Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 18 ديسمبر 2017

حديث مع : المنصف السويسى

حديث مع : المنصف السويسى
كتب : السيد حافظ
*****
• عن هموم المسرح والمتفرج والذات :
المسرح متعة بالأساس.
• لقد تم إغراق المسرح الجاد بألغاز وأحاجى دخيلة.
• يمكن تحقيق أصالة للمسرح العربى إذا وجد المسحرى النابة المستوعب لعمله.

الحديث مع المنصف السويسى .. يمثل شهادة على حركة وموقف وتاريخ كان حديثنى معه فى كشل يدعو الأخذ بالشهادة لا الأخذ بالأحاديث العابرة.. سألته تجربة فرقة الكاف.
• خرجت من تجربة مسرحية فى أحد أقاليم تونس إلى العاصمة ومن العاصمة إلى دولة عربية .. لماذا لم ترسخ تجربتك وفكرك فى إقليم الكاف بدلاً من ممارسة لعبة البصمات .. بصمة هنا وبصمة هناك ؟
- هذا السؤال حيرنى شخصياً.. ولست أدرى إلى أى مدى أخرج من تملك إرادتى فأنا أومن بأن تجربتى المسرحية وعملى المتواصل فى مدينة الكاف من سنة 1967 تاريخ وتأسيس هذه الفرقة إلى سنة 1975 أى 9 سنوات متتالية قد تمكنت من خلاله بمعية زملائى من تحقيق تلاحم مثمر مع الجماهير الشعبية فى تلك المنطقة بالذات إذ أصبح للناس لقاء وموعد متجدد مع المسرح انطلاقاً مع مشروع فكرة العمل إلى ما بعد تقديمه. وقد أحسست أثناء هذه التجربة بانعكاساتها على بقية مناطق الجمهورية. إذ تأسست فرق أخرى ومجموعات أخرى وكونت لها شخصيتها التى تلاحمت مع الجماهير.. بنفس المنطلق الجانبان الأساسيان المعنيان بالمسرح. أى  المنتجين المسرحيين ورواد المسرح وفعلاً يبدو لى أن انتقالى إلى تونس العاصمة رغم كونه كان فى تقديرى الشخصى ضرورة ملحة لتعم التجربة وتصل إلى قلب البلاد النابض أى العاصمة ولا تبقى مجموعة الفرق فى إطار اللامركزي مضروبة من القلب باعتبارها أطراف جسم المسرح التونسى المحترف. وبدافع شخصى ذاتى يتعلق بشئونى الاجتماعية ولأسباب موضوعية فنية تتعلق بتطوير التجربة ولملل أصابنى شخصياً من استمرارى فى العمل بنفس الفرقة لمدة تسع سنوات وبهدف انقاذ صرح فرقة هامة فى تونس تداعت للسقوط وهى جهاز مهم يمكن أن يحقق تفاعلاً مثمراً مع بقية الأطراف. وهكذا قبلت إدارة فرقة مدينة تونس . بعد أن قدمت بعض الشروط الأساسية تضمن تطويرها وتحدد توجهها الفكرى والفنى لكن للأسف لم استطع تحقيق ما رسمته فى الخطة المنهجية التى وضعتها لإدراك تلك الغايات واعتبر أن مرورى بها لمدة 3 سنوات ولدورى كفنان والتى بدونها لا اعتبر نفسى أمارس المسرح فإننى أعتقد حازماً اليوم بأنها كانت مجرد حادث خرجت منه بجلدى عن طريق تقديم استقالتى لبلدية تونس باتفاق مع وزارة الشئون الثقافية ورغم أنه كان بإمكانى العودة إلى فرقة الكاف باعتبارى مؤسسها فإننى اعتقد أن الظروف الموضوعية لم تعد متوفرة لتطوير تجربة الكاف أو المضى بها قدماً بما يقتضيه التطور الحاصل فى المجتمع التونسى ولم تعد تتيح لنا إمكانية القيام بدورنا على الوجه الذى نرتضيه فالمناخ الاجتماعى والفكرى والتعاونى متأزم.
- بصفة لا ستمح لنا بالقيام بما يتطلبه منا الواجب الوطنى نحو المسرح كمؤسسة والجماهير كقاعدة وفى هذه الحالة اخترت شخصياً أن أخذ لنفسى فترة تأمل فى تجربتى وأن أجد مناخاً يسمح لى بالتفاعل مع ساحات أخرى وأوسع وأرحب فى الوقت الحاضر على الأقل من الساحة التونسية وشأنى شأن كل فنان مسؤول إذا ضاقت به الرقعة فلابد له أن يبحث عن رقعة أخرى تثرى تجربته بالرغم من عرض قدمته لى وزارة الثقافة فى تونس لتأسيس وإدارة المسرح القومى.. وقناعتى أنه من الضرورى الاحتكاك بتجارب وآراء وممارسات أخرى مع ضرورة تفكير بالعودة إلى الساحة التى انطلقت منها والتى يجب أن أعود إليها مهما طالت الغربة لأنها النبع والأصل.
• الشهرة المحرقة ..
• الشهرة أصابتك فجأة من خلال مهرجان دمشق .. هكذا قال البعض وانها قد تكون محرقة لموهبتك مثلما فعلت الشهرة مع غيرك فما رأيك ؟
