقـراء حدث الغد )أو الإستشراف(. والجدير بالذكر أيضا هو أن "السيد حافظ"  يجرب في كل إبداع شكلا جديدا؛ فكل مسرحية من مسرحياته لها بناؤها الخاص الذي يميزها عن غيرها ؛ إذ لا يكاد الكاتب يستقر على حـال حتى

1-) مسرح السيد حافظ بين التجريب والتأسيس(: عبد الكريم برشيد. جريدة السياسة )المغربية(20/2/1984.ص.8.
يخطر بباله ما يراه  أكثر نضجا وأكبر استجابة لما يود طرقه من المضامين. وعدم التزامه بالقوانين الأرسطية جعله لا يلتزم أيضا بقانون الفصل بين الأنواع المسرحية من تراجيديا وكوميديا، بل نجد تشابكا وتداخلا متعمدا من قبل الكاتب بين هذه الأنواع بما يخدم العمل المسرحي، كما أنه لا يحترم قانون تقسيم العمل الدرامي إلى ثلاثة فصول أو أربعة،كما هو معهود – كما سنرى -. ولا يتوقف جموح الكاتب "السيد حافظ" في تحطيم عناصر الشكل المركب والقوالب التقليدية عند هذا الحد، بل يتعداه إلى اتساق اللغة وطريقة الحوار.كما أن دلالات نصوصه تتوزع في اتجاهات عديدة منها الدرامي والملحمي والتجريبي، وتتداخل الحدود بينها حتى يصعب معها تحديد هذا الشكل أو ذاك – وهذا ما سنوضحه -، ولأن التجريب في النص المكتوب يعتمد فيه المؤلف على رؤية خاصة في استخدام الموضوع واللغة والشخصية الدرامية التي يتناولها في العمل ، يؤكد "السيد حافظ" من خلال تجربته « أن التجريب على مستوى النص يحتاج إلى معامل مسرحية يتوحد فيها فريق العمل مخرجا ومؤلفا وممثلا ومشاهدا بحيث يتولى كل طرف ركنا أساسيا في العملية الإبداعية »(1).
وينطلق"السيد حافظ" في كتاباته المسرحية من منطلق أن الإبداعات المسرحية العربية يجب أن تتميز عن غيرها، ليس لأجل التميز فقط، بل لإثراء المسرح العربي بكتابات جادة، ومحاولة  ابتكار أشكال جديدة وثيقة الصلة بالمجتمع العربي.وقد أعلن ذلك في إحدى الندوات قائلا « لماذا نقف على أبواب الحركة المسرحية الأوروبية كالمتسولين ننتظر شكلا جديدا أو رؤية جديدة للمسرح، هل أصابنا العقم الفكري لماذا نحن الأمة الوحيدة التي ترفض أن يكون لديها مبدعيها ومفكريها؟ لماذا لا نصدّر لأوربا رؤية جديدة هي المسرح الإحتفالي والمسرح التجريبي والمسرح الطليعي»(2). فتطلع الكاتب إلى مسرح متميز جعله من الأدباء الذين يتفننون في التميز بخلق أشكال جديدة ومسرح يرضي طموحه ككاتب مسرحي.
إن مسرح "السيد حافظ" يعتمد كثيرا على الأفكار التي يجعلها تحيا في ذهن القارئ، وما لمسناه أنه يريدها أن تكون كذلك على خشبة المسرح؛ فالشخصيات في معظم مسرحياته شخصيات من لحم ودم وليست شخصيات ذهنية تعادل أفكارا، ولكن الهاجس الوحيد في هذه المسرحيات أو بالأحرى هاجس الكاتب الملح هو تقديم شخصيات وأحداث تجلو أفكاره ذات البعد والطابع الكوني ، والتي ترتبط بمصير البشر جميعا بعلاقاتهم، بأحلامهم وكوابيسهم ...ولكن الملاحظ هو أن مسرح "السيد حافظ" المزدحم بالأفكار، والذي يعتمد كثيرا على الكلمة ممتع كثيرا أثناء القراءة، رغم تغلب الرمز والغموض على الكثير من نصوصه مما يجعل ذهن القارئ في حركة دائمة لفك تلك الرموز لاتضاح الرؤية، وهو مسرح أكثر ما يمكن أن يقال عنه، إنه مستفز لذهن القارئ فيحدث تفاعلا بين النص والمتلقي ، وهذا التفاعل يكون إيجابيا حتما لأنه يكثف من إعمال الفكر فيما يطرحه من قضايا.ولاشك أن إخراج مسرحياته إلى الوجود وتجسيدها في عروض مسرحية حية على الخشبة ،يحتاج بالضرورة –حسب رأيي- إلى مخرج مقتدر، يعرف ميكانيزمات الإخـراج، فيستغل

