دراسات في مسرح وروايات السيد حافظ (111 )
هذا كتاب
كان في الأصل عبارة عن دراسات وأبحاث كتبت في فترات متباعدة حول تجربة المبدع المصري
السيد حافظ. أو لنقل هي نظرات نقدية في تلك التجربة الغنية كما وكيفا. وهي نظرات
كانت مشروطة بسياقاتها الخاصة. وقد عنّ لي أن أنشرها في كتاب بعد أن قمت بتنقيح
بعض الأمور الجزئية، ولكني حافظت على جوهرها كم جاءت في صيغتها الأولى.
وهي دراسات تلقي الضوء على تجربة هذا المبدع
الذي ساهم في إثراء الخزانة العربية بنصوص غزيرة تغطي أهم الأجناس الأدبية من مسرح
وقصة ورواية وسيناريو، علما بأنه إلى جانب ذلك يكتب الشعر والقصة ومسرح الأطفال. وهو
أيضا مخرج مسرحي وباحث...هو مفرد بصيغة الجمع في مجال تنوع الكتابة وأساليبها.
ولعل أهم
ما يميز تجربته في الكتابة والإبداع التي تمتد على أكثر من نصف قرن من الزمن، أنه
مبدع مهووس بالتجريب. فهو في لا يركن إلى نموذج ثابت ولا يحتذي الأساليب
المتداولة، وإنما يركب صهوة المغامرة ليقدم نموذجه الخاص. وغالبا ما يكون نموذجا
مستفزا وغير مهادن.
وتتنوع أنماط التجريب عنده بين أسلوب الكتابة
وكيفية التعامل مع تقنياتها في الحوار والسرد وتقسيم الفضاء وتنظيم الأحداث، وكذا
اقتراح مصطلحات ومفاهيم جديدة، سواء في مجال المسرح أم في مجال السرد، ناهيك عن
الخصائص الأسلوبية التي تحضر بكثافة في أغلب أعماله، من قبيل الكَروتيسك،
والكوميديا السوداء، والميتامسرح، والميتاسرد، والتهجين، وتداخل الأجناس الفنية،
وغير ذلك مما يندرج كله ضمن عملية التجريب كما سنبينه في هذا الكتاب.
أكيد أن هذا
الكتاب لا يدعي الإحاطة بتجربة السيد حافظ الإبداعية في شموليتها. فهي من الغنى
والتنوع ما يجعلها عصية على الاستيفاء والإحاطة بكل القضايا الفنية والتيماتية
التي تميزها، ولكننا نحاول الاقتراب من أهم ما يميزها كي يطلع عليها القارئ وتكون
بذلك مدخلا لها، علها تفتح أمامه شهية القراءة وتغريه بمعرفة المزيد عنها، لأنها
بالفعل تستحق أن نقف عندها ونكتشف أسرارها الفنية.
والله الموفق
مصطفى رمضاني
0 التعليقات:
إرسال تعليق