Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأحد، 15 نوفمبر 2020

من مذكراتى حسن يعقوب العلى الكاتب الكويتى الرائع


من مذكراتى حسن يعقوب العلى 

الكاتب الكويتى الرائع

 


فى عام 1976 بالتحديد فى 27 سبتمبر قررت السفر والهجرة إلى الكويت للعمل هناك أو لحصولي على مبلغ 300 دنيار كويتي ثمنًا لثلاثين مقالة نشرتها فى جريدة القبس ومرآة الأمة وكنت أظن أنهم يدفعون ثمنا ومكافآت للقصص التى أرسلها وينشرونها فى جريدة الأنباء وللأسف لم أحصل عليها.. رؤوف شحورى فى القبس قال لى اطلع الحسابات طردونى.. عبد السلام مقبول الرسام الرائع سكرتير تحرير مجلة مرٱة الأمة قال لى احنا لا ندفع للأدب فلوس.. ليلى السايح فى الأنباء قالت لى احنا نسمع عنك فى مصر وعرفانا بخالد قطمة ، ولم يعطنى مكافأة ثلاث قصص قصيرة نشرت خلال أربعة شهور.. اسودت الدنيا فى عيني.. ذهبت إلى مجلة صوت الخليج وقابلت احمد مطر..الشاعر ورسام الكاريكاتير المتميز..ضحك وقال الصحف الكويتية لا تدفع للأدب فلوس..اسودت الدنيا فى عينى لم أجد إلا البيلى احمد أعطاني عشرة دنانير سلف وقد نصحه إخوانه أن يتركنى للحياة حين وصلت إلى الكويت كان ممنوع أن يحمل المصرى معه للسفر للخارج أكثر من مائة جنيه ويتم تفتيشه وبالتالى تحايلنا على الأمر ووضعت ثلاثمائة جنيه فى ياقة القميص وسافرت إلى الكويت ، واكتشفت هنا وأول اكتشاف لى أن هذا المبلغ لا يساوى شيئًا فقد كانت الثلاثمائة جنيه يساوى ثلاثين دينارا كويتيا وهنا اندهشت فالسكن هنا في فندق يساوى أربعة دنانير فى اليوم والأكل، فهنا ارتبكت الأمور . وصلت الكويت فى شهر سبتمبر كنت قبلها بعدة أشهر قد التحقت فى العمل بمجلة السينما والمسرح مع الأستاذ عبد الفتاح البارودي رئيس التحرير وقتها حيث فى ذلك الوقت تم ضم السينما والمسرح فى مجلة واحدة وكان الأستاذ عبد الفتاح البارودي يشعر بالذنب تجاهي لأنه هاجمني بشراسة فى سنة 1970 عندما كتبت مسرحية كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى لأني قلت وبشرت بالمسرح التجريبي، فقرر أن يجعلني مراسلاً للمجلة فى الاسكندرية فكتبت عدة مقالات منها مقالة فى مجلة السينما والمسرح عن صديقي الفنان الكبير محمد صبحي وكانت عن مسرحية هاملت وهاجمته بشدة فتطوع صديقي عطية العقاد رحمه الله فكتب مقالاً ضدي هجوماً وكان عطية طالبا فى المعهد العالي للفنون المسرحية وقتها وكان محمد صبحي معيدًا فى المعهد العالي للفنون المسرحية. وكتبت مقالا عن فهمي الخولي ومسرحية لنجوى سالم المهم أننى ذهبت إلى الكويت وهناك قررت أن أبحث عن عمل وفى أول شهر لم أجد عملاً وقررت أن أقوم بعمل تحقيقات صحفية عن المسرح وأرسلها إلى عبد الفتاح البارودي.. وسمعت عن المسرح العربى فاتصلت تليفونيا من البقال الذي كان بجوار مسكن العزاب الذي كنت أسكنه فى منطقة الجابرية وكانت الجابرية فى ذلك الوقت عبارة عن أحواش وكل حوش يحتوى على 8 غرف وكل غرفة يسكن فيها 10 أفراد وكنت واحدا منهم مثلي مثل بدر شاكر السياب عندما ذهب إلى الكويت والتحق بالمسكن مع العزاب ما أشبه حياتى فى