Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 29 مايو 2017

رجاء عالم رائدة الأدب التجريبي في المملكة العربية السعودية بقلم : السيد حافظ




رجاء عالم
رائدة الأدب التجريبي في المملكة العربية السعودية

بقلم : السيد حافظ

رجاء عالم كاتبة سعودية لها ثمان روايات متنوعة في المسرح والقصة القصيرة والرواية حظيت منها الرواية بالحصة الأكبر إذ كانت قادرة على تجسيد متوالية روائية عربية استطاعت عبرها أن تنتج مسارها الخاص بها فى فضاءت الرواية العربية حيث لم يتخلق هذا المسار إلا بإنجاز أعمال روائية عده (4 صفر -طريق الحرير- سيدي وحدانه- مسرى يا رقيب - حبى -خاتم -فاطمة -موقد الطير )1)..
هكذا يتحدث الناقد التجريبي المبدع (معجب العدواني) الذى حصل على رسالة الماجستير فى أدب رجاء عالم .
إن ناقد مبدع تجريبي مثل معجب العدواني هو الذى يستطيع أن يتصدى للأعمال التجريبية لمبدعه كبيره مثل رجاء عالم.
و ليسمح لى القارئ العزيز أن أنوه أنني لا أعلم أى شئ عن حياة هذه الكاتبة ولا أعرفها شخصيا ولا عن حياتها ولا تعليمها ولا ثقافتها..كل ما هو معروف عنها هو إنتاجها الأدبي المتميز منذ أن وقعت يدى على رواية (4-صفر) وأنا أشعر بأنني اكتشفت كنزاً أدبياً ثميناً ..
ودعنى أتحدث عن هذه الرواية معك..
(يا أنت يحسن أن تكون بعيدا حين يخرجون..غابات شعر شيطانيه والكثير والكثير من الدود والقمل و ادخل الدار الملعونة و انتظر ان شئت وسترى ..الكل يخاف هذه التربة و النوم فيها ..أما أنا فقد تعودت الهرب اليها أبحث عن كل الأشياء التى احبها ولا تحبنى ..هى بالفعل لا تجئ ويلاحقني فقط الأخر ..الذى لا أعرف ملامحه بعد ولا يكف يفح..يفح ها هو يقترب أكثر و أصابعى ترتجف .وأنا أرغب فى إكمال رسالتي اليك وتأتيني ...وسيدى المليون....انتظر لحظه ..(انت يا هذا الشىء تتعمد أن تكبر على جذعي و تزداد حلكه ..كيف لا تراه يا سيدى المليون وانا أتعثر به فى كل مكان يسقط من كل الأشياء من صوت العجوز يطاردني ...أشعر بيد ك الباردة .أعرفها..تتحسس أطراف أصابعي.) 2)
هكذا بدأت رواية رجاء عالم (4-صفر) الحائزة على جائزة شرف فى مسابقة (ابن طفيل) لعام 1985 والتى ينظمها المعهد العربي الأسباني بمدريد -طبعة 1987 - بمدينة جده ضمن مطبوعات النادي الأدبي فى جدة بالمملكة العربية السعود يه .
الغلاف الأسود للكتاب .. لا الأزرق ..أقصد اللوحة الفنية التى على الغلاف رسمتها الفنانة التشكيلية شاديه عالم .... من هى شاديه عالم التى رسمت هذه اللوحة ؟ اللوحة ربما تكون مائية أو زيتيه ..... يسيح فيها اللون الأزرق والأسود والأبيض ...مليئة بكائنات أشبه بكائنات فللينى فى السينما الإيطالية ..أو أشبه بكائنات الرواية نفسها ...إن كائنات اللوحة (جمجمة-بقايا أصابع ضخمه لكائن ضخم - شعر أنثى مشجوب .. ووجهها العجوز -وبيوت طينيه فى خلفية سوداء على شكل طائر ..وسحب سوداء مغلفه بشريط أبيض من لون السماء وصخور بيضاء ربما يكون باب مغلق و إشارة إلى نافذة متهالكة ...اى عالم فى هذا الغلاف و فى تلك اللوحة ...شاديه عالم كأنها تعبر عن نفس المنطلق الخفي لعالم رجاء عالم في لوحة الغلاف الألوان تتشابك فاللون الأبيض خافت اشاره الى بعض الصمود والأمل فى الخافت فى نفس الفنانة او فى نفس الرواية (رقم 4 هو البطل فى هذه الرواية أمام صفر المليون) شاديه تستخدم الألوان ببراعه و رجاء تستخدم الرقمين ببراعة اللون الأزرق والأسود أمامهم صفر ..واللون الأبيض امامه 4 بطل الرواية ..ان كلاهما شاديه عالم و رجاء عالم هما مزيج حاله فنية -فى موقف واحد .أحدهما تستخدم الألوان والأخرى تستخدم الكلمات والأرقام
ما سر التركيبة الفنية بين شادية و رجاء عالم ..
1) هل هى نسب الدم .
2) هل نسب الدم و الفكر والنبع الواحد الفكري
3)هل هو موقف فنى نابع عن جينات أسرية.
ان ما حدث مع الأخوين سيف وأدهم ؟؟؟ كان تجربة مميزة فى الفن التشكيلي فى الإسكندرية
وما حدث مع الملحن والموسيقار العالمي ( شتراوس ) الأب والإبن كان فى مجال الموسيقى .
وما حدث مع الأختين الكاتبتين (اميل- تشارلوك برونتى ) كانت تكتبان الرويات ..
وكذلك الأخوين جريم والكسندر دوماس الأب والكسندر دوماس الابن..
ان جينات الإبداع الأسرى موجودة تاريخيا ..
ونحن هنا أمام ظاهرة رجاء وشادية عالم الأولى تكتب والثانية ترسم ..إحساس واحد .. ونفس فنى واحد الأول بالكلمة والثاني بالألوان..
ان المكان فى الرواية العربية يشغل الكثيرون . والمكان فى عالم رجاء عالم و شادية عالم . يستحق التدقيق ؟؟؟ والتحليل .
ان جدة مدينة تبدو ساحرة لكنها مدينة مثل كل المدن قد تركت فى نفس الفنانين الإحساس الحاد بالمدينة(3) وهذا قد تواجد فى الأدب الحديث حين تعقدت الحياة وتشابكت . وأصبح الإنسان فيها يكاد يكون مسيرا لا مخيرا .. ومن ثم رأينا الكثيرون يشكون من الضياع فى المدينة الحديثة مع اعتقادهم أنها النصب التذكاري للحضارة على الرغم من أن الضيق بالمدينة قد يما وحديثا ..
إن صوت رجاء عالم الأدبي حاد لإحساسها بأن المدينة عيون كبيرة جافة من التعبير تزاحمنا من جميع النواحي ...
ان الأدب الواقعي لم يجذبها لأنها متمردة مع أختها شادية لأن الواقع عادة ما يؤدى إلى الاصطدام بالسلطة والتبشير بعالم جديد.
ان رجاء عالم تتعامل مع الفن كحلم (4) وان الحلم سيد الحياة وان الاصطلاح والمواجهة فى المجتمع فى رأيها الأدبي ..كما رأينا فى عملها (4- صفر) هو الجمال و الاهتمام بالجمال.
وأن تبهر القارئ سعيا الى خلق مساحة و حاله من الوجد الصوفي .
ان ثورتها الأدبية وقفة مبدئية . وهى تعانى فى داخلها من مشكلة الوجود بمعناه الاجتماعي ومعناه الميتافيزيقى .
ان الصورة عندها مشحونه بنيران من الألوان فى صالح اللغة التى تنحتها .. ان الصحراء والسكون والمسكون ..هم ثلاثة عناصر هامة في أدبها تشكل الأرضية التى انطلقت منها .. انها تعزف بزهو فى الكلمات وحماس ، كما تعزف شاديه فى الألوان فهي انها تمزج السامى والرشيق .. المحلق والمبتذل اليومى ... أنها تتعالى عن مشاكل الهم الاجتماعي والوطني ..
ان ادب رجاء عالم يعكف على نفسه ينخل نصه ويحلله الا أن الهم الوطني الاجتماعي ماثل بقوه وبوضوح على طول كتاباتها .
ولكنه لا يسفر عن ذلك النحو الصارخ التنويري الذى مهدناه فى أدب مكرس لهذا ..
الهم يضمره ويتمثله ويخامره و هو لذلك ادب فعال أثرا أنها تتفاعل مع المناشر بإيجابية وحرية ...
الكتابة / الحلم فى أدب رجاء عالم :
(البرج فوقى لا يكف يتسع ... أبدأ أنا من الأسفل بالنداء والثياب بأطرافها لا تلتفت كلها تنكفىء- الكل ينفخ .. والبرج يتضخم بشكل مرعب قد ينفجر .. تشفا ولا أرى فى جوفه شيئا حتى السلالم اختفت .. كيف صعد المنادى لقمته ؟ أين ذهبت السلالم ؟المنادى اختفى (5)
أنادى والثياب لا ترفع رؤوسها تنفخ ..وهو على وشك الانفجار.
-سينفجر .. إذا لم يسرع سينفجر
-ارفع صوتى أكثر..
-أمين أمين..
-بوم..
يختفي ندائي يبتلعه ويقذفني الانفجار . ابدأ بالركض والثياب خلفي تتدور ..اركض والحصى كأرغفة منقوعة بالماء حول قدمي تغوصان .. تغوصان وأعجز عن التقدم تبدأ الأرض تحتى تبتلعني ...تبتلعني .
-أمين
هكذا ينفجر عالم السرد من المعقول إلى اللامعقول .. من المنطق إلى اللامنطق لأنها كما يقول الناقد (عبد الحفيظ الشمرى) فى الثقافيه 31 مارس 2003 :
(الروائية والكاتبة رجاء عالم صاحبة تجربة كتابية متميزة وسر تميز هذه الكاتبة يتمثل بعمق مشروعها وبحجم قضيتها الأثرية شبه الدائمة ..فمشروعها الابداعي يذهب دائما نحو "الفكرة العظيمة" وهو مفهوم دأبت الكاتبة رجاء عالم على اقتصاد حساسيته لتجعله هى لاعجا حد الأرق ... بل تسعى إلى بلورته على نحو ما تراه ..كما أن رجاء عالم لغتها فى الكتابة تتميز بوجود قضيه ما فى كل عمل من أعمالها فهى تستعمل الذاكرة من أجل أن تمنح الراوي(الحكاء فرصه مناسبة للبوح تحديدا اذ نرى لحظة الاستهلال . وقد تمازجت بهدوء الوصف برحلة الإنسان فى رؤى المنام وبحاجة إلى غد المسير نحو مزيد من اكتشاف الذات .
وأعتقد أن الناقد الكاتب (عبد الحفيظ الشمرى ) هو أيضا من طراز غير تقليدى و مهموم بالوطن والتجديد والتجريب ..أن التجريب لم يحمى الموهبه من الاصطدام بالرقابة فقد منع كتاب "رجاء عالم " الأخير من فوضى فى الرماد" وكانت قد طبعته فى المغرب فى إحدى دور النشر ولكن "دار المعرض " رفضت دخوله وكأن الرقابة العربية دائما أكثر وطنية من الكاتب المبدع الذى هو فى الأول والأخر حارس فكر الأمة .
لقد أثارت روايتها الأخيرة (موقد الطير) الكثير من الحوار من خيارات النقد التجريبية المختلفة وكان صاحب النصيب الأكبر الناقد المبدع (معجب العدواني ).. وكذلك (عبد الحفيظ الشمري).
*تجارب غير مألوفة بين اللغة التشكيلية والتشكيل بالحروف .
*قامت رجاء عالم وشاديه عالم بعمل كتاب (جنيات لار) :
هو نص مشترك بالرسوم والكلمات بين شاديه عالم والكاتبة رجاء عالم والذى يعتبر كتاب الفن الأول (سيريجراف) من نوعه فى المملكة حيث تتألف الطبعة الأصلية منه من أثنى عشرا محفورة بقياس (42,60سم) منفذه بتقنية الشاشة الحر يرية ، مضاف إليها تلوين وتذهيب يدوى على ورق 250 جرام محفوظة فى علب مقمشة بعدد محدود من مائتين نسخه.. عشرون منها ليس للبيع ومائه وثمانون نسخه مرقمه وموقعه من الفنانة .
كما أودعت نسخه من هذه المجموعة فى جناح الكتب النادرة فى المكتبة الوطنية بباريس.
وتقول المقدمة (الكتاب ليس مجرد التقاء الفن بالأدب بل هو أقرب ما يكون لطريق فى الفلسفة والروح ...وليس مجرد بناء يقوم على أسطورة نهر لارو ،إنه دعوه للبحث عن الإنسان فينا ،عن القدرات الكامنة فينا للتفرد وتنأى عن العادية والركود ، والعزيمة حين تحفر لاكتشاف النهر العذب بداخلنا والذي يقود بجريانه صوب التحقق والسكينة والصلح مع الذات وقدراتها الفائقة على الإصلاح والبناء ،هناك على الطرف القصصي من منبع لار الكامن فينا تنتظرنا حقيقتنا الأعلى من الزوال ، حقيقتنا القادرة على رفعنا فوق العقبات والصغائر وتخليدنا ، وذلك غاية الرضى الذي هو النعيم المقيم أو الفردوس المفقود)
*رجاء عالم والمسرح التجريبي :
فازت رجاء عالم بالجائزة الأولى فى التأليف المسرحي والتي أقامها مركز الوطن العربي "رؤيا " بجمهورية مصر العربية بالجائزة الأولى فى التأليف المسرحي عن نص تجريبي لمسرحية اسمها "360 كوة لوجه امرأة".
المعاصر والعين الأخرى على تاريخها وتراثها العربي و من خلال مسرحية
(360 كوة لوجه امرأة) يكتشف الناقد أو المتذوق أنها مشغولة :
أولا: بإلغاء الزمانية والمكانية فى العمل وتحويل الفضاء المكاني إلى اغتراب كامل مستخدمه فى ذلك ديكور ورؤى متداخلة يصعب النفاذ فى تفاصيلها عند منطقة الحركة المسرحية أو عند تنفيذ العمل إلى لغة مسرحية حركية.

