📘 التقرير النقدي العلمي – «كابتشينو: حكاية روح»
________________________________________
١. السياق العام ضمن مشروع السبعيات الروائية
يأتي كتاب «كابتشينو» كـ الجزء الثاني أو الثالث ضمن سلسلة تبدأ بـ «قهوة سادة»، مرورًا بـ «نسكافيه»، ثم «كابتشينو»، وصولاً إلى «شاي أخضر»، «ليالي دبي»، «كل من عليها خان»، وأخيرًا «حتى يطمئن قلبي» صدى البلد+11المصري اليوم+11Telegram+11. يتضمن هذا المشروع محاولة جريئة لإعادة قراءة التاريخ والمخيلة الوطنية عبر عناصر سردية وصوفية وتجريبية، في إطار ما يُعرف بـ الرواية الجديدة التي تثور على البناء السردي التقليدي Telegram.
________________________________________
٢. العنوان والدلالة الرمزية
إطلاق العنوان «كابتشينو» ليس اعتباطيًا، بل إشارة إلى ما يقوله الناقد أحمد المصري: المقاهي المصرية مساحات مقاومة للضيق، وللقهوة تاريخ رمزي يمتد للصوفية sdhafez.blogspot.com. القهوة تعمل كحامل للوعي والتنبه الروحي، والاسم يُرَمّز إلى حالة من تنبيه الروح، كما في أجزاء أخرى من السلسلة مثل «قهوة سادة» و«نسكافيه»، جميعها رموز للتحوّل والصوفية الشعرية.
________________________________________
٣. التكوين البنيوي والرؤية الفنية
٣.١ البناء المتعدد الأبعاد
الرواية مكوّنة من مائتين وخمسين شخصية تقريبًا تُشكّل سردًا متعدد الأصوات دون وجود فقط شخصية محورية، بل تنثال التعابير الجماعية والخلفيات المتعددة في فضاء مصر التاريخي الاجتماعي موقع طنجة الأدبية+7اليوم السابع+7sdhafez.blogspot.com+7. هذا التوزيع الكثيف يعكس رؤية أدبية شمولية، تحول فيها السرد إلى نسيج تفاعلي.
٣.٢ الخلط المكاني والزمني
تتوغل الرواية في تداخل بين التاريخ الفرعوني، الدين موسوي، الثورة، الواقع المعاصر، يخلق فضاء سردي يتحدى الزمن والمكان التقليدي اليوم السابعموقع طنجة الأدبية. مثل هذا التداخل يشكّل أحد أبرز سمات الرواية الجديدة التي تكسر التسلسل الزمني والمكاني.
٣.٣ التحوّل الشعري والصوفي
يحتضن السرد مقاطع شعرية تعبّر عن حالة انصهار روحاني، تحوّل فيها النص إلى نتاج صوفي تعبيري متكامل، حتى كادت بعض المقاطع تصل حد التوحد الروحي للشخصيات Telegram. يظهر هذا بوضوح في انتقائية الوصف، وتكرار نماذج الوعي الشعري مثل النسكافيه والكابتشينو كأدوات تنبيه وجودي.
________________________________________
٤. الموضوعات الرئيسية
٤.١ الهروب والتخلي عبر العصور
تتناوب الأحداث بين ثلاثة مسارات متوازية: هروب الفرعونية "نفر" من حبها لضابط، فرار "سهر" من حب أستاذها إلى الخليج، ومغادرة "فتحي رضوان خليل" إلى الخليج بحثًا عن حرية التعبير موقع طنجة الأدبية. هذه الهجرات المتكررة ترمز إلى تمزق الكيانات الفردية والجماعية، وربما تُعبّر عن الثمن الذي تدفعه الروح من أجل الأمل.
٤.٢ نقد الشعارات الزائفة
النقد في الرواية لا ينحصر في السلطة السياسية، بل يمتد إلى أنماط الدعايات والنصوص الفكرية السائدة. تصف الناقدة دينا نبيل الرواية بأنها تكشف "رغاوي الكابتشينو" الخادعة: أفكار ومفاهيم سطحية تصطدم بواقع مليء بالأسئلة موقع طنجة الأدبيةاليوم السابع.
