مذكرات السيد حافظ
الجزء السادس
...
تحقيق وتعليق ودراسة
د. ياسر جابر الجمَّال
أستاذ الأدب والنقد
2025م
...
الحلقة 251
كيف تكون كاتبًا كبيرًا وتحصل على جوائز؟
كيف تصبح كاتبًا كبيرًا في مصر وفي الوطن العربي؟ كيف تصبح كاتبًا كبيرًا؟
أول نصيحة: لا تنتمِ إلى أي حزب، وكن مع جميع الأحزاب. وإن كنت ترغب في الانضمام إلى حزب، فادخل إليه لفترة قصيرة فقط، كما فعل أستاذنا الكبير نجيب محفوظ.
إذًا، لا تنضم إلى أي حزب. ثانيًا، لا تتورط في أي حزب يتخذ موقفًا معارضًا للحكومة، إلا إذا كنت مضطرًا، أي عندما تجد الجميع يسير في هذا الاتجاه.
الكاتب يجب أن يكون كيانًا مستقلًا. ولكنني أتحدث هنا عن كيفية أن يجعلك المجتمع نجمًا وكاتبًا كبيرًا. ستجد أن اليمين واليسار والوسط جميعهم معك.
إذن، كما قلنا، لا تنتمي إلى أي حزب. وإذا اضطررت إلى الانتماء، فكن فيه لفترة قصيرة، ثم انسحب منه وقل: "لقد انسحبت لأنني اختلفت معهم"، بينما في الحقيقة لم تختلف معهم في شيء، ولكنك فقط لا تريد أن تُحسب عليهم، تمامًا كما فعل نجيب محفوظ. هذا ليس عيبًا، بل هو الواقع الذي نعيشه.
إذا أردت أن تصبح كاتبًا كبيرًا، فعليك أن تكون مهذبًا جدًا، وصوتك منخفض، أو أن تتظاهر بعدم السماع. قل: "لم أسمع"، "لم أنتبه". المجتمع، السلطة، الأحزاب، والقيادات يريدون شخصًا صوته منخفض، شخصًا مهذبًا.
انظر إلى نجيب محفوظ، إنه مثال مهم جدًا.
.لقد ذكرتُ من قبل كيف أن سعد زغلول كان يحمل الحقيبة لأحد الباشوات، ويذهب إلى بيت محمد فريد، الزعيم الوطني، ويجلس مع العاملين في المطبخ ليأكل ويتعشى، ويحمل الحقيبة، ويواصل طريقه حتى اشتغل في جريدة "الوقائع المصرية".
انتبه جيدًا! في مصر وفي العالم العربي، عليك أن تبدأ كخادم لشخصية كبيرة حتى ترضى عنك.
ابحث بنفسك. نجيب محفوظ قبل أن يتولى رئاسة هيئة السينما كان يعمل بطريقة مشابهة. هذا لا يعني أنك خالٍ من الموهبة، ولكن يجب أن تتبع هذا النهج حتى لا تثير التوتر في الوسط الأدبي والمجتمع.
الخلاصة: لتصبح كاتبًا كبيرًا، يجب أن تبدأ كخادم أو سكرتير لشخصية بارزة في أي وزارة. الأهم هو أن تكون مطيعًا وتحمل الحقيبة وتسمع الكلام.
إذن، لنلخص الموضوع بسرعة: لتصبح كاتبًا كبيرًا ومتميزًا، ويرضى عنك المجتمع، عليك أولًا ألا تنتمي إلى أي حزب.
لقد تلقيت اتصالًا من أحد الأصدقاء منذ قليل، وسألني: كيف يصبح الكاتب كبيرًا بالفعل؟
الكاتب الحقيقي هو ذلك المفكر الذي يمكنه انتقاد النظام علنًا، مثل "برنارد شو" الذي هاجم حكومة لندن وإنجلترا وتشرشل بشدة، دون أن يُقبض عليه أو يُتهم بتشويه صورة الحكومة. بل أدت كتاباته إلى تغيير النظام الصحي في بلاده.
كذلك، العقاد كان مستقلاً، رغم وقوعه في خطأين. الأول، عندما عرضت عليه "أخبار اليوم" في عهد جمال عبد الناصر راتبًا قدره 5000 جنيه شهريًا عام 1952، وهو مبلغ ضخم جدًا. والثاني، عندما كان يكتب مقالات في مدح الملك. لكنه كان مفكرًا حقيقيًا، ورفض الرضوخ للضغوط.
أما الجزء الثاني الذي أود الحديث عنه فهو: كيف تحصل على الجوائز العالمية؟
هناك ثلاث أو أربع نصائح رئيسية:
أن تتضمن روايتك إساءة إلى الذات الإلهية والأديان. هناك أشخاص حصلوا على الجوائز بسبب ذلك. أنا شخصيًا لا أؤمن بهذه الطريقة، ولكن هذا هو الواقع.
الترويج للشذوذ الجنسي. أي أن تتحدث عن شخصية شاذة جنسيًا، أو تطرح قضية الشذوذ بطريقة تدافع عنها.
الهجوم على الرموز الدينية، سواء كان ذلك النبي محمد ﷺ، أو النبي عيسى (عليه السلام)، أو النبي موسى (عليه السلام).
دعم التحول الجنسي، أي أن يكون هناك شخصية في روايتك تتحول من ذكر إلى أنثى أو العكس.
إذا أردت الحصول على جائزة عالمية، فعليك باتباع هذه الوصفة.
اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.
إذا لم تحصل على جائزة بعد كل هذا، فأنا لست مسؤولًا.
......
لقراءة أو تحميل الكتاب كاملا بصيغة PDF اتبع أحد الروابط التالية :
رابط التحميل الأول
...
رابط التحميل الثاني
...