Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الجمعة، 10 مارس 2023

المهـرج بقلم د. علي خليفة

 

المهـرج

بقلم

د. علي خليفة




المهرج - أو المضحك أو البلياتشو أو البهلوان - شخصية محببة جدًّا للأطفال، وغالبًا ما يذهبون للسيرك لمشاهدة هذه الشخصية خفيفة الظل فيه.

ويستغل بعض كتاب مسرح الطفل حب الأطفال لهذه الشخصية، فيوظفونها في بعض مسرحياتهم للطفل، وغالبًا ما يكون الدور الذي يقوم به المهرج في هذه المسرحيات ثانويًّا، كأن يظهر المهرج صديقًا للبطل، كما نرى هذا في مسرحية «قميص السعادة»، ومسرحية «سندريلا والأمير» للسيد حافظ، وأحيانًا يظهر  المهرج في بعض المسرحيات الموجهة للطفل شخصية ثانوية ضمن مجموعة من الأفراد يقدمون عروضًا في سيرك، كما نرى هذا في مسرحية «بنت السيرك» لأحمد زحام.

وأحيانًا يكون المهرج هو البطل في بعض المسرحيات الموجهة للطفل، ولا نراه فيها يعرض مواهبه كمهرج، ولكنه يعرض جوانب من المشاكل التي يواجهها في حياته، كما نرى هذا في مسرحية «جحا يزرع الأرانب» لعبد التواب يوسف، ومسرحية «المهرج بمبة» لأمين بكير.

ونرى أن المهرج في هذه المسرحيات - حتى لو كان دوره ثانويًّا فيها - يعتز بعمله، ولا يرى فيه ما ينتقص قدره، بل يرى أنه به يؤدي وظيفة مهمة في إضحاك الناس؛ فيخفف عنهم بهذا بعض أوجاعهم التي يلاقونها خلال حياتهم؛ ولهذا رأينا جحا - في مسرحية «جحا يزرع الأرانب» - معترضًا على قرار السلطان له بترك عمله كمضحك للناس، وأن يعمل مزارعًا، ويحاول جحا أن يقنع السلطان بأهمية عمل المضحك، ولكن السلطان يصمم على عدم جدوى عمل المضحك، ويلزمه بأن يعمل في الزراعة، ويستغل جحا ذكاءه؛ ليثبت للسلطان أنه وُضِعَ في غير مكانه، وأن عمله كمضحك مهم جدًّا في حياة الناس، فيوهم جحا زوجته التي فيها قدر كبير من السذاجة أن شجرة في حقله أثمرت أرنبين، وأن حقل البطاطس الذي زرعه قد أثمر سمكًا، وتنشر زوجة جحا هذه الأعاجيب عن حقل زوجها جحا، وتصل هذه الأخبار للسلطان، فيستدعي جحا، ويسأله عن هذه الغرائب التي تحدث في حقله، فيقره جحا على أنها بالفعل أمور عجيبة لا تصدق، ويقول له: وكذلك فإن جعله مزارعًا وهو مضحك للناس هو أيضًا وضع غريب، ويقتنع عند ذلك السلطان بأن جحا يجب أن يعود لعمله في إضحاك الناس.

وقد اهتم سمير عبد الباقي بشخصية المهرج، فعرضه في ثلاث مسرحيات من مسرحياته التي كتبها للطفل، والمسرحية الأولى له التي عرض فيها شخصية المهرج هي «أوز الأراجوز»، وقد استوحى هذه المسرحية من القصة الشعبية العالمية «ساحر الأوز»، وفي هذه المسرحية احتال أوز الأراجوز على أهل مدينة الزمرد، وادعى لهم أنه ساحر، فصدقوه، وجعلوا له مكانة كبيرة في مدينتهم، ويكتشف أوز في نهاية المسرحية أن سكان مدينة الزمرد كانوا قد عرفوا منذ وقت طويل أنه ليس ساحرًا، بل هو شخص لديه مواهب المهرج؛ لأنه عمل من قبل مهرجًا في سيرك، وقد صمم أهل هذه المدينة حتى بعد علمهم بحقيقة أوز الأراجوز أن يبقى في مدينتهم؛ لأنه أحبها مثلهم، وجَمَّلها، ودافع عنها ضد الأعداء الذين رغبوا في إلحاق الضرر بها وبأهلها.

والمسرحية الثانية التي أظهر فيها سمير عبد الباقي المهرج هي «البلياتشو وست الحسن»، وفي هذه المسرحية يتنكر الأمير في هيئة بلياتشو؛ حتى يستطيع أن يصحب ست الحسن في رحلتها التي ستقوم بها لإحضار روح العسل لأختها من أبيها بطيخة، كما طلبت إليها ذلك زوجة أبيها؛ وعللت طلبها هذا إليها بأن إحضارها روح العسل لأختها سيجعل الخطاب يرغبون فيها.

وخلال رحلة ست الحسن للبحث عن روح العسل يصحبها الأمير وهو متنكر في هيئة بلياتشو - كما ذكرت هذا من قبل - ويحكي لها ولصديقيها الحصان والحمار قصة طريفة، كما يضحكهما مع ست الحسن ببعض أقوله وأفعاله.

والمسرحية الثالثة التي عرض فيها سمير عبد الباقي شخصية المهرج هي «دبدوب يجد عملًا»، وفي هذه المسرحية يظهر دبدوب كسولًا جدًّا، ويغضب الأراجوز من كثير من تصرفاته التي تسبب الضرر لغيره، ولكن دبدوب يكتشف مع نهاية هذه المسرحية العمل المناسب له، وهو أن يكون مضحكًا ولاعبًا على الحبل في سيرك، ويسر الأراجوز كثيرًا بوصول دبدوب في هذه المسرحية للعمل المناسب له.