ثانيا: وإن الشخصيات تتجرد وتدخل فى إطار اللغة العقل وهى سمه من سمات المسرح التجريبي أو بمعنى أدق التجريب على مستوى اللغة .وهذا النوع من التجريب فى اللغة لا يحقق مستواه إلا فى داخل المعامل المسرحية أو الورش المسرحية أو الجماعات المسرحية التجريبية وفى هذه الحالة تدخل اللغة بهدف التعديل أو التطوير أو التأليف مره أخرى بما يتناسب مع مستوى أداء الممثل وإمكانات النطق أو التعبير لدى الممثل ، واللغة أمر شاق عند رجاء لأنها فى حالة نحت لبعض الألفاظ المهجورة المأخوذة من التراث ومثل هذه الألفاظ فى تعاملها مع مستوى الشكل المعاصر للمسرح من حيث الديكور أو البناء الشكلي أو شكل الدراما يعتبر حالة تجريب خاصة .
إن رجاء عالم كاتبة مسرحيه لا تشبه فى كتابتها أحد فهى غير متأثرة إلا بنفسها وهى تحاول أن تشق لنفسها طريقا ما فى عالم المسرح. وفضاء ذاته الكبيرة . إن فضاء المسرح يمتد فى ذهنها من الكلمة إلى الديكور إلى شكل الصالة وتدخل فى تركيبتها الفكرية مئات القضايا المثارة المعلقة ببراءة الاقتحام لعالم الفكر ...إنها تحاول أن تخوض مرحلة فكرية معينة، ورحلة الكاتب المفكر هى رحلة العذاب لأنه يحاول أن يكون كل شيء أو يجد تفسيرا لكل شيء من حوله والمسألة عند رجاء عالم هى أكون أو لا أكون وهى قضية هامة فهى تنزع فى كتابتها الروائية أيضا إلى طرح كل قضايا العالم فى رواية واحدة وهو أمر شاق عليها وعلينا ولكنني أعتقد أن القضايا الميتافيزيقيه هى أحد أهم القضايا التى تدور فيها أعمالها وأعتقد أنها توالى اهتماما بالبحث عن الجديد دائما أو عن شخصيتها وهو أمر مشروع فى إطار الكاتب الدائم فى إيجاد نفسه وإيجاد علاقة مع العالم الذي يحياه على المستوى الواقعي واللا واقعي وأن عدالة الكاتب تتداخل وأن اللغة المسرحية عند رجاء عالم تقف أمام مستوى التجريب على مستوى الحوار ..
دعونا نقرأ بعض هذه المقاطع من مسرحية "البيات الزجاجي" لنفس الكاتبة:

المتألق: (ينحط مستلقيا على مقعده ومدليا ذراعيه فى استرخاء كامل)
أبى كان خرفا منذ أن كنت طفلا ..قال لن يأخذنا لحديقة الحيوان (تتصاعد أصوات أطفال يلعبون بكرة خارج النافذة وأصوات لآخرين فى لعبة حرب) كل من يدخلها حيوان ... وذهبنا به مره ...على مقعده المتحرك وتركناه ..لا شك أنه يزحف فى مكان ما هناك الأن .
(هذا مونولوج مسرحي فلاش باك..)
أرادت أن تلقى به فى صورة أفقدته تواجده الدرامي أو كثفته لدرجة أنه صار مفككا لغويا وفكريا "ونكمل حوار المسرحية":
المتقاعد: هذه الذبابة تطاردني ... أنا متقاعد ويحق لى أن أستريح أنى شئت وممن شئت وهى تزعجني منذ زمن ( يستمر يطاردها ولا تسقط)
المتألق :  (وقد دوت أصوات الصغار فى الخارج ) منذ زمن وأنا واثق من أنني سأفقد أعصابي وأدخل أولئك الشياطين الصغار ... نلاحظ أن اللغة العبثه جمل غير مفيدة ولا تعطى معنى مكملا ولقد فكرت فى إخراج مسرحيه "360 كوة لوجه امرأة" فى المسرح التجريبي بالاسكندر يه ولكنني رأيت أن النص التجريبي الذى تكتبه رجاء عالم يحتاج إلى ورشة مسرحية أى يكتب النص مرة أخرى طبقا للتجربة التى يشارك فيها الممثل والمخرج والديكوريست برأيهم ... لأن مثل هذه النصوص تظل مشروع نص تجريبي وليس عملا مسرحيا وكنت أتمنى أن تبدأ رجاء عالم من مرحلة التجريبية التقليدية وليس التجريبية الحديثة ، أو تنضم إلى جماعة المسرح التجريبي لأن القضية فى المسرح تختلف اختلافا كبيرا فهناك كتاب مسرح وهناك رجال مسرح ،، ورجال المسرح كثيرون ومعظم أعمالهم لا تنفذ حتى وان نالوا شهرة كبيرة مثل أستاذنا الكبير توفيق الحكيم والأستاذ يوسف إدريس،،
أما رجال المسرح فهم كتاب يعرفون قواعد اللعبة إخراجا وتمثيلا مثلا:
على سالم -محفوظ عبد الرحمن -أبو العلا السلاموني -قاسم محمد -عز الدين المدني -عبد الكريم برشيد- محمود الزيودى وغيرهم.
حينما يرى الناقد الكبير عواد على ان رجاء عالم كاتبه ضعيفة فى المسرح أو غير مكتملة الأدوات فأنا أرى أن السبب الحقيقي لعدم ظهور واكتمال تجربة رجاء المسرحية هى:

1)عدم قدرة الكاتبة السعودية الانخراط فى فرقة مسرحيه في السعودية ولقد جعل هذا من الكاتبة السعودية ملحة عبد الله المقيمة فى مصر ..تطور أدواتها المسرحية.
2)عدم وجود المرأة فى المسرح السعودي وهذا أشبه بمسرح الكابوكى فى اليابان.
3)عدم سفر رجاء عالم وانضمامها الى الفرق المسرحية العربية والاندماج فى ورش مسرحية.
4) عدم وجود النموذج "الأستاذ" المسرحي الذى يستطيع حتى من خلال صالونه الأدبي أو ندوته الأسبوعية أن يفجر قضايا مسرحيه مع نص أو مشروع نص يمكن الكاتب من إعادة الكتابة.

ان رجاء عالم لجأت الى التجريب حتى يكون التجريب فى المسرح هو التاريخ أو التراث والحاضر و المستقبل معا فى آن واحد فى ظل غياب التراث المسرحي كما وكيفا.

بقى أن نقول ان رجاء عالم كاتبة كبيرة الموهبة استطاعت بصبر وجلد مع شقيقتها شاديه ان يقتحما السكون والمسكوت عنه واثبات ان المرأة السعودية خاصة الكاتبة الفنانة قادرة على التواجد على خارطة الإبداع العربي والعالمي دون اذن من ذكوريه مفتعلة او سلطة . فكانتا سفيرتان للفن والأدب السعودي ووجها مشرفا...





1)مرجع أ-د معجب العدوانى-جريدة الرياض.. 3يناير 2003-الثلاثاء
2)رواية 4-صفر-رجاء عالم
3)د. عبده بدوي (الشعر في السودان) المجلس الوطني عام 1981
4)شعر الحداثة-ادوارد خراط1997
5)رواية 4-صفر-رجاء عالم

