Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 12 يناير 2023

325 العنونة والمكنونات السردية فى رواية ما أنا بكاتب للكاتب السيد حافظ بقلم د. نجاة صادق الجشعمي

  دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

(  325)

 
دراسة من كتاب
السيد حافظ

في عيون كتاب وفنانين ونقاد العراق 

                                               دراسات نقدية وشهادات 

الطبعة الأولي 2021

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى

العنونة والمكنونات السردية فى رواية ما أنا بكاتب للكاتب السيد حافظ
بقلم د. نجاة صادق الجشعمي

لابد من القول هنا إلى الإبداع سواء على مستوى السرد أو النقد أو التقديم والتأليف ففي الغالب تصدر إبداعات المؤلفين مصحوبة بمقدمة ودراسة نقدية قد تكون وقد لا تكون أكاديمية مجرد كلمات وتطبيق نظرية ما وعدد صفحات من الورق وقد تكون مقدمة من المؤلف نفسه لنفسه فإنني لن أشرع بالدراسة التحليلية للرواية بل سأكتفي بدراسة العناويين..

أرتأيت أن نشرع ونستهل بالإشارة إلى العنونه والتجريب في السرد الروائي وتناولت رواية من السباعية الحافظية وهي رواية (ما أنا بكاتب) للكاتب الروائي السيد حافظ..

كان من المفروض تنتهي الإبداعات مع إنطلاقة عصر التطور التكنلوجي والتقدم العلمي إلا أن إنطلاقة الأسرار الإبداعية لدى الكاتب السيد حافظ يجوب بنا آفاقاً مجهولة أحياناً وأخرى مغلفة بغلال الغموض وغالباً فرضيات خيالية تبدو للقارئ العادي لكن الحاذق من يستنقي ويستقبل واقعيات الحياة ومستقبلها ببساطة وليس بأفكار فلسفية وعلمية لكن الكاتب يسرد النص والحكايات بنزعة ولغة سحرية لا تنفصل عن المشاعر والأحاسيس والظواهر الزمانية والمكانية وطبيعة الحياة الواقعية العلمية والتفسير حول ما هو مجهول في المجتمع البشري على صعيد التواصل مع طبقاته وكينوناته مؤكداً لنا أن الأدب ليس إكتشافاً بقدر ماهو إبداعاً وجمالاً وذوقاً ولغةً وثقافةً فالسباعية الحافظية بصورة خاصة والأعمال الأدبية السردية الحافظية سواء كانت مسرحاً أم قصة أم رواية أم شعراً بصورة عامة ما هي إلا مرحلة متواصلة من الإكراهات والاكتشافات والتطورات استمدت بعدها الجمالي من الإشتغال على فك الرموز والألغاز ونسف التقليد وصياغة الأطر الجمالية التجريبية للتجديد عبر صياغة منطقية سردية علاجية بعلاقة تناصية مع الرؤى والأفكار والأقوال والآيات والحكم أحياناً وثيمات متغلغلة تلقي استشفاف الكاتب السيد حافظ حول إشكالية التجريب والحداثة فنستهل دراستنا المتواضعة بصفحات وكلمات مضيئة في حياة الكاتب السيد حافظ الأدبية ومسيرته الكتابية سواء كان روائياً أو مسرحياً ...

فظل الكاتب السيد حافظ يلقي بنا في متاهات الرواية التجريبية بعد أن أمضى خمسين عامًا في المسرح التجريبي.. فمنذ عام 2010 وهو في مشروع التجريب للرواية فالتجريب أصبح سمة من سمات هذا الكاتب فهو مشروع مكتمل لم يتجزأ سواء كان في المسرح أو الرواية أو القصة القصيرة .. و في خلال إحدى عشر عامًا ظل مخلصا لمشروع التجريب في الرواية ولم لا ؟ أليست الرواية هي نجم هذا العصر في الكتابة ..؟

أم أنه جاء في اللحظة الحاسمة التى يعلن فيها وفاة الرواية بعد الإنكفاء والتراجع الذي حدث فيها.. بعد هذا الكم المذهل من الروايات التي طبعت مؤخرًا وغطت الأسواق العربية والعالمية.

أم أن السيد حافظ جاء في زمن الروايات الانتقائية بطقوس جديدة في الكتابة و كان أكثر جرأة على ملامسة الواقع وتكثيف معنى الحداثة و جاء بمشروع مكتمل البنيان في سباعية تتجلى فيها الحيوية والتكثيف والإيجاز وثقب التاريخ المسكوت عنه الذي يعد جنونًا فى الوطن العربي الذي مازال يجلس مكتوف الأيدي في الممنوعات الثلاثة المقدسة السياسة والدين والجنس.. و على الرغم من سيل الروايات التي كسرت هذا التابو إلا أنها تمادت في البوح على حساب الفن والأدب.. وتغاضت عن الميزان اللا مرئي للكاتب في معنى الكتابة.. هل تريد أن تكتب لتبوح للفت النظر إليك ؟

هل تبوح لترضي الغرب وتحصل على جائزة نوبل؟ على حساب الفن والأدب.. ما أكثر الدجالين والكذابين في الأدب والفن وأصبح الكذب ممارسة في الإعلام والفن والأدب ..

هل التجريب ضرورة في الرواية؟

بالنسبة للكثيرين لا.. أما بالنسبة للكاتب السيد حافظ فهو كما سبقت الإشارة حين وقفنا عند مفهوم الهوية الأدبية والبصمة الحافظية ومفهوم العنونة وموقعيتها وقوفاً أولياً إلى مجموعة من المفاهيم والإشكالات المرتبطة بالعناوين التي غالبا ً ماتكون المكون المحوري والمكون التأليفي الذي يعتبر واحداً من أهم مصاحبات النصوص الحافظية بل أصبح العنوان الحافظي هو بوابة القارئ والكاتب معاً ومن جهة أخرى مرتبطاً بالثالوث ( النص ، المؤلف ، القارئ ) .

لكن يظل التجريب بالنسبة للسيد حافظ ( نعم ) فهو كما يقول (إني أرى العالم يتغير كل لحظة امامي ..فكيف لا أغير أسلوبي في الكتابة .. و على هذا فقد أخون نفسي إذا لم أجرب حتى ولو في المقالات التي أكتبها أجرب وأغير أسلوبي .. أنا ولدت غير راض عن هذا العالم القبيح .. ويقول أيضًا أن الله يأمرنا بالتغيير أنظر إلى قوله سبحانه وتعالى (كل يوم هو في شأن) إذًا عليك أيها العبد أن تبصر .. أبصر أيها العبد إلى واقعك فأنه يتغير كل يوم وعليه أسلوبك أيها الكاتب لابد و أن يتغير كل يوم... ففي الوقت الذي أعترف فيه ( جيرار جينيت ) بصعوبة دراسة العناوين وما ينجز عن ذلك من قضايا وتحليلات ، وجدنا ( ليو هوك ) ينظر إلى العنوان على أنه عنصر صناعي ، وعارض من بين أعراض عملية التلقي أو التفسير يلتقط بصورة اعتباطية من على صفحة الغلاف من لدن القراء و الجمهور و النقاد و الاكاديمين المهتمين بالدراسات البيبلوغرافية وعلم العنونة.

