دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 11)
الوعى الفلسفى السياسى
فى مسرح السيد حافظ
بقلم د. مازن الماحى
دراسة من كتاب
إشكالية الحداثة والرؤي النقدية فى المسرح التجريبى
الســيد حــافظ
)نموذجاً(
الوعى الفلسفى السياسى
فى مسرح السيد حافظ
بقلم د. مازن الماحى
يؤكد السيد حافظ بإنتاجه الفكرى المسرحى المتطور يوما بعدي وم أنه من أوائل كتاب المسرح العربى بل يعتبر بحق رائد اتجه جديد فى الفكر المسرحى المعاصر.
ويعتبر السيد حافظ من المشرفين على الوجود اشراقة الشمس... وهوأيضا من مجددى الحياة بالقيم العليا فهو فنان مثقف ومفكر حساس يجمع فى كتاباته المسرحية كل من حساسية ومشاعر الفنان والمفكر والشاعر والفيلسوف وأخيرا المفكر الثورى ذا الأيديولوجية الاسلامية وذلك ملاحظ فى كتاباته الأخيرة منذ صدور مسرحية ظهور وإختفاء أبى ذر الغفارى ومرورا بمدينة الزعفران وحكاية الفلاح عبد المطيع.
وأخيرا مسرحية علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا ولا شك أن مرحلة الفكر الصوفى الاسلامى التى خاضها المفكر العربى السيد حافظ قد أثرت على أفكاره الثورية وهذا واضحا فى مسرحية أبو ذر الغفارى. ويعتبر ايضا السيد حافظ من الكتاب السياسيين المحبين للمعرفة وهو من الذين يملكون قدرات خاصة على إكتسابها واستطاع بهذه القدرات والمهارات ان يجمع مادة خصبة من الفكر السياسى فى مسرحه استطاع ان يجمعها عن طريق اللقاءات الشخصية.. وعن طريق تحليل الوثائق التاريخية ودراسة تاريخ الأفراد وعن طريق ملاحظته الدقيقة للسلوك السياسى العام.
وهو من خلال ذلك يستطيع أن يلتقط حدثا سياسيا وينبى عليه عملا دراميا متكاملا مستخدما مصادر أولية مثل الجرائم والسجلات العامة والتقارير الشخصية وما الى ذلك، ثم يحول كل هذه الاحداث من خلال فكره السياسى والاجتماعى الناضج، الى لغات مسرحية عديدة مثل لغة التبصير ولغة التنوير ولغة التقويم فى المسرح السياسى والاجتماعى.
واستطاع المفكر المسرحى السيد حافظ أن يستفيد استفادة كبيرة من دراساته العلمية فى الفلسفة والاجتماع وعلم النفس فى دراسة حياة الافراد فى القرن العشرين ودراسة أصولهم الاجتماعية ودراسة نشأة الفرد وخبراته وتجاربه مما ساعده على فهم دور الفرد ومدى اسهامه بالعملية السياسية ومناداته من خلال فكرة بالمجتمع السياسى لأن المجتمع السياسى كما هو معروف عبارة عن مجموعة من الحقوق تقابلها مجموعة من الالتزامات.
وتدور كتابات المبدع العربى السيد حافظ دائما حول الانسان المعاصر... الانسان المطحون بين الأمل والاكتراث لذلك فهو يهتم اهتمام كليا بمشكلة الانسان المعاصر والضغوط الاجتماعية ولاسياسية والاقتصادية الملقاة عليه ويحاول أن يقتحم هذه العوامل فى داخل الانسان، أن فى كل مسرحية من مسرحياته تجد أنه يبذل مجهودا كبيرا وحقيقا فى البحث والكشف والتنقيب والنظر الثاقب والصبر النافذ عن معاناة الانسان الانسان المعصار.
ويحرك مسرح السيد حافظ كل من الجانبين الميكانيكى والروحى فى الانسان حتى يحدث فيه ايقاظا ودائما يركز فى مسرحه علىأن كل ما يحيط بنا من الحياة المادية الهادمة المتوغلة فينا انما هى حياة سقيمة تطمس الجانب الانسانى الأخلاقى وهو فى هذا يتفق فكره مع كل من ألبي كامى وجان بول سارتر وكولن ولسن وروسو.
وإذا نظرنا فى أعماله المسرحية الأخيرة نجده يقوم بعملية استكشافية للعالم القائم الان بين الحياة المادية الآليه وما يصاحبها من توخم واظلام ودمار للانسانية وهذا ما تأدى به أنطونين أرو بأن وظيفة المسرح يجب أن تكون تحرير النوازع المجودة فى عقل الجمهور الباطن بأن يعبر تعبيرا مباشرا عن أحلامهم وعن العقد النفسية التى تتحكم فيه. لذلك فلن يبلغ للمسرح السياسى مكانا مرموقا فى عصرنا إلا إذا نظر الناس الى المسرح الفكرى السياسى بإعتباره وسيلة للصراع من أجل حياة أفضل.