ونرى السيد حافظ قد وظف شخصية المهرج في مسرحيتين من مسرحياته للأطفال، والمسرحية الأولى هي «قميص السعادة»، وفيها نرى المهرج دندش صديقا للسلطان، وهو إلى جانب إضحاكه يقوم بدور المستشار له، ويكشف له خلال ذلك أسباب الفساد الذي ينتشر في مملكته.

والمهرج في هذه المسرحية شخص ظريف جدًّا، ويجيد كل أساليب المهرج في الإضحاك؛ كالتقليد والتعليق الظريف والتنكر، وغير ذلك.

أما المهرج في مسرحية «سندريلا والأمير» للسيد حافظ فهو أقرب للحكيم منه للمهرج، فقلما نرى له في هذه المسرحية أقوالًا أو أفعالًا تثير الضحك، في حين نسمع منه بعض الحكم التي تفيد الأمير في معرفة أسباب الفساد في مملكته وكيفية التخلص منه.



وعرض أمين بكير شخصية المهرج في مسرحية «المهرج بمبة»، وهو في هذه المسرحية يشكو للأطفال - بأسلوب يدعو للضحك - الذين يعيشون معه في نفس الحي من زوجته نحمده التي تسرف في الأكل، حتى بدت سمينة جدًّا، وكذلك يشكو لهم من أنها تؤمن بالمشعوذين، وتنفق على ذلك مبالغ كثيرة، ولا يرى المهرج بمبة غير وسيلة الضرب مع نهاية هذه المسرحية؛ ليصرف زوجته نحمده عن إسرافها في الأكل واعتقادها في المشعوذين.

ونرى أحمد زحام قد عرض في مسرحية «بنت السيرك» شخصية مخلوف الذي كان يعمل في السيرك مكان أي شخص يقوم بأي عمل فيه ويتخلف عن عمله لأي سبب من الأسباب؛ ولهذا نراه قد عمل مهرجًا، ولاعبًا على الحبل، ومدربًا لبعض الحيوانات، وأعمالًا أخرى، ومن الطريف أنه قد برع في كل الألعاب والأدوار التي قدمها في هذا السيرك، حتى اضطره صاحب السيرك ليقوم بدور أسد مرض فجأة، وخلال قيامه بهذا الدور كشف الأسود الآخرون حقيقته، وهجموا عليه، وأصابوه إصابات كثيرة.

أما شاعرنا الكبير أحمد سويلم فقد جعل المهرج يقوم بدور الراوي غير المشارك في الحدث الرئيس في خمس مسرحيات كتبها للأطفال 

– وهي: مسرحية «الثعلب الحسود»، ومسرحية «جائزة الحمار»، مسرحية «حيلة الضعفاء»، ومسرحية «جماعة القرود»، ومسرحية «الحارس الأمين» - وفي هذه المسرحيات الخمس نرى المهرج مع مجموعة من الأطفال في مكتبة، ويطلب في بداية كل مسرحية منها إلى طفل أن يختار كتابًا من كتب هذه المكتبة، ثم يبدأ المهرج الحكي للقصة المذكورة في ذلك الكتاب، ويتدخل المهرج بالتعليق عليها مع الأطفال الذين معه، خاصة في نهايتها.

والمهرج في هذه المسرحيات شخص وقور، وليس فيه من صفات المهرج غير ملابسه التي تثير الضحك بتعدد ألوانها وعدم تناسقها، 

في حين أنه - كما قلت - وقور لا يثير الضحك بأقواله أو بأفعاله.


*

*****

عزيزي الزائر أنت تتصفح الآن مدونة أعمال الكاتب/ السيد حافظ

*****

مدونة أعمال الكاتب السيد حافظ

مدونة شخصية , فنية وأدبية. تعرض أعمال الكاتب/ السيد حافظ المسرحية والروائية. وأهم الدراسات والمقالات والرسائل والأبحاث والكتب التي تناولت أعماله...





 السيد حافظ كاتب مسرحي وروائي, ومخرج مسرحي, وهو رائد المسرح التجريبي في المسرح المصري والعربي منذ أوائل السبعينيات, كما أنه عمل بالصحافة المصرية والعربية لسنوات طويلة.

برز الكاتب السيد حافظ منذ أوائل السبعينيات ككاتب ومخرج مسرحي تميز بأسلوبه التجريبي المتمرد على القوالب التقليدية في الكتابة المسرحية منذ صدور مسرحيته التجريبية الأولى "كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى" التي أثارت جدلا كبيرا حينها, وهي أول مسرحية صدرت من المسرح التجريبي عام 1970م عن دار "كتابات مناصرة" لصاحبها الناقد التشكيلي/ صبحي الشاروني. كما كان الكاتب السيد حافظ أول من أدخل المسرح التجريبي في العراق بمسرحية "الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء" حينما أخرجها المخرج/ وليم يلدا في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٧م, وبعده بعامين كانت المسرحية الثانية من تأليف/ السيد حافظ  "حكاية الفلاح عبد المطيع" حيث عرضت على يد دكتور/ سعدى يونس عام 1979م, وقدمت في المقاهي والساحات في العراق.

 

وقد توالت أعماله المسرحية التي بلغت حتى الآن أكثر من 200 مسرحية تراوحت  بين المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي والتاريخي والتراثي ومسرح الطفل, والمسرح الكوميدي, والمسرح النسوي أيضا.




Alsayed Hafez's

business blog

Blog of the works of the writer, Mr. Hafez

A personal, artistic and literary blog. It displays the theatrical and fictional works of the writer, Mr. Hafez. The most important studies, articles, letters, research and books that dealt with his work...

  Mr. Hafez is a playwright, novelist, and theater director. He has been a pioneer of experimental theater in Egyptian and Arab theater since the early seventies. He has also worked in the Egyptian and Arab press for many years.