٤.٣ الهوية الجماعية والتحرر الثوري
السرد العام يتداخل مع أسئلة الهوية الوطنية، حيث يُقدم التاريخ والروح جنبًا إلى جنب، والثورة تُعرض كشرارة ضوء، لكن دون ضمانات بقاء أو انتصار دائم الحوارTelegram. الإهداء للثوار مثل الشيخ عماد عفت وشهداء الثورة، يعطي الرواية بعدًا ثوريًا وجدانيًا.
________________________________________
٥. التجريب مقابل الترجيب – تطور المرحلة
٥.١ ما هو التجريب في «قهوة سادة»؟
رواية «قهوة سادة» كانت تجربة تمردية على السرد المطول، استخدام السجع، النبش في التاريخ، السرد الشعري، وتفكيك الزمن والمكان. اعتمدت على مفردات جديدة، ومزج الشكل الشعري بالمسرحي والسردي ضمن إطار وجودي مركب، لكنها احتفظت بهوية سردية واضحة.
٥.٢ «كابتشينو»: مرحلة ما بعد التجريب – الترجيب
في «كابتشينو» يتحول التجريب إلى ترجيب مدروس: لا يزال السرد متداخلًا ومتشظيًا، لكن في سياق أعم وأشمل، حيث يصبح التجريب وسيلة للوصول إلى خطاب جماعي عن الروح والنقاء الوطني. بمعنى: التجريب ارتقى إلى استدعاء جماعي واحد (مثل هجرة الناس عبر عصور)، والتركيب الفني ارتبط أكثر بالتأريخ الروحي والسياسي، وإخفاء الفواصل التقليدية، كأن الكاتب يقول: "هذا هو الشكل الجديد للرواية"
٥.٣ الأدوات الفنية – التركيب والتنظيم
• التحولات داخل الرواية (من مستوى إلى آخر) متقنة، الاستخدام الذكي للتناص الديني والتاريخي (قصة موسى وفرعون) يخلق رابطًا ميتافكريًا sdhafez.blogspot.com.
• استعماله لتقنيات سردية متعددة: السرد الحكائي، الومضات، القصص القصيرة جدًا، الشعر والمونولوج، إضافة إلى أسلوب إذاعي أو صوتي داخل النص Telegram.
• أخيرًا، تمتزج هذه التقنيات في رواية واحدة تصبح بعدها رواية نصّ مفتوح، بديل للرواية التقليدية.
________________________________________
٦. النقد المنهجي باستخدام المناهج الحديثة
٦.١ المنهج البنيوي
تحليل البنية السردية يظهر رغبة واضحة في كسر التسلسل، واستبداله بتكوين يشبه الشبكة: شخصيات وكلمات وفضاءات هي من أبعاد ثلاثية، لا وجود لمحور مركزي واحد، بل تداخل مستمر بين رؤى وأزمنة.
٦.² المنهج السوسيوثقافي والتاريخي
الرواية تطرح سؤال الهوية المصرية على مدى آلاف السنين، وتعيد قراءتها عبر ديناميكية الفعاليات الجماهيرية مثل الثورة، لتعيد تقييم العلاقة بين الفرد والسلطة والتاريخ. المجتمعات المصرية هنا تُعرض كـ “رواية مصغرة” تتحرك في الحضور والغياب.
٦.³ المنهج الثقافي
يُظهر السرد هشاشة الأفكار الاقتصادية والسياسية في نهاياتها، ويقترح أن الروح القاهره داخل التاريخ لم تفقد قوتها، لكنها تبحث عن من يعيها ويحييها عبر الكتابة – مثل الكتابات الصوفية أو التنويرية.
٦.٤ المنهج المقارن – التطور النقدي بين الجزء الأول والثاني
كما رأينا في «قهوة سادة»، التجريب كان عصاميًا ومحصورًا في التجريب اللغوي والوطني.
0 التعليقات:
إرسال تعليق