Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

السبت، 16 ديسمبر 2017

مسرحيون عرب يناقشون في مهرجان وجدة دور المسرح في ترسيخ حوار الثقافات

مسرحيون عرب يناقشون في مهرجان وجدة دور المسرح في ترسيخ حوار الثقافات

السيد حافظ: مستقبل المسرح يكمن في الثقافة الجماهيرية

وجدة (المغرب) ـ الطاهر الطويل:

في إطار الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للمسرح الذي نظمته جمعية كوميدراما للمسرح والثقافة مؤخرا في مدينة وجدة المغربية، أقيم ندوة فكرية في موضوع "دور المسرح في ترسيخ حوار الثقافات" شارك فيها الأديب والكاتب المسرحي المصري السيد حافظ ومن المغرب النقاد المسرحيون الدكتور مصطفى رمضاني والدكتور محمد نوالي والدكتور الحسين الشايط، وأدارها الناقد المسرحي والإعلامي الطاهر الطويل.
خصص الأديب المصري السيد حافظ مداخلته لدور المسرح المصري في ترسيخ حوار الثقافات، بدأها بالحديث عن تأثير الحملتين الفرنسية والإنجليزية على الممارسة المسرحية بأرض الكنانة، كما أبرز الأدوار الإيجابية التي قام بها مسرحيون مصريون سافروا إلى الخارج من أجل الاحتكاك بالتجارب الفنية الغربية. ثم فصّل القول في الانتعاشة التي شهدته المسارح المصرية مع ثورة 1952 إنْ من خلال البعثات المسرحية التي توجهت إلى أوربا، أو من خلال الثقافة الجماهيرية التي اعتبرها المتدخل الدرع الواقي للمسرح العربي حتى الآن. وأضاف السيد حافظ أنه بعد نكسة حزيران، برز نوعان من المسرح في مصر، أحدهما تجريبي قائم على البحث عن البديل ومنفتح على العالم، والثاني كوميدي ساخر يسعى إلى جمع المال محاولا الهروب من الواقع. وخلص المتدخل إلى القول إن المسرح الكوميدي الخاص وصل إلى نهايته، بينما يظل مستقبل المسرح المصري مرتبطا بالثقافة الجماهيرية.
وركز الدكتور محمد نوالي مداخلته على ما أسماه "العلاقة التضادية بين الأنا والآخر"، حيث تحدث عن المستشرقين ومخيال الشرق، مشيرا إلى اكتشاف الشرق الآسيوي على يد مخرجين أوربيين. وأوضح أن اللجوء إلى الغرب كان من أجل إغناء الثقافة الغربية التي كانت ثقافة عقلانية، وليس من أجل الاعتراف بالثقافة الشرقية. وذكر المتدخل أن حوار الثقافات نابع من تعدد الهويات والإيمان بالبعد الديمقراطي؛ رابطا ذلك بـ"التناسج المزعوم" للحوار بين الثقافات. وأكد أن الحوار مع الآخر ينبغي أن يكون من أجل تملكه واكتشاف الذات في الآن نفسه.
وارتأى الدكتور الحسين الشايط الارتكاز على الملاحظات الجوهرية التي خلص إليها الباحث المغربي الدكتور خالد أمين في كتابه "الفن المسرحي والصورة الأصل"، حينما تحدث عما أطلق عليه "توازن الانحطاط"، وأبرز عددا من الثنائيات والتقابلات: الهوية والكونية، الشرق والغرب، النحن والهو، الهش والسليم. وفي إطار النبش في "تناسج الثقافات"، لفت الانتباه إلى مساهمة المفكرة الألمانية إيريكا فيشر في البحث عن نظام ثقافي جديد يركز على التواصل عوض الفكر، وختم مداخلته بالتساؤل عما إذا كان المسرح، بخصوصياته الجينية، قابلا لاحتضان الحوار بين الثقافات والتواصل، بهدف العودة إلى الأصل.
