Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

هل يستطيع الكاتب أن يهرب من جذوره؟! السيد حافظ أوزوريس وحكاية الفلاح عبد المطيع



جريدة الراية (قطر) فى 18/5/1983
هل يستطيع الكاتب أن يهرب من جذوره؟!
السيد حافظ
أوزوريس وحكاية الفلاح عبد المطيع
بقلم : فيصل السعد - الكويت
رفض الواقع مسالة تصعب ممارستها وبخاصة عند الذين لا يملكون البديل للواقع المرفوض.
فهؤلاء ليس أمامهم غير الهروب لأمن أجل البحث عن بديل من أجل التناسى، التسكع افغماء الواعى، الالتفات إلى وراء للتأكد من متابعة واقعهم لهم.
ومسألة الهروب هذه هى فى الحقيقة عملية ترسيخ للواقع، وتجذير لأيامه.
ولذلك نجد حديث الهاربين لا يحتوى إلا على صفحات أراد هذا الإنسان أو ذاك الهروب منها، وتأكد بعد بدايته فى الهروب من استحالة التخلى عنها لأنها تعنيه كياناً، وإنساناً، وأبناً شرعياً لها، ونتيجة طبيعية لسلوكياتها.
ترى هل لهذه الصفحات الكالحة، المرة، المجرحة، القاتلة من ايجابية؟
دعونى أتجرأ وأقول نعم.
إذ أن الصراع الذى يستحدث فى ذهن الهارب مع ذاته بين ندمه على الهروب لافتقاره للبديل وبين تبرير هروب أمام ذاته والمجتمع بكونه واقعاً ألغى الخطوات التى كان ينتمى إليها هذا الكاتب أو ذلك. وهذا الصراع هو الحصيلة الأفضل والمنبع المستمر لنتائج الكاتب الشاعر، المسرحى، الموسيقى، هو الذهنية الخصبة التى على استعداد مستمر لأن تورق.
السيد حافظ،مثقف مصرى، كاتب مسرحى، صحفى ناجح، صرخ من اجل الآخرين، غنى لهم، بكى لأجلهم، رفضه الآخرون، وقد تأكد من هذا الرفض حين استمر فى مسيرته والتفت إلى وراء فلم يجد إلا الريح. وفى تلك اللحظة تأكد أن كل شئ باطل وقبض الريح حمل أمتعته وجاء إلى الكويت رافضاً لواقع كاد أن يمزق حتى حروفه. فى بداية هجرته لم يكن يفكر إلا بالابتعاد عن دياره المحاصرة ذهنياً، وبعد أن استقر بدأ يفكر بكيفية ترجمة هوامشه الفكرية إلى مسرحيات من شانها أن تساهم فى تذكير الخطى المتناسية وتضطر أصحابها إلى الالتفات إلى صوتها المنسى.
فكتب العديد من المسرحيات والمسلسلات التليفزيونية وله تحت الطبع مسرحات : الجراد ، مهمة رسمية، القطار المسافر إلى القاهرة على رصيف رقم 3، المزامير، زمن الواحدة بين دقيقة وساعة.
إضافة إلى دراسات: المسرح المصرى وقضاياه، المسرح التجريبى ضرورة لماذا؟ علامات فى المسرح المصرى.
إضافة إلى رواية تحمل اسم : مذكرات شاب فى العشرين.
صدر له قبل أيام - حكاية الفلاح عبد المطيع - ويضم هذا الكتاب ثلاث مسرحيات تؤكد عناوينها قلق الكاتب، خوفه من الناس ومن ذاته، فالمسرحية الأولى تحمل اسم : "ممنوع أن تضحك.. ممنوع أن تبكى" أو حكاية الفلاح عبد المطيع - أما الثانية فاسمها : علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا.. أما الأخيرة فاسمها : "الخلاص" أو " يا زمن الكلمة الخوف.. الكلمة الموت.. يا زمن الأوباش".
وكان قلق حافظ وحزنه محسوساً عند الكاتب" فقد كتب عنه فى مصر ، المغرب، العراق، الكويت ودول عربية أخرى، وتناولت موضوعات الكاتب مسرحياته المطبوعة سابقاً، عالمه، تطلعاته.. و.. يأسه.
1- حكاية الفلاح عبد المطيع أو ممنوع أن تضحك ممنوع أن تبكى :
عبد المطيع : يا نفسية.. يا نفيسة.. الماء الساخن والملح.
نفيسه : ليس عندى حطب.
عبد المطيع : لماذا لم تخبرينى فى الصباح؟
نفيسه : لأنى كنت مشغولة.
عبد المطيع : فى أى شئ مشغولة يا امرأة؟
نفيسة : مشغولة مع أولادك.
عبد المطيع : لماذا لم تأخذى مع الجيران؟
نفيسة : لن أذهب إلى فاطمة ولن أحدثها ولن أذهب إلى السوق لأنه ليس عندى شئ لأقايضه ولا عندى نقود.
عبد المطيع : نقود .. نقود.. نقود.. ليحرق الله النقود واليوم الذى ظهرت فيه النقود.
نفيسه : المال يا سيدى هو لغة العصر.
عبد المطيع : العصر الذى يقيم فيه الرجل بالمال هو عصر مختل.
نفيسه : هذا هراء كلام ساذج وسخيف لا يقبله أى رجل عاقل.
الإنسان الذى يتحدث عنه السيد حافظ لا لون له. ولكنه اصطبغ بلون مفروض عليه وترك له الخيار بالسير فى دروب هذا اللون أو المراوحة فى مكان واحد.. هكذا أمر السلطان.. والفلاح عبد المطيع صديق حميم للفقراء المؤرق المؤلم.. وقد اصطبغت ملابسه بلون كالح، تجمعت فوقها أوساخ الحياة.
مرض السلطان وأعلن رئيس الشرطة ضرورة ارتداء السواد. وعبد المطيع لم يسمع بهذا الخبر.. تفاجأ عندما شاهد مجموعة فى المقهى يرتدون السواد.
قاده الشرطى إلى رئيس الشرطة فى حوار طويل لم يفهم نهايته ما يراوده ولم يعرف أن السلطان مريض وعليه أن يلبس ثوباً أسود لا يملكه:
رئيس الشرطة : قف يا أبله لا تتحرك.. وبصوت خشن وغاضب؟
عبد المطيع : إنه صديقى ويشير لرئيس الشرطة.. معجب بثوبى الممزق.. اعتقد بإنه اقتيد إلى مكتب رئيس الشرطة ليريه ملابسه المغرية.. ولذلك ظن أن رئيس الشرطة أعجب بملابسه. وقد أهدته إلى هذا الاعتقاد سذاجته فهو لا يعرف غير أخبار الزرع وموعد الحصاد.
ولذلك لم يكن يتحدث بخوف فهو لم يطرأ على باله بان يجب أن يحزن على السلطان علانية، إذ إنه لم يجرأ أن يضع اسمه بموازاة الذين يخصهم السلطان بالحزن :
رئيس الشرطة : كفى مزاحاً يا رجل.
عبد المطيع : لا ترفع صوتك هكذا أمام الشرطة.. إنهم يسكنون بالقرب منى.. لا داعى للغضب.. خذ الملابس لك ولن أخبر السلطان.
رئيس الشرطة : أنت ترفض الاستجابة والخضوع والمثول لأوامر السلطان.
عبد المطيع : الشعير فى السوق شحيح.. والحمار جائع.
رئيس الشرطة : رموز وغموض وكلمة السر التى بحثنا عنها يحكم على عبد المطيع بخمسين جلده كل صباح وكل مساء ولمدة أسبوع وحين سأله أحدهم لماذا قال :
عبد المطيع : لأن السلطان ورئيس الشرطة يريدان ثوباً ويتشاجران من أجله.
يشفى السلطان من مرضه بعد أسبوع من جلد عبد المطيع فيأمر الناس بأن يرتدوا ملابس بيضاء فرحاً بشفاء السلطان.
وكذلك لم يسمع عبد المطيع فيجلد لمدة أسبوع أخر واعتقد أن النزاع القائم بين رئيس الشرطة والسلطان على ملابسه لازال مستمراً.
ترى من هو السلطان ومن هو عبد المطيع؟ قد يفهمها البعض أن السلطان هو الزمن وعبد المطيع الإنسان.. وقد يكون الحياة وعبد المطيع المسير، وقد يكون القدر، وعبد المطيع الملتقى. ولكن تظل هذه الاعتقادات كلها صحيحة.
***
2- علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا :
الفكر المسيطر على ذهن الكاتب، أو الشاعر، أو المسرحى، له الأولوية دائماً فى الانفساح على الورق، قد يلبس ألف لباس، ويحمل ألف لون، ولكن تظل النكهة الفاضحة هى السياقة إلى ذهن القارئ.
هذا العمل يعتمد على سجينين يتصوران ما يريدان. ويضم العمل اشارتين كتبت الإشارة الأولى باللغة الفصحى ربما لأنها كانت مجرد تخيلات لسجينين عزلا عن العالم :
السجين 2 : هذه المديه يلعب بها الأطفال.. لابد أن تحمل مسدساً وليس مديه كهذه.
"ينام ينظر إلى المستوى الثانى الذى يزداد ضوءاً.. تظهر امرأة فى خريف العمر ترتدى فستاناً أنيقاً.. غريباً فى الشكل:
المرأة : اترك هذه المدينة تعال إلى جوارى.. دعك عن اللعب بالمديه.