1- )النص الأدبي... والتجريب(: فتحي عبد الفتاح. جريدة الجمهورية الثلاثاء20/12/1988. ص. 12.
2- ) إبادة المبدعين(: مراسل الفجر)لم يرد إسمه(. جريدة الفجر. الخميس21/يونية/1984.ص.3.
أفكار الكاتب ويحاول تجسيدها بكل روحها، وإن كان المخرج – طبعا - في زمننا هذا غير مطالب بترجمة ما يرغب الكاتب في تقديمه للجمهور، ولكن المؤكد هو أن القارئ عندما يستمتع  بقراءة مسرحية من مسرحيات
"السيد حافظ" أو غيره من الكتّاب المقتدرين، يطمح إلى أن يترجم ما قرأه في شكل عرض، ليرى تلك الأفكار مجسدة أمامه بروحها، بالإضافة إلى ما يضفيه المخرج من لمسات وبصمات فنية أو فكرية خاصة به، تزيد العرض إغناء وثراء .
والملاحظ من خلال تقنيات الكتابة عند "السيد حافظ"، أنه يمد جسرا طويلا للإلتقاء بالجمهور وإشراكه في العمل المسرحي، وجعله يشترك في الفعل الماثل أمامه على الخشبة أو في مكان العرض أيّا كان نوعه. ولعل تطور الكتابة الدرامية لدى "السيد حافظ" قد اتخذ خطا تصاعديا أثناء تطورها فيما يتعلق بعملية الإنتقال من مسرح يصلح للقراءة إلى مسرح تعد فيه الرؤية الإخراجية وحركة الممثلين على المسرح،والمشاركة االفعلية التي يسهم بها الجمهور، جزءا لا يتجزأ مما يقصد المؤلف المسرحي أن يحققه من معنى في مسرحياته.
        وإذا قلنا إن مسرحيات" السيد حافظ" تصلح للقراءة لما تحمله من أفكار وما تعتمده من لغة ممتعة، فهي أصلح ما تكون، بالمقابل، للعرض خاصة إذا ألم بها مخرج مقتدر؛ لأن الكاتب عندما يقدم لنا المشاهد سردا  سيجعل نفسه، ويجعلنا أمام الخشبة فلا يهمل الديكور ولا شكل الإضاءة، ولا اللباس ولا الألوان، ولا مشاركة الجمهور أو التحام الممثلين بالجمهور؛ فهو يجعلنا رأسا كمتفرجين في الصالة، إلاّ أننا في الحقيقة مجرد قراء. وقدرته تلك على جعلنا نتخيل مكان العرض وزمانه وكل ما ارتآه أساسيا وضروري الوجود في المسرحية، يحقق لنا المتعة بفرجة فكرية ومشاركة فعلية ذهنية، غير أننا لن نستغني عن رؤية العرض رؤية العين والمشاركة فيه ماديا.
ومن بين ما يمكن تسجيله على الكتابة التجريبية " للسيد حافظ" ، هو أنه لا يدخر جهدا في الإستفادة من الإضاءة ،والديكور،والإكسسوار،وما إلى ذلك تعبيرا عن آرائه وأفكاره في القالب أو النمط الكتابي الجديد الذي اختاره لنفسه.كما نجده يلجأ في بعض أعماله إلى استحضار بعض الأنماط الفلكلورية امتدادا لوظيفة الكورس المعروفة في المسرح الإغريقي القديم، إضافة إلى أنه يعمد إلى إسقاط لافتات على خشبة العرض، تدلنا عليها الإرشادات الإخراجية)*(الواردة في النصوص المسرحية كما في مسرحيته )إشاعة(، و)حدث كما حدث ولكن لم يحدث أي حدث( .
       كما يلجأ "السيد حـافظ" في بعض الأحيان إلى تقنية أساسية في المسرح الملحمي وهي تقنية التغريب ومن خلالها  يسعى الكاتب إلى مخاطبة ذهن  المتلقي قصد تحريك البنية  الفهمية عنده، تمامـا كما في مسرحية
)ظهور واختفاء أبو ذر الغفاري( التي اعتمد فيها الكاتب على التغريب الملحمي قصد إشغال ذهن المتلقي لحل

)*(-الإرشادات الإخراجية :
وتسمى أيضا في اللغة العربية ملاحظات إخراجية، وهي تسمية تطلق على أجزاء النص المسرحي المكتوب وتعطي معلومات تحدد الظرف أو السياق الذي يبنى فيه الخطاب المسرحي.وهذه الإرشادات تغيب في العرض كنص لغوي وتتحوّل إلى علامات مرئية أو سمعية.
أبعاد الأحداث المسرحية من جهة، وسعيه إلى جعل المتلقي يفهم العلاقة التي تربط هذه الأحداث بالواقع الفعلي من جهة أخرى.
وسنتوقف فيما سيأتي بشيء من التفصيل، عند العناصر المذكورة آنفا، والتي طالها التغيير ، مما يجعلنا ندرجها في إطار تقنيات التجريب،وسنبدأ بالتقطيع.
  أولا/ في التقطيع:
التقطيع هو ذلك « الشكل الذي ينتظم فيه العمل المسرحي بحيث تتحدّد المفاصل الرئيسية للحدث من خلال تقسيمه إلى وحدات مثل الفصلActeوالمشهد Scène واللوحةTableau ،..ومع أن التقطيع يعتبر من مكوّنات الشكل المسرحيّ و ومعأنه في العرض المسرحي يرتبط بضروريات مادية مثل تحديد فسحة من الوقت لاستراحة المتفرجين والممثلين ولتغيير الديكورات،إلاّ أنه ذو علاقة وثيقة بالمعنى الإجمالي للعمل فهو يحدد نوعية التلقي المطلوبة) إيهام/كسر إيهام(.كما أنه يرسم الإيقاع الداخلي للعمل ويخلق علاقة معينة بين الأجزاء) الإيحاء بالتتالي أو بالقطع(...»(1). ومن هذا المنطلق أدرك "السيد حافظ" قيمة التقطيع في البناء الدرامي للنصوص المسرحية، فعمد إلى استغلاله بالشكل الأمثل، بما يجعله يفيد من هذه التقنية – أقول تقنية لأن هذا العنصر تحوّل على يده إلى تقنية تتحدد وفقها الكثير من الأمور المتعلقة بالنص - لإثراء كتاباته الدرامية.
فلقد لجأ "السيد حافظ" إلى اعتماد طريقة خاصة في تقطيع نصوصه الدرامية؛ إذ أنه لا يحترم قانون تقسيم العمل الدرامي إلى ثلاثة فصول أو أربعة،كما هو معهود ، بل إنه يعتمد تقنيات خاصة به، لا يلجأ  إليها لمجرد التميّز فحسب، بل إن له علة في استحضارها واستخدامها فيخلق من خلالها مواقف درامية ثم يخرج منها بحيلة فنية. وتختلف هذه التقنيات من مسرحية إلى أخرى، فمن مسرحياته ما قسّم إلى لقطات، )لقطة أولى/ لقطة ثانية( كما في مسرحيته )حبيبتي أميرة  السينما(، ومنها ما قسّم إلى حدود )الحد الأول/ الحد الثاني /الحد الثالث( كما في مسرحية 6) رجال في معتقل 500 /ب شمال حيفا(، ومنها ما قسّم إلى عدة تحولات كما في مسرحية )الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء(، ومنها ما قسّم إلى بؤر ثلاث كما في مسرحية )ظهور واختفاء أبو ذر الغفاري(... وهو بذلك يعمد إلى خلق الموقف ومن ثم الخروج منه بحيلة فنية جديدة )أنظـر جدول رقم01 ،وجدول رقم02  (.