- الشهرة لم تصيبنى فجأة ولم تحدث لى فى مهرجان دمشق وقد شاركت فى المهرجان منذ قيامه تقريباً دون انقطاع وقد عرفت تجربتى وكتب عنها الكثيرون فى منطقة المغرب العربى عموماً وبالأخص فى تونس.
- وقد قدمت لى أعمال فى عدة مهرجانات دولية وعربية قبل مهرجان دمشق وكتب عنى كبار النقاد العالميين الذين خصصوا مقالات مطولة فى أشهر الصحف العالمية وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر جريدة (ليموند) والنيوفل اكسبريس والجرائد اليوغسلافية لكن تقصير الإعلام العربى فى ربط المشرق بالمغرب والمحيط بالخليج هو المسؤول عن عدم شهرة فلان أو علان من الفنانين.. فنحن لم نسمع عن سناء شافع فى تونس إلا عندما حضر للمهرجان المسرحى.
- اكتشاف المنصف السويسى تم بعد عشر سنوات من الجهد. بعد تقديم أكثر من ثلاثين مسرحية منها العربى والعالمى والمحلى. على من يقع الذنب وكيف تنظر الأن إلى الشهرة التى أصابتنى؟؟
• المسرح الجاد .. إلى أين ؟؟
• حركة تدليل المتفرج من قبل المسرح التجارى من جهة وحركة تغليف المضمون الجاد بورق ناعم من قبل المسرح الجماهيرى من جهة أخرى أدى إلى مرحلة سلبية ما هو دور المسرحيين الأن خاصة الذين يحصلون رؤية فكرية واضحة؟
- اعتقد أن المسرح الذى نطلق عليه اسم المسرح الجاد دخل فى مرحلة سوء تفاهم كبير فالمفهوم السائد اليوم والمدلول الشائع لكلمة جاد هو مفهوم مغلوط بالأساس ذلك أنه يعنى عند البعض مسرح القتامة والميلودراما المفقودة والتراجيديا المرعبة أو مسرح الفكر المتعالى الساقط فى الرمزية والإيجابية والتراجيديا الفجة وما شاكل هذه الألغاز التى يبقى المتفرج أمامها مشدوهاً لا يفهم ولا يعى ولا يساهم ولا يشارك ولا يتفاعل حيث ينقطع خيط الصلة بينه وبين العمل لأنه لا إبلا ولا تبليغ فى هذا المسرح فهو عبارة عن حوار أصم، كما أن المفهوم الخاطئ للمسرح التجريبى زاد الطين بلة مما أدى إلى عزوف المتفرج عن المسرح (الجاد) ودفع به إلى الاقبال على مسرح القطاع الخاص حيث تتحقق له أدنى متعة حسية ولو كانت عن طريق غرائزه الحيوانية فى حين أن للمسرح الجاد مفهوم آخر فى نظرى يمكن تلخيصه فيما يلى :
أولاً : أن مجالات استفادة مادة العمل المسرحى من مصادر عديدة ممكنة، فقد نجدها على مستوى الثقافة الكونية أو التراث العربى الإسلامى أو التأكيد على واقعنا المعاشى بكل ما فى هذا الواقع من مشكلات وعراقيل ولست من الذين يقفون ضد استفادة مادة العمل من إحدى هذه الموارد.
وتحقيق التأصيل من خلال تاريخ الإنسان العربى وتمكننا من التعبير عن قضايانا المعاصرة ومشاكلنا القائمة اليوم.
شريطة أن يكون القاسم المشترك بين هذه الموارد فى اختيارنا لها بين هذه الموارد فى اختيارنا لها كمواد أساسية لا تكتمل ولا تصلح ولا تنضج إلا من خلال تداخلنا برؤية معاصرة منطلقة من الأوضاع القائمة والقاء الأضواء عليها بقصد تغييرها وصياغتها صياغة جديدة وتحميلها مضامين جديدة واعطائها ابعاداً قادرة على تحقيق التفاعل الجماهيرى والالتحام بها من خلال المتعة الحسية والفكرية التى يجب أن تحدث لأن المسرح متعة بالأساس وموقف تاريخى.
ثانياً : أن يكون طرح القضية واضح الرؤية بالغ المعنى موصول للمقولة الفكرية فى معالجة واقعية موضوعية وبصياغة فنية ممتعة فإذا ما توخينا الوضوح وعتمدنا الواقعية الفنية وصلنا إلى تحقيق المعادلة الصعبة.
ثالثا : أن استعمال كل مغريات – الصورة الحسية الشعر – الغناء – السينما – كل أدوات التعبير – لتكون لغة فنية مسرحية تولد نموذجاًَ ونمطاً فنياً جديداً بتجديد الأوضاع وما تقتضيه من تغيير فى استعمال هذا النموذج أو ذاك للوصول إلى الفكرة بحيث يتم تقبلها واستيعابها.
كتب : السيد حافظ
السياسة : 27/11/1979م



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More