سجين 1 : إننى أفضل الجلوس هنا.. إن الحجرة مثل السجن.
المرأة : حقاً إن الغرفة بلا هواء نقى.. وبلا دفء.. وبلا شمس.. لكنها ليس سجناً.
بينما نجد الكاتب فى الإشارة الثانية للمسرحية والتى كتبها وبشكل متعمد باللهجة الدارجة المصرية وذلك - كما اعتقد - ليضع فاصلاً بين حالات الخيال والتصور، وحالات اليقظة.
فى هذه الإشارة لم يستطع أن يتخيل ما يريد كما فى الإشارة الأولى لأنهما - هو وزميله - كانا يعيشان لحظتهما الواعية وبالتالى فلا مجال للتخيلات :
سجين 2 : أنا سرقت الفلوس من المحل وقتلته فعلاً.. سرقت مأمور الضرائب.
سجين 1 : أنت قتلت الخوف من الفقر.. حطمت الأغلال اللى فيك.
سجين 2 : لكن أنت ذكى.
سجين 1 : أنا أصيل.
سجين 2 : لا أنت بتشد الحاجات جوايا.
سجين 1 : احنا بنزرع مع بعضنا حاجة.. بنزرع بذرة.
سجين 2 : احنا
سجين 1: لا.. احنا .. احنا..
سجين 2 : وهو يهرب منه.. أنت عايز منى ايه.
من خلال هذا الحوار الجيد ندرك أن هناك هوه ذهنية كبيرة بين السجينين وربما كان أحدهما سياسياً والآخر بتهمة عادية أو ربما ما كانا فى السجن بل جمعهما مكان واحد ربما شارع، زمن، عمل، مقهى، وهكذا...
ولكن هناك ملاحظة لابد منها وهى إنه كان على الكاتب أن يظهر ملامح السيناريو فى هذه الأسطر القليلة.
سجين 1 : احنا بنزرع مع بعضينا حاجة.. بنزرع بذرة.
سجين 2 : كان عليه أن يسأل : "انتو" بدل احنا. لأن هذا البسيط لا يفكر أبداً بإنه هو المقصود بكلمة احنا.
وهنا لابد من القول بأن السجين الأول إشارة لصاحبه، وأعطى نفس الإشارة لنفسه ليقول وهو فاتحاً عينيه بقوة :
سجين 1 : لا.. احنا.. احنا.
تظل هذه المسرحية.. أكبر من أن تحدد بزمن أو مكان.. إذ أن من الممكن تكرار الزمن، ومن الممكن أن يأخذ أى مكان دور السجين.
***
3-  الخلاص :
هذه المسرحية تتكون من ثلاثة حدود ولا تختلف فى جذور مضمونها عن السابقتين إلا أنها أخذت شكلاً آخر دفعنا إلى الحديث عنه.
فهى مسرحية شعرية، كتبت بالشعر الشعبى المصرى. وهناك فارق لابد من ذكره بين الشعر الشعبى الذى عرفت مصر بقوته وأصالته وبين الشعر المسرحى الشعبى الذى نجد فيه أحياناً الانتقال من وزن شعرى إلى آخر.. أحياناً الأتيان بمقاطع نثرية وذلك لضرورة إتقان الدور.. يعنى يظل هناك ثمة فارق بين الاثنين ولكن السيد حافظ حاول فى مسرحيته الشعرية أن يمزج بين مساحة الشعر الشعبى ومساحة الشعر المسرحى الشعبى إذ إنه بقى فى إطار النفس الشعرى الحقيقى بحيث أن من الممكن أن تجمع مقاطع هذه المسرحية فى ديوان شعرى مطبوع.
هذا كل ما يمكن - واعتقد أفضل ما يمكن - أن يقال عن هذه المسرحية فهى تطرح فكراً مشابهاً لما طرحه الكاتب فى المسرحيتين السابقتين ولكن بألوان أخرى اشتركت فيها المجموعة، وسلام، والأم غالية، والرجال الثلاثة.. الخ. حاول الممثلون أن يتكلموا عن الخديوى والوضع الذى كان سائداً آنذاك والأوضاع المشابهة بعده.
ولكن يبقى الأسلوب الشعرى هو الملفت للنظر أكثر.
