Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 18 ديسمبر 2017

حديث مع : المنصف السويسى

حديث مع : المنصف السويسى
كتب : السيد حافظ
*****
• عن هموم المسرح والمتفرج والذات :
المسرح متعة بالأساس.
• لقد تم إغراق المسرح الجاد بألغاز وأحاجى دخيلة.
• يمكن تحقيق أصالة للمسرح العربى إذا وجد المسحرى النابة المستوعب لعمله.

الحديث مع المنصف السويسى .. يمثل شهادة على حركة وموقف وتاريخ كان حديثنى معه فى كشل يدعو الأخذ بالشهادة لا الأخذ بالأحاديث العابرة.. سألته تجربة فرقة الكاف.
• خرجت من تجربة مسرحية فى أحد أقاليم تونس إلى العاصمة ومن العاصمة إلى دولة عربية .. لماذا لم ترسخ تجربتك وفكرك فى إقليم الكاف بدلاً من ممارسة لعبة البصمات .. بصمة هنا وبصمة هناك ؟
- هذا السؤال حيرنى شخصياً.. ولست أدرى إلى أى مدى أخرج من تملك إرادتى فأنا أومن بأن تجربتى المسرحية وعملى المتواصل فى مدينة الكاف من سنة 1967 تاريخ وتأسيس هذه الفرقة إلى سنة 1975 أى 9 سنوات متتالية قد تمكنت من خلاله بمعية زملائى من تحقيق تلاحم مثمر مع الجماهير الشعبية فى تلك المنطقة بالذات إذ أصبح للناس لقاء وموعد متجدد مع المسرح انطلاقاً مع مشروع فكرة العمل إلى ما بعد تقديمه. وقد أحسست أثناء هذه التجربة بانعكاساتها على بقية مناطق الجمهورية. إذ تأسست فرق أخرى ومجموعات أخرى وكونت لها شخصيتها التى تلاحمت مع الجماهير.. بنفس المنطلق الجانبان الأساسيان المعنيان بالمسرح. أى  المنتجين المسرحيين ورواد المسرح وفعلاً يبدو لى أن انتقالى إلى تونس العاصمة رغم كونه كان فى تقديرى الشخصى ضرورة ملحة لتعم التجربة وتصل إلى قلب البلاد النابض أى العاصمة ولا تبقى مجموعة الفرق فى إطار اللامركزي مضروبة من القلب باعتبارها أطراف جسم المسرح التونسى المحترف. وبدافع شخصى ذاتى يتعلق بشئونى الاجتماعية ولأسباب موضوعية فنية تتعلق بتطوير التجربة ولملل أصابنى شخصياً من استمرارى فى العمل بنفس الفرقة لمدة تسع سنوات وبهدف انقاذ صرح فرقة هامة فى تونس تداعت للسقوط وهى جهاز مهم يمكن أن يحقق تفاعلاً مثمراً مع بقية الأطراف. وهكذا قبلت إدارة فرقة مدينة تونس . بعد أن قدمت بعض الشروط الأساسية تضمن تطويرها وتحدد توجهها الفكرى والفنى لكن للأسف لم استطع تحقيق ما رسمته فى الخطة المنهجية التى وضعتها لإدراك تلك الغايات واعتبر أن مرورى بها لمدة 3 سنوات ولدورى كفنان والتى بدونها لا اعتبر نفسى أمارس المسرح فإننى أعتقد حازماً اليوم بأنها كانت مجرد حادث خرجت منه بجلدى عن طريق تقديم استقالتى لبلدية تونس باتفاق مع وزارة الشئون الثقافية ورغم أنه كان بإمكانى العودة إلى فرقة الكاف باعتبارى مؤسسها فإننى اعتقد أن الظروف الموضوعية لم تعد متوفرة لتطوير تجربة الكاف أو المضى بها قدماً بما يقتضيه التطور الحاصل فى المجتمع التونسى ولم تعد تتيح لنا إمكانية القيام بدورنا على الوجه الذى نرتضيه فالمناخ الاجتماعى والفكرى والتعاونى متأزم.
- بصفة لا ستمح لنا بالقيام بما يتطلبه منا الواجب الوطنى نحو المسرح كمؤسسة والجماهير كقاعدة وفى هذه الحالة اخترت شخصياً أن أخذ لنفسى فترة تأمل فى تجربتى وأن أجد مناخاً يسمح لى بالتفاعل مع ساحات أخرى وأوسع وأرحب فى الوقت الحاضر على الأقل من الساحة التونسية وشأنى شأن كل فنان مسؤول إذا ضاقت به الرقعة فلابد له أن يبحث عن رقعة أخرى تثرى تجربته بالرغم من عرض قدمته لى وزارة الثقافة فى تونس لتأسيس وإدارة المسرح القومى.. وقناعتى أنه من الضرورى الاحتكاك بتجارب وآراء وممارسات أخرى مع ضرورة تفكير بالعودة إلى الساحة التى انطلقت منها والتى يجب أن أعود إليها مهما طالت الغربة لأنها النبع والأصل.
• الشهرة المحرقة ..
• الشهرة أصابتك فجأة من خلال مهرجان دمشق .. هكذا قال البعض وانها قد تكون محرقة لموهبتك مثلما فعلت الشهرة مع غيرك فما رأيك ؟
- الشهرة لم تصيبنى فجأة ولم تحدث لى فى مهرجان دمشق وقد شاركت فى المهرجان منذ قيامه تقريباً دون انقطاع وقد عرفت تجربتى وكتب عنها الكثيرون فى منطقة المغرب العربى عموماً وبالأخص فى تونس.
- وقد قدمت لى أعمال فى عدة مهرجانات دولية وعربية قبل مهرجان دمشق وكتب عنى كبار النقاد العالميين الذين خصصوا مقالات مطولة فى أشهر الصحف العالمية وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جريدة (ليموند) والنيوفل اكسبريس والجرائد اليوغسلافية لكن تقصير الإعلام العربى فى ربط المشرق بالمغرب والمحيط بالخليج هو المسؤول عن عدم شهرة فلان أو علان من الفنانين.. فنحن لم نسمع عن سناء شافع فى تونس إلا عندما حضر للمهرجان المسرحى.
- اكتشاف المنصف السويسى تم بعد عشر سنوات من الجهد. بعد تقديم أكثر من ثلاثين مسرحية منها العربى والعالمى والمحلى. على من يقع الذنب وكيف تنظر الأن إلى الشهرة التى أصابتنى؟؟
• المسرح الجاد .. إلى أين ؟؟
• حركة تدليل المتفرج من قبل المسرح التجارى من جهة وحركة تغليف المضمون الجاد بورق ناعم من قبل المسرح الجماهيرى من جهة أخرى أدى إلى مرحلة سلبية ما هو دور المسرحيين الأن خاصة الذين يحصلون رؤية فكرية واضحة؟
- اعتقد أن المسرح الذى نطلق عليه اسم المسرح الجاد دخل فى مرحلة سوء تفاهم كبير فالمفهوم السائد اليوم والمدلول الشائع لكلمة جاد هو مفهوم مغلوط بالأساس ذلك أنه يعنى عند البعض مسرح القتامة والميلودراما المفقودة والتراجيديا المرعبة أو مسرح الفكر المتعالى الساقط فى الرمزية والإيجابية والتراجيديا الفجة وما شاكل هذه الألغاز التى يبقى المتفرج أمامها مشدوهاً لا يفهم ولا يعى ولا يساهم ولا يشارك ولا يتفاعل حيث ينقطع خيط الصلة بينه وبين العمل لأنه لا إبلا ولا تبليغ فى هذا المسرح فهو عبارة عن حوار أصم، كما أن المفهوم الخاطئ للمسرح التجريبى زاد الطين بلة مما أدى إلى عزوف المتفرج عن المسرح (الجاد) ودفع به إلى الاقبال على مسرح القطاع الخاص حيث تتحقق له أدنى متعة حسية ولو كانت عن طريق غرائزه الحيوانية فى حين أن للمسرح الجاد مفهوم آخر فى نظرى يمكن تلخيصه فيما يلى :
أولاً : أن مجالات استفادة مادة العمل المسرحى من مصادر عديدة ممكنة، فقد نجدها على مستوى الثقافة الكونية أو التراث العربى الإسلامى أو التأكيد على واقعنا المعاشى بكل ما فى هذا الواقع من مشكلات وعراقيل ولست من الذين يقفون ضد استفادة مادة العمل من إحدى هذه الموارد.
وتحقيق التأصيل من خلال تاريخ الإنسان العربى وتمكننا من التعبير عن قضايانا المعاصرة ومشاكلنا القائمة اليوم.