" عن عتبات النص المفهوم والموقعية والوظائف ، مصطفى سلوي ، ص 196 ،جامعة محمد الأول ،كلية الآداب والعلوم الانسانية ، وجدة ، رقم 71 سلسلة بحوث ودراسات 22 لسنة 2003 م"

أما نحن الآن وهنا أمام إشارة تجنيسية أتى بها الكاتب السيد حافظ وهي التجريب ليس فقط بتشظي الرواية إلى روايات بل بتشظي العناويين إلى عناويين ثانوية متبوعة بعناويين تصلح أن تكون عنوان رئيسي فهذا يؤكد بل يجزم على إبداع الكاتب في الجانب الإبداعي وما أشرنا إليه أن العناويين التي خطت هنا على صفحات الرواية وبداية كل فصل بعدد الفصول أي الفصل الأول عنوان والفصل الثاني اثنين وهكذا إلى نهاية الفصل السابع الذي حمل في بدايته سبع عناويين وسبعة من اللوحات فهذا لم يحصل في الرواية العربية والعالمية قد طرحت وكتبت بعض الروايات بأشارات رقمية ترتيبية أو تجنيسية أو تأريخية أو قد حملت ونعتت بعنوان ثانوي وبقسمة ثلاثية بالعنوان لكن الكاتب تعدى المؤلوف والمعتاد عليه فوجدناه يرفدنا بسيل من نبع العناوين والصور وكلها أشارات دالة على جنس الابداع ونوعيته وكينوناته حول التجريب في السرد الروائي فالعناويين التي وضعها الكاتب هنا من الممكن أن تنوب عن العنوان الآخر كعنوان.

فنحن أمام رواية تجريبية عنوانها (ما انا بكاتب) انشطرت إلى شطرين أي إلى روايتين (شط إسكندرية يا شط الهوى) ورواية أخرى بعنوان (وهمت به)

أي نحن أمام رواية في ثلاثة كتب بثلاثة عناوين مختلفة ..

1 - ما أنا بكاتب

2 - وهمت به

3 - شط اسكندرية ياشط الهوى ..

وأعتقد أن هذا لن يحدث ...

 لم يحدث هذا في تاريخ الرواية العربية أو العالمية وهي تجربة تستحق وقفة علمية ونقدية.. جديدة.

إن تكاسل النقاد عن البحث وتجديد الخطاب النقدي أوقع النقد في حالة هبوط و تدهور شديد أثرت على الغالبية العظمى من الدراسات المكتوبة والمطبوعة والدليل على هذا أنك تستطيع أن تكتشف أن معظم الدراسات والأبحاث والرسائل العلمية متشابهة إذ أن الغالبية العظمى يلجئون إلى أستحضار نظرية نقدية غربية وتطبيقها على العمل الأدبي مستشهداً بأجزاء من العمل الأدبي وهي طريقة سهلة في نمطية البحث فليس بمستغرب أن تجد ناقداً أو باحثاً أو أستاذاً في النقد يقدم لك مقالة أو دراسة أو بحثاً علمياً في عدة ساعات أو أيام دون عناء أو بذل مجهود يذكر لذلك أختلت معاير الثقة العلمية في الحركة النقدية برمتها ( سواء كانت أكاديمية أو غيرها ) لهذا الامر لا نكاد نعثر إلا على القليل القليل النادر من النقاد الذين يذهبون إلى أبعد حد بنظرياتهم النقدية التحليلية للنص السردي الأدبي بكافة أجناسه بالمقارنة مع جمهور الكتاب الذين يكتبون الرواية أو القصة أو أي جنس أدبي أخر..

إن هذه الرواية اسست لنفسها مدرسة أدبية خاصة واتجاها واكتشفت ارضية لعالم الرواية بل فتحت بوابة للرواية العربية كي تدخل منها ويدخل خلفها طابور طويل من الروايات التي سوف تستفيد من هذا الشكل اللا عقلاني والتجديد الذي يبدأ من العنوان وينتهي عند بوابة لا مرئية ..ربما يكون الطريق صعباً للذي يقلد ويكون سهلاً للموهوبين فقط في الكتابة هؤلاء الذين اصابتهم لعنة كشف المستور عن علة الحروف واكتشاف روح النص الروائي ..فنحن امام عوالم متداخلة بدءاً من العنوان الرئيسي حتى عناوين الفصول بجانب فواصل متشابكة الموضوع منفصلة الشخصيات الدرامية في بناء العمل فالكل ليس كلاً والجزء ليس جزءاً هي عوالم تتسرب عبر الحروف حتى تصل إلى شحنة التوهج في ذهن المتلقي الذى يبحث عن الدهشة في النص الروائي انها قضية التجديد التي يندمج فيهاالكاتب بلا حدود فالرواية تندرج تحت مايسمى بالرواية التجريبة هذا المصطلح الجديد القديم أو القديم الجديد فاننا امام بحر من التجريب في الشكل السردي وفي اللغة على مستوى اللهجات العربية .. إن الرواية تبحث عن قارىء .. لكن في التجريب الرواية تبحث عن تحقيق نفسها شكلا وموضوعا .

وتبحث عن القارىء المسنفر الواعي لا الكسول الذي يود التسلية والمتعة ان الرواية التجريبة متعتها تأتي من قدرتها على الحركة في مدارات لا تجرؤ الرواية التقليدية السير فيها..فمغامرة السيد حافظ أخذت الرواية منحى مختلف تماماً مغامراً بالسرد ومراهناً على كتاباته سيكشف الضوء عنها في يوم ما لعله قريباً فيتضح من خلال الرواية ما أنا بكاتب براعة الكاتب في العزف على الكلمات ليتضح شغفه بالعشق لكن لا يمنع إنتمائه إلى جذور الارض العربية وعشقه للخطاب القومي العربي وتخيلاته لطيف النور وتوكيداته في فضاء المكان واحداث الزمان وترابطها بالصور المعبرة هنا يضمر الكاتب الروائي السيد حافظ سؤالاً جوهرياً ..

هل الكلام عن السلطة والسياسة حيادية ؟

هل الكلام عن الغموض والمسكوت عنه والمجهول أستغلال وتضليل؟ أم ماهي ألا آلية وشروع ومداخل للكتابة ؟؟؟

فالكاتب هو العارف بخبايا النص وتقنياته وطقوسه لذلك في كثير من الأحيان نلاحظ الكاتب لايتأثر بأي دراسة نقدية لانه يجدها لم تخدم النص وجمالياته ولن تفك شفرات تقنياته فغالباً ما نستشف ببعض التقاطعات مع الإبداع المقدم من الكاتب والدراسات من الناقد فالناقد يزيد من الصور الخاصة بالخصائص الفنية ولغة المؤلف إذ يتعامل مع سرد المؤلف وجنس الإبداع والحديث عن النص .. فالأسلوب السردي لا يخلو من الحكائية . فالناقد العارف بهذا الأسلوب يقف لرسم لوحة النقد الرائعة دون إرتباك الأخطاء التي تغيظ القارئ الأكاديمي فهنا يكون الناقد في مرحلة الأقتناء ليكون لافتاً للانتباه عن جماليات النص السردي فبعد الغلاف والاهداء نسلط الضوء على العناوين فقد تكون متميزة ترمز إلى الاغراب والابهام والغموض وإحياناً ..ففي رواية ماأنا بكاتب تباينت المكنونات السردية في بناء الرواية من كاتب إلى أخرلكن أعتقد أن المشاهد والأحداث مع القارئ المتميز والناقد الممتاز هم من يعقدون الرهان لتحيك الهوية الروائية مثلما تجدفي رواية ( ماأنا بكاتب ) إذ تتوالى المشاهد على إمتداد الرواية وقد ضم إلى تيارها شخصيات جديدة وبهذا يتضاعف التشويق مع التشابك بالصور والعناويين فالرواية مكتوبة بحبكة بحيث إن كل جزء يبدو حكاية وبداية ونهاية وبالتالي أخذ الكاتب مسلك أخر ومنحنى جديد من التجريب للمكان وخلفياته والزمان وأوقاته كان دوراً مكملاً رغم أن الزمان تقاطع مع التكوين المكاني بحيث تحول المكان إلى موضوعات يسلط الكاتب عدسته الروائية على الشخصيات المحورية ويشكل لنا بنية الحدث على أثر الحكايات الثلاث . كذلك بالنسبة للنص الروائي (ما أنا بكاتب) المعنون، وهمت به، شط إسكندرية.. آلية تجريب وتحويل في تكوين الشخصيات والحوار والتكنيك لتصميم العمل الروائي .... فيتصدر الكتاب لوحة الفنان العالمي ماهر جرجس عن مسرحية للكاتب السيد حافظ ( سيسيف ) حين يسأل البطل كم الساعة الآن ؟ طوال العرض. وقد جلس الكاتب والصورة تعبر عن كاتب جالس ينظر إلى الساعة التي في يده والاوراق التي تتدلى من جيبه وسيجارهومشروبه في يده اليمنى الكرسي عال ويتكأ على كتاب كان يقرأه وتتبخر من رأسه أفكار متعددة في شكل دخان وسجل فالغلاف يرتبط بكاتب في لحظة تأمل أو لحظة تفكير عميقة هل قرر إعتزال الكتابة أم قرر أن يكتب لنفسه أو فرد ما يقرأه ويتفاعل مع عالمه الإبداعي ..

