شكلت دراستنا لهذا الموضوع والمعنون بـ:
"سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي شاي بالياسمين" -الجزء الأول-
للكاتب المصري السيد حافظ، حوصلة فنية عن الكيفية التي تم الأديب الاعتماد عليها
في اختياره لشخصياته لذلك نتساءل:
- هل كانت شخصيات السيد حافظ في رواية
ليالي دبي شاي بالياسمين هادفة؟ وهل يمكن اعتبار أساليب التشخيص كنموذج مثالي
يعتمده الكاتب في اختياره لشخصياته، وما هو مدى مطابقة أبعاد الشخصية الروائية
لموضوعها؟
تعد
الرواية مرآة عاكسة للواقع المعيش بكل تجلياته، والنص الروائي لا يظهر في أسمى
وجوهه إلا إذا توفر له الشكل الفني المتكامل، حيث يصنع الروائي صورة للواقع
بالقيمة الجمالية والفنية، ليخلق عملا فنيا إبداعيا متكاملا وفق مسار سردي رسمه
لمجريات أحداثه داخل المتن الروائي، إذ يعتبر السرد من أرقى أساليب التعبير
الإنساني، حيث يقوم الكاتب بترجمة الأفعال والسلوكات الإنسانية والأماكن إلى
مجموعة من المعاني، وذلك بأسلوب سردي متميز ، ولهذا يكون الكاتب قد تمكن من تحويل
المعلومة إلى كلام مع ترتيب الأحداث زمنيا.
والأديب
"السيد حافظ"، من بين الروائيين المصريين الذين إهتموا لمعالجة قضايا
المجتمع المصري من خلال فنون السرد المختلفة على غرار المسرح والرواية، ولا سيما
في تقنيات إستعماله لأسلوب السرد، حيث جاءت رواية شط الإسكندرية تحمل تعبيرا جميلا
وهاما في تجسيد الموروث التاريخي والثقافي للمجتمع المصري، وكانت الرؤية السردية
والحبكة منها جزءا من الرؤية الفنية والتاريخية للرواية، وقد وقع إختيارنا على أحد
أعمال هذا الكاتب الروائية، فجاء موضوع بحثنا هذا موسوما بـ : التحليل السردي
لرواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى " للسيد حافظ.
ويعتبر
السرد ، أسلوبا من أساليب القص والحكي، ينسجم في صياغة الأفكار في العديد من
السرديات، وفق أحداث زمنية مرتبة ، يملأ الفن الروائي بالحياة والحركية ويؤثث للنص
لغة جمالية راقية، ليجعل منها نصا فكريا يليق بمقام صاحبه ، وهذا ما يفرض وجوده
داخل النص الحكائي.
ومن هنا يمكننا طرح
الإشكالية التالية :
- ما هي المقومات السردية التي تشكلت منها رواية شط
الإسكندرية" للسيد حافظ؟ ومن خلال هذه الإشكالية نطرح التساؤلات التالية:
- ماهو مفهوم السرد، وماهي عناصره و وضائفه وأساليبه؟
- هل وفق "السيد" "حافظ"، في بلوغ
تجسيد مقومات السرد في رواية شط الإسكندرية؟
ورغبة
منا في معرفة ذلك، تتبعنا مجريات السرد عند "السيد حافظ"، وإلى أي حد
وفق في بلوغ الرؤية السردية، وذروة الحبكة في رواية "شط الإسكندرية وقع
إختيارنا عليها، ومن بين أهم الدراسات التي اعتمدنا عليها في تحليلنا السردي نذكر:
تقنيات السرد في النظرية والتطبيق لآمنة يوسف، وأسلوبية الرواية لحميد الحميداني،
وأساليب السرد في الرواية العربية "الصلاح فضل"، وتحليل النص السردي
لمحمد بوعزة.
حيث
اعتمدنا على المنهج الوصفي مع الإجراء التحليلي، الذي يتناسب مع طبيعة موضوعنا، مع
خطة مكونة من مقدمة ومدخل، وفصلين، وخاتمة، الفصل الأول والمعنون بماهية السرد
ومكوناته، تطرقنا فيه إلى مفهوم السرد لغة واصطلاحا، أشكال السرد، ومكوناته، وظائف
السرد وأساليب مفهوم الزمكان وأنواعه، إضافة إلى الشخصية وأنواعها.
