Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الثلاثاء، 9 يوليو 2024

هم كما هم ولكن ليس هم الزعاليك - مسرحية تجريبية

 

 

مسرحية من فصل واحد

بقلم

السيد حافظ


 


 

أشياء لا تكتب

نعم سرنا فى بشاعة كل المواقف.. نمتص رائحة عفونة الفكر المتدهور.. حينما سقط فى تمزق الرؤى فى القرن العشرين.. يلفظ وعى اللحظة فينا إحساسًا بالوحشة. لكننا حين ندرك سر العلاقة بيننا كشعب نامي والعلاقة بين الحضارات الأخري.. يحدث لنا من توتر الوعي ذبذبة تنجب إشعاعًا يمكنه القدرة إلى الإضافة.

عرفنا أوراق البردي حين مات " أوزوريس" عرفنا كيف نكتب.. وكيف نغرق في الألوان الموجودة على جدران المعابد هجرتنا أغنيات النزيف الداخلي لعروس النيل حين توهب للنيل لكننا أدركنا في صوت المآذن نشيدًا آخر.. ومارسنا عبادات جديدة.. والتهمتنا أحداث غريبة .. كل هذا يفرز فينا شيئًا آخر.. كذب ما يقال عن بساطة التكوين والمجهر الإنسانس يثبت فى نخاع التاريخ على مرمى عدسة الحاضر.. إننا لسنا سوى كم هائل من التناقض والقلق والفكر الغريب.. تغطية سحابة كاذبة تدعى أننا.. وأننا ..

حين رضعنا براءة التكوين.. حاولنا أن نستوعب القاع بسذاجة الإشعاع.. وذكاء الإفراز وتفوق الإبداع أن نخلق للإنسان شيئًا ما.. فى لحظة تعطلت فيها اللحظة أن تعى شيئًا للإنسان.1968..اخرجت هذه المسرحية على مسرح سيد درويش 1968 لفرقة معهد الفنيين التجارين بالاسكندرية وكانت من بطولة مهدى يوسف الذى اصبح مؤلفابعد ذلك وكتب يوميات ونيس للقدير محمد صبحى.

 


 

الإهــــــــــــــــداء

إلى كل الباحثين عن المسرح الجديد فى مصر والعالم

إلى طفلة تبحث عن الغد الأشرف والأجمل

إلى نعمان عاشور مؤسس المسرح الاجتماعى فى مصر

 

 


 

الزمان

:

وقت الغروب .. فى أوائل الصيف

المكان

:

جزء من حديثة عامة بها دورة مياه .. يفضل أن يبدأ العرض من باب المسرح الخارجى.. حيث يقف الشحاذ يشحذ من المتفرجين فى أثناء دخولهم، ويقف العسكرى فى وسط الصالة.. ويدور عبد السميع ماسح الأحذية بين الجمهور فيثير نوعًا من الاشمئزاز بالنسبة إليهم. تفتح الستار على ظلام دامس .. ثم ينزل من أعلى (سبوت) بقعة ضوء) فى متنصف المسرح تصنع دائرة ضوء على المسرح بيضاء.. تظهر الشخصيات فيها.

عم شحاته

:

يا محمود يا بنى البلد اللى تلاقي فيها راحتك ولقمة عيشك.. تبقى بلدك (ينظر إلى الجمهور) وألا إيه !!!

أنا مين؟ اللى بتقابلوه وقت ما تبقوا معذورين.. وتعدوا عليه.. أنتم ما بتبصوليس.. معلش. مسيركم يوم تبصولى وتحسوا إنى زيكم بالظبط.. أنا بنى أدم من شحم ولحم زيكم أنا عم شحاته .. (يخرج من دائرة الضوء إلى الظلام)

محمود

:

(يدخل إلى دائرة الضوء بعد اختفاء شحاته) يا حلوة ومعسله يا بطاطا. أنا ساعات بحس يا عم شحاته إنى لازم أبقى زى حوده.. حودة بيلبس يا عم شحاته هدوم غالية قوى! حوده بيشرب يا عم شحاته ! حوده بياكل يا عم شحاته! حوده! .. لكن ارجع وأقول لنفسى.. لكن إزاى يا وله .. ده أنت غالي ودمك حر.. الله يلعن الحوجة .. ويلعن الفلوس يا حلوة ومعسلة يا بطاطا .. محمود بتاع البطاطا (يخرج من الضوء إلى الظلام)

أنيسة

:

(تدخل إلى بقعة الضوء.. يبدو عليها الإرهاق) قال : إيه اللى رماك على المر؟ قال الل أمر منه! يا حوده تعبت.. يا حوده زهقت! يا حوده حاطق.. يا حوده يا حوده (تضحك) .. ما تتعب ...يا دمك! (تشير إلى أحد المتفرجين فى الصالة) عارفاك أنا.. عامل تقيل .. لك حق.. ما هو انتوا كده. قدام الناس تنكسفوا.. ولما تبقوا لواحديكم .. يا عينى عليكم .. نهايته .. إيه عاملين مش عارفين؟ طيب معلش مع إنى أعرفكم كلكم.. ما عدا واحد منكم أنا مين ؟؟ أنيسة (تخرج إلى دائرة الظلام)

 

:

(يدخل حوده.. وخلفه حوده الثانى إلى دائرة الضوء)

حوده 1

:

أنا حوده.

حوده 2

:

حوده

حوده 1

:

أظن كلكم عارفنى.

حوده 2

:

فنى..

حوده 1

:

وبتحتاجولى

حوده 2

:

جولى.

حوده 1

:

انا دايمًا خدامكم.

حوده 2

:

دامكم..

حوده 1

:

خدامكم.

حوده 2

:

دامكم.

حوده 1

:

انا نفس على حقيقتى حد يعرفنى.

حوده 2

:

رفنى.

حوده 1

:

يا ترى فين أبويا؟

حوده 2

:

بويا

حوده 1

:

فين أخويا؟

حوده 2

:

اخويا.

حوده 1

:

فين أمى ؟

حوده 2

:

أمي.

حوده 1

:

(يشير إلى الجمهور) يمكن أنت أبويا !

حوده 2

:

(يشير معه) بويا.

حوده 1

:

يمكن أنت أخويا !

حوده 2

:

خويا .. (يلاحظ أن حوده 2 يتحدث بآنات أعماق الإنسان المذبوح).

حوده 1

:

يمكن أنت عمى !

حوده 2

:

آمى

حوده 1

:

أنا تايه !

حوده 2

:

آيه.

حوده 1

:

يا أنيسة

حوده 2

:

نيسه

حوده 1

:

أنا تايه.

حوده 2

:

ايه..

حوده 1

:

يا أنيسة

حوده 2

:

نيسه

حوده 1

:

أنا.

حوده 2

:

أنا

حوده 1

:

حوده

حوده 2

:

ده (يخرج حوده ومعه حوده 2 من الضوء).

المثقف

:

(يسقط سبوت عليه فى وسط الصالة) إحنا جايين هنا علشان نضحك .. مش علشان نسمع كلام فارغ حزين.. أنا بعت جواب لوزير الثقافة .. قلت له :

يا سيادة الوزير (ينحنى) إححنا عايزين مسرحيات كوميدي هادف.. ومش مهم هادف.. ما هو الضحك هدف.. أرجو يا أخ خلصونا بقى.. عايزين نضحك.. هاهاها أحسن بعدين اشتكيكم فى وزارة الثقافة لعدم اضحاككم للجمهور أنا جاى ليه.. أنا جاى اتمتع علشان بعد كده عندى محاضرات ودوشة متشكر أنا (يجلس بين الجمهور مرة ثانية. وتختفى بقعة الضوء التى سلطت عليه) (تظهر بقعة الضوء التي كانت على المسرح سابقًا)

شخص

:

مساء.. أجدع مساء.. ما قولنا مساء.. طب مساء الفل والجمال مساء الورد.. واللى معاه سيجارة مساء.. واللى معاه لب مساء.. واللى معاه حاجة يعنى مساء أنا أنت.. وأنت أنا .. آه.. آه..آه (يدعى أنه يقول اسمه ولكن لا يقول) مساء.. (يختفى الشخص من الضوء ويخرج إلى الظلام)

(يعود عم شحاته .. محمود .. أنيسة.. حوده.. حوده 2.. يلتصق بحوده .. فى بقعة الضوء.. ويد كل منهم اليمنى مرتفعه بحركة إشارة إلى الجمهور)

الجميع

:

أنت زعلوك.. أنت زعلوك.. أنت زعلوك (يدور الجميع. ثم يتجهون إلى الصالة ويشيرون إلى الجمهور) أنت زعلوك.. (ظلام .. ثم يضاء المسرح على المنظر التالى :

جزء من حديقة عامة.. تتفرع منها الأوراق..

فى أعلى يمين المسرح يظهر سلم ذو درجات معدودة يؤدى إلى باب كتاب عليه (دورة مياه)

الباب لمبنى قديم – اللوحة المعلقة على الباب حروفها باهته من جراء آثاء الشمس

عربة فى أسفل يمين المسرح – يقف بجوار العربة محمود مرتديًا جلبابًا بلديًا رخيصًا وقديمًا – كرسي للجلوس وضع في أعلى وسط المسرح .. بجوار الشجرة

الشجرة ليست بها أوراق – كرسي آخر فى أسفل يسار المسرح – ما بين الكرسين مدخل للحديقة عليه بقعة ضوء حمراء – يجلس حارس دورة المياه على الكرسي الذي في أعلى وسط المسرح يمسلك حبلًا.. يبدو أنه يصنعه – هناك بقعة ظلام في المستوى الثالث للمسرح للمدخل للآخر).

عم شحاته

:

يا مهون هون يارب.. أولها قطنه وآخرها قطنة.

محمود

:

(وهو يضحك) أولها واء وآخرها واء.

عم شحاته

:

بتقول ايه يا هايف.

محمود

:

بقول أولها واء وأخرها واء يا بطاطه.

عم شحاته

:

ايه هى اللى أولها واء وآخرها واء.

محمود

:

إيه هي يا بطاطه.. الدنيا يا بطاطا.. يا معسلة وطازة (ينظر الي عم شحاته) مش أول أول الواحد ما بينزل على وشط الدنيا بيقول واء.. واء ونهار ما عزرائيل بياخد روحه مش بيقولوا عليه واء.

عم شحاته

:

يعنى نهار ما عزرائيل بياخد روحه بيقولوا عليه واء.

محمود

:

آه والله (ينتادى) سخنه وطاظة يا للي زي الورد.

عم شحاته

:

آديك من صباحية ربنا لمساها.. وأنت عمال تقول يا حلوة.. يا غنوة .. يا جميلة.. يا رخيصة.. يا معسلة مفيش فايدة.

محمود

:

إذا كان نفسك في حته يا عم شحاته قول ما تنكسفش.

عم شحاته

:

حتة ليه.. هو أنا طفس.. الله يخليك.. وأنت كلامك زي الدبش.

محمود

:

معلش يا عم شحاته .. يا عتره .. يا فتوة الحتة.. دى الشخطة منك بترعش الأسد.. وتلبش الجتة.

عم شحاته

:

أهو ده اللي أنت فالح فيه.. تقول كلام حوده.

محمود

:

هو .. هو أنال طايل.!

عم شحاته

:

طايل إيه ؟

محمود

:

وا.. ولا حاجة..

عم شحاته

:

أنا شايفك من ساعة ما رجعت من عند حوده وأنت متغير.

محمود

:

أنا .. آه .. أبدًا.. لا. ا.

عم شحاته

:

هو أنت لقيت أنيسة هناك.

محمود

:

لأ.. آه.

عم شحاته

:

يا لأ .. يا آه.

محمود

:

آه.. بتسأل ليه ؟

عم شحاته

:

أصلك لما بتشوف أنيسة وحوده مش عارف إيه اللى بيجري لك.؟

محمود

:

(متداعيًا اللامبالاة) وحيجرالى إيه يعني؟ على فكرة إيه؟

عم شحاته

:

إيه.

محمود

:

حوده مارضيش يسلفنى العشرة صاغ.

عم شحاته

:

لازم مامعهوش.

محمود

:

هه (ويضحك بسخرية) معهوش.. ده قبض ربع جنيه حتة واحدة من قزازتين كوكا يعنى كسب واحد وعشرين صاغ صافى واحد وعشرين صاغ صافي يا بطاطا.

عم شحاته

:

طول عمر حوده بيكسب كويس

محمود

:

دا أنا في الصيف لما بشتغل جرسون مابخدش واحد وعشرين صاغ بقشيش.. وتعالي يا محمود.. أنزل يا محمود حاضر.. يا بيه سجاير يا محمود.. حاضر يا بيه (لنفسه) ما تسيبك من شغلة الطاطا دى.. واشتغل زي حوده واشتغل زى حوده.

عم شحاته

:

بتبرطم بتقول إيه .؟

محمود

:

ولا حاجة.

عم شحاته

:

أنا عارفك نفسك تبقى زيه.

محمود

:

زي مين .؟

عم شحاته

:

زى حوده.

محمود

:

أنت مش شايف لابس ايه.؟

عم شحاته

:

بكرة أنت تكسب من الحلال وربنا يفتحها عليك.؟

محمود

:

أمتى؟ وفين ؟

عم شحاته

:

ما عرفش! لكن حتوصل للي فى بالك.

محمود

:

ده لابس ساعة فى ايديه بتقولك : النهاردة ايه؟ وبكره ايه ؟ والساعة كام ؟ واسمك ايه ؟ وجاى ليه ؟ وعايز إيه.؟

عم شحاته

:

أنت ما تعرفش حوده زيى حوده على قد ما أنت شايفه فرحان ومبسوط .. لكن !

محمود

:

إيه !

أنيسة

:

(تدخل من جهة اليسار عليها ضوء احمد يتحرك معها)

أوى يأويك يا بو حنفى.

محمود

:

أنيسه

أنيسه

:

ايوه.

عم شحاته

:

إزيك يا أنيسه.

أنيسه

:

الله يسلمك يا عم شحاته (تقترب منه فى دلال) يا عم.. شي .. حا.. ته (تضحك)

شحاته

:

(مبتعدًا) أنت جايه من عند حوده.

أنيسه

:

آه

محمود

:

اللهم ما طولك يا روح.

أنيسه

:

أنت لسه زعلان يا حوده (يلاحظ ضم الميم)

شحاته

:

زعلان ليه ؟

أنيسه

:

(تنظر إلى عم شحاته وتقترب منه) هو أنا عارفه.. بقى يرضيك يا عم شحاته إنه يزعل من حوده إكمنه مارضاش يديله بريزة إكمنه كان مشغول بيه.

شحاته

:

لأ.. ما يرضنيش.

محمود

:

(بصوت مرتفع) بتقول إيه يا عم شحاته ؟

شحاته

:

(هو يفيق) بتقول إيه كان مشغول بيها يا أخي.. مش تخلي في عينيك شوية نظر.

أنيسة

:

قوله.. وعلى كل حال .. حوده بعتنى لك بالبريزة.

محمود

:

لأ.. مش عايز.

أنيسه

:

(تقترب منه ) علشان خاطري.

محمود

:

لأ..

أنيسة

:

عشان خاطرى.

محمود

:

لأ.

أنيسه

:

عشان خاطري (وتقترب منه أكثر)

محمود

:

برضه لأ.

أنيسة

:

عشان خاطر أنيسة.

محمود

:

(وهو شبه مستلم) لأ.

أنيسه

:

عشان خاطر عيون أنيسة.

محمود

:

طيب .. خلاص.. خلاص.

أنيسة

:

عجبى عليك يا زمن.

محمود

:

(يأخذ البريزة.. وهو يذهب إلى العربة) العال يا بطاطا.. يا حلوة يا بطاطا.

أنيسة

:

تعرف إن حوده طيب يا محمود.. وقلبه أبيض.

محمود

:

عارف.

أنيسة

:

ومالك بتقولها كده من غير نفس .. طب أسأل عم شحاته.

شحاته

:

حوده.. حوده لما بشوفه يعيط.. باحس إنه ابني.. لكن!

أنيسة ومحمود

:

(معًا) إيه ؟!

شحاته

:

أصل ابنى مش كده أبدًا.

أنيسه

:

ها ها ها .. أنا عارفة إن حوده مش عاجباك شغلته وحتى أنت كمان يا أبو احنفى.. مش عاجباك حوده ولا شغل حوده.

محمود

:

العال يا بطاطا.. يا حلوة ومعسلة..

أنيسه

:

عن إذنكم أنا رايحة لحوده.

محمود وشحاته

:

(معًا وهما يشيران لها) اتفضلي.

أنيسه

:

طب مش متفضلة.. وآدى قاعدة (تجلس) قال اتفضلى قال (تجلس على مقعد)

حوده

:

(يدخل ومعه حوده 2 وينادي) أنيسة بنت يا أنيسه.. ما تردى يا بت.

أنيسه

:

نعم (يدخل حوده عليها يمسكها بقوة ويصفعها بينما الظل يبكى جنبها بعطف)

حوده

:

نعمة ترفصك.. فزى.. قومي.. تعالي.

أنيسه

:

حاضر (حوده 2 يتحرك يجوارها صامتًا خائفًا)

حوده

:

روحى.

أنيسه

:

حاضر.

حوده

:

ما تغيبيش.

انيسه

:

حاضر.

حوده

:

وخلي عقلك فى راسك.

أنيسه

:

حاضر.

حوده

:

أنا مستنى.

أنيسه

:

حاضر.

حوده

:

فاهمة.

انيسة

:

حاضر.

حوده

:

ياللا يا حلو قدامي.

انيسه

:

حاضر (تخرج وخلفها حوده وحوده 2)

شحاته

:

(لمحمود) وشك مقلوب كده ليه.

محمود

:

ماليش بس اديك شايف.

شحاته

:

شايف إيه.؟؟

محمود

:

ولا حاجة.

شحاته

:

أنا عايز أفهم أنت ليه وشك بيتقلب لما بتشوف أنيسه واقفة مع حوده.. تكنش بتحبها يا وله.؟

محمود

:

أنا .. انا برضه يا عم شحاته (يضحك وهو يخبئ الغيظ فى الضحك)

شحاته

:

امال إيه اللى بيحصل لك.؟

محمود

:

ما هو أنا اللى بيحصلي (يقلد عم شحاته أثناء وقوفه مع أنيسة) لأ يا عم ش.. حا.. ته.

شحاته

:

اتحشم يا وله.. أنا متجوز وعندي سبع عيال كلهم ما شاء الله

عبد السميع

:

(يصعد إلى المسرح أثناء حديثهم.. يظلم المسرح ويسلط عليه بقعة الضوء الدائرية (سبوت) من أعلى)

 

:

أنا .. أنا مش عارف مين أنا.. أنا تعبت من اللف.. رجلي مش فيا.. أنا دجسمى كله همدان.. أنا خلاص تعبت وأصل .. ما هو إما إني جاتل يا مجتول.. وإن ما جتلتش حانجتل.. وإن ما جتلتش حانجتل برضه.. يابوى .. (يئن بصوت عال) اجتله.. ماجتلتوش.. أنا عبد السميع أنا عبد السميع (يضاء المسرح كما كان عليه قبل دخول عبد السميع)

شحاته

:

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

محمود

:

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

عبد السميع

:

تسمح يابوي (يشير لحذاء عم شحاته).

شحاته

:

تشكر.

عبد السميع

:

(لمحمود) تسمح يا ويلد العم (يشير لحذاء محمود)

محمود

:

تشكر يا سيدي.

عبد السميع

:

ندخل جوه.. (يشير إلى المراحيض)

شحاته

:

أدخل بس ما تغبش.

عبد السميع

:

(يضع الصندوق بجوار عربة محمود) خلي بالك يا ولد العم من الصندوج.

محمود

:

طيب يا سيدي.. بس خف نفسك شوية .. (يتحرك عبد السميع إلى السلم ويختفى).

شحاته

:

(بصوت مرتفع لعبد السميع) خش من الباب الأخراني لحسن الاثنين التانيين بايظين.

عبد السميع

:

(من الداخل) حاضر يا بوى.

شحاته

:

(لمحمود) هي دي كانت أحسن شغلانه لك تمسح جزم.

محمود

:

وماله احسن شغله ما دام شريفه.

شحاته

:

يا غلباوي.

محمود

:

أيوه يا بطاطا.. يا غلباوي يا بطاطا.

شحاته

:

أنت فاكر نفسك إيه يا ولد.. دا أنا رشيدي.

محمود

:

أحب أم الخلول.

شحاته

:

(يدخل وخلفه الظل) أحلى كلام.. وأحلى ناس..

الظل

:

(يبتسم .. ويزهو بنفسه خلف حوده)

محمود

:

أحلى كلام يا حلوة.

شحاته

:

(لحوده) علمت الواد الدردحه.

حوده

:

(يقبل محمود) أعمل إيه .. أصل أبو حنفي حبيبي.

محمود

:

ليه هو أنا كنت مغمض.. وهو خلاني فتحت وإلا إيه.

شحاته

:

اسكت يا ولد يا خايب.. يا للي مالكش أصل.. ولا فصل

محمود

:

ماليش أصل ولا فصل.. ده أنا من أحسن بلد ده أنا من إيتاي البارود.. بلد أدهم.

حوده

:

أدهم مين ؟ (ينظر لعم شحاته)

شحاته

:

أدهم الشرقاوي اللي من إيتاي البارود.

حوده

:

طيب والله عال بقى أنت من بلد أدهم الشرقاوي أجدع ناس يا ولد.

محمود

:

متشكر.

شحاته

:

أنتوا اتصالحتوا قوام (يتجه الظل إلى عم شحاته غاضبًا)

محمود

:

آه صحيح.. أنا زعلان منك يا حوده.

حوده

:

حقك على.. مش لما تلاقيني فاضي تكلمنى ولا.. فى أي وقت تتكلم معايا.. لازم يبقي عندك نظر.. مفهومية حداقة فتاكه.. أتعلموها بقى.. الله يخرب بيوتكم أنتوا إيه.؟

شحاته

:

أحلى كلام.

حوده

:

أحلى كلام.

شحاته

:

الظاهر عليكم بلديات.. كل واحد فيكم قلبه أبيض عن الثاني.

محمود

:

ما قلتليش يا حوده .. أنت بلدكم إيه !.

حوده

:

ليه ؟ (يستغرب الظل ويتحفز).

محمود

:

سؤال .. بلاش أسأل لكن أعرف حد في بلدكم من إسكندرية ولا طنطا.

حوده

:

لأ.

محمود

:

أمال منين !.

حوده

:

أنا .

محمود

:

آه (يدور الظل في دائرة فزع .. يصبح حائرًا حوده.. تخفت الإضاءة)

حوده

:

أنا .. آه.. آه .. آه أ. آنا .. يمكن يمكن من مصر من طنطا من بنها.. من هنا.. من هناك.. مش عارف (يستدرك نفسه.. ويوقف الملاحظة التائهة) أنا فتحت عيني لقيت نفسي في اسكندرية أبقي من اسكندرية يعني اسكندراني يعنى.

الصوت

:

(من الخارج يا حموده) يا حوده.

حوده

:

نعم

الصوت

:

تعالى يا حوده.. عاوزينك (ياخذ الظل حوده من يده ويجري).

حوده

:

عن إذنكم فيه حد عاوزني.. أيوه جاي (يخرج).

محمود

:

(يجرى متلهفًا إلى عم شحاته) هو حوده منين يا عم شحاته.

شحاته

:

إيش عرفني .

محمود

:

والنبى إيه أنت فاكر أكمني زعلان معاه شوية يبقى خلاص

شحاته

:

لأ.. يا بنى الناس أسرار.

محمود

:

طيب .

شحاته

:

وعلى كل حال يا سيدي.. فيه ناس بتقول إيه تربية ملجأ وناس بتقول بيدور على أهله وأصله تايه.. واهو عايش بالطول وبالعرض.. وعلى كل حال الله أعلم.. غير لنا السيرة دي.. قلت لك.

محمود

:

يا حلوة ومعلسه يا بطاطا.. خد يا عم شحاته لف لك سيجارة..

شحاته

:

(يأخذ علبة الدخان) تشكر يا سيدي (يتدارك) وأنت إيدك فين ..؟

محمود

:

إيدى مشغوله بالبطاطا.. وعنيه دايرة على العشاق .. يا عشقانى يا بطاطا.. شايف يا عم شحاته الهمس واللمس ويا آه.. يا آه.

شحاته

:

أوي يأويك يا غجري.

محمود

:

يا غجرية يا بطاطا.

شحاته

:

أنت يا واد.. مادام ركبك الشيطان.. شوف لك جوازه ولا أهلك رميينك كده.