المجموعة :
وهات شالك غطى ايدينا
فى الدنيا برد يا روحى عليا
يا حبيبى يا حبيبى أنت عريسى
يا هوى يا هوى يا مسيسى
لاخد قميصك
وأغطى إيدك يا حبيبى
يا هوى مش حا تغزلنى
قميص حبيبى مغزلنى
يا عروسة يا عروسة
يا جمالك
ليلة الحنة يا عروسة
يا جمالك
ليلة الحنة يا عروسة
يا جمالك
قلبك اخضر يا عروسة
يا جمالك
خاتمة تعريفية
السيد حافظ هو من مؤسسى المسرح التجريبى فى الإسكندرية وقد مثلت له مسرحيات عديدة منها : حدث كما حدث ولكن لم يحدث شيئاًن الطبول الخرساء فى الأودية الزرقاء، كبرياء التفاهة فى بلاد اللا معنى... ومسرحيات أخرى كلها مثلت بين عامى 1973- 1975. وكان السيد حافظ قد مارس الإخراج فقد أخرج معظم مسرحياته إضافة إلى مسرحية الزوجة - لمحمود دياب - والجيل - ليوجين أونيل - وهناك سهرة للمقاومة أعدها الشاعر محمود درويش بالاشتراك مع الشاعر سميح القاسم. وأعمال أخرى عديدة قام الكاتب بإخراجها فى تلك الأعوام. كما أن أعماله كانت تظهر على المسرح تحت اسم "أوزوريس" الذى كان يعنى آنذاك، السيد حافظ.

حكاية الفلاح عبد المطيع كوميديا السيد حافظ الباكية



مجلة الشراع اللبنانية – 30/1/1984
حكاية الفلاح عبد المطيع
كوميديا السيد حافظ الباكية
بقلم : عبد الله هاشم
تتوالى مسرحيات السيد حافظ فى الظهور وها هو كتابه الجديد يؤكد إصراره على المسرح التجريبى الذى يحاول تأكيده فى المسرح المصرى خاصة والمسرح العربى عامة.
والكتاب يحمل ثلاث مسرحيات هى كوميديا "حكاية الفلاح عبد المطيع" "علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا" "الخلاص" كما يضم الكتاب بعض الدراسات التى كتبت عن مسرحه فى مصر والبلاد العربية وهى حسنة لنعرف أين يقف السيد حافظ من الحركة المسرحية.
ويبدو إصرار السيد حافظ على المسرح التجريبى ويبدو أنه الكاتب المسرحى المصرى الآن الذى يكتب هذا اللون من المسرحيات التجريبية فى الوقت الذى صمت كثير من كتاب المسرح الجادين وانتشر المسرح التجارى الهزلى  "الفارس" بشكل وبائى.
وسنتناول كل مسرحية على حدة وفى النهاية سنرى أن الرابط بينهما قد تم لأن الثلاث مسرحيات وكل مسرحيات السيد حافظ تحمل رؤية عميقة وجادة وهى الوقوف مع الإنسان البسيط ضد القهر والظلم الاجتماعى والسياسى.
1- كوميديا "حكاية الفلاح عبد المطيع"
على ما اعتقد أن هذه أول مرة يكتب السيد حافظ مسرحية "كوميدية" ترى لماذا اختار المؤلف الكوميديا هذه المرة لتوصيل تجربته المسرحية؟ إن الكوميديا بمعناها التقليدى هى قدرتها على إثارة الضحك لهذا فإننا يجب أن نضع نصب أعيننا قدرة الكوميديا الحقيقية على أن تلعب حياتنا دوراً لا يقل أهمية عن دور العلم أو دور السياسة ولذلك فمن الأمور البالغة الأهمية أن نعيد النظر فى وظيفة الكوميديا ذاتها بوضعها مسرحيات فكاهية ونعيد النظر فى الرأى التقليدى الذى يقول أنها تقوم على تصوير الشذوذ المثير للضحك بهدف السخرية منه وإصلاحه ونحدد مفهوماً جديداً على ضوء أحداث النظريات النقدية فى العالم والتى تقول أن مسرحيات "الفارس" - التى تنتشر فى مصر الآن - شأنها شأن الميلودراما تعتمد على المبالغة والعنف ليس بمعنى القسوة وإنما بمعنى التطرف.
أما الكوميديا الحقة فهى شئ بعيد عن هذا، صحيح إنها تضحك ولكنها تتوسل بالإضحاك إلى تجسيم رؤيا معينة للكاتب فى الحياة وفى العلاقات الإنسانية وربما فى المجتمع ذاته والعصر بأسره ولذلك فالكاتب الكوميدى بهذا المعنى هو كاتب جاد فى أساسه وان توصل بالإضحاك ليجسم رؤياه وهذا ما ينطبق على السيد حافظ ومسرحيته "حكاية الفلاح عبد المطيع" التى كانت فى الأصل قصة قصيرة له بعنوان "نفوس ودروس من سلسلة البحوث" من مجموعة سمفونية الحب فالمسرحية تقوم على موقف كوميدى يتلخص فى أن الفلاح عبد المطيع هو نموذج للإنسان المصرى العادى يهبط - للسوق هو وحماره يبحث من يعطيه حفنة فول لأطفاله وحفنة شعير لحماره فيقابله صاحبه مرسى وهو يلبس ملابس سوداء ثم يردى أم مرسى ترتدى السواد يعزيها فى أن قريب لها قد مات ولكنهما ينكران ذلك ويستهجنا لباسه الأبيض ويهربان منه ولكنه حين يمعن النظر فى السوق يجد أن الكل يلبس السواد.. ونقبض عليه الشرطة وترميه فى السجن.. ويعرف السبب أن عين السلطان مريضة ولهذا صدر فرمان كى يرتدى الجميع ملابس سوداء حزناً على عين السلطان، ولم يكن عبد المطيع يدرى فى قريته بهذا الفرمان ولكن هذا لم يحرمه من جلده وحبسه.