الفصل الأول  : الخطيئة والعشق

لوحة سريالية تتداخل فيها الكائنات البشرية والحيوانية للفنان أحمد الصعيدي .. وفي ص 77 لوحة إخرى تحت عنوان (خذ لك نفساً ) عبارة عن حرف للوحة الفنان التشكيلي ( أحمد الصعيدي) وهو حرف الواو أو الفاؤ مقلوباً وفيها صلة بين بداية هذا الفصل كنت أظن وبعض الظن نعيم وهناء ومعظمه شقاء ..

الفصل الثاني ..بعنوانين

الأول .. هناك كتابة تشبه الكتابة ونساء تشبه النساء وبه لوحه لناطحات سحاب متماثله متشابهه وكأنها التقطت بصورة فوتغرافية من أعلى مع إنها صورة زيتية ..

أما العنوان الثاني للفصل الثاني ..

ربما نسيت أفراحي في كحل عينيك إن غبت عني غابت أفراحي وإن جئت لي عادت مهللة . اللوحة لهذا العنوان لكائنات بشرية أو فضائية متداخلة مع بعضها البعض في عالم مهلهل غير متماسك أو متوازن .

أما الفصل الثالث له ثلاثة عناوين :

العنوان الأول : الحب قوة خفية للفرح والألم . اللوحة تعبر عن كائن يكاد يطير أو يسير ولكن يسبح في فضاء ويترئ لنا هذا الكائن يرقص للفرح بألم .

أما العنوان الثاني : الحب يكحل عيوننا بالجمال . أما اللوحة التي تعبر عن هذا العنوان عباره عن طائر بحجم الارض وجناحيه للسماء وعيونه تكاد تبكي ومن الزاوية الاخرى ترى هذا الطير وجه امرأه جميلة تنظر إلى أعلى .

العنوان الثالث : ويحي قتلني الحب الصافي ..أما اللوحة توحي صورة لوجه رجل مقهور غابت عينيه وتدلى من فوق رأسه شعره الكثيف ..

في ص ( 239 ) خذ لك نفساً ...نظرت لها ..عندما تنزلين البحر بحب وعشق سيضاجعك الموج بعذرية ..ستفهمينني تسكنك أنثى عاهرة وأنت إمراة فاضلة وأنا أحبك فاضلة وعاهرة وأنا البحر ...لكن جسدك ينز عطراً ..

فيه ظهرت زهرة وردة بيضاء متفتحة وسط فضاء داكن

الفصل الرابع :

ص 240 يستهل الكاتب الفصل الرابع بأربعة عناوين هي على التوالي ....العنوان الأول

لا أتذكر أن الوطن أعطاني مرة وردة أو مظلة للمطر . ولوحة للفنان التشكيلي أحمد الصعيدي نادراً مايصادف القارئ نصاً روائياً يتفاعل مع الفنون بأشكالها المتنوعة مابين مسرح وقصة ورسم وشعر وأذاعة وتلفاز وكذلك يطوع التاريخ والفكر في البناء السردي للرواية كأن الكاتب حول أعماله الروائية إلى شاشة كبيرة للعرض الحوارات والومضات واللغة الشعرية والموسيقى بذوق ومتعة للقارئ المثقف الواعي وبهذا الكم الهائل من الاحتشاد الثقافي بذلك تكون الرواية قد فازت وتوسعت بمجال المتعة والتذوق بالأضافة إلى أنها وليدة الأفكار التجريبية قد أجزم على أنها تفردت تفرد الكاتب في حداثة مابعد الحدثة في التجريب في الرواية في زمن تنتطفئ القراءة الورقية وتنازع في أنفاسها ما قبل الاندثار أمام المنصات الالكترونية والمكتبات الفيسبوكية لكن الكاتب الحاذق يقدم لنا مؤشراً على نجاحه وتفوقه في نسج وتصميم عالم سردي و تجريبي يريد من خلال تجربته الابداعية مشاركة القارئ بل يطمح إلى أكثر من ذلك أن يكون القارئ أمتداد له في التكامل الثقافي والحضاري ونسق متوازي في تطويع المفردات والفنون والتاريخ وتنظيم محاوره المعرفية في البناء المعماري للسرد الحكائي كجرعات تشوق في اوردة السرد دون الغوص في المفردات الفلسفية الجافة ليوفر الكاتب البيئة المناسبة التي تتفاعل مع النص الروائي في رواية (ما أنا بكاتب) تعال أيها القارئ نتخيل ماذا ترمز اللوحة في العنوان الأول من الفصل الرابع في رواية (ما أنا بكاتب ) يظهر لنا في اللوحة كائن كبير يبتلع نصف اللوحه وكائنات أخرى صغيرة تحيط به وإشباه حيوانات وقبة مسجد وسلسلة بعرض اللوحة.

العنوان الثاني ( أحياناُ أراك في دمي وردة حمراء الخدين ) .

اللوحة عبارة عن مجموعة أوراق ورد تشبه الإنسان والحيوان وفي حالات مختلفة من الفرح والحزن..

العنوان الثالث ( أنا رجل يائس من هذا الوطن ) .

تمثل اللوحة جموع بشرية شبه أشباح لم يتبقى منها إلا ساقين والوجه الذي تقزم وأصبح شبه كرة صغيرة ..ونصل إلى العنوان الرابع وفيه يقول الكاتب :

العنوان الرابع ( الوطن شاخ لا مهنة له الآن ) ..

تظهر في اللوحه أمرتان تجلسان والصخور حولهما والرجل غائب . النسوة هنا يرمزن للارض والرجل يرمز للوطن ..