محمود

:

اهلى عاوزيني وأنا عايزهم.. (تخف الإضاءة) (تصبح بقعة الضوء عليه بمفرده) .. يا أبه أنا رايح الغيط .. عايز حاجة.. طب سلاموا عليكم صباح الخير يا ناعسة.. إزيك يا بنت ما تناولينى شويه ميه من إيدك الحلوة دي (يأخذ الماء الوهمي ويشرب) .. ناعسة أنا.. أنا.. عايز أتجوزك يا ناعسة.. يا آبه اسماعيل.. لأ ليه .. علشان المهر.. أنا مش جادر أجيب المهم هنا يا أبه.. أدعى لي يا أبه.. أنا مسافر اسكندرية.. يا سلام يا ولاد على إسكندرية واللي فيها.. يا حلوة يا حلاوة.. الواحد مش عارف حد هنا أبدًا يادي الدوخة .. يادي العيشة الفقر.. أنا جاي لك يا ناعسة.. جاي لك.. وجايب لك المهر جاي لك يا بلدي يا حلوة.. جاي لك يا ناعسة.. جاي لك يا بلادي.. (يسمع صوت تراتيل مجاميع فى أغنية : "يا عزيز عينى وأنا نفسى أروح بلدي" .. يغنى محمود معهم .. يبدأ عم شحاته فى الضيق ويسير محمود .. تظهر الإضاءة التى تزداد قليلًا قليلًا)

شحاته

:

أتنيل على عينك.. اهلك وبلدك.. هما لقمة عيشك البلد اللى تلاقي فيها راحتك ولقمة عيشك تبقى بلدي.. شوف يا محمود أنت ما دام مستريح هنا خلاص .. وعلى كل حال ح اكتبلك الجوابات المليانة.. سلامات وتحيات.. أشواق وتبص تلاقي الزيارات نازلة ورا بعضها عليك.

محمود

:

آه والله يا عم شحاته.

شحاته

:

فضك من كده .. هات يا مشاوير .. واحد عايز يروح يزور أبو العباس.. إبنه في التجنيد.. لازم تروح معاه وتعطل مصالحك.

محمود

:

(بيحاول تغيير الموضوع كلامك مظبوط.. على فكرة الولد اللي دخل جره .. باين عليه نفسي نفسه.

شحاته

:

أيوه صحيح.. الواحد عايز يقفل ويتوكل على الله (يصعد على السلم) أنت يابنى .. يابنى.. (من الداخل) يابنى.

عبد السميع

:

(من الداخل) أيوه

شحاته

:

أنت نمت .؟

عبد السميع

:

لع.

شحاته

:

طيب أطلع.

عبد السميع

:

طيب.

شحاته

:

(يظهر على المسرح) ده باين عليه عايز حد يفكر.

محمود

:

معلش.

عبد السميع

:

(يظهر على المسرح) ملهوف كده ليه .. جرالك ايه!

محمود

:

(يقلد اللهجة) لا ملهوف كيده ليه.. ولا جرالك إيه .. خد صندوجك وأتوكل على الله.. ربنا يسهلك.

عبد السميع

:

يا بوى .. البلد دى ما فيهاش صبر واصل.

محمود

:

جدع .. لو كان القاتل صبر على المقتول.. كانت طلعت روحه.

عبد السميع

:

مجتول !

محمود

:

أيوه يا قاتل القتله باين على وشك والله.. أنت قتال قتله باين عليك.

عبد السميع

:

هه .. أنا.

محمود

:

أمال أنا.

عبد السميع

:

معلش .. ربنا يسامحك .. معلش هات بصاغ بطاطا يابوى.

محمود

:

أنا مش أبوك يا خويه (يمد يده يأخذ النقود) أنا لسه صغير

عبد السميع

:

طيب.

محمود

:

مالك بتكلمنى كده..؟ لف ودوران باين عليك عامل عاملة سوده.

عبد السميع

:

لا عامل عاملة سودة ولا بيضه.. أدينى البطاطا وانت ساكت.

محمود

:

خوفتنى يا خويه بصوتك ده.؟

عبد السميع

:

لا خوفتك ولا حاجة.

محمود

:

اتفضل (يعطيه البطاطا)

عبد السميع

:

متشكر (يأخذها ويسير ليجلس على الأرض بعيدًا)

محمود

:

العفو.

شحاته

:

(لعبد السميع) أنت منين يا ولد العم.

عبد السميع

:

مش من هنا..

محمود

:

غريب ؟!

عبد السميع

:

أيوه.

شحاته

:

كلنا غرباء.

محمود

:

ها.. ها.. ها.. ما هو انا عارف إنك مش من هنا أنت منين؟

عبد السميع

:

من جبلى (يقصد قبلى)

شحاته

:

ما هو أنا عارف.. منأنو بلد ؟!

عبد السمعي

:

المنيا.

محمود

:

لأ.. أنت مش من المنيا.

عبد السميع

:

لع من المنيا.

محمود

:

كداب.

عبد السميع

:

مين اللى جالك.

محمود

:

على وشك يبان .. يا مداغ اللبان.

عبد السميع

:

بطل الكلام ده .. ويولد العم هى الناس مش لاقيه حاجة غير أنها تتعارك مع بعضها.

محمود

:

أنت يا واد.. فاكر نفسك إيه ! على النعمة من نعمة ربى اقطعك.

عبد السميع

:

تجطعنى أنا !

شحاته

:

(لمحمود) أتلم يا ولد.

محمود

:

على النعمة ما أنا عاتقك.. أنت حتعمل على صعيدي ده أنا فلاح (لمحمود) أسكت يا ولد.

محمود

:

(يخرج المديه "المطواة") لا يمكن أسيبه .. أوعى سبنى عليه ..؟

(يهرب من عم شحاته.. يقلب حوده .. ويطرحه أرضًا.. ثم يمسك المدية ويضعها على رقبته)

من المنيا وإلا.. لأ.. أتكلم.. أحسن أقطع رقبتك.

شحاته

:

(لمحمود) يا ولد سيبه .. هو أنت بتعمل اللي أتعمل فيك أتعمل فيك لما جيت غريب ولا إيه !؟

محمود

:

مش سايبه .. لما يموت.. عمال يكلمني من الصبح بتناحه قوى فاكر نفسه إيه !

عبد السميع

:

اجتلنى (يدع المقاومة ويطرح نفسه أرضًا بلا مقاومة)

اجتلنى .. ريحنى اجتلنى.. أنا غلبت واصل من الهروب.. لحد أمتي هربان.. لحد أمتي.. اجتلنى أنا مش من المنيا.. أنا من سوهاج..

(يقوم محمود باستغراب منه بينما عم شحاته يتجه إليه).

شحاته

:

مالك يابني ..

(يساعده على أن يقوم محمود يرجع إلى عربته).

عبد السميع

:

ماليش.

شحاته

:

إيه حكايتك.؟

عبد السميع

:

ماليش.

شحاته

:

أنت مش رجل ولا إيه.؟

عبد السميع

:

لأ.. ده أنا راجل ونص.

شحاته

:

أمال إيه .؟

عبد السميع

:

ما تبعدوا عني يا خلق.. عايزين تجتلوني.. اجتلونى .. أنا لازم اجتل واحد عشان تبعدوا عني.. هو الغلبان مالوش عيش فى البلدي.. بينضرب على جفاه.

أنيسه

:

(تدخل سعيدة .. تنظر لمحمود)

الله مالك يا حموده.. مالك فاتح المطوه .. ليه يا روحي.

حموده

:

لأ ماليش يا أنيسة.

أنيسه

:

أخص عليك حموده (لا نرى عبد السميع)

حموده

:

مفيش حاجة يا أنيسة.. ابعدى عني.

أنيسه

:

مش باعده عايزني أبعد يا حموده.

حموده

:

لأ.

شحاته

:

(لعبد السميع) يا بنى ربنا يهدي سرك .. كلمنى..

عبد السميع

:

اتكلم أجول إيه.. ما تسيبوني بجى أنا بجالي يومين من غير واكل.

أنيسة

:

(لمحمود) حموده أنت ما جبتليش اللي قلت لك عليه أول امبارح ؟

محمود

:

هو إيه دا.. امتى ؟

أنيسة

:

أنت نسيت !

شحاته

:

(لعبد السميع) أنت ليه جيت !؟

عبد السميع

:

مالكش دعوة بي يا خال!؟

أنيسة

:

(لمحمود) أنا شايفاك بتضايق لما تشوفني رايحه مشوا.

محمود

:

أنا.. لأ.. أبدًا.. وح أضايق ليه.

أنيسة

:

يعني ما تضايقش يا.. ح.. مو.. ده..

حموده

:

ما هو الواحد لازم.. لآه .. (يقطع كلامه)

أنيسة

:

إيه.؟

محمود

:

ولا حاجة.

شحاته

:

(لعبد السميع) يا بني .. أنا قد أبوك.. قولي يمكن أريحك.

عبد السميع

:

يا بوى.. ابعد عني.

أنيسة

:

قولى يا حنفى.. إنت بتحب ناعسة.

محمود

:

أنا.

أنيسة

:

آه.

محمود

:

آ.. آ.. آه.

أنيسة

:

يا خويه.. مالك بتقولها كده من غير نفس.

محمود

:

لأ.. أبدًا.. أنا بقالي خمس سنين فى اسكندرية علشانها.. علشان أجيب المهر.

أنيسة

:

تعرف أنا مارحتش المشوار دا ليه !؟؟؟!

محمود

:

ليه؟

أنيسة

:

علشانك.

شحاته

:

(لعبد السميع) على كيفك خليك زى ما أنت (يتركه يذهب إلى انيسة) ..

إيه يا أنيسة !!

أنيسه

:

إيه يا عم شحاته!

شحاته

:

رجعتي بدري يعنى ؟

أنيسه

:

ح أعمل إيه..؟ هو أنا بايدى حاجه.. وما عملتهاش.

(تحدث محمود ولا تهتم بعم شحاته).

محمود

:

بأيديك.

أنيسه

:

إيه ؟

محمود

:

ولا حاجة .. (يتردد)

شحاته

:

بنت يا أنيسة (متضايقًا لأنها لم ترد عليه)

أنيسه

:

أفندم.

شحاته

:

حلوة أفندم دي.

أنيسة

:

أفندم ؟

شحاته

:

يا بنت أتكلمي عدل.

أنيسة

:

أفندم

شحاته

:

مش محمود عايز يسيب الحتة.. وياخد العربية بتاعته فى حته تانيه.

أنيسة

:

قال يا حوده الكلام الوحش اللي بسمعه دا.؟

محمود

:

أيوه..

أنيسة

:

ليه...؟

محمود

:

مش عارف.

حوده

:

(يدخل وخلفه الظل) إيه يا جدعان .. أحلى كلام.

أنيسة

:

خبوني (تختبأ تحت العربية) .. حوده.. حوده.

حوده

:

مالك يا ولد يا محمود فاتح المطوه ليه ؟.

محمود

:

لأ.. ما فيش (الظل ينظر لعبد السميع).

حوده

:

أمال فاتحها ليه .. أنا علمتك تفتح المطوه.. وما دام فتحتها يبقى فيها حاجة (ينظر يجد عبد السميع) مين ده.

شحاته

:

ده واد غريب من الصعيد.

عبد السميع

:

نعم (الظل يتفحصه ويمسكه ويقدمه إلى حوده.. عبد السميع لا يدري به )

حوده

:

مالك أسمك إيه.

عبد السميع

:

عايز يجتلنى .. خليه يجتلنى ويريحني.

حوده

:

يقتلك ليه ..؟ عملت إيه ؟ (يأخذه إلى أسفل يسار المسرح)

عبد السميع

:

مش عارف.

حوده

:

ده محمود بتاع البطاطا.. يا بنى عمره ما دبح فرخه.

عبد السميع

:

بطل ضحك على.

حوده

:

جري لك إيه يا جدع أنت.. بني وبينك هزار.. بهزر معاك أنا قبل كده .. تعرفنى.. ما تتكلم .. ساكت ليه !

عبد السميع

:

معلش يا سيدنا.

محمود

:

(هامسًا لحوده) ما تشوف الولد حكايته إيه.

حوده

:

(ينظر لعبد السميع يتأمله) ليه .. (الظل ينظر لحوده ويعلن الرفض برأسه)

محمود

:

مش عارف (ينظر حوده له ويتركه)

شحاته

:

(لحوده) الولد باين عليه عامل عمله سوده.؟

حوده

:

يا سلام (الظل لا يرغب في اكتشاف عبد السميع فيهز رأسه بالرفض لحوده)

شحاته

:

أتهيألى.

حوده

:

(ينظر بصمت وتامل) يا سلام.

عبد السميع

:

سلاموا عليكم يا جدعان.

حوده

:

ما تستنى يا جدع أنت .. أنت مش واقف مع رجاله ولا إيه.