بينما
الفصل الثاني المعنون بـ : دراسة تطبيقية في رواية «شط «الإسكندرية» للسيد حافظ،
حيث حمل هذا الفصل دراسة تطبيقية للمكان وأنواعه، ودراسة تطبيقية للزمان وأنواعه
في الرواية، إضافة إلى دراسة تطبيقية للشخصية وأنواعها في الرواية.
إلا
أنه إعترضتنا صعوبات في التحليل نذكر منها : صعوبة التحكم في الموضوع لتداخله
وتشابكه مع مواضيع أخرى كونه موضوع مفتوح، إضافة إلى نقص الخبرة الكافية في
تناولنا لمواضيع التحليل السردي. رجاؤنا أن نكون قد لمسنا ولو بالقليل جوهر
الموضوع ، وأن نكون بمذكرتنا قد وضعنا لبنة صغيرة لتكون عونا لمن ينوي مستقبلا أن
يلج مواضيع تخص النقد السردي.
وفي
الأخير، نحمد الله بما يليق بجلاله على توفيقه لنا، ونتوجه بخالص الشكر والامتنان
لمشرفنا الفاضل الدكتور : بوزيد رحمون، الذي كان لنا نعم السند ونعم المرشد، ونرجو
أن يلقى بحثنا هذا القبول والتقدير.
المسرح
أبو الفنون نظرا لما يحويه هذا الفن من قيم فنية وعلمية تجعلنا نطلق عليه هذا
الاسم أبو الفنون- فهو يحتوي على جميع الفنون لأنه فن راقي بما يحويه ويعبر عنه،
يساعد على التربية والوعي وتطوير ذات الطفل، مما يؤدي إلى إحداث ميكانيزمات تربط
بين المسرح والمدرسة وبين الطفل والمسرح ثم بين الطفل والمجتمع ، وإذا نجحت هذه
العلاقات سادت الغاية المرجوة من الفن المسرحي، كما أن المدرسة مؤسسة تربوية
محورها الأساسي الطفل ، تسعى دوما لإيجاد الحلول المناسبة، وتوفير كل ما يخدم
الأسرة التربوية، وخاصة الطفل والوصول به إلى أحسن الدرجات سواء العلمية و
الاجتماعية، وتسهم في بنائه باعتباره رجل الغد، كما أن المراحل التعليمية التي يمر
بها الطفل من طور إلى طور مرحلة حساسة يؤثر ويتأثر.
لذا
يجب الاهتمام الطفل أكثر وعلى مستوى جميع الأصعدة العلمية والنفسية والاجتماعية
والتربوية والترفيهية، مما يجعله قادرا على أن يعطي وأن يسهم مستقبلا، أما الوسيلة
والأداة المستعملة في كل ما سبق ذكره هو الفن المسرحي الذي يعد فعلا أبو الفنون
يسهم في التربية والتعليم والترفيه أكثر من بقية الفنون باعتباره فنا وأدبا قيما
ودعامة أساسية يحقق الكثير من الغايات التربوية باعتبارها من غايات المناهج
التربوية، لذا ينبغي حضور وتواجد هذا الفن في مختلف المؤسسات التربوية، لما له من
علاقة وطيدة في إصلاح النظام التربوي وبناء هذه الثلاثية التي تجمع بين المدرسة
الطفل والمجتمع.
فالمسرح
فن مميز عن بقية الفنون، لتفرده بمعالجة قضايا المجتمع وفي مختلف المجالات، لذا
نجده يرتبط ارتباطا وثيقا بالحياة الإنسانية من خلال مختلف الانتاجات المسرحية،
فهو فن جماعي تتكامل فيه مختلف العناصر المكونة للمسرحية من ممثلين ومؤلفين
ومنتجين، "فقد اهتم كبار أعلام المسرح الكلاسيكي في فرنسا بالمسرح المدرسي
حتى أن رجال الكنيسة الذين أعلنوا رفضهم للمسرح وشنوا عليه حربا شعواء وجدوا في
ممارسة هذا الفن في الحقل التربوي فائدة ومتعة حتى أن جون جاك روسو قد رفض تعليم
الأطفال بواسطة الكتب، كونه يفضل أن تعلمه الطبيعة بواسطة اللعب والحركة والحواس والمشاركة.