ص ( 278 ) خذ لك نفس يبدأ فيها الكاتب ب ( أخبئ عنك حزني وأحلامي المؤجلة البسيطة وسر سقوط الشعر والقصيدة أخبئ عنك رغباتي المجنونة وغياب الوطن من نبضاتي أخبئ عنك أني لا أرى بشراً في الشوارع بل موتى وأشباحاً وأخبئ في ذاكرتي همساتك التي أشتهيها وتبعدنا المسافات ولو التقينا أخبئ عنك لم يعد يشدني شيئاً غير شعرك وصوتك ألحاني .. فكل قصائدنا أختفت ولم نتذوق الألحان وأشتاق أن أغني يحاصرني البكاء.. الحزن قدرنا في تلك الايام وشوقنا للغناء والفرح عناء.... اللوحة عبارة عن نصف وجه أمراة ورجال أقزام صغار أشباح ويتدلى من فمها لسان كثعبان...

الفصل الخامس وله خمس عناوين ..

العنوان الأول (أكون سر الجنون)... لوحة سيريالية كل الكائنات في العقل متشابكة منشقة مثنية كأنها في مسارات طرق مختلفة ..

العنوان الثاني (حتى أقول أحبك سيدتي يحمر وجه الوطن خجلاً مما فعله معي)

اللوحة صورة إمرأة في شكل طائر وإمرأة أخرى تمتد من الأرض إلى السماء نحيفة تمد يدها إلى أعلى تستجير بالسماء..

العنوان الثالث (وأحياناً أنتظر الصبح وحدي وحتى وأن طال الليل ونسى الفجر عنواني..) صورة لكائن بشري يمسك طفلاً ورجلاً غارقاً بقارب ...

العنوان الرابع ( حنانيك ياوطني يا قاسي القلب )

اللوحة صورة أمراة تحمل قربة ماء أو زرعة ماء على رأسها..

العنوان الخامس ( وطن يبحث عن المجهول )

اللوحة عبارة عن أمراة على رأسها طائر وعيناه حزينة تشبه زمن الفراعنة ..

ونصل إلى الفصل السادس

ونتصفح الرواية بشوق متنقلين مابين كنيسة المنشية والجبل الذي وقف أمامه العم حبيب ودعا ربه وصلاة العشاء في رشيد وصمت شهرزاد وعندما تسكت شهرزاد تشم رائحة القهوة وخذ لك نفس ص (310) واللوحة وجهان ربما هما الليل والنها ر الخير والشر ربما هما رجل وأمراة ربما هما الانسان وظله المجسد.. فلن نتفاجئ من تكنيك الكاتب السيد حافظ حينما وصلنا إلى الفصل السادس وجدنا الكاتب السيد حافظ وضع لنا ست عناوين ولكل عنوان لوحة سنبحر معاً في ما أشارت هذه العناوين واللوحات ...

العنوان الأول ( للنهر عتبات الأولى التسامح والأخيرة الحب ومابينهما عتبة غربة الروح ) يعود بنا الكاتب إلى نفس اللوحة التي هي عبارة عن أمراة تحمل فوق رأسها زرعة ماء ليؤكدلنا معنى أن الماء سر الحياة وكذلك النساء .

العنوان الثاني ( ولي في مصر نشيد نسى الناس حروفه في زحمة القهر والدنس )

اللوحة عبارة عن صورة أمراة تتكرر التي تحمل على رأسها طائر وشاحبة العين كأنها مومياء فرعونية ..

العنوان الثالث ( ياقرة عيني ..ترى ماذا يقول البحارة في نهر العشق والعرافات عنك وعني ) أما اللوحة هي وجهان لرجلين أو رجل واحد في حالتين وكلاهما مصدوم أو مسلوب الارادة أو مستسلماً للواقع ..

العنوان الرابع ( وغنى الوطن والناس موتى جياع ) لوحة للفنان ماهر جرجس عن عيد الغطاس

العنوان الخامس ( تباً لك ..النور في القلوب خافت جداً ) اللوحة لطفل صغير يحتمي بأبويه والاب والام أمتزجا سوياً ككائن واحد ..

العنوان السادس (ليس كل حقيقة خيال وليس كل خيال حقيقة) اللوحة تبين لنا صورة رجل قد أنشطر وجهه نصفين وجه للقمر في حالة هلال ووجه للظلام الدامس. تاخذنا الصفحات أمام الجريدة ظهراً حيث يعمل فتحي رضوان وأسئلة سهر ودموعها التي تنهمر والحب المتصل المنفصل واللازم والعناد وأبتسامة الهندي سائق التاكسي والصحفية الجميلة حياة ويرن هاتف فتحي وتهاني التي تتوارى بالابتسامات والضحكات وهي تموت غيضاً وقهراً من علاقات فتحي المتعددة ومطار دبي وبالكونة شهرزاد وهي تجلس وتحتسي القهوة وأمامها الشيشة (خذ لك نفس ص 357 )

تسألينني من أنت ..أنا الغريب سلكت الحياة حتى أخبرها ..أنا من قطع مقامات الأربعين ومزقت إلى أربعين ....أوشكنا على الانتهاء من قراءة الرواية ومن أجمل الصدف في رمضان المبارك ودخول الايام السعيدة أيام العيد والفرح والسعادة والوطن ينزف دماً وفلسطين تستيقظ وسط نجاسة الخيانات وأنا وانتم جميعنا ضمن خارطة وطن أعمى فالوطن وأنا وأنتم وفلسطين وأحلامنا خيمياء الكون والتحدي لم أقصد هنا القتل بل خياطة الجراح بالحب والفرح سنذهب أنا وأنتم وكل من سيقرأ الرواية أو أي كتاب يتضمن بحوث ودراسات نقدية بأقلام وحروف ماسية تتلالئ نوراً وفرحا لهذا الابداع الثري المفرح الموجع المهمش عمداً لكنه يسري كالسيل الجارف ليمحق الضالين من طمس الحقيقة ان النص يتكلم بصوت الحق الصادق الامين النص صك من صكوك المغفرة للكاتب المبدع الحقيقي سنرى ماذا أتحفنا الكاتب في الفصل السابع تعالوا معي نتصفح الفصل الاخير من رواية ( ما أنا بكاتب ) لنتعرف كيف يكون كاتب إذا أن لم يكن كاتب ؟؟؟

تنهيدة ..

حبيبتي أنت عنفوان الحب الذي ليس له عنوان .. وواجب سري وجنون خفي وعشق سحري وأنت السلام وهمس الكلام وناضجة الموج وبحرك لا يصب في قلبي إلا نوراً من شمس لا تغيب ... هكذا الابداع عند الكاتب لغة بليغة سلسة ذات وزن وقافية ومشاعر وأحاسيس تأخذك إلى واقع قد حلمت به يوماً فيرسمه لك الكاتب المبدع تشعر بالفرح بشعور مجاني تستمتع ويغمرك الفرح والتنبوء بتوقعاتك المستقبلية الكاتب يتصف هنا بالمكر والمراوغة وهذا من فضل دراسته ضمن أختصاصه في الفلسفة وعلم النفس كلنا يعرف أن اللذات والسعادة تتحقق من خلال الاكل أو الرقص أو الاستماع إلى أغنية أو مقطع موسيقي أو قراءة قصة أو قصيدة أو رواية ما في سطر ما في صفحة ما في كلمة ما تجد اللذة فهذه هي طبيعة الانسان فالنفس البشرية تتأمل وأقصد هنا التأمل الذاتي ( الرغبات والدوافع ) كذلك الكاتب هنا فتح لنا مجال العنونة في هذه الرواية ( ما أنا بكاتب ) فتكون الرواية متسيرة مع ذاتنا لتنهض بعقولنا ورغباتنا فيحاول الكاتب السيد حافظ أن يرشدنا هنا في عنونة روايته ( ما أنا بكاتب ) أن يقول لنا أعرف نفسك بنفسك وأختر ما يناسب رغباتك ودوافعك وذاتك فهنا تمكن الكاتب من أن يتوافق المضمون والمدلول فيتحقق النهوض العقلي والفكري وتتحقق السكينة فهكذا صير الكاتب ذواتنا في صيرورة عنونة الرواية وفصولها وفواصلها وتنهيداتها.