عبد السميع

:

إيه (يمسك حوده عبد السميع.. يبعد الظل.. عم شحاته ومحمود اللذان لا يشعران به)

حوده

:

إنت حكايتك إيه ؟

عبد السميع

:

حكاية إيه ؟

حوده

:

حكايتك انت.؟

عبد السميع

:

يعنى إيه .؟

حوده

:

انت منين .؟. جاي ليه .؟. عايز إيه ؟

عبد السميع

:

ليه ؟.. إحنا في الديش هنا..؟ ولا إيه ؟

حوده

:

لأ .. بس شوف يا بني.

عبد السميع

:

إيه .؟

حوده

:

انت خايف مني ولا إيه ؟

عبد السميع

:

يا بوي.. وح أخاف منك ليه ؟

حوده

:

(يشير إلى عم شحاته .. ومحمود)

الناس دي يا بني عايزه تعرف أنت أصلك إيه.؟. بيقولو لى على كده (الظل يبتسم سعيدًا وهو يبعدهم "شحاته.. ومحمود" وهما لا يشعران به)

عبد السميع

:

ليه .؟

حوده

:

والله أنا عارف.. بدل ما تتعب نفسك معاهم.. قولي بس أنا .. انت منين.. ؟ علشان أقولهم.. وأسكتهم عنك.

عبد السميع

:

لا.. مش جايل والناس مالها ومالي.

حوده

:

أنت حر.. بس هى كده الناس لازم تحشر منخيرها في كل حاجة براده كده.؟؟

محمود

:

(لحوده) يا حوده ده مش حيجبها البر.. لزم لزم يتضرب (الظل يدور حول العربة يشاهد أنيسة .. يخبر حوده فى أذنه)

حوده

:

(لعبد السميع ) يا جدع سيبك منه.. الله الله دي ريحة أنيسة هنا.. البنت هنا (يشم الهواء بقوة)

شحاته

:

أنيسة.

محمود

:

أنيسة مين ؟

حوده

:

على الحرام من ديني ريحة البنت أنيسة هنا (يدور الظل حول العربة)

محمود

:

يا جدع خليك في الجدع دا اللى هنا (يشير إلى عبد السميع)

شحاته

:

وتروح بعيد ليه .. انيسة مشيت من زمان.

حوده

:

أقطع دراى .. وابقى عيل وأشيل شنبى شعره شعره إذا ما كانتش أنيسة هنا (يدور الظل حول العربة) بنت يا أنيسة (يعطي ظهره للشخصيات ووجه للجمهور) بنت يا أنيسة (يجدها الظل ويمسكها)

أنيسة

:

نعم ( تظهر .. يمسكها الظل.. ويأتي إلى حوده بها).

حوده

:

أنيسة.

أنيسة

:

نعم.

حوده

:

تعالى.

أنيسة

:

حاضر (مازال حوده واقفًا وظهره لها.. تأتي له فى هدوء تقف بجواره)

حوده

:

(يمسكها من الظل) كنت فين ؟.. ما رحتيش ليه؟

أنيسة

:

معلش يا حوده.. سماح النوبة دي.

حوده

:

طيب والله العظيم .. لو ما تعدلتيش كويس.. وأنت بتكلمينى.. علي النعمة.. واقطع دراعي.. إذا كنتش اقطعك حتت ما خلي في وشك حتة سليمة (يضربها على وجهها ... بينما الظل يبكى تحت قدميها)

أنيسة

:

حوده.. وحياتك معلش.. سماح.. سماح يا حوده وحياتك.

حوده

:

على الحرام من ديني.. لو حلفت تاني لحقطع وشك بالموس.

شحاته

:

(لعبد السميع.. وقد ظهر أنه يستعمل أسلوب التهدئة) يا ابنى كل واحد فينا له حكاية.. كلنا غرباء .. محمود من البارود.. وأنا من رشيد .. وإحنا عيله.

عبد السميع

:

أحسن ناس (محمود يحاول أن يذهب إلى حوده.. يمنعه عم شحاته)

محمود

:

(لعبد السميع) دي حكاية الـ...

عبد السميع

:

(مقاطعًا) يا ولد الخال.

محمود

:

أرسيلك على بر.. لا ولد الخال.. ولا يا ولد العم (يبتسم عبد السميع .. حديث بلا صوت)

أنيسه

:

صدقنى يا حوده (يذهب الظل إلى عبد السميع وعم شحاته)

حوده

:

تعرفي (يمسكها من رقبتها ويضعها تحت إبطه) إذ كنتيش..

أنيسه

:

إيه.؟

حوده

:

بتصعبى علي.

أنيسه

:

خليك حلو.. علشان أحبك.. أعدل كلامك أمال يا حوده كده بدل ما تضربني (يضحك حوده)

عبد السميع

:

(للظل ومحمود وعم شحاته) انا من عيلة سليم علشان أريحكم.. أنا عبد السميع (يعطونه ظهورهم وكأنهم ليسوا فى الحديث) كان فيه تار قديم بيننا وبين عيلة الفيل كانوا جتلوا فينا واحد.. هع عشان يستكتروا نفسهم راح بوي جاتل تلاتة.

شحاته

:

(يستدير ليه) يا نهار أبوك أسود.. تلاتة حتة واحدة.

محمود

:

وعلشان إيه كل ده.. (يستدير له)

عبد السميع

:

ويوميها فى الفجر.. ركبنى ابويا الجطر.. وجالي سافر يا ولد أوعك ترجع هنا تاني.. مع السلامة يا آبه أوعك ترجع هنا تاني (ينظر شباك تجريدى من امامه.. يظهر كأن هناك شباك قطار) مع السلامة يا آبه.. مع السلامة يا آبه.

الجميع

:

وبعدين ؟؟؟ (يستدير حوده والظل).

عبد السميع

:

تنتنى هربان.. تنتي هربان (تبدأ أحاسيسه تتحول وكان عم شحاته ومحمود والظل يطاردونه.. ويبدأون بالفعل فى التحرك كأنهم يطاردونه.. ويتحركون فى دائرة)

هربان .. هربان.. هربان .

(يدور فى حلقة وكأنهم يطاردونه ويجرون خلفه .. حتى يسقط .. يقفون وكأنهم لم يفعلوا شيئًا)

الجميع

:

وبعدين.

عبد السميع

:

عايزين يجتلوني (ينظرون له "عم شحاته – محمود – الظل" .. يبدأون فى التحرك باللاشعور.. أي أن اللاشعور يحل محل الشعور.. يتنفسون بصوت عال في التحركات.. يفزع عبد السميع وينظر للجمهور)

شحاته

:

(يحتضنه) يجتلوك ليه ؟

أنيسة

:

(لحوده وهى فى صدره) أنا نفسى يا حوده.

حوده

:

نفسك في إيه يابنت ؟ اكل وبتاكلي.. شرب وبتشربي.. سجاير والفحم الأسود اللي على صدرك مني أنا.. عايزة غير كده ما تقولي لي..؟

أنيسة

:

نفسي فى حاجة تانية.؟

حوده

:

إيه.. شقة.. عندك..؟

أنيسة

:

لأ..

حوده

:

أمال إيه .؟

أنيسة

:

نفسى فيك ؟

حوده

:

حلوة دى.. ها ها ها .. نفسك في.. طيب ما هو أنا قدامك أهه ما هو أنا قاعد معاكي على طول.. نهار وليل.

أنيسة

:

لأ..

حوده

:

أمال إيه !

أنيسة

:

لأ.. حاجة تانية.. عاوزاك أنت.لى بس؟؟

 

:

(يجرى إلى حوده.. يأخذه .. يقف أمامه.. يحدثه ويعطى ظهره لأنيسة.. تمسك أنيسة حوده من ظهره .. ينظر حوده إلى عبد السميع)

حوده

:

يا عبد السميع .. أنت يا ولد.

عبد السميع

:

(ينظر له .. ويذهب اليه ) أيوه.

حوده

:

تعالى يا عبوده.

أنيسه

:

(تنظر لعبد السميع) ازيك يا عبوده.

عبد السميع

:

(ينظر لها في غضب) أيوه يا سيدي.

حوده

:

أنت منين ؟ .. قصدي انهى بلد.

أنيسه

:

ها ها ها .. ح يكون منين يعني.

عبد السميع

:

(ينظر لها باستحقار جاف)

أنيسه

:

تعالى .. لمع لي الجزمة .. (لا يجيبها .. يظل ينظر لها) لمع لي يا عبوده.

العسكرى

:

(يدخل تجاه عم شحاته) سلاموا عليكم.

محمود وشحاته

:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

العسكرى

:

عامل إيه يا أبو حنفى.

محمود

:

(لنفسه) أبو حنفي حتة واحدة.. هو مش شايف الحالة.

حوده

:

(ظله يقف غاضبًا أمام أنيسة) يا أنيسة مش كده.. قول لى يا عبد السميع.

أنيسة

:

طيب بلاش يا سي عبوده.. مالك زعلت كده ليه ؟ خليك حو علشان أحبك .؟

(عبد السميع لا يرد.. يذهب الظل له ويرتب على كتفه)

عبد السميع

:

نعم (إلى حوده)

العسكرى

:

مرحب بيك يا عم شحاته يا أمير.

انيسة

:

(لعبد السميع) في أنت لفيت كل البلاد دى.

عبد السميع

:

لفيت نص البلاد ماشى.

حوده

:

لفيت بلاد كتير.

عبد السميع

:

يا بوي .. كتير كتير.

انيسة

:

يا عيني .. مسكين.

حوده

:

أنيسة.

أنيسة

:

أيوه

حوده

:

روحي هناك.. استنينى عند الصندوق (يشير إلى خارج المسرح)

أنيسة

:

حاضر (تذهب)

العسكرى

:

أنا من طلخا.

محمود

:

بقي أنت من طلخا.

العسكرى

:

يوه.

أنيسة

:

(للعسكري) سعيدة يا حضرة.. الـ.. ص.. ول..

محمود

:

انت ما تعرفيش يا أنيسة أن حضرة الصول من طلخا

انيسة

:

صحيح علشان كده.

العسكرى

:

علشان إيه.؟

أنيسة

:

علشان كده بيقولوا.

العسكرى

:

بيقولوا إيه.؟

شحاته

:

(بضجيج) لأ.. ولا حاجة.

العسكرى

:

إيه صحيح الحكابة.

حوده

:

(لعبد السميع) قولي يا عبد السميع.

عبد السميع

:

أيوه.

حوده

:

انت ماكنش لك أخ تايه (يبدأ الظل في الصدام وهو يدور فى حلقه)

عبد السميع

:

أخه تايه .. لع.

حوده

:

طيب مالقتش حد تاه ولده فى اسكندرية (يشير عبد السميع يتذكر .. يسير حوده خلفه.. يقف الظل يدور حول نفسه)

عبد السميع

:

حد تاه منه ولده فى اسكندرية.

حوده

:

آه.

عبد السميع

:

حد تاه منه ولده فى اسكندرية

حوده

:

آه

عبد السميع

:

حد تاه منه ولده فى اسكندرية

حوده

:

آه (يلاحظ تداخل الأداء .. عبد السميع يذكر .. يكرر الكلمة... ثم يسير حوده خلفه)

يمكن كان جاي يزور أبو العباس ونساه.. يمكن ركب القطر وتاه.

عبد السميع

:

لع.. وكل ده ليه ؟

حوده

:

أصل أنا أعرف واحد هنا .. لقيوه تايه.

عبد السميع

:

تايه فين ؟

حوده

:

خده راجل رباه لحد لما كبر.

عبد السميع

:

كتر خيره.

حوده

:

لأ.. كان منيل على عينه طلع زيه.

عبد السميع

:

مين اللى كان منيل على عينه.؟

حوده

:

الراجل.

عبد السميع

:

ليه .. مش رباه.

حوده

:

لأ.. هو اللى ربا نفسه.

العسكرى

:

(يضحك) ها.. ها .. ها .. الله يجازيكى يا أنيسة.

انيسة

:

والله كده وربنا...

العسكرى

:

مالكيش دعوة بربنا أنت.

أنيسة

:

امال مين اللى له.؟

حوده

:

(لعبد السميع) ماعرفش.

العسكرى

:

(لأنيسة) مش الواد حوده اللى واقف هناك ده بتاع الورنيش.

محمود

:

أيوه.

العسكرى

:

(ينادى) يا حوده.. أنا يا حوده.. ما تمسى علينا يا أخى.