ولابد وأن اقرر أولا حقيقة وهى أن هذه الدراسة ليست كافية للمنهج المتكامل الفلسفى والسياسى عند المفكر العربى السيد حافظ ولكننى فى هذه الدراسة أحاول توضيح بعض النقاط على قدر امكانياتى وثقافتى المحدودة والتى أشعر بأنها أقل من ان تواجه أو تحاور أو تناقش أو تحلل الأفكار الواعية الدسمة فى مسرح السيد حافظ وأن كان الكثير من الزملاء فى الساحة العربية تناولوا جوانب عديدة فى مسرح حافظ فأننى اليوم أتناول جانبا قد يكون اضافة جديدة للقارئ العربى عن مسرح حافظ وهو جانب الفكر الفلسفى السياسى فى مسرحه.
فحين بدأت السياسة تفرض وجودها على المسرح الاجتماعى وحين بدأ المجتمع ينظر اليها نظرة فكر وحين ظمأت الحاجة اليها طلبا لحلول بعض المشكلات البشرية تبين لرجالها المفكرين ضرورة وضع حلول لهذه المشكلات وكان بتحليلها وتقييمها ومحاولة تغيير الفاسد واحلال القيم والأخلاقيات فى المجتمع خصوصا وهناك من قام بتعريف السياسة على أنها هى التفاعلات البشرية التى تنتج عن محاولة ترسيخ قيم معينة فى مجتمع ما. وهذا هو الاهتمام الأول الذى يهتم به المسرح – ترسيخ القيم – ومن هنا تواجد أهمية وجود الكاتب المسرحى السياسى فى نطاق الحكم لأنه يهتم اهتماما اكبر بمشكلة الانسان المطحون من الضغوط الاجتماعية والسياسية الملقاه عليه وهو فى ذلك يحاول أقتحام هذه العوامل مباشرة من داخل الانسان وليس من خارجه كما قلت سابقا خصوصا وأن المسرح هو الذى يثير فى المجتمع الوعى بما يحدث له أو بما حدث له وهو ايضا الوسيلة المباشرة المؤثرة والفعالة فى عملية التقويم والتغيير فى المجتمعات.
وحين سأل المبدع المسرحى السيد حافظ المسافر دائما عبر الحروف وعبر القرون وعبر الانسان فى أحدى الاحاديث الصحفية عن سبب اهتمامه بالمسرح الانسانى قال : حين رضعنا براءة التكوين حاولنا أنا نستوعب القاع بسذاجة الإشعاع وذكاء الأفراز وتفوق الإبداع أردت أن أهتم بأدمية الإنسان ؟؟ لحظة تعطلت فيها اللحظات والأقلام والأفكار أن تعطى شيئاً للإنسان – لذلك فمسرح حافظ قام بسد حاجة المجتمع إلى وضوح الرؤيا الإجتماعية والسياسية.
والسيد حافظ يجمع بين تجربة الوعى السياسى الشخصى وبين خصائص المعرفة العامة المكتسبة من الدراسات والمهارا المتخصصة فى تناول العوارض السياسية.
وحافظ يملك كما قلت سابقاً مهارات خاصة تتمثل فى إستعماله الكيفى لأدوات المفاهيم العقلية وهو يتعرض فى مسرحه لمشكلات المجتمع ومشكلات رأسية ذلك فى العلاقات بين الأفراد بعضهم مع البعض وذلك واضحاً فى مسرحية هما كماهم ولكن ليسهم الزعاليك والمشكلات الرأسية يعنى بها مسائل السلطة والقيادة من ناحية علاقتها بهؤلاء الذين يتبعونها والأوامر الموجهة من ناحية علاقتها بهؤلاء الذين يقومون بتنفيذها وذلك واضحاً فى مسرحية الطبول الخرساء فى الأدوية الزرقاء – مدينة الزعفران –حكاية الفلاح عبد المطيع – علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا.
لكن أهم ما يدعو إليه المسرح السياسى عند السيد حافظ هى دعوته الدائمة للمجتمعات بعملية التكامل الإجتماعى والتى تجد من الثغرات بين الصفوة وجماهير الشعب وبين المدينة والريف وبين أصحاب الإمتيازات والذين حرموا من الإمتيازات. كما أن هناك دعوة خالصة فى مسرحه تدعو إلى وجود عملية تغلغل إقتصادى بين طبقات المجتمع وقطاعاته المختلفة.. كما أننا لانستطيع أيضاً أن نغفل جانباً مهماً فى دعوته إلى عملية الإمتزاج الثقافى والمعيارى لكى نستطيع أن نضمن بناء أمة تحقق الخير والصلاح لأبناءها.
والسيد حافظ كاتب مسرحى سياسى ناضج جداً فى لغته الدرامية وهو يملك مهارات خاصة من الوعى السياسى والدراسة والمهارات فى التحليل الدرامى ويجب أن ننظر إلى الوعى السياسى على أنه أشد العوامل الثلاثة أهمية فى عملية إنجاب الكتاب المسرحيين السياسيين.. كما أن أهم ما يميز الفكر السياسى الفلسفى عند السيد حافظ هو أن وعيه السياسى شديد الإرتباط بنمو إدراكه العام الشخصى وهذا ما تبينه من دراستى لمراحل حياته وخاصة مراحل دراسته العملية والثقافية والسياسية المبكرة.
ويرى السيد حافظ أن المنظمات المتنازعة تستعمل أنواعاً شتى من الأسلحة فى الكفاح السياسى وتكون الغلبة لنوع من هذه الأنواع لأنماط المجتمعات أو المؤسسات أو الثقافات أو الجماعات المتصارعة غير أن هناك نوعاً من الأسلحة مستبعداً من حيث المبدأ وهو النوع المشتمل على العنف المادى وهذا ما يؤكده السيد حافظ دائماً فى مسرحه فالهدف الأساسى من الكتابات عند السيد حافظ هو أبعاد العنف والإستغناء عن الصراعات الدرامية.. لذلك فالسياسة نجدها تبدأ دائماً من حيث تنتهى الحرب وهى لا تميل إلا إلى تدمير ادوات العنف وإلى حصر إستعمالها فى أيدى السلطة.
وقد رأى السيد حافظ من خلال دراساته الفلسفية ودراسة علم النفس من خلال ثقافته الواسعة فى أعماق النفس الإنسانية أن التقدم التكنيكى ينجه إلى خلق عالم آلى مصطنع يناقص حاجات الإنسان الأساسية لذلك فالتعارض بين الناس والمجامع يتفاقم دائماً أكثر من أن يتوائم ولعل تزايد الأمراض العقلية وإنبعاث بعض أشكال العنف وتكاثر الإضطرابات العصبية والقلق والخوف وفقدان الفرح الحقيقى بالحياة.. كل ذلك إنما هو فى الحقيقة آفات لاصقة بالمجتمعات الحديثة.. آفات دائمة وهذه الآفات هى أهم ما يتناوله السيد حافظ لكى يناقشها فى مسرحه الدرامى ويلقى عليها الضوء من خلال الشكل المسرحى التجريبى الذى ينتهجه.
واليوم أتناول أحدث ما صدر للأديب والمفكر السيد حافظ وهى مسرحية علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا وهى من فصلين أو كما يسميها هو إشارتين.. الإشارة الأولى هى إشارة خاصة والإشارة الثانية هى الإشارة العامة إلا أن الإشارتين مرتبطين بعضهما البعض وذلك لأن الإشارة الخاصة إنما هى مدخل للإشارة العامة والتى من خلالها يشعرنا السيد حافظ بأن الأزمات النفسية والإقتصادية والسياسية والإجتماعية من الممكن أن تكون متكررة فى المجتمعات التى تتشابه ظروفها وطبيعة الحكم فيها.
ويلتزم السيد حافظ جانب الكشف عن الحقيقة فى هذه المسرحية.. فعلمونا ان نموت وتعلمنا ان نحيا أنما هى فى الحقيقة موجهة لأدانة النظام الفاسد مع كل الشرائع الفاسدة التى تتعلق بأهدابه.. ومن علو صوتها الغاضب تتدفق حركتها الإنسيابية فى تصعيد – القيمة الفر – وهى أيضاً تعمل على تحفيز الحوار المبطن لكى يطفو على سطح الرؤية الحقيقة المتأصلة.
والمسرحية تحكى عن سجينتى هما سجين 01 سجين 01 والسجينات يعيشان فى سجن طبيعى له حدود وله قضبان حديدية وأيضاً يعيشونفى سجن آخر وهو السجن الحقيقى – وهو السجن الفكرى والإقتصادى والسياسى والإجتماعى ولا يرتبط إطلاقاً أن يكون هذا السجين محدوداً بأقفاص من الحديد وهذين السجنين يرمز لهما السيد حافظ بأنهما يعبران عن قطاعات من المجتمع تعيش مغلوبة على أمرها فى فك قيودها لكنها تحلم دائماً بان الغد قادم من جديد وأن الششمس لا بد وأن تشرق من جديد.. هذا فى الإشارة الأولى أما الإشارة الثانية فتريد أن تقرر حقيقة غائبة إلى حد ما عن أبصارنا وهى ببساطة تريد أن تقول أن الحلم طالما لم يتحول إلى لغة الثورة الفعل فى التغير فسيتحول الحلم إلى نوع من الحلم المرضى التكاسل وأن الذى يحمل بمسئولية التغير فقط دون تنفيذ الفعل نتيجة لوجود العجز النفسى ستنفس دوماً هواء العجز التنفسى والسلبية وستمارس الحقوق من خلال سراب الممارسة الغير حقيقية والغير واضحة فى الواقع الإجتماعى والسياسى.