The writer, Mr. Hafez, has emerged since the early seventies as a writer and theater director, distinguished by his experimental style that rebels against traditional templates in theatrical writing since the publication of his first experimental play, “The Pride of Banality in the Land of Meaninglessness,” which sparked great controversy at the time. He was also the first to introduce experimental theater in Iraq with a play “The Mute Drums in the Blue Valleys” was directed by director William Yalda at the Institute of Dramatic Arts in 1977 AD, and two years later the second play was written by Mr. Hafez “The Story of the Peasant Abdul Muti’”, which was presented by Dr. Saadi Younis in 1979 AD, and presented in cafes. And squares in Iraq.

 

His theatrical works have so far amounted to more than 150 plays, ranging from experimental theatre, classical, historical and heritage theatre, children’s theatre, comedy theatre, and feminist theatre as well.





-    السيد حافظ من مواليد محافظة الإسكندرية جمهورية مصر العربية 1948

-    خريج جامعة الإسكندرية قسم فلسفة واجتماع عام 1976/ كلية التربية.

-    أخصائي مسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية من 1974/1976.

-    حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970.

-    مدير تحرير مجلة (الشاشة) (دبي مؤسسة الصدي 2006– 2007).

-    مدير تحرير مجلة (المغامر) (دبي مؤسسة الصدي 2006 – 2007).

-    مستشار إعلامي دبي مؤسسة الصدى (2006 – 2007).

-    مدير مكتب مجلة أفكار بالقاهرة (الكويت).

-    مدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) لمدة خمسة سنوات.

-  حصل على جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980.

-     حصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر 2015

- تم تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2019.

 كتب عنه أكثر من 52 رسالة جامعية بين مشروع تخرج أو ماجستير أو دكتوراة

 


كيفية تعامل السيد حافظ مع التراث في مسرحه للطفل بقلم د. علي خليفة

 كيفية تعامل السيد حافظ مع التراث في مسرحه للطفل

بقلم

د. علي خليفة




(1)

أكثر مسرحيات السيد حافظ للطفل مستوحاة من التراث، ولا غرابة في هذا، فأغلب مسرحيات الطفل في مصر والعالم كله مستوحاة من التراث؛ وذلك لما في التراث من حكايات وقصص يلعب فيها الخيال دورًا كبيرًا، ويقوم فيها السحرة والجان بأدوار مهمة بها، ويستمتع الأطفال كثيرًا بهذه القصص والحكايات الشعبية ذات الأجواء الخيالية المثيرة فيها.

ويضاف لهذا أن في القصص الشعبية القديمة شخصيات يحبها الأطفال ويتعلقون بها، ومجرد حضورها في أي مسرحية موجهة لهم يهيئ الأطفال للتفاعل معها، ومن هذه الشخصيات سندريلا وأميرة الثلج وجحا وأشعب.

(2)

وقد تنوعت المصادر التراثية التي اعتمد عليها السيد حافظ في مسرحه للطفل، ومنها قصص وحكايات ذات أصول شعبية عالمية، وقد رأينا السيد حافظ اعتمد على قصة «سندريلا» الشعبية العالمية - التي كان تشارلز بيرو أول من دون حكايتها - وكان ذلك في مسرحيتين له؛ هما مسرحية «سندريلا»، ومسرحية «سندريلا والأمير».



وكذلك استلهم السيد حافظ في مسرحيته «أحلام بابا نويل»شخصية 

بابا نويل ذات الأصول الغربية، ويقال: إنها مستوحاة من حياة القديس نيكولاس أسقف ميرا، والذي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي، وكان يقوم في الليل بتوزيع الهدايا على الفقراء، دون أن يعلموا الفاعل، وتصادف أنه مات في شهر ديسمبر.



وعلى الرغم من أن السيد حافظ قد استلهم بعض القصص والحكايات من التراث الإنساني العالمي في بعض مسرحياته للأطفال فإنه اعتمد في أكثر مسرحياته التي كتبها للطفل على مصادر من التراث العربي بوجه خاص.

وقد تنوعت المصادر التراثية العربية التي استلهم منها السيد حافظ مسرحياته للطفل، فنرى أنه استلهم بعض قصص كتاب «كليلة ودمنة» - الذي ألفه ابن المقفع في القرن الثاني للهجرة، ونسب تأليفه لحكيم هندي اسمه بيدبا؛ حتى يبعد عن نفسه توجيه أي اتهام بأنه ينقد من خلال قصص هذا الكتاب سياسة الخليفة أبي جعفر المنصور، وكان ابن المقفع قد نقد سياسته بشكل مباشر في رسالة الصحابة، وكان ذلك من دواعي أمر الخليفة المنصور بقتل ابن المقفع - وبدا استلهام السيد حافظ إحدى قصص كتاب «كليلة ودمنة» في مسرحية «سفروتة في الغابة»، ومن الملاحظ أن سمير عبد الباقي قد استلهم نفس هذه القصة من كتاب «كليلة ودمنة» في مسرحية «سبع في القفص»، أو «اعمل معروف يا قرد».



كذلك استلهم السيد حافظ قصة أخرى من قصص كتاب «كليلة ودمنة» 

في مسرحية «الوحش العجيب». وفي هاتين المسرحيتين اللتين استلهمهما السيد حافظ من كتاب «كليلة ودمنة» نرى رموزًا سياسية واضحة فيهما، وغالبًا 

لن يستطيع الأطفال فهم المقصود بالرموز فيهما، ولكنهم سيستمتعون بالأحداث بهما.



وكذلك استلهم السيد حافظ قصة أضافها أنطوان جالان لكتاب «ألف ليلة وليلة» حين ترجمه للفرنسية في القرن الثامن عشر، وهي قصة «علي بابا والأربعين حرامي»، ونرى توظيف السيد حافظ لها في مسرحية «علي بابا».