شريطة أن يكون القاسم المشترك بين هذه الموارد فى اختيارنا لها بين هذه الموارد فى اختيارنا لها كمواد أساسية لا تكتمل ولا تصلح ولا تنضج إلا من خلال تداخلنا برؤية معاصرة منطلقة من الأوضاع القائمة والقاء الأضواء عليها بقصد تغييرها وصياغتها صياغة جديدة وتحميلها مضامين جديدة واعطائها ابعاداً قادرة على تحقيق التفاعل الجماهيرى والالتحام بها من خلال المتعة الحسية والفكرية التى يجب أن تحدث لأن المسرح متعة بالأساس وموقف تاريخى.
ثانياً : أن يكون طرح القضية واضح الرؤية بالغ المعنى موصول للمقولة الفكرية فى معالجة واقعية موضوعية وبصياغة فنية ممتعة فإذا ما توخينا الوضوح وعتمدنا الواقعية الفنية وصلنا إلى تحقيق المعادلة الصعبة.
ثالثا : أن استعمال كل مغريات – الصورة الحسية الشعر – الغناء – السينما – كل أدوات التعبير – لتكون لغة فنية مسرحية تولد نموذجاًَ ونمطاً فنياً جديداً بتجديد الأوضاع وما تقتضيه من تغيير فى استعمال هذا النموذج أو ذاك للوصول إلى الفكرة بحيث يتم تقبلها واستيعابها.
كتب : السيد حافظ
السياسة : 27/11/1979م



حديث مع المخرج المصرى " سعد أردش "

حديث مع المخرج المصرى
" سعد أردش "
أجرى الحوار : السيد حافظ
مجلة الوطن العربى 28/11/1983م
- انتصار المسرح العربى نكسة حضارية .....
سعد أردش إحدى العلامات التى تركت أثارها فى الساحة العربية عامة والمسرح التقدمى خاصة إذ كان ضمن حركة النهضة المسرحية التى دفعت بالمسرح من موقع المتعة إلى موقع الهدف ، ومن قيمة الرومانسية البلهاء إلى قيمة الواقعية الهادفة ، وبالتالى فإن رجلاً للمسرح مثله يعتبر دلالة ثقافية وعلامة حية فى تاريخ المسرح العربى المعاصر.
مع سعد أردش كان هذا الحوار :
- جيلكم أنت وكرم مطاوع ونبيل الألفى أعطى الحركة المسرحية الكثير، فماذا اعطى الجيل الذى يليكم من شاكر عبد اللطيف وهانى مطاوع وفهمى الخولى علماً بأنهم عاشوا وراء تجربتكم المضيئة ؟
- لا أستطيع أن أحمل مسئولية تجميد وضياع الجيل الشاب لأشخاص ذلك الجيل، وإن كنت أسجل عليهم كثيراً من الخنوع والاستسلام للظروف. إن كثيرين منهم كانوا تلاميذتى وزملائى وأصدقائى ولقد كانت لى معهم أحاديث مطولة ـ ولكن قبل أن أحكم عليهم يجب أن أضع فى الحسبان الظروف التاريخية. والظروف التاريخية هى التى تصنع الجيل وليس هو القادر دائماً على صياغة هذه الظروف. لقد بدأ جيلنا مسيرته التطبيقية فى ظروف تاريخية ليس له أى صل فى صياغتها. اللهم إلا دور أفراده فى المراحل التاريخية التى أدت إلى ثورة 1952 . أعنى بذلك دورهم فى الجامنعة منذ عام 1946 . ولقد أدت ثورة 1952 وما تلاها من ثورات عربية وافريقية إلى بلورة ذلك الجيل أدباً وفناً و اندفاعاً . نما الجيل فى أحضانها متطلعاً نحو غابات اجتماعية وفكرية وإنسانية كانت تشكل أحلاماً للجماهير العربية اشتركت فى صياغتها أجيال سابقة وبالذات جيل طه حسين والعقاد وهيكل والمازنى وغيرهم.
