Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأربعاء، 30 يونيو 2021

(رؤيا) تعلن عن مشروع النقد والنقد الموازي في الرواية والمسرح

 (رؤيا) تعلن عن مشروع النقد والنقد الموازي في الرواية والمسرح



أعلن مركز رؤيا للدراسات والإبداع التابع لمركز الوطن العربي للنشر والإعلام عن ورقة عمل لمشروع النقد والنقد الموازي في الرواية والمسرح في الوطن العربي حول (نموذجا إبداع السيد حافظ مع كبار الكتاب في الوطن العربي), بإشراف الكاتبة د. نجاة صادق الجشعمي, وذلك في المجالات التالية:

 أولا : في مجال الرواية:

الحاكم بأمر الله في الرواية العربية بين السيد حافظ وسالم حنيش ويوسف زيدان.

 صلاح الدين في الرواية العربية بين علي احمد باكثير والسيد حافظ.

الحشاشون في الرواية العربية بين أمين معلوف والسيد حافظ .

إخناتون في الرواية العربية بين السيد حافظ ونجيب محفوظ.

ثانيا. في مجال المسرح:

العالية والأمير العاشق (الآمر بأحكام الله) بين السيد حافظ وعلي أحمد باكثير.

الحاكم بأمر الله بين السيد حافظ وعلى أحمد باكثير.

قراقوش بين السيد حافظ ونجيب الريحاني وبديع خيري

الشدة المستنصرية (حرب الملوخية ) بين السيد حافظ والدكتور عبد القاسم عبده .

ليلة اختفاء الحاكم بأمر الله (السيد حافظ) ومسرحية ست الملك (سمير سرحان).

عبد الله النديم بين السيد حافظ ويسري الجندي وعز الدين المدني وأبو العلا السلاموني. 

يوسف بن تاشفين بين السيد حافظ ومحمد الفيتوري. 

الحشاشون في المسرح بين أبو العلا السلاموني والسيد حافظ وإبراهيم الحسيني.

وسوف يتم إقامة ورشة تضم نقادا كبارا وشبابا متميزين للبحث في مصر والجزائر والمغرب والعراق وباقي الدول العربية وذلك برؤى مختلفة على أن تطرح هذه الأبحاث في كتاب دوري شهري في مدينة القاهرة . ويمكن المشاركة على مستويين كتابة بحث ومن ثم يتم ترشيح ما هو مناسب للانضمام في هذا المشروع.

يتراوح عدد كلمات البحث من ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف  كلمة. 

ترسل المشاركات إلى مركز (رؤيا) على أحد العناوين الإلكترونية التالية:

khalednbk@gmail.com

justhappy_man2000@yahoo.com

 njtsadek@gmail.com

ashscth@gmail.com

                      آخر موعد استلام البحوث أول اكتوبر 2021م. 

                                                                     

الثلاثاء، 29 يونيو 2021

كتاب (التنوع الدلالي في مسرح الطفل ما بين التناص والتراث والإخراج) إضافة جديدة لمكتبة المسرح العربي

 كتاب (التنوع الدلالي في مسرح الطفل

ما بين التناص والتراث والإخراج)

 حول مسرح السيد حافظ

               إضافة جديدة لمكتبة المسرح العربي

بقلم: أحمد محمد الشريف 


 

     تعد الكتابة للطفل من أصعب أنواع الكتابة وأعقدها على الإطلاق سواء أكانت في قالب مسرحي أو قصصي أو شعري, فالتوجه الفكري نحو عقلية إنسان صغير مازال في طور الإنماء هو عملية  تشكيل وصناعة لمستقبل فرد بل أمة بأكملها, تتم فيها عملية زرع قيم وعادات ومقومات سلوكية للأفضل من وجهة نظر المجتمع والأسرة والقائمين على تربية الطفل, وكذلك توجيه مسار المشاعر والأفكار لهذا الطفل نحو الانتماء وحب الوطن وحب الخير والحق والإيثار والتعاون وغيرها. ومن هنا تكمن الصعوبة الأكبر في كيفية قولبة تلك الأفكار كي يستطيع الطفل هضمها والتعامل معها دون ملل أو رفض أو الإتيان بنتيجة عكسية غير مطلوبة وغير متوقعة ¸لاسيما وأن عقل الطفل غير محدود التفكير و يتمتع بخيال واسع وجامح لا ندرك نحن الكبار ما به وإلى أي مدى يمكن أن يصل في تخله وأفكاره لذا فليس من السهل السيطرة عليه أو خداعه أو الاستهانة به. ومن هنا كان لابد على الكتاب الذين يكتبون للطفل بالذات مراعاة كل تلك العوامل مع القدرة على طرح القيمة بالإضافة للمتعة الحسية والبصرية والسمعية التي يرغبها الطفل وتجذبه لمتابعة العمل الفني أو الأدبي.

       إن الكتابة لمسرح الطفل في وطننا تتعامل مع ثلاث مستويات من حيث الطرح الدرامي, الأول هو التأليف الخالص من فكر المؤلف , والثاني ترجمة الأعمال الأجنبية وإعادة تقديمها بما يتوافق مع المجتمع, والثالث استلهام التراث وإعادة صياغته بما يناسب الواقع الآن. ومن هنا كانت تجربة الكاتب السيد حافظ الذي قدم مشروعا كبيرا لمسرح الطفل شمل العديد من المسرحيات المستوحاة من التراث العربي والإنساني بشكل عام وقام بصياغتها وإعادة طرح مابها من أفكار ورؤى تناسب الطفل العربي وتتوافق مع العصر الحديث الذي يعيشه مع حرصه على طرح الأفكار التربوية والتعليمية الأخلاقية والسلوكية القويمة.

      وتجربة السيد حافظ هي بالفعل تجربة فريدة ونادرة, حيث أسس لمسرح للطفل في الكويت يحمل من العوامل والمقومات مالم يطرح من قبل وملم يستطع أن يلحق به المقلدون من بعده, ولم تلك التجارب التي استمرت سنوات عديدة بعيدة عن عيون النقاد الذين رصدوا تلك التجربة بعيون خارجية التقطت بكل حيادية كل مالها وما عليها, مجتمعين في ذلك مع السيد حافظ والفنانين الذين شاركوه إنتاج أعماله على هدف واحد وهو إثراء الفن عموما ومسرح الطفل خاصة بإبداع جديد ومتميز في رحلة بحث من الجميع نحو الأفضل والأرقى لتطوير النشأ الصغير وإمتاعهم من أجل بناء أجيال جديدة فكريا وسلوكيا لرفعة المجتمعات ولمستقبل أفضل.

      التقطت د. نجاة صادق تلك الأفكار والرؤى وأبت أن يواريها التشابك والتناحر الفني وأن يمحوها التشوهات الإعلامية المنتشرة الآن, وقررت أن تبرز تلك التجربة للنور كي يطلع عليها الآن الجميع لتكون نبراسا وهاديا لكل من يهتم ويرغب في مستقبل أفضل لمسرح الطفل. وعليه قامت د. نجاة صادق بتجميع كل ما كتب من مقالات نقدية ودراسات فنية وأدبية وبل ورؤى فنية لفنانين عاصروا التجربة في حينها, وقامت بجمع شهاداتهم لتقييم المشروع ككل بل وطرحت وجهة نظرها كناقدة في كل ما كتب عن مسرح الطفل عند السيد حافظ.


 

     وعليه فقد صدر كتابها (التنوع الدلالي في مسرح الطفل ما بين التناص والتراث والإخراج) بالقاهرة عن مركز الوطن العربي (رؤيا) بالتعاون مع دار (العنوان) للنشر والتوزيع بالشارقة. ويضم بين سطوره مقالات ودراسات لمجموعة كبيرة من الأساتذة وخبراء النقد والصحفيين والفنانين وهم :

}الدكتور / عبد الكريم برشــــــيد (المغـــرب)- الدكتور / كمال الدين حســـيـن (مصـــــر) - الدكتور/ عبد العزيـــز خـلوفـــــة (المغـــرب) - الدكتور / نـــــــــادر القـنـــــــه (فلسـطين)

الدكتور / عــــلاء عبـــد الهــــادي (مصـــــر) - الدكتور / عـــــــــلاء الجــابــــر         (الكويت)

الدكتور / محـــمــد عبـد المعطـــى - (مصـــــر) - الدكتور / أســــــامة أبوطـــالـب (مصـــــر)

الدكتور / حــــمدي الجابــــــــري (مصـــــر) -  الدكتور / طارق محمود الحصــري (مصـــــر) - الدكتور / محمد مبارك الصــــوري (الكويت) - الدكتور/ زيـــان أحـــمد الحـــاج (ســـوريا) - الدكتور / ســــــــــيــد عــــلـــى (مصـــــر) - الدكتور / أبــو الحســــن ســــلام  (مصـــــر) الأســتاذ / حــمـــد الــرقـــــــعـي (الكويت) - الأســتاذ / صــــالـح الـغــريـــــب (الكويت) - الفنـــان / محــمـد الـمنـــصــــور (الكويت) - الأستاذ / عماد منصـور المنصـــــور (الكويت) - الأستاذ / شــــنايــف الحبيــــــــب (المغـــرب)  - الأستاذ / صـــــلاح البـــــابـــــــا (مصـــــر) - الأستاذ / عبد المحســـــن الشـمـري (الكويت) - الأستاذ / بســـــــام الـعثــــــمان (الكويت) - الأستاذ / وليــد أبــو بـكـــــــــــر         (فلسطين) - الأستاذ / عــــــــزت عــــــــــلام (مصـــــر) - الأستاذ / عبـــد الغنـــــــــــى داود (مصـــــر) - الأستاذ / عـــــماد النــويـــــــري                                (مصـــــر) - الأستاذ / حســـن عبد الهــــــــادي (فلسطين) - الأستاذ / فيــصــــل الســــــــعـد (الكويت) - الأستاذ / ســـــــامى الباجـــــــوري  (مصـــــر) - الأستاذ / عبد العليـــم رســــــلان (مصـــــر) - الأستاذ / ناصر العودة (سـليمان الشـيخ)(فلسطين)  - الأستاذ / صـــــــــالح البــــــدرى (العـــراق) - الأستاذ / يوســـــــف حـــــــــمدان - (البحرين)                     الأستاذ / خليـــــــــل الـــــــوادي - (الكويت) - الأستاذ / عبد القــادر كــراجـــــة  - (فلسطين) - الأستاذ / دخيــــــــل الدخـيـــــل (الكويت) - الأستاذ / ماجــــــــد الشـــــــيــخ  (فلسطين).. {

 

       حيث بدأ الكتاب بإهداء ثم بمقدمة سطرها أ.د. كمال الدين عيد أستاذ النقد والدراما بأكاديمية الفنون بالقاهرة, تحدث فيها عن معرفته بالسيد حافظ وفكره الفلسفي. وأعقب ذلك تمهيدا ل د. نجاة بينت فيه أهمية التناول النقدي للأعمال الفنية, موضحة الأسباب التي دعتها لتشكيل ذلك الكتاب, كي يعتبر مرجعاً لمسرح الطفل في الوطن العربي عامة ومرجعاً هاماً لذاكرة مسرح الطفل في الكويت خاصة. ثم تحدثت في استهلال للكتاب عن أهمية دور الفن ومسرح الطفل في المجتمع, وكيفية التناول الدرامي له من خلال عناصر الدراما الأساسية مثل الشخصيات والصراع والحركة والحوار والبناء, حيث تؤكد أن عنصر التأليف المسرحي هو أكثر العناصر المسرحية استقراراً وثباتاً ذلك لأن أساليب الإخراج والتمثيل والتصميم تختلف باختلاف العصور والبلاد بل وتوجهات القائمين عليها, وتوضح الكاتبة أن المؤلف يجب أن يكون ذي ثقافة عالية وقدرة على رصد القضايا والمشكلات بل وتحليلها واختيار الزاوية التي يتناولها منها لكى تعبر عن رؤيته للقضية من خلال أعماله الفنية.

      ثم تنتقل بعد ذلك إلى بيان أهمية تربية  ونشأة الطفل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع موضحة أنه تقع على عاتق المدرسة بصوره عامة الاهتمام بالمسرح المدرسي والاهتمام بالطفل ليتعلم الإلقاء والمهارات و كيفية التعامل مع الآخرين وفق شخصيته.. والمسرح فعال ووسائله متنوعة ومختلفة وتعمل على تنمية شخصية الطفل واكتشاف مهاراته وميوله وقدراته و بناء شخصيته كطفل وتغير من سلوكه وتعدله. حيث ترى أنه من خلال هذا الكتاب ومن خلال الدراسات التي كتبت بأقلام أساتذة النقد الأدبي في الوطن العربي نجد أننا وببساطة شديدة أمام نظام تعليمي للأسف أصابه الخلل وانعكس ذلك على منظومة التعليم وتنمية المسرح المدرسي وأثر سلبياً بشكل أو باخر على الطفل.

 

    وتستطرد الحديث عن مقومات وعناصر الكتابة للطفل حيث ترى في النهاية أن من يقرأ نصوص الكاتب (السيد حافظ) يجد النضوج والذوق والجمال والثروة اللغوية وبث القيم في نفوس الأطفال إلى جانب البهجة والفرح والسرور محافظاً على هويته الإبداعية في مشواره الثاني وهو مشروع الكتابة للأطفال وإشراقته الفنية ودوافعه العميقة والتركيز على الانتماء للوطن ونوعية الحكاية.. فأغلب النصوص المسرحية تبدو للأطفال لكنها تحمل مبادئ وأخلاقيات وأفكار للكبار.

      وتابعت د. نجاة مسيرة السيد حافظ مؤكدة أن الإرهاصات المؤشرة لبداية الاهتمام بمسرح الطفل بالكويت احتضنته مؤسسة البدر " التي أطرتها الأستاذة "عواطف البدر" فاهتمت بمسرح الطفل وآمنت بكينونته وخطورته. وإذا عاينا مسيرة السيد حافظ في رحلة الكتابة للصغار نجد أن مسرحية سندريلا تعد أول محطة في مدن كتابته للأطفال. وقد ارتبط أساسا بمؤسسة البدر.

     وتقول عن كتاباته  إن المتتبع للعمل الدرامي الموجه للطفل عند "السيد حافظ"، يلاحظ اهتمامه بالمضمون حيث يقدم أفكاراً مناسبة لأبناء مجتمعه في قالب فنى، يعيد فيه ذكريات طفولته ويجددها في الناشئة. أما من حيث الشكل  فتذكر د. نجاة عنه أنه لم يكتف بالثورة على الوضع العربي المتأزم، وإنما تمرد على الأصول التقليدية، فابتعد عن الصيغة الأرسطية التي قيدت الكاتب المسرحي عن التعبير بحرية، وحالت دون خلق تواصل بين المبدع والمتلقي. وانطلق من الوجدان الشعبي والتراث العربي من أجل صياغة أدوات معرفية وجمالية مغايرة وقادرة على التعبير عن الهم العربي في الوقت الراهن. مع مراعاة المستوى الفكري للطفل. كما يعتمد على البساطة في استخدام الرموز والدلالات حتى يناسب مستوى فهم الطفل ومداركه.

     ثم تتحدث الكاتبة بعد في حوار مباشر مع الكاتب الكبير السيد حافظ, يوضح فيه تجربته في مسرح الطفل منذ البداية وطموحاته وأحلامه فيما يود أن يتحقق للطفل في وطننا العربي نحو مستقبل أفضل.

     وتنطلق بنا بعد ذلك نحو مضمون الكتاب من المقالات والدراسات التي تنقسم إلى قسمين أحدهما نقد تنظيري للجانب النصي لكتابات السيد حافظ لمسرح الطفل, والآخر ينتمي إلى النقد التطبيقي للعروض المسرحية وما حدث على خشبة المسرح لتلك النصوص.

     وفي النهاية أستعير  نفس قول د. نجاة صادق  فأقول أنه لا يسعني إلا أن أعبر عن فرحتي وبهجتي وأملي الصادق من هذا الكتاب هو المحافظة على مسرح الطفل وفنونه وقضاياه وحرصنا على الإبداع والتألق والحفاظ على أعمال كبار الكتاب المبدعين من  خلال نموذجناً هنا الكاتب الروائي والكاتب المسرحي والقاص المبدع (السيد حافظ) ومشواره مع مسرح الطفل, فإن تجميع كل ما كتب عن مسرح الطفل وقضايا التراث الشعبي والتناص في هذه الدراسات القيمة حتى يتسنى للباحثين والأكاديميين وطلاب الدراسات العليا الاستفادة منها لاستغلال الوقت والجهد وسرعة الإنجاز بالعمل الأدبي والنقد للأدب العربي المتطور والتجديد لكم ولنا التوفيق إن شاء الله.

                                                   أحمد محمد الشريف

                                       




                                      

دلا لات وجمالية المكان عند السيد حافظ نموذجا شط الاسكندرية

 دلا لات وجمالية المكان عند السيد حافظ

نموذجا شط الاسكندرية

دكتورة نجاة صادق الجشعمى



تمهيد

   فى البدء أحب أن اشير إلى انه من الظلم أن تحمل الجلسة العلمية اليوم عنوان الاسكندرية والتاريخ فى رواية شط اسكندرية ..خبرونى بالله عليكم اى رواية من روايات السيد حافظ لم تحكى عن الاسكندرية وشوارعها واهلها الاسكندرية القديمة والجديدة ..لذلك فلنعتبر لقاء اليوم الأدبى العلمى هو مدخل لدراسة الاسكندرية فى ادب السيد حافظ عموما وليكن اول الغيص قطرة شكرا اكو تلك الجمعية الأدبية المحترمة  التى تقوم بدور هام فى الحركة الادبية المصرية

سبق أن أشرت في كتابي التشظي للاجناس الأدبية أن الرواية جنس أدبي تميز بتماسك عناصره ومنها ( الزمان والمكان ) اللذان لايمكن الفصل بينهما فهما يتبادلان التأثر والتأثير فيكونان عنصران مهمان  للكاتب وأيضا يمكن أن نشبهما بالعمود الفقري وكلما أجاد  وأجتهد وقدم هذان العنصران أنعكس جمال الابداع والتماسك في السرد الروائي وأصبح منافساً بأسلوبه وجودة أختياره .....فهنا لابد من السؤال الآتي ؟؟؟

لماذا أخترت رواية ( شط أسكندرية ياشط الهوى ) دون غيرها   ؟

وكيف تعامل الكاتب الروائي السيد حافظ مع المكان في الرواية  ؟

أن سبب أختياري هذه الرواية بالذات دون غيرها ليس من باب الأفضل والاجمل والارقى وأنما السبب يرجع لي ذاتياً بأنني لن أتوقع في يوماً ما أن التقي أو أن اقرأ وأستمع وأعيش مع أبجدية المشروع الحافظي لسباعيته الروائية المكون من سبع روايات أبتدائاً من رواية ( نسكافية ، قهوة سادة ، كابتشينو ، شاي أخضر وشاي بالياسمين ، كل من عليها خان ، حتى يطمئن قلبي ، ما أنا بكاتب ،وقد يكون الجزء الاخير كل من عليها زان التي بدورها تشظت الى أربعة عشر جزء أما رواية ماأنا بكاتب فقد تشظت وأنشطرت وتمخضت وولدت ثلاث روايات من رواية (  ماأنا بكاتب ) هي ( كرسي على البحر ، شط اسكندرية ياشط الهوى ، وهمت به )  فمن أين أبدء من الغلاف وأختيار اللوحة ( للفنان ماهر جرجس )  والالوان أم من لذلك الطفل ولتلك الام التي طالما أنحنت لتحمل وليدها وترفع من شأنه وتمنحة الامان والاطمئنان وخوفها عليه من الغرق فأخذت عهدا على نفسها أنها سوف  تعلمه السباحة والغوص في أعماق البحر أم أن اللوحة تعبر عن التعميد في الديانة المسيحية لطفل ولد حديثاً فالام سعت في اللوحة   وسعى معها الكاتب السيد حافظ  للابحارفي عالمه للتجديد وتفريغ الشحنات السلبية للواقع والخلاص من الحياة المستفزة والاقلام المتكسرة فنرى على سبيل المثال لا الحصر الابحار في عالم الكاتب الكبير السيد حافظ من حيث المكان والانتقالات مابين عذابات الذكريات وأيام الطفولة والاطفال ولعبهم في حواري الاسكندية في المساء ، وهو يحصد تلك اللقطات ويلتقي بالعامة والخاصة وزملاء العمل والمهنة في شوارع ومدن الاسكندرية وأزقتها وهو يقرأ لغة العيون وتلك الملامح المختلطة بشقاء الاحزان وأحياناً بالابتسامات المرسومة على وجوههم الباهته وهو يعلن حزنه وكظمه على الامة والوطن والاب والام والاخوان وتلك الزوجة المناضلة الداعمة له في مشواره الادبي وهي ترسم معه وتفترش الارض عشباً وتعطرها بالحب والمودة ،