حوده

:

(مستيقظًا) مساء الفل والجمال يا حضرة الصول ( يذهب اليه مبتسمًا.. يذهب الظل غاضبًا.. يمسح حوده الجاكت له والشرائط) (يقوم الظل بضربه على ظهره فى منتهى القسوة)

انيسه

:

(يعاكسها محمود وهو ينظر لها بحب ) يا ولد يا محمود بطل شقاوة.

محمود

:

احب الشقاوة.

شحاته

:

بس يا أنيسة (غاضبًا) (أنيسه تداعبه).

أنيسة

:

معلش يا عم .. ش.. حا.. ته.. خليك حلو علشان أحبك أمال..

محمود

:

(ينادى عبد السميع) واد يا عبد السميع.

حوده

:

أيوه.

شحاته

:

تعالى.

حوده

:

عن إذنكم .. بنت يا أنيسة .. تعالى معايا.

شحاته

:

ما تسيبها.

حوده

:

لأ.

أنيسة

:

طيب أنا ح أحصلك.

حوده

:

يا بنت تعالى هنا.. مدى (يذهب الظل لها)

أنيسة

:

طيب انا جاية أهه (تمشى ببطء)

العسكرى

:

يا جدع روح شوف اللى بيناديك.

حوده

:

لأ.

الجميع

:

ما تسيبها.

حوده

:

برضه لأ.. (كان عبد السميع يتحرك للخروج.. وقف صامتًا بجوار محمود.. تخرج أنيسة مع حوده والظل يمسكها له) يالا قدامى.

محمود

:

خد لمع الجوز ده.

عبد السميع

:

حاضر.

العسكرى

:

سيب يا واد تعالى لمع لى.

محمود

:

ايوه ما دام الشرطة فى خدمة الشعب لزم الشعب يكون فى خدمة الشرطة.. وكل عام وانتم بخير.

العسكرى

:

نعم .. نعم.. يا ولد يا مفعص.. كل عام وأنتم بخير على إيه.

محمود

:

على بدلة الصيف.

عبد السميع

:

(يذهب إلى العسكرى) هات رجلك يا فندم.

العسكرى

:

(يضع قدمه على الصندوق) وانت طيب يا أبو حنفى.

محمود

:

السنة الجاية.. ربنا يديك سبع.. تمن شرايط يزينوا الدراعين.

العسكرى

:

حط فى بقك فردة قديمة وأسكت.

محمود

:

الصبر حلو يا بطاطا.

عبد السميع

:

(للعسكرى) الرجل التانية يا فندم.

العسكرى

:

خد امسحها كويس يا بنى.. أنت اسم إيه؟

عبد السميع

:

عبد السميع..

شحاته

:

غلبان.

العسكرى

:

أنا مشفتكش هنا قبل كده.؟

محمود

:

لسه جاي النهاردة.

العسكرى

:

ما سالتكش.. أنا بسأله هو (يوجه حديثه إلى عبد السميع) انت .. معاك رخصة.. (موجهًا السؤال لعبد السميع)

عبد السميع

:

لع.

محمود

:

والله ووقع (العسكرى)

العسكرى

:

مالكش دعوة.

عبد السميع

:

خلاص يا فندى (يطرق على الصندوق طرقه)

العسكرى

:

إيه ده.. إيه ده .. أيه ده .. دى تلميعة.. الله يخيبك كمان وكمان.. أكتر ما أنت خايب.. طيب خد.. و.. د.. "يخرج من جيبه نقودا ببطء شديد".

محمود

:

"ببطء أكثر" طيب خللي .. خللي يا حضرة الصول.. العسكرى طيب إذا كنتش تحلف.. (يذهب عبد السميع إلى محمود)

شحاته

:

(للعسكرى) ده واد هربان من التار.

العسكرى

:

حيث كده هو محتاج للأمان.

شحاته

:

أيوه .. انت مالك يا حضرة الصول حالك مش عاجبنى.

العسكرى

:

متضايق.

شحاته

:

ليه مش مبسوط..

عبد السميع

:

(لمحمود) يا جدع ادينا حجى.

محمود

:

حقك كسر حقك.

عبد السميع

:

يا بوي مش كده.. يابنى أعجل أمال وخليكط حلو علشان أحبك.

شحاته

:

(للعسكرى) ده كان زمان.

العسكرى

:

زمان.. زمان.. (يقف فى دائرة.. يظلم المسرح.. يقف الممثلون جامدين.. بقعة ضوء على الشرطى فق)

يا جدع ياللى هناك.. إنت يا جدع.. أيوه أنت تعالى.. (يشعل سيجارة بلا سيجارة) تشكر.. أنت يا جدع يا بتاع البرتقال أتوكل على الله من الحتة دى.. أيوه سامع ولا لأ.. (يحمل كيسًا فى يده دون وجود كيس) تشكر لا هو اللى غلطان وأنت كمان غلطان (ده تمتد وكأنها تأخذ نقودًا) طيب لا مش غلطان.

العسكرى

:

يا وليه اتلمى.. سامعه.. أنا أتجوز على كيفى.. يا وليه اتلمى أنت وهى.. سامعين.. اللى مش عاجبها تاخد عيالها وتمش .. يا فندم لأ.. يا فندم.. لأ والله العظيم.. لأ (كأنه أمام تحقيق) (يده ترتعش .. مرفوعة للتحية) يا فندم سامح النوبة دى سماح.. ده أنا غلبان.. أنا عند عيال.

شحاته

:

(يضاء المسرح .. تتحرك الشخصيات) ليه .. زمان.

العسكرى

:

(يغير الموضوع) ولد يا عبد السميع.

عبد السميع

:

أيوه يا فندى.

العسكرى

:

تعالى هنا.

عبد السميع

:

حاضر يا فندى.

حوده

:

(من الخارج) على الحرام من دينى.. لأنا مقطعك.. ح امسح بيك الأرض.

محمود

:

(ينظر بعيدًا) حوده بيتعارك يا جدعان.

العسكرى

:

هو الواد ده مش ح يبطل عراك.

شحاته

:

لأ.. مش معقول .. ده ح يدبح اللى بيتعارك معاه إيدك معايا يا محمود.

محمود

:

يالا يا عم شحاته (يخرجان خارج المسرح)

حوده

:

لا يمكن أسيبه.. لزم أقطعه (من الخارج)

شحاته

:

بس سيب هدومه.

محمود

:

علشان خاطرى.

حوده

:

لا يمكن.

العسكرى

:

(ينظر لعبد السميع وهما بالمسرح بمفردهما) استنانى هنا أوعى تمشى (يخرج)

(العسكرى من الخارج) يا حوده لأ.

حوده

:

لا يمكن

شحاته

:

علشان خاطرى.

حوده

:

يا جدعان سيبونى .. سيبونى (يقترب الصوت ويدخل المسرح) (ملابسه ممزقة.. ثائرًا يمسك المديه فى يده.. الظل هادئ مستكين.. خلفه.. أنيسه معه.. بينما ذهب محمود وعم شحاته إلى خارج المسرح)

العسكرى

:

يا جدع خلاص.

حوده

:

ابن الكلب لازم أقطعه.

العسكرى

:

(لحوده) هو عم شحاته ومحمود بيخصلوا الموضوع.. بقى اسكت.. بطل دوشة (تصمت أنيسة)

(لأنيسة) بنت يا أنيسه .. ساكته ليه.. ما تسكتيه.

انيسه

:

حاضر. (تصمت)

العسكرى

:

خدى بالك منه لما أسوف الحكاية دى.. راح تنتهى على إيه (يخرج) (مازال عبد السميع واقفًا بعيدًا)

حوده

:

عيال ولاد كلب صيع.. أهلهم مش مربينهم وعمالين بس يعاكسوا فى الخلق.. (ط.. و.. ز) مش كده (ينظر لأنيسه) أهو القميص انقطع على الفاضى.. كنت لازم أضربه بالماطوة .. (مازالت أنيسة صامته) مالك يا أنيسة؟

أنيسه

:

ماليش (يدخل العسكرى وعم شحاته ومحمود)

شحاته

:

كده برضه.

محمود

:

تضرب الراجل .. وتخلى الدم يبظ من عنيه.

العسكرى

:

ده راجل غلبان.

حوده

:

ما تقولش غبان.. ده زى التور أهه

الجميع

:

بذمتك . . عمل ايه.

حوده

:

مش عارفين عمل إيه.

الجميع

:

لأ.

حوده

:

بيعاكس انيسه.

الجميع

:

يا سلام .. حكم.

العسكرى

:

وفيها إيه.. دى يعنى .. جريمة!

حوده

:

لأ ما فيهاش حاجة بس إيه .. ده .. آه (يتعثر) آ.. آ.. يبعنى أصل .. مش كده بقى وبس.

محمود

:

يا سلام عليك يا سخنة يا بطاطا.

حوده

:

إيه يا ولد يا محمود.. مش عاجبك الكلام ولا إيه !

شحاته

:

أصل مش كده يا حوده.. عشان عمل الراجل كده تضربه.

ححوده

:

أصل .. آه.. يعنى. آه.. آ.. آ.. آ.. ( يتعثر .. يدور الظل بجواره خائفًا)

أنيسه

:

ليه .. هو انا مش بنى آدمه.. ولا مش بنى آدمه.

العسكرى

:

لأ.. بنى آدووم.. (عم شحاته ومحمود يضحكان.. هاهاها)

أنيسه

:

أنا مش دم ولحم زيكم.. فيها إيه.. لما واحد عاكسنى ضربته.

حوده

:

بس يا أنيسه.

انيسه

:

لأ مش بس يا حوده.

العسكرى

:

إنت ح ترفعى صوتك يا بنت الرفضى على

أنيسه

:

ما تقولش يا بنت الرفضى.

العسكرى

:

بلاش .. یا بنت السلطان .. یا بنت المأمور.

أنيسه

:

أنا أبویا كان أحسن من السلطان.

العسكرى

:

(ومعه محمود وشحاته فى صوت واحد) يا سلام .. ها.. ها ..هاها (يضحكون)

أنيسه

:

اضحكوا .. كمان شويه.. علو صوتكم شويه كمان.. علوه .. كمان.. أكتر (تبتسم بسخرية) على صوتك يا عم ش.. حا.. ته.. أضحك.. أضحك يا آبه.. (تقترب منه يبدأ فى الخجل.. من نفسه) ما تضحك (بدلال أكثر) (تصرخ فى وجهه) اضحك.. (يصمت عم شحاته .. مازال محمود والعسكرى يضحكان.. الظل ضرب عم شحاته غيظًا)

حوده

:

بس یا أنیسة أتلمى . وروحي جنب الصندوق.

أنيسه

:

استني یا حوده .. استنى شوية .. حـ.. مو.. ده.. حـ مو.. ده (تنادى محمود بائع البطاطا) اضحك يا محمود على.. أنا بنت الرفضى.. بنت السلطان.. بنت الكلب (تصمت)

حوده

:

بس يا أنيسة (يجرى الظل بجنون.. يجذب محمود.. عم شحاته .. العسكرى)

أنيسه

:

مش بس يا حوده.. مش بس (يحتضنها حوده وهى تبكى) أنا بنت كلب.. استريحتوا.

حوده

:

بس.. بس.. (يبكى الظل) بس.. (يذهب شحاته هو ومحمود بعيدًا خارج المسرح .. يخرج العسكري.. يتحرك عبد السميع غاضبًا)

أنيسة

:

حوده

حوده

:

نعم

أنيسه

:

أنا عايزة امشي يا حوده.

حوده

:

على فين يا أنيسة ؟

أنيسه

:

مش عارفة يا حوده.

حوده

:

ليه يا أنيسة ح تمشى ليه .

أنيسة

:

انا عايزة اموت يا حوده .. أنا عايزه أبعد عن الناس اللي اللي بيضحكوا على.

حوده

:

بطلي عبط .. بطلي كلام الهبالة.. ده كلام.. بيهزروا .

أنيسه

:

انا بتكلم جد يا حوده.. أنا تعبانه.. تعبانه يا حوده.

حوده

:

أنيسة

أنيسه

:

إيه.

حوده

:

تعرفي أنا مش عارف أنا اتعركت ليه (يحاول تغيير الموضوع)

الظل

:

إيه.

انيسة

:

وأنا كمان.

حوده

:

تعرفي يا أنيسة .

الظل

:

أنيسة .

حوده

:

أنت حتبطلي شغل من هنا ورايح.

الظل

:

رايح (تسلط عينيها فى عينيه يداعبان بعضهما بموده)

شحاته

:

(يدخل المسرح) الواد عبد السميع هنا.

عبد السميع

:

أيوه.

