Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 11 يونيو 2020

منفيستو حول ضرورة التجريب فى المسرح



منفيستو حول ضرورة التجريب فى المسرح

بقلم : السيد حافظ
1971


أولاً :  الكلمة والتجريب :


الكلمة والإنسان.. الكلمة والإحساس.. الكلمة.. فى البدء.. الكلمة فى النهاية.. سقط القناع عن وجهة الكلمة.. الكلمة فى المسرح هى مضاجعة الفكر للرؤية.
كانت الكلمة أرقى تعبير عن ذات الإنسان بعد أن عبرعن نفسه أمام مسرح الطبيعة بالرقص بعد أن عبر عن عواطفه بالرسم فى الكهوف.. بعد أن عبر بالموسيقى (موسيقى الأصوات فى الطبيعة  واصوات الحيوانات ...ثم جاءت كلمة الله وهى الإنسان الذى علمه الحب  الحب علمنا  الثوره ..  والثورة علمتنا الفن..  والفن تجسد فى  الكلمة  واللون و والحياة..  والحياة تعنى البرودة و الدفئ وبالاصوات كانت تحديات للصمت.. وكانت التحدياًت هى  الموقف الإنسانى المجرد والواقعى.
لكن الحقيقية الكلمة سواء كانت فى لغة عربية أو فى لغة أخرى فهى تحتاج إلى توقف وتفحص.. فمن العصور الخشنة المتأخرة والألفاظ الجزلة التى كانت تسيطر على قدرة التعبير عند البشر إلى العصور الأكثر خشونة وان ارتدت ثوب النعومة والليونة.. والعصرية كان القاموس الإنسانى فى احتياج إلى تفحص والى السؤال .. هل كانت الكلمة لها القدرة فى التعبيرعن الموقف الإنسانى تجاه الأشياء؟ هل المسرح وهو الأب للفنون قد استطاع أن يقوم بذلك؟
للإجابة على هذا السؤال هناك ملاحظات....
·      لقد استطاع كتاب العصور السابقة أن يعيشوا مع الكلمة واللغة حالة إغراء.. فالصورة فى الشمس الذهبية والرجل العميق كالبحر والرجل الذى يبارز الهواء كانت أشياء تجذبنا إلى عالم من القصور المادى أو المعنوى الذى قد يصل بنا إلى أن تصبح الكلمة مثل " طعم الشهد" فى حد المتفرج والى أن تكون عالم الفنتازى الخصب بالنسبة للناقد وعالم نعيشه فى  لهثة والجرى  وراء الاحتياجات وبالنسبة للكاتب يريد أن يصل إلى تغيير الأشياء ويجعل من الانسان  يصل حد الصفات الحسنة.
·      الملاحظة الثانية هى أن اللغة فى الاحتفالات الدينية عند ا لإغريق والقصائد كانت تطهيراً.. تطهيراً بالكلمات فقد مثل "اعترف أنا مذنب" فى عملية غسيل المخ أو اقناع وهمى وبالنسبة للمصريين القدماء فكانت تطهير وهمى "يهرب من حياة الظلم والواقع المريض القاتل فى حلم الطهارة فى عالم آخر افضل"
·      إن الكلمة فى العصور الرومانسية مثل السيف والانحناء للأنثى وكانت الرومانسية ثورة ناعمة  وواجهاة  للعصر .. وحين تصبح الكلمة واجه العصر وتنتمى إليه.. تصبح وسادة وإن أخذت شكل التطهير عند بلزالك فى نهاية أيامه فعادت اقتراب للعصر السابق.
الكلمة كانت فى الملاحم اغراء بالنسبة للكاتب الذى يقدم لعقول متفاوتة فى الظاهر لكنها فى الحقيقة متساوية وهى سواء.. فكانت جماهير الإغريق البيئة الفطري السوية فكرياً واجتماعياً.. وكانت الملحمة عند بريخت تهدف إلى خلق الجماهير السوية عن طريق فتجير المشكلة (مشكل الذوق) عن طريق إلغاء اللاشعور والصراع بينه وبين الخارج وفى رأيه أن اللاشعور والصراع بين الأنا هما نتاج الرأسمالية..
الكلمة عند الأديب الاشتراكى.. كانت صراخ عند التزامه الأول وكانت حتماً عند وعيه واقرب مثال أراجون الشاعر الفرنسى وبول ايلور..
الكلمة هى أدوات التمكن .. للسيطرة على الطبيعة والأشياء.. ومن هنا كانت الأزمة الحقيقية هل عبر الكاتب أو فنان القرن العشرين عن الموقف الإنسانى.. فى خلال فترة ميلاد الأشياء لديه.. الحقيقة.. كانت الكلمة شريفة تماماً وفى حالة من النقاء والعطاء مع بداية كل مذهب فكرى.. لكنها فى النهاية كانت توشبها بالتقليد والحزلقة والصفة.. اخذت الكلمة دورها الطبيعى فى اللغة لدى كتاب الانسانية.. لكن المسرح وهو الأب للفنون لكن الحقيقة أن مسرحنا المصرى بالذات يفتقد إلى عنصر الكلمة المغامرة فالكلمة المزيفة السطحية التى كانت تمر لتمتص قهقهات الناس وتفرغ الانفعال بهم مؤقتاً عند الريحانى إلى كلمة سواء عند يوسف وهبى.. سطح أجوف.. لكن هل مرحلة الترجمة لشكسبير وغيره من الكتاب الأجانب العالميين لتكون الحل للحالة  المصرية فى المسرح المصرى.. فى الحقيقة أن قاموس ارضنا المعقد بلا كلمات.. لم يكتشف وجه له... فكانت الحاجة شديدة.. فهبط إلى سوق الفكر والمسرح الأدبى..  وظهر فى مصر بعد النكسه شاعر فنان يسمى (على عبد اللا) بمسرحية الوطاويط فى دمنهور كانت تجربة فى المسرح المصرى جديدة عليه..وكان ميخائيل رومان يحاول أن  ينهض بكلمه جديده على المسرح  لكن الحقيقة كانت النتيجة هى الموقف   السلبى من المتلقى الموقف عموما كان سيئا   من المتلقى المصرى.. وقتلوا "على عبد اللا" لتجربته الشريفة... وميخائيل رومان وهبط الينا الشاعر نجيب سرور يحمل فى الكلمة الشعرية  ذات الفكر السياسى.. والرغبة فى التطهير السياسى .. استخدام التراث المتخلف الفكرى المصرى إلى الصيغة الصحيحة.. وكان عالمه الشعرى.. شبه سهرة دينية فى معبد فرعونى قديم.. لكن النقاد والفنانين المصريين وأنا آسف لكلمة النقاد والفنانيين المصريين لأن الحقيقة هناك مرحلة تغيب حضارى من الفن والنقد فى مصر قاموا جميعاً ورفضوا هذا الأسلوب وعاشت الكلمة عصرها المميت وزيفها فى المسرح حتى وصلت إلى درجة من الإفلاس الذى شوه الذوق لدى الشعب المصرى والعربى معاً.. نتيجة تأثير المسرح العربى بالمسرح المصرى.
ما هو المسرح التجريبى ؟
ليس المسرح المتقدم أو المعاصر للحالة العادية.. وليس المستقبلى إنه مسرح قبل البدء.. بالنسبة للبلاد التى تفتقد إلى تراث مسرحى والى أصالة مسرحية وشكل مسرحى والذى عمر التقليد فيها قرناً تقريباً.
إن المسرح التجريبى هو مسرح الشمول.. هو من قبل البدء.. قبل البدء وبدء وحاضر ومستقبل.. هو الشمول وفى الوقت نفسه التراث وهو الارهاصات للملامح القادمة وقد يكون القادم المتغاير.
كيف نحكم على التجربة ؟
تجربة الكلمة + مجرب (مؤدى – ممثل – مخرج ) + حوار = فترة زمنية ونتائج فترة زمنية ونتائج + تجربة الكلمة مع تغير الأحداث والظروف + مجرب – مؤدى ممثل وهو أنا كائن ديناميكى – مبدع ، طبيعية البذل والتعير والتبديل والتغير والأخذ والعطاء يحمل بين اطوائه الحاضر الذى يزول والمستقبل الذى يصير إليه.. + حركة المخرج وتجربته التى ازدادت بمراحل تكشفه واكتشافه وملاحظاته للحركة الديناميكية والاستاتيكية وتناول العلاقات بتفحص اكثر + حوار مع متفرج قد شاهد وتغير وحدثت به اضطرابات وعاش واقع آخر = نتائج جمع وطرح للدخول فى تجربة آخرى.. والسؤال ماذا فى النهاية !!! ندعه الآن.
إن عصر المؤلف المخرج قادم وليس عصر المخرج المؤلف.
وعصر الممثل المؤلف المخرج وليس عصر الممثل المخرج المؤلف.
أنا والآخرين .. هل الأخرين وأنا.. ذاتان مختلفان.. هل العلاقة علاقة تبعية وقهر وخضوع أم علاقة التزام.
فى رأى علاقة حب .. علاقة توازن.
لماذا كانت هناك ضرورة للتجريب فى الكلمة فى المسرح المصرى والعربى  ؟
1-الكلمة اصبحت شكلاً مسطحاً للتعبير عن فراغ وتعطل قدرة الاجتهاد فى الكتاب المصريين وافلاس صفة الإبداع بينهم.
2-إن قانون الخلق فى العمل الفنى للكلمة فى حد ذاته مرحلة مستقلة عن كل مراحل يمر بها الكاتب لذا لابد من أن توجد بؤرة اتزان للإبداع فى الكلمة بمعنى أن مجموع بؤر التوازن يصنع قانون العمل الابداعى للكلمة.. أى أن مرحلة الوعى التام بالنضوج الفنى لابد أن توجد بشكل أو بأخر حتى لا تصبح اشكالاً مثلثة.
3-يجب أن يكون هناك وعياًَ بأن بكرية الكلمة واكتشافها ليس بالبعد عن الكلمات أو هجرانها فترة ثم العودة اليها.. لأن هذا الطريق وسيلة مخدرة وعلاج مؤقت.
4-التجريب فى الكلمة  هو الاساس بحيث هذه الكلمة لا تصبح شكلاً ملحمياً.. لأن الوعى بأن الملحمية جزء من وجدان شعبى بدائى أو دعوة لوحدة بدائية.. بينما الحقيقة نحن فى عصر وجدان الشعوب فيه معقدة وإن كانت بسيطة مثل شعبنا فهى بساطة معقدة.
5-الكلمة فى شكل انتقاد اجتماعى هو قناع للثورة على المجتمع والغضب عليه بينما هى فى حقيقتها قتل للثورة والارادة فى الإنسان.
6-إن الكلمة فى حاجة إعادة للبراءة بمعنى أن تدخل فى صراع بعيداً عن الصورة البلاغية بعيداً عن الاستعارات.. بعيداً عن المحسنات البديعية والكنايات.
7-إن الدراما بين الحرف والحرف بمعنى الترابط والصراع بينهما هو أحد العناصر التى فقدناها.
8-إن التخلص من حمل تقليد  الأخرين والاجتهاد فى حمل تجاوز تجربتهم عنصر لابد التخلص منه.. – بتفسير – إننا نحتاج إلى هضم تجارب وعدم ترديدها وتقليدها حتى نتمكن من إعطاء تجربتنا المسرحية ذات نقية أكثر وصفاء أكثر وخصوصية أكثر.
9-الكلمة فى المسرح لابد أن تدخل فى تجربة مع امكانيات الممثل البشرية  الجسدية الحركية  والصوتيه مع تجربة  الضوء وخشبه الخشبة  والديكور والاضاءة مع الجمهور.. أى تكامل  عناصر العرض المسرحى فى بوتقة واحدة  أو محاولة التكامل لكل العناصر  بالاستناد إلى أرضية هذا الاطار الفنى وهو المسرح.
10-      فى البدء كانت الكلمه الكلمة الألوان الكلمة والتدرج.. الكلمة والبحث. الكلمة من خلال المضمون الحقيقى.. أى نستوعب أننا لا نجرى خلف تجارب فى علم اللغة والأصوات بل إننا نحاول أن نخترق الحجاب والجدار الذى يفصلنا بين الجمهور الذى منعت عنه كل الأشياء البكرية الصادقة والذى انتهكت امام عينيه بالرؤية.
11-      ليس هناك ما يسمى بغموض الكلمة بل هناك افتعال وهو زيف واضح وهناك تجربة تثبت تعطل المتلقى للكلمة والسبب.. التعليم....
التعليم :
إن معظم الدول النامية تقع فى خطأ فادح حين تتحرر من الاستعمار الذى يبث كل سمومة فى الثقافة والتعليم حينذاك بمحاربة هذا القديم بخطأ فاحش أن تحول كل المناهج – السلطة إلى  الثورية الجديدة –  وحذف تاريخها وانجازاتها ومبادئها وأهدافها  السابقة وتشويه من سبقونا من خلال  مناهج التعليم جميعها فيصبح هناك مللاً من الطالب  من الابتدائى  حتى يصل إلى المرحلة الثانوية نظراً لمروره على نفس الكلمات فى التعليم الثانوى والاعدادى والابتدائى ويصبح جيل الثورة محدود التلقى .. لا يعرف ما مدى تطوره بالنسبة للعالم.. إن عامل التكييف ضرورة قصوى وإن المسرح والأدب يؤمئذ بوجه خاص عندنا فى الوكن العربى ادب دعائى ضعيف ومسرح غير حقيقى ..
إن مشاكل التعليم يجب أن تأخذ شكل العموم والشمول ومراعاة الإنسان.
·      إن التحسين المنشود فى العطاء فى الفن ينبغى أن يكون ثورياً خالصاً وعلى لجان العمل الجماهيرة والتعليمى والسياسى العمل على تحسين ونشر الوعى الوطنى والالتزام الثورى فى محو الأمية الثقافية والفنية والصحية  ونشر التعليم.ان مشكلة التعليم فى مصر سببها
أن الدولة  ترغب فى أن تعرف الدول الاشتراكية بأنها ذات ديمقراطية وحرية للانسان تطلق له العنان والحرية للتحدث كما يشاء.. والدولة الاشتراكية التى تمارس هذا تثبت للدول الرأسمالية بأنها تمارس الحرية التى تنكرها عليها.. وتصبح السلطاتان تثبتان لذاتهما القدرة على ذلك أما ما فى داخل الانسانس وما استفاده لا شئ...
وهنا نلقى بسؤال هل الفنان ساذج لسقوطه فى نقد المجتمع واعلان احتاجاجه عليه بحيث يصبح أداة تسلية فى المساء للسادة المتفرجين أم أنه غاضب يريد أن يغير تفكيراً اجتماعيا  ما.. إذا سقط الفنان فى أنه يعلن احتجاجه ورفضه  بشكل مباشر وسطحى وأن يوضع حلا لهذا فهو بذلك يسقط فى حلقة المصلح الاجتماعى أما إذا لم يصنع حل فهو كاميرا متنقلة ساخطة تزيد السخط سخطاً والقرف قرفاً.. ومن هنا يجب على الفنان مراعاة أن يكون شيئاً آخر...
إن الحياة تتطور وليست ثابتة وجامدة لذا كانت لزاماً تبعاً لحركة التطور والارتقاء التخلص من القديم والمخلفات الاستعمارية أن نزيد من سرعة وتنحية وتطور الفن ينشأ فى احضان الفكر الإنسانى دافعاً إياه نحو الارتقاء وليس إلى التباطئ والتخاذل.
إذا اردت أن تكون كلمتك ذا قيمة ووزن فى الكشف عن الأخطاء التى ترتكب حولك فإنك يجب أن تكون فوق مستوى الشبهات (وذلك فى الفنان الذى يدعى التزامه بقضايا الجماهير وبالحرية النقدية حين يبدأ فى كتابه كلمات ينقد فيها الأوضاع السياسية والاجتماعية نراه فى مركز اجتماعى أو سياسى يعمل تبعاً لجهاز سياسى هو موضع شبهة وبالتالى لا تقبل كلمته ولاتسير فى خطوة الايجابية نظراً لوعى الجماهير الفطن بأن الحكومة أو السلطة هى التى صرحت له بذلك.. أما بالنسبة للسلطات والحكومات التى تصرح بأنها ذات سيادة وتطلق الحرية للجميع فهى فى هذا السلوك إذا كانت دولة رأسماليه فهى تبعاً للسلطة التى تمارس بطريقة غير عادلة لابد أن تلجأ إلى أساليب القهر التى لا مبرر لها والتى بدلاً من أن تعمل على شحذ الهمم والطاقات ورفع مستويات الوعى الفردى والفهم الجماعى تولد ردود فعل سلبية مثل النفاق واللامبالاة وتثبيط العزائم وينتهى الأمر إلى تفكك الأفراد وإنهيار عزائمهم وتفرقهم والى ملاحظة العجز فى عمل الإرادة أو نشاط قطاع بعينة من القطاعات..
إن استخدام سلطة الرقابة مع الدول النامية والدول الاشتراكية بشكل سئ مما يجعل الكاتب أن يلجأ  إلى استخدام الرموز الساذجة وإبراز أن كل منهم ثورى متفاعل يكتب شئ وترفضه الرقابة والرقابة تمثل الوجه الآخر للسلطة.. أو تساعد على إنتشار الصمت الغير عادى والخوف من أن تطلق الكلمة نفسها فتأخذ ركناً مغاير يوقع صاحبها فى أيدى التحقيق الذى ينبغى الابتعاد عنه.
وإما اعطاء حرية الرقابة فى الدول الرأسمالية والغاءها هو كله اباحة الحرية للمنظمات الديمقراطية فى الدول الرأسمالية بأن تأييد الشعوب التى تنادى بحريتها فمثلاً أعضاء حزب ديمقراطى فى فرنسا يؤيدون الشعب الجزائرى فى نضاله ضد فرنسا.. ففرنسا تعلن أنه لولا تأييد الحزب الديمقراطى لما كانت قضية هذا الشعب اخذت وضعاً.وهذا كذب ..
إن الحسد والانانية والعداوة والأطماع المهاترات التى  بين الكتاب  والفنانين لا يمكن أن يساعد على الارتقاء فى المسرح ولن يتخلصوا من هذا  إلا بإزدياد معرفة الفرد بمسئولياته فلا يقوم بكتابة اشياء تؤدى إلى تشوية أى حركة أدبية قائمة وبأى حكم أدبي متحقق منطلق..ستحكم
البرجوازية لا تفضل المسرح التجريبى :
ان البرجوازية حلم الطبقات الكادحة البروليتارية ولذلك عندما تبدأ هذه البرجوازية فى تفسير ذاتها.. تجد أن العين تحاول أن تحتضن البرجوازية وتعيد تربيتها من جديد والبرجوازية بدأت تتفشى فى السلوك اليسارى الأم.. والدول الاشتراكية تظهر فيها البرجوازية الجديدة التى تعوق التقدم والأدب حينذاك يحاول أن ينهض بذاتية يعلن أنه برجوازى وتشبث به البعض نظراً لأنه يشعر بشئ من وجوده والبعض الأخر يرفض.
ان الحكم على الأدب بالبرجوازية أو غيرها شئ سخيف إن هناك أدب.. أدب.. فقط.. والنقاد يحاولون تفسيره.
إن سعادة الإنسان مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمع الذى هو أحد عناصرة.. وليست بالفن مباشرة.
الممثل والتجريب
الممثل هذا المخلوق.. الكائن الحى.. الذى تنفس ويفكر.. الممثل هو الإنسان.. الإنسان والخوف.. الخوف من البدء دفع الإنسان إلى التمثيل.. دفع الإنسان إلى أن يتقمص الشجاعة فى محاربة الحيوانات.. وأن يرقص أمام الطبيعية كى يقنعها بالتفاهم معها مثل  المطر والبرق وخوف الإنسان عوامل تضافرت مع الخوف من الحيوان مع الخوف من الجوع ودوافع الصيد والقوة الغبية.. والله..
الممثل : فى هذه الفترة يحتاج إلى حوار كثير ما هو ؟ هل هو أداة.. وهل سيظل هكذا؟ وما الحل؟ وأى طريق آخر ينهج؟
أولاً : قبل أن نسير فى خلال هذه الحوادث يجب أن نعيش مع الممثل والنص.. فالممثل دائماً فى احتياج إلى اقناع أولاً.. اقناع المؤلف.. ثانياً اقناع المخرج ولذلك يسأل دائماً ما رأيك؟ هل كنت مجيداً؟ هل الممثل أداة وصل بين المخرج والمؤلف .. فى الحقيقة هذا جزء من الإجابة وليس كل الإجابة.
فيجب على الممثل أولاً أن يعتبر نفسه مكتشف الدور.. أو مكتشف الكلمة.. أو مكتشف عالمها الخفى .. ثم هو الفكر الملائكى فى توصيل الحياة إلى البشر مثل جبريل...
والمسرح التجريبى هو مسرح اشتراكى والمجرب اشتراكى بالفطرة.. فليس كل اشتراكياً مجرباً ولكن كل مجرب مسرحى اشتراكياً..
المثقفون فى كل مجتمع اشتراكى دائماً هم العقبة أمام السلطة السياسية نظراً لتعدد أغراضهم ونوعيتهم والحكومات تبغي التخلص منهم.
أما بأن يوضعوا فى مراكز رئيسية تدعى السلطة أنهم سوف يمارسون تنفيذ قضاياهم وأحلامهم العلمية الواعية ثم يبدأون فى الاتجاه إلى تنفيذ أوامر السلطة ثم بالتالى يسقطون فى الفشل فتعلن السلطة عن فشلهم وتصبح قضيتهم استهلاك وتقع السلطة أيضاً فى فشل الالتزام بقضايا الجماهير.
يجب أن تتوافر الانجازات المادية والمعنوية للعمال والفلاحين ناحية التصنيع والزراعة.. ثم الفن.. ومن هنا يصبح الفن بما فيه من علامات ترفيه., شريفا.. ومعلما.. وحقيقة وإعطاء  وننمية للقدرات.. إن ضمان تحرير الإنسان ليس الفن بقدر ما هو النظام السياسى.
أما المثقفون فى كل مجتمع رأسمالى.. فهم أيضاً يحتلون نوعية من الاضطرابات للسلطة حيث البعض منهم اشتراكى والبعض يسارى متطرف والبعض لا منتمى وكل فى واد كلهم لهم وزنهم وكيانهم الذى لا يمكن الغائه. مهما كانت نسبهم واحد فى المليون فالسلطة تعمل فى حسبانها رفعهم فيمكن سجنهم وتشريدهم واتهامات باطلة توجه اليهم ولأن الواعى مخيف بالنسبة لأى سلطة مهما كانت فهو الذى سيمسك الورقة والقلم ليعمل ميزانية الأبناء وتطورها ويدرك ما وراء السلوك..
لكن المثقف غالباً ما يحب المتحول إلى الفكر الاشتراكى وهو بذلك يسبب فزعاً بالنسبة للرأسمالية.
إن مشكلة التعليم والأمية   وهى قضية سياسية سبب عجز الفن ..القضية الحقيقية للدول النامية والدول الاشتراكية التى ترغب فى الانطلاق أما أن يهبط الأديب والفنان عامة والخاص ويتحول الفن  المسرحى إلى سذاجة أو تقريب الصورة فهى معادلة برغبة سهلة التركيب لزيفها  عن أرض الحقيقة ولكن تنقذها اكذوبة لأن الأميين والمتعلمين سيرتقون بعد فترة وبالتالى سيصبح لهم نوعية أخرى.
إن التطور السياسى والتاريخى والاقتصادى والاجتماعى..مرتبط بالمسرح والمسرح  يبين مدى تطور الأمم من حيث تطور شخصيتها.. المنبثق عن تراثها التاريخى وأصولها وظروفها وتقاليدها المحلية الخاصة.
إن اتهام حركة الجماهير القائمة على رفض وضع سياسى واجتماعى معين بأنها تنبثق من أحضان الرجعية هو الرجعية الحقيقية فى أى سلطة وفى أى نظام لأنه ينكر ذلك وينكر المعالجة ويدعى أن الجماهير غصبت وقادت مشاعرها دون وعى إن التصرف بهذا السلوك تصرف غير عادى لأنه سلوك فاسد يدعو الأدباء والفنانيين اتخاذ خطوات غير عادية .. هى حركة القصائد الخفية التى تلعن وتسب كل الأوضاع القائمة أو الضجر المستمر.
والمسرح التقليدى يعتمد أساساً على الحكمة والحكمة دائماً هى وسادة الراحة التى يفضلها الحكام والمؤسسات السياسية فى الدول المتخلفة والأنظمة التى تعمل ضد مصالح الناس لأن الحكم تعنى نوم الجمهور بمخدر.. أما المسرح التجريبى مسرح الموقف الداخلى؟
إن حركة احتراف النقد بشكل سخيف هو القدرة على الاعتراف بالخطأ.. أصبحت ضمن السلوك العام المخادع حتى يشعر الجميع بأنك إنسان متطور أو بأنه نظام ديمقراطى واع...
تخلتف الحكمة عن الموقف فى المسرح
(الكلمة فى المسرح)
لماذا كان لابد من ظهور مسرح المواقف.
وهل هناك فرق بين الحدث والموقف.
الحدث هو فصل يحدث أو حركة.
فى زمان ومكان معين.. فقد تمر الأحداث دون اتخاذ مواقف لكن فى الحدث هناك فعل.. أما رد الفعل فهو الموقف نابع من منطلق فكرى معين..
فاذا حدثت حادثة أو حدث معين أو عدة حوادث.. ينتج مواقف والموقف داخلى وخارجى.. داخلى بمعنى أنه قد تنفجر قضية أخرى.. وخارجى أى ظهور حركة محددة.. لكن التفاعل مع الأحداث قد يكون بلا مواقف.. حركة دون هدف.. الموقف يعنى وجود من نوع ما.
الفرق بين الحدث والظاهرة :
قد ينبهر الأديب بظاهرة فتصبح عالم له .. الظاهرة عموم نتيجة حتمية وهو أرقى من الأديب الذى ينبهر بحادثة.. الحادثة موقف فجائى نتيجة طارئة.. العبث لم يعطى إلا انتهاء الحدث وظهور اضطرابات وانفعالات فكرية أما مسرح المواقف يعطى جزء.. وهو النتيجة الحتمية لإنفصال العلوم عن الفلسفات فأصبحت الفلسفة جزء أى موقف من مواقف الإنسان.. فهناك علم التاريخ والعلوم الطبيعية التى انفصلت وغيرها عن العلوم.
الفرق بين القيمة.. وقانون العمل الفنى.
القانون .. تعبيراً موضوعياً عن سير الظواهر الفنية والطبيعية والفكر.
أما القيمة.. تعبيراً ذاتياً غير محايد عن الظواهر الطبيعية والفكر.
فالقانون يعنى الصراحة.. والفن يعنى الذاتية الملتزمة الغير محايدة.
متى نقول أن المسرح التجريبى  فن جديد.
1-إذا ظهرت الحاجة لهذا الفن.
2-إذا ظهرت القدرة الفعلية لاستيعاب هذا الفن.
3-إذا كانت هناك قاعدة ثقافية لاستيعابه.
4-إذا كان هناك تراثاً أدبياً وفنياً وفكرياً..
والحقيقة لم يظهر لنا إلى الأن أى شئ من هذه الظواهر.فسيظل المسرح التجريبى غريبا
بقلم السيد حافظ
نشرت فى السبعينيات فى مجلة الحياة المسرحية


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More