"المنادى : يا أهل القاهرة.. فرمان من سيدنا الوزير إلى الشعب العظيم الحاضر يبلغ الغائب سيدنا السلطان مريض شفاه الله.. وباسم السلطان نعلن الحداد فى البلاد.
وترتدى كل البلاد الملابس السوداء ويمنع الختان والاحتفال بالعرس أو أى احتفال لحين شفاء السلطان ويصلى الجميع ركعتين بعد كل صلاة طالبين من الله الشفاء لعين السلطان "قنصوه الغورى" "ص25" ثم يعود من قريته للسوق مرة أخرى وهو يلبس الملابس السوداء ويقبض عليه مرة أخرى ويرمى فى السجن ويعرف هناك أن السلطان قد شفى وأمر بلبس الملابس البيضاء.. وفى النهاية لا يجد "عبد المطيع" غير أن يطيع :
الجوقة : خرج عبد المطيع من السجن فى اليوم السابع..
يظهر عبد المطيع على المسرح وعلى جسده آثار الضرب يخلع كل ملابسه حتى يصبح عارياً إلا من سرواله..
عبد المطيع : أى الألوان تحب أن ارتدى يا مولاى "ص61"..
ولهذا يقرر السلطان عندما يعلم بحكايته أن يعينه قاضى القضاة.. لاحظ السخرية هنا - ولكن عبد المطيع يرفض..
عبد المطيع : لا يا سيدى أنا لا أريد أن أكون قاضى القضاة.. أنا أريد أن أكون من العراة ويضحكون بينما هو يبكى "ص61".
إن السيد حافظ يقدم لنا شخصية عادية تمثل أغلبية - مقهورة مطيعة وموقفاً كوميديا من الدرجة الأولى ينطبق عليه ما قلناه سلفاً عن رسالة الكوميديا، وقد اختلف مع البعض هل لابد للكاتب الثورى الملتزم أن يقدم لنا شخصياته ثورية رافضه للواقع التى تعيشه وتموت فى سبيل مبادئها؟! ولكن الفن فى رأيى هو الذى يحرك فينا كمشاهدين وقراء السؤال.. وقد نجح السيد حافظ فى إلقاء هذا السؤال، وعلينا نحن البحث عن إجابة وهى رسالة المسرح الجديد، والسيد يقدم شخصية عبد المطيع بكل سلبياتها وقهرها ولؤمها حتى يستطيع أن يدرك لنا أن نجيب أو نشاركه فى سؤاله عن عبد المطيع ولماذا هو مطيع وعلينا نحن أن نشاركه فى البحث عن إجابة.
أما من حيث الشكل فكعادة السيد حافظ قدم هذه المسرحية مستفيداً من جميع الأشكال المسرحية فكل فصل من فصول المسرحية يتكون من عدة مناظر وعدة مشاهد ويستعمل المؤلف الكورس والجوقة ماراً بالكلاسيكية والواقعية فى بعض المشاهد والعبثية والارتدادات لنعرف الماضى عن طريق تسليط الأضواء وديكور تجريدى مؤكداً إنه استفاد من جميع الأشكال المسرحية وقد نجح فى صهر هذا كله ليقدم لنا كوميديا.. ولكنها كوميديا باكية.
أما عن مسرحية "علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا" فهى تدور حول شخصية مسجونين والسجان يقول لهم أن الطعام والحرية سياتيان بعد أن تنتهى الحرب الخارجية فالشخصية الأولى السجين.
"1" شاب يحلم بالثورة للفقراء والمطحونين ويريد تحقيق هذا بالمثالية محققاً عالماً يشعر فيه الإنسان بالأمان والسجين "1" هذا العالم الذى تعيش فيه سجن وعلينا نحن السجناء أن نتحرر منه نتحرر من كل شئ يحطم آمال الإنسان (ص69).
ولكن أفكاره التى ينادى بها مرفوضة من كل من حوله من حبيبته، من أمه، من السلطة، ولهذا يشعر بأنه محاصر فالسجين الذى يصوره المؤلف هو سجين وهمى للالتجاء لنا بشخصيته المسجونة والمقهورة مع أفكارنا.