ذاكرة الدكتور ابو الحسن سلام المثقوبة

ذاكرة الدكتور ابو الحسن سلام المثقوبة
بقلم السيد حافظ
نشر الدكتور ابو الحسن سلام هذا المقال
طبول مسرحية خرساء فى أودية زرقاءذاكرة المسرح السكندرىالسيد حافظ : ( - ) أ- نظرة إطارية حول أعمالهبدأ الكتابة للمسرح في أواخر الستينيات . بعد عودته من عمله الصحافي قي دولة الكويت حيث أنشأ( مركز رؤيا الثقافي) الخاص بمنطقة( سموحه بالاسكندرية) وقدم فيه عددا من الندوات في مجال المسرح ، كما استضاف الممثل الكويتي (منصور المنصور) و(عواطف البدر) وهي رائدة إنتاج مسرحيات الأطفال بالكويت . كما أصدر عددا محدودا من الكتب التي أعدت في المغرب عن أعماله المسرحية؛ فضلا عن كتاب حول( الأدب التجريبي) للكاتب والمفكر المسرحي التونسي (عزالدين المدني) كما أقام مؤتمرا لمسرح الطفل علي نفقته الخاصة حيث استضافه بفندق (الحرم) كما استضاف عددا من المسرحيين العرب منهم المخرج( حاتم السيد ) من الأردن والكاتب ( عزالدين المدني ) من تونس ومن مصر( د. كمال عيد - د.سهام بدر عميدة كلية رياض الأطفال - آنذاك - د.أبوالحسن سلام وغيرهم) .لم يستمر المركز في أداء ما رسم له منشؤه - ربما لعدم تسليط الأضواء الاعلامية ولضعف الحركة الأدبية ربما، أو لغياب الحميمية بين أدباء الإسكندرية وفنانيها؛ مع تطلع كل منهم إلي أضواء القاهرة الساطعة ، فضلا عن عدم وجود تمويل شبه جماعي للفكرة نفسها . لذلك حمل فكرته وطوى ملفاتها ورحل إلي القاهرة التي لم يجد فيها بعد مكوث سنوات عدة متسعا لطموحاته ؛ فاضطر إلي الرحيل إلي (دبي) بعد أن نفدت مؤونته المادية وأفرغ ما في جعبته من نصوص مسرحية؛ ليلتحق بصحيفة فنية كما كان في حال رحيله الاغترابي الأول .ب ـ نصوصه المسرحيةأصدر بعض نصوصه الأولي تحت اسم( أوزوريس)1- كبرياء التفاهة في بلاد اللا معني ، سلسلة كتابات معاصرة2- حدث كما حدث ولكن لم يحدث أى حدث ، الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء ، الإسكندرة، سلسلة أدب الجماهير 19723- والله زمان يا مصر، الإسكندرية ، الثقافة الجماهيرية 19734- حبيبتي أنا مسافر والقطار أنت الرحلة - الإنسان - أدب الجماهير 19795- هم كما هم ولكن ليسوا هم زعاليك ، أدب الجماهير 19796- ظهور واختفاء أبو ذر الغفارى - الحانة الشاحبة تنتظر الطفل العجوز الغاضب، الخليج للطباعة والنشر، د/ت7- حكاية مدينة الزعفران ، القاهرة المركز القومي للفنون التشكيلية 1986 (بعد عودته من الكويت)8- حكاية الفلاح عبد المطيع ، 1989 . عرضت في احتفالات قسم المسرح جامعة الإسكندرية باليوم العالمي للمسرح و أقيمت له ندوة حول المسرح الاحتفالي 9- الأشجار تنحني - أحيانا - القاهرة ،ط: الفتح 1992 10- ملك الزبالة ، الإسكندرية مركز الدلتا للطباعة 199311- رحلات ابن بسبوسة إلي البلاد الموكوسة ، الإسكندرية ، مركز الدلتا للطباعة 199412- الإشاعة ، القاهرة سلسلة : إشراقات أدبية ، الهئية العامة للكتاب 199413- رسالة للسيد الرئيس ( وهي من أخريات أعماله قبل رحيله إلي (الإمارات(تذكرني لغته المسرحية بحركة تلاطم أمواج البحر؛ لما وجدت الأصوات فيها تتداخل بعضها بعضا كتداخل أمواج البحر ؛ حيث الموجة تلاحق سابقتها : فلا فواصل متمايزة ولا حدود أو أطر خاصة تميز كلام شخصية عن أخري؛ فلا خصوصية؛ فكلام كل شخصية يحتمل أن يكون لغيرها- في كثير من مسرحياته – لا تمييز بين واحدة وأخرى ؛ تماما كموج البحر .. يتشابه كله صوتا وحركة كما أن ما يقوله الكورس يمكن نسبته إلي الصوت الواحد أو إلي مؤد واحد منفرد . ولا يقتصر التداخل في النص المسرحي علي اللغة ؛ وإنما يتحقق أيضا في الشخصيات ؛ إذ تظهر ظهورا فجائيا وتختفي بغتة دونما فاصل أو تمهيد أو ضرورة درامية؛ كما لو كانت شخصيات شبحية. كذلك يعتمد خطابه الدرامي علي فكرة المخلّص الغائب. وحديث الشخصيات في مجمله ينساح عبر التتابع النجوى المتوحد في المبني والمعني والأثر؛ بوصفه نتيجة لصراع ماض؛ أو علي وشك الانتهاء، تماما كما لو كنا أمام موجة تنتحر علي صخرة في أعقاب موجة انتحار جماعيا لانهاية له. (وهنا تحضرني عبارة خلص إليها الفنان( سعد أرد ش) في تقديمته لإصدار يحمل نصين للسيد حافظ إذ يقول: " إن الهدف الأساسي عند الكاتب ليس المسرح في حد ذاته ، ليس الصيغة الفنية علي أى شكل من الأشكال ولكنه الكلمة المضمون إنه يمتلىء بمضمون ما؛ ثم يصبه في قالب فني " ويضيف أرد ش :" فكأنما المسرحية قصيد درامي يذكرنا علي سبيل المثال بقصيدة (ياسين وبهيه) عند نجيب سرور."-----------فى البدء احب ان اتحدث عن المسرحى الفذ الدكتور ابو الحسن سلام هذا الرمز الثقافى المتجدد وعندما اقول الرمز فهو رمز للشباب والاجيال القادمة نعم دون مزح هذا الرجل تعرفت عليه فى السبعينات عام 1970 كا يومها هذا الرجل العبقرى المكافح يعمل عاملا فى شركة النحاس وكان يذاكر ويتعلم لتحسن دخله ومستواه وبالفعل ذاكر منازل وحصل على الثانوية وانتسب لكلية الاداب قسم لغة عربية ونجح وتبناه الدكتور محمد زكى العشماوى واجر غرفة فى مبنى واطلق عليها جمعية الدراما وكان يقدم اعماله الفنية فى معهد جوتة وشركة النحاس والغرفة كان يقرأ نصوصا كان رمزا للكفاح وقيمة نبيلة نادرة مثل كل العظماء ينحت ويقاتل لتحسن ظروفة وتغيير واقعه وكنت افرح به جدا وعندما اسست المسر الطليعى فى الاسكندرية وعيننى المرحوم الكاتب الكبير سعد الدين وهبة مسؤلا عن المسرح فى قصر ثقافة الحرية1975 رغما عن رغبة الاستاذ محمد غنيم مدير القصر حينذاك الذى كان لايريد تعيين اى شخص ففكرت ان استضيف صديقى الرائع دكتور ابو الحسن سلام الى القصر حتى نكون شعبة اخرى للمسرح الطليعى واختار هو مسرحية موتى بلا قبور وبدأت البروفات وكان مدير القصر حينئذ فى دورة الرواد فى القاهرة وعندما عاد محمد غنيم للقصر فوجىء بوجود ابو الحسن سلام فى قاعة توفيق الحكيم يجرى بروفات فدخل عليه وامام الممثلين وصاح فى وجهه انت بتعمل ايه هنا يااستاذ؟ قال انا بخرج مسرحية والسيد حافظ قالى ! قال له اتفضل بره انت والشيوعيين اللى معاك بره القصر وصاح وهاج وماج ودخل غنيم مكتبى وصاح انت عاملى خلية شيوعية هنا ؟ جايب لى ابو الحسن سلام يخرج فى القصر بتاعى؟ انا طردته وانت ستتقدم للتحقيق ياستاذ قلت له هذا فنان موهوب ويجب ان نعطيه فرصة ليخرج مسرحيات هو اخرج فى المركز الالمانى لبريخت قال دا عامل دا جاهل قلت له حرام هو بيدرس فى كليه الاداب واسأل الدكتور عشماوى وفوجئت بان الاستاذ غنيم ابلغ عنى أمن الدوله وفتحول لى ملفا بسبب المبدع ابو الحسن سلام الذى ذاق الامرين وذقت انا من اجله مر المر من أمن الدولة ومن محمد غنيم المدير حينذاك ونجح صديقى العبقرى ابو الحسن سلام وصار معيدا ورئيس قسم وممثلا ومخرجا وعلامة كبرى فى حياة المسرح العربى ةالمصرى والسكندرى ورغم ذللك عين محمد غنيم استاذا فى قسم المسرح على رغم انه اهانه وحاربه وظل ابو الحسن قيمة وعلامة كبرى فى حياتى ولكن ما كتبه عنى الدكتورفى ذاكرة المسرح السكندرى نسى ان يكتب بامانة علمية حيث
1-
بدأمقاله (بدأ السيد حافظ الكتابة للمسرح في أواخر الستينيات . بعد عودته من عمله الصحافي قي دولة الكويت ) لم يكتب فى سطر واحد عن سبب سفرى للكويت هربا من امن الدولة ومحمد غنيم الذى كان يتهمنى بالتعامل مع تنظيم شيوعى يديره ابو الحسن سلام ولم يذكر اننى كتبت عنه فى جريدة السياسة الكويتية ثلاث مقالات كبيرة كل منها نصف صفحة ايمانا منىبه وفرحا به انه صار اسما كبيرا
2-
ذكر الدكتور ابو الحسن فى مقاله (وعاد من الكويت حيث أنشأ( مركز رؤيا الثقافي) الخاص بمنطقة( سموحه بالاسكندرية) وقدم فيه عددا من الندوات )ونسى الدكتور ان يقول ان السيد حافظ استضاف على نفقته 45 كاتبا وناقدا عربيا مسرحيا على نفقته كان من الممكن فى سطر واحد ان يذكر ذللك وان يذكر ان الخونة من ادباء وفنانى الاسكندرية قدموا شكاوى الى المجلس المحلى لاغلاق المركز وكان اولهم المرحوم مدير مسرح سيد درويش ومدير امن اذاعة اسكندرية ومحمد موسى الكاتب المسرحى والخونة هم الذين احبطو الحلم بتكوين مركزاثقافيا هاما والذى دافع عن المركز الكاتب الدكتور مصطفى هدارة و الكاتب المحترم شريف اباظة
3-
وقال الدكتور ابو الحسن سلام (لذلك حمل فكرته وطوى ملفاتها ورحل إلي القاهرة التي لم يجد فيها بعد مكوث سنوات عدة متسعا لطموحاته ؛ فاضطر إلي الرحيل إلي (دبي) بعد أن نفدت مؤونته المادية وأفرغ ما في جعبته من نصوص مسرحية؛ ليلتحق بصحيفة فنية كما كان في حال رحيله الاغترابي الأول ) لم يقل الدكتور اننى رحلت لدبى بعد ان خاننى الوطن والمثقفون ولم استطع علاج زوجتى وابنى والدولة والامة العربية تخلت عنى واولهم المثقفون ومنهم الدكتور صديقى ولم يقل الدكتور ان مؤلفات السيد حافظ 112 مسرحية فى 68 كتابا وانه اول كاتب صاحب مشروع كتابة مسرحية له 44 مسرحية فى المسرح التجريبى و16 مسرحية اطفال قدم له فى الكويت والبحرين والامارات وقطر 12 مسرحية وان مسرحيتى سندس عن القضية الفلسطينية قدمت فى اكثر من 3 الاف مدرسة فى مصر واننى فى القاهرة قدمت 10 مسلسلات تلفزيونية فى شركة صوت القاهرة وقطاع الانتاج وان ابنى الفنان الدكتور هانى ابو الحسن سلام كان يمثل فى احدها وكان رائعا
4-
نسى الدكتور ابو الحسن اننى لم التحق بمجلة فنية فى الامارات بل كان لى شرف تأسيس مجلة الشاشة اول مجلة فنية خليجيجية فى الوطن العربى عن الفضائيات وعن تكنولوجياا الشاشة كتب فيها الابنودى واحمد فؤاد نجم ومحمود ياسين ونور الشريف وفريدة النقاش ومحفوظ عبد الرحمن وهانى رمزى ويوسف شعبان و 68 كاتبا وكاتبة من كل الوطن العربى والمجلة كانت تبعا لحكومة دبى وعملت مع العبقرية الفذة الاعلامي الشاعر الكبير سيف المرى واننى انشات فى الامارات مجلة المغامر للاطفال باللغتين العربية والانجليزية واننى اتصلت به من دبى وحدثته وطلبت ان يتفضل ويكتب قال انا اسف عندى مشاكل فى القسم فى الكليه مؤامرة حقيرة عليا ياسيد يتهمونى بكذا و بكذا قلت له لاتدعهم يهزمونك اكتب وسندفع للك خمسمائة دولار فى المقال ولم يكتب لمشاكله فى القسم
5-
نسى الدكتور ان يقول ويكتب اننى الكاتب الاكثر غزارة فى الدراسات الاكاديمية فالحمد لله اننى قد تفوقت فى عدد الرسائل المكتوبة عنى فى المسرح فى مصر والوطن العربى وامريكا واوربا ويسال فى ذللك الدكتور فوزى فهمى يبدو ان صديقى الدكتور ذاكرته مثل ذاكرة مصر والامة كما قال عنها صلاح الدين الايوبى فى رسالة لعمة نور الدين محمود ذاكرتهم مثل الزير المثقوب فهل استطيع سد ثقب ذاكرة صديقى المبدع الكبير ابو الحسن سلام واخبره انا كتبت اكثر من مائة مسرحيه قدمت 50 مسرحية فى الكويت والعراق وسوريا والمغرب والبحرين من من كتاب العرب والمصريين فعل هذا ياسلام انها مسرحيات ليست خرساء لقد اصدروا قرارا فى الثقافة الجماهيرية بان الكاتب لايقدم له الامسرحية واحدة فى الموسم عندما وجدوا مسرحياتى فى 7 محافظات فى وقت واحد انا وبهيج اسماعيل ياسلام انت فى السبعين من العمر الان اتق الله وقل الحق صلى واستغفر وتب الى الله وسلام


خدام خائن ام ثورى خدام يسقط سقوطا تراجيديا


خدام خائن ام ثورى
خدام يسقط سقوطا تراجيديا
بقلم : السيد حافظ- مصر
السقوط التراجيدي هو الاسم الحقيقي او التشخيص الحقيقي لعبد الحليم خدام..لقد نسى الجميع التاريخ تاريخ الخيانات العربية والانقلابات المأساوية
أصبح أسم عبد الحليم خدام بين عشية وضحاها المحور الرئيسي لنشرات الأخبار والمعلقين والمحللين السياسيين بعد أن غاب أو تغيب عدة سنوات .. إن خدام هو الرجل الثاني في نظام البعث السوري ونائب الرئيس الأسد ، والرجل يده كانت الأكثر طولاً وعمقاً في النظام مع العماد مصطفي طلاس ......
إن خدام حكم سوريا بعد وفاة حافظ الأسد وهو المهندس الدستوري الذي قام بتعديل الدستور السوري وتنصيب الرئيس بشار الأسد رئيساً للجمهورية ، والتاريخ يكرر نفسه ، لقد نسي خدام أن صوفي أبو طالب الرجل الذي هندس وغير الدستور المصري في مجلس الشعب المصري بعد وفاة الرئيس السادات وهو الذي حكم مصر وقام بتعديل الدستور وعين الرئيس مبارك رئيساً للجمهورية .. وبعد عدة شهور دخل صوفي أبو طالب جب النسيان أو التناسي ووصلته إشارة دورك انتهي يا رجل الزم دارك ، لأن الخدم لا يمكنهم أن يحصلوا إلا علي جزاء سنمار .. ولكن خدام ظن أن الخدمة سوف تؤتي ثمارها وأن يحصل علي مكانه أعمق ومعه الرجل القوي في القوات المسلحة العماد مصطفي طلاس ، لكن السيناريو الذي حدث هو أن بشار الأسد ليس دمية وهو شاب ومتحمس وحاول أن يغير، لكن النظام القائم كان أقوي منه وأقوي من التغيير فظل بشار يحاول ويراوغ حتى اصطدم بقوي الحرس القديم وكانت الضربة القوية هي خروج وإقصاء العماد مصطفي طلاس قائد الجيش ووزارة الدفاع .. ثم تم بهدوء تنحي خدام عن الخدمة..ومن الغباء أن نظن أن الرجلين تم تغييرهما حتى يحل محلهما قوي ثورية جديدة .. هذا لم يحدث إنها تصفية حسابات بين الحرس القديم لصالح الأقل سوءاً وحتى لا يشعر الرئيس الجديد بعبء الجميل والوصايا عليه من الرجلين ، ولم يكن تغيير الرجلين لتقيد النظام أو تقريباً للحداثة أو الديمقراطية أو لإرضاء بعض قوي الشعب الغاضبة من النظام أن التاريخ منذ أيام الحاكم بأمر الله عندما عينوه بعض رجال الدولة وكان عمرة اثنا عشر عاماً تخلص من كل الرجال الذين نصبوه ، إن التاريخ لا يكافأ الخدم وهذا ما نساه خدام أن سوريا تعيش علي فوهة بركان .. أن النظام رأسه مطلوب لدي القوي الأمريكية وقوي العالم الجديد وسوريا تمثل مركزاً ضاغطاً علي أمريكا بسبب :
أولاً : تأييد سوريا لحزب الله وحزب الله يعكر صفو وخارطة إسرائيل في المنطقة .. وإسرائيل تضغط لإنهاء حزب الله عسكرياً وسياسياً وإنسانياً .
ثانياً : أن قوي المقاومة الشعبية وغيرها من القوي الإسلامية المتشددة التي تذهب إلي العراق لمقاومة الاحتلال الأمريكي والتي تسميها أمريكا قوي الإرهاب تمر من الأراضي سوريا حسب ادعاء.. أمريكا أو حسب ما يري المحللون .
ثالثاً : إن فلول حزب البعث العربي العراقي تستقر في سوريا وتتخذه من سوريا قاعدة ً لها لتنظيم المقاومة وهذا يؤدي إلي قلق امريكي .. وكم ندد البيت الأبيض ووزير الدفاع الأمريكي راميسفيلد ، ووزيرة الخارجية كوندليزا رايس ، والرئيس الأمريكي جورج بوش بنفسه .. إلا أن النظام السوري له نقطة ضعف واضحة هي قواته العسكرية في لبنان ، ولبنان هي كعب أخيل للنظام السوري ففي لبنان أكثر من عشرين طائفة والتناقضات كثيرة ، وكما قال هنري كيسنجر في مذكراته "عندما فكرت في حرب الطائفيات والأقليات لم أجد مكاناً مناسباً أكثر من لبنان والذي حققت التجربة فيه نجاحاً لم أتخيله" .
من هنا بدأت السياسة الأمريكية في بيروت والضغط علي لبنان والساحة متسعة ومتناقضة ، وكان الضحية في لبنان "الحريري" رئيس الوزراء السابق ، أنه قطعة الجبن الذي دخل الفأر إلي المصيدة ليأكلها ، وأكلها والآن الفأر في المصيدة عليه أن يثبت أنه لم يأكل الجبن وعليه أن يرفع يده مستسلماً ويخلع ملابسه ويقول أنا فأر ولست أسداً ......
هذا هو التصور الأمريكي والحالة التي وصلنا إليها أن سوريا تنفي صلتها بمقتل الحريري ولجنة ميلس ، تؤكد أن النظام السوري متورط في مقتل الحريري ولقد توالت الضربات علي النظام السوري منها على سبيل المثال:
أولاً : خروج القوات السورية من لبنان
ثانياً : مقتل الحريري ..والإشارة إلي سوريا
ثالثاً : تقرير لجنة ميليس الذي يدين سوريا وبدأت لجنة التحقيقات في التحقيق من الشاويش حتى وصلت إلي رئيس النظام وهو الرئيس الأسد .
رابعاً : انتحار رئيس المخابرات السورية في لبنان اللواء غازي كنعان ، ووزير الداخلية بعد أن قدم مستندات وأوراق الي لجنة ميليس
خامساً : ما صرح به عبد الحليم خدام في القناة العربية والذي اتهم فيه الرئيس بشار الأسد بطريقة غير مباشرة بأنه وراء مقتل الحريري
لقد تحول خدام إلي خدمة القوي العالمية المطالبة بالتغيير في سوريا ، تغيير سياسي واقتصادي واجتماعي وتشكيل المجتمع المدني الحديث وتعدد الأحزاب وغيرها لكن النظام السوري مثل الأنظمة العربية كلها يري أن التغيير قائم ويتم وليس في الإبداع إبداع مما كان ....
إن الأنظمة العربية تعيش في وهم أنها في حالة إصلاح وسوريا هي المحطة الثانية للنظام الأمريكي ، لكن لن يتكرر سيناريو العراق بل لقد استفادت أمريكا من حربها في العراق اذا اكتشفت ان ثمن صاروخ كان يمكن ان يكون ثمناً لشراء الخيانة وفك النظام العراقي كما تحدث احد قادة الجيش الامريكى . ان سوريا تخوض حربا والحرب بدأت بالفعل منذ خروجها من لبنان .. : كل يوم تضرب بسلاح جديد لكنها ليست أسلحة تقليدية دبابات وغواصات وطائرات لا .. انها فك النظام من الداخل والخارج .. وها هي سوريا تتلق الضربات بأسلحة مختلفة خروجها من لبنان وتقرير ميليس والان عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية ولن يكون سلاح خدام هو الأخير بل ستحمل الأيام القادمة مفاجأت كبيرة وكلها من الداخل .. من داخل سوريا ان انقلاب وليد جنبلاط رجل سوريا ليس عفويا بل ان الرجل يشعر بالخطر على نفسه بعد اغتيال الحريري ونصائح الأنظمة العربية الي سوريا بالتعاون مع الأمم المتحدة في التحقيق هو نفس سيناريو الأنظمة العربية مع العراق بالنصائح الي العراق بالتعاون مع مفتشى الأمم المتحدة لقد حاول عبد الحليم خدام ان يكون رجل أمريكا في تلك المرحلة وهو الخائن في نظر النظام وفي نظر القيادة البعثية ومجلس الشعب السوري ولو قام عبد الحليم خدام بانقلاب مع الجيش واستولي علي النظام وأطاح بالرئيس بشار الأسد لأصبح الثائر والمخلص لسوريا ان خدام يلعب نفس الدور الذي يلعبه علاوي في العراق ان يأتي اليوم الذي يدخل سوريا بالدبابات الأمريكية ولا يعرف أن الأمريكيين يفكرون بطريقة أخري ..فالرجل لعب دوراً هاماً في تاريخ سوريا الحديثة وكان صاحب اليد الطولي في تنصيب بشار الأسد كرئيس للجمهورية وهو نفس الرجل الذي يقال انه صاحب اكبر شبكة فساد وسارق أموال الشعب هو وأولاده وانهم يملكون المطاعم والشركات والأراضي اذكر هنا قول الحاكم بأمر الله إلي ابن جوهر الصقلي يا ابن جوهر من أين أتيت بالملايين من الدنانير .. جئت من المغرب لا تملك إلا راتبك .. فهذا المال مال المسلمين . وحول أمواله إلي بيت المال ..
وعندما أجتمع عمر بن عبد العزيز مع الأسرة الأموية المالكة وسألهم من أين أتيتم بهذه الأموال والقصور يا بني أميه وكنتم فقراء ..
 
ان الحرب علي سوريا قد بدأت بالفعل ولكن بطريقه جديدة في أساليب الحرب والأنظمة العربية لن تفعل شيئا سوي أن تطالب سوريا بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لكشف الحقيقة . مثلما حدث مع العراق .
وأن النظام السوري بدأ يتصدع مع أنني مع المعجبين بالرئيس بشار الأسد . وفكره لكن الرجل يحمل مشروعا وحلما .. والحرس القديم يحمل مشروعا أخر . وأمريكا تحمل مشروعا ثالث .
أما خدام فلن يتولى عرش سوريا علي دبابة أمريكية ولن سيصبح مثل علاوي بطلا عند أصحابه الأمريكيين أو المواليين له او خائنا عند حزب البعث وأنا أقولان خدام انه بطل تراجيدي سقط كما يسقط كل السياسيين في كل التراجيديات السياسية