فتفجرت الابجدية الحافظية من قاموسه الذي تغذى بالتاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع والحب والصحافة والمسرح بكل أنواعه ( الطليعي ، التجريبي ، الاطفال ، الكبار ) والمسلسلات والبرامج الاذاعية والمجلات ثم تناول الرواية كمشروع سباعي وأبدع فالذي يتابع أعمال الكاتب السيد حافظ ينتابه الفضول أن يغوص ويغوص ويبحر في عالمه ليكتنز من فيض أبداعه الدر فتناولت أقلام الشرفاء من العالم والوطن العربي عامة ومصر خاصة فأضاءت بدراسات متعددة لتضيئ لنا وللدارسين والمهتمين الطريق الذي قررنا أن نسلكه وسلكناه لنتعرف على مدى أصالته لنحدد معا موقعة في قمة هرم خريطة الفكر الابداع الادبي والتكنيك والتجديد ومواصلة حركة الابداع للتجديد وأعادة نهوض وتنشيط النقد الادبي بعد سباته الطويل ...

لهذا السبب أقتصرت هنا على تناول هذه الرواية فقط لاننا لو اردنا أن نكتب فسوف نكتب مجلدات فالكاتب له مشاريع وليس رواية عابرة  حير الباحثين والدارسين من خلال الثقافة واللغة والتكنيك والحداثة ومابعد الحداثة حداثة يلقي أضواء ساطعة كاشفة على التباين الذي كنا نعتبره حقائق تأريخية في كتب التأريخ والتراث العربي حيث كتب ويكتب مشاهد وأماكن الاحداث من خلال وعي معاصر وضمير وحس وطني وترميز وكل هذا من خلال مشاريع عمل كاملة وليس أشباه نصوص ملتقطة من هنا وهناك ..فيضع الكاتب السيد حافظ خطة العمل والمخطط والافكار بحيث يستغرق أشهر وسنوات حتى يصل للقارئ المثقف والبسيط الى أعمق مفهوم وتفسير يطرحه شكلاً ومضموناً هذا التوجه عنده لم يجرؤ أياً منا أن يعمل به هذا هو مايميز الكاتب المبدع ليس الكم بل النوع والوصول للهدف للتغير للاقتداء لذلك فجميع أعمال كاتبنا الكبير لا تحتاج أن تركن بالادراج بل أن تمنح لها حق اللجوء الى القارئ الواعي البسيط والمثقف الراقي والناقد الحاذق المتميز .  فكان كاتبنا مضحياً دون أكتراث بالمال فارس الكلمة نبيل السخاء للثقافة والادب فيطبع على نفقته الخاصة وبدعم الاصدقاء الاوفياء دون أنتظار حصاد المال من منافذ البيع  . الأهم هو نشر الفكر وهو يدرك أن أي مسوؤل لا ولن ولم يتبنى مشاريعه الادبية فلابد لنا ولانفسنا أولا التطهير والتنوير من كل ما يعيق أبداعنا الفكري وأن نأخذ من أستاذنا الكاتب الكبير السيد حافظ بدراً يولد في كل فجر بين أحضان الابداع والتألق والامل كاتبنا لا يعترف بالصدفة والمصادفة والحظ بل هو يستفز ذاكرته ويحركها ويهز ذكائها فتتساقط الكلمات والافكار ويأتي بالمفاهيم وتعود الروح لجسد الاجناس الادبية فتكون بمثابة الأنتماء والتكوين وذاكره الكترونية متنقلة من جنس الى جنس أخر من أجناس الادب العربي واذا كان البوح هو البنية المركزية حيث يمثل البوح والعشق والمراة والوطن طابع أتسم به كاتبنا لكنه رصد لنا المظاهر الحياتية والاجتماعية والاقتصادية والتراثية وكذلك طابع التمرد والمشاكسة والفلسفة الخاصة المحملة بالكثير من التساؤلات فالمفكر يعتبر من اسمى صور العمل الذهني لانه يرتبط الابداع بالفكر فهو مبدع مادام هو مفكر بتأملاته وخروجه من المألوف فأنه يرى ويرصد المواقف ما لايراه الاخرون فهو يتحمل أعباء الاستنهاض والاستيقاض والوعي والتوجيه والاتجاه بالعامة والخاصة الى طريق التقدم والتطوير والتجديد بأفكار جديدة  لأفاق أرحب وأفضل  وأشمل وأجدر فنرى كاتبنا يتنقل بنا من الفضاء الواسع وسماء دبي الى المنظم والبناء الهندسي ذات التشيد والبناء في المشفى حيث سهر في صالة الولادة وشهرزاد تحكي لها قصة الثلاث بنات وحكاية الروح السادسة ( سلمى وسارة وسيرين ) واصالة الكاتب الفذ الذي لم يتنصل الة من تبنى مشروعه الروائي  فيهديهم ( الاهداءالى نقاد وأدباء الجزائر  العظماء الذين تبنوا مشروعي الروائي بفاعلية عظيمة  ) ولم ينسى كاتبنا أبنه أو زوج أبنته حيث يقول : ( الى إسلام السيد سلام ) زوج أبنتي الراقي والأنسان ) ويستمر بالتنقل والترحال ورسم الصور والحكايات مابين دبي والقاهرة ورشيد والاسكندرية وحارات اليهود وكنيسة الاقباط في المنشية

(( مصر وما أدراك ما مصر أرض سحر وسحرة  وأرض خير ليس لها مثال عبقرية الأحتواء لكل الجنسيات ولكن العدل غائب والظلم فيها حاضر وأرض أمان وأستقرار وأرض جنون وأعراب وسرقة وأحتيال )) مصر بوتقة كل جنسيات الأرض وعبقرية الأنصهار والألتحام وتنوع فريد وجمالها عجيب وقبحها غريب ..هي الشئ ونقيضه ...

وما بين هموم الحياة وأنشغال المرأة في المنزل ونسيانها علبة البودرة وأتساخ ثيابها وذهاب الزوج للعمل وذلك السوق الذي تخيلناه من خلال وصف كاتبنا سوق الصاغة لصناعة الحلي من الفضة والذهاب بنا الى سوق العطارين وزيت الياسمين والكحل وتمرد سلمى على الحجاب بقولها : شعري لازم يشوف الشمس ..فشعرك وقع ياأمي لأنه لايرى الشمس ..يا أمي صرتي صلعاء ..  

