مقدمة

لعل غالبية المثقفين يعرفون الكاتب الكبير السيد حافظ على أنه مؤسس المسرح التجريبي في مصر والعالم العربي، ومعظم الدراسات التي تناولت أعماله الإبداعية كانت عن أعماله المسرحية التي قام بكتابتها.

ولكننا هنا بصدد تناول عمل آخر لا يقل إبداعًا وتفردًا عن أعماله المسرحية، إنها سباعية روائية أو بالأحرى هذه الملحمة التي امتدت في سبعة أجزاء، وحملت بين طياتها مزيجًا فريدًا من التاريخ القديم والمعاصر وما أخفاه بين ثناياه، وما أفصح عنه الرواة وما تم إخفاؤه أو طمسه عن عمد أو اندثر وانهال عليه غبار الزمن منتظرًا ذلك الفارس الشجاع الذي يهيل عنه الغبار، ويعيده للحياة ويقيّده في سطور الزمن.

عند الولوج إلى عالم الأدب، تجد البعض يحبو والبعض يسير بخطى واثقة، والبعض الآخر يحلق في قضاء الإبداع وكأنه ولد بين خيوط النور أو هام بين الطيور مُحلقًا.

وها نحن هنا نقف أمام قامة كبيرة، لا يقبل إلا بالصفوف الأولى وإن سار على الدرب منفردًا، ونالت منه ألسنة الآخرين لأنه اختار اعتلاء القمم، ولم تتعثر خطواته في تلك الأحجار التي عكف الباقون على إلقائه بها، فكانت بمثابة الحافز، ووسيلة لاستثارة الهمة ومواصلة السير والارتقاء..

وهنا يجدر بالذكر الإشارة إلى أن التكريم من الآخرين ليس بالضرورة أن يكون مكافأة المبدع!!