السجين "1" إننا محاصرون.. أشعر إننا محاصرون.. أتفهمين.. محاصرون من كل شئ من صاحب البيت.. من البواب.. من رئيس التحرير فى الجريدة.. من هؤلاء الفلاحين الذين يعيشون كالحيوانات ولا يشعرون بالظلم الواقع عليهم، محاصرون بالغلاء وبالشر وبالقيم التى يتحكم فى أقدار هؤلاء التعساء.. ولا تفكرى كثيراً بالمبادئ مثل الحلوى ونحن مثل الذباب يحاصر الحلوى قد ينال نصيبه أولاً .. "ص 70"..
أما السجين "2" فليس له أفكار سوى أن يجد الطعام ويحيا حياته بكل ماديتها فهو سجين هذه الحياة متزوج من أربع ولا هم له سوى المرأة والأولاد.. رغم حياة الحضيض التى يحياها.. فهو يقول لزوجته النوبية حين تزوره فى السجن تسأله عن قيمه..
السجين "2" : قيم؟ أى قيم يشتريها المجتمع الآن؟ فى مجتمع ابنك.. فيه فى ملجأ أى قيم يا امرأة؟ تركت لك القيم.. ما الذى أتى بك بدون هدايا؟ "ص 98"..
ويصطدم المسجونان ويواجهان بعضهما فأفكارهما مختلفة.. ويحاول السجين "1" أن يغير من مفاهيم السجين "1" أن يغير من مفاهيم السجين "2" بالحلم بالثورة على الخوف على القهر وخلق حياة أفضل للإنسان له وللأولاد ولكن عليهما أن يهربا من هذا السجن أولاً ويبدو أن السجين "2" قد اقتنع بعض الشئ ولكن يبدو أن هناك فرقاً بين الحلم والحقيقة لأن السجن والسجان أقوى منهما فلهذا يصرح السجين 2 :
سجين "2" : "يمسك السجين 1" أنت ضحكت عليا خدعتنى بكره أجمل بكره مش جاى قف..
ونتدرج مسرحية "الخلاص" على نفس النغمة وإن كان المؤلف يستخدم فترة حرب الاستنزاف على جبهة قناة السويس قبل حرب أكتوبر حيث يقدم لنا المؤلف عائلة تعيش فى مدينة السويس لها ولدان على الجبهة، وتحيا هذه العائلة من الأولاد والأم والأخوات على أمل استخلاص وتحرير الأرض المحتلة والعودة للحياة.. الطيبة الكريمة، ولكن التحرير لابد أن يكون من الداخل حتى يتم تحرير الوطن من الاستعمار الخارجى..
صابر : إحنا فينا خوف اللى فوق خايف على كرسيه واللى تحت خايف من اللى فوق واللى فوق بيضحك على تحت واللى تحت نفسه يطلع فوق.. لو كلنا فوق سوا وننزل تحت سوا كنا فى المحنة عرفنا معنى المواجهة.. إن قضية السيد حافظ هى قضية الوطن العربى الحقيقية.



الفلاح عبد المطيع : يحدث دجلة.. فمن يستجيب؟



مجلة فنون العراقية
إعداد : حسب الله يحيى
الفلاح عبد المطيع : يحدث دجلة.. فمن يستجيب؟
     قص الفلاح المصرى البسيط حكايته فى مقهى الصالحية، ومعهد الفنون وأماكن مختلفة من بغداد.. وتوقف عند نهر دجلة، حيث استضافته الزميلة مجلة "فنون" مع فرقة العراق المسرحية، وقد عبد المطيع حكايته أمام واجهة المجلة المطلة على دجلة الخير والعطاء.. واستمع إليه جمهور أسرى جامع بين الأب والأم والأبناء.
لم تكن الحكاية ممتعة، ولا تبعث إلى السرور، بل إنها تستثير الهمم وتحديد المواقف من الظلم والتعسف.
     فالفلاح عبد المطيع يعيش حالة فقر مدقع، وامرأته تعانى الشقاء معه، بينما سلطان المدينة ينعم بثرائه، وحاشيته متعلقة، لا يهمها مصلحة الناس.. لذلك تصدر الأوامر بأن يرتدى كل فرد ملابس سوداء حزناً على مرض السلطان، لكن عبد المطيع لا يسمع بالأوامر، فيعاقب ويشفى السلطان من مرضه، وعلى الناس ارتداء ملابس بيضاء، بينما يبقى عبد المطيع على ملابسه السوداء، فيعاقب أيضاً وزيادة فى التنكيل يسخر منه السلطان بأن يعينه قاضياً ثم يأمر بجلده.. حتى يصرخ عبد المطيع ويسأل عن أى الملابس يرتدى، وكيف يعش كأنسان له مشاعر وهواجس وهموم، وكيف يوقف بين جوعه وبحثه عن العمل وبين الولاء للسلطان المترف؟
     السيد حافظ - مؤلفاً للمسرحية، استطاع أن يلتقط حدثاً بسيطاً ويبنى عليه عملاً درامياً تتوقف حدثاً بسيطاً ويبنى عليه عملاً درامياً نتوقف عنده، ويخلق فينا حالة توتر ونقمة إزاء كل نظام يحاول قهر الإنسان فى خبزه وحريته.