فكان أختياري لرواية  (شط أسكندرية ياشط الهوى ) بالذات فيرجع الى انها أول عمل سردي قمت بالمشاركة مع الكاتب الروائي الكبير السيد حافظ بالاستماع لكل حرف خط فيها وأحياناً القراءة وغالباً ماتأثرت بكلماتها وجملها وأحداثها وبقيت أحداثها راسخة في ذاكرتي فكتبت هنا عنها محاولة مني أو قد يكون داهمني الفضول أو الشك فأردت أن أكتب عن دلالات  النص السردي وجماليات المكان في الرواية عند السيد حافظ  لحفظ العمل السردي الحافظي من الاندثار من قبل المتسلقين المتنافسين زوراً وبهتانا ولعل الله يوفقني بكسب قبول حروفي وبحثي المتواضع ومسبقاً أقدم أعتذاري لكاتبنا فيما أذا أخفقت أو قصرت  

فكيف لنا أن نستدل على الجمال والابداع في هذا الفضاء الملوث بالافكار المتسممة بالحقد والانانية ووئد الابداع والمبدعين وكثرة المتشبقين والمتملقين وأشباه المثقفين وكثرة الكتاب وأنحدار جودة الكتابات هنا يجب علينا وعلى القارئ المثقف الواعي أن يميز بين هذا وذلك من حيث اللغة والجمال والموضوع أذاً

ماذا يعني المكان ...؟

المكان : كأسم هو أسم مشتق للدلالة على مكان وقوع الفعل وفي اللغة العربية يعتبر المكان ظرف ملازم للزمان أي ظرف الزمان وظرف المكان والزمان من المفاعيل منها المفعول فيه الذي يضم ( المكان والزمان ) فمعنى المكان ...أنني كنت عنده . أما الاستاذ الدكتور ( مصطفى عطية جمعة ) يقول :

يعتري مصطلح المكان أشكاليات في الدراسات النقدية وهي ناتجة عن الترجمة الغربية للمصطلح )   فلم يتعامل النقاد الغربيون مع مصطلح ( المكان ) إلا عرضا وقد ترجم بعض النقاد العرب المصطلح الأجنبي ب ( الفضاء ) وهو يعني في طياته الخواء والفراغ وأيضا يعني ( الخلاء المكاني ) والبعض يترجمه ب ( الحيز ) ويشمل معطيات المكان : النتوء والوزن والحجم والشكل وهو الشئ المبني في فضاء مكاني وهو أيضاً الأمتداد المتصور ويمكن أن يدرس من خلال وجهة نظر هندسية . فالفضاء بمثابة ٠الوعاء الضخم الذي يستوعب بداخله الأمكنة المختلفة ( الكون بمجراته ونجومه وكواكبه والأرض بما عليها

space:espace)



أما المكان والدلالة اللغوية في المعاجم العربية ..تشير الى المكان بمعان ودلالات متقاربة فيها إشارات واضحة وصريحة بأن المكان  هو ( الموضع ) و ( المنزلة ) . كما جاء في لسان العرب ..مجلد 13 الطبعة الرابعة .. دار صادر ببيروت لبنان 2005 صفحة 112 ) أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم أبن منظور ) .. (( المكانة المنزلة عند الملك ، وجمعها مكانات ولا يجمع جمع تكسير وقد مكن مكانة فهو مكين ، والجمع مكناء ، وتمكن كمكن )) ..(( المكان والمكانة  واحد . التهذيب: الليث مكان في أصل تقدير الفعل مفعل ، لأنه موضع لكينونة  الشئ فيه غير أنه لما كثر أجروه في التصريف مجرى الأفعال )) نفس المصدر السابق لابن منظور صفحة  113 .أما المنزلة فهي مكانة الشخص عند فلان فعندما أقول لفلان مكانة في قلبي أو له مكانة عند فلان نعني هنا المنزلة . ولقد أشارت أيات القرآن الكريم بنفس المعنى لهذه الألفاظ ( الموضع والمنزلة ) فجاءت بمعنى أخر هما ( الموضع  أو المستقر ) وردت المكانه أي المنزلة في سورة يوسف  ( الاية 53 ) (( وقال الملك أئتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين )) .. و ( الاية 55 ) (( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين )) ... وفي (  سورة مريم الاية 16)  قوله تعالى (( وأذكر في الكتاب مريم إذ أنتبذت من أهلها مكاناً شرقياً )) ... أي أخذت مكاناً نحو الشرق هنا بمعنى (  الموضع ) ....  وتعني التوسع المكاني وأحيانا تعني الأستقرار والوجود والثبات في مكان ما ...أما جمع مكان / أمكنة ..أو أماكن