وأيضًا نرى من المصادر التراثية العربية التي استعان بها السيد حافظ في مسرحه للطفل السير الشعبية، كما نرى هذا في مسرحيتين له هما: مسرحية «عنترة» - التي استلهم فيها بعض أحداث من سيرة «عنترة بن شداد» - ومسرحية «أبو زيد الهلالي» - التي استوحى أحداثها من بعض أجزاء من «السيرة الهلالية» -.



وأيضًا نرى السيد حافظ استعان بالموروث الفكاهي ممثلًا في النادرة في مسرحية «أولاد جحا»، وفيها استلهم نادرة منسوبة لجحا التركي نصر الدين خوجة، واستلهم هذه النادرة أيضًا سمير عبد الباقي في مسرحيته للطفل «جحا وتيمورلنك»، كما استلهم هذه النادرة الكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس في مسرحية «الفيل يا ملك الزمان».

وفي هذه المسرحيات الثلاث التي استلهمت فيها هذه النادرة المنسوبة لجحا نرى رموزًا سياسية واضحة فيها.



وكذلك نرى السيد حافظ استلهم إحدى القصص الشعبية العربية المشهورة، وهي عن «عصفور وجرادة» في مسرحية «حمدان ومشمشة»، وفيها حذر من تصديق المنجمين والمشعوذين والتعامل معهم، وقد استلهم هذه الحكاية الشعبية أيضًا الكاتب مجدي مرعي في مسرحيته للطفل «عصفور وجرادة».

(3)

وقل ألا يكون هناك تصرف وتعديل من السيد حافظ حين تعامله مع أي موروث قصصي في مسرحه للطفل، ومن المسرحيات القليلة التي قل تصرف السيد حافظ مع الأصل القصصي الشعبي لها - مسرحية «سندريلا»، فقد حافظ فيها السيد حافظ على الخطوط الرئيسة لهذه القصة الشعبية العالمية، وأضاف لها شخصية أم الخير التي يُفهم من سياق المسرحية أنها ساحرة طيبة، وإن كان المؤلف لم يصرح بذلك في نص هذه المسرحية، وكذلك أضاف السيد حافظ لهذه المسرحية مما هو ليس موجودًا في الأصل الذي اعتمد عليه ثلاثة حيوانات؛ هي قط وأرنب وكلب، وكانت هذه الحيوانات الثلاثة تقوم بدور الراوي في هذه المسرحية، كما أنها كانت تشارك في بعض الأحداث فيها، ومن خلال وجود هذه الحيوانات الثلاثة بهذه المسرحية فإن المؤلف قد أضفى عليها فكاهة كثيرة، وحيوية كبيرة.

وإذا كنا قد رأينا قلة تصرف السيد حافظ في تعامله مع الموروث القصصي في مسرحية «سندريلا» فإننا نراه في مسرحيات أخرى يتصرف تصرفًا كبيرًا في ذلك الموروث، ويعدل فيه بما يراه مناسبًا لبناء مسرحياته التي كتبها للطفل.

ونعطي مثالًا واضحًا على التصرف الكبير من السيد حافظ مع المصادر التراثية التي يعتمد عليها في مسرحياته للطفل بمسرحية «سندريلا والأمير»، فقد حذف منها شخصية الساحرة، وجعل الأمير فيها لا يتعرف على سندريلا حين مجيئها لقصره لتخبره أنها الفتاة التي أعجب بها في الحفل الذي أقامه في قصره لاختيار فتاة تكون زوجة له؛ وذلك لأن الوزير قام بتزوير «فردة» الحذاء التي سقطت من قدم سندريلا عند فرارها من قصر الأمير حين دقت الساعة في ليلة ذلك الاحتفال الثانية عشرة مساء.

والحقيقة أن التعديلات الكثيرة التي خالف فيها السيد حافظ الخطوط الرئيسة لقصة «سندريلا» في مسرحية «سندريلا والأمير» أفقدت هذه المسرحية بعض مصداقيتها، وأضعفت أيضًا المتعة والإثارة فيها.



وأيضًا رأينا السيد حافظ قد تصرف تصرفًا كبيرًا في تناوله لقصة «علي بابا والأربعين حرامي» - التي ألحقها أنطوان جالان بكتاب «ألف ليلة وليلة» حين ترجمه للفرنسية - وبدت شخصية علي بابا مضطربة في هذه المسرحية، فهو كان طيبًا وداعيًا للثورة على ظلم التجار الأغنياء المستبدين- خاصة شيخ بندر التجار الذي اتضح أنه هو نفسه زعيم عصابة الأربعين حرامي - ثم رأينا علي بابا بعد ذلك يعود لسرقة مغارة عصابة الأربعين حرامي، ويُتَّهَمُ بالسرقة هو وزوجته مرجانة، وأعتقد أن الأطفال لن تعجبهم نهاية هذه المسرحية، فعلي بابا شخصية محببة لهم، ولن يرضوا بتلك النهاية التي تصوره لصًّا ومحتالًا، بعد أن كان يدعو للفضيلة والثورة على الظلم من قبل.

ومن صور تعامل السيد حافظ مع التراث أننا نراه يستعين بإحدى قصصه في مسرحية له، ولكنه لا يعطي لهذه القصة مساحة كبيرة فيها، كما نرى هذا في مسرحية «قميص السعادة»، فلا نرى لقصة «قميص السعادة» كبير أثر في أحداثها، سوى في محاولة الوزير الفاسد في هذه المسرحية إلهاء السلطان عن أمور السلطنة بإيهامه السلطان أن اكتئابه لن يزول عنه إلا بأن يلبس قميص أسعد سعيد في مملكته، ويدرك السلطان ومهرجه كذب هذه الخدعة، وينزلان للسوق، ويتعرفان على أحوال الشعب، ويقرر السلطان حين يعرف سوء أحوال شعبه عزل وزيره الفاسد وكل بطانته السيئة.