صحيح أن السلطة أصبحت أقل ظلماً من ناحية الغايات مما كانت فى الماضى.. صحيح أنها تعمل للمصلحة العامة أكثر مما كانت لها فى الماضى.. صحيح أنها اليوم أنفع منها فى الماضى ولكنها من ناحية الوسائل تزداد نمواً فيزداد سلطانها على الناس ويزداد شعور الناس بثقلها والمسرحية يعالج السيد حافظ مشكلة الإنسان المعاصر فى المجتمعات الحديثة.. فقد وجه السيد حافظ المواطنين مرتبطين بالدولة فى جزء كبير من شئون حياتهم.. لذلك فالصلات بالدولة تتكاثر فرض الشعور بضغطها.. لذلك فاضلهاد السلسلة يصبح أكثر تعقيداً بالإضافة إلى ذلك أن الوسائل الحديثة تهب للحاكمين الدكتاتورين سلطاناً على الشعوب لا يقاس به سلطان الطغاه القدامى ؟؟ وفى عصرنا الحديث.. فالطغاه القدامى كان يمكن قلبهم والتخلص منهم أصبح إحتمالهم عسيراً أما اليوم فإن السلطة تمتلك لسلسة عبارة تجعل مقاومة المواطنين لها أصعب فحين كان الجنود والشرطة مسلحين بسيوف وحراب كان تمرد الجماهير سهلاً أما المصفحات والرشاشات والطائرات والدبابات فلا حلية للشعوب أزاءها إلا بتوحيد صفوف الكلمة لا بد وأن تتحول ‘لى طلقة.
وبين السيد حافظ من خلال علومنا أن نمون وتعلمنا أن نحيا سبب وجود الصراع بين المواطنين والسلطة فهو يرجعه إلى أن توسع الجهاز الحكومى يؤدى إلى إزدياد عدد الذين يتخذون القرارات بإسم ال\ولة.. لذلك فدائرة الحاكمين تتسع أى أن عدد الأشخاص الذين ينبغى للمواطنين أن يطيعوهم يزداد فبدلاً من مستبد واحد وعدد من أتباعه نجد أن هناك عدداً كبيراً من الستبدين الصغار.. صحيح أن الميدان الذى يعمل فيه كل واحد منهم ميدان محدود لكن ضغطهم جميعاً يؤدى إلى شل الحرية وشل حركة الناس وهذه القضايا الأساسية والرئيسية التى يتعرض لها السيد حافظ بالكشف والتحليل فى مسرحيته علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا.
لكن من هم الذين يحاولون دائماً يجعلونا أن نموت هذا ما يحدثنا به السجين.
السجين 1 : علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا.
المرأة الخريفية : من ؟
السجين 1 : هم ؟
المرأة الخريفية : من ؟
السجين 1 : هؤلاء الصاعدون فوق لحوم الآخرين ( ص 76 ) الصاعدون فوق لحوم الآخرين هم بالطبع مدللى ومداعبى السلطة وهم بالطبع أحد الضغوط الرئيسية التى تعمل على شل الحرية وشل حركة الناس قلت سابقاً.
والسجين 1 صحفى يملك عقل يكتشف به الحقائق وتتضح له الرؤية تمثلت فى أفكار محدودة كانت من نتيجتها أن حكم عليه بالسجن ومن خلال هذه الأفكار التالية سنتبين شخصية وفكرة.
السجين 1 : أنا بحب البلد دى.. بحب أشوف فيها النهار.. مبحبش أشوف الكدب والزيف والفقر.. والناس إلى ضايعة فى أنياب طبقة ص72.
وأنا واجهت الحقائق بشجاعة لأنى وجدت البشر.. ناس فوق وناس تحت ناس بتأكل وناس مبتكلش.. علشان صوت الفقير المخنوق يعبر الموانى والبحار ويستطيع لهيب كأنه نهار.. أحنا لازم نقتل الوطاويط إللى بتمص دم الغلابة..
علشان ندبح القطط السمان.. علشان الحرية تظهر والنفاق والزيف يختفى.. لابد يتغسل عمر الإنسان ص 122.
ويحدد سجين 1 القضية التى من أجلها يدفع الثمن فيقول :
السجين 1 : هذا العالم الذى نعيش فيه سجن وعلينا نحن السجناء أن نتحرر من كل شىء يحطم أمان الإنسان ص (69) فيقول فى ص (71).