وتطرق الدكتور مصطفى رمضاني في مداخلته إلى حوار الجماليات المسرحية العالمية، حيث ذكر أنه من الناحية التاريخية لا وجود للندية في هذا الحوار، وانتقل من الشعرية الأرسطية إلى مساهمات مسرحيين غربيين معاصرين، ليخلص إلى ملاحظة مفادها أن النموذج الغربي ظل أحادي الفرجة، لكونه كان يعتمد على النص لوحده، وبذلك لجأ مسرحيون غربيون إلى استلهام تجارب شرقية ومن بينها الرقصات الهندوسية التي تقدم خطابا شاملا ومتعدد الأبعاد البصرية والجمالية والدلالية. ومن ثم، دعا المتدخل إلى عدم اقتصار المسرحيين العرب على الصيغة الجمالية الغربية الأرسطية، ماداموا متوفرين على صيغ أخرى وقادرين على نسج علاقة مثاقفة إيجابية مع الجماليات المجاورة لهم.



دراسة عن قصتى القصيرة جدا جدا بعنوان(قلق)

دراسة عن قصتى القصيرة جدا جدا بعنوان(قلق) لكاتب السيد حافظ بقلم الدكتور ابراهيم طه فلسطين
تقسيم رباعي زمني : الأقصوصة تبدأ بالليل وتنتهي بالليل مما يجعل النص ذو دائرية، هذه الدائرية لها دلالة .
النص بكامله نص مختلق، الضمير مختلق، الراوي مختلق، هذا الوهم بأننا أمام قصّة واقعيّة حقيقيّة يجعلنا ملزمون بشكل أو بآخر بمعطيات النص. وكأنه يحاول إقناعنا بأن هذه الحالة" المأساويّة" تحدث معه كل يوم، ولكن نحن نعلم أن الضمير يوهم . نحن أمام طرفين: الذات والموضوع، الذات تعاني من الموضوع، الراوي يفقد الحاجة من خاصته الآدمية، هو لا يستطيع أن ينام. قسم من الأمور التي تزعجه تتصل بالطبيعة مثل الناموس وأيضا عوامل إنسانيّة، بشريّة مثل صوت الإنسان . البيئة التي يعاني منها هذا الراوي متشكلة من بيئتين : البيئة الطبيعيّة والبشرية .
الراوي بسؤال ذكي استطاع في النهاية أن يجرنا إلى جانبه، كأنه يحوّل النظر من المشكلة الحقيقية إلى أمر جانبي آخر.
• لو نظرنا إلى الأمور التي تزعج الراوي بشقّيها البشري والطبيعي نجدها جزءا طبيعيا من الحياة. جزء لا يتجزأ من كياننا. لو أردنا أن نتعاطف مع هذا الراوي لا نستطيع تغيير حالة الطقس أو إيقاف العمال عن عملهم .
كل المصادر التي يطالب فيها الراوي بإلغاء الأمور التي تزعجه- هو يطالبنا بملائمة الواقع مع حاجاته الذاتية، والعكس ليس صحيحا، نحن لم نسمع كلمة واحدة عن تنازل من قبل الراوي. الرجل لم يطالب بشيء . هذا الرجل يبدو أنه لا يستطيع تقديم أي شيء. الرجل لا يجيد شيئا سوى الشكوى. الرجل هو ضحية نفسه وليس ضحية المجتمع، لأنه لا يمكن للإنسان أن يعطل نفسه بسبب الواقع البشري الذي يتلاءم معه. لا يعقل أن يعفي الراوي نفسه من المصالحة مع الواقع، غياب قدرته الذاتية للمصالحة مع الواقع. يريد كل شيء ولا يريد أن يدفع أي شيء . القصة تعالج قضية الفرد مقابل الكل أو المجتمع .
الرجل لا يستطيع أن يخلق من الواقع المر نقطة انطلاق، يبدو أن هذا هو الإنسان والإنسان المصري، ينتظر حتى يتغير كل ما حوله حتى ينطلق، هذا الموتيف تكرر في المرتبة المقعرة –قصة يوسف إدريس. الإنسان العربي يبدو من خلال هذه النصوص أنه في حالة انتظار، الموتيف واحد: إننا في حالة انتظار حتى حالة التغيير. الواقع لا يتغير بنفسه، الإنسان أمير الواقع . المشيئة الذاتية يجب أن تأخذ دورها في التغيير . هذا الرجل يشكو من كل شيء. عندما يسأل متحذلقا هل الابتسامة في زمننا جريمة ؟ هي ليست جريمة ولكنك أنت غيبتها. أنت لم تحاول صنعها .