أما الفصل السابع فضم كالعادة سبعة عناوين ...

العنوان الأول ( نعم ) واللوحة التي تمثل العنوان كانت من وحي الفنان ماهر جرجيس عن ميلاد حورس وأمه أيزيس تحمله بين يديها رمزاً للامل المستمر رغم النكبات وماأكثرها

العنوان الثاني ( لا ) أيضًا من لوحات الفنان العالمي ماهر جرجيس وفيها تظهر أمراة تحمل ( البلاص ) أي ( الجرة ) فوق رأسها وأختفت الرأس وأصبحت الجرة هي الرأس ربما رمزاً للعبودية أو رمزاً أن الماء هو سيد الحياة ..

العنوان الثالث ( ربما ) كذلك هذه اللوحة من عمل الفنان العالمي ماهر جرجيس وفيها يظهر صورة إلى أمرة على جبينها تقف حمامة السلام ربما هي دعوى للسلام العالمي ..

العنوان الرابع ( أحتمال ) وهي عبارة عن لوحة تحمل وجهين وكل وجه يشبه الاخر في الحزن والصمت والترقب ..

العنوان الخامس ( متى ) وهي لوحة تمثل التعميد عند الاقباط تأكيداً على الوحدة الوطنية في مصر ...

العنوان السادس ( هل ) اللوحة عبارة عن ثلاثة صناديق محشورة فيها رؤوس بشر وكأن العالم قد سيطرت عليه صناديق مثل التلفزيون أو الموبايل ...

العنوان السابع ( مؤكد )

تشير إلى أربعة رجال في صف واحد وكأنها ضرورة توحد وأتحاد البشر لمواجهة الشر ...هكذا تصبح العناوين مع اللوحات لتصل بنا إلى مابعد الاطر المعتادة في بناء العمل السردي على مستويات مختلفة.. هكذا يقوم الكاتب السيد حافظ بمكاشفة أبدعية جمالية جديدة للسرد الروائي متحدياً للقوالب الجاهزة التقليدية المعتادة وهذا ما تعودنا عليه من الكاتب فهو كما يقول الكاتب الكبير ( عبد الكريم برشيد ) السيد حافظ لا يكتب عملاً يشبه الاخر بالشكل والمضمون فهو في كل عمل تجد شخصاً جديداً ) ..

ملخص الرواية:

تستمد رواية (ما أنا بكاتب) خصوصيتها من طابعها التجريبي والتحاور والتحادث مع الشخصيات الاساسية والثانوية في الرواية وقصص الفتيات الثلاث والوصف المكاني والوقع الزمني مابين القهر والخيانات والتحولات السياسية والاحلام والتحديات المستميته والغوص في قاع المجتمع ومابين إرتواء الرغبة والتواصل الحسي والعاطفي متزامنناً مع التواصل الحميمي مع سهر وحياة والزوجة في آن واحد وأستيعاب الوجود الروحي والقدرة الفكرية والتطلعات والأزمات الحياتية من جهة أخرى والسخط بالرغبات الغريزية المشبوهة التي طالما كانت وظلت الجانب المعتم لدى الطبقات البرجوازية الذي يكون متعة عابره لديهم أما الطبقات الفقيرة ظاهرة لافته للعيان مما يجدر بالاشارة أن رواية (ما أنا بكاتب) اعطت تصورتاريخي ومعلومات ومعطيات مختلفة وثيمات متعددة كما أحسن الكاتب السيد حافظ توظيف الحوار الوامض فحول لوحات الفنان ماهر جرجس والفنان أحمد الصعيدي إلى حوارات ومشاهد ناطقة لتعمق الوعي بالحزن والفرح الكامن في أعماق شخصيات الرواية وحالات عشق وحب الوطن العاجز عن أحتواء أبنائه وأنماط المعيشة بين طبقات المجتمع العربي عامة والوطن خاصة.

د. نجاة صادق الجشعمي











 






324 مقدمة كتاب السيد حافظ في عيون كتاب وفنانين ونقاد العراق بقلم نـجاة صادق الجشعمى

  دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 324 )

 
دراسة من كتاب
السيد حافظ

في عيون كتاب وفنانين ونقاد العراق 

                                               دراسات نقدية وشهادات 

الطبعة الأولي 2021

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى






مقدمة
بقلم نـجاة صادق الجشعمى

هذا الكتاب...

ليس كتاباً كاملاً خالياً من العيوب ربما هناك هفوات أو سهوات أو الاكتفاء بإلقاء الضوء على هذه الدراسات واستبيان مدى جديتها وضعفها في النقد أو اللغة المدونة بها فحب المؤلف والكاتب السيد حافظ للمسرح والرواية وإتقانه لهذا الفن الراقي وربطه وتوظيفه بالتراث الشعبي والعربي سواء كان شعراً أو نثراً أو نصاً مسرحياً فبهذا يكون قد أمن المعرفة وانهياله على ينابيع تلك المعارف جعله يعبئ النصوص المسرحية مناهل للمعرفة بلغة ثقافية قريبة لواقع بيئة الطفل وقد حقق ذلك في النص المسرحي (عنتر بن شداد) دهشتني فلسفته ولا غرور حين أذكر الفلسفة واللغة والفكر والبراعة والاكتمال الخلقي والقدرات الذهنية والعروبية باختيار هذا البطل (عنتر بن شداد) فالمؤلف بدون غرور استخدم لغته وذكائه في غرس قيمه أخلاقية جديده للطفل المتلقي ألا وهي الفروسية أو الفنون القتالية واستخدامها للخير وليس للشر واستشهد المؤلف بالحكمة فنفذها بالنص المسرحي ليقرب معناها للطفل المتلقي ألا وهي أن بالعجلة الندامة وبالتأني السلامة ولو تابعنا النص المسرحي أو الروائى لوجدنا فلسفة المؤلف في تغير المجتمعات وتغير مكانتها من حال لآخر وذلك لتعرضهم للكوارث الطبيعية والحروب وتأثيرهما على أفراد المجتمعات وأحياناً اندثارها بحيث يصبح السيد تابعاً والحر عبدا ً وخادماً أو لاجئاً ونازحاً فإما أن يتفاعل مع الحياة الجديدة أو يحتفظ بقيم وعادات الأجداد والآباء.

فالمؤلف في هذا النص (عنتر بن شداد) يبرز أن رغم أن لونه الأسود وتنكر والده له لكنه استطاع عنتر بن شداد من حماية القبيلة وتحقيق النصر.. هنا غرس الكاتب السيد حافظ مفهوم المساواة ورفض التعنصر والعنصرية وإنما الانسان بعمله وإخلاصه وحبه للأرض والولاء للوطن ...