أما بالنسبة الى أثر المكان في حياة الانسان بصورة عامة  و للكاتب والاديب بصورة خاصة والنقاد والباحثين فهو أدراك وحس وصراع مباشر مع المكان وتأكيد للذات  وتأصيل لهويته . فلا تكتسب الذات هويتها وأصالتهاوأهميتها ألا من خلال التفاعل مع المكان الذي تتواجد فيه . فالمكان يعتبر من أهم العناصر التي نوجه له مشاعرنا سواء كانت ألفة أو معادية وهناك أحتمال أن تكون المشاعر المعادية قد تعرضت وخضعت لوضعنا الفكري والنفسي الذي تعرضنا وتأثرنا وبعد ذلك عانيننا منه ..خلاصة القول لما تقدم أن المكان مفهوم أو أصطلاح أنشأه الأنسان وأطلقه لكي يحدد موضعه في الكون ..  يعني موضع العيش والإقامة وموضع السفر والهجرة وهو الحيز الذي يحوي الإنسان وأنشطته ويتسع ليشمل الأرض بما عليها وبذلك نستطيع ربط المكان بالرؤية  الأدبية و النقدية  المتفق عليها وهناك علاقة مابين المكان والزمان وأن أختلفت الآراء حول المكان مادي والزمان غير مادي لكن اتفق العلماء وخاصة الرياضيات  والفيزياء لانهم قالوا أن حركة الاجسام والاشارات الضوئية تكشف عن أن المكان والزمان ما هما في الواقع الا مظهران لبنية واحدة تسمى المكان / الزمان أو الزمكانية فعندما يتحدث هردوت عن مصر ويصفها ويطرب ويتغنى ويقدر تاريخ وشعب مصر بل صور لنا أماكن  مصر بجمالها وطبيعتها وبحارها ونيلها وبحيراتها والملاحات فما سرني في قراءة ما كتب هردوت عدم تصديقه في كثير مما روى عن مصر والمصريين فيه وأختلفوا في أمره وكما أعتدنا في أي علم أو دراسة وفي أي موضوع هناك فريقين فريق مع وفريق ضد دراسة مؤيدة له ودراسة غير مؤيدة مع هذا لن ولم ينقص أبداً من شأنه وقدره فهو بين المثقفين والباحثين ( أبو التاريخ ) كذلك الكاتب المبدع السيد حافظ  تكون  كتابته أشبه  بمدينة أو معرض للكلمة وصفحة مضيئة من قاموس الابجديات الرواية العربية الحديثة  والكاتب  الحاذق هو من يميز بين تجربته في هذا  النص  والنص السابق له وذلك من حيث اللغة الزاهرة وصياغتها وأختيار الاماكن والازمنة والمواضيع والحدث والشخصيات والتناسق بين الاحداث بحيث لايطغى حدث على حدث ولاشخصية على شخصية أخرى فيوءد هذه ويحي هذه مع أن للمكان ودلالاته الجمالية علاقة مؤثرة بين الفرد والمجتمع والفرد والعالم مع كل الظروف التي تحيط بنا سواء السياسية أو التأريخية فبعض النصوص الروائية للسيد حافظ  تعتبر وسائل تعرف  وقيمة معرفية في هذا العالم وذلك المجتمع فهناك وحدة جوهرية بين المكان والجمال  ففي رواية شط أسكندرية تعددت ألاماكن بين الحارة والدكان والشارع والمسجد والكنيسة والاديان اتلسماوية التي أرتبطت على أرض مصر ( اليهودية ، المسيحية ، والاسلام )  فمن خلال هذه العلاقة الجوهرية بين المكان والجمال فمن هنا ولدت العلاقة ومن ثم التقاء مخيلة الكاتب والروائي في مخيلة القارئ ولا يمكن للروائي أن يكتب ويروي الرواية من غير المكان ففي أحيان كثيرة ممكن الأستغناء عن الزمن أو تجميده لكن لايمكن لأي روائي أن يتجاهل المكان لان له أثار فنية وجمالية تترسخ في مخيلة القارئ فممكن من خلال الرواية  شط أسكندرية أن نتعرف على  الصعوبات التي عانى منها المجتمع المصري  في الزمن الماضي والفروقات بالحاضر وماذا يترتب من تطورات في المستقبل فمثل هذه الظروف التي عاشها المجتمع المصري  وبالتالي المجتمع العربي والتي روتها لنا روايات السيد حافظ  بفنية جمالية ودقة بالتعبير الحسي والوصفي للمكان كان له الاثر في تشكيل الذات لدى القارئ  والحس وتولد الوجود الفكري  كما ذكر عبد الملك مرتضى  فقال :  ((  إذا كان للمكان  حدود تحده ونهاية ينتهي إليها فإن الحيز  لاحدود له ولا أنتهاء ، عند الكاتب )) . ( نظرية الرواية ، عبد الملك مرتضى  ، ص 121 ) . لذلك يعتبر الحيز أوسع وأشمل من المكان فهو غير مقيد بحدود ولا نهايات من هنا ونتيجة لهذه التباينات في الآراء تجلت أهمية المكان  في رواية شط أسكندرية وتلاحم المكان  مع عناصر الرواية لان المكان  لاينفصل عن باقي عناصر السرد الروائي أو النص الروائي عند السيد حافظ  وأنما يدخل مع السرد في علاقات متعددة مع المكونات الحكائية فمن الطبيعي أن أي حدث لابد من أن يتصور الكاتب الروائي وقوعه لكن بشرط أن يتوفر للنص الروائي أطار مكاني معين لان الاماكن في رواية شط أسكندرية  تخلق فضاء شبيه بالفضاء الواقعي لدمج السرد والحكي ورسم حركة الشخصيات ولكي يتم هذا لابد من المكان أو الفضاء لتنظيم حركة الشخصيات في المكان . وأكد ذلك الناقد العراقي ( ياسين نصير ) في ( الرواية والمكان ) الجزء الاول( ص 17 ،18 ) فقال : (( المكان في العمل الفني شخصية متماسكة [...] ولذا لا يصبح غطاءاً خارجياً أو شيئاً ثانوياً بل هو الوعاء الذي تزداد قيمته كلما كان متداخلاً بالعمل الفني [ ... ] المكان هو الجغرافية الخلاقة في العمل الفني ، وأذا  كانت الرؤية السابقة له محدودة باحتوائه على الأحداث الجارية فهو جزء من الحدث وخاضع خضوعا كلياً له فهو وسيلة لا غاية تشكيلية ولكنها وسيلة فعالة في الحدث  )) ...أذاً المكان يساهم في خلق معنى داخل الرواية ولا يكون تابعاً أو سلبياً دائماً فالموقف من المكان قد يتجاوز الاثر النفسي وكذلك يأتي من قيمته وما يثيره من أحاسيس ومشاعر فمثلاً بعض الأمكنة تكون محملة بدلالات فكرية تعطي معنى أو تكمل المعنى في الرواية  عند الكاتب السيد حافظ  في رواية شط أسكندرية ...وهذا ما أكده (  الدكتور حميد الحمداني  )  في كتابه ( بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي ، المركز الثقافي العربي ، الطبعة الاولى ، 1991 م ، ص 71 )  فقال : (( فإسقاط الحالة الفكرية أو النفسية للأبطال على المحيط الذي يوجدون فيه يجعل للمكان دلالة  تفوق دوره المألوف كديكور أو وسيط يؤطر الأحداث إنه يتحول في هذه الحالة إلى محاور  حقيقي ويقتحم عالم السرد محرراً نفسه هكذا من أغلال الوصف ))    وهكذا غاصت النصوص الروائية في أعماق الحياة لتضئ النور وتنمي الحس الجمالي على سبيل المثال لا الحصر حينما نقرأ رواية من روايات الادباء المبدعين ( كنجيب محفوظ . حليم بركات . وعبد الرحمن منيف . السيد حافظ والكثير الكثير من المبدعين نكتشف من خلال النص هناك في باطن الرواية ذوات خفية علماَ أن هذا الأكتشاف يأتي من خلال  المكان والذاكرة قد نتسأل . لماذا ؟ لان غالباً ماتحتفظ الذاكرة بالصور والحدث ومكان الحدث ..وهذا ما أستعرضته ( وجدان يعكوب محمود ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، الجامعة العراقية ، الزمان والمكان في روايات نجيب الكيلاني ، 2011 ، ص 145 ) فكل مكان  تشغله الشخصية أو تراه أو تحلم به يشكل أهمية في بنية السرد ، ((  أما الراوي فله علاقة متعددة الجوانب بالمكان الروائي ، فهو الذي يأخذ  على عاتقه تحديد الإطار الجغرافي الذي تدور  فيه الأحداث وهو كذلك يقوم بمهمة الوصف ، الذي من ضمن مهامه وصف المكان ، وإذا  كان الراوي يروي بصيغة المتكلم ، أي يكون الراوي أحد الشخصيات  الروائية ، فيكون من مهامه الإضافية بيان الأثر النفسي للمكان  الروائي )) وهكذا فأن العمل الأدبي يفقد خصوصيته وأصالته التي تعتبر من أساسيات النص الأدبي ومسوغات نجاحه حين يخلو من المكان لذلك فالمكان لايقل شأنا من باقي العناصر المكونة للنص الروائي ..

هذا ما وضحه وكتبه ( بوريس باسترناك ) فيقول : الأنسان بذاته أخرس . والصورة  هي التي تتكلم لأن الصورة هي التي وحدها تستطيع أن تجاري  الطبيعة ...( أسامة غانم ) في الأدب والفن بتاريخ 20/2 / 2014 ...حول التجربة الجمالية والمكان في الرواية العربية ...