- والجيل الحالى ؟
- لم تتهيأ له هذه الظروف الاستثنائية ولذلك فأنا لا أحمله المسئولية كاملة وإن كنت أدعوه إلى وقفة يسترد\ أنفاسه ويطرح على نفسه السؤال إلى أين ؟
- المسرح العربى عامة والمصرى خاصة تسيطر عليهما الأن روح التجارة مما يدعوهما إلى الأخذ بالإسفاف والتهريج وترك كل الجدية والأهداف والقيمة فما هو رأيك فى هذا خاصة وأن بعض المخرجين أمثال جلال الشرقاوى جنحوا إلى هذه الأساليب تاركين المسرح الجاد ينتحر ؟
- إن مجرد نشاط مسرحى مع الأزمة العارمة المعقدة التى تجتاز الأراضى العربية كما تجتاز العالم مشرقه ومغربه بكثير من التفاؤل يعتبر كسباً ما. وع ذلك فنحن لا نستطيع أن ننكر أن الانحدار بالمسرح إلى الشكل التجارى الاستهلاكى يعتبر شكلاً من أشكال النكسة الحضارية للإنسان العربى ، ولكن يبقى السؤال : لماذا حدث هذا التحول السلبى فى السبعينات والمفروض أن يسير التطور إلى الأمام لا إلى الوراء ؟
- إن الستينات فيما نذكر دفعت المسرح العربى فى كل أقطار الوطن العربى خطجوات واسعة إلى الأمام. فالأقطار التى لم يكن بها معاهد مسارح وفرق . والأقطار التى كانت تتحدث الفرنسية اتخذت من المسرح وسيلة من وسائل التعريب، أما فى أقطار المشرق حيث المسرح قائم منذ أواخر القرن الماضى ، فقد قامت مسابقة كبيرة بين رجال المسرح فى سوريا ولبنان ومصر والعراق، ولحق بهذه المسابقة قطران هما تونس والمغرب العربى. واستطاعت هذه المسابقة أن ترصد فى تاريخ المسرح العربى. لا أقول فقط علامات بل تراثاً من الكتاب والنقاد والمخرجين والممثلين والفنيين ومئات من العروض المسرحية النابضة فى كل النوعيات الدرامية والغنائية والاستعراضية، بل أن الأمر تعدى ذلك إلى محاولات ناجحة على أرض البالية الكلاسيكى والأوبرا العربية.
الانحدار السياسى وراس غروب المسرح
- ولماذا اختفى كل هذا فجأة ؟
- نعم ، هذا هو السؤال ، كيف اختفى كل ذلك فجأة دون سابق انذار وتمهيد واختفى كل ذلك وتبدد جيل كامل من الأدباء والفنانيين " ليست الإجابة لغزاً فنحن نجد مقوماتها فى ما يجرى الأن فى العالم العربى من تغيرات محلية ودولية واقتصادية وسياسية وعسكرية ما يكفى للتوصل إلى السؤال ثانية ومع كل جيل.
- والى متى سيظل الحال على هذا الانحدار؟
- لا اعتقد أنن قادرون على الإجابة الأن ولا شك أن الأحداث السريعة المتتالية تقدم لنا الإجابة عما قليل ..
- لقد ظهر فى الستينات عصر المخرج والمؤلف المسرحى معاً وكانت السبعينات عصر المخرج فقط. لهل كان إبداع الستينات إبداعاً مؤقتاً خاصة وأن بعض المؤلفين أمثال على سالم لجأوا ال المسرح التجارى كلية ؟
- إن مجرد وجود المخرج القادر المتمكن عامل كاف لإيجاد مؤلف متمكن ، وقد يكون عاملاً مساعداً بدليل أن كاتباً كبيراً انديلو عندما لم يجد مخرجاً قادراً على إخراج مسرحه ، قام هو نسه بإخراج نصوصه. ولكن الأصح أن نقول أن جيل هؤلاء الكتاب العظام الذين بدؤوا بنعمان عاشور وانتهوا بعلى سالم توقف عن صياغة أعماله العظيمة لأسباب خارجة عن إرادته ، وبالتأكيد سيكون فى قدرة هذا الجيل أن يعود لكتاباته العظيمة إذا زالت هذه الأسباب.
الهجرة نحو المال والشهرة
- ظاهرة هجرة الفنانيين إلى تلفزيون الخليج ، بماذا نعللها وماذا نسميها ؟ هل هى بحث عن المال أم الشهرة أم الاثنين معاً ؟
- هى ظاهرة منطقية من وجهة نظر الفنان ، ومن وجهة نظر الأجهزة المحلية التى توظف ذلك فإذا كان الفنان ليس مدعوا من التلفزيون العربى إلى العمل وإذا كان فى اللحظة نفسها مدعوا من تلفزيون الخيج أو اثينا أو لندن وأخيراً ألمانيا الغربية إلى العمل والكسب فى آن واحد. فإنه من المنطقى أن يستجيب للضرورة اللحظية. وليس مطلوباً من الفنان أن يقعد فى داره ويقول " عشانا عليك يا رب" .. إن الفنان مطالب ببذل الجهود المتواصلة للإبقاء على العلاقات بينه وبين الجماهير وتلفزيون الخليج وغيره من الشركات العربية النشطة التى توسع العلاقة.