(4)

وهكذا رأينا كثرة المصادر التراثية التي استلهمها السيد حافظ في مسرحياته للطفل، كما رأينا تنوعها ما بين مصادر عالمية ومصادر عربية، وكذلك رأينا تنوع تعامله مع هذه المصادر التراثية في مسرحه للطفل، ورأينا أنه كان كثير التصرف في هذه المصادر التراثية في أكثر مسرحياته للطفل، وكان يبث من خلال هذه المسرحيات الموجهة للطفل والتي يستلهم فيها مصادر تراثية قيمًا تربوية وأخلاقية للطفل، كما كان يقدم من خلالها بعض المعارف التي يرى أنها مهمة للأطفال دون مباشرة، وأيضًا كان يبث من وراء بعض هذه المسرحيات بعض الرموز فيها.



*****

عزيزي الزائر أنت تتصفح الآن مدونة أعمال الكاتب/ السيد حافظ

*****

مدونة أعمال الكاتب السيد حافظ

مدونة شخصية , فنية وأدبية. تعرض أعمال الكاتب/ السيد حافظ المسرحية والروائية. وأهم الدراسات والمقالات والرسائل والأبحاث والكتب التي تناولت أعماله...





 السيد حافظ كاتب مسرحي وروائي, ومخرج مسرحي, وهو رائد المسرح التجريبي في المسرح المصري والعربي منذ أوائل السبعينيات, كما أنه عمل بالصحافة المصرية والعربية لسنوات طويلة.

برز الكاتب السيد حافظ منذ أوائل السبعينيات ككاتب ومخرج مسرحي تميز بأسلوبه التجريبي المتمرد على القوالب التقليدية في الكتابة المسرحية منذ صدور مسرحيته التجريبية الأولى "كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى" التي أثارت جدلا كبيرا حينها, وهي أول مسرحية صدرت من المسرح التجريبي عام 1970م عن دار "كتابات مناصرة" لصاحبها الناقد التشكيلي/ صبحي الشاروني. كما كان الكاتب السيد حافظ أول من أدخل المسرح التجريبي في العراق بمسرحية "الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء" حينما أخرجها المخرج/ وليم يلدا في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٧م, وبعده بعامين كانت المسرحية الثانية من تأليف/ السيد حافظ  "حكاية الفلاح عبد المطيع" حيث عرضت على يد دكتور/ سعدى يونس عام 1979م, وقدمت في المقاهي والساحات في العراق.

 

وقد توالت أعماله المسرحية التي بلغت حتى الآن أكثر من 200 مسرحية تراوحت  بين المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي والتاريخي والتراثي ومسرح الطفل, والمسرح الكوميدي, والمسرح النسوي أيضا.




Alsayed Hafez's

business blog

Blog of the works of the writer, Mr. Hafez

A personal, artistic and literary blog. It displays the theatrical and fictional works of the writer, Mr. Hafez. The most important studies, articles, letters, research and books that dealt with his work...

  Mr. Hafez is a playwright, novelist, and theater director. He has been a pioneer of experimental theater in Egyptian and Arab theater since the early seventies. He has also worked in the Egyptian and Arab press for many years.

The writer, Mr. Hafez, has emerged since the early seventies as a writer and theater director, distinguished by his experimental style that rebels against traditional templates in theatrical writing since the publication of his first experimental play, “The Pride of Banality in the Land of Meaninglessness,” which sparked great controversy at the time. He was also the first to introduce experimental theater in Iraq with a play “The Mute Drums in the Blue Valleys” was directed by director William Yalda at the Institute of Dramatic Arts in 1977 AD, and two years later the second play was written by Mr. Hafez “The Story of the Peasant Abdul Muti’”, which was presented by Dr. Saadi Younis in 1979 AD, and presented in cafes. And squares in Iraq.

 

His theatrical works have so far amounted to more than 150 plays, ranging from experimental theatre, classical, historical and heritage theatre, children’s theatre, comedy theatre, and feminist theatre as well.





-    السيد حافظ من مواليد محافظة الإسكندرية جمهورية مصر العربية 1948

-    خريج جامعة الإسكندرية قسم فلسفة واجتماع عام 1976/ كلية التربية.

-    أخصائي مسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية من 1974/1976.

-    حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970.

-    مدير تحرير مجلة (الشاشة) (دبي مؤسسة الصدي 2006– 2007).

-    مدير تحرير مجلة (المغامر) (دبي مؤسسة الصدي 2006 – 2007).

-    مستشار إعلامي دبي مؤسسة الصدى (2006 – 2007).

-    مدير مكتب مجلة أفكار بالقاهرة (الكويت).

-    مدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) لمدة خمسة سنوات.

-  حصل على جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980.

-     حصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر 2015

- تم تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2019.

 كتب عنه أكثر من 52 رسالة جامعية بين مشروع تخرج أو ماجستير أو دكتوراة

 


توظيف شخصية جحا في مسرح الطفل بقلم د. علي خليفة

 

توظيف شخصية جحا في مسرح الطفل

بقلم

د. علي خليفة






(1)

جحا شخصية محببة للكبار والصغار، ويستمتع الجميع بذكر نوادره وأخباره الطريفة، ولا عجب لهذا أن يتم استلهام شخصيته ونوادره في بعض المسرحيات الموجهة للكبار، وأيضًا في بعض المسرحيات الموجهة للصغار.

