جامعة الإسكندرية
كلية الآداب
قسم اللغة العربية
شخصية الحاكم بأمر الله في مسرحيات السيد حافظ في
رسالة ماجستير حول
استلهام الشخصيات التراثية في الإبداع الروائي والمسرحي الحديث
استلهام شخصية الحاكم بأمر الله
قراءة ثلاث مسرحيات لعلي أحمد باكثير وللسيد حافظ وللبشير القهواجي
للطالبة/
نورهان محمد أحمد عبد القادر الواقدي
نوقشت بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية رسالة ماجستير في تخصص الأدب والنظرية الأدبية, مقدمة من الباحثة / نورهان محمد احمد عبد القادر الواقدي بإشراف ومناقشة أ د. محمد زكريا عناني, حول موضوع المسرحيات العربية - تاريخ ونقد الحبكة الروائية. الحبكة الأدبية. تحت عنوان " استلهام الشخصيات التراثية في الإبداع الروائي والمسرحي الحديث" . وذلك بتاريخ 16 يناير 2016م, وقد وقعت الدراسة في 165 صفحة.
وقد احتوى فهرس الرسالة على:
مقدمة
تمهيد
استلهام شخصية الحاكم بأمر الله
قراءة في المسرحيات الثلاث
مقارنة بين المسرحيات الثلاث
رواية مجنون الحكم
رواية ما ذكره رواة الاخبار عن سيرة أمير المؤنين
مقارنة بين الروايتين
نتائج واستنتاجات
وخُصّصت الدراسةُ لقراءة ثلاث مسرحيات، لعلي أحمد باكثير وللسيد
حافظ وللبشير القهواجي، وعرض لمسرحية إبراهيم رمزي بعنوان الحاكم بأمر الله،
وقراءة روايتين لبن سالم حميش ومحمد جبريل، وعرض لرواية محمد محمود الفخراني
بعنوان أحزان عازف الموت في فصلين:
الفصل
الأول الذي قٌسِّم إلى قسمين، وكل قسم إلى مباحث، ففي المبحث الأول من القسم الأول
تمّ عرض مسرحية سرّ الحاكم بالله لعلي أحمد باكثير، التي نشرت منذ أربعينيات القرن
الماضي، بعد الإشارات لتأثير شخصية الحاكم على المسرح المصري، منذ أن استهل جورج
أبيض المسرح باهتمامه بالمسرحيات التاريخية إلى جانب المترجمة، ومنها شخصية
الحاكم؛ ومسرحية باكثير مؤلفة من ستة مناظر، اعتمد في رسم معالم شخصياتها على
روايات التاريخ، ثمّ قدمت ملامح فنية عنها، وحاولت الدراسة تلمّس مدى نجاحها
اعتماداً على مقتضيات نظرية جماليات التلقي.
وفي
المبحث الثاني تناولت الدراسة مسرحية بيارق الله للبشير القهواجي التي نشرت منذ
أواخر سبعينيات القرن العشرين، التي قسمها الكاتب لـ رؤيا الافتتاح وثلاثة فصول،
ورؤيا الاختتام، وبعد عرض أحداثها، أشير إلى اللمحات الفنية الكامنة في نصّها،
وحاولت الدراسة معرفة مدى نجاح الكاتب بتقديم نصّه بما يساهم في خلق حالة وعيّ
جديد معرفيًّا وجماليًّا.
أما
المبحث الثالث فخصّص لدراسة مسرحية حلاوة زمان، أو عاشق القاهرة الحاكم بأمر الله
للسيد حافظ، وقد صدرت في تسعينيات القرن الماضي، وهي أطول من النصّين السابقين،
وتتكوّن من فصلين، ويستهلها الكاتب بشخوص استحضرها من التراث، وهم مؤرخو حقبة
الحاكم بأمر الله في مصر، وقدّم تصورًا جميلًا عن القاهرة، وحاول إنزال الحاكم من
تطرفه بإعلان ألوهيته إلى الأرض، جاعلًا منه حاكمًا توّاقًا للبساطة والعدل،
وأيضًا ذُيّل هذا المبحث بلمحات عن أبرز التقنيات المستخدمة، ثمّ ألقت الدراسة
الأضواء على العناوين. إنّ مواد هذا الفصل خضعت لمقايستها بالواقع الراهن، وبمقدرة
الكتاب على تغيير آفاق المتلقين وفقاً لنظرية جماليات التلقي.
خصّص
القسم الثاني من الفصل الأول لدراسة مقارنة بين المسرحيات الثلاث، تبعاً لمقتضيات
نظرية جماليات التلقي، حيث لدينا ثلاث رؤى متباينة لشخصية واحدة هو الحاكم بأمر
الله الفاطمي المذكور بالتاريخ بكثرة، مع اتفاق الروايات التاريخية على الغموض
الذي يكتنف شخصيته، وعلى خطورة سياسة الدولة أيام حكمه المتسمة بالتناقض والغرابة
والتطرف والظلم، وبدأ هذا الفصل بدراسة مسرحية باكثير سرّ الحاكم بأمر الله التي
اعتمد الكاتب الرواية التاريخية منطلقاً في نسج أحداثها، وافترض وجود مؤامرة
فارسية شيعية قام بها المملوك حمزة بن علي لتقويض أركان الإسلام، فكان الحاكم
ضحيتها في تصديق رواية تأليهه؛ ثم دراسة نصّ القهواجي الذي تناول الحاكم من منظور
مغاير، إذ افترضه صوفيًّا ساعيًا على دروب الله لدرجة التوّحد به، ثم تمّت مقارنة
النصّين بنصّ حلاوة زمان، أوعاشق القاهرة الحاكم بأمر الله، للسيد حافظ الذي منح
شخصية الحاكم واقعية، وارتباطًا مع الحياة الاجتماعية المصرية، وانتماءً لواقع مادي،
فأبعده عن تصورات ما وراء الطبيعة، وهو قد يكون ملتزماً بالمذهب الواقعي الجديد،
وربما الاشتراكي في معالجة مفهوم السلطة السياسية، وضرورة ارتباطها بواقع الناس،
لاسيما العامة والمهمشين منهم، ومن الممكن أن تكون معالجة السيد حافظ تبريراً
للسلطان الظالم فيما لو رمت سياسته إلى العدالة الاجتماعية، مخالفًا بذلك عقلية
المؤامرة لدى باكثير وصوفية القهواجي، فالسيد حافظ كان أكثر واقعية، واستطاع أن
يزيل القدسية عن شخصية الحاكم، وجعله ساعياً على درب العدالة الاجتماعية، التي
تحتاج رجلًا بقوة الحاكم بأمر الله لأنفاذها على أرض الواقع.
كما
عولجت المسرحيات الثلاث من زاوية نجاحها في خلق حواريات وجدل مع الجمهور، وبقدرتها
على تكوين آفاق توقع جديدة للمتلقين، عمّا هم يعرفونه بتجاربهم المعيشة، واستنتجت
الدراسة أنّ باكثير كان تقليدياً بمسرحيته، ولم يتمكن من إضافة أية قيم معرفية أو
جمالية لما هو مخزّن في ذاكرة الناس الجمعية، أما البشير القهواجي، فقد عالج
الموضوع من موقع غير متوقّع للمتلقين، وبالتالي نبش وكشف في شخصية الحاكم ملامح
صوفية، وألقى بها في نصّه، لتجعل المتلقي متسائلاً عن رؤية جديدة في شخص الحاكم،
كما نجح في استخدام تقنيات فنية جديدة تساهم في خلق قيم جمالية جديدة، ويفترض
أنّها أضافت جديداً للمتلقين جمالياً أكثر منه معرفياً، وقد يكون نصّ السيد حافظ
الأكثر جماهيرية، ومقدرة على توصيل أفكاره إلى المتلقين، مستخدمًا اللهجة العاميّة
المصرية، وليس اللغة العربية الفصيحة، كما في النصّين السابقين، وإن كان القهواجي
قد منح النصّ طاقة جمالية، يتلقاها متلقوه بحال من الدهشة والتساؤل بحثاً عن
أجوبة، فإنّ السيد حافظ تفوّق بالمقولات الفكرية والسياسية المعاصرة، والمحمّلة
على تيمات النص، وعلى ألسنة شخوصه الذين يجسدون أحداثًا لها صلة بالتاريخ، ولكن صلتها
بحاضر الناس أكثر بكثير، مما يمنح المتلقي قدرة للتأمل بمصيره المأساوي بظلّ عالم
الظلم والقهر والفقر الناتج عن سلطات فاسدة. كما تمّ عرض مسرحية الحاكم بأمر الله لإبراهيم
رمزي
في الفصل الثاني تناولت الدراسة روايتين الأولى مجنون الحكم لبن سالم حميش، والثانية ما ذكره رواة الأخبار عن سيرة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله لمحمد جبريل.