- وهذا كسب أدبى ومهنى آخر، يجب أن يحسب حسابه . ولقد علمت مؤخراً أن التلفزيون العربى أدرك أن السكوت على هذه الظاهرة بشكل منحنى خطيراً فعمل على إنشاء شركة جديدة تعمل بمستوى أجور الشركات العربية الخاصة وهى مبادرة طيبة ومشكورة ولكن يبدو ، حتى الأن على الأقل،  أنها ولدت " عرجاء" ودون تخطيط موضوعى يضع فى اعتباره كل المعطيات الواقعية. ولذلك ما تزال وستظل الشركات الجديدة فى موقف الرابح فى شد البساط نهائياً من تحت التلفزيون العربى.
البحث عن الذات والحقيقة
- سعد أردش سافر إلى الجزائر والكويت وإيطاليا .. عن أى شئ كان يبحث خلال السفر...؟
- هى رحلات بحث عن الذات أولاً وعن التلفزيون ثانياً والحقيقة ثالثا ، ثم هناك شئ هام للفنان هو الاحتكاك بمجتمعات عربية وحضارات عربية جديدة على تجربة الفنان فكرياً وإنسانياً وربما سياسياً. أضف إلى هذا أن الالتزام بتربية وتنشئة أجيال جديدة كان دائماً ومنذ عودتى من بعثتى فى إيطاليا هدفاً من الأهداف الرئيسية فى حياتى، ولقد مارست هذا العمل فى المعهد العالى للفنون المسرحية بالقاهرة سنة 1961 وفى المعهد العالى للفنون المسرحية بالجزائر فيما بين 1970 – 1971 ، ولا شك أن صلتى بالطالب الكويتى بالمعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت تعنى تجربتى وتضيف إلى مقومات حياتى كفنان كسباً جديداً.
- ماذا قدمت للمسرح فى السنوات الأخيرة ؟
- خلال رحلاتى بين القاهرة والجزائر والكويت قدمت ثلاثة أعمال هى : "على بابا" من تأليف نبيل بدران وقد ناقشت قضية القطط السمان، ثم "بابا الفتوح" لمحمود دياب، وهى المسرحية التى منعت منذ عدة سنوات، أما المسرحية الثالثة فهى مسرحية " برج المدابغ" لنعمان عاشور وكانت أول لقاء لى كمخرج مع نعمان عاشور المؤلف ، المعروف أن برج المدابغ قد ناقشت سياسة الانفتاح الاقتصادى فى مصر التى نتج عن تطبيقها انحرافات أدت اللى نشوء طبقة جديدة خطيرة.

حوار مع مفكر عراقى مع كاتب مصرى (1) " محمد الجزائـــرى "

حوار مع مفكر عراقى مع كاتب مصرى (1)
" محمد الجزائـــرى "
أجرى الحوار : السيد حافظ

- فى أدب الحرب يكون السؤال : هل يبقى هذا الوجود ؟
- ما معنى رحيل شعرائنا الشهداء ؟
*****
- هل أثمرت الحرب – العراقية – الإيرانية أدباً جديداً مميزاً فى الحركة الأدبية فى العراق ؟
- الحرب، أية حرب تدفع الشعب المعتدى عليه، لأن يتحصن بذاتيته .. أنه يتجه بحدة نحو الداخل فى المعطى النفسى والقتالى كإرادة ..
بالنسبة للأدب والثقافة عموماً، فالذاتية الثقافية هى الطريق الثابتة فى المحافظة على الاستقلال وعلى الذات .. معاً، وهى تتجلى من خلال تراثنا العربى – كتعميم – والذى يعبر عن التجارب التاريخية لشعبنا، وهى الضمير الجماعى للشعب والنظام الذى يكفل تماسك المجتمع وترتكز عليه إرادته الجماعية ، إذاً فإن كل عدوان يقع على أى جزء من الوطن العربى يستهدف الطرز الثقافى باعتباره الأساس الذى ترتكز عليه (الذاتية الثقافية) لشعبنا العربى واستمرارية طاقته الإبداعية والتربة التى تمتد فيها جذور هذه الذاتية واستمرارها ضرورة ملحة.