ومما يلفت النظر في كثير من النوادر المنسوبة لجحا أن نرى فيها شخصًا ساذجًا، وتكون الفكاهة في تلك النوادر في الضحك من سذاجة ذلك الشخص، وأحيانًا يقوم جحا بدور الساذج في بعض هذه النوادر، كما نرى هذا في كثير من النوادر المنسوبة لجحا العربي أبي الغصن، والتي وردت في مصادر قديمة؛ مثل: كتاب «نثر الدر» للآبي، وكتاب «أخبار الحمقى والمغفلين» لابن الجوزي، وفي نوادر أخرى نرى جحا يقوم بالسخرية من أشخاص آخرين موصوفين بالسذاجة، 

كما نرى هذا فيما ينسب لجحا الرومي نصر الدين خوجة في النوادر التي تجمعه بتيمورلنك، ويسخر منه فيها؛ لاجتياحه بجنوده كثيرًا من بلاد العالم الإسلامي ونشرهم الدمار والخراب فيها.

(2)

ونرى أن المسرحيات التي كُتبت للأطفال وتم فيها استلهام شخصية جحا ونوادره كثيرة جدًّا مقارنة بالمسرحيات الموجهة للكبار، واستلهم فيها شخصية جحا، وسنكتفي هنا بذكر المسرحيات التي استلهم فيها شخصية جحا ونوادره، وكانت موجهة للصغار.


(3)

وقد كان عبد التواب يوسف - وهو أحد أهم رواد أدب الطفل في العالم العربي - من أوائل الكتاب العرب الذين استلهموا شخصية جحا وبعض نوادره في بعض مسرحياته، وقد جرى العرف على أن يطلق على هذه المسرحيات المسرحيات الجحوية، وهي سبع مسرحيات، وعناوينها هي: مسرحية «جحا وأشجار الأرانب»، ومسرحية «جحا الميت الحي»، ومسرحية «جحا صانع الحمير»، ومسرحية «جحا والقدرة المتكلمة»، ومسرحية «جحا والحذاء الهارب»، ومسرحية «جحا وأمطار النقود»، ومسرحية «جحا يطعم ثيابه».

ومن أهم الخصائص الفنية لهذه المسرحيات الجحوية لعبد التواب يوسف ما نراه فيها من أجواء عربية في المناظر والمباني، وقِصَر أكثرها، فأكثرها من فصل واحد، وكذلك تتميز بجودة بنائها، ورشاقة حوارها، وتنوع عناصر الفكاهة فيها، وربما كان العيب الوحيد الذي يؤخذ عليها أننا نرى جحا يبدو في بعضها محتالًا ويوفق في احتياله، ولا يعاقب على ذلك، كما نرى هذا في مسرحية «جحا الميت الحي»، ومسرحية «جحا والقدرة المتكلمة»، ففي المسرحية الأولى؛ «جحا الميت الحي» يتمكن جحا من خداع السلطان، كما تتمكن زوجة جحا من خداع زوجة السلطان، ويكتشف السلطان وزوجته خداعهما في نهاية المسرحية، ولا يغضبان منهما؛ لأنهما رأيا أن ما قاما به قد زاد في ضحكهما، وفي المسرحية الثانية؛ «جحا والقدرة المتكلمة» نرى جحا فيها يحتال على جار بخيل له، ويحصل منه بسعة حيلته واحتياله على قدر كبيرة منه.

ولا شك أن جحا شخصية محببة للأطفال، وقد يقلدونه في احتياله، خاصة أنه لم يعاقب على قيامه بذلك الاحتيال في بعض هذه المسرحيات، وفي ذلك رسالة تربوية سلبية توجهها بعض هذه المسرحيات الجحوية للكاتب الكبير عبد التواب يوسف، ولا شك أنه لم يتعمد ذلك.

وأغلب مسرحيات عبد التواب يوسف الجحوية مستوحاة من نوادر منسوبة لجحا، وتظهر ذكاءه وظرفه، ولكن هناك مسرحية بين هذه المسرحيات استوحاها عبد التواب يوسف من نادرة منسوبة لأبي دُلامة مضحك الخلفاء العباسيين الأوائل: السفاح والمنصور والمهدي، وهذه المسرحية هي مسرحية «جحا الميت الحي».

وأيضًا من سمات مسرحيات عبد التواب يوسف الجحوية أننا نرى حمارة جحا ظريفة تشاركه في بعضها، ويكون لها دور فاعل بها، ومن الطريف أن نرى جحا يعاملها على أنها شخص عاقل، كما نرى هذا في مسرحية «جحا والحذاء الهارب»، ومسرحية «جحا صانع الحمير».

(4)

وقد كتب سمير عبد الباقي إحدى وعشرين مسرحية للأطفال، ونراه قد استلهم بعض نوادر لجحا في مسرحيتين منها؛ هما مسرحية «بركات الحكيم»، ومسرحية «جحا وتيمورلنك»، ونرى بركات يصف نفسه بالحكمة في مسرحية «بركات الحكيم»؛ لكونه بخيلًا يستطيع أن يحتال على غيره، ولكننا نرى احتياله ينقلب عليه في النهاية، فقد استطاع الخادم الذي يعمل عنده أن يتفوق عليه في الخداع، وكذلك خدع ابنُ جحا والدَهُ جحا، بأكله كل ما في رأس الخروف المشوي الذي طلب إليه أبوه شراءه، وادعى لأبيه أنه كان أصم وأخرس وأعمى، وفيه عيوب كثيرة، وأن صاحبه باعه بالبراءة من كل عيب حتى لا يرد له، كما جاء ذلك في إحدى نوادر جحا، وفي هذه المسرحية مواقف كثيرة أخرى مستوحاة من نوادر منسوبة لجحا.

وكتب سمير عبد الباقي مسرحية أخرى وَظَّفَ فيها بعض النوادر المنسوبة لجحا، هي مسرحية «جحا وتيمورلنك»، وقد بنى المؤلف هذه المسرحية على نادرة مشهورة منسوبة لجحا الرومي، وتحكي عن أن تيمورلنك قد جعل فيلًا له يعيث فسادًا في إحدى البلاد التي احتلها مع جنده، وقد أراد أهل هذا البلد أن يشتكوا لتيمورلنك من هذا الفيل، واتفق جماعة منهم على أن يذهبوا لتيمورلنك مع جحا، وأن يتكلموا جميعهم بخصوص هذا الأمر، وعندما واجه جحا ومن معه من أهل هذا البلد تيمورلنك تراجعوا عن شكوى ذلك الفيل أمام تيمورلنك خوفًا منه، 

فما كان من جحا إلا أن غير كلامه هو أيضًا، وأثنى على ذلك الفيل.