سجين 1 : أشعر بأننا محاصرون من كل شىء.. من البواب.. من صاحب البيت من رئيس التحرير فى الجريدة من هؤلاء الفلاحين الذين يعيشون كالحيوانات ولا يشعرون بالظلم الواقع عليهم محاصرون بالغلاء وبالبشر وبالقيم التى تنهار.. علينا ان نخرج من سجننا الذاتى ثم نفكر فى أن نتحرر من السجن الآخر ص (71).
والسجين الأول هو أحد الصور المتكررة فى حياة المفكرين والثائرين المتطلعين لفجر الحرية التى إختفت فى سماء المجتمعات المعاصرة وهو يعبر دوماً عن حياة المعاناة المتلاحقة التى تعيشها قطاعات من المجتمعات التى تعيش تحت ظلم حكم الهزيمة والإرهاب ومن خلال السجين الأول يحاول السيد حافظ أن يدعونا إلى أن نحاسب أنفسنا ونعيد حساباتنا وأن نقوى أرادتنا بلغة العقل وليس بالكلمة الحلم والتى لا تحقق على جميه المستويات الأسراب التغيير فيقول السجين 1 : ( كنت بحلم نخطى فوق جسر الغباوة.. الخيانة طفحت فوق أمانة الرغيف والصداقة والمبادىء والقيم.. ) لكن هذا الحلم أبد وأن يترجم إلى فعل ولابد من أن نوقف طوفان الظلم والظلم هذا السجين الأول يتكون من ظالم ومظلوم.. ولو المظلوم يبقى ظلم نفسه والظالم له وسين.. وش سرى ووش أوضح.. الظالم جبان والمظلوم جبان ولما الواحد يتخلص فيهم من الجبن يبقى عمر الظلم إنتهى ص (132).
وهذا التعير لا بد له من التضحية وغالباً ما تمارس المغامرة السياسية أوالعسكرية فى نطاق التضحية.. والتضحية عند السجين الأول يعبر فيقول: أحنا بنكتل عمر بلدنا الحقيقى بالتضحية.. التضحية لها معنى تانى عندنا.. التضحية كلمة وفعل وحركة أتولدت فينا ( ص123 ) أذن فالسجين الأول هو مثال قوى للتحدى وللمقاومة ذد الإستغلال بكل أشكاله وأبعاده لقد وجد السجين الأول كما يقول فى ص ( 69 ) العالم الذى نعيش فيه سجن وعلينا نحن السجناء أن نتحرر منه.. نتحرر من كل شىء يحطم أمان الإنسان ص 69. لذلك فالسجين الأول وجد ان الحرية أما أن تكون مخنوقة أو مذبوحة لأنه حين نشأت الأفكار مثل فكرة التحريم كان من المفروض أن تتولاها الدولة إذا كان هناك نظام ديمقراطى حقيقى يحكم الشعوب.. فهى تتولى وتتبنى على الأفكار مثل فكرة الحرية بمعنى التفتح وفكرة الحرية لمعنى المشاركة وفكرة الحرية بمعنى المقاومة.. لكن مع تطور المجتمعات أصبحت المجتمعات تعيش تحت ظل النظم الديكتاتورية.. أصبحت الدولة تتبنى فكرة الحرية عارية من كل محتوياتها ومضامينها. لقد أراد السجين الأول أن يكون مساهماً فى القرارات التى تصدر من السلطة للشعب على جميع المستويات فكان الحكم عليه بالسجن والعزل ولكن رغم أنه يعرف أن مصيره فى النهاية هو السجن والنفى إلا أنه مستمر فى نضالة وفى موقفه لأنه كان يؤمن بأن التأثر لا يموت إلا مرة واحدة عندما يبيع نفسه أو يخون فكره ص 100.
وعلى صعيد المستوى الآخر نجد أن السجي الثانى كانت تهمه مغايرة للسجين الأول فالسحين الثانى كانت تهمه السرقة وقتل مأمور ضرائب ص 113.
والسيد حافظ هنا أراد أن يجمع شخصين على الرغم من إختلاف هويتهم الفكرية والسياسية إلا أنه يجمع بينهم مستمداً هذا الجمع من الواقع المعاصر.
فعادة السلطة فى مجتمعنا المعاصر هى أن تجمع بين الفكر السياسى والفكرى بين نقيضة فى زنزانة واحدة بقصد قتل وتدمير اللغة المتزايدة عنده.. فالسجين الأول تهمته أفكاره الثورية والسجين الثانى تهمته أنه قاطع طريق ولص حولته معاناته اليومية المقتحمة إلى عالمه حولته إلى لص وهذا ما يحاول توضيحه السجين الثانى :
السجين الثانى : كل حاجة فيا مسجونة فى لوايح.. لوايح الحرص – الجرى نص الجدعنة والجبن سيد الأخلاق.. وعيش جبان تموت مستور.. والمية متجريش فى العالى.. وأنا.
عمرى معرفت أقرأ.. تعرف ليه لأنى لو قريت كنت حتعب قوى ص 123.
الناس الكبيرة فصفت عمرى ورمونى فى طفايات السجائر.. أما لما كنت زمان قوى كان أبويا يعلمنى كلام مكتوب على لوح ومعلق على صدرى مكتوب عليه أكل زرع – شرب.. كان دايماً يسألنى مين ياواد إللى أكل ومين ياواد إللى شرب أقوله معرفش يضحك ويطلع الدخان من مناخيره ويقول إللى أكل وإللى شرب غير غللى زرع وغير إللى حصد ص 126.
ومن خلال السجين الثانى يتضح لنا أن لغة الإستسلام حولته إلى أن يكون ألموبة فى يد السلطة وهذا النموذج السلبى نستطيع السلطة أن تحوله إلى أى تضيق تراه فمن الممكن أن يتحول إلى إلى حيوان أو غير جماد.. غير متحرك فالوسائل عديدة.. لذلك فهذا النوع لايعرف أن يعبر عن همومه وقضاياه المعاصرة لذلك يعرف من أعداءه ولايعرف من ضد من ؟
فقد طحنته مرار الأيام ومعانته المادية لذلك فكل ما يهمه هو الإشباع الجسدى بشتى صورة. فالسلطة تعلم جيداً أنه من كات معدته خاوية لم يفكر الا فى الطعام وناضل من أجل أن يعيش أما من شبع من الطعام فأنه لا يعود يفكر فيه.. لكن يصارع من أجل تحقيق رغبات اخرى وربما كان خير مثال على ذلك ما قاله أرثوكوستلر أنه حينما كان سجيناً يتألم من الجوع كان فى الليل بالولائم كحمله بالنساء أيام المراهقة لكن سرعان ما يتحول هذا النوع المستسلم – السجين الثانى – إلى نوع من التحدى والتصدى عندما يجد من يقومه ويصحح له الحقيقة الغائبة عنه والمتمثلة فى سجين 1 وذلك ما يغيب عن بال السلطة فى أن السجين السلبى المتمثلة جرائمه فى السرقة والقتل من أجل النزوات الجنسية سرعان ما يتبدل جلده عندما تقابل مع سجناء مفكرين وثوريين.. لذلك فعندما يخرج من السجن نجده يتحول إلى اكثر فهماً للواقع المحيط به لأنه سيحدث فى داخله بذبذبة الوعى التى كانت غائبة عنه.. لكن هذا التحول الحقيقية يكون مؤلم فى البداية وهذا ما حدث للسجين الثانى عندما فاق على الحقيقة المؤلمة.
السجين 2 : أنت عايزنى أزعل وأوشك ليه فى كل الناس إللى كنت فاكرهم كويسين أنت خلتنى أشك فى نفسى علشان أفهم ؟ ص 122.
ما هو أنت قدامى بتفهم وتعبان.. أنا مستريح لأنى مش فاهم.. عايز أعيش ذى ما أنا.. ويقول فى حوار آخر مع السجين (1) : السجين 2 : أيه يعنى الإحساس بالظلم.. أنا حاسس إنى ضحية لكن القاضى ليه ماعرفش.. ليه جابونى معاك.. علشان تفهمنى ص 141.
الإحساس بالظلم صعب.. صعب أن الواحد يحس أنه مظلوم.. أنا حاسس إنى ضحية لكن القاضى ليه ماحسش.. ليه ماببحسش بالظلم ويحكم بالعدل.. ليه مابيحسش بالناس.. ليه وليه جابونى معاك علشان أفهم ولا علشان أتعب ص 141.
وهكذا يمارس المسجين الثانى لغة الفهم ولغة الحقيقة وتتفتح عيناه على ألم الواقع الذى مهد له الميلاد الحقيقى لإنسانيته ويعيش السجينان على أمل الخروج من سجنهما بعد إنتهاء حالة الحرب.. لكن الحرب تنتهى وينتهى فى نفس الوقت أملهم بالخروج لأن أملهم كان مصحوباُ بالحلم وذلك ما عبر عنه السجين الأول.
السجين 1 : أحنا كنا بنحلم بالزمن الحقيقى.. لقد مات الأمل مع حلم الزمن الحقيقى يحتاج إلى تغيير جذرى وتغيير حقيقى.. لذلك يتبقى الدافع الثورى لديهم لكنه يعيش فى قوقعته زنزانة القيد منتظراً لحظة الخروج لكن تتولد الكلمة الطلقة.. الكلمة الفعل وتنتهى المسرحية على ذلك المشد.
والسيد حافظ فى تناوله لقضيه الصراع بين المواطن والسلطة وهو صراع أساسى فى المجتمعات البشرية يتفق فكره السياسى وخاصة فى الحقوق المدنية والسياسية للشعوب مع كل من : جون لوك وجاك روسو وهما من مدرسة العقد الإجتماعى..
فهو يدعو فى مسرحية بأفكار تتشابه مع مدرسة العقد الإجتماعى فهو يطالب مثلاً بان نظام الحكم لأبد وأن يرتكز فيه السيادة على رضا الشعب دون أن يكون للحكم لا بد وأ نيرتكز فيه السيادة على رضا الشعب دون أن يكون للحكم المطلق فيه أى نصيب.. وقد قال أيضاً فى أحدى مسرحيات بأن الناس لما تتنازل عن حريتهم وحقوقهم الطبيعة كلها وأنما فقط عن الجزء الضرورى لحماية أملهم وإستقرارهم.. وإذا خانت الحكومة الأمانة التى عهد بها الشعب إليها.. أنحل التعاقد بينها وبين الشعب وأصبحت مقاومتها مشروعة.. لذلك فكل قانون لا يقبله الشعب هو قانون باطل والقانون عنده هو الطريق الوحيد للوقوف فى وجه الحاكم المستبد إلا أن السيد حافظ على الرغم من إتفاق منهجه السياسى من نقاط كثيرة مع مدرسة العقد الإجتماعى وخاصة روسو إلا أنه وضع كل هذه النقاطة الرئيسية داخل الإطار الإسلامى وذلك يظهر واضحاً فى مسرحية علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا وفى مسرحية حكاية مدينة الزعفران أما فى مسرحية علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا بدور حوار عميق بين السجين 1 والسجين 2.
السجين 2 : يعنى أيه أرمى الحجاب إللى تحت باطى.. مين بيحمينى.
السجين 1 : الإيمان.
السجين 2 : أنا لما كنت بخاف كنت بحط المصحف تحت دماغى.. كنت بحس أنه حاجة كبيرة.
السجين 1 : ياريتك فتحته وقريته وفهمته.. كنت حتلاقى الإيمان واضح والشيطان واضح.. لكن من إللى بيشوف.. كل سلطة بتفهم القرأن وتفسره حسب أهوائها.
ثم تتأكد النزع السياسية الإسلامية أكثر فى مسرحية حكاية مدينة الزعفران وخاصة بالجزء بحوار مقبول عبد الشافى – البطل الثورى الإسلامى – والكورس.
مقبول : من أختار خادم العامة والوالى ؟
الكورى : نحن
مقبول : من يعزل خادم العامة ؟
الكورس : ( يهمهمون )
مقبول : من يستطيع عزل خادم العامة ؟
الكورس : السلطان أو الوالى أو الوزير.
مقبول : لاً أنتم.. أيها الناس أنتم تملكون زمام المواقف.. الله لا يقبل الظلم ولا يقبل التكاسل أوالتخاذل.. هل قرأتم ما تدعو إليه الأديان السماوية.. هل قرأتم من القرآن أو الإنجيل أو التوراه.. هل عرفتم ما تدعو إليه هذه الأديان ؟
هل عرفتم الحق والعدل والمساواة والحرية كما جاء بها القرآن وهكذا يؤكد المبدع والفنان السيد حافظ عن صرورة العودة إلىالإسلام فى أمور الحكم.. فقد أثبتت الفلسفات الحديثة والمناهج المعاصرة فشلها فى حد كبير فى حل أزمات الإنسان.. لذلك فالسيد حافظ يدعونا الفكرى والفلسفى إلى أن نعيد إستيعاب وإدراك وفهم الدين الإسلامى الشامل وذلك لن خلا البشرية من معاناتها لينتهى إذا حاولنا أن نبطق أحكام الله فى علاقة السلطة بالشعب وذلك لن الدولة فى الإسلام قامت لعقد حقيقى وأيضاً الأحكام الإسلامية ثابتة لا تتغير مع الحكام وذلك لأن الذى وضع الأحكام هو الله سبحانه وتعالى ذلك فهو عادل ورحيم وغفور وعطوف وهو مختلف الإحتلاف عن البشرية والسيد حافظ يدعونا إلى الله سبحانه وتعالى وكتابه لأنه يعلك أنه أيا كانت شكل الحكومة الإسلامية فهى ستكون ؟ حسب ما شرعه الله سبحانه وتعالى كما فى قوله تعالى ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) ثم إن المصادر الأولى للفكر الإسلامى هى القرآن والسنة فإذا تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله ورسوله ثم ان طاعة الحكم فى الإسلام لبست طاعة مطبقة إلا إذا كانت فى حدود القرآن والسنة مصدقاً لقول رسول الله :- لأطاعة لمخلوق فى معصية الخالق. وذلك لأن الإسلام لا يريد أن يستند بالأمر فرد واحد والسنة مليئة بالشواهد التى تدل على أن رسول الله صلى عليه وسلم كان يشاور أصحابه كما حدث فى موقعه بدر وأخذ برأى بن المنذر – ثم أخذ أيضاً برأى أبى بكر فى شأن الأسرى.