ولهذا فنحن فى العراق ، إذ نواجه العدوان الإيرانى ، فإنما ندافع عن ذاتيتنا الثقافية وعن التنمية والاستقلال والسيادة .
ولأننا نؤمن – بإصرار – بالوقوف دوماً ضد الاستسلام ، ضد الخنوع ، ومن أجل التقدم الدائم .. فإن وجها مهما من وجوه التعبير فى أدبنا المعاصر. يجسد هذه الحالة كمهمة استراتيجية فى الأدب والإعلام معاً، وعبر قنوات الثقافة والفنون أيضاً.
لذا فإن الرواية العراقية – على سبيل المثال – كما القصة القصيرة والشعر ، (صبت اهتمامها على الإنسان مقاتلاً حقيقيا ، وجسدت الظرف الذى يحيط به ، الطبيعة وقسوتها .. وحالها ..) والنتاج الثقافى عموماً يبرز بدرجة عالية من كثافة الوعى ويضعه فى مواقف الكثير منها جديد فى المواجهة العربية .. كما أن الشجاعة لا تؤدى إلى حب الموت بل إلى حب الحياة ...
والخلاصة : فى هذه الحرب لم يفكر الأديب العراقى : كيف يكون الوجود.. بل : هل يبقى هذا الوجود ..
فأبطال قصص الحرب عندنا ليسوا أبطالاً مضنوعين (قصصياً) بالمعنى الإصلاحى، بل هم أبطال حياة ساخنة وحقيقية . لذا يلجأ الكاتب القصصى أحياناً إلى الضغط على الشخصيات من أجل الحالة الأفضل تعبوياً.. بالبعد العسكرى والبعد النفسى. الأغتيالات ، الذكريات من الغنى بحيث تحتاج إلى تصفية (فلترة) كى لا تكسب نفسها ككم على مساحة القصة أو الرواية أو القصيدة – أحياناً – بل أن يتسرب الجانب الذى يخدم فنية الإبداع والعمق الإنسانى.
إنه يكتب عن تاريخه الشخصى ضمن البطولة الجماعية .
وذلك ما يميز أدب المرحلة عما سبقه فى الحركة الأدبية فى العراق.

- أزمة المسرح فى الوطن العربى فى السبعينات هل هى أزمة ديمقراطية أو أزمة إبداع ؟
- لماذا نفترض أن المسرح العربى مر بأزمة فى السبعينات ؟ أنا اعتقد العكس تماماً، إنه – كالثقافة عموماً – انتعش فى السبعينات حتى أواسطها وبدأ العد التنازلى فى السنوات العشر الأخيرة . بعد أن تزامنت وضعية الثقافة مع التراجع الخطير الذى مرت به حركة التحرر الوطنى العربية والتمزق الحاصل فى كياناتها ونحن نعرف أن حرب لبنان ثم الحرب العراقية – الإيرانية باعدت (القوى العربية) عن بعضها بدل أن توحدها إزاء الخطر المشترك والعدو الواحد.. الاستعمار والصهيونية والرجعية.
وأن حرب لبنان مزقت ليس لبنان وحده بل المقاومة الفلسطينية أيضاً.. وأن الحرب العراقية – الإيرانية – حاول العرب – قبل غيرهم – أن يجعلوها حرباً منسية .
الأن استفاق بعضهم ليتعاطف مع العراق ، ومع مصر، ومع المقاومة الفلسطينية. الثقافة عموماً تلك السنوات مرت بمحنة الثقفة ، والانهيار ، والإحباط، لأن أغلب الذين يتعاملون مع مفرداتها اصيبوا بخيبة أمل، وبالتالى خسروا يمانهم.
السبعينات فى العراق اعطتنا مسرحاً متماسكاً : الحصار ، الطوفان ، كلكامس ، بغداد ، الأزل، البيك والسايق ، وأعمالاً ممتازة.. استمر مداها ليدخل حيز الإبداع واستثمار الإيجاب فى التراث : مجالس التراث، المتنبى ، وأخيراً مقامات الحريرى.