ونرى في مسرحية «جحا وتيمورلنك» تأثر المؤلف بنوادر أخرى منسوبة لجحا، وبدا جحا في هذه المسرحية ذكيًّا، ولكنه كان أيضًا جبانًا، وأراد أن يفر 

من بلده حين احتله تيمورلنك وجنوده، ولكن بعض الأطفال من عصرنا كانوا 

قد وصلوا لذلك العصر، وحثوا جحا على الثبات أمام تيمورلنك، ووافقهم، 

وتم النصر له على علماء تيمورلنك حين ناظرهم.

(5)

ونرى الشاعر والكاتب الكبير أحمد سويلم يوظف شخصية جحا في ثلاث مسرحيات له، وأول هذه المسرحيات هي مسرحية «حكايات وأغاني كامل كيلاني»، وفي هذه المسرحية يحكي أحمد سويلم ويعرض ثلاث حكايات لكامل كيلاني وبعض أشعار له، ومن هذه الحكايات الثلاث التي عرضها في هذه المسرحية حكاية «جحا وجاره البخيل».

وكتب أحمد سويلم بعد ذلك مسرحية شعرية للأطفال فيها أحداث هذه الحكاية التي هي مستوحاة من نادرة منسوبة لجحا، وفيها يستطيع جحا أن يردع شخصًا بخيلًا وكثير التصنّت على جيرانه، ويوقفه عن صفاته السيئة.

وكتب أيضًا أحمد سويلم مسرحية شعرية أخرى عن جحا؛ هي مسرحية «القاضي جحا»، وقد استلهم أحمد سويلم هذه المسرحية من نادرة منسوبة لجحا، ويستطيع جحا بذكائه في هذه المسرحية أن يُظْهِرَ حق حطاب أراد شخص محتال مدعٍ أن يشاركه فيما حصل عليه من نقود في يوم رَآه وهو يقطع بعض فروع الأشجار، وشجعه على ذلك، فحكم له جحا بأن يسمع رنين النقود التي حصل عليها ذلك الحطاب في ذلك اليوم، وكافأ الحاكم جحا على ذكائه في أحكامه بأن جعله قاضي البلاد بعد أن كان مجرد قاضي الظل، وتنحصر مهمته في الحكم على القضايا التي يعجز عن حلها غيره من أولي الأمر.

ومسرحيات أحمد سويلم التي نرى فيها شخصية جحا تبدو بسيطة في بنائها؛ مما يسهل على الأطفال فهمها والتواصل معها، وتمثيلها، ولكن يؤخذ على هذه المسرحيات أنها تفتقد إلى روح الفكاهة، وذلك على الرغم من أن بطلها هو جحا المشهور بالظرف والفكاهة.

(6)

وقد استلهم الكاتب الكبير السيد حافظ بعض نوادر جحا في مسرحية «أولاد جحا»، والحقيقة أن هذه المسرحية من الأنسب أن تقدم للكبار وليس للأطفال، ويبدو هذا بوضوح من خلال النظر لأحداثها وشخصياتها.

وقد أقام السيد حافظ هذه المسرحية على النادرة التي سبق أن عرضناها لجحا الرومي، وبنى عليها سمير عبد الباقي مسرحية «جحا وتيمورلنك»، كما أن سعد الله ونوس قد استلهمها في مسرحية كتبها للكبار، وهي مسرحية «الفيل 

يا ملك الزمان».

وخلال أحداث مسرحية «أولاد جحا» نرى المؤلف يستلهم في مواقف منها نوادر أخرى منسوبة لجحا، كما فعل سمير عبد الباقي ذلك في مسرحية «جحا وتيمورلنك».

ولا يظهر جحا في مسرحية «أولاد جحا»، ولكن يقوم ابنه وبنته بالبطولة فيها، ويقاومان مع أبناء وطنهم تيمورلنك، وجنوده المعتدين، وينتصرون عليهم 

في النهاية.

ويعاب على هذه المسرحية أننا نرى جحا يظهر فيها - من خلال الكلام 

عنه - متواطئًا مع تيمورلنك، وأنه ذهب لبلاد الهند لإحضار أفيال أخرى؛ لتنتشر في بلده وبلاد أخرى؛ لتؤذي أهلها، ولا ينفي المؤلف تلك التهمة عن جحا 

في المسرحية.



(7)

ونرى في مسرحية «ابن جحا تلميذًا» لمحجوب موسى جحا يتحاور مع ابنه، ويعاتب ابن جحا والده؛ لأنه اعتزل الناس في بيته، ورفض مواصلة نصحهم وتقديم حِكَمِهِ لهم؛ لأنهم - في رأيه - قد اشتطوا في غيهم، ولم يعد أي نصح ينفع معهم، ويحاول ابن جحا أن يقوم بمهمة والده في نصح الناس من أهل عصرنا وتوجيههم، ولكنه يفاجأ بصدودهم عنه وفساد الذوق لدى كثير منهم، فيقرر أن يسلك سلوك والده في اعتزال الناس، وعدم الاختلاط بهم، وترك نصحهم وتوجيههم.

وجحا في هذه المسرحية يبدو حكيمًا وفيلسوفًا، ويفتقد روح الفكاهة، وابنه كذلك، وقد يئسا سريعًا من إصلاح بعض الأوضاع المعوجة في عصرنا، وانسحبا إلى التاريخ من جديد.