1- المعجم المسرحي : ماري إلياس وحنان قصاب حسن.ص.ص.142/141.

               عنوان المسرحية         الشكل الذي وردت عليه
كبرياء التفاهة في بلاد اللامعنى                             /

الطبول الخرساء في الأودية الزرقاءمسرحية في ثلاث تحوّلات.

حبيبتي أنا مسافر   والقطار أنت   والرحلة الإنسان                              /

هم كما هم  ولكن ليس هم الزعاليك                               /

ظهور واختفاء أبو ذر الغفاريمسرحية في ثلاث بؤر )التفسير،الإدراك، الموقف(.

حبيبتي أميرة السينمامسرحية في لقطتين)لقطة أولى / لقطة ثانية(.   

حكاية الفلاح عبد المطيع     مسرحية من فصلين.

الخلاص أو يا زمن الكلمة .. الخوف الكلمة.. الموت
.. يا زمن الأوباشمسرحية في ثلاثة حدود.

6 رجال في معتقل500/ب شمال حيفامسرحية في ثلاثةجسور.

سيزيف القرن 20مسرحية في محاولة.

علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيامسرحية في إشارتين)الأولى عامة والثانية خاصة(.

الحانة الشاحبة العين تنتظر الطفل العجوز الغاضبمسرحية من فصلين.

حلاوة زمان أو عاشق القاهرة الحاكم بأمر الله مسرحية من فصلين.

عبد الله النديممسرحية من فصلين.

حدث كما حدث ولكن لم يحدث أي حدث                              /
                          
                                                جدول رقم01                    
             عنوان المسرحية        الشكل الذي وردت عليه
رجل نبي وخوذة
تجربة في حالة ميلاد.
إمرأة و زير وقافلة
تجربة في حالة تبلور.
طفل وقوقع وقزح
/
لهو الأطفال في الأشياء ..شيء
مسرحية في تصريح)التصريح الأول(.
تكاتف الغثاثة على الخلق ..موتا
مسرحية في تصريح)التصريح الثاني(.
خطوة الفرسان في عصر اللاّجدوى ..كلمة
مسرحية في تصريح)التصريح الثالث(.
محبوبتي محبوبتي  قمر الخصوبة سحب في شرنقة حبنا
ميلاد ...صعودا    مسرحية في تصريح)التصريح الرابع(.
تعثر الفارغات في درب الحقيقة.. بحث !!
مسرحية في تصريح)التصريح الخامس( .
الأشجار تنحني أحيانـا
مسرحية في تصريح)التصريح السادس والأخير( .
إشــــــاعـة
مسرحية من فصل واحد
العزف في الظهيــرة
/
إجـــازة بـابـا
/
إمـــرأتـــان
/
والله زمـان يامصـر
/
معـزوفة للعدل الغائب
/
                                                                       جدول رقم
        
لقراءة المقال من مصدره الأصلي برابطة أدباء الشام تتبع الرابط التالي:
http://www.odabasham.net/نقد-أدبي/65812-تقنيات-التجريب-في-مسرح-السيد-حافظ

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More