انطلاقا
من هذه الفكرة وغيرها ارتأينا ان نطرق عنوانا يصب في هذا الموضوع فاخترنا كاتبا
مصريا صدر له العديد من المؤلفات في مختلف الأجناس الأدبية إنه السيد حافظ. كما اخترنا
من مدوناته العديدة مسرحية الأميرة حب الرمان وخيزران . فكان العنوان على الشكل
التالي: البنية الدرامية في مسرح
الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان وخيزران للسيد حافظ
ويمكن طرح الإشكالية على النحو التالي:
- كيف وظف السيد حافظ
بنيته الدرامية في هذه المسرحية؟ وما أبعاد هذا التوظيف؟
-كيف كانت الشخصيات في
مسرحية الأميرة حب الرمان وخيزران؟
- كيف كان الحدث الدرامي
في المسرحية؟
- كيف وظف الكاتب بنية
الزمان والمكان في هذه المسرحية؟
وللإجابة
عن هذه الإشكالية ومن أجل إخراج هذا البحث إلى النور ارتأينا أن تكون خطة البحث
كالتالي:
مقدمة
ذكرنا فيها أسباب اختيار الموضوع وإشكاليته وكذا المنهج المتبع في الدراسة.
ثم
أفردنا مدخلا حول مسرح الطفل ، حددنا فيه مصطلحات البحث ثم انتقلنا إلى الفصل
الأول الذي كان مزيجا بين الدراسة النظرية والدراسة التطبيقية والتحليل المنهجي الذي
عنوناه بـ: بنية الشخصية والحدث في المسرحية
انتقلنا
إلى الفصل الثاني الذي كان أيضا مزيجا بين الدراسة النظرية والدراسة التطبيقية والتحليل
المنهجي والذي عنوناه بـ : بنية الزمان والمكان في المسرحية
وانهينا
البحث بخاتمة جعلناها مجموعة من النتائج التي توصلنا إليها في مختلف أرجاء هذا
البحث.
واعتمدنا
في بحثنا هذا على المنهج الوصفي الأقرب إلى دراسة مثل هذه العناوين، كما تتقاطع
إجراءات مختلف المناهج التحليلية من منهج بنيوي وأسلوبي ونفسي حسب طبيعة المادة
المعروضة للتحليل.
ولقد
اعتمدنا على مجموعة لا بأس بها من المراجع التي كانت كافية نوعا ما من أجل إنجاز
هذا البحث نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
كتاب
أدب الأطفال في العالم المعاصر، لاسماعيل عبد الفتاح.
و
كتاب الدراما والمسرح في تعليم الطفل، منهج وتطبيق، لحنان عبد الحميد العناني. و
كتاب من أدب الأطفال في الجزائر والعالم العربي، الربيعي بن سلامة
كما
اعترضنا مجموعة من الصعوبات تتعلق بصعوبة المدونة من جهة وكذا ضيق الوقت الذي كان
مانعا من أجل إخراج هذا البحث في أبهى حلته. ويطرح البحث آفاقا أخرى من أجل دراسة
المكونات الجمالية في المسرح والتي يجب أن تجزأ كل مكون على حد كي تفرد له دراسة
شافية ووافية.
وفي
الأخير نتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ المشرف: الأستاذ محمد زهار على ما بذله من جهد
في سبيل إخراج هذا البحث إلى النور .
ونتقدم
أيضا بالشكر الجزيل إلى السادة الأساتذة أعضاء لجنة المناقشة لتجشمهم عناء قراءة
ومناقشة هذه المذكرة ، والشكر مرفوع أيضا إلى جميع أساتذتنا الأعزاء.
كتب الناقد المسرحى الكبير محمد التهامى شهادة مهمة تؤيد الفنان عماد
خطاب وهى شهادة من ناقد كبير ومهم. اعتز بها ايها الادباء والشعراء السكندريين كتب
الاعلامى والناقد الكبير محمد التهامى لقد حزنت كثيرا..حينما اطلعت علي غياب رموز
الثقافه والأدب والمسرح السكندري عن ندوه الكاتب الكبير السيد حافظ ابن
الاسكندريه. .ربما يكون السبب هو الجهل بتاريخ هذا الكاتب المسرحي المصري
الكبير..الذي هو من أعلام الثقافه والمسرح المصري الحديث..خاصه خلال فتره الثمانينيات.