كما قدم المسرح احتفالياته الخاصة التى تتوازن وإيقاع الحرب.. كما قدم فى الوطن العربى أعمالاً مهمة ، كما فى مصر والمغرب ، وسوريا، والكويت، وتونس..
آنذاك كانت الديمقراطية أكثر غنى فى عموم الوطن العربى والإبداع بخير.. خاصة وأنه واجه عناصر الصراع – بعد نكسة 5 حزيران – وإبان الأمل الذى أشاعته حرب أكتوبر المبدع إنسان بتأثير بالظروف المحيطة ، وبوضع الأنظمة..
الأن .. ثمة مسعى من أجل ردم ثغرة القطيعة، ومحاولة جدية فى مد الجسور من خلال محاولات التجريب أو صنع المختبر المسرحى العربى الذى مهدت له ندوات توعية (كندوة التراث العربى والمسرح فى الكويت) والملتقيات (أو التخطيط للملتقيات) التى جرت فى تونس والمغرب. وأنا متفائل من هذه الصحوة.
- المبدع فى الوطن العربى محاصر من عدة جهات ، هل الإبداع قادر على التجاوز؟
- لا يمكن أن يكون النتاج إبداعاً، إن لم يتجاوز.. ولو بمساحة شعرة رأس واحدة إلى أمام.
(الإبداع) ليس عملية وهمية : أو خرافة ، أو سحراً.. إنه عملية مشتركة بين المبدع – كإنسان متقدم الوعى – وبين مادة الإبداع ، (البشرية ، التراثية ، الحضارية، الاجتماعية ، الثقافية .. الخ )
دوماً نجد توافر المادة الأولية للمبدع ، إن فى التراث، أو فى الحاضر.. لكن المبدع هو الرهان على التجاوز من خلال فعله ومدى تأثيره أثره الإبداعى على محيطه.
صحيح أن المبدع محاصر عموماً فى أغلب بلدان الوطن العربى. فإما أن يكتب ما يطابق (مسطرة) الأنظمة ، فيمر نتاجه عبر (الرقباء) و(قومسيرى) الثقافة، إذ ذاك لا يكون النتاج المؤشر، بل النتاج التقليدى الذى لا يحارب أحداص، أو أنه يهادن الجميع بنبرة تتظاهر بالعملية النمطية ولا تشاكس مشاكل الواقع العربى الراهن واشكاليات الثقافة والسياسة والحياة.
ولمجرد أن أن ينطوى النتاج الإبداعى على موقف يتقاطع مع (فكر) هذا النظام أو ذاك فإن الحصار سيشتد ضد ذاك النتاج وبالتالى ضد المبدع.
ومع ذلك فأنا لا أتشاءم، إذ أن العديد من المبدعين يستطيعون أن يكتبوا بالفحم أو الطباشير على الجدران أو أن ينحتوا بالأظافر الجبل، ولكن دعونا نتذكر أمل دنقل ونجيب سرور وخليل حاوى، هل كان موتهم تجاوزاً أم الحصار فجرهم موتى؟
** للحوار بقية **
السيد حافظ
عن جريدة الأهرام
15/11/1984م


حوار مع مفكر عراقى مع كاتب مصرى (2)
" محمد الجزائـــرى "
أجرى الحوار : السيد حافظ

- مصادر الدراما العربية : من الواقع والتراث .. إلى الأسطورة .
- والغريب نضج الدراما العربية رهن بتلقيها .. قومياً. بالفصحى .
*****
فى هذا الجزء الثانى – والأخير – من الحوار الذى أجراه الكاتب المسرحى، والروائى المصرى السيد حافظ – فى الكويت – مع الناقد والمفكر العراقى ، محمد الجزائرى ، يصل الحديث إلى تفاصيل هامة حول وضع المسرح والدراما العراقيين.. وكان الجزائرى يتحدث عن وضعها فى مصر أو تونس أو المغرب أو سوريا، الاختلاف فقط فى أسماء المؤلفين وعناوين المؤلفات ومواعيد ظهور المشاكل.. والحلول..
- ما رأيك بتجربة كل من قاسم محمد ، يوسف العانى ، د. سعد يونس، سامى عبد الحميد، فى المسرح العراقى .. وهل هناك جيل جديد بعدهم ؟ .. ولماذا نفتقر إلى وجود المسرح الشعرى ؟
-
السيد حافظ
عن جريدة الأهرام
22/11/1984م

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More