حياة الفهد بطلة بعض اعمالى التلفزيونية


صورة بالكلمات
وشهادة للتاريخ

حيـاة الفهـد
بقلـم : السيد حافظ

هي سمراء كشمس الخليج
هي باسقة كأشجار النخيل الحجازي
صافية المساحة مثل الصحراء
ومعبره بالمشاعر كالمد والجذر في مياه الخليج
هي نهر من الأحاسيس مثل نهر دجلة والفرات والنيل
عندما تنظر إليها تقول هي أمي أو أختي أو زوجتي أو حبيبتي أو جارتي أو زميلتي
عاشت تجربة المسرح عشقا وبحثا عن اللامتناهي في أعماقها
ورغم ان التيار المحافظ في الكويت تجاه عمل المرأة في الفن كان متشددا في عدم مشاركة المرأة في المسرح أو التليفزيون أو السينما أو الإذاعة أو أي وسيلة إعلامية .. فقد تحدت هذا العالم الدراماتيكي وكانت تملك تطلعات جديدة واهتمامات بهذا الفن الذي يغزو الكويت سواء كان أكاديميا عن طريق زكي طليمات أو الفن المسرحي الشعبي التلقائي عن طريق محمد النشمي وفرقة المسرح الشعبي والتي كانت تقدم عروضها في مناطق مختلفة .
فالفنانة حياة الفهد من مواليد 1948 من الكويت ، من حي منطقة شرق في الكويت ، هذا الحي العريق المعبق بتاريخ الكويت .. وعن حياتها تقول حياة الفهد " كنا أربعة أشقاء ،ثلاث بنات وولد .. وكان ترتيبي الثالثة ..كنت خجولة ، منطوية علي نفسي ،لا أحب اللهو كسائر الأطفال ، ووالدي يدعي أحمد وكان رجلاً ضريراً أصيب بالعمي حينما كان عمره ثماني سنوات بسبب مرض الجدري وكان رحمه الله حافظاً للقرآن ، وعين مؤذناً وقارئاً للقرآن في وزارة الأوقاف ، وتحتفظ إذاعة الكويت بتسجيلات بصوته .. ولكن لم تدم حياتنا العائلية طويلاً فقد انفصل والدي عن والدتي وانتقلنا للعيش في منطقة المرقاب بجوار منزل خالتي ولذلك حرمنا من التعليم فأنا لم أتجاوز الصف الأول الابتدائي، وربما كانت للطفولة وذكرياتها المميزة لكنني لا أحمل شيئاً من هذا لأنني لم أكمل تعليمي وجلست في البيت ، إلا أن البقاء بالبيت طول اليوم جعلني أصاب بالإكتئاب فحاولت أن أسلي نفسي وفجأة وجدت نفسي مغرقة بمتابعة السينما والتليفزيون وأخبار الممثلين والمطربات وكنت أذهب أسبوعياً إلي سينما الحمراء والفردوس وحولي الصيفي ، وقد كونت علاقات بيني وبين ما أشاهد وكنت أشاهد المجلات وأحاول أن أعرف ماذا يكتب عن الممثلين؟ مما دفعني لتعلم القراءة والكتابة وتولد لدي حينها تحد غريب .. فاستعنت بشقيقي يوسف وابنة الجيران وطلبت منهما أن يعلماني القراءة والكتابة ، وما أن وضعاني علي أول الطريق حتى بدأت أشق طريقي بنفسي فقد كنت أكتب طوال اليوم من أجل تحسين خطي .. وحينما أنشئ معهد الفتيات لتعليمهن القراءة والكتابة والطبخ والخياطة لم أفوت هذه الفرصة والتحقت علي الفور ، وبدأت حياتي الفنية عام 1962 " (1)
لقد اجتاحت روح الفن حياة حياة الفهد وجرت وراء الفن . لم يكن الجري وراء الفن من أجل المال بل من أجل المتعة والشعور بالخلاص . وقد عاشت هي في عصر هؤلاء المتحمسين للحركة الفنية من أجل الإحساس بالإخلاص لهذا الفن ورغم احتجاج تيارات تقليدية . داست علي الاحتجاجات الاجتماعية وعلي وجود المرأة بين الرجال في الوسط الفني الا انه سرعان ما صفق لها المجتمع بما فيهم الذين هاجموها .
داست بأقدمها الأقاويل والهمسات و أثبتت حق المرأة الفنانة في المعاملة علي قدم المساواة مع الفنانين الرجال .
انتصرت بإرادتها وشاركت مع النشمي .. وعندما بدأ صقر الرشود أعماله المسرحية شاركت معه هذه الموهبة الفطرية العبقرية وأخذت تتألق .
كان حافزها للتوسع كبير في العمل التلفزيوني والمسرحي والإذاعي وكانت انطلاقتها الخروج من القوقعة وخرجت من الأستوديو الضيق في الإذاعة الي الأستوديو الكبير في التليفزيون ..
تتميز حياة الفهد في أدائها ب :
ـ البساطة
ـ التلقائية
ـ رد الفعل (
Re action )
ـ الملاحظة لتصرفات الشخصية التي تؤديها وتحليلها
هي من مدرسة الياكازان في الأداء مع انها لم تدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية ولا في أوربا .. انها أداء ونغم في حالة سكون .
كل عظيم وجميل استطاعت العبقرية الخليجية إبداعه في التمثيل .. كانت حياة الفهد " رقما من أرقامه الأولي ..وسط من بداياته .
يقولون عنها فاتن حمامة الكويت والخليج .. ويقول الناقد الكبير عبد الغني داود في كتابه ( مدارس الأداء التمثيلي في تاريخ السينما المصرية ) إن فاتن حمامة مدرسة في الأداء .. اعتنقت ( فاتن ) ما تسمية المنهج الطبيعي في الأداء الذي لا يخلو من جماليات ذات تأثير عاطفي وتقرر فاتن ذلك مؤكدة ( عندما اشعر إن المشهد يفتقد النبرة الطبيعية انزعج جدا ) وتصف التمثيل الجيد بأنه طبيعي وتصرح بانها كانت تبذل جهدها لتقريب الأداء من الطبيعي .. من اليومي )
وقامت بدور الفتاه المظلومة والمغلوبة علي آمرها والتي تقسو عليها الظروف لكن في تنويعات مختلفة علي ملامح الدور الذي احبها الجمهور فيه وكأنه يجد نفسه ويتوحد معها لانها تعزف علي نفس نغمات الشكوي والأنين والظلم الذي يعانيه المتلقي ولا يملك الا ان يبوح به .. لينتهي كلام عبد الغني داود ..
ان نفس الإشكالية تجدها في أداء حياه الفهد فهي قد لعبت دور الفتاه المظلومة والأم المظلومة وأحبها الناس علي ذلك كثيرا ولكنها ايضا نجحت في دور المرأة الظالمة والقادرة والتي قد يكرها الجمهور .
حياة الفهد ولدت وعاشت وظهرت موهبتها في بلد صغير المساحة صغير الحجم صغير في عدد سكانه ومن هنا القي هذا بظلاله عليها .. لم نلتقي الا في عملين .. مسلسل 15 حلقة .. وسهرة تلفزيونية من تأليفي وإخراج محمد السيد عيسي ويوسف حموده .
وقد أطلق البعض عليها ايضا أمينة رزق الخليج .. وأنا أقول أن عبقرية وأداء حياة الفهد هرم صغير لا ينقصه شئ ولا يعيبه بل هو جزء من هرم الفن الكبير الذي يشكل قمة حضارة الأمة .. فيمكنني أن أشبهها بعبقرية كريمة مختار في الأمومة وجنون يسرا وكوميديا سهير البابلي .. انها مزيج من هؤلاء كون ما يسمي أداء حياة الفهد في حياتنا الفنية والمسرحية والتليفزيونية ..
لقد اكتشفت عبقرية الأداء الطبيعي ..
أما السبب الثاني في عدم ظهور عبقرية حياه الفهد في التمثيل علي مستوي مصر والتي تمثل قلعة الفنون وعاصمة الفن العربي ربما يرجع الي انغماسها في اللون المحلي .. الأعمال المحلية والأعمال المحلية عادة ما تكون محصورة في الخليج وهذه المحلية لها مشكله أخرى لأنها ابتعدت في 99 من أعمالها عن اللغة العربية الفصحى .. قد يقول قائل ان المحليه طريق الي العالمية وأنا أقول المحلية هنا " هي اللغة الفصحى " ورغم ان حياة الفهد قد سجنت نفسها وموهبتها في الأعمال المحلية وباللهجة المحلية الا انها كانت دائما سفيرة
· سفيرة الفن
هي سفيرة فوق العادة .. كانت تونس كلها تنتظر مسلسل " خالتي قماشة " الكل ينتظر حياة الفهد .. تخلو شوارع تونس من المارة .. كنت هناك وشاهدت هذا كانت عبقرية المرحوم طارق عثمان المؤلف وعبقرية حياة الفهد في الأداء هي التي جعلت أهل تونس يحبون اللهجة الخليجية .
أحيانا ما يكتب النقاد عن الفنانين بطرق يزيفون فيها التاريخ الحقيقي مما يسبب الأضرار ويصدقه أغلب الناس لأن الناس تحب الفنانين وتحب أن تعرف أسرارهم وأفكارهم وخصوصياتهم وحياتهم وأحيانا تحب الحصول علي معلومات وبيانات عن الشخصية من أحد المقربين منه . ان الممثل بالنسبة للمشاهد هو " مقدس من السماء " ويحاول أن يقرب الممثل من الأرض ويجعله في مصاف البشر المنحرفين وهما في كلتا الحالتين أشبه بحاله تشبه الانتحار اذ يستخدم فريق النقاد الذي يشبه الفنان بأنه ملاك أو نبي أو رسول كل أسلحته وهناك من يقوم بالادعاء بجرأة ليهز الضمير الجمعي للمجتمع ويصدمهم في هذا ولكن الموضوعية عادة ما تغيب ..
إن الحقيقة ان الفنان تعبير رمزي عن المجتمع . ليس اكثر ولا أقل من مشخص فهو لا يطلق كلاما من عنده بل يجسد شخصيات يقوم بها مؤلف مفكر وينجح في حمل الرسالة فيقنع الجمهور بصدقه ومصداقيته .
انه يملك الخيال القوي الخيالية وهي قوي خطيرة . انه قد يحمي أخلاق الناس أو يفسدها والمجتمع ينظر له دائما ويتحسب ويتابع ويتفحص تصرفاته .
لقد نجحت حياة الفهد الإنسانية البسيطة والرقيقة أن تكون سفيره فن لبلدها وللخليج من دون اي حسابات تصنيفية دون تنظيم مسبق .. لقد وصلت بأدائها الصادق الي البدو.. القبائل البدوية في الخليج والي الأسر العربية الوافدة والي عواصم الدول العربية في الأردن وتونس .. الريف والحضر .. البدو والمدينة عواصم عربية في شمال أفريقيا .. انها تنطلق بصدقها دون أن تدري أفضل من أي كتاب أو جريدة أو إعلان ..
انها سفيره لبلادها في الفن دون إذن من أحد ودون تكليف .. أن الفنان الحقيقي عادة ما يمثل مكانته الفريدة من إنجازاته انه يملك عقله الملهم المحب للاستطلاع انها كرست نفسها للإبداع وكانت مجردة من الأنانية وأصبحت لها مكانه بحكم عبقرية الأداء البسيط الصادق السهل الممتنع .. وكأنها تعزف علي بيانو .. أن الفنان دائما عبدا لشهرته وإلها صغيرا من آلهة الاولمب بالنسبة للجمهور .
الكيمياء الفنية بين حياة الفهد وسعاد عبد الله
بين كل ممثل وممثل كيمياء أو تنافر في الأداء .. وبين المخرج والممثل اما توجد كيمياء أو تنافر ونفس الشئ مع الكاتب والمخرج .. ان كيمياء العمل الفني هي المحرك الأساسي ويدرك العظماء المبدعون عادة روح الفنان مع الفنان الأخر .. مما يؤسف أن نبضات العصر الحالي والصراعات بين الفنانين جعلت اختفاء " كيمياء الأداء " لكن سعاد عبد الله النجمة المعروفة مع العملاقة وحياة الفهد شكلا كيمياء فالأداء و لغة للفهم ساعدت شعبية النجمتين لدي الجمهور علي اعتقاد النقاد ان هذه حاله إبداع واحدة ( حياة + سعاد )
ماذا يجمع بين النجمتين من صفات في الأداء المشترك ؟
1ـ استلام الجملة من نفس الطبقة الصوتية
2ـ رد الفعل المتوازي (
Reaction
)
3ـ الاستجابة السريعة لرد الفعل
4ـ القدرة علي المبادرة والخلق من خلال النص و الموقف والشخصية
5ـ الإحساس بالإيقاع في صعوده و هبوطه
6ـ تقمص روح الشخصيتين بأمانة ووضع صورة خارجية ومكياج داخلي مما يجعل المتفرج يهرب الي حالة من الوهم المثير والهروب لعالم جميل من خداع الفن الواقع المحسوس .. و تتميز حياة الفهد مع سعاد عبد الله بسمات مشتركة كثيرة لكن أهم هذه السمات خلو سيرة حياة الفنانتين من إشاعات الوسط الفني والمغامرات العشوائية والقيل و القال .
لقد تفجرت موهبة حياه الفهد وسط مجموعة من المسرحيين المبدعيين أصحاب الأفكار والغايات ونما لديها إحساس بنغم المسرح والقدرة الأستشفافيه ووجدت نفسها محاطة بعبقرية الأداء من خالد النفسي ـ عبد الحسين عبد الرضا ـ سعد الفرج ـ علي المفيدي ـ إبراهيم الصلال ـ غانم الصالح ـ محمد المنصورـ مريم الصالح ـ مريم الغضبان ـ ( صقر الرشود مخرجا ) ( فؤاد الشطي مخرجا ) ( عبد العزيز السريع مؤلفا ) لائحة كبيرة وكثيرة .
كان الحماس يدب في المسرح الكويتي كانت حياة الفهد ذكية صادقة للغاية وأمينة مع نفسها ومع الآخرين ..
وعندما تدخل الي الأستوديو تدخل في هدوء دون ضجيج مفتعل يصنعه عادة بعض النجوم .. لا تحب الهيمنة علي المسلسل ولا تحب التمرد علي المنتج واستغلال لحظة ضعفه أثناء العمل بأن تطلب آجرا إضافيا أو كوافير معينا أو شروط أخري يطلبها النجوم .. انها تميل الي الاعتدال متغلغلة في كل صغيرة من فنها ونجحت في خلق العديد من النجاحات نظرا لشهامتها والمنافسة الشريفة
حياة الفهد المنتجة
كونت حياة الفهد شركة إنتاج مع المنتج الفنان سالم الفقعان وكانت شركة
" المراويس " للإنتاج الفني وكان مقرها السالمة وبدأت التجربة معه وكانت سهرة للمؤلف العبقري طارق عثمان الذي عاش حياه صعبه وحرجه في هذا الوقت مع النقابة .. لكن حياة الفهد بخبرتها وقدرتها علي التذوق والمغامرة والمخاطرة عرفت بحسها أنها أمام كاتب كبير وموهبة كبيرة رغم ان رقابة التلفزيون كتبت عنه لا يصلح وضعيف جدا .. وأنتجت السهرة وذهب طارق عثمان الي السيدة العظيمة عواطف البدر التي تبنت هذه العبقرية وقدمت أول مسلسل لهذا الكاتب العبقري ( الي أبي و أمي مع التحية ) وكانت الضجة الكبرى التي أثارها المسلسل نقطة تحول في الدراما الكويتية . ثم كتب الي حياة الفهد مسلسل ( الدكتور ) المأخوذ عن مسرحية لكاتب يوغسلافي فإنها مست الواقع الخليجي عامة والكويتي خاصة بما تعالجه من مشاكل وقد تلقت حياة الفهد مدائح كثيرة واهتماما بإنتاجها المتميز .. ولم تقيد نفسها بعجلة الإنتاج والبحث واللهاث وراء المال انها تعشق الحرية والتجديد والتمثيل يتيح لها هذا دون استخدام مفاتيح الخزائن والمال والأرقام في عملية الإنتاج .
وكان ولا بد من أن تستقل حياة الفهد عن سالم الفقعان فقد كثرت الشكوي من أسلوب سالم الفقعان في عملية الإنتاج ليس لانه لا يفي بالتزاماته بل كان يفي بالتزاماته ولكن بمبالغ تعتبر بالنسبة له شطارة منتج وبالنسبة للفنانين والمتعاونين معه (مكره أخوك لا بطل) ذلك للحاجة المادية وكان يعطيهم آجراً أقل من أجورهم في التليفزيون لكن قلب سالم الفقعان الطيب وابتسامته الطفولية وروحه المرحة كانت تمسح دموع وأوجاع الفنانين الذين يتعاملون معه وهو أسلوب استخدمه أنور وجدي في كل إنتاجه كان لا يدفع الا الفتات من المال ولكن ضحكته ومرحه وطيبة قلبه كانت تجعل الفنانين يتغاضون عن حقوقهم .
ان الفنانة حياة الفهد استقلت بشركتها وأخذت معها النجم الكوميدي الرائع خليل إسماعيل .. وخليل إسماعيل صاحب أطيب قلب في الوسط ونجم الصفوف الثانية والثالثة لكنه رائع دائما
وانطلقت حياة الفهد مع خليل إسماعيل وأصبحت للشركة إنتاجها وهي مع ذلك لا تألوا جهدا ولا تتوانى عن تقديم كل ما هو جميل ورائع ومقيد للجمهور
حياة الفهد
وقد حصلت حياة الفهد علي العديد من الجوائز وشهادات التقدير ، وكان أولها في مهرجان المسرح بالبحرين عام 1983 ، وفي عام 1995 ، وفي يوم المسرح العالمي بالكويت في الثمانينات ، وأخيراً حصلت علي تكريم في مهرجان الرواد في مهرجان القاهرة كرائدة من رواد المسرح الخليجي عام 2000 .
فهي علم من أعلام المسرح والتليفزيون و السينما في الكويت وهي قيمة فنية عالمية .. نادرا من ما يجود الزمان بمثلها الا كل قرن من الزمان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة الكويت- العدد 206- صفحة 95- أجرت الحوار (حنان حجاج)








كتاب اعجبنى ثلاث أديبات مبدعات فاطمة يوسف العلي - توني موريس – اقبال بركة


ثلاث أديبات مبدعات
فاطمة يوسف العلي - توني موريس – اقبال بركة
دراسات نقدية للدكتزر غبريال وهبه
عرض وتقديم : السيد حافظ