بداياتي ببدر شاكر السياب ومأساته فى الكويت. لكنني أحمد الله إنى نجوت .. المهم أننى فى تلك المرحلة اتصلت بالمسرح العربي ، وفى الكويت فى تلك الفترة كان من الممكن أن تتصل هاتفياً من عند أى بقال من أى محل بأي رقم أرضي ولم يكن فى ذلك الوقت محمول فتتصل بالرقم مجانًا فاتصلت بالمسرح العربي فقلت لهم إنى أود أن أقابل المؤلف حسن يعقوب العلي وكنت قد قرأت اسم حسن يعقوب العلي على مسرحية تعرض من اخراج فؤاد الشطي مأخوذة من ألف ليلة وليلة فذهبت إلى هناك بطريقة عجيبة فى شارع الاستقلال فى شرق المسرح العربي القديم ووقفت فى الشارع ليس معي نقود كثيرة فأوقفت سيارة يقودها رجل كويتي وقلت له: عايز أروح شارع الاستقلال أو منطقة شرق فممكن توصلني لأن أنا جاي من مصر ضيف فابتسم الرجل ابتسامة طيبة فهو لا يعرفني ولا أنا أعرفه فضحك وقال لى أركب وأوصلني الرجل الكويتي الطيب إلى هذا المكان . وهناك التقيت بحسن يعقوب العلي وهو رجل مثل النسمات مثل الربيع يفوح عطراً .. يفوح أدباً .. يفوح أخلاقاً.. تواضعا روحاً طيبة لا يتحدث معك فى التافه .. ولا يتحدث معك فى الثقافة المعقدة .. إنسان بسيط بساطة الخليج .. بساطة بحر النيل .. إنسان راقي جدًا .. فأجريت معه حديثًا وأخذت منه صورة وعندما انتهيت من اللقاء قال لي أنت طبعًا أتيت ضيفاً وليس معك سيارة وركبت معه سيارته وأوصلني إلى الحوش فى الجابرية وقال لي أنت تسكن هناك "باندهاش" فقلت له نعم أسكن هنا.. وقال لي اتصل بي فى أى شيئ إن رغبت .. قلت له إن شاء الله وبكبرياء الكاتب وكبرياء المثقف فشكرته وحييته وانتهى اللقاء بيننا.. ومرت الأيام وذهب حسن يعقوب العلي إلى بعثة فى لندن وقام برسالة الدكتوراة وعاد إلى البلاد فعين عميدًا للمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت .. وقامت الدنيا ولم تقعد أمام حسن يعقوب العلي وكنت وقتها فى جريدة السياسية أدافع عن حسن يعقوب العلي الخلوق المهذب الذى لا يسهر بالليل ولا يسكر ولا ينم و يذم ولا يحقد على أحد وكان الرجل متواضعاً جداً ولكن المعهد العالي للفنون المسرحية كان مليئًا بالدهاقنة والأشرار وللأسف أغلبهم من المصريين أساتذة المعهد وكان فى ذاك الوقت حسن يعقوب العلي هادئًا جدًا وحاول المصريون كل منهم أن يجذبه تجاهه من الدكتور أحمد العشري ، ومنهم سعد أردش واحمد عبد الحليم والصراع كان شديدًا بالمعهد فأمضى حسن يعقوب العلي عاماً واحداً بالمعهد ولكنه لم يستطع أن يصنع الذم والسب وهجوم بعضهم على بعض فترك المعهد وذهب ليكتب فى البيت وحين ذهب ليكتب فكانت نفسه قد صدت ولم يكتب إلا القليل جدًا وترك المسرح أو تركه المسرح أو اقترب عن المسرح ومات حسن يعقوب العلي وكان رمزًا للفنان الكاتب الجاد الملتزم بقضايا الاجتماعية لوطنه البسيط وغير معقد وغير ايدلوجى وغير المؤدلج لأى مذهب أو أى إتجاه وليس متعصباً للمذهب السني أو الشيعي فهو رجل بسيط جداً مثل النهر ومثل الخليج ومثل نهر النيل ودجلة والفرات . تحية إلى روحه الطيب

الكاتب/ السيد حافظ 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More