ولا نتفق مع الشاعر محجوب موسى في تلك النبرة التشاؤمية التي نراها في هذه المسرحية، وفي رأيي أننا لا بد أن نزرع الأمل والبسمة لأطفالنا فيما نقدمه من إبداع لهم؛ ليشعروا بجمال الحياة، وليستمتعوا بطفولتهم، ولا بأس من أن نعرفهم بالعيوب التي في المجتمع الذي يعيشون فيه، ونطلب إليهم أن يشاركوا في إيجاد حلول لها، دون أن نبث اليأس فيهم من إصلاح أي خلل موجود في ذلك المجتمع.

(8)

وكذلك نرى الكاتب مجدي مرعي يستلهم بعض نوادر جحا في مسرحية «جمهورية جحا» التي كتبها للأطفال، من أجل عرض بعض قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، ونرى جحا في هذه المسرحية قد تجسد من خلال أحد أحفاده، وهو مثل جده جحا يتصف بالذكاء والظرف، والسخرية الشديدة، وتتم محاكمة جحا في هذه المسرحية بتهمة غامضة، ويبرئ نفسه منها، ويكسب حب السلطان له من جديد، ويعجب بفتاة رآها في المحكمة، وكانت تشبه فتاة رآها في حلم حلمه في تلك المحكمة عن جزيرة اجتمع فيها بعض الناس من ذوي الاحتياجات الخاصة فارين من المجتمع الذي لا يقدر مواهبهم، وينظر فقط لما فيهم من بعض الأمراض والعيوب الخلقية.

وهذه نظرة سريعة على بعض المسرحيات التي كتبها بعض الكتاب المصريين واستلهموا فيها شخصية جحا في بعض مسرحياتهم التي كتبوها للطفل.


*****

*****

عزيزي الزائر أنت تتصفح الآن مدونة أعمال الكاتب/ السيد حافظ

*****

مدونة أعمال الكاتب السيد حافظ

مدونة شخصية , فنية وأدبية. تعرض أعمال الكاتب/ السيد حافظ المسرحية والروائية. وأهم الدراسات والمقالات والرسائل والأبحاث والكتب التي تناولت أعماله...





 السيد حافظ كاتب مسرحي وروائي, ومخرج مسرحي, وهو رائد المسرح التجريبي في المسرح المصري والعربي منذ أوائل السبعينيات, كما أنه عمل بالصحافة المصرية والعربية لسنوات طويلة.

برز الكاتب السيد حافظ منذ أوائل السبعينيات ككاتب ومخرج مسرحي تميز بأسلوبه التجريبي المتمرد على القوالب التقليدية في الكتابة المسرحية منذ صدور مسرحيته التجريبية الأولى "كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى" التي أثارت جدلا كبيرا حينها, وهي أول مسرحية صدرت من المسرح التجريبي عام 1970م عن دار "كتابات مناصرة" لصاحبها الناقد التشكيلي/ صبحي الشاروني. كما كان الكاتب السيد حافظ أول من أدخل المسرح التجريبي في العراق بمسرحية "الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء" حينما أخرجها المخرج/ وليم يلدا في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٧م, وبعده بعامين كانت المسرحية الثانية من تأليف/ السيد حافظ  "حكاية الفلاح عبد المطيع" حيث عرضت على يد دكتور/ سعدى يونس عام 1979م, وقدمت في المقاهي والساحات في العراق.

 

وقد توالت أعماله المسرحية التي بلغت حتى الآن أكثر من 200 مسرحية تراوحت  بين المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي والتاريخي والتراثي ومسرح الطفل, والمسرح الكوميدي, والمسرح النسوي أيضا.




Alsayed Hafez's

business blog

Blog of the works of the writer, Mr. Hafez

A personal, artistic and literary blog. It displays the theatrical and fictional works of the writer, Mr. Hafez. The most important studies, articles, letters, research and books that dealt with his work...

  Mr. Hafez is a playwright, novelist, and theater director. He has been a pioneer of experimental theater in Egyptian and Arab theater since the early seventies. He has also worked in the Egyptian and Arab press for many years.

The writer, Mr. Hafez, has emerged since the early seventies as a writer and theater director, distinguished by his experimental style that rebels against traditional templates in theatrical writing since the publication of his first experimental play, “The Pride of Banality in the Land of Meaninglessness,” which sparked great controversy at the time. He was also the first to introduce experimental theater in Iraq with a play “The Mute Drums in the Blue Valleys” was directed by director William Yalda at the Institute of Dramatic Arts in 1977 AD, and two years later the second play was written by Mr. Hafez “The Story of the Peasant Abdul Muti’”, which was presented by Dr. Saadi Younis in 1979 AD, and presented in cafes. And squares in Iraq.

 

His theatrical works have so far amounted to more than 150 plays, ranging from experimental theatre, classical, historical and heritage theatre, children’s theatre, comedy theatre, and feminist theatre as well.





-    السيد حافظ من مواليد محافظة الإسكندرية جمهورية مصر العربية 1948

-    خريج جامعة الإسكندرية قسم فلسفة واجتماع عام 1976/ كلية التربية.

-    أخصائي مسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية من 1974/1976.

-    حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970.

-    مدير تحرير مجلة (الشاشة) (دبي مؤسسة الصدي 2006– 2007).

-    مدير تحرير مجلة (المغامر) (دبي مؤسسة الصدي 2006 – 2007).

-    مستشار إعلامي دبي مؤسسة الصدى (2006 – 2007).

-    مدير مكتب مجلة أفكار بالقاهرة (الكويت).

-    مدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) لمدة خمسة سنوات.

-  حصل على جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980.

-     حصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر 2015

- تم تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2019.

 كتب عنه أكثر من 52 رسالة جامعية بين مشروع تخرج أو ماجستير أو دكتوراة

 


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More