إذا عدنا للعنوان قلق : كل مصادر القلق هي جزء من الحياة، هو نفسه مصدر للقلق بالنسبة للكاتب وبالنسبة إلينا.
العنوان لا يتحدث عن هذه الأمور التي يريد الكاتب أن يوهمنا أنها مقلقة ولكن هذا الإنسان هو بنفسه مصدر قلق .
هذا الرجل معطل حتى على مستوى الفعل الفيزيائي، وليس فقط على مستوى التفكير .
الراوي ذكي في قلب الصورة للوهلة الأولى . هذه الأمور القارئ يعاني منها وصلت به العلاقة إلى أن يعاني ممن نعتبرهم منتجين وهو مستهلك .
هذه الحيلة كادت أن تنطلي على بعضهم، أي نحن مطالبون بتغيير الواقع لينام هذا الرجل .كنا ندين أنفسنا إذا كنا نقبل القراءة السطحية . هذا التضليل مقصود ليكون القارئ منتجا وليس مستهلكا مثل هذا الرجل، أريد قارئا مثقفا منتجا لا تنطوي عليه هذه الحيل السخيفة .
أنت سبب اختفاء هذه الابتسامة. الكاتب ذكي، يريدنا أن نساهم في البحث عن هذه الدلالة ولا نفع في فخ هذا الرجل الشاكي، الباكي . يحاول إقناعنا في أن هناك وفرة في مصادر القلق. هذه القصّة تثويرية من الدرجة الأولى
التضليل : هو من العلامات، الملامح المتكررة لفن الأقصوصة القصيرة وبالتالي كان الهدف من هو من هذا التظليل تفعيل القارئ وتحويله إلى منتج لكي يتفاعل أكثر من النص . هناك محاولة بتضليل القارئ وتفعيله بعد عمليّة القراءة.
• كثرة الشكوى والبكاء دون أي فعل تثير الحفيظة. الكاتب يقول يكفينا شكوى نحن أمام واقع، الكاتب ملّ من هذه الشكوى .
مبنى النص : ينقسم إلى خمس فقرات زمنيّة نبدأ بالليل مرورا بالفجر فالصباح فالظهيرة، انتهار بالغروب إلى لنعود مرة أخرى لنقطة البدء ليصير هذا التقسيم الخماسي أساسا للمبنى الدائري .
المبنى الدائري له دلالات كثيرة منها :
1- عبثيّة النص، الدائرة بحد ذاتها بخلاف أي مجسم يقول على أضلاع، ليس لها نقطة بداية محددة أو نهاية محددة. تبدأ في أي موضع وتنتهي بأي موضع. يجوز لنا أن نبدأ من حيث نريد .هذه الحلقة المفرغة ليس لها مخرج، المخرج فيك أنت وليس في هذا الواقع .
2- التقسيم زمني لخلق إحساس بالشموليّة، وكأنه يقول هذه الحالة ليست مقصودة في الصباح، لم يبدأ بتقسيم جغرافي، إنما بتقسيم زماني، الزمن فوق المكان ؟ الزمان شامل للمكان . خلق هذا الإحساس في شموليّة المبنى .
3- الأنا في المركز : هذا ما يسمى بعملية التبئير: التبئير من خلال نظرته البؤرية الذاتية، كأن الراوي هو الذي استحوذ على الواقع من منظاره هو، الراوي يستحوذ على بؤرة النص وهو الذي يقرر ماذا نراه لذلك يجير كل شيء وفقا لصالحه .
4- النص يوهم بأنه متطوع، ولكنه مختوم، الإيهام بالقطع بكلمة ثمّ- هو مختوم من خلال السؤال الأخير وكل محاولة لفتح النص وقطعه من خلال كلمة ثم... هذه محاولة تضليليّة أخرى لكي يوهمنا بأن هناك أمور أخرى. كأنه يريد إقناعنا بأن الواقع مليء بمصادر القلق .من بدايته حتى نهايته هو شكوى واحدة .
5- القضيّة التي ذكرت – النص تثويري في قدرته على توجيه شحنة الغضب إلى الراوي وليس إلى الواقع بشقّيه. قدرة النص على التثوير من خلال تأليب الواقع .