     وبدأ أن الزيادات التى وردت فى بداية العرض كأن يشار إلى أن هذه المسرحية لا تتعرض لإبطال مثل هاملت أو هنرى الرابع، وإنما هى حكاية فلاح بسيط لا تضيف جديداً للحدث المركزى، وجاءت النهاية ذات إيقاع بلاغى وحكمى كالقول: "شرط المحبة الجسارة" وكان إخراج الدكتور سعدى يونس يشكل تواصلاً مع النشاط الذى مثله فى "الاستعراضى الكبير" و "المجنون" وعدد من المسرحيات التى تتوجه نحو التجمعات الجماهيرية فى الأحياء الشعبية والأماكن العامة..
     ومثل هذا التوجه، يحقق اكتساباً جماهيرياً ناجحاً لفن المسرح، وبالتالى يسهم فى زرع بذور طيبة لإزدهار وجود المسرح بين الناس.
     ورغم أن العرض قام على مواهب جديدة فى الأداء، إلا أنه استطاع أن يصقلها ويحقق من خلالها عملاً ناجحاً، فكانت نجاة على "نفسية" تحسن اختيار الحالة المتغيرة للشخصية، وتغير توصيلها فى الأداء صمن شرطها.. فأجادت وحققت ما هو مطلوب منها فى عمل يعيش بين الناس، وتألق ستار جاسم فى دور "المنادى" أكثر منه فى "المستشار" وعرفنا صاحب شاكر "الراوى" بارعاً وقريباً إلى النفس.. وبدأ فلاح حسن - من الفرقة القومية يحمل اسهامه متواضعة مع زملائه فى فرقة العراق المسرحية. أما هادى مضمن "مرسى" وراضى مطر "المستشار" العجوز "وتقى شواى" ، "مستشار" فلهم امكانات طيبة، وتميز د. سعدى يونس ممثلاً مقتدراً جعل الهوة بينه وبين فرقته شاسعة.. وأمكن للمشاهد أن يحترم تلك المواهب التى تقف بجدارة بين جمهور مختلف الأمزجة والأطر بدلاً من ترقب مشاهد اعتاد أن يزور المسرح ويتفاعل معه.
     وكانت الحان وموسيقى علاء زكى طموحة وجميلة فى عرض مهموم ومأزوم بالبطل وشارك اللحن الغنائى وحشية السلطة فى مشهد، وحقق انسجاماً مع العمل، وملابس ياسمين خليل بدت ملائمة، سهلة التغيير، حالية من التعقيد..
     الديكور لا وجود له، دائرة خشبية مرتفعة وسط الجمهور والأداء يجرى فوقها، وتغيير الملابس والحركات تجرى أمام الجمهور فالعرض بريشتى، يقدم تلك الحالة كونها تمثيل لواقع.. ويؤمل من العرض أن يتعرض المتفرج على مثل هذا الواقع.
     العرض يتحثد إلى دجلة وينساب كلمة ولحناً وحركة مع مساء الماء وانعكاسات الصور.. ويبقى عبد المطيع، متسائلاً عن فواجعه، فمن يستجيب له، ومن بدله على سبيل أخر!

حكاية الفلاح عبد المطيع وما جرى له مع السلطان "قنصوه الغورى"



مجلة عالم الفن الكويتية - مايو 1980
حكاية الفلاح عبد المطيع
وما جرى له مع السلطان "قنصوه الغورى"
الخط الإخراجى للمسرحية يهدف إلى مسرحة المسرح
الخط الإخراجى للمسرحية يعتمد الدائرة فكرة أساسية
دخلت الأغانى بالمسرحية من أجل اضاءة الأحداث
اعداد / ع.ط.
     قدمت فرقة العراق المسرحية.. مسرحية حكاية الفلاح عبد المطيع.. تأليف (السيد حافظ) وإخراج الدكتور سعدى يونس وتمثيله.. إضافة إلى الممثلين والممثلات (نجاة على.. تقى شواى.. هاشم البازى.. هادى مطعن وأخرين).. ألحان الفنان علاء زكى..