فمن هنا تجلت القيمة المكانية  لأهميتها بكونها تلعب دوراً  مهماً في البناء السردي للروائي فيؤسس الروائي مع السرد للنص سرد مكاني فتكون علاقة تبادلية فالسرد بدون المكان لا يضفي واقعية ويخلو من الجمالية وخاصة أذا تعددت الاماكن مع بنية السرد وهنا يأتي دور الكاتب حيث يستخدم أبداعه وبلاغته الرمزية في أظهار جمالية الاماكن فيتمكن من أدخال التنقلات والابعاد والسرعة فيكون هنا المكان قد طغى على الشخصيات فأحياناً الكاتب يسمي ويطلق أسم المكان كعتبة لروايته مثل ( كرسي على البحر ) أو رواية خان الخليلي ) أو ( حارة المواردي ) فهنا يترسخ المكان والرواية كعنوان لدى القارئ من مبدأ الانطباعية المكانية وكما رسم لنا نجيب محفوظ القاهرة رسم لنا كاتبنا الروائي السيد حافظ الاسكندرية ببحرها وحاراتها ومقاهيهها ومجتمعها  

الاثنين، 28 يونيو 2021

شهادة فى حق الناقدة الكبيرة الدكتورة / وفاء كمالو

شهادة فى حق الناقدة الكبيرة الدكتورة / وفاء كمالو

 مقدمة. كتاب:

ثــــــورة الإبـــداع فى المسرح والسرد

نموذجًا الكاتب السيد حافظ

الدكتورة وفــــــــاء كــمالـو

 بقلم:

د. نجاة صادق الجشعمي



 

كلما اخترت دراسة لأقرأها أجد الأجمل والأروع فأنذهل. وأكاد أتردد كثيراً بالاختيار والخوف أحيانا من أنني لن أعطي حق النص أو الدراسة لهذا أو ذلك القلم فيرتبك المرء في الاختيار.

وقد يتباطئ في الإنجاز لجمالية الرؤى للنصوص وموضوعيتها وهيكل مادتها الغنية بالعذوبة والسحر الأدبي والنقد البناء لأجل الرقي في أجناس الأدب وتنوعه وأحياناً تداخله بعضا ببعض لاستحداث التنوع، والتغير والخروج من الأدب التقليدي الذي طالما أخذ مسار السرد والحكاية.. وكلما تتبعت ما كتب من نقد مسرحياً أو روائياً للسيد حافظ.. أجد اسماً لامعاً في عالم النقد والتاريخ الأدبي ولها قلم لا يجامل ولا يتبارى معه قلم آخر في الصدق والتواضع والاجتهاد والصبر والموضوعية وإعطاء كل ذي حق حقه.

هي الدكتورة وفاء كمالو التي نجدها في مسارح الشباب الهواة ومسارح الدولة المحترفة ومع المبدعين الشباب والرواد.

ولم تتوان عن عملها بكل جد ومثابرة وإخلاص، ولم تنجرف إلى التملق والمراوغة طمعاً بمنصب أو سلطة. 


 

إنها حقا قارئة وكاتبة حاذقة فتخبيء عبقريتها وتميزها بأسلوب سلس وبسيط.. مما زادها جمالية ورونقاً كأنها الماسة بتاج الملك أو كلؤلؤة في صدفة محارة.. فهي هنا قبطان تقود الرواية وتنتقل بنا من الجميل إلى الأجمل، ومن المهم إلى الأهم..

ولم تغض نظرها من عبارات وكلمات الهوى والعشق والرومانسية التي أشارت لها هنا.

تألقت الدكتورة وفاء كمالو.. كالعادة في صياغتها للحروف فى النقد الأدبي الرشيق والمعتق بعطر العود ونسائم الريحان والزنبق... أن تنشقته شهيقاً لا ترغب في طرحه زفيراً كي تسرخي وتستمتع بعطر حروفها الجميلة...

وضحت القامة المصرية المشرقة (الناقدة المتألقة د. وفاء كمالو) أسلوب كتابة الكاتب صاحب الحرف الساحر وبالعشق يغامر ويثير الدهشة ما بين استدعاء الماضي ليصافح الحاضر ويعانق المستقبل وهو يرتشف فنجان قهوة سادة... أو مشروبه المفضل كوب نسكافيه بارد وأحيانا بل نادراً ما يرتشف كوب من الكابتشينو.... ليستذكر خيانة الروح والجسد للوطن والأمة في (كل من عليها خان ) ويختتم مرات بفنجان ساخن من الشاي الأخضر أو الأسود .... ليطمئن قلبه ويتابع أخبار العشق والقلب والروح والأصدقاء ويهدي قبلاته للأحفاد ثمرة سنين العمر العجاف في (حتى يطمئن قلبي) ويتابع المسير في كتابة الشوق والغوص في الروح السابعة لسهر والعشق وضوء القمر ويهم بها عشقاً وعبقاً دون كل البشر ...

من سهر...؟؟؟؟ وأي النساء أنت ؟؟ والعشق والعطر تجذر في قلب الرجال ومنهم فتحي رضوان خليل ... قولي لي يا سهر أدميت قلوب النساء ... قبل الرجال ....ما سرك يا سهر ..؟؟

" أنت أميره هربت من كتبي وأشعاري ...فكانت أنثى استثناء ...أهلاً لقد عدت إلى دواوين وفنجان قهوة ودفء في الشتاء ونسيم بحر وامواج حنان"

قسمت الناقدة الدكتورة / وفاء كمالو الكتابة لدى الكاتب الروائي (السيد حافظ) إلى أنماط وصنفت النصوص الأدبية التي كتبها الكاتب أجزم أغلبها أن لم تكن جميعها قد وضعت لمساتها الأدبية الجمالية الساحرة وفقاً للمحتوى والمضمون للنصوص .... وبينت الآليات والتقنيات والشاعرية لدى الكاتب وقالت : " تنطبق الحبكة والذكاء وترتيب الأحداث والاتصال بالأزمان والأماكن وتكوين أساس لكل الأركان السردية مع الارتقاء بالذوق وتنمية الإحساس بالجمال والإرتقاء بالذات والإنسان.... فعلى ضوء القمر... رسم على النجوم قصائده... أهدى للوطن أغنية ...فظل ينتظر شروق الشمس ... سأل الأرض عن مبدأ الزلزلة ... واعترف ضمير الشتاء.... بأنه غيمة مثقلة... أذاً أجهشت بالبكاء... فإن الصواعق في دمعها مرسلة.....". 