.حيث كانت معظم الأسماء الثقافيه والمسرحيه الجامعه الآن..في فتره حفاضات الاطفال
الرضع..وآخرون كانوا في مرحله الطفوله او المراهقه الثقافيه والمسرحيه..فمرحله
الثمانينيات كانت مرحله من مراحل الإبداع والتوهج الثقافي المسرحي والتي شهدت زخما
ونشاطا ثقافيا ومسرحيا متميزا..في هذه الفتره أنشأ الكاتب الكبير السيد حافظ اول
مؤسسه ثقافيه خاصه للمثقف سكندري كانت اضافه ثقافيه مهمه في تاريخ النشاط الثقافي
والمسرحي بالاسكندريه ..شملت برنامج للندوات لمناقشة الابداعات المصريه
والعربيه..واستضاف رموزا ورواد للمسرح العربي الحديث خاصه في ميدان التاصيل
والتجريب. .نذكرمنهم ألكاتب التونسي الكبير عزالدين المدني..ومؤسسي المسرح
الاحتفالي بالمغرب ومنهم الكاتب عبد الكريم برشيد والكاتب والناقد عبد الرحمن بن
زيدان..والذين كانوا ضيوفا علي مؤسسه السيد حافظ الثقافيه قبل ان تستضيفهم وزاره
الثقافه المصريه في مهرجان القاهره الدولي للمسرح التجريبي بسنوات وكان لي شرف
المشاركه مع الناقد الراحل ابوبكرخالد في هذه الندوات..وربما لا يعلم نخبه
المسرحيين والمثقفين السكندريين ان الكاتب السيد حافظ هو أحد الكتاب الذين اقتحموا
ميدان المسرح التجريبي قبيل ظهور مهرجان القاهره الدولي للمسرح التجريبي بسنوات
وكان أحد المسرحيين البارزين بالكويت لعده سنوات وضيفا عزيزا علي مهرجانات المسرح
العربي بالكويت وبغداد وشاركته في ندوات مهرجان قرطاج المسرحي بتونس عام 1989..كما
كان أحد مقاه ميدان محطه الرمل ملتقي للمثقفين والمسرحيين السكندريين خلال نفس
الفتره..فالكتاب السبد حافظ ابن الاسكندريه هو أحد رموز المسرح المصري والعربي
الحديث..وله تلاميذ كثر من المثقفين والمسرحيين العرب الذين ساهموا ومازالوا
يساهمون في صنع حياتنا الثقافيه والمسرحيه الراهنة..وهو بخبراته وابداعاته مؤسسه
ثقافيه ومسرحيه جديره بالتقدير والاحترام من كل المثقفين والمسرحيين العرب
والمصريين..والغياب بدون عذر عن حضور ندوه للمثقف والكاتب المسرحي السكندري حول
الثقافه او المسرح او سيرته الثقافيه..هو غياب لكثير من القيم الثقافيه والاخلاقيه
الاصيله التي تميز مثقفي وفناتي الاسكندريه.
لقد حظيت الرواية في الآونة الأخيرة
باهتمام كبير من النقاد والدارسين والباحثين لدى المجتمعات المثقفة في كافة أنحاء
العالم وذلك بعد أن كانت وسيلة للترفيه والتسلية وقضاء الوقت وتغيرت في أواخر
القرن التاسع عشر وفي القرن العشرين إلى أداة فنية للوعي بمصير الإنسان والواقع
الذي يعيشه في المجتمع ويوما بعد يوم تزداد أهمية الرواية حتى أصبحت مرآة للمجتمع
وهذا لا يقتصر على الرواية العربية فقط بل يخص الرواية في العالم أجمع، حيث رصدت
الرواية التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية وانعكاساتها على حياة الفرد
والجماعة، وكذا معالجتها لحل القضايا التي تهم الإنسان وطرح الحلول للمشكلات حسب
رؤية الكاتب.
فالرواية تقدم رؤية إنسانية لقضايا
البشر وأزماتهم، ويكمن جوهر هذه الرؤية في البحث عن القيم الأخلاقية التي توفر
التوازن للإنسان وهو يواجه الصعاب محاولا تثبيت القيم التي يؤمن بها ويراها وسيلة
استمراره في الحياة، لذا يمكننا القول أن الرواية جانب من التراث الفكري والروحي
للأمة إذ أصبح الجنس الروائي سجلا ثقافيا يصور الهموم الحقيقية و الأحاسيس الصادقة
التي يعيشها الإنسان في واقعه الاجتماعي ، فطبيعة الرواية تتمثل في مرونة بنيتها
السردية التي تجعلها قادرة على أن تعكس حياة الإنسان وصراعاته بكل أشكالها وذلك
لاهتمامها بالتفاصيل الجزئية وكل ما يصدر ضمن التجربة الإنسانية المصورة للمجتمع.
كما تقدم الرواية صورة رمزية للواقع
متغلغلة في أعماق الإنسان ومحيطه بالمواقف الإنسانية المختلفة ولهذا أصبحت الرواية
أساسية في منظومة الثقافة، وأصبحت هي المعبرة عن الواقع العام والخاص الاجتماعي
والذاتي في آن واحد.
إنّ الرواية أضحت اليوم ديوان العرب بعد
أن كان الشعر ديوانهم، فهي التي تصور الحياة العربية بتفاصيلها وما يعانيه الفرد
من استبداد وطغيان، وتعبر همومه وتطلعاته بل وتلقي الضوء على المناطق المعتمة
التي كان ينأى بنفسه وتقدم القضايا الإنسانية كالحرية وقضايا المنبوذين والمهمشين
والمنفيين والموجوعين، وهذا ما يظهر جليا في روايات عربية كثيرة منها رواية رجال
في الشمس، للكاتب غسان كنفاني، رواية موسم الهجرة إلى الشمال للكاتب الطيب صالح،
وثلاثية نجيب محفوظ المكونة من بين القصرين وقصر الشوق والسكرية، رواية الخب
الحافي للكاتب محمد شكري.
وهذه الروايات تعد من أفضل الروايات في
التاريخ العربي ونذكر كذلك رواية مسافرون بلا هوية للسيد حافظ المصري، التي كانت
ولا تزال محل اهتمام النقاد والدارسين والتي هي موضوع بحثنا هذا والمعنون ب خصوصية
الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوية أنموذجا، حيث يعد السيد حافظ من
صفوة الصفوة الذين حملوا هم جيلهم والأجيال القادمة.
ومن أهم الأسباب التي دفعتنا لاختيار
هذا الموضوع هو رغبتنا في البحث ع المصطلحات الجديدة في الحقل الروائي كذلك من أجل
الغوص في بحار إنتاج السيد حافظ.
وقد أثارت دراستنا لهذا الموضوع مجموعة
. التساؤلات مفادها: ما هو مفهوم الكتابة؟ وما هو مفهوم الرواية؟ ما هي أنواع
الرواية العربية؟ ومن هو السيد حافظ؟ وما هي آليات وخصوصية الكتابة في رواية
مسافرون بلا هوية؟
جامعة محمد بوضياف – المسيلة
كلية الآداب واللغات – قسم اللغة العربية
إن الرواية العربية بصفة عامة انفتحت
على أشكال متعددة من الأجناس الأدبية .
وهي الأكثر رواجا وانتشارا وتأثيرا على
المتلقي فقد أصبحت الرواية المعاصرة أو التجريبية مادة خصبة للدراسة وقد شهدت في
الفترة الأخيرة تحولات بارزة سواء على مستوى الموضوعات أو التقنيات الفنية
المستخدمة في الكتابة ، وهذا يعود إلى التطور الحاصل على المجتمعات العربية بعد
محاكاتها واحتكاكها بالثقافة الغربية .
وبما أنالرواية
جنس أدبي مفتوح قابل للخرق و التطور المستمر نجد مجموعة من الروائيين العرب اندمجت
نصوصهم في سياق التجريب ومن بين هؤلاء السيد حافظ المختص في المسرح و لكنّه تحول
إلى الرواية فأبدع فيها و قد خصصنا دراستنا حول روايته الأخيرة التي عنوانها بـ:
"لو لم أعشقها"