- فكرة المسرحية  -
* عن فكرة المسرحية يتحدث الدكتور سعدى قائلاً :
- عندما تمرض عين السلطان (قانصوه الغورى) فى زمن المماليك بمصر يصدر أمراً بأن على جميع الناس أن يرتدوا السواد وأن يقيموا الأحزان ويمنعوا الأفراح والضحك فى كل مكان، غير أن (عبد المطيع) الفلاح البسيط لم يسمع بهذا فيخرج بالشوارع مرتدياً الملابس البيضاء وهكذا يسقط بيد شرطة السلطان ويعذب.. وفجأة تشفى عين السلطان فيأمر الجميع بارتداء الملابس البيضاء وإقامة الأفراح فى كل مكان ويمنع البكاء والصراخ.. واذا مات أحد يدفن بالمساء والجفاء بصمت وفى الليل.. وهكذا يصبح الفرح أمراً فى هذه الحالة أيضاً.. غير أن (عبدالمطيع) بكل بساطته ونقائه يخرج غير عالم بهذه الأوامر وهو مرتدياً السواد.. هو وحماره.. وتقبض عليه الشرطة مرة ثانية ويعذبوه مع الحمار أيضاً حيث أن كل حيوان وكل إنسان يجب أن يحزن أو يفرح تبعاً لما يقوله السلطان..
* وعن تبديله لنهاية المسرحية.. قال :
- كانت النهاية السابقة أن أقوم بتغييرها.. هى أن السلطان... عندما يسمع بحكاية (عبد المطيع) بعينه قاضى القضاة.. غير إننى رأيت أن هذه النهاية من الممكن أن تتطور أكثر.. فمن الصعوبة بمكان أن يلتقى أين الشعب البسيط مع سلطة غاشمة كسلطة (قانصوه).. مسرحية يشاهدها وليس أمام عرض ملئ بالإيهام على أساس أنه حقيقة مفروضة..، فالممثلون بالمسرحية يرتدون الملابس ويغيرون الشخصيات أمام الجمهور مباشرة وإضافة إلى ذلك كنت أريد أن أحقق أكبر مشاركة ممكنة للجمهور من جميع الجهات هى أقرب الأفكار بالنسبة لى كمخرج.. كى تعبر عن الدوامة. التى تعيشها شخصيات المسرحية.. كما أن الدائرة موجودة بالتراث العربى كشكل من الأشكال العامة فى التقاليد العربية كجلوس الناس فى الخيمة العربية يتم بشكل دائرة.. كما أن الكثير من العوائل الشعبية تجلس على الأرض بشكل دائرى.. إضافة إلى ما للدائرة من أهمية فى التراث التشكيلى الإسلامى بالذات.
* ويضيف الدكتور سعدى مخرج المسرحية.. قائلاً :
- إن جميع الشخصيات بالمسرحية تسير باتجاه مغاير للزمن ولعقرب الساعة بالذات، أى أنها تسير من جهة اليسار إلى اليمن.. مثلاً.. بينما عبد المطيع يسير بالعكس.. ويستطيع بعفويته وبراءته وإصراره بالنهاية على الرفض أن يجعل خاصة عموم الشعب يسيرون بمسار الزمن الحقيقى ويغيرون حركتهم وفقاً له وفكرة حركة المسرحية عموماً كانت تشكل الخطوط العامة للحركة الإخراجية.. فالتقوقع فى وسط مركز الدائرة.. يعنى أحياناً كثيرة.. الابتعاد عن الناس.. بينما الذهاب إلى أطراف الدائرة يعنى الاقتراب منه.. فللدائرة أحكامها الخاصة بها.. هذه الدائرة بعملية الإخراج التى أقيمت بها لا يتجاوز قطرها الأربعة أمتار والارتفاع متراً عن الأرض.. ولم يكن هناك أى ديكور أو قطع أثاث سوى مستطيل صغير من الخشب طوله حوالى متر وعرضه حوالى نصف متر.. هو كل شئ فى الديكور يحرك بين أونة وأخرى لتدور على مكان معين.
 وعن الأغانى والموسيقى التصويرية .. يقول :
- أكدت فى المسرحية على استخدام الأغانى.. أخذتها من أشعار أحمد فؤاد نجم.. وواحدة ألقها جودت التميمى.. ولحنها علاء زكى.. وباللهجة المصرية.. ولم تكن الأغانى بالنص، بل أضفتها لكى تكون فواصل تقريبية أحياناً وللامتناع أحياناً أخرى.. وتدخل لإضاءة الأحداث وإلقاء الأضواء النقدية الساحرة على ما يجرى من أمور.. أما الموسيقى التصويرية فهى عبارة عن ألة العود ودف وطبل.. وصنج.. استخدمته كما فى نزالات الملاكمة لبدء المشهد أو نهايته باعتبارنا نمثل على دائرة فى وسط الجمهور واشبه ما تكون نزالاً بالمعركة.. ويتحدد ذلك من خلال الفوز.
- رأى -
* ياحبذا لو قدمت هذه المسرحية فى الخليج العربى ليطلع عليها جمهور المسرح المتعطش لمشاهد أعمالاً مسرحية جادة..


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More