شحاته

:

كلم الشاويس روح لمع له الجزمة أحين داسوا له عليها فى المعركة.

محمود

:

(يرى عبد السميع يخرج) روح كلم الشاويش (ينظر إلى عم شحاته) شايف يا عم شحاته حوده وقع منه كام لما كان واقف فى المعركة تلاتين جنيه هيه ناس بتشرب عسل وناس بتشرب خل.

شحاته

:

وناس تنام فى الحرير.. وناس تنام فى الظل.

محمود

:

يا جمال يا عم شحاته.. والله كلامك حلو تعرف يا عم شحاته أنا ساعات كده أقول لنفسى.. ما تسيبك يا واد يا محمود من شغلانة البطاطا دى واعمل زى حوده .. لكن أرجع وأقول لنفسى ما تسيبك يا واد من الكلام ده إزاى حتعمل كده.. وأنا أصلي حر.. ودمى غالى .. الله يلعن الحوجه.. ويعلن الفلوس.

شحاته

:

فلوس ايه يا ملحوس.. هى كل حاجة فى الدنيا الفلوس.. إذا كنت ناوى تتجوز على قد لحافظ مد رجليك.. والبنت إن كانت رايداك .. ح تعيش معاك على حصيرة.

محمود

:

أنت بتتكلم إزاي.. اللى إيده فى الميه مش زى اللى ايده فى النار.

شحاته

:

يا ولد يا غبى.. أفهم.. الحياة الزوجية لازم تكون راحة.. مش تعب.

محمود

:

رجعنا للفلفسة.. ما تتفلسفيش يا بطاطا.

حوده

:

(يذهب إلى محمود .. تقف أنيسة مع الظل) ولد يامحمود

محمود

:

إيه.

حوده

:

خد.

محمود

:

أيوه (يقترب منه)

حوده

:

خد .. عارف (يعطيه عشرة قروش في يده ويهمس فى أذنه) اللى فى تالت دور.. أهم واقفين هناك (يشير بعيدًا) شقة 7 فاهم ولا لأ..

محمود

:

(ينظر إلى عم شحاته) بس.

حوده

:

بس إيه.. خد لك سيجارة كمان (يعطيه سيجارة سيجارة كنت)

محمود

:

بس العربية

حوده

:

ما تخافش أنا واقف عليها.

محمود

:

لا يا سيدى أنا ما بعتش مع الصبح ببريزة سيبنا نبيع.

حوده

:

ما هى معاك بريزة وعلى كل حال (يقف عند العربية وينادى) يا حلوة يا باطاطا ما تمش يابنى واقف ليه اتحرك.. يا حلوة يا بطاطا (ينظر إلى عم شحاته يجده واقفًا) ولد يا محمود أنت خايف من عم شحاته (يهز محمود رأسه) طيب عايزه يروح معاك (يهز محمود رأسه) يالا يا عم شحاته روح معاه يلا بس ما تبصليش كده (يدفع عم شحاته من كتفه) يالا يا آبه خليك حلو أمال علشان أحبك وأنا واقف أخلى بالى.

شحاته

:

إنت بتقول ايه يا حوده!

حوده

:

أصلى مش فاضى يا عم شحاته.

شحاته

:

إنت اتجننت .. ولا حصلتلك لخبطه فى عقلك.

حوده

:

على الحرام لو كنت فاضى لكنت رحت.. بس زبون يجي ولا حاجة.. خدلك سيجارة كينت.. سيجارة كينت.. لا يشربها إلا السادة المفضلون فى العالم.. أحسن الواحد من ساعة الدوشة دى مش قادر يتلم على أعصابه.

شحاته

:

أنت بتخرف .. ولا ايه يا ولد.. انت لازم جرى فى عقلك حاجة.. اتهبلت وألا اتهبلت.

حوده

:

(باستغراب) بتقول ايه يا عم شحاته.

محمود

:

(يهدأ الموقف) مفيش حاجة يا حوده.. روق أمال بس.

شحاته

:

بقول إنك اتجننت وحصلتلك لخبطة فى عقلك وعاوز اللى يفوقك بألمين على وشك.

حوده

:

روق أمال يا راجل فى كلامك وأوزنه.

محمود

:

(يهدأ) يا حوده روق.

أنيسة

:

(تجرى تجاه حوده) فى ايه يا حوده.. مالك يا حوده.

حوده

:

(لعم شحاته) تعرف إذا كنت زى والدى.. كنت مسحت بيك الأرض.

شحاته

:

والدك .. هو فين والد ده؟

حوده

:

ماليش والد.. اسم النبى حرصك وصاينك على والدك.

شحاته

:

أنا من أحسن عيلة يا كطلب يا ابن الكلب.. (يصمت الجميع.. ينظرون إلى حوده)

(يتحرك الظل بشكل حزين خطواته بطيئة متثاقلة).

حوده

:

الله يسامحك.. مش ح أرد عليك.

أنيسة

:

حوده.. يلا بينا من هنا يا حوده.. فيه ناس عايزينك عند الصندوق (الظل غاضب بهدوء وسكون)

شحاته

:

ما ترد يا قليل الأدب.. ما ترد يا سافل.. يا صايع.. يا ضايع.. أنت فاكر نفسك إيه.. فاكر أن كل الناس زيك.

محمود

:

يا عم شحاته ما تعبش.

حوده

:

صحيح أنا صايع وماليش أهل يربونى .. لكن عموا إيه اللى أهلهم ربوهم وخلوهم كبار وموظفين قد الدنيا أسيادك أحسن من اللى بيشغلوك.. احسن من مديريتك.. بيجوا هنا يركعوا تحت رجلي.. ويقولى لى يا حوده بيه.. ما تنسنيش يا حوده بيه الساعة 9 يا حوده بيه .. وبفلوسى باشترى ناس وبأبيع ناس.. وبفلوسى ياعرف إزاى أذلكم يا ناس يا وسخه.. يا بتوع الفلوس (يهجم عليه وفى يده مديه.. يمنعه محمود) على الحرام أقطعك.. على الحرام ارسم وشك بوليعه .. على الحرام أعملمنك كفته (يمنعه عن الضرب محمود وأنيسة)

محمود

:

معلش يا حوده .. (أثناء الشجار يمنع الظل عم شحاته من الاقتراب من حوده)

شحاته

:

تعالى اضربنى .. لو أنت جده (يرد حوده المدينة إلى مكانها وهو يعود إلى الخلف ) أنت بتذفنا يا مفعص.

حوده

:

أيوه.. وأنت تعرف كده كويس.. ولا نسيت .. بصاغ كنت بتنضف لى الكبينة.. فاكر ولا ناسى.. ما تتكلم.. ساكت ليه يا أخويا.. يا ابويا يا سيدى اتكلم.

شحاته

:

(بصوت خافت) أقول إيه.. إذا أنت أكرمت اللئيم تمرد.

حوده

:

شوف وطي صوته (يحاول ضربه مرة ثانية) على النعمة أحزمك أخلى وشك شوارع (تمنع أنيسة ومحمود)

(ينظر لمحمود) خد يا ولد البريزة.. ورح ودي.

محمود

:

ما عندك أنيسة

حوده

:

لا أنيسة لا.

محمود

:

طيب.

حوده

:

ومالك كده بتقولها من غير نفس.. طيب هات السيجارة اللي وراء ودنك (يأخذها) وانت كمان (لعم شحاته ) هات السيجارة اللى معاك خسارة فى جتتكم.. وعلى كل حال أنت شحاته .. وأنا حوده.

شحاته

:

(يتأكد من خروج حوده) داهية لا ترجعك.. عيل قليل الأدب (لمحمود) ما انت السبب.

محمود

:

ليه بس .. هو انت ما قدرتش على الحمار .. تتمحك فى البردعة.

الشحاذ

:

(يصعد من الصالة) لله يا سيدى لله.. لله يا سيدى لله.

حوده

:

(يظهر فى بقعة الظلام.. هو وأنيسة واظل جالس) أنيسة

أنيسة

:

(وهى فى صدره) نعم.

شحاته

:

ربنا يحنن عليك.

السحاذ

:

(لمحمود) أعطينى مما أعطاك الله ووهبك.

محمود

:

لسه ما عطانيش يا سيدى قولنا ربنا يحنن عليك.

الشحاذ

:

غريب وتايه.

شحاته

:

الراجل ده له صوت غريب كده.

محمود

:

انت إيه اللى جابك هنا.

شحاته

:

انت باين عليك راجل كويس.. والدنيا لعبت بيك.

الشحاذ

:

غریب .. یا خلایق.

محمود

:

ده باین بیدور على حد تایه.

أنيسة

:

(لحوده) تعرف یا حوده.

حوده

:

إيه.

الشحاذ

:

(لعم شحاته) وصلني يا بنى لحد المبولة.

شحاته

:

وصله يا محمود.

الشحاذ

:

ربنا يخليك.

محمود

:

لحاضر (يذهب إلى دورة المياه) (ترى في بقعة الظلام المستوى الثالث أنيسة وحوده)

أنيسة

:

تعرف يا حوده.. أنا كنت أحلى بنات الحارة.. كنت بلبس فستان فى العصارى وأحط المنديل على دماغي.. واطلع أمشى (تسير كأنها فى الماضى) كانت عيون الناس كلها على.. وكل واحد بكلمته.

حوده

:

(يصبح كفرد من الذي يشاغبوا) إيه يا طعم.

أنيسة

:

أتلم.

حوده

:

(يشاغبها .. بينما الظل يجلس القرفصاء بعيدًا) تفضل يا

 

:

جميل.

انيسه

:

أختشى.

حوده

:

النبي تیجي تشرب حاجة سقه

أنيسة

:

ما تمشى يا راجل.

حوده

:

النبى تبسم .. ابتسم يا طعم.

أنيسة

:

حتمشى ولا .. أضربك باللى فى رجلى.

حوده

:

بطلي تلبيخ.. أحسن على الحرام من دينى أقطعك (يرفع يده عليه)

أنيسه

:

حوده (يحضتنها)

شخص

:

(يدخل امام العربة) أنت يا جدع.. يا بتاع البطاطا.

محمود

:

ينزل من على السلم أيوه نعم يا أخويا.

شخص

:

استنى (يبحث فى جيبه) ادينى بصاغ بطاطا.. الله الله (يبحث).

محمود

:

استنى.. على مهلك.. أنا مقربتش من جيبك.

شخص

:

أهه .. اتفضل (يعطيه القرش) بصاع بطاطا.

محمود

:

حاضر (يعطيه البطاطا)

شخص

:

هو أحنا بنسرق ولا بنسرق.

محمود

:

تسق ليه.

شخص

:

بالذمة بصاغ.. هى الفلوس دى بنسرقها ولا بنشقى بيها.

محمود

:

لا يا سيدي بنشقى بيها.

شحاته

:

لأ.

شخص

:

شوف بقى يا أخ.. أنا مش غلطان بقى.. الناس كمان بتقول لا.

محمود

:

والله العظيم تلاتة.. بتلاتة تعرفة.. ما هى الحاجات غالية.

شخص

:

كل حاجة تغلي إلا البطاطا.

محمود

:

اشمعنى يعني البطاطا.

شخص

:

اسأل الوزارة يا حدق.

شحاته

:

اديله يا جدع حت وخلاص.

محمود

:

أتفضل.

شخص

:

دنيا عجيبة.. انت أخدت منى كام.

محمود

:

قرش صاغ.. يعنى ح اكون خدت كام.

شخص

:

بحسب شلم وما خدتش الباقى.

محمود

:

لا.. ما تحسبش.

شخص

:

سلامو عليكم ياجدع.

محمود

:

مع ألف سلامة (يخرج الشخص)

أنيسة

:

(لحوده) كنت متجوزاه أكمن أبويا كان له غرض منه.

حوده

:

وشافك فين .

أنيسة

:

كان بيقعد على القهوة بتاعة أبويا.. وبيتنا كان قدام القهوة.

حوده

:

أبوكى كان عنده قهوة.

أنيسة

:

أكبر قهوة فى كوم الشقافة.

حودهع

:

وبعدين.

أنيسة

:

ولا قبلين يا حوده.. مات أبويا واتباعت القهوة .. واتباعت الغوايش اللى فى ايدى.. اطلعى يا أنيسة هاتى لى أكل.. هاتى لى أشرب.

حوده

:

استنى استنى بس امال .. فهمينى. (ظلام عليهما)

محمود

:

(لعم شحاته) أعد .. أعد يا عم شحاته.. يا شحاته أعد ع البساطة.. ع البساطة البساطة غدينى جبنة وزيتون وعشينى بطاطا (يغنى)

شحاته

:

زمان.