فالمؤلف الكاتب السيد حافظ يطرح فكر وقضية شائكه إلى أقصى حد وجديرة الى أقصى حد فعلينا التأمل ومتابعة نصوصه المسرحية فأحيانا يذكرنا في الأسلوب الذي يتناول به مسرحياته وكيفية تطويع التراث الشعبي في خدمة النص المسرحي ويؤكد الكاتب على الطفل في نصوصه المسرحية وكيفية التغير في الحال والأحوال في معيشة العرب قديماً وربطها بالحاضر والتقنية التكنلوجية والترفيه ويؤكد هذا بالنص المسرحي (أبي زيد الهلالي) فالكاتب السيد حافظ يذكر استطراداته في معيشة الطفل آن ذاك وما كان يعاني من جوع وفقر وحاجة ممن كانوا يتكلمون بحال سكان شبه جزيرة العرب بشكل استعراض غنائي للملك (حسن بن حسان) حاكم قبيلة بني هلال والمؤلف اعتمد البيئة والواقع وهنا شارك معهم الحصان الذي طالما كان رمز العرب والفروسية والصولات ..المؤلف يستنبط القيم الأخلاقية وأن الشر يبحث دائما عن الفرصة لكي يسطو على الخير وإذا لم نصمد ونحارب الشر ونتحداه فإنه يتسلط وينتصر علينا فنستخلص هنا قيمة العلم والمعرفة والمساواة والمشاركة والابتعاد عن الاطماع والدفاع عن الوطن والتضحية من أجل الوطن والطاعة للوالدين واحترام القانون والاقتداء بأبطال الأمة والتعرف على أبطال التاريخ العربي والتخلي ونسيان الخلافات الأسرية وغرس الأهداف الإنسانية وتقويه النزعة الإيمانية وتعريف الطفل أن الدين الاسلامي دين ديمقراطي إنساني سمح ينظر للكل نظرة واحدة فقط يختلف ويفرق بالعمل الصالح والإيمان بوحدانية الله والكتب والملائكة والأنبياء واليوم الآخر. فالكاتب والمؤلف المسرحي يبقى رائداً لمسرح الطفل بما قدم من تجربة حافلة بالنصوص المسرحية المحتشدة بالقيم والإضاءات المشرقة لتضيئ فكر وروح الطفل العربي وأخص بالذكر ماقدم للطفل العربي في الكويت وتجربة السيد حافظ أو مشروع مسرح الطفل يبقى وسيبقى الأكثر ثراء بالقيم الأخلاقية والاجتماعية والصفات الإنسانية ولهذا لم تكن دهشتي كبيرة عندما قررت أن أجمع هذه الدراسات لأقرأ فكر وفلسفة الكاتب والمؤلف والناقد سوياً وأقدمها لكم بكتاب مخصص للباحثين والدارسين الأكاديميين لفن المسرح ليرسوا على فكر ران عليه الحقد والتجاهل والتجرد من الفكر الأدبي والتقييمي لهذا الكاتب الشرس والمذهل بالفكر الحرفي والفلسفي فقد جرفه الجرف للمسرح تارة وللقصة القصيرة تارة وللشعر أحياناً وللرواية والتجريب والسيد حافظ في كل فن وفكر له مشروع وليس عمل واحد أو نص واحد فلابد للناقد والدارس الأكاديمي لمسرح الطفل أن يعرف القاموس اللغوي المخصص لكل فئة عمرية أما الكاتب والمؤلف المسرحي يجب أن يكون خبيراً بالمسرح تأليفاً وإخراجاً وتكون له علاقة بالتربية وعلم نفس الطفل ومثقفاً مطلعاً على التغير والتطور وهذا ما وجدناه في النصوص المسرحية للكاتب المسرحي السيد حافظ بعيدا عن المسوغات العلمية والتشريفية له قيمة مكانية وزمانية وأدبية لن يستطيع المسرح الاستغناء عن خبرته وإبداعاته الأدبية سواء في التأليف أو الإخراج.

ولكنه يبقى نقطة هامة مضيئة في الأدب والفكر وذاكرة المسرح العربي لأن المسرح الفن الوحيد الذي شغله وسرق منه سني عمره دون أن يشعر بالاطمئنان فيه ودون أن يحقق رغباته الدفينة فكان ضجيج الإبداع دوماً يلاحقه فيكيدون به أقرانه وإن لم يعرفهم أحياناً فتستفيق ذائقته الأدبية والفنية على ضجيجها ليقف مواجهاً هذا الضجيج بالإبداع والتميز والمشاريع مؤكداً ذاته وهويته المسرحية أولاً والأدبية ثانياً واللامبالاة بما تنطق حناجر المبغضين فينشغل في مشروع أدبي ويلتصق بشخصياته ويحرص على رسم الابتسامة على وجهه ويحتفظ بسر الليلة التي أوحي إلى نفسه أن لا يغضب وأن يستمر رغم جعجعة المتملقين وطالما يطيل النظر والقراءة والتكرار بتمعن وبحيل تراوده فيضيف هنا وهناك كلمة جملة حوار موقف ما لعل هذا الذي ميزه عن غيره من الكتاب والأدباء والمؤلفين. هل سأنجح في تفسير النصوص فمنذ أن بدأت أتابع كتابات الكاتب السيد حافظ لم يغفل لي جفن وكثيراً ما تداهمني الكوابيس أنني أخاف الفشل حتى أنني أحياناً أنكر فزعي وخوفي من التصادم مع لغة الأستاذ السيد حافظ وألتجئ للحيلة أحياناً وبينما هو يسعى إلى توضيح كل شيء وقوله بكل جرأه وصراحة لايخفي شيئاً إذاً بات من اليقين الجازم أن نقرأ كل نص من نصوصه بعمق وبصيرة والتهام الفكرة والرؤية والمنطلق من هذه النصوص ولو أنني دخلت إلى الميدان الحافظي مؤخراً وانشغلت طوال هذه السنين في توافه الأمور فهنا يكمن السؤال الآتي ولو أعتبره سؤالاً صعباً لا أستطيع الإجابة عنه إجابة يقينية أكيدة ربما الإجابة من حق الكاتب والناقد فقط لكن يبقى السؤال أي نص من النصوص الكاتب الكبير السيد حافظ كان نموذجاً على الشباب الاقتداء به والعمل عليه كتابةً وإخراجاً وتمثيلاً على مستوى الأفراد وعلى مستوى الجيل؟

فكثيراً هم الذين يكتبون وسيكتبون لكن البعض يبقون غاشمين بل أصبحت عقولهم غشيمة لايتابعون مايحدث من متغيرات العصر والتطور الفكري ويستمرون على نفس نمط الكتابة التقليدي فالطفل يحتاج نموذجاً يحتذى به لنغرس في دواخله الاعتزاز والافتخار بالذات لا الانتفاخ والتعالي التي أحطناه بها وتشرنق فكثيرا ما تعرض مسرحيات وأفلام للأطفال لكننا لن نفهمها نحن . فكيف الأطفال؟ ستزهق أرواحهم ويبتعدون عن المسرح ويجري إلى مسك الجهاز ليحمل الألعاب التي تبث لغرض أن تغرس قيم مغايرة لواقعنا فهنا يتعايش أطفالنا معها ومع عروضنا بصراع نفسي يؤثر على نفسيته يصبح متذبذب فيصبح ملتصقاً بالجهاز وتسمع الأم ضحكاته غير المبررة وممارسة ما شاهد مع إخوانه وأصدقائه, إذاً ساد الهرج والمرج عند الأطفال. فما هو الحل ؟ الجواب يكون عند كتاب أدب الأطفال ومؤلفين مسرح الأطفال والأساتذة النقاد لتلك النصوص والمخرجين لنتعاون معاً من أجل النهوض بمسرح الطفل وبناء قاعدة أدبية رصينة لأطفالنا. والمسئولية تقع أولاً على المؤلف هو سيد الأدب وريشة الفنان وروح مصمم الديكور وقلم الناقد وجوهر الروح وتناغم الحروف وكل هذه العناصر متمازجة متآلفة منصهرة تشكل لوحة تشكيلية فنية متكاملة تبدو طبيعية الشكل وقوية التعبير والتركيز تجريدية أحياناً ورمزية أحياناً وواقعية شرسة المعانى جميلة لحد الرومانسية فمن يقرأ ويسمع ويشاهد نصوص الكاتب السيد حافظ يغوص في معاني وثقافة ووعي وقيم فهو خزنة من الأدب والثقافة والتعمق والتأريخ لتاريخ الأمة والوطن لذلك يعد قاموساً ومرجعاً يمشي على الأرض وصفحاته بين يديك مفتوحة تتوسل لك اقرأني لا تدر وجهك عني افتح قاموس نصوصي وتعمق بتمعن تجد تفاصيل الغد كما هي اليوم نادراً ما نجد مثل هذا الأدب والفن والنصوص إنها تعيش تتناسب مع كل الأوقات والعصور والأزمان فهذا المؤلف والكاتب مهموم بما يحدث ويجرى وإن صح التعبير أقول.. حافظ التاريخ مسافر بغربة الوطن للوطن باحث عن هوية الوطن والمسرح في الوطن بكافة تفاصيله تجده يغوص بمشاريع مسرحية مكتملة أحياناً للاطفال وغالباً للوطن وكثيرا ماتتناص نصوصه المسرحية بالتراث الشعبي بالاسم فقط أما المحتوى معاصر يعالج الواقعية للوطن والإنسان ومغايرات الحياة الاجتماعية فنصوصه جوهر اللغة الأدبية يخط ويكتب بجوهر الحرف العربي المتناغم مع واقعنا الجغرافي والتاريخي والتطور التقني للإخراج وبما أن الكاتب والمؤلف السيد حافظ خريج كلية التربية وعلم النفس ومسرح وخبرة إخراجية وصحفية وصياغة النص المسرحي يحتاج كل هذه الخبرات بالإضافة الى الحبكة وسعة التخيل والمحاكاة واختيار الشخصيات والسعي لإدماج البنية الدلالية مع البنية الطبقية للمجتمع أي نظرة شاملة لتفسير الدلالات هذا مانسعى له فهم النص أو العمل المسرحي ومحاولة إيجاد علاقة وثيقة بين النص المسرحي والواقع الاجتماعي فما يقع على الناقد من مسئولية عظيمة وكبيرة في أثناء قراءاته للنصوص المسرحية هي فهم وتفسير النص بتعمق وتكرار القراءة ببصيرة واستلهام وضمن تصور بنيوي وتكويني وإحداث تناظر بين القراءات لاستخلاص الرؤى النقدية الصائبة الشاملة للنص المسرحي الإبداعي دون التشريح ببنية النص من أجل إحباط المؤلف أو النيل من الكاتب والمؤلف فما يستوجب على الناقد أولاً النظر إلى النص المسرحي من حيث قيمته الأدبية والفكرية والفنية فالنقد موازي للإبداع الأدبي فالنقد لا يكون مجرد كلام تنظيري يسعى إلى لغة تملقية دون أن ينبض برؤية وفق نظريات ومدارس نقدية لكن دون تشنج وتزمت وتمسك حرفياً بتجارب الغرب والتشبث بها فالنص المسرح ليس كلمات تراكمية ولا جمل متصلة ومنفصلة ولا يقاس بالكم بل بالنسق والدلالات اللغوية والأفكار المنظمة والتآلف ما بين لغة النص المسرحي والموروث الشعبي ومشكلة وعبقرية المؤلف باستخدامه في المسرح أو تمسرحه لأنه يربك الغالبية العظمى من النقاد فيتأرجحون في الحكم على النص المسرحي, هل هو تأليف ؟ أم إعداد ؟ وهنا إرباك آخر حول مصطلحين

المصطلح الأول : الإعداد

والمصطلح الثاني : التأليف

ويتناسون أن الدراما المسرحية أو التلفزيونية أو الإذاعية تدور حول (18) تيمة أو ثيمة على سبيل المثال لا الحصر مثلث (الزوج والزوجة والعشيقة) أو (الزوج والزوجة والعشيق) أو (بنت الفقراء التي يحبها الأمير ويسعى للزواج منها وأسرته ترفض ذلك) ‍أو (السيدة الغنية التي تحب خادمها) وغيرها من الثيمات المعروفة 18 فمسرح الطفل من المعروف أن مصادره هي:

1– الحكايات الشعبية .

2– الحكايات الخرافية .

3– الخيال العلمي .

4– العادات والتقاليد الاجتماعية. وما بني حولها من حكايات مثل احترام الصغير للكبير ومفهوم التعاون بين الأشقاء وغيرها من حكايات كل هذا المشكل وقع فيه النقاد وخاصة نقاد الصحافة غير أكاديميين وهذا ليس تحيزاً للأكاديميين ولكن إعطاء كل ذي حقٍ حقه فالأكاديميين يهتمون بالتفسير والتحليل حسب المناهج النقدية.