 


 

الناقدة الدكتورة (وفاء كمالو) أخذت منديلاً وحاولت أن تمر على الأبجدية الحافظية لتمسح تلك الدموع بطيبتها وروحها المحبة للإنسانية والحنان الذي منحه الله للنساء ... وهي منهن أم وأخت وزوجة وأستاذة وناقدة لم تكن جبارة نمروده بل تميزت بروح شفافة خفيفة الظل بذلك الصوت الذي لا يفارق سمعي وكلما سمعته تذكرت طيبة بصرتي وأمي وقلب جدتي الذي أحتوى الكل بالحب والدفء ...لك مني مودتي وأحترامي ياسر بهجتي وفرحتي وأمنيتي بالقاء بك يا أبنة النيل العظيم... تعرج الناقدة (وفاء كمالو) على الدموع في كتابات السيد حافظ.... فتقول: الدموع أبداع.. جموح.. وفي قهوة سادة ميلاد.. ووشم ناري على الذاكره.. للروح والجسد..) أصبحت قهوة سادة ليس فنجان يحتسى بل.. شرارة ضوء وبصيص أمل من النور في زمن العمالقة البلطكية المتسلقين بالتملق والمال أحياناً.. فيبوح لنا الكاتب بالعشق للروح والوطن والهمس لسهر ... ولليالي السهر العجاف وأساطير التكوين والتوحيد.... هذا هو مسار الكاتب الروائي السيد حافظ ... مسارات مدهشة وميلاد للمسرواية وملحمة سباعية روائية مسكوكة بقسوة الاقدار ومراوغات مؤرخي التاريخ وتمرد الكاتب والعصيان والعشق والتنهد بالهمسات والفواصل ونقل ماحدث وصار وسيظل عالق بالأذهان والثورة على ذاته اولاً ليمتلك وعياً ويقبح الفرار وأخيراً يأخذ القرار قانوناً بامتلاك الذات والحرية وليس له شأن بالسلطة والتسلط والمناصب بل الكاتب سن قانوناً ليمتلك الحرف الصادق ... ويكتب يخاطب الأرواح الصادقة النقية ... لعلها تصحى وتقرأ .. فكتب للروح وليس للجسد بنظرة واعية واعدة منبثقة من بصيره واعية لمستها وابصرتها الناقدة البارعة بنظرتها لتلك الحروف الذهبية الذكية فأدلت عطر تواجدها بحروفها التي أفاح عطرها فتسللت إلى أعماق ذات الكاتب وأجتزت تلك النفس البشرية لتضعها هنا بين دفتي القرطاس والقلم لترتوي ذاتك أيها المتلقي والقارئ ونرتوي معاً لنسد رمق الظمأ ونحرك تلك العواطف والأحاسيس الكامنة عند كل البشر .... ككائنات حية تعيش لتحس وتشعر وتتمتع لا تعيش لتجمع المال والشر والحقد والظلم وتموت وأنت تستغفر...

أسلوب الكاتب هنا تحريك وتحفيز للمتلقي ودفع الجسد عن طريق مخاطبة الروح للانفعالات الحميمية وأحياناً... يستخدم الغموض يلون الكائن البشري بالدم وربما بالرغبة والأحلام المنسية لأجل كتابة وتصحيح ما كتب بالتاريخ من قهر واستبداد وحقائق .... لن ينسى الكاتب عذابات الوعي الحسي للقلب والروح مكانة رفيعة... نجد في نصوصه الأدبية صياغات شاعرية دافئة... فيقول: (يصدق الله والمعري والمتنبي وجمال عبدالناصر والحلاج... ولا ... يصدق القمر ولا النساء في المساء....) ويقول: هناك أوطان مومس.. وشعوب مومس .. والوطن لا يحب الفقراء.. لأنه نذل مع الشهداء والشرفاء... والغرباء ظلوا يضاجعون الوطن....

هذا حال الأوطان تحت سيادة بلا وعي ثقافي وفكر متحرر ثقافياً من الأدناس والخرافات والتقاليد والعادات البالية والعنصرية والطائفية والانقسام والأحزاب والسياسات المتعجرفة الآنية بقراراتها العشوائية.....

((أنا سيدتي بقايا وطن وإنكسار ..أمل وشظايا حلم أمة.. كانت تحلم بأن تكون عظيمة .. وأنا وحيد في عالم زحام .. قبيح... أبحث عن نور عن جمال عن قلب حاني مثلك عن عطرك عن مدينة تولد فيها كل أنثى مثلك عن ظل يشبه ظلك .. أسأل السحرة أن تبحث عن سرك تأخذني ريح السؤال إلى البحار والأنهار والأحجار حتى الحجر الأسود... لا أعرف لماذا أنت بعيدة ،،،،،،،،؟؟؟؟؟؟



 

نظل بحضرتكم وحضورك وتألقكم تلاميذ وأنتم وأنتن لنا مؤسسات لغوية وبيارق للأبجدية ترفرف على سماء الإبداع للنقد والأدب العربي.... لكن معكن وبأقلامكن لا نعرف المستحيل ولن نرضخ للإنكسار والموت من جديد.. فلنرتقي معاً سلم الإرتقاء الإبداعي للأدب والنقد الأدبي الحديث والتطور والتجديد للم شمل الأجناس الأدبية وتنوعها بإبداع فني وبإطار أسس جمالية مبتكرة... وإلى الأمام نتحدى التقليد ونرفض بإصرار مبدأ الجبن والخوف لنطق الحقيقة والإشادة للحرف الجميل وركن الحرف البليد والجبان.

الدكتورة والناقدة العملاقة (د. وفاء كمالو) تظل وما زالت صدى كلماتك تطوق رأسي فلا ينساك ويتناساك من قرأ حرفك .... هذا ليس بغريب على ناقدتنا التي جمعت الحروف وصفتها على مائدة النصوص الأدبية لتكسبها الذوق وتفتح شهيتنا لتناولها بشهية وتذوق ... فهي متمكنة بحكم اختصاصها وتمرسها وخبرتها الكبيره ....في اللغة العربية وأصالة الفكر والحس والخيال والذوق تشهد لك الروايات والدراسات التي أبدعتي في تقديمها .... وصولاتك وجولاتك الأدبية وجمال أنطلاقك الفكري الحر الصادق عن واقعنا الأدبي بكل أجناسه ... حاملة بيارق الحرية وأعلام الحب والسلام ملتزمة بالقضايا الانسانية عامة والمرأة خاصة.....

يسألني

لماذا ابتعد.

لأنك مزار.

لأنك جدار.

لأنك نبي عشق.

تنطق برسالة الحب.

لتبلغ الإنسانية.

أن العشق حمل ثقيل

فابتعد...لأنني مولودة

كئيبة.. غريبة الأطوار

من عالم قديم.

انصهرت ما بين عادات

وتقاليد....لأنني أحبك

فلن اقتحم ذلك

الجدار...

تفوح من فمه العطر

والأشعار..

والإستحياء يطوقني.

والوطن يشغلني..

الواطي

أصبح يحكمني.

خلف لي جدارأ هاري.

وسفراً وغربتي..

وثراء بالأحزان .

وجعلني.. تمثال

أبكم

لاحول لي ولا قوة

لأنني أحبك

يا وطني... تقبل مني

كلماتي ولا تغضب .

وتقتل ولدي...

فتبكي قصيدتي

دماً... يضاف ..

لدجلتي.. ها أنا

أبحث عن أريكة.

وضفة نهر نقي .

وكلمة بقاموسك.

لعل روحك تقرأني.

يا وطني..

سأنشر.

ضفائري واغسلها

بماء النيل...

وأهز جذع نخيلك ؟

يا بصرتي ؟؟

لعل تزهق سعفاتك .

من أحلامي..

وتخطو خطوة نحوي .

لأنني أحبك .

فستبقى أنت أملي ...

د. نـجاة صادق الجشعمى

 



 

 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More