صور في القاهرة عن دار عيون جديده كتاب جديد للكاتب والباحث والاديب والناقد دكتور غبريال وهبه الذي نشر له 27 كتابا تشمل روايات ومجموعات قصصية ومسرحيات ودراسات نقدية في الأدب الروائي والمسرحي كما نشرت له 67 قصة قصيره و412 مقالا ودراسة في النقد الادبي والمسرحي والسينمائي بالصحف والمجلات بمصر والدول العربية وحاصل علي دكتوراه في الفلسفة في النقد الفني من المعهد العالي للنقد الفني باكاديمية الفنون.
جمع الدكتور غبريال وهبه ثلاث دراسات عن الكاتبات فاطمة يوسف العلي وتوني موريس واقبال بركة .. وفي مقدمة الكتاب كتب الدكتور غبريال وهبه " قبل ان ابدأ دراستي التنقدية لبعض الاعمال الابداعية للأديبات الثلاث اود ان اقول انني لن الجأ الي ما فعله ويونيسيس في الدراما الاغريقية مع الشاعرين ايسخيليوس و يوربيدس . فلن آتي بميزان كبير لأوقف في كفتيه الآديبةالكويتية فاطمة يوسف العلي والاديبة الامريكية توني موريس او الاديبة المصرية اقبال بركة مفاضلا بينهم فلست ابغي في كتابي هذه المفاضله لأني اؤمن بحرية الفنان لكل كاتب طريقته وله رؤيته وعالمه الخاص به ".
وعن سبب اختياره لهن بالذات ولماذا قدمهن الدكتور غبريال وهبه ؟ يقول : " قد اخترت الاديبات الثلاث فهن يجمعهن خيط واحد .. فهن عقول وافئدة عرفت المعاناه في الخلق والابداع وتوغلت في نفاذ نظرة ثاقبة وعمق وتحليل في اغوار النفس اليشرية كاشفة عن اوراق المشاعر في اسلوب سلس رقراق وتميزن بعمق وبتعمق في واقعهن وبرؤية اجتماعية واعية ونزعة انسانية واتجاه خط فكري واضح مسقيم وهن يصورن الحياة في صدق وينفصلن بها في حرارة وينقلن الينا انفصالهن خلال الكثير من التفاصيل الدقيقة للحياة ".
ثم بدأ الناقد الكبير الدكتور غبريال وهبه يلقي الضوء علي كل كاتبة وبدأ بالكاتبة الكويتية فاطمة يوسف العلي .. فقال : " لقد اخترت من الكويت الكاتبة والاديبة فاطمة يوسف العلي لأنها من رائدات الفن الروائي والقصصي في بلدها الكويت اذا كانت روايتها وجوه في الزحام هي الرواية الرابعة في قائمة هذا الفن في الادب الكويتي وحين كتبتها لم تكن قد تجاوزت الثمانية عشر ربيعا وعندما وقعتفي يدي مجموعتها القصصية " وجهها وطن " وقرأت ما احتوته بدت لي رحلة خلال عقل الأديبة ".
وعن لغة فاطمة العلي وخيالها يقول الدكتور غبريال : " لغة فاطمة العلي لغة مليحة وحوار شخوص قصصها تشبه لغة المسرح جمل مركزة معبرة تجمع بين الواقعية والسلاسة واشبه بحسن صنيع الاديبة المبدعة مع اجراء الحوار باللغة الفصحي التي تشترك احيانا في بعض التعبيرات مع اللهجة المحلية الدارجة ".
وذلك نهج قديم سلكه بعض الكتاب قبل ذلك مثل ابراهيم عبد القادر المازني وتوفيق الحكيم .. وتشدنا فاطمة بتجربتها في الكلمات واهتمامها بالفكرات وايجازها في الكلام بجمل قصيرة مكثفة وخيال فاطمة يوسف العلي هو الخيال الواقعي مع عاطفتها الجياشة تمد ادبها بوهج الحياة فاذا فكراتها تتحرك وتتدفق في عروقها الدماء سخيه حارة وهي تخاطب في القارئ شعورة بمقدار ما تخاطب عقلة لانطلاقها من عقل كاتبتنا الذي تمده العاطفة بالدفء.. وتدافع فاطمة العلي عن حرية المرأة وكيانها وتحقيقا لذاتها وتؤمن بقيمة الحب كضرورة واجبة من اجل التقدم وحين تتحدث عن الجنس تغلفة بغلافة شاعرية رقيقة فهي لا تسعي الي دغدغة القراء وتمتلك براعة في السرد في قصصها .
اما عن الكاتبة توني موريس الفائزة بجائزة نوبل عام 1993 يقول دكتور غبريال وهبه : " ولدت في الثامن عشر من فبراير عام 1931 فيلورين بولاية اوهايو بالولايات التحدة الامريكية وكان والدها جورج رونردعاملا يقوم بثلاثة اعمال مختلفة حرصا علي مستوي الاسرة وتعتبر توني موريس روائية في المقام الاول ولها قصة قصيرة ولها عدة مقالات وتعتبر توني موريس واحدة من اهم الروائين الامريكيين السود الذين برزوا في السبعينات وكتابتها نسمع لها احيانا رنين الشعر وتمتاز بالحرص علي الدقة وشة العنايه بالتفاصيل ومفعمةبالحيوية وامتلاك ناحية الاسلوب وروايات توني موريس تخرج بين الواقعي والخيالي وبين الحقيقي والسريالي وتوني موريس تصور بدقة وصراحة في غير احتشام وهي تتحدث عن الاغتصاب الذي كان يعد هدية الحياة الوحيدة وعن الشبان الزنوج الذين يضاجعون الابقار حين يعانون حرمانا جنسيا . ان الزمن مع روايتها يحل محله زمن ذاتي. وشرح الدكتور غبريال وهبه رويات الكاتبة الامريكيية وقدم تحليلا سريعا وافيا وختمها يقوله ان توني موريس تعرف كيف تكتب الجملة التي تحدث قعقعه وصليك وحوارها مضغوطا يمتاز بالحيوية ونحس به حارا لا يكاد يسمع له ازيز !!.
اما المقال النقدي الثالث فقد كان عن المجموعة القصصية للكاتبة المعروفة اقبال بركة المصرية الجنسية والمجموعة بعنوان " حادثة اغتصاب " يقول غبريال وهبه عن اقبال بركة : " انا امام كاتبة روضت نفسها علي اقتحام المسالك الصعبة الوعرة والمضي في سدودها وعقباتها ثقبة العزيمة طامحة الهمة وهأنذا في اشتياق الي معرفة مدي جسارة وشجاعة اديبة مصرية في متناول هذا الموضوع الجنس الشائك بالنسبة الينا نحن ابناء الشرق العربي ومعياري الخلقي هو الصدق في الغني . ان شخوص اقبال بركة مثل شخوص تشيكوف تعاني من الرتابه والملل واليأس والاحساس بالتفاهة والبلادة ورغم ذلك يتشبثون بالحياة وعند فشلهم يحلمون بالحياة والمستقبل .

القاهرة تودع 2004 ب 4 معارض تشكيلية في ديسمبر



القاهرة تودع 2004

ب 4 معارض تشكيلية في ديسمبر


كتب : السيد حافظ


ـ الجزار وعبلة والبحراوي والخراط


ـ القاهرة الحياة والعالم

ـ لماذا اتجه الأدباء فجأة إلى الفن التشكيلي ؟


عاشت القاهرة خلال هر ديسمبر عدة معارض .. فالمشهد الفني والتشكيلي في مصر الأكثر اتساعا وتنوعا وتفرداً .. ولقد اخترنا أربعة معارض منها .. وسنقول ماذا يجمع بينهما .. وماذا يحدث في القاهرة .. و ماذا يجري من حولنا من اختلافات وتناقضات وإشكاليات تحاصرنا ..
هذا ما سوف نحاول أن نلقي عليه بعض الضوء في هذه الكلمات القادمة ..المعرض الأول الذي سأتحدث عنه
الاسم : محمد عبلة
اسم المعرض : القاهرة .. ملامح مدينة
مكان العرض : قاعة الزمالك للفن ـ عدد اللوحات 48 لوحة مقاسات مختلفة
عن التجربة يقول الفنان محمد عبلة :
القاهرة مدينتي وأنا مشغول بها منذ بداياتي الأولي تناولتها في العديد من المعرض وبأساليب مختلفة وجوهها المتغيرة تثيرني دائما في كل مرة .. أغوص في أحضانها أخرج بكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام .. فتدفعني للبحث ومحاولات الإجابة ، حركة الناس تحدد خريطة المدينة وتكون أبعادها ، لذا لا أتخيل الحياة أو الفن دون علامات البشر .. تحركاتهم إيماءاتهم الخاصة ، تكتلهم ، ووحدتهم ، تلك العناصر البصرية والحسيه هي التي تعطي للمدينة إيقاعها الخاص .. حاولت في هذه الأعمال ومن خلال هذا المعرض ان اقدم رؤيتي الخاصة لشكل المدينة في أوقات ضوئية ولونية مختلفة الليل والنهار .. ليل القاهرة له خصوصيته ، حيث النيل الذي يلعب دورا مهما في إثراء مهرجان اللون المتناقض والصاخب .. لتري إحساس قوي بوجود الناس أحس اني أعرفهم أعرف وجوههم جميعا وأقرأ حركتهم علي سطح الحياة وكأنهم هناك من أجلي .. يتحركون لكي ارسمهم أو احولهم الي مجرد أشباح أمام خلفيه المدينة الطاغية المؤثرة كنت مشغولاً بفكرة الرسم وكنت مشتاقا للرسم بقوة وعفوية .. حاولت أن تكون الخطوط معبرة عن حركة الناس وعن تأثير وجوههم المشرقة والمتفائلة رغم المعاناة والأجواء الصاخبة .. حاولت أن أعبر عن الأمل الذي اشعر به وكنت احلم بأعمال بانورامية تقترب من واقع الحياة الفنية حيث يختلط الناس بالمباني والحيوانات و الضجيج .. بانوراما تحمل كل التناقضات فتقترب من الرموز والسحر .
الي هنا ينتهي كلام عبلة في كتالوج المعرض , ومن هنا نري إن الموقف الأساسي الذي يتبناه عبلة واضحا بعض الشيء فهو يقول ان حالتنا الاجتماعية الراهنة يعتريها الخراب ومن ثم يجب تقويضها ان كانت هذه الحقيقة تمثل قضية ينشغل بها الفنان الحقيقي .. الا ان عبلة يتسم أسلوبه بالمراوغة والتناقض حيث انه يوجد شئ ما ثائر وجامح في أسلوب تعامله مع الفرشاة واللوحة .. فعندما تظن انك أمسكت بأفكارك علي اللوحة فتجد هذه الأفكار قد تلاشت وهو علي النقيض من أفكاره . فتجد أن اللوحة واضحة أمامك فالزحام والناس ليلا أو نهاراً .. حياة الناس وحركاتهم في القاهرة ولكن تصرفاتهم في اللوحة الواضحة غير معقولة ..

كذلك تجد شخصية عبلة واضحة بشكل قوي في كل لوحة وليست شخصية اللوحة.. ان العلاقة الذهنية والفكرية طاغية علي علاقاته بالألوان .. كما أن كيمياء اللون في إجمالي اللوحات غير مكتملة وأحيانا تشعر بأن 99% من اللوحات هي في حالة دراسة ( وحدة واحدة في حالات متشابهة ومتناقضة ومختلفة ) إن مشروع عبلة في هذا المعرض مشروع من الصعب ان تجده أو تعرفه فهي قضية النظرية أو الفلسفة غير الممارسة ..
إن الفن والحياة هما طرفي المعادلة لكن الفن الحقيقي لا يوجد إلا كعملية (
process ) أي انه لا ينعزل عن التجربة الحياتية التي يعتريها التغير دائما باعتباره عملا فنيا مستقلا ..
إن العلاقة الجدلية بين اللون وفضاء اللوحة يجب إن تكون حقيقية وملموسة .. ان الوجود المادي للبشر عند محمد عبلة غير مكتمل بكل الوجوه التي هي بلا ملامح وهذا ما يعجز عنه الفن بشكل رمزي وفلسفي باعتبار إن الفن شكلا اسمي للواقع .. إذاً الإنسان في وجهة نظر عبلة ليس حاضرا بل هو شئ ما .. ملامح أو كامناً في خطوط مخزونة مختزلة .. وهذا أشبه بعالم الأساطير لكن هذه الأشباح الأسطورية تعبر عن شعور خفي يعجز الفنان عن مواجهة العالم بعد انهيار عقل العالم بعد حرب العراق .. ان روح القاهرة والمدينة تسيطر علي الفنان محمد عبلة انه يشعر بان الروحانيات ليست الا مبدأ خادعا فالناس بلا روح والحركة كأنها في سكون انه يشعر بان المدينة تعوق الإنسان عن تحقيق طاقته الكامنة باعتباره خيرا .. ان روح الشر مدمرة في كل لوحاته وهي فكرة في بساطة البدائية الفلسفية . ولذلك قام باستبعاد الملامح أو الإشارة الي أي ملمح علي أنه تجسيد للمدينة وكأنها الشر المطلق .