أما الصحافة تعتمد اعتماداً كلياً على المزاجيات والانطباعات والعلاقات للصحفي بالعرض المسرحي أو بمعنى أدق بالقائمين على تنفيذ العمل المسرحي سواء كان المؤلف أو المخرج أو البطل أو البطلة أو الفرقة نفسها وإدارتها وكاتبنا السيد حافظ قد تعرض لكل أنواع النقد (الأكاديمي والصحفي الموضوعي واللا موضوعي) فمثلا كتابات صلاح البابا وحمدي الجابري ووليد أبو بكر وعواطف الزين وعبد المحسن الشمري وعبد القادر كراجة التي تميزت بالانطباعية الذاتية غير واضحة جداً أمام المتلقي فهي تنبع من قواعد لاتمت للموضوعية بصلة بينما دراسة الدكتور نادر القنة كانت دراسة ملتزمة بمنهج التحليل الوصفي وبموضوعية كبيرة وأسلوب علمي دقيق كذلك الدراسة التي كتبها الفنان محمد المنصور حول النقد التطبيقي للإخراج في مسرحية (سندس) وكذلك المخرج الكبير الدكتور محمد عبد المعطي الذي كتب عن رؤيته الإخراجية لمسرحية (قميص السعادة) أو (الشاطر حسن) علماً بأن النصين لكاتب واحد لكن بأسلوبين مختلفين مع أن الثيمة واحدة. إذاً هذا الكتاب يحتوي على تحليل إخراجي. والإخراج هو ركن من أركان الرباعية الإبداعية (المؤلف، المخرج، الممثل، والجمهور) وكذلك يحتوي على دراسات في النقد التطبيقي على العروض المسرحية من قبل الصحفيين والدراسات التطبيقية هذه للباحثين والدارسين لتاريخ مسرح الطفل في الوطن العربي . فمسرح الطفل لا ينتمي إلى بلد ما لأن الطفل عالمي التكوين فما يقدم من مسرحيات في دولة ما يصلح لكل الدول العربية بلا استثناء فيما عدا التغير في الفهم عن طريق اختلاف اللهجات بين أقاليم دول الوطن العربي كما يضم هذا الكتاب حوارات مع الكاتب السيد حافظ الذي صاحبته أقلام في جميع الاتجاهات وكل الأقطار العربية في رحلته الطويلة مع مسرح الطفل .. فالأوطان لا تبنى بالثقافة فقط ولكن بالفنون أيضاً فالثقافة المسرحية هامة ولها جناح آخر هو فن المسرح فلا ثقافة بلا فن ولا فن بلا ثقافة وعلى سبيل المثال لا الحصر أنا لم أكن متخصصة بفن المسرح ولست متخصصة بدراسة النقد إلا أنه استرعاني وجذبني وهوستني النصوص المسرحية والدراسات المقدمة في هذه النصوص منها الجيد والأكاديمي ومنها السطحي و النظري ومنها ماهو حبر على ورق وللأسف نكتب ونقرأ ونكرر أن دور النقد موازيٌ للإبداع لكن يعز علي أن أوثق عى هذه الصفحات حقائق لامهرب منها وأدون أسفي للأساتذة النقاد العباقرة أصحاب الأقلام النقدية الأكاديمية وهل لي أن أسال النقاد والناقدات المتهربين أين دراساتكم النقدية للنصوص المسرحية خاصة والأدبية عامة؟ كثيراً ما يسعى الكاتب والمؤلف ويجري يهاتف ويكتب ويواصل الجري وراء النقاد على أمل أنهم يقرءون النص المسرحي هذا أو ذلك النص الآخر لكن المفاجأة تحبط الأمل في تطور النقد ومواكبة الإبداع الأدبي عامة والمسرح بصورة خاصة وأن قرأت دراسة نقدية أعرف مدى الجهود التي بذلها الكاتب والمؤلف إلى أن وصل للأستاذ أو الأستاذة الناقدة والناقد كيف لنا أن نطور مسرحاً ونحن نفتقد حركة أو حلقة مهمة وهي النقد وكيفية الوصول للنقاد الأجلاء غالباً ما يتهربون ويتململون ويواعدون ولا يوفون وأخيراً إما لا يعيرون اهتماما أو يعتذرون والأسباب واهية خاوية أين الطرق والمنهجية وشرف الكلمة والحفاظ على القيم ورموز الادب العربي؟ إذا ما توثقت النصوص الأدبية والدراسات النقدية لتكون شاهد العصر على التطور والتجديد والتنظير بين ماكتب ويكتب وما سيكتب في مسرح الطفل وهل لاتزال هناك نصوص مسرحية أو مخطوطات مسرحية بحوزة الكاتب السيد حافظ لن ترى النور ولم تطبع نعم لقد كتب مسرحيات عدة منها (سندباد سواح في البلاد ، أحلام بابا نويل ، فستق وبندق ، الوحش العجيب ، قطة نونو والكلب لولو ، سفروتة في الغابة) وقدمها لهيئة الكتاب لكن للأسف لم تطبع بحجة نقص بالمادة الخام وهي الورق ويتعذر طبع مجموعة من النصوص المسرحية لكاتب كبير أفنى عمره للمسرح في نفس الوقت نعزف على أوتار التأخر والتدهور والتراجع في المسرح وندق طبول التطور والتجديد والاندثار لمسرح الطفل وغياب المسرح المدرسي ونسأل عن العلل والمسببات وترانا نحن من نساهم في ذلك التأخر والتلاشي شيئا فشيئاً فكم نحن سذج نتطلع ونتمنى للطفل مسرح متميز وكذلك مسرح مدرسي متميز بلا شك لا فرق بين الاثنين إلا الخبرة والاختصاص فالمسرح المدرسي يديره غالباً معلم أو أستاذ يجيد أو ملم بفن المسرح فيؤلف ويخرج بمساعدة الفرق المدرسية وفي بعض أقطار الوطن العربي يسجل المسرح المدرسي غياباً وكذلك مسرح الطفل ينعم بسبات طويل  أكد هذا الكاتب المسرحي والناقد الدكتور (هيثم يحيى الخواجة) في حوار له في مجلة دراسات (تصدر عن اتحاد كتاب الإمارات. فصلية العدد22 -23 لسنة 2008 م) قال فيها ((أجزم بأن دور النقد ضعيف ولو استطاع النقد أن يواكب الإبداع لكان مسرح الطفل في بلادنا أكثر تقدماً وازدهاراً.. إن ما يكتب من نقد على صفحات الجرائد والدوريات المتخصصة وغير المتخصصة لايخرج إلا انطباعات .. فالنقد المسرحي لايمكن أن يكون دقيقاً وسديداً إذا كانت منطلقاته تستند على الذائقة .. إنه إبداع آخر يستند إلى العلم والنظريات التي أمضى أصحابها عمرهم حتى توصلوا إلى ما توصلوا إليه ...)) إذا ما يكتبه الكاتب والمؤلف المسرحي من نصوص مسرحية أي أن كل نص مسرحي يمثل مرحلة زمنية أو مرحلة من حياته على الرغم من أن اختلفنا أو اتفقنا على نص مسرحي معين بأنه الأجود والأفضل والأحسن لكن يبقى الكاتب والمؤلف لهذا النص المسرحي يطمع إلى الأفضل والأجمل فقد يغير النص المسرحي في طبعة ثانية وثالثة حسب نضوجه الفكري والأدبي واللغوي فكلما اكتسب خبرة تأليفية واندمج بالإخراج والعرض والاطلاع على نصوص مسرحية لحضارات أخرى زاد من طموحه للبحث والتجديد مادام المؤلف حياً سيكون رافداً معطاءً متجدداً لقاموس لغته الإبداعي وبيت أفكاره وما علينا إلا أن نشارك في رفع العوازل والموانع والعوائق التي تعترض طريق وصول النصوص المسرحية الجيدة وهؤلاء الكتاب الجيدون المذهلون بأفكارهم وكتاباتهم والمخرجون المتميزون والممثلون الرائعون صانعوا الفرح والبهجة للأطفال وعلينا وعلى الهيئات والجهات المسئولة اعتماد البعثات الدراسية للكوادر التدريسية والمشاركة بالمهرجانات للعروض المسرحية ومشاركة الفرق المسرحية في تقديم عروضها لدفع مسيرة الإبداع المسرحي عامة ومسرح الطفل خاصة بما في ذلك المسرح المدرسي وتبادل الخبرات مع الفرق المسرحية في الدول العربية والحث على العمل المشترك بين الفرق العربية في عرض مسرحي موحد هذا سوف يدعم مسرح الطفل إلى الأمام بدعم مادي ومعنوي ليزين فضاء المسرح وخاصة مسرح الطفل العربي من المحيط إلى الخليج بألوان رائعة لترسيخ التعاون والوحدة وخلق صورة في ذهن الطفل العربي أننا كالعمود الفقري لايمكن لفقرة أن تنحرف من مكانها أو نستغنى عنها لأنها سوف تشل حركة باقي الفقرات لأننا سوف نرى عرضاً مسرحياً متكاملا جميلاً مذهلاً يضم بين كلماته روح الحب والعروبة والوحدة الوطنية والأخلاق والعادات التي نحملها وتوارثناها من الأجداد... ففي النهاية يعد هذا الكتاب رغم أنني أختلف أو أتفق مع البعض لكن هذا الكتاب يعد مرجعاً للباحثين والدارسين لتاريخ الأدب والنقد في الوطن العربي فما أحوجنا إلى رصد وتسجيل وتوثيق وحفظ ذاكرة الأمة حتى لا تصبح الأمة بلا ذاكرة. ولكي وحتى تأتي الاجيال القادمة لتجد أرضاً علمية ثقافية تسير عليها وإن اختلفت معها فلابد من وجود أسس البناء الثقافي والحضاري, فإن أي بلد بلا ذاكرة يعني الفناء فإذا أردت أن تعرف حضارة ومستقبل بلد اقرأ نصوص مؤلفيه المسرحية وانتمائهم وهويتهم الوطنية وكل مؤلفيه من روائيين وقاصين لتعرف الحقيقة.

 

 

 

 

 

 

 

 













 






Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More