 

:

زمان (یعود إلى الماض) يا آبه مش ح تجوز من رشيد ولا من بنات رشيد .. أنا باكرههم.. انا كرهت رشيد وعایز أمشيما بحبش بناتھا .. يا سلام على إسكندرية.. حلوه یا ولاد . یا حلاوة أيوه شحاته افندى.. رايح شحاته أفندى جاي.. موظف قد الدنیا في البلدیة أتجوز .. أتجوز لیه.. بس یا ولد .. بس یا بنت (عود إلى الحاضر) زمان .. هو فين زمان.

المثقف

:

(يدخل إلى المسرح بسرعة.. إلى أعلى المستوى الثالث.. إلى دورة المياه)

شحاته

:

إيه ده.

محمود

:

إيه ده.. واحد عايز يدخل.

المثقف

:

(يهبط من دورة المياه) فين الجدع المسئول عن المراحيض دى.

شحاته

:

ايوه يا أفندى .. فيه إيه ؟

المثقف

:

ازاى مفيش ولا مرحاض شغال؟

شحاته

:

ازاى الكلام ده .. فيه واحد شغال.

المثقف

:

فين إذا كانوا الاتنين التانيين باظين والتالت مقفول.

شحاته

:

فيه واحد جوه استناه.

المثقف

:

هه (ينظر بغضب ويدخل)

أنيسة

:

(بقعة ضوء عليها هى وحوده) فضل جوزي ورايا وأنا هربانه منه.

حوده

:

أما ندل (ظلام)

شحاته

:

(لمحمود) لما يلاقوك اتجوزت بنت من بنات اسكندرية بعشرين جنيه يسيبوا اللي فى دماغهم .. بلا دهب بخمسين جنيه بلا نحاس بتلاتين جنيه.

المثقف

:

(يظهر على السلم فى غضب) أنت يا ريس وبعدين معاك.

شحاته

:

(ينظ له) بعدين فى إيه يا فندى.

المثقف

:

الراجل اللى جوه مش عايز يطلع.

شحاته

:

(يصفق وباستغراب) حلوه دى.. ما يعملش زي الناس نطلعه بالعافية يا افندى.. نقومه من على الشخة.. ما تستنى شويه.

المثقف

:

لا بس أنا معذور.

محمود

:

حسن جوه .. خبط عليه.

المثقف

:

خبطت.؟

محمود

:

ما قلتش احم .. احم.

المثقف

:

لأ.

محمود

:

بس روح خبط جامد (يذهب المثقف إلى أعلى) وبعدين يا عم شحاته.؟

شحاته

:

وبعدين فى ايه.

محمود

:

إيه .. فى الجوازة (يصعد المثقف على درجات السلم ويختفى)

شحاته

:

يا ابنى الفلاحين دول لازم يتغيروا .. وأحنا اللى لازم نغيرهم.

المثقف

:

(يهبط من على السلم) وبعدين يا سيدى في البلد دى .. أنت يا جدع .. يا حضرة الحارس.

شحاته

:

لا مؤاخذه يعنى؟.. أنا ببدى ايه.؟

محمود

:

يا حضرة الحارس.. حلوة قوى يا حضرة الحارس دى.

المثقف

:

(لمحمود) انت ياجدع ما تتصرف.

شحاته

:

اتصرف إزاى.؟

المثقف

:

خش سلك واحد منهم.؟

شحاته

:

يا افندم يا محترم.. المرة دى بايظ خالص.. مفيش فايده.. قجمت شكوى للملاحظ.. والملاحظ بعت للإدارة فى البلدية.. حسين أفندى عطاها لخليل افندى (يشير على الجمهور فى الصالة) خليل أفندى عطاها لمحمد افندى.. ومحمد افندى عطاها لعلى أفندى.. وعلى أفندي عطاها لصالح أفندى.. صالح أفندى أخدها وعطاها..

المثقف

:

(مقاطعًا) كفاية.. كفاية.. انا مالى.. انا معذور أنا عايز أخلص.

محمود

:

انت معذور قوي يا فندى.؟

المثقف

:

أيوه.

محمود

:

خلاص.. اتفضل أعملها ورا المبولة.. جنب الحيطة.

المثقف

:

أنت بتقول إيه يا ولد.؟

محمود

:

بقول أعملها جنب الحيطة.. وريح نفسك.

المثقف

:

أنت اجننت يا صعلوك.؟

شحاته ومحمود

:

إيه .. زعلوك.. يعنى إيه زعلوك يا أفندى.

محمود

:

أنا زعلوك يا فندى.؟

المثقف

:

أيوه.

محمود

:

أنا زعلوك يا افندى.؟

المثقف

:

طبعًا (يصعد على السلم ويختفي)

محمود

:

شايف الراجل.. وقلة ادبه أنا زعلوك.. أنا زعلوك.. يعنى إيه زعلوك.؟

المثقف

:

(ينزل من على السلم) انا حأوريكم أنا حفرجكم.

محمود

:

يا جدع روح كده بلاش دوشة.

المثقف

:

أنا أقدر أقضي على مستقبلكم.

محمود وشحاته

:

والنبى إيه.؟

محمود

:

ما أنت شايف مستقبلنا يا أخويه (يشير إلى عربة البطاطا) خد ه أهه .. أقضى عليه.

محمود

:

ما تتصرف يا فندى.. وأعملها جنب الحيطة.

المثقف

:

أنا يكفينى حدخل مرحاض عربي.

محمود

:

بطلوا عقدة الخواطة دى يا فندي.

المثقف

:

إنت حتة ولد مقاوح صعلوك (يصعد على السلم ويختفى)

محمود

:

(لعم شحاته) والله الجدع ده ما حيجبها البر.

المثقف

:

(يظهر) اسمع يا..

محمود

:

ما تتلم يا فندى.. أحسن على الحرام أعدلك.

المثقف

:

بس يا قليل الأدب.

محمود

:

(يمنعه عم شحاته) ما تسيبنى يا حارس المراحيض (يقلد للمثقف) يا زعلوك.

شحاته

:

(لمحمود) بس يا قليل الأدب.. والنبي يا فندى تعمل شكوى للبلدية.. علشان يهتموا بالمراحيض شويه.؟

المثقف

:

أنا (يبدأ المسرح فى تخفيف الإضاءة.. يعود بالزمن) أنا قلت الكلام بتاعي لازم لازم يتنفذ.. يعني لازم يتنفذ .. الكتاب بتاعى نازل النهاردة بتلاتة جنيه.. بس فيه شرح وافى للمحاضرات.. لازم تشتريه.. يعنى لازم تشتريه ممعاكش فلوس ما تجيش أنا باحب الفقراء والغلابة.. أبحاثى كلها منصبة على كيفية معالجة الفقر وأثره على الناس ما بجبش الصور.. لا تشكر.. أنا باحب أصيف فى الريفيرا فى فرنسا.. علشان أعصابى تستريح.. انا قلت.. أنا رحت أنا جيت .. انا قلت.. لا أنا موافق.. انا أستاذ أنا بأوجه أنا تربوي.. أنا باخلى.. أنا بسوى..

المثقف

:

(يعود بالزمن) أنا شكرى عبد الصمد.

محمود وشحاته

:

(معًا) طز.

المثقف

:

بتقول إيه يا وقح.. انت وهو .؟

محمود

:

بس يا صعلوك.. اوعى تلبخ..؟

المثقف

:

أنتم حتتحملوا العاملة السيئة بتاعتكم دى.. أنا عندى محاضرة والعربية أتعطلت .. أنا معذور جدًا.

محمود

:

محاضرة يعنى إيه يا فندى.

المثقف

:

یعني أقعد أكلم الناس شویه.

شحاته

:

طیب .. ما تكلمنا شویھ یا فندي.

محمود

:

(یقترب منه .. یحسس علیه) آه.. والنبى يا فندي كلمنى شوية.

المثقف

:

بس أرجوك (وهو يبتعد ) طلعه الأول.

محمود

 

مين.؟

المثقف

:

الراجل اللي جوه.

حوده

:

(يدخل وخلفه الظل) على الحرام من ديني.. أنتم مش وش نعمة أنتم فقر.. حتعيشوا فقر.. وتموتوا فقر..

محمود

:

بس يا زعلوك.

حوده

:

أنا زعلوك.؟

محمود

:

وستين زعلوك كمان.

حوده

:

أنا زعلوك.. انا زعلوك.. يعنى ايه زعلوك.

محمود

:

إسأل الافندى اللى هناك ده.. طالع .. نازل.. (يشير على المثقف)

حوده

:

باين عليه خام ومكسوف.. أفندى.

المثقف

:

اسمع ارجوك.

حوده

:

فاهمك يا فندى فاهمك.. عندك طلبه.. الأفندى النضيف ده عايز ..

المثقف

:

(مقاطعًا) آه.. طيب يلا وحياة أبوك.

حوده

:

ح تخدها فى إيدك.. ولا فى عربية.

المثقف

:

إيه اللى أخدها.؟

حوده

:

آه.

المثقف

:

لا.. إنت مجنون (يسير بعيدا)

حوده

:

طيب تعالى يا فندى.. لا مؤاخذة(ينظر إلى عم شحاته) بس يا زعلوك .. انت وهو.

المثقف

:

(يصعد السلم) (يختفى.. ثم يعود)

حوده

:

يا افندى دول زعاليك.. ولو إنى ما اعرفش إنهم زعاليك فعلًا.

المثقف

:

خلصنى يا جدع انت.؟

العسكرى

:

(يدخل خلفه عبد السميع) ما تخافش يا عبد السميع.. ده لو جاه عبد القوى وأبوه وأمه؟ أقبضلك عليهم واحد واحد.. وأريحك منهم.

عبد السميع

:

الله يخليك يا بيه.

العسكرى

:

(ينظر إلى حوده) ولد يا حوده؟

حوده

:

نعم (يذهب حوده اليه .. ينظف له الجاكت بينما الظل يحفزه)

العسكرى

:

أنا شايفك وانت راكب عربية مع اتنين افندية وماشى.

حوده

:

خد يا حضرة الصول سيجارة كنت.. لا يشربها إلا السادة المفضلون.

المثقف

:

(لعبد السميع) عاوز إيه .؟. ابعد عنى.

عبد السميع

:

ما تزعجليش.

المثقف

:

آه يا صعلوك.

عبد السميع

:

أنا زعكلوك.؟. أنا زكلوك.؟

المثقف

:

أيوه (يصعد مرة أخرى)

أنيسة

:

(تدخل) يا حوده يا حوده.

حوده

:

تعالى يا أنيسة؟

شخص

:

(يدخل) أنت يا جدع يا بتاع البطاطا

محمود

:

أيوه.

شخص

:

هات بصاغ بطاطا.

حوده

:

(للعسكرى) لمسك بس.. (يعطيه نقود.. يمنعه الظل يتصارعات حتى يعطيه النقود) خد.. على ما نشوف الافدي اللى عايز له حته.

العسكرى

:

هو الافندي عايز حاجة.

أنيسة

:

(لحوده عندما ترى المثقف ) باين على الافندى خام ومكسوف.

شحاته

:

(لعبد السميع) سافر أحين لك.

عبد السميع

:

أسافر واتجتل.

شحاته

:

يا ابنى ولكل أجل كتاب.

عبد السميع

:

انا هنا حماية ربنا وحماية الشاويش.

شحاته

:

يا ابنى اللى بيمشي غلط.. لازم يقع.

شخص

:

(لمحمود) يا جدع.. اتوصى شوية.

عبد السميع

:

مين الل ماشى غلط.. أنا والا اهلى.. ولا الشاويس.

حوده

:

(للعسكرى) لخبطة والله

أنيسة

:

(لحوده) ما تنده على الأفندي.

شحاته

:

(لعبد السميع) هو أنا عارف.

محمود

:

(للشخص) يا سيدى ما تناكفنيش.

شخص

:

يا جدع .. أتوصى هو أنت إيدك إيه ؟

محمود

:

انت واخد بنص فرنك.. خد يا سيدى.. أتفضل.. أمشى بقى خد... خد.. الله يخرب بيتك (يعطيه بكثرة)

شخص

:

انا غلطان.

المثقف

:

(لأنيسة) إيه أنت كمان عايز إيه.؟

أنيسة

:

ما تزعقليش.. هو إيه ده.. حاكلك أنا ولا حكلك.

حوده

:

(للمثقف) يا فندى.. الأفندى اللى هناك ده.

المثقف

:

أنهو؟

حوده

:

الشاويش.

المثقف

:

ماله..؟

حوده

:

لاغى ربك..؟

المثقف

:

نعم..؟.