إن محمد عبلة ينكر علي الإنسان كيانه الحقيقي ومن الواضح في كل اللوحات انه يري العالم هو الشر بعيداً عن الإيماءات والعلامات .. انه مشحون بهموم العصر ويحاول أن يجسد الضعف في المشاعر الإنسانية ولكن بشكل فكرة الجمع بين الأضداد النهار والليل والحركة الطبيعية والفنية واختفاء العمق في اللحظة المكثفة .
إن شدة الغضب من الواقع قد تفقد الفنان التعمق في المشروع الفني وتجده يلهث في التجربة إن كل اللوحات تقريبا (99%) منها بشر يسيرون ليلا أو نهاراً في شوارع القاهرة وبجوار النيل ولكن هناك لوحه كانت تكفي هذه التجربة كلها التي استخدم فيها الوجوه والحركة واللون الأصفر والأسود .. قد غطي كل شي فيها وهي في مقياس صغير (20
x 30
) وكانت ملخص المعرض كله ولوحه أخري تحمل فكراً سياسياً علي طريق الكولاج ولكنها بالزيت والفرشاة استخدم فيها الشعارات والأخبار والرؤى السياسية من وجهات مختلفة وتحمل غضب الفنان علي العصر .


الفنان الجزار في اتيليه القاهرة
سعيد الجزار هـو الفنان التشكيلي الثاني الذي قـدم معرضه فـي اتيليه القاهرة تحت مسمي
" شعبيات وادي النيل " .
وهو فنان وكاتب روائي وقصاص ..
وسعيد الجزار هو فنان معاصر بخلاف الرائد التشكيلي عبد الهادي الجزار ولا يجمع بينهما نسب ولا حسب ولا علاقة الا علاقة ان كل واحد منهما مهموما ومشغولا بالفن التشكيلي .
الجزار يحاول ان يكون معرضه مبلغا رسالة نبل الإنسان وقبح الإنسان من خلال التناول الوحشي الهزلي للمرأة في أعماله باعتبار المرأة وعاء الحياة فقد قدم الوجهتين الإنسانيتين من نبل وقبح ، وهو يحاول أن يختزل العواطف النبيلة مع المرأة في تعامله معها في لوحاته ..
فالمرأة ليست بريئة لأنها تعني العالم وهذا العالم بلا براءة .. وقدم في المعرض هجوما علي السفسطة الأكاديمية في الأساليب الفنية والمعرض احيانا يتجه الي الأسلوب الوحشي أو الفوضوي وأحيانا تشعر بالهدوء والسكينة . ففي حوالي 9 لوحات من المعرض ( مركب وقلوع وحاله من حالات الدراسة للمركب والقلوع والمسافر الذي يرحل في غربة الواقع وغربة النفس .. انه احتجاج علي الواقع فاللوحات التسع للمركب التي أحيانا تكون علي الشاطئ بلا حراك وأحيانا وسط العواصف و أحيانا هي نفسها في حالة صفاء وطيور النورس تطير فوقها .
وهناك تلك المرأة التي تحول وجهها الي صورة حيوان أو وحش أسطوري أو أفعى ،وبمعني أخر هي حاله من العبودية لغرائزها الدنيوية ورغباتها الجسدية وقد تحولت أطراف أقدمها و أرجلها الي أرجل طائر .. انها منغمسة في رغباتها وتحاول ان تخرج من فخديها ميلاد شئ ما لكنه لا يولد . ان هذه اللوحة في دراسة أخري وفي لوحة أخري حاله ضد الجمال ،ضد التقليدية التي تقوم علي فردية مفادها ان العالم كما ندركه ليس اكثر من بناء ذهني وهذا بدوره يعني عدم وجود أي تمايز حقيقي بين الإدراك والاختلال الإدراكي ( الهلوسة ) .
وهكذا فان كل ما يفرض سطوته وتأثيره علي الجبال هو فقط ما يكتسب حقه الواقع . ان اللوحات علاقات بين حقائق عارضه تختزل في صورة استثناءات غير استثنائية انها تتناول الخاص بدلا من العام وتنظر الي الشكل الخارجي باعتباره يمثل الجوهر وذلك بشكل رمزي فعلي أي انه عالم بديل .
ان سعيد الجزار في الفن التشكيلي لا يحاول ان يقدم عالما بديلا لجمهوره بل يدفع كل متذوق الي تخيله .. ولذلك فان كل عنصر من هذه العناصر يعتبر هذيان فني وذلك بعيدا عن دلالاتها الفكرية .
وهذا يتنافي مع سعيد الجزار عندما يكون أديبا فهو يتعامل مع القارئ بشكل بسيط وعميق وغير معقد ويقدم صورا ً أدبية فيها التبسيط الشديد ( السهل الممتنع ) وهو يلتقط في أدبه الحارة العربية المصرية والأحياء الشعبية بشكل تشم رائحة الحارة فيه وتري الوان البيوت وملامح الناس وتري التركيبات المتناقضة والزمان واضح والمكان ايضا اما في لوحات سعيد الجزار فهو عنيف مع المرأة في عالمها ويعتبره عنف دون مبرر يهدف الي احداث تأثيرات صارمة تصبح معها ردود الأفعال صارمة .. اما اللون الأحمر في لوحاته فهو مبالغ فيه خشن واللوحة في اللا مكان والمكان غريب غير مألوف .
واذا كان رامبو قد دعا الي الإرباك المحسوب للحواس بالنسبة للشاعر فإن سعيد الجزار يدعو الي الإرباك المحسوس البصري .. وسأتكلم عن لوحة " لأن بالباب " الباب هنا قد يكون بابا لولي ( السيد الحسين ) أو ( السيدة زينب ) أو باب قديم من مباني مصر الفاطمية التي تكون فيها العمارة مثيرة بالنسبة للفنان ( بالاكاسيد ) ولذلك فهي غريبة ولكن تشعرك بالزمن وبنوع من الحنين معها والارتباط بها كجزء من كيانك وديمومتك.. أما لوحة ( زار الحوامل ) فنحن أمام ثلاث نساء حوامل .. قام الفنان ايضا بتشويه ملامح الوجه وكأنهم مسخ وجرد الجسد في نهايته فتحولت الإناث الي ما يشبه بعروسات البحر اللاتي تحكي عنهم الأساطير الشعبية فهو ممتلئ بمخزون شعبيات واقعية وتراثية ان اللون السائد هنا اللون " البمبي " ولكن في حاله نعومة و رومانسية لكن الصدمة التي تأتي اليك بإرتباك وجوه النسوة فهي مخلوقات مشوهه لكائنات قد تكون حيوانية أو فضائية .



المعرض القضية : ( معرض أدوار الخراط )
أقيم المعرض في شهر ديسمبر في قاعة مسرح الهناجر / القاهرة :
يعتبر أدوار الخراط الكاتب الكبير والروائي المعروف احد علامات الأدب العربي والمصري في السيتنات وحتي الأن ومازال يعطي من نهر ابداعه ولكن الخراط قد فاجأنا في السنوات القليلة الماضية بمجموعة دواوين شعر والي هنا الأمر يبدو طبيعي وغير طبيعي . فالشعراء يقولون كيف ظهرت موهبته الشعرية متأخرة عنده .. وهل يمكن وضع اسم هذا الروائي الكبير علي خارطة الشعر والشعراء العرب ؟؟
وهناك من يرد عليهم .. من الذي يملك مفاتيح وأختام وصكوك الإجازة .. انه القارئ .. الجمهور صاحب اليد الطولي في الموضوع .. فهو الذي يسمح للمبدع أن يكون ضمن مكتبته وضمن التصنيف الذي يراه ، روائيا .. قاصا .. شاعرا .. مسرحيا .. فنانا تشكيلي ..
لكن المعرض الأول للفنان أدوار الخراط في الفن التشكيلي أثار جدلا .. اذ كان معرضا للكولاج استخدم فيه أدوار الخراط روح مصر القبطية والرومانية والفرعونية مستخدما نرجسية الفنان بوضع صوره في معظم اللوحات ضمن كولاج اللوحة .. البعض يصف وجود صوره في اتيليه القاهرة بانه يلعب .. وما الفنان المبدع الحقيقي في لحظه ابداعه الا طفل يلعب في ارض خياله وابداعه ليأتي لنا بالدهشه .. ويقول البعض الأخر ان القضية أعمق وهي هروب الكتاب وأصحاب القلم الي الفن التشكيلي بحثا عن ميلاد وعن مكانه في ارض الواقع الفني .. ان الفنان في لحظة تاريخية فاصلة لا يدري ماذا يفعل .. انه يجري في رأسه بحثا عن اجابات كل الأسئلة الكبري التي من حوله .. ان القضية أو ظاهرة هذة القضية تأتي نتيجة الإحساس ماذا بعد العولمه .. وهل تمت العولمه فعلا ؟ وهل هناك عالم اخر ما بعد الحداث

معرض سيد البحراوي : (المعرض ـ الموقف ـ السياسي ـ الشموع )
المعرض تحت اسم " تبوح الشموع " وهذا المعرض الثاني الذي تم تخصيص دخله لدعم الانتفاضة الفلسطينية ..
وهذا الناقد الكبير سيد البحراوي يقدم معرضا بالشموع .. هذا المعرض جزء من حوار كتبه سيد البحراوي في لوحات كبيرة مثل قصص قصيرة أو أهازيج سردية في محاولة لتحديد موقفه من العالم والقضية الفلسطينية والوضع العربي الراهن ...
فسيد البحراوي كان هاجسه في هذا المعرض هو استخدام الشموع وعليها أحياناً ألوان بشكل العلم الفلسطيني .. وأحياناً يترك للشمع أن يتحرك ويكون شكله الخاص ، وفي لحظة ما يعطه لوناً خاصاً .
إن المعرض جاء في احتفال سيد البحراوي بعيد ميلاده الخمسين ، وكان يجب أن يحتفل بالقضية الفلسطينية فأقيم المعرض في قاعة قرطبة التشكيلية .. وقد احتفى بالمعرض مجموعة من المثقفين والكتاب والفنانين .. ولكن قال سيد البحراوي : أنا لا أدري لماذا اخترت الشموع ؟ ولماذا اخترت هذه الألوان ؟ ولماذا قررت التعامل مع التشكيل ؟ ..
وتبقي الأسئلة تدور في ذهني لماذا دخل الروائي الكبير إدوارد الخراط إلي هذا العالم ؟ ولماذا اخترت أنا أن أعود إلي الكتابة عن الفن التشكيلي بعد مرور عشرين عاماً من التوقف عن الكتابة للفن التشكيلي .. فهل الفن التشكيلي هو الملجأ لنا ؟ هل بعد أن قال أدونيس : انتهي عرش الشعر في هذه الفترة من الزمان وبدأ عرش الرواية .. كما يتساءل الروائيون : لماذا الرواية أكثر حظاً من الشعر .. وأهل المسرح يصرحون بأن المسرح قد انتهي دوره .. وبذلك يبقي الفن التشكيلي صامتاً .. فهل هو الملجأ من القصف علي الفنون والآداب الأخرى ؟؟؟؟؟؟




فرسان الزمن الجميل خالد سعود الزيد

شهادة أدبية
فرسان هذا الزمان
خالد سعود الزيد
بقلم الكاتب : السيد حافظ
هو امتداد الأ فق...هو العملاق...عيناك تنظر اليه كأنها تنظر الى المدى في إشراقة ..تنظر إلى ما وراء الأفق ..تنظر إلي أعماق المحيط .. ينظر اليك فى لحظه خاطفه كأن روحا قد كشفت المساحة الخضراء فى نفسك..هو فارس من فرسان الكلمة فى الشعر أو شاعر فى بحر الموسيقى..هو عربي أو عروبى.. ولغة العرب قد أخذته بسحرها الى شواطئ لم تعرفها النفس ولا الروح ولا يحظي بها الا كل ذو حظ عظيم..يفتح الله عليه فتوحاته التى تؤكد أن رب العالمين يصطفى من عباده المؤمنين ومن عباده عامة من يعطيه البصيرة ليكون فى حالة وهج مع الروح ـ مع القلب مع الفن .ملامحه متميزة الحجم مام المعرفة و أمام الكتاب والكتاب وأمام مستحقيه ومحبيه و عاشقي الشعر و الكلمة .
كان خالد السعود كاللون الأبيض العملاق حين يمتزج بكل الألوان ويسافر عبر الزمان والمكان متفردا في عطائه ..في بقائه.. فى الاستمرار.
هل لى أن اعرف ما سر اللون الأبيض فى كلمات خالد سعود الزيد وما سر اللون الأزرق الخفي الجافى البعيد الذى يترقرق فى نهاية كل ظلال الكلمات!!!
انه الظل الأزرق للخليج ..الخليج والكويت وهذا العشق المفتون بالكويت والخليج والعروبة.. أى بلاد يا سيدي تأخذك الى نبع العروبة والى توهج يتألق فى الظلومات...
هو شاعر .. هو باحث .. هو صوفى .. هو عروبى .. هو كويتى .. هو مسلم .. هو انسان
من أعماله التي لا تنسي :
كتابة من الأمثال العامية ـ أدباء الكويت في قرنين ـ خالد الفرج حياته وأثاره ـ عبد الله سنان ـ صلوات في معبد مهجور ـ الكويت في دليل الخليج ـ قصص يتيمه ـ مسرحيات يتيمة ـ مقالات ووثائق عن المسرح الكويتي ـ سير وتراجم خليجية .. الخ
يقول عنه الدكتور محمد زكي العشماوي
إن خالد الزيد له جهده الضخم في تسجيل وتدوين القصص والروايات والمسرحيات الحديثة والقديمة التي ظهرت في المجلات العربية المختلفة وهو من المع الكتاب والنقاد في الكويت حقيقة وساهم علي المستوي الأكاديمي العلمي والثقافي داخل وخارج الكويت بجهد يعتبر وسام علي صدر الكويت والخليج والوطن العربي .
وقال عنه الدكتور مصطفي هدارة :
خالد سعود الزيد باحث أدبي في مستوي رفيع لا يكتفي بالجمع ورصد الظواهر بل يتعمق في الأخبار والأشعار محللا وناقدا لا يغيب عنه إيقاع العصر أو البيئة ولا تفوته ملامح الشخصية الإنسانية أو الفنية وهو في شعره صاحب أنات وجدانية نشيجا باكيا يأس فيه علي الزمان الذي يحس فيه الإنسان الغربة والتوحد .. وهو يثور علي القيود والجمود وينطلق عابر الصدي سيد اللهو والود .. قلبه في درب الخطايا تجربة روحيه عامرة بالإيمان ..
إن ديوان صلاه في معبد مهجور غني برؤيته الفنية وفيه تجارب قصصية تستحق الدراسة بالإضافة الي كتاباته في الأزجال الشعبية .
وقال الدكتور محمد حسن عبد الله عنه :
ـ الأستاذ خالد سعود الزيد متعدد المواهب والقدرات مخلص للبحث العلمي إخلاصا قويا وكان أول المجادلين لإخراج الفكر والثقافة والأدب والشعر من حالة التصور الغامض الي التوثيق العلمي والتنظيم هذه الخطوة خطيرة جدا لأن كل سيأتي بعدها مترتب عليها ولأن لم يبدأ إنسان بالتسجيل والجمع والتوثيق والتبويب فلن يستطيع أحد ان يقوم بالدراسة الفنية بعد ذلك علي انه قام بهذه الدراسة الفنية لكثير من الفنون مثل المسرح والقصص وذلك بالإضافة لدراساته اللغوية والتراثية بشكل عام ..
خالد سعود الزيد بما جمع ووثق ونظم ومنهج كان مدافعا عن أولئك الذين لم يدافعوا عن أنفسهم .. كان أبا حانيا علي الأدب الكويتي حين كان يبحث هذا الأدب عمن يرعاه في بداياته .. لم تكن هناك جامعه ولم يكن هناك من يعرف عن الأدب الكويتي غير الحماسية الشخصية .. كان هناك أدب كويتي ولكن اين هو ؟ وكيف يمكن أن نتصوره ؟ ومن اين يبدأ ؟ والي اين ينتهي ؟
ذلك هو ما صنعه خالد سعود الزيد كحقيقة في كتبه الكثيرة التي رعت الظاهرة الفنية والأدبية والفكرية والثقافية العامة في الكويت عبر قرنين من الزمان .
ان من يصن مجد قومه صان عرضه وخالد سعود الزيد صان مجد قومه فصان عرض الكويت الأدبي والفكري والفني و أوجد لها ديوانا حقيقيا في مجال الثقافة العربية ..
ان كم الأبحاث التى قام بها خالد سعود الزيد تدل على أنه رجل من زمن أخر .. زمن الفرسان والخيل والسيوف ..زمن الشعراء.. اسمر سمار شمس الكويت وصوته الرحيم فى الأداء وحواره المتحمس فى الشعر والقضايا الثقافية يعطيك مسافة من التأمل والتركيز .
هو من يبحث عن المسرحيات الكويتية.. والقصص الكويتية ..والقصائد الكويتية ..وهو من يبحث عن المقالات الأولى للرواد والمخطوطات وينقب فى تاريخ الأرض التى يسير عليها ...
كان يخجل أن يطلب دعما لكتاب أو شراء لكتاب من كتبه ..كان يتلقى النقد بصدر رحب حتى النقد الضعيف منه .
وفى جلسته كل مساء فى رابطة الأدباء بالعديليه يلتقى بالرفاق .. رفاق الكلمة والشعر والرواية والبحث : سليمان الشطي- خليفة الوقيان- سلمان الخليفي ....وغيرهم.
كان يحلم بالخليج الحلم ويعشق أحلام الخليج ..ولم يكن مادحا الا للرسول عليه الصلاة والسلام وعروبته .. لم يدخل فى صراعات لأن الصراع تبديد لطاقاته التى يرى أن الله حباه بها.
وجهه حاد الملامح ..وابتسامته تكره القسوة لأنها نابعة من القلب ..صافيه مثل النبع الصافي... وحاجبه مشتدان كأنهما صقران عربيان بجناحين يقفان على جبل شامخ .. هو ليس بالطويل القامة ولكنك تشعر أنك أمام عملاق، وليس بالقصير ولكنك تشعر بأنك أمام متواضع مثل حبة الماس ولكن قيمتها تكون أعلى القيم .
كان مفتونا بالدستور الكويتي والتقدم وأمير الكويت السابق(عبد الله السالم ) ..كان معجبا بالديمقراطية الكويتية، والحوار، والاشتباك الفكري.. وأتذكره مره حينما قلت للدكتور خليفة الوقيان يجب عمل ندوه للشاعر( سيد حجاب) لأنه يعمل معنا فى ورشة كتابه فى مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك..فوافق وبعد حدوث الندوة في رابطة الأدباء بالعديلية وجدته قد اقترب مني وقال لي هامساً شكراً لأنك أهديتنا هذه الأمسية حتى نكسر الملل الفكري بالاشتباك الثقافي .. تلك هى طبيعة الشاعر والمفكر لا يحب سكون الفكرة مع أنه مسكون بالتغيير نحو الأفضل .
ـ رحلته إلى الإسكندرية و القاهرة من 17\6\1989 حتى23\6\1989 :
دعوته لزيارتي بالإسكندرية فى عام 1989 لمركز رؤيا بالإسكندرية ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الكويتي الذى أقامه المركز .. وإلتقى بكتاب وأدباء وشعراء الإسكندرية .. وهو الوحيد الذى صدقنى وحمل أوراقه وجاء من الكويت؛لأن أحدهم بث فى الأوساط الثقافية الكويتية أنى أخدعهم وسألته لماذا صدقتني يا أستاذ خالد و أتيت إلي الإسكندرية... قال : قلبي حدثني بصدقك وقلب المؤمن دليله.
نعم إن قلبه الكبير كان على حق وهو بالفعل قلب مؤمن.
فى أول يوم فى اللقاء عاش معنا وبعد العشاء ونحن نسير فى الإسكندرية قال لى: غدا سأحضر الندوة الساعة 6 وجاء الندوة الساعة 7 سألته : يا أستاذ تأخرت لم تكن موجودا بالفندق.. قال لى : دعانى الشيخ السيد البدوى فذهبت لزيارته ..
ونظرت فى عين الرجل هو صوفي يا إلهي..هو مرتبة عليا من الصوفية ..فى نهر محبة الله يسبح فى أمواجه ونحن لا ندرى.
وفى ظهيرة اليوم التالي استدعاني معه للصلاة فى سيدي أبو العباس المرسى فى الإسكندرية ..صلينا العصر أما المغرب فصليناه فى سيدي الأباصيرى أو كما يسميه الناس ..البوصيرى وهناك اكتشفت أنه ينشد مع المنشدين الصوفيين (البردية) . البوصيرى صاحب المقام المتواضع وصاحب البردية..
وفى اليوم الثالث سافرنا من الإسكندر يه لزيارة سيدي إبراهيم الدسوقى ..وذهبنا إلى هناك فى مقر دفنه ومقامه (دسوق) وزرنا المقام.. مدد يا سيدي إبراهيم الدسوقى مدد...
وجلس هذا الشاعر الإنسان ..الصوفي أمام المرتل..يسبح ويرتل القرآن والآيات .. صلينا وسافرنا.
بدأت الإسكندرية تدخل في يونيو فى لمسة صيف بسيطة ووصلنا إلى سيدي جابر ..حيث مركز الوطن العربى حيث الندوة.. وجدنا الدكتور محمد حسن عبد الله ... وحدث لقاء حار ..وغادر محمد حسن عبد الله الكويت بعد أكثر من 25 عاما .. هذا وجه خالد سعود الزيد يجمع محبي الثقافة والفن فى مصر:د/محمد زكى العشماوى .. ود . مصطفي هدارة .. د . أحمد العشري.. د/أبو الحسن سلام.. ونخبة من رواد الشعر ونخبة من قراء الشعر...(شوقي بدر يوسف) .. وتحد ثنا عن :
(
ليلى العثماني-أحمد السقاف-خالد سعود الزيد-د/خليفة الوقيان) عن المسرح الكويتي.
أوراق هنا وهنا.
فكان هو من يجمعنا على شاطئ الإسكندرية في كافتيريا أتينوس .. هو عملاق في الفكر متواضع.. نظر إلى تمثال سعد زغلول فى ميدان محطة الرمل وقال: سعد زغلول كان قائدا مخلصا لوطنه ولأمته و لعروبته ..يفيض حبا وإنسانية ووطنيه.. قال لى كل يوم أتحدث فى الهاتف مع د/سليمان الشطر وأخبره عن إنجازات المركز وعن دورك المهم فى خدمة الثقافة.. قال : والله ملح الكويت لسه بيجري في دمك يا حافظ . و فى اليوم التالي كانت أمسية شعرية عن شعره وقصائده ..وبكفه الصغير وإشارة أصابعه كان يلقى قصائده وكفه مشع بالحب وقوة غامضة تجذب المستحقين له من المثقفين المصريين الذين كانوا فى حضرته.
وكان خالد سعود الزيد فى لجنة تشجيع المؤلفات المحلية.. كانت اللجنة تابعه للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكان خالد سعود الزيد يحضر اللجنة محبا لكل الإبداع الكويتي.
شغافا مشجعا لكل من هو جاد .. وكانت أحيانا تقع في يده تقارير تشجيع الكتاب الضعاف فكان يضحك ويقول اللعنة على النقاد الذين يبيعون ضمائرهم.
وكان يري أن الناقد الفاسد مثل القاضي الفاسد يحكم دون عدل. وكان يقول لابأس من أن نشجع الكاتب الضعيف بمائتين دينار أو ثلث مائه مهما كان يقدم من بضاعة فاسده فعلينا أن نتحمل بعض الخسائر مع الكاتب وأحيانا كانت تظلم موهبة بعض النقاد .. فكان يصيح حرام.. وقد حدث هذا مع القاص المبدع وليد الرحيب.. فقد كتب أحدهم تقريرا يقطر حقدا ضد المبدع وليد الرحيب .. وقف خالد سعود الزيد وقال حرام والله حرام وأعطاني المجموعة كي نعيد تقييمها ، وقال يا حافظ : أكتب تقريرا عن وليد وأنا أعرف أنك تكتب بأمانة (الفكر أمانة) هكذا كان رأيه فى الناقد : الأمانة -أمانة الكلمة بعيدا عن الأهواء .
كان يؤمن أن التوازن بين الثقافات السياسية هو مفتاح تحقيق الحكومة الجيدة ..وأننا يجب أن نجتهد حتى نحول المجتمع إلى الفاعلية الثقافية وأن الثقافة تدعو للنماء والنماء هو مفتاح تحقيق الحكومة الجيدة.. وكان يؤمن بالتعددية وضرورتها.. كان يؤمن بنظرية الاحتمالات وأن الاستقرار يؤدى إلى التغيير بأشكال مختلفة.
كان يؤمن بأن غياب الثقافة السياسية بلاء على الأمة وأن الأمة فى ثقافات متعددة شكليا وثقافة واحدة جوهريا.. كما أنه كان يؤمن بالانحياز الثقافي الواعي حيث أن الثقافة الخليجية عامة والكويتية خاصة مهم أن تدعم الثقافة العربية الأم.
خالد سعود الزيد...
فارس مازالت كتبه فى المكتبات العربية ...
مازالت كلماته تسير فى السالميةوساحة الصفا وفيلكا وجليب الشيوخ والعديلية...
مازالت روحه تسير حولنا فى كل أمسية شعرية أو ثقافية فى رابطه الأدباء بالعديلية...

سلاما على شاعر كبير وباحث كبير...

الكاتب/ السيد حافظ علي رجب




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More