ويؤكد السيد حافظ على المساواة بين أمام القانون ومساواتهم الحقوق السياسية وبذلك يقضى على التفرقة بين الطبقات لأن الإسلام جعل مقياس التفاصيل الوحيد بين الناس هو ما يقدمه الإنسان خير لوطنه ولربه كما جاء فى الآية أن أكرمكم عند الله.
يدعو السيد حافظ للعدل بين الناس مستنداً للآية الكريمة وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل ؟ وربما يكون تركيز السيد حافظ على المنهج الإسلامى بالذات لأن القرآن قد بين لنا أن الإسلام هو الدين الذى نادى به جميع الأنبياء منذ عهد آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
أذن فالسيد حافظ أستند على أسس وأفكار إسلامية من خلالها بدعونا إلى الإيمان وإلى تصحيح هل أقول أن الكتابات المسرحية الأخيرة للسيد حافظ قد تأثرت بنزعه الإسلامية المتقدمة حتى أنه يؤكد فى معظم مسرحياته الأخيرة على أن خلاص الوحيد للصراعات المتداخلة المتداخلة بين البشر بعضهم مع بعض هى الشريعة الإسلامية ومنهجها السمع وخاصة فى علاقة الحاكم بالمحكومين.
أن مسرح السيد حافظ تجد فيه نظرة إنسانية روحية شاملة وإذا نظرنا لشخصيتين السجين 1 والسجين 2 فى مسرحية علمونا أن نموت وتعلمنا ان نحيا , نجد أنها على غاية من العمق والدقة والأصالة وشخصية السجين الأول نجد أن نحافظ رسمها بكل ما ديه من مقدرة فنية خصبة.. فهى شخصية موجودة فى تاريخ نضالنا العربى وهى شخصية مليئة بكل الإحساسات وبكل القيم وبكل المسئولية الملقاه على عاتق المفكرين فى أى مكان.. لذلك أن السيد حافظ يحتاج منا أن نقف أمام إنتاجه المسرحى الفكرى وقفة صحيحة يحتاج منا أن لا نحكم عليه بمقياسنا التقليدية لأنه ليس كانت تقليدياً.
أن فكر حافظ هو ف كر فلسفى ذات أبعاد ومضامين إجتماعية وسياسية ونادراً ما تجتمع هذه الأبعاد فى أديب.. فتحيه لهذا الفكر النابض دوماً بالأصالة وبالقيمة لكننى أريد أن أتسائل كما يسأل الآخرون ماذا فعلنا أمام الإبداعات الفكرية المتمثلة فى إنتاج الأديب المسرحى السيد حافظ والأدباء المبدعون الآخرون.
أم أن المهيمنين على ساحتنا الثقافية العربية مازالو فى غفلة الركود والنوم ام أن المسكلة فى الساحة الثقافية كما يقول الأديب زكريا تامر أنا لكتب الثقافية أحياناً تدون بلا أقدام لذلك فهى عاجزة عن المشى حتى تصل إلى مخادع النقاد والمسئولين الكسالى لذلك فهم لا يشعرون بوجود الإنتاج الفكرى المعاصر.. متى ستنتبه ؟ ومتى ستستيقظ ؟
أن السيد حافظ ثورة فكرية فلسفية فنية نادرة.. ينبغى أن نحافظ على إنتااجه حتى لا تحملنا الأجيال القادمة مسئوة تدمير تراثه الفكرى المسرحى.. ينبغى أن تتحرك المؤسسات الإعلاميو لتحافظ عى تراث المجددين امعاصرين.. لذلك لا ينبغى أن نقتل أفكاره المتطورة المعاصرة بالنقد الهدم المتعصب او بالرجم أو بالرفض لمجرد الرفض أو بالتجاه لأن اتلجاهل أصبح المرض المتفشى فى أجهزتنا الثقافية سواء فى النقاد الكسالى كما يقول زكريا تامر أو من المسئولين الكسالى المهيمنين على المراكز الثقافية وغير الدارسين وغير المتفتحين على الفكر الحديث وبالتالى فهم وحدهم الذين يحملون المسئولية الحقيقية فى تدمير وتخريب وإفساد الحركة الثقافية والفنية فى ساحتنا العربية.
د. مازن الماحى
( مقال - جريدة الوحدة أبو ظبى 27/4/1984 )