تجمع كل هذه التقنيات لتشكيل مبنى يكاد يكون متكررا. النص مغلق ومختوم كما نجد في قصة فراء، ولكن التقسيم في قصة فراء هو تقسيم للشخصيات.

ندوة حول مجموعة لك النيل والقمر

ندوة  الاتيليه
حول المجموعة القصصية للكاتب السيد حافظ
(لك النيل والقمر)
إصدار المجلس الأعلى للثقافة
كتب خالد شعبان – القاهرة
أقيمت ندوة حول المجموعة القصصية التى صدرت مؤخراً للكاتب الكبير السيد حافظ والتى ضمت أربعين قصة كتبت فى أربعين سنة.
وقد حضر الندوة كل من الدكتورة / فايزة سعد والدكتوره / وفاء كمالو والدكتوره / منيره مصباح والدكتور / اكرامى فتحى والدكتور / حسام عقل والكاتب / زكريا صبح.
وأدار الندوة الفنان التشكيلى / احمد الصعيدى
وكانت أولى الكلمات النقدية في الندوة للدكتورة / فايزة سعد، التي تناولت شريحة خاصة من هذه القصص، التي ظهر فيها واضحًا انشغال الكاتب بالهم العام وشدة تعلقه بالوطن وبروز ملامح الاغتراب بقوة في القصص التي اختارها، وكما أوضحت الناقدة مستويات البنية السردية، وكيف تميزت تلك المستويات بقدر عال من الفنية الخاصة، عبر تقنيات الاسترجاع والمونولوج وتداخل الأزمان، وقد جاء ذلك كله في لغة سردية شديدة التميز لا تتشابه مع غيرها.
وكانت وقفتها المتفردة مع استشراف الكاتب للمستقبل وتناوله لقضايا ظهرت على السطح بعد ذلك، ومنها إشكالية النيل والسيطرة على منابعه.
جاء هذا التناول النقدي من خلال عدد من القصص منها: "عندما تحول المواطن فوزى الدسوقى إلى سياسي"، و"نرجس الصباح"، و"ألم يحن الوقت الذى تبدؤون فيه"، و"الحلم"، و"الخلق"، و"البحر".
ففي أولها خاصة كانت رؤية الكاتب لإشكالية المواطن البسيط، الذي تحوله استبدادية السلطة إلى الاشتباك مع الواقع السياسي دون إرادة.
والتفت الدكتور / إكرامي فتحي إلى مفارقة فنية بارزة في قصص المجموعة، وتتمثل هذه المفارقة في أن هذه القصص تسعى إلى مكاشفة الواقع وبيان أزمته شديدة الوقع على الإنسان، لكن هذه المكاشفة لم توقع الكاتب في وهاد المباشرة والتخلي على جماليات الفن السردي، وإنما قدمها في إطار من التجريب، الذي تعددت ملامحه، ومنها: الطابع الفانتازي لبعض الأحداث، وتنوع أشكال السرد ما بين السرد التقليدي قليل الورود غير ذاتي والسيرة الغيرية، أيضا توظيف بعض الأطر التراثية البعيدة عن مجال السرد، مثل لغة المعجم وسلسلة سند الرواية، وأخيرًا ارتداء قناع الشعر ، إضافة للتناص مع المقدس. وقد ظهرت تلك الملامح التجريبية في العديد من قصص المجموعة، ولا سيما أربعة قصص مثلت ثنائيتين،: "أشياء لا تحلم بالهجرة"، و"أشياء تحلم بالهجرة"، ثم "مقاطع من حوار أشجار الصنوبر، و"مقاطع من أوراق الحب والحرب والجواسيس". ففي القصتين الأوليين تطورت الرؤية من التمسك بالوطن والنضال من أجله، إلى الاستسلام للاغتراب عنه، وفي القصتين الأخريين كانت بنية المقاطع حاضرة بقوة بداية من العنوان إلى التشكيل الداخلي.
لك النيل والقمر مجموعة قصصية بطعم الثورة ، تنتصر للفقراء وتحلم للعاجزين لان الاستاذ الالسيد حافظ يعشق التجريب ، ويهوي المغامرة فقد جمع اربعين قصة كتبت علي مدار اربعين عاما في سابقة جديدة ، فالعمل ليس مختارات قصصية تم انتقاءها من بين مجموعات مختلفة ، انما هي مجموعة قائمة بذاتها تحوي هذا العدد من القصص يغطي هذه المدة ، يقول : انا لا اعرف حياة القصور ، واجهل تمجيد الملوك والعظماء ، وانا اعبر عن حياة العبيد والبسطاء ، فلذلك لا يعرفني الا الله ، ومن اعبر عنهم اميون لا يقرأون، هذا هو منطلقه ، هذه هي قضيته ، خيط رفيع يلضم حبات اللؤلؤ القصصية في مجموعته البديعة، يغار علي المهمشين ويقف الي جوارهم فهم حاضرون في طول المجموعة وعرضها ، يكتب المرأة كما يكتب الرجل ، كلاهما يكمل الاخر ، المرأة عنده نرجس وزهرة ووردة وليلي وهدى ، والرجل عنده خالد وسمي وتوفيق ومنصور وذكي ، المرأة عنده براءة واحتواء وارتواء ، وكيف لا وهي عنده وطنا أصغر يرمز إلي الوطن الأكبر ، والرجل عنده دائم الحلم ، يسعي الي التغير ، الرجل عنده ثورة ، نهايات القصص كلها تقريبا تنتهي بفعل حركي ،، ( خرج ،، يجري ،، يسافر ،، سرت ،، وكلها أفعال تؤكد الرغبة والسعي الحثيث نحو الأفضل.
لك النيل والقمر مجموعة لكاتب عاشق لوطنه الأصغر ( المرأة ) عن بني وطنه الأكبر ( مصر ) من أجل تحقيق الحلم الأسمي في وطن أكبر يضم كل العرب.
وقالت الدكتورة / وفاء كمالو .. فى مجموعته القصصية لك الليل والقمر.. يشتبك المؤلف المثقف الالسيد حافظ، مع تفاصيل المشهد السياسى والاقتصادى منذ السبعينيات وحتى الان، ليدين الواقع المقيد بالجهل والزيف والغياب، ويطرح مفاهيما جمالية مغايرة للوجود والانسان.. حيث يقفز الماضى إلى قلب الحاضر، وتتجاوز الأزمنة حددودها، لنصبح أمام أحد أهم تقنيات الكتابة الحديثة، التى تستعصى على القوالب الثابتة والأنماط السائدة.
يتميز الأسلوب السردى بشاعرية اللغة وسحر التفاصيل ودفء الصياغات، ويظل عالمه القصصى شديد الوهج والإيقاع ، يتصاعد عبر جماليات المونتاج، يموج بالمفارقات والنبوءات.. بالتراث والميراث والأساطير.. باليل والهمس والرغبة والجموح.
يكتب الالسيد حافظ إبداعا ووعياً وجموحاً ومساءلة.. فهو الوشم النارى على ذاكرة الوطن والروح والجسد.. ينسج قصائد عشق مصرية.. يرفض ثقافة التخلف وصناعة الجهل.. يحاسب الماضى ويعاقبه.. لم يتخل أبداً عن قراره بامتلاك أقصى درجات الحرية، إنه الحالة الاستثناء، التى تفتح مسارات الدهشة والميلاد والجمال، لتأتى أعماله ممتلكة لوعيها الثائر وقانونها الخاص. بشكل عام وبشكل خاص.. كتابات الالسيد حافظ هى ومضات ضوء ساحر تمنح القارىء وعياً وفكراً واندفاعات.. وإذا كان حضوره الثقافى الآن هو روح الثورة وعشق الانسان.. فان المستقبل سيسجل أنه من العباقرة العظماء الذين غيروا مسارات الإبداع.
تقول الدكتورة / منيرة مصباح حين يكون الإنسان هو الرئة التي يتنفس بها الوطن ، يصبح الكاتب رئة لهذا الوطن أو هواءً يدخل الرئة لينعش الوطن ويحييه.
حين يكون الانسان هو الرئة التي يتنفس بها الوطن ، يصبح الكاتب رئة لهذا الوطن أو هواءً يدخل الرئة لينعش الوطن ويحييه
فيدخل دائما في شعاب الزمن والتاريخ ليغري ويطرد كل الكتل السوداء المتمددة في خلايا فضائه وسماء التاريخ والزمن.. هكذا هو الالسيد حافظ في كتاباته الإبداعية.
فالفعل الكتابي لا يمنعه من الخوض في العلاقات الانسانية، التي تكون نافذة او شرياناً لدخول الهواء والدم إلى رئة الوطن، ذلك الذي يضغط عليه دخان أسود كثيف.
لقد عودنا الالسيد حافظ في أعماله الكثيرة خاصة المسرحية منها على فضح تلك البؤر المظلمة والمتراكمة عبر الزمن والتاريخ، ليستحضر التراث ويسقطه على الواقع، وليكشف لنا بقوة البشاعة التي تُشعرنا دائما بأن لا أمل لوجود الفضائل الكبرى ( العدالة ، الحرية ، المساواة ) إلا بنِسَب قليلة في هذا العالم البشري المتآكل.
وعندما نقرأ عنوان القصص التي كتبها السيد حافظ خلال ٤٠ عاما ، ضمن عنوان كتاب يضم اكثر من 400 صفحة تحت عنوان ( لك النيل والقمر ) نستطيع أن نفهم مدلول هذا العنوان، ولمن النيل والقمر؟ إنها مصر .. إنها بهية..
مصر هي أرق دائم للكاتب بكل ما فيها ، بكل تاريخها القديم والحديث ، لذلك نراه دائما ما يسترجع التراث كمدخل للحاضر ويقارنه أو يسقطه أو يدمجه في هذا الحاضر.
لقد استنطق السيد حافظ في قصصه ذاكرة شخصياته ليضفي على واقعهم مأساة زمنية متكررة ومتعاقبة يعيشونها، تمثل واقع المجتمع الذي ينتمون اليه، وهو بذلك يوظف أدوات الواقعية النقدية الحديثة للعمل القصصي، ليقدم لوحة شاملة للعلاقات الاجتماعية، من خلال الفوارق الطبقية في المدينة التي تتنازعها رواسب التخلف والحضارة الموروثة، مع واقع الحرب السائدة في الدول المحيطة بكل تفاصيلها .
حيث تبقى المأساة الحقيقية هي المأساة الاجتماعية، والتي يصر السيد حافظ على نكئها بزخم فكري أراد منه التغلغل إلى عقل وضمير كل من يقرأ تلك القصص، ومن أجل إيجاد البدائل الأفضل في عالم مليء بالزائف والخداع، وفي زمن يموت فيه الفعل والحركة وبالتالي الانتاج والتقدم .
يقو ل الدكتور / حسام عقل ..
تأسست مجموعة : ( لك النيل و القمر ) على ثلاث سمات أساسية، تشكل بالتلاحم بنية النص السردي :
1- مزج القصة القصيرة بالروح الميثولوجي / الفولكلوري
2- المداخلة الدالة بين النسيج السردي و النسيج التاريخي
3- سطوع قيمة ( الرمز ) و اشتغال آلياته بقوة و نصوع .
في قصة : ( على ضفاف الخليج ) يبرز الماضي المسرحي للكاتب، ممثلاً في تجزئة النص على طريقة تقطيعات ( السكريبت ) تأثرا بالقالب المسرحي . و ينفتح النص لتأثيرات غائرة ممثلة في غلبة الكثافة الغنائية وتسرب الروح الإبيجرامي بحكمته النافذة . حيث خلص المشهد الاول للحوار الدال بين التلميذ والمعلم حول القدس. فيما خلص المشهد الثاني لحكاية العم منصور بثرائها الإنساني العميق . واتسم النص بقدرة كبيرة على استدعاء ( الخبرات الطوبغرافية ) المميزة ( كالحديث حول مقهى الصعايدة في الشاطبي ) و تذيل القصة بمشهد رمزي حيث يصطف النبلاء لحماية اللون الأبيض في مواجهة تغول اللون الأسود .
وفي قصة : (رجل يسير في صندوق)  يغلب طابع الحدس أو النبوءة ، و يتسلط المناخ ( الكافكاوي ) الجاثم، حيث يستيقظ القوم فيجدون النيل قد غاب أو رحل. ويدور حوار رمزي دال بين (فاطمة) (رمز مصر) و ( إبراهيم ) ( بإيحائه الديني و التاريخي ) . و تكمن القيمة الرمزية المضافة في رحيل ( النيل ) و(إنسان النيل ) معا حيث تتأسس الأمثولة تحت غطاء ميثولوجي كثيف. و تتداخل طبقات السرد المعاصر مع التاريخ ( واقعة السلطان قمر الزمان ) مع تكريس فكرة المواطن ( العروبي ) الشامل .
وفي قصة : (سيدنا في المباحث العامة) يقع استيحاء القضية العامة والقضية الفلسطينية بالخصوص من خلال صورة قصصية مضفرة بالميثولوجيا. حيث تذيل القصة بـ1 ( فذلكة ) و(مرافعة) و (محاكمة) و تختتم بـ ( منطوق حكم محكمة ) رمزية تحيل إلى كثير من الإشكاليات و القضايا .
و تخففا من الروح الميثولوجي / التاريخي الغالب تخلص قصة (الشمس) للإطار الإنساني العصري البسيط. حيث تحن الأم إلى ولدها بعد غياب الأب بالموت وتختتم القصة بعزلة موحشة تعانيها الأم ثم رحيل الأم نفسها بعد أن هيأت لذاتها الكفن وأدوات الرحيل .
وتعاود قصة:(السؤال) استيحاء قالب القصة الرمزية والتراث الفلكلوري المتوهج للثنائية الشهيرة: (ياسين / بهية) حيث يمضي ياسين إلى وسط النهر فيما تحذره بهية من فخاخ المؤامرة وغيلة ( عروس البحر) و غدرها! و يمضي ياسين مع وعورة الطريق عازماً على إتمام مسيرته و ملحمته بأي ثمن .
نهضت هذه المجموعة القصصية دليلا ميدانيا على خرافة مقولة (موت القصة القصيرة) في مصر حيث نجحت القصة القصيرة في تجديد أدواتها و آلياتها و رؤاها لتصنع مفردة سردية جديدة مفعمة بالتجريب و متجذرة في عمق الروح المصري و العربي .

ويقول الكاتب والناقد / زكريا صبح :
لك النيل والقمر مجموعة قصصية بطعم الثورة ، تنتصر للفقراء وتحلم للعاجزين لان الاستاذ السيد حافظ يعشق التجريب ، ويهوي المغامرة فقد جمع اربعين قصة كتبت علي مدار اربعين عاما في سابقة جديدة، فالعمل ليس مختارات قصصية تم انتقاءها من بين مجموعات مختلفة ، انما هي مجموعة قائمة بذاتها تحوي هذا العدد من القصص يغطي هذه المدة ، يقول : انا لا اعرف حياة القصور ، واجهل تمجيد الملوك والعظماء ، وانا اعبر عن حياة العبيد والبسطاء ، فلذلك لا يعرفني الا الله ، ومن أعبر عنهم اميون لا يقرأون، هذا هو منطلقه، هذه هي قضيته، خيط رفيع يلضم حبات اللؤلؤ القصصية في مجموعته البديعة، يغار علي المهمشين ويقف الي جوارهم فهم حاضرون في طول المجموعة وعرضها، يكتب للمرأة كما يكتب للرجل ، كلاهما يكمل الاخر ، المرأة عنده نرجس وزهرة ووردة وليلي وهدى ، والرجل عنده خالد وسمي وتوفيق ومنصور وذكي ، المراة عنده براءة واحتواء وارتواء ، وكيف لا وهي عنده وطنا أصغر يرمز إلي الوطن الأكبر ، والرجل عنده دائم الحلم ، يسعي الي التغير ، الرجل عنده ثورة ، نهايات القصص كلها تقريبا تنتهي بفعل حركي ( خرج ، يجري ، يسافر ، سرت ) وكلها أفعال تؤكد الرغبة والسعي الحثيث نحو الافضل ، لك النيل والقمر مجموعة لكاتب عاشق لوطنه الأصغر ( المرأة ) عن بني وطنه الأكبر (مصر) من أجل تحقيق الحلم الأسمي في وطن أكبر يضم كل العرب.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More