حوده

:

لاغى ربك (يشير له)

المثقف

:

جرى لك ايه يا صعلوك أنت وهو.( يشير إلى الشاويش)

حوده

:

يا خبر اسود.

أنيسة

:

خير يا حوده.

حوده

:

بيشتم حضرة الصول (يجرى له) بيشتمك يا حضرة الصول.

العسكرى

:

يا نهار أسود.. يا نهار أسود بيشتمنى أنا.؟

حوده

:

آه.

العسكرى

:

بيقول إيه.؟

حوده

:

بيقول إنك زعلوك.. اتجرأ وقالها نوبة واحدة كده.

أنيسة

:

يا نهار أسود..

عبد السميع

:

تعبت يا خلق يا جلته يا مجتولين (لنفسه)

العسكرى

:

يا خبر أسود.. أنا زعلوك.. أنا زعلوك (لحوده) يعنى إيه ؟ زعلوك (يذهب إلى المثقف) أنا زعلوك.. تعرف زعلوك دى فيها ست شهور و500 جنيه غرامة.

عم شحاته

:

(للمثقف) ما تتوكل على الله يا فندى.

حوده

:

جرى لك إيه يا عم شحاته.. أنت عايز تطفش الزباين منى.

عم شحاته

:

بتقول إيه يا واد.؟

حوده

:

بقول غنك ابتديت تلطش منى الزباين بتوعى.

عم شحاته

:

أنا؟

حوده

:

أمال أنا .؟

محمود

:

ما تروح يا حوده.. انت بتقول شكل للبيع (يريد حوده أن يمسك فى عم شحاته)

العسكرى

:

بس يا حوده.

أنيسة

:

يا حوده مش كده.

عبد السميع

:

يا خلق بطلوا جتل فى بعضيكم.

شحاته

:

سيبوه يا ناس .. عايز ايه يا حوده.؟

حوده

:

عايز .. أنت عارف أنا عايز ايه.؟

محمود

:

انت يا ابنى تعرف أن الأفندى ده زبونك.

حوده

:

النبي إيه أنت فاكرني مختوم على قفايه.. عبيط.

المثقف

:

(لعم شحاته) يا راجل أنت .. طلع الراجل اللى جوه ده.

شحاته ومحمود

:

(معًا) سمعت يا سيدى.

حوده

:

(للمثقف) أنهو راجل.

المثقف

:

الراجل اللي جوه.؟

حوده

:

أنهو راجل ده يا عم شحاته..؟ أعرفه.

شحاته

:

لأ.

محمود

:

راجل كبير..

عبد السميع

:

راجل كبير.

العسكرى

:

مالك يا واد يا عبد السميع.. إيه اللى جرى لك..؟

عبد السميع

:

شكله إيه.؟

شحاته

:

راجل طويل.

محمود

:

دقنه طويلة.

عبد السميع

:

في وشه علامة؟

محمود وشحاته

:

(معًا) آه.

عبد السميع

:

هو يا حضرة الصول.

المثقف

:

يا ناس خلصونى .

عبد السميع

:

هو اللى عايز يجتلنى.

الجميع

:

يقتلك.

عبد السميع

:

آه.. هو عبد القوى.

الجميع

:

عبد القوى.. عبد القوى مين ؟

عبد السميع

:

اللى عايز يجتلنى.

الجميع

:

يقتلك.

عبد السميع

:

أيوه.. هو اللى جاي ورايا.

محمود

:

بلاش عباطه .. يا بنى ده الظاهر بيدور على حد تايه.

حوده

:

تايه.. تايه.. تايه يا عم شحاته.. تايه يا محمود.

شحاته

:

آه واللى باين كده.. (الظل يجرى على دورة المياه ثم يدور)

حوده

:

تايه هو فين الراجل ده.؟

المثقف

:

جوه.. جوه..

حوده

:

أنا طالع له (يصعد السلم)

محمود

:

مش ح يفتح لك (يصعد خلفه)

المثقف

:

أيوه .. وحياة أبوك (يصعد خلفهم)

أنيسة

:

(لعم شحاته) بيدور على حد تايه.. ولا واحدة.

شحاته

:

أنا ما أعرفش.

أنيسه

:

عنيه عليها كده سحابه.

شحاته

:

إيش عرفنى.

العسكرى

:

(لعبد السميع) إحنا قولنا إيه.؟

عبد السميع

:

ح يجتلنى يا شويش.. وأنا.. وأنا امى عايزانى

العسكرى

:

أقف سابت.

أنيسة

:

یا عم شحاته ھو عجوز صح ؟.

شحاته

:

هو أنا فاكر.

أنيسة

:

إزاي بس.. أفتكر كويس.

شحاته

:

هو لابس هدوم كويسة.

أنيسة

:

لازم هو.

العسكرى

:

(لعبد السميع) أنا ح أقبضلك عليه وعلى أبوه وعلى أمه كمان.

عبد السميع

:

أنا لفيت نص البلد ماشى..

أنيسة

:

إيده مرسوم عليها أسد.

شحاته

:

ما أعرفش.

أنيسة

:

يبقى هو؟؟

شحاته

:

هو مين يا أنيسة.؟

أنيسة

:

جوزي.؟

شحاته

:

جوزك...

أنيسة

:

أيوه..جاى ورايا .. ده عمال يلف ورايا.. عايز ياخدنى بالعافية.

حوده

:

(من الداخل) أنا ح أكسر الباب.

محمود

:

يا جدعان.

حوده

:

ما تخافش .. اوعى ح اكسره .. هوب.. هوب (صوت كسر الباب)

العسكرى

:

ولا يهمك يا عبد السميع.. دلوقت يطلعوا بيه أقبض لك عليه.

انيسة

:

أنا لازم أمش يا عم شحاته.

شحاته

:

على فين أنيسة.؟

انيسة

:

مش عارفة.. مش عارفة أنا لزم أمشي (تحاول أن تهرب)

عبد السميع

:

أنا غلبت مش عايز أموت (يحاول أن يهرب)

شحاته

:

استنى يا أنيسة.. (تجرى أنيسة) استنى يا أنيسة.

العسكرى

:

ارجع يا ولد يا عبد السميع (يجرى عبد السميع)

شحاته

:

استنى يا أنيسة .. يا حوده..

العسكرى

:

لحد أمتى ختفضل هربان يا ولد يا عبد السميع

شحاته

:

استنى يا أنيسة .. يا أنيسة رايحة فين ؟؟(يخرجون بالشحاذ)

حوده

:

تعالوا يا جدعان.. تعالوا بيه هنا (يقف الظل مترددًا حائرًا)

العسكرى

:

(لنفسه) يارب أستر (الظل يجلس على ركبتيه يدعو الله)

شحاته

:

تعالوا هنا بيه (يصعد المثقف فورًا إلى الداخل)

محمود

:

الراجل باين عليه مات.

حوده

:

مات إيه ..؟؟ قال مات.. قال يا عم شحاته.

شحاته

:

(يتحسس الرجل) لا يا جدعان الراجل ما متش.

حوده

:

يا عم قوم.. يا عم قوم (يحاول أن يفيقه)

شحاته

:

الراجل فتح عينيه.

حوده

:

أنت يا عم ؟؟

شحاته

:

عايزين شوية ميه.؟

حوده

:

ما تروح يا شاويش تجيب شوية ميه أحسن الراجل حيموت.

العسكرى

:

حيمون .. لأ يا نهار أغبر.. يا عم عايزينك.. يا عم عايزينك (يجرى للداخل)

حوده

:

(يحاول أن يفيقه) فوق يا عم فوق يا سيدى.

شحاته

:

عاوزين الميه.

حوده

:

ما تمد يا شاويش.

العسكرى

:

(يهبط من على السلم) اهى المبه .. اه.. (يرميها على وجه الرجل)

محمود

:

الراجل حيبدأ يفوق اهه.

الشحاذ

:

أنا.. انا.

حوده

:

عايز إيه يا عم.؟

محمود

:

أنت منين يا عم.؟

حوده

:

أنا.. ط.. ط.. ط.. ط.

العسكرى

:

أنت من طنطا.. شءئ لله يا سيدى يا بدوى.

شحاته

:

أنت من طنطا.

محمود

:

من أنهو بلد.. منها نفسها.

الشحا1

:

أنا ط.. ط.. ط.

حوده

:

أنا أسمى الحقيقى طه.. طه.

الظل

:

أهه.. أهه (يدور بسرعة حول نفسه)

حوده

:

بتدور على مين..؟ على مش كده.. أنا ابنك.

الظل

:

ابنك.

حوده

:

اخوك الصغير.؟

الظل

:

غير..

حوده

:

مش كده..

الظل

:

ده..

حوده

:

انطق.

الظل

:

طق.

شحاته

:

ما تستنى يا حوده.

محمود

:

يا نهار أغبر.. ده أنت غريب يا عم.

الشحاذ

:

أنا .. آه.. آه.. آه.

العسكرى

:

(لنفسه) أنت عبد الجوي.. فاهمك أنا يا مجرم .. فوج.

حوده

:

أنت يا عم .. يا بويا مش كده.. أخويا.. عمى .. جوز خالتى.. قريبى.. انت أى حاجة.

الظل

:

بويا.. ده.. خويا.. أمي.. بي.. أجه.

الشحاذ

:

آه.. آه.. أنا عايز.

حوده

:

أيوه اتكلم.. عايزني مش كده.

محمود

:

أنت أهلك منين يا عم؟

حوده

:

أنت قريبى.

محمود

:

من طنطا.. من أنهو شارع؟

شحاته

:

موت بعيد يا عم علشان ما يحصلش تحقيق.

حوده

:

عايزنى.؟

محمود

:

اهلك منين.؟

حوده

:

أنت أبويا ؟.. انت أخويا .؟. انت خالي.؟. أنت عمي.؟

محمود

:

كم كفر إيه.. بلدك إيه؟ عزبة إيه.. محافظة إيه ؟

شحاته

:

كفاية .. كفاية.. الراجل مات مات.. يا عم ليه ؟ بس تموت هنا عايزين نروح بدري.؟

حوده

:

مات.. مات.. لأ.. لأ.. (يمسك الرجل بهستيرية) أنت ما موتش.. ما موتش.. ما موتش (يختنق حوده.. يبدأ فى خلغ ملابسه قطعة قطعة) إنت أبويا.. أنت أنت خويا.. (الظل مازال يكرر حروف الكلمات الأخير خلفه) انت عمى .. أنت جوز خالتي جوز امي .. انت حاجة مني.. أتكلم يا عم.. قوم طبطب على.. ده ما حدش طبطب على.

العسكرى

:

ما تموتش يا عم..؟ ليه تموت بس.؟

محمود

:

يا عم لا ... لأ يا عم لأ.

المثقف

:

(يخرج من دورة المياه ويهبط على السلم) يا سلام.. الواحد استريح .. اما زعاليك صحيح. (يبدأ الستار فى الإغلاق بهدوء تام وكل شخصية تتحدث.. هم كما هم .. لكن يلاحظ انحوده أصبح شبه عاريًا تمامًا من ملابسه كما ولدته أمه ... شىء ما يمكن أن يستخدمه الممثل ليغطى عورته بلون الجلد .. ويصبح الظل الذى لا يراعى أبدًا أن يكون شبيه حوده .. الظل يصبح حوده نفسه)

الطفل

:

(حوده الجديد بملابسه) يا عم انطق أنت أبويا.. أنت أخويا .؟. أنت عمي.؟

شحاته

:

(للرجل) يا عم حتودينا فى داهية.. تحقيق ودوشة ونيابة (تبدأ الستار فى الإغلاق للمرة الثانية.. ببطء والممثلون كما هم يتحدوث)

المثقف

:

(وكأنه يقف على منصة المحاضرة)

ويجب على الناس أن يتعاونوا مع بعضهم بألفاظ جميلة.. ويتوحدوا فى السراء والضراء والمصائب.

شحاته

:

يا رجل ليه تموت بس هنا.؟

محمود

:

أنا مسافر بلدى.. مش عايز أموت غريب.

الطفل

:

(حوده الجديد) انطق.. أنت أبويا .. أنت أخويا.. عمى.

حوده

:

(الظل الجديد) إنت.. إنت.. إنت.

شخص

:

انت يا جدع يا بتاع البطاطا.. أديني بصاغ بطاطا.. بس أتوصى .. أنت يا جدع.

ينزل الستار .. وهم يتحدثون كل في أدائه

ستــــــــــــــــــار

الخطوة الأولى : الاسكندرية –1966 التجربة (3)

 

 


 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More