قسم الفصل إلى قسمين أيضًا، القسم الأول تمّ قراءة وعرض رواية مجنون الحكم لبن سالم حميش، وتمّ التركيز فيها على تقنية التوازي الخطّي في معالجة أحداثها المستمدّة من تاريخ الحاكم، والمرتكزة على المحايثة لرؤى الكاتب إزاء الحاضر المتجدد، لذلك نجد الكاتب قد اختار موضوعات رواها المؤرخون بشكل مقتضب فتوسّع بها بما يمكّنه من تحميلها رؤى معاصرة، ومنها أحداث ثورة أبي ركوة، أو أخبار مقتضبة عن مشاهد تتعلق بمعالجة الحاكم من مرض المالنخوليا النفسي بالجلوس في دهن البنفسج، وقد تمت معالجة المباحث التالية:
- الأول: استلهام التاريخ وطرائق توظيف بن سالم حميش لشخصية الحاكم، وأحداث عصره في الرواية.
- المبحث الثاني: الفقرات الاستهلالية وكيفية تناول حميش لها.
ثم تمّ تناول فصول الرواية، ابتداء من الفصل الأول بعنوان: من طلعات الحاكم في الترغيب والترهيب، والفصل الثاني: في المجالس الحاكمية، والفصل الثالث: زلزال أبي ركوة، الثائر باسم الله، والفصل الرابع: من آيات النقض والغيث.
ثم ذيّلت القراءة بملامح فنيّة عن الرواية، وقاربت مقولاتها المعرفية والجمالية مع الشروط الاجتماعية المتعلقة بنظرية جماليات التلقي المذكورة آنفًا.
القسم الثاني في هذا الفصل تمّ عرض رواية رواة الأخبار في سيرة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله لمحمد جبريل، وركّزت الدراسة على اهتمام الكاتب بمشاهد مستمدة من بيئة وقصور الحاكم وأخته ست الملك الفاطمية، والتي نحا بها نحو الواقعية السحرية، وإن اعتمد بشكل رئيسي على ما نقله الرواة من أحداث تلك الحقبة من تاريخ مصر الفاطمية، حتّى تغلّب التأريخ على السرد الروائي في الرواية.
في البداية تمّ ذكر لمحة عن الكاتب وعن الرواية، ثم انتقلت الدراسة لعرض أحداثها بناء على تقسيم الكاتب لها بثلاثة مقاطع، الأول منها بعنوان: التكوين، والثاني: الصراط، والثالث: الخفاء، وكشفت القراءة عن المشاهد السحرية التي تمكن الكاتب من نقلها على صفحات روايته. ثم أخضعت الرواية لمدى استجابتها لمتطلبات واقع متغيّر، ومقدرتها على خلق حوارية مع جموع المتلقين، ومساهمتها في مراكمة وعيّ جديد على دروب تغيير أحوال الناس البائسة.
وفي القسم الثالث من الفصل الثاني تمّت المقاربة لفهم مرامي الروائيين في روايتيهما، ومدى قدرة كلّ منهما على تجسيد ما رميا إليه، وملاءمة ما قدماه مع الرؤى العصرية للرواية الحديثة، وذلك في مباحث تناولت:
- المقارنة بين تناول الكاتبين للشخوص والأحداث المشتركة في الروايتين من زاويتين متغايرتين.
- استلهام النص التاريخي وطرائق توظيفه لدى الكاتبين.
- الاختلاف في الملامح الفنية بين الروايتين.
- الاختلاف في تناول الاستهلالات لدى الكاتبين
- كيفية تناولهما للإحالات التاريخية في الهوامش.
- مدى نجاح كلّ منهما بصهر الرواية التاريخية في بنية الرواية السردية.
ثم حاولت الدراسة مقاربة الروايتين إلى جانب المسرحيات المدروسة في الفصل الأول من هذه الدراسة مع مقتضيات نظرية جماليات التلقي، وإبراز الفروق في تناول خمسة كتاب لموضوع تاريخي واحد.
وأخيرًا وصلت الدراسة لنتائج واستنتاجات
في الصور التالية الأربعة عشر صفحة الأولى من الرسالة:
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق