فـنيـــات الكــتــــابـــة المســـرحــــيـــة
"مسرحية امرأتان "
نموذجًا
للكاتب للسيد حافظ
إعداد
بسمة حرود ـــ
ــــــ نـــورة حبيب
الجزائر
تقديم
د.محمدزعيتري
جامعة محمد بوضياف بالمسيلة
كلية الآداب واللغات
قسم اللغة والأدب العربي
مقدمة بقلم
الدكتور محمد زعيترى
ــــ شهادة للتاريخ ــــ
المبدع السيد حافظ لم أجد لهذا الرجل الفذ والمفكر العبقري ، تصنيفًا في عالم الأجناس الأدبية . ولجتُ عالم الرواية فوجدته روائيًا مقتدرًا، وسبحت في فضاءات المسرح؛ فعرفته مسرحيًا حاذقًا. و غصت في عوالم القصة و بحارها العميقة؛ فألفيته قصّاصًا ماهرًا.
السيد حافظ هذا المبدع الزئبقي، طوّع الرواية للسيناريو ، ولاقح القصة مع المسرحية ، فولّد جنسًا أدبيًا يحمل في كنفاته تقنية الرواية مع خصوصيات المسرح بحبكة القصة و حوارية السيناريو ؛ بنكهة المسراوية و جمالية السيمرواية ، و عبق التوثيق التاريخي و حلاوة الموروث الثقافي.
السيد حافظ ، رجل الأجناس الأدبية بلا تخصيص ، تداخلت. و تضادت و تكاملت في انسجام كبير . السيد حافظ ، مبدع بلا حواجز و مفكر بلا حدود ومخاتل في لمحات فلسفية عقلية ، بعيدة عن عقد الإنتماء الزائف و قوقعة الجغرافيا الضيقة . رجل بلا زمان و مناسب لكل زمان.
د. محمد زعيتريرابط التحميل الأول
رابط التحميل الثاني
يعد المسرح من أهم الفنون النثرية التي انتشرت في العصر الحديث، فهو فن واسع، إذ يجتمع بين فنون متعدّدة، والمسرح من فنون التعبير الأدائي يتميّز بطابع إنساني وحلقة الجمالية الأنيقة واتساعها بأدائه شتّى الأغراض بطريقة تعتمد على الوصف والسرد والحوار.
إنّ هذه الدّراسة لا تتناول المسرح فله دارسوه وفارضوه والمختصون به، ولكنّها تتناول المسرحية أو النص المسرحي، فتعدّ المسرحية نوعا من أنواع الفن وتقدّم حكاية معينة من خلال أشخاص وتمثّل أفعالهم داخل المسرحية، وتتّخذ كل ممثل في المسرحية دورا يمثل من خلاله شخصا في الحكاية، يتأسس المسرح من منظومة من الأدوات والعناصر ويتمظهر فيه نسق مهم ألا وهو النص المسرحي، يتكون النّص المسرحي من مجموعة من العناصر التي تتضافر ما تنتجه له، وتمثّل هذه العناصر الحدث، للحوار، الشخصيات، الحبكة، الصراع .
يعدّ التأليف المسرحي فن من الفنون التي لها قواعدها العامة الثابتة وخطوطها الأساسية التي يجب أن تتوافر عليها المسرحية، بحيث إن غاب شيء منها أو ضعف تأثرت بذلك المسرحية كلها، إنَّ كل عنصر من عناصر النص المسرحي تساهم بقد معين في تشكيل النص وعند التعرض إلى النص المسرحي بالدراسة ولا يمكن الاعتماد على عنصر من تلك العناصر دون الأخر.
فالمسرح يحمل الكثير من الدلالات والإيحاءات وأن الغوص في أغواره العميقة ممتع، وهذا ما كان بالنسبة إلى السيد حافظ فالمسرح عنده متعة وأداء وتعبير يحقق فيها أفكاره ورؤيته الاجتماعية والسياسية وكل ما يخص الإنسان العربي بشكل خاص الإنسانية بشكل عام .
تعتبر مسرحية "امرأتان" مسرحية ذات طابع اجتماعي وهي مكسب للفن والأدب والثقافة، لذلك ارتأينا بدراستها .
ويمكن تقسيم أسباب اختيارنا للموضوع إلى ذاتية وموضوعية، أمّا الذاتية فتمثلت في حب الإطلاع والإثراء المعرفي في الميدان المسرحي وإعجابنا بالفن المسرحي وأعمال "السيد حافظ" ككاتب مسرحي عدّ واحد من ركائز الكتابة المسرحية العربية، وأمّا الموضوعية فلما تجود به مسرحية "السيد حافظّ" من حضور مكثّف لعناصر المسرحية وما اشتملت عليه من الأسس الفنية للنص المسرحي.
في ضوء ما سبق نطرح الإشكالية التالية:
- ما مدى قدرة السيد حافظ على توظيف الأدوات الفنية للعمل المسرحي؟
وقد تمخض عن هذه الإشكالية الفرضيات التالية:
- ما هي الآليات التي اعتمدها السيد حافظ في مسرحيته؟
- هل استطاع السيد حافظ الإلمام بجميع الفنيات في مسرحيته؟
- بماذا تميزت هاته فنيات الكتابة عنده عن غيره؟
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يقع في فصلين بعد المقدمة، أما الفصل الأوّل فكان بعنوان: "العناصر الفنية المكونة للعرض المسرحي"، والفصل الثاني قدمنا دراسة تطبيقية للعناصر الفنية في المسرحية، وكل فصل يحتوي على ثمانية مباحث، للنصل إلى الخاتمة التي تضم أهم النتائج المتوصل لها من خلال هذا البحث مع ملحق يضم تعريف بسيط للكاتب وملخص للمسرحية.
واستنادًا إلى ما سبق اعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي نظرا لطبيعة الموضوع التي تفرض هذا النوع من المناهج فهو وصفي، من ناحية الجانب النظري، وتحليلي من خلال تفكيك جزئيات البناء الدرامي ومعرفة هذه الجزئيات التي تشكل النص المسرحي فطبيعة الموضوع تقتضي الوصف والتحليل وقد استشفى البحث مادّته من مصادر ومراجع منها:
إلين ستون "وجورج سافونا" المسرح والعلامات، "منير الزامل" التحليل السيميائي للمسرح "عبد القادر القط" فن المسرحية، "مجيد حميد الجبوري" البنية الداخلية للمسرحية
وبطبيعة الحال كأي بحث لا يخلو من الصعوبات والعراقيل، فأوّل وأهم صعوبة هي فيروس كورونا الذي أحدث شلل في الحركة ممّا صعّب التنقل والحصول على المعلومات، قلّة المصادر والمراجع حول أعمال السيّد حافظ، بالإضافة إلى أننا لم نجد أيّ دراسة تطبيقية أو نقدية حول مسرحية امرأتان.
وفي الأخير فإنّ الحمد لله وحده لا شريك له بفضله ونعمه الّذي أنعم علينا بنعمة الدّراسة وسلامة البدن والعقل، ثم يعود الفضل إلى أستاذنا الدكتور"محمد زعيتري" الّذي لم يبخل علينا بنصائحه القيّمة وتوجيهاته الصائبة، فله كل الاحترام والتقدير وأرجو أننا قد وفقنا ولو بالقليل في هذه المساهمة العلميّة المتواضعة، ونشكر كل الّذين قدّموا لنا يد العون ولو بالكلمة الطيّبة وهو أضعف الإيمان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق