دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 324 )
في عيون كتاب وفنانين ونقاد العراق
دراسات نقدية وشهادات
الطبعة الأولي 2021
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
مقدمة
بقلم نـجاة صادق الجشعمى
هذا الكتاب...
ليس كتاباً كاملاً خالياً من العيوب ربما هناك هفوات أو
سهوات أو الاكتفاء بإلقاء الضوء على هذه الدراسات واستبيان مدى جديتها وضعفها في
النقد أو اللغة المدونة بها فحب المؤلف والكاتب السيد حافظ للمسرح والرواية وإتقانه
لهذا الفن الراقي وربطه وتوظيفه بالتراث الشعبي والعربي سواء كان شعراً أو نثراً
أو نصاً مسرحياً فبهذا يكون قد أمن المعرفة وانهياله على ينابيع تلك المعارف جعله
يعبئ النصوص المسرحية مناهل للمعرفة بلغة ثقافية قريبة لواقع بيئة الطفل وقد حقق
ذلك في النص المسرحي (عنتر بن شداد) دهشتني فلسفته ولا غرور حين أذكر الفلسفة
واللغة والفكر والبراعة والاكتمال الخلقي والقدرات الذهنية والعروبية باختيار هذا
البطل (عنتر بن شداد) فالمؤلف بدون غرور استخدم لغته وذكائه في غرس قيمه أخلاقية
جديده للطفل المتلقي ألا وهي الفروسية أو الفنون القتالية واستخدامها للخير وليس
للشر واستشهد المؤلف بالحكمة فنفذها بالنص المسرحي ليقرب معناها للطفل المتلقي ألا
وهي أن بالعجلة الندامة وبالتأني السلامة ولو تابعنا النص المسرحي أو الروائى لوجدنا
فلسفة المؤلف في تغير المجتمعات وتغير مكانتها من حال لآخر وذلك لتعرضهم للكوارث
الطبيعية والحروب وتأثيرهما على أفراد المجتمعات وأحياناً اندثارها بحيث يصبح
السيد تابعاً والحر عبدا ً وخادماً أو لاجئاً ونازحاً فإما أن يتفاعل مع الحياة
الجديدة أو يحتفظ بقيم وعادات الأجداد والآباء.
فالمؤلف في هذا النص (عنتر بن شداد) يبرز أن رغم أن لونه
الأسود وتنكر والده له لكنه استطاع عنتر بن شداد من حماية القبيلة وتحقيق النصر..
هنا غرس الكاتب السيد حافظ مفهوم المساواة ورفض التعنصر والعنصرية وإنما الانسان
بعمله وإخلاصه وحبه للأرض والولاء للوطن ...
فالمؤلف الكاتب السيد حافظ يطرح فكر وقضية شائكه إلى
أقصى حد وجديرة الى أقصى حد فعلينا التأمل ومتابعة نصوصه المسرحية فأحيانا يذكرنا
في الأسلوب الذي يتناول به مسرحياته وكيفية تطويع التراث الشعبي في خدمة النص
المسرحي ويؤكد الكاتب على الطفل في نصوصه المسرحية وكيفية التغير في الحال
والأحوال في معيشة العرب قديماً وربطها بالحاضر والتقنية التكنلوجية والترفيه
ويؤكد هذا بالنص المسرحي (أبي زيد الهلالي) فالكاتب السيد حافظ يذكر استطراداته في
معيشة الطفل آن ذاك وما كان يعاني من جوع وفقر وحاجة ممن كانوا يتكلمون بحال سكان
شبه جزيرة العرب بشكل استعراض غنائي للملك (حسن بن حسان) حاكم قبيلة بني هلال
والمؤلف اعتمد البيئة والواقع وهنا شارك معهم الحصان الذي طالما كان رمز العرب
والفروسية والصولات ..المؤلف يستنبط القيم الأخلاقية وأن الشر يبحث دائما عن
الفرصة لكي يسطو على الخير وإذا لم نصمد ونحارب الشر ونتحداه فإنه يتسلط وينتصر
علينا فنستخلص هنا قيمة العلم والمعرفة والمساواة والمشاركة والابتعاد عن الاطماع
والدفاع عن الوطن والتضحية من أجل الوطن والطاعة للوالدين واحترام القانون
والاقتداء بأبطال الأمة والتعرف على أبطال التاريخ العربي والتخلي ونسيان الخلافات
الأسرية وغرس الأهداف الإنسانية وتقويه النزعة الإيمانية وتعريف الطفل أن الدين
الاسلامي دين ديمقراطي إنساني سمح ينظر للكل نظرة واحدة فقط يختلف ويفرق بالعمل
الصالح والإيمان بوحدانية الله والكتب والملائكة والأنبياء واليوم الآخر. فالكاتب
والمؤلف المسرحي يبقى رائداً لمسرح الطفل بما قدم من تجربة حافلة بالنصوص المسرحية
المحتشدة بالقيم والإضاءات المشرقة لتضيئ فكر وروح الطفل العربي وأخص بالذكر ماقدم
للطفل العربي في الكويت وتجربة السيد حافظ أو مشروع مسرح الطفل يبقى وسيبقى الأكثر
ثراء بالقيم الأخلاقية والاجتماعية والصفات الإنسانية ولهذا لم تكن دهشتي كبيرة
عندما قررت أن أجمع هذه الدراسات لأقرأ فكر وفلسفة الكاتب والمؤلف والناقد سوياً
وأقدمها لكم بكتاب مخصص للباحثين والدارسين الأكاديميين لفن المسرح ليرسوا على فكر
ران عليه الحقد والتجاهل والتجرد من الفكر الأدبي والتقييمي لهذا الكاتب الشرس
والمذهل بالفكر الحرفي والفلسفي فقد جرفه الجرف للمسرح تارة وللقصة القصيرة تارة
وللشعر أحياناً وللرواية والتجريب والسيد حافظ في كل فن وفكر له مشروع وليس عمل
واحد أو نص واحد فلابد للناقد والدارس الأكاديمي لمسرح الطفل أن يعرف القاموس
اللغوي المخصص لكل فئة عمرية أما الكاتب والمؤلف المسرحي يجب أن يكون خبيراً
بالمسرح تأليفاً وإخراجاً وتكون له علاقة بالتربية وعلم نفس الطفل ومثقفاً مطلعاً
على التغير والتطور وهذا ما وجدناه في النصوص المسرحية للكاتب المسرحي السيد حافظ
بعيدا عن المسوغات العلمية والتشريفية له قيمة مكانية وزمانية وأدبية لن يستطيع
المسرح الاستغناء عن خبرته وإبداعاته الأدبية سواء في التأليف أو الإخراج.
ولكنه يبقى نقطة هامة مضيئة في الأدب والفكر وذاكرة
المسرح العربي لأن المسرح الفن الوحيد الذي شغله وسرق منه سني عمره دون أن يشعر
بالاطمئنان فيه ودون أن يحقق رغباته الدفينة فكان ضجيج الإبداع دوماً يلاحقه
فيكيدون به أقرانه وإن لم يعرفهم أحياناً فتستفيق ذائقته الأدبية والفنية على
ضجيجها ليقف مواجهاً هذا الضجيج بالإبداع والتميز والمشاريع مؤكداً ذاته وهويته
المسرحية أولاً والأدبية ثانياً واللامبالاة بما تنطق حناجر المبغضين فينشغل في
مشروع أدبي ويلتصق بشخصياته ويحرص على رسم الابتسامة على وجهه ويحتفظ بسر الليلة
التي أوحي إلى نفسه أن لا يغضب وأن يستمر رغم جعجعة المتملقين وطالما يطيل النظر
والقراءة والتكرار بتمعن وبحيل تراوده فيضيف هنا وهناك كلمة جملة حوار موقف ما لعل
هذا الذي ميزه عن غيره من الكتاب والأدباء والمؤلفين. هل سأنجح في تفسير النصوص
فمنذ أن بدأت أتابع كتابات الكاتب السيد حافظ لم يغفل لي جفن وكثيراً ما تداهمني
الكوابيس أنني أخاف الفشل حتى أنني أحياناً أنكر فزعي وخوفي من التصادم مع لغة
الأستاذ السيد حافظ وألتجئ للحيلة أحياناً وبينما هو يسعى إلى توضيح كل شيء وقوله
بكل جرأه وصراحة لايخفي شيئاً إذاً بات من اليقين الجازم أن نقرأ كل نص من نصوصه
بعمق وبصيرة والتهام الفكرة والرؤية والمنطلق من هذه النصوص ولو أنني دخلت إلى
الميدان الحافظي مؤخراً وانشغلت طوال هذه السنين في توافه الأمور فهنا يكمن السؤال
الآتي ولو أعتبره سؤالاً صعباً لا أستطيع الإجابة عنه إجابة يقينية أكيدة ربما
الإجابة من حق الكاتب والناقد فقط لكن يبقى السؤال أي نص من النصوص الكاتب الكبير
السيد حافظ كان نموذجاً على الشباب الاقتداء به والعمل عليه كتابةً وإخراجاً
وتمثيلاً على مستوى الأفراد وعلى مستوى الجيل؟
فكثيراً هم الذين يكتبون وسيكتبون لكن البعض يبقون
غاشمين بل أصبحت عقولهم غشيمة لايتابعون مايحدث من متغيرات العصر والتطور الفكري
ويستمرون على نفس نمط الكتابة التقليدي فالطفل يحتاج نموذجاً يحتذى به لنغرس في دواخله
الاعتزاز والافتخار بالذات لا الانتفاخ والتعالي التي أحطناه بها وتشرنق فكثيرا ما
تعرض مسرحيات وأفلام للأطفال لكننا لن نفهمها نحن . فكيف الأطفال؟ ستزهق أرواحهم
ويبتعدون عن المسرح ويجري إلى مسك الجهاز ليحمل الألعاب التي تبث لغرض أن تغرس قيم
مغايرة لواقعنا فهنا يتعايش أطفالنا معها ومع عروضنا بصراع نفسي يؤثر على نفسيته
يصبح متذبذب فيصبح ملتصقاً بالجهاز وتسمع الأم ضحكاته غير المبررة وممارسة ما شاهد
مع إخوانه وأصدقائه, إذاً ساد الهرج والمرج عند الأطفال. فما هو الحل ؟ الجواب
يكون عند كتاب أدب الأطفال ومؤلفين مسرح الأطفال والأساتذة النقاد لتلك النصوص
والمخرجين لنتعاون معاً من أجل النهوض بمسرح الطفل وبناء قاعدة أدبية رصينة
لأطفالنا. والمسئولية تقع أولاً على المؤلف هو سيد الأدب وريشة الفنان وروح مصمم
الديكور وقلم الناقد وجوهر الروح وتناغم الحروف وكل هذه العناصر متمازجة متآلفة
منصهرة تشكل لوحة تشكيلية فنية متكاملة تبدو طبيعية الشكل وقوية التعبير والتركيز
تجريدية أحياناً ورمزية أحياناً وواقعية شرسة المعانى جميلة لحد الرومانسية فمن
يقرأ ويسمع ويشاهد نصوص الكاتب السيد حافظ يغوص في معاني وثقافة ووعي وقيم فهو
خزنة من الأدب والثقافة والتعمق والتأريخ لتاريخ الأمة والوطن لذلك يعد قاموساً
ومرجعاً يمشي على الأرض وصفحاته بين يديك مفتوحة تتوسل لك اقرأني لا تدر وجهك عني
افتح قاموس نصوصي وتعمق بتمعن تجد تفاصيل الغد كما هي اليوم نادراً ما نجد مثل هذا
الأدب والفن والنصوص إنها تعيش تتناسب مع كل الأوقات والعصور والأزمان فهذا المؤلف
والكاتب مهموم بما يحدث ويجرى وإن صح التعبير أقول.. حافظ التاريخ مسافر بغربة
الوطن للوطن باحث عن هوية الوطن والمسرح في الوطن بكافة تفاصيله تجده يغوص بمشاريع
مسرحية مكتملة أحياناً للاطفال وغالباً للوطن وكثيرا ماتتناص نصوصه المسرحية
بالتراث الشعبي بالاسم فقط أما المحتوى معاصر يعالج الواقعية للوطن والإنسان
ومغايرات الحياة الاجتماعية فنصوصه جوهر اللغة الأدبية يخط ويكتب بجوهر الحرف
العربي المتناغم مع واقعنا الجغرافي والتاريخي والتطور التقني للإخراج وبما أن
الكاتب والمؤلف السيد حافظ خريج كلية التربية وعلم النفس ومسرح وخبرة إخراجية
وصحفية وصياغة النص المسرحي يحتاج كل هذه الخبرات بالإضافة الى الحبكة وسعة التخيل
والمحاكاة واختيار الشخصيات والسعي لإدماج البنية الدلالية مع البنية الطبقية
للمجتمع أي نظرة شاملة لتفسير الدلالات هذا مانسعى له فهم النص أو العمل المسرحي
ومحاولة إيجاد علاقة وثيقة بين النص المسرحي والواقع الاجتماعي فما يقع على الناقد
من مسئولية عظيمة وكبيرة في أثناء قراءاته للنصوص المسرحية هي فهم وتفسير النص
بتعمق وتكرار القراءة ببصيرة واستلهام وضمن تصور بنيوي وتكويني وإحداث تناظر بين
القراءات لاستخلاص الرؤى النقدية الصائبة الشاملة للنص المسرحي الإبداعي دون
التشريح ببنية النص من أجل إحباط المؤلف أو النيل من الكاتب والمؤلف فما يستوجب
على الناقد أولاً النظر إلى النص المسرحي من حيث قيمته الأدبية والفكرية والفنية
فالنقد موازي للإبداع الأدبي فالنقد لا يكون مجرد كلام تنظيري يسعى إلى لغة تملقية
دون أن ينبض برؤية وفق نظريات ومدارس نقدية لكن دون تشنج وتزمت وتمسك حرفياً
بتجارب الغرب والتشبث بها فالنص المسرح ليس كلمات تراكمية ولا جمل متصلة ومنفصلة
ولا يقاس بالكم بل بالنسق والدلالات اللغوية والأفكار المنظمة والتآلف ما بين لغة
النص المسرحي والموروث الشعبي ومشكلة وعبقرية المؤلف باستخدامه في المسرح أو
تمسرحه لأنه يربك الغالبية العظمى من النقاد فيتأرجحون في الحكم على النص المسرحي,
هل هو تأليف ؟ أم إعداد ؟ وهنا إرباك آخر حول مصطلحين
المصطلح الأول : الإعداد
والمصطلح الثاني : التأليف
ويتناسون أن الدراما المسرحية أو التلفزيونية أو
الإذاعية تدور حول (18) تيمة أو ثيمة على سبيل المثال لا الحصر مثلث (الزوج
والزوجة والعشيقة) أو (الزوج والزوجة والعشيق) أو (بنت الفقراء التي يحبها الأمير
ويسعى للزواج منها وأسرته ترفض ذلك) أو (السيدة الغنية التي تحب خادمها) وغيرها
من الثيمات المعروفة 18 فمسرح الطفل من المعروف أن مصادره هي:
1– الحكايات الشعبية .
2– الحكايات الخرافية .
3– الخيال العلمي .
4– العادات والتقاليد الاجتماعية. وما بني حولها من
حكايات مثل احترام الصغير للكبير ومفهوم التعاون بين الأشقاء وغيرها من حكايات كل
هذا المشكل وقع فيه النقاد وخاصة نقاد الصحافة غير أكاديميين وهذا ليس تحيزاً
للأكاديميين ولكن إعطاء كل ذي حقٍ حقه فالأكاديميين يهتمون بالتفسير والتحليل حسب
المناهج النقدية.
أما الصحافة تعتمد اعتماداً كلياً على المزاجيات
والانطباعات والعلاقات للصحفي بالعرض المسرحي أو بمعنى أدق بالقائمين على تنفيذ
العمل المسرحي سواء كان المؤلف أو المخرج أو البطل أو البطلة أو الفرقة نفسها
وإدارتها وكاتبنا السيد حافظ قد تعرض لكل أنواع النقد (الأكاديمي والصحفي الموضوعي
واللا موضوعي) فمثلا كتابات صلاح البابا وحمدي الجابري ووليد أبو بكر وعواطف الزين
وعبد المحسن الشمري وعبد القادر كراجة التي تميزت بالانطباعية الذاتية غير واضحة
جداً أمام المتلقي فهي تنبع من قواعد لاتمت للموضوعية بصلة بينما دراسة الدكتور
نادر القنة كانت دراسة ملتزمة بمنهج التحليل الوصفي وبموضوعية كبيرة وأسلوب علمي
دقيق كذلك الدراسة التي كتبها الفنان محمد المنصور حول النقد التطبيقي للإخراج في
مسرحية (سندس) وكذلك المخرج الكبير الدكتور محمد عبد المعطي الذي كتب عن رؤيته
الإخراجية لمسرحية (قميص السعادة) أو (الشاطر حسن) علماً بأن النصين لكاتب واحد
لكن بأسلوبين مختلفين مع أن الثيمة واحدة. إذاً هذا الكتاب يحتوي على تحليل
إخراجي. والإخراج هو ركن من أركان الرباعية الإبداعية (المؤلف، المخرج، الممثل،
والجمهور) وكذلك يحتوي على دراسات في النقد التطبيقي على العروض المسرحية من قبل
الصحفيين والدراسات التطبيقية هذه للباحثين والدارسين لتاريخ مسرح الطفل في الوطن
العربي . فمسرح الطفل لا ينتمي إلى بلد ما لأن الطفل عالمي التكوين فما يقدم من
مسرحيات في دولة ما يصلح لكل الدول العربية بلا استثناء فيما عدا التغير في الفهم
عن طريق اختلاف اللهجات بين أقاليم دول الوطن العربي كما يضم هذا الكتاب حوارات مع
الكاتب السيد حافظ الذي صاحبته أقلام في جميع الاتجاهات وكل الأقطار العربية في
رحلته الطويلة مع مسرح الطفل .. فالأوطان لا تبنى بالثقافة فقط ولكن بالفنون أيضاً
فالثقافة المسرحية هامة ولها جناح آخر هو فن المسرح فلا ثقافة بلا فن ولا فن بلا
ثقافة وعلى سبيل المثال لا الحصر أنا لم أكن متخصصة بفن المسرح ولست متخصصة بدراسة
النقد إلا أنه استرعاني وجذبني وهوستني النصوص المسرحية والدراسات المقدمة في هذه
النصوص منها الجيد والأكاديمي ومنها السطحي و النظري ومنها ماهو حبر على ورق
وللأسف نكتب ونقرأ ونكرر أن دور النقد موازيٌ للإبداع لكن يعز علي أن أوثق عى هذه
الصفحات حقائق لامهرب منها وأدون أسفي للأساتذة النقاد العباقرة أصحاب الأقلام
النقدية الأكاديمية وهل لي أن أسال النقاد والناقدات المتهربين أين دراساتكم
النقدية للنصوص المسرحية خاصة والأدبية عامة؟ كثيراً ما يسعى الكاتب والمؤلف ويجري
يهاتف ويكتب ويواصل الجري وراء النقاد على أمل أنهم يقرءون النص المسرحي هذا أو
ذلك النص الآخر لكن المفاجأة تحبط الأمل في تطور النقد ومواكبة الإبداع الأدبي
عامة والمسرح بصورة خاصة وأن قرأت دراسة نقدية أعرف مدى الجهود التي بذلها الكاتب
والمؤلف إلى أن وصل للأستاذ أو الأستاذة الناقدة والناقد كيف لنا أن نطور مسرحاً
ونحن نفتقد حركة أو حلقة مهمة وهي النقد وكيفية الوصول للنقاد الأجلاء غالباً ما
يتهربون ويتململون ويواعدون ولا يوفون وأخيراً إما لا يعيرون اهتماما أو يعتذرون
والأسباب واهية خاوية أين الطرق والمنهجية وشرف الكلمة والحفاظ على القيم ورموز
الادب العربي؟ إذا ما توثقت النصوص الأدبية والدراسات النقدية لتكون شاهد العصر
على التطور والتجديد والتنظير بين ماكتب ويكتب وما سيكتب في مسرح الطفل وهل لاتزال
هناك نصوص مسرحية أو مخطوطات مسرحية بحوزة الكاتب السيد حافظ لن ترى النور ولم
تطبع نعم لقد كتب مسرحيات عدة منها (سندباد سواح في البلاد ، أحلام بابا نويل ،
فستق وبندق ، الوحش العجيب ، قطة نونو والكلب لولو ، سفروتة في الغابة) وقدمها
لهيئة الكتاب لكن للأسف لم تطبع بحجة نقص بالمادة الخام وهي الورق ويتعذر طبع
مجموعة من النصوص المسرحية لكاتب كبير أفنى عمره للمسرح في نفس الوقت نعزف على
أوتار التأخر والتدهور والتراجع في المسرح وندق طبول التطور والتجديد والاندثار
لمسرح الطفل وغياب المسرح المدرسي ونسأل عن العلل والمسببات وترانا نحن من نساهم
في ذلك التأخر والتلاشي شيئا فشيئاً فكم نحن سذج نتطلع ونتمنى للطفل مسرح متميز
وكذلك مسرح مدرسي متميز بلا شك لا فرق بين الاثنين إلا الخبرة والاختصاص فالمسرح
المدرسي يديره غالباً معلم أو أستاذ يجيد أو ملم بفن المسرح فيؤلف ويخرج بمساعدة
الفرق المدرسية وفي بعض أقطار الوطن العربي يسجل المسرح المدرسي غياباً وكذلك مسرح
الطفل ينعم بسبات طويل أكد هذا الكاتب
المسرحي والناقد الدكتور (هيثم يحيى الخواجة) في حوار له في مجلة دراسات (تصدر عن
اتحاد كتاب الإمارات. فصلية العدد22 -23 لسنة 2008 م) قال فيها ((أجزم بأن دور
النقد ضعيف ولو استطاع النقد أن يواكب الإبداع لكان مسرح الطفل في بلادنا أكثر
تقدماً وازدهاراً.. إن ما يكتب من نقد على صفحات الجرائد والدوريات المتخصصة وغير
المتخصصة لايخرج إلا انطباعات .. فالنقد المسرحي لايمكن أن يكون دقيقاً وسديداً
إذا كانت منطلقاته تستند على الذائقة .. إنه إبداع آخر يستند إلى العلم والنظريات
التي أمضى أصحابها عمرهم حتى توصلوا إلى ما توصلوا إليه ...)) إذا ما يكتبه الكاتب
والمؤلف المسرحي من نصوص مسرحية أي أن كل نص مسرحي يمثل مرحلة زمنية أو مرحلة من
حياته على الرغم من أن اختلفنا أو اتفقنا على نص مسرحي معين بأنه الأجود والأفضل
والأحسن لكن يبقى الكاتب والمؤلف لهذا النص المسرحي يطمع إلى الأفضل والأجمل فقد
يغير النص المسرحي في طبعة ثانية وثالثة حسب نضوجه الفكري والأدبي واللغوي فكلما
اكتسب خبرة تأليفية واندمج بالإخراج والعرض والاطلاع على نصوص مسرحية لحضارات أخرى
زاد من طموحه للبحث والتجديد مادام المؤلف حياً سيكون رافداً معطاءً متجدداً
لقاموس لغته الإبداعي وبيت أفكاره وما علينا إلا أن نشارك في رفع العوازل والموانع
والعوائق التي تعترض طريق وصول النصوص المسرحية الجيدة وهؤلاء الكتاب الجيدون
المذهلون بأفكارهم وكتاباتهم والمخرجون المتميزون والممثلون الرائعون صانعوا الفرح
والبهجة للأطفال وعلينا وعلى الهيئات والجهات المسئولة اعتماد البعثات الدراسية
للكوادر التدريسية والمشاركة بالمهرجانات للعروض المسرحية ومشاركة الفرق المسرحية
في تقديم عروضها لدفع مسيرة الإبداع المسرحي عامة ومسرح الطفل خاصة بما في ذلك
المسرح المدرسي وتبادل الخبرات مع الفرق المسرحية في الدول العربية والحث على
العمل المشترك بين الفرق العربية في عرض مسرحي موحد هذا سوف يدعم مسرح الطفل إلى
الأمام بدعم مادي ومعنوي ليزين فضاء المسرح وخاصة مسرح الطفل العربي من المحيط إلى
الخليج بألوان رائعة لترسيخ التعاون والوحدة وخلق صورة في ذهن الطفل العربي أننا
كالعمود الفقري لايمكن لفقرة أن تنحرف من مكانها أو نستغنى عنها لأنها سوف تشل
حركة باقي الفقرات لأننا سوف نرى عرضاً مسرحياً متكاملا جميلاً مذهلاً يضم بين
كلماته روح الحب والعروبة والوحدة الوطنية والأخلاق والعادات التي نحملها
وتوارثناها من الأجداد... ففي النهاية يعد هذا الكتاب رغم أنني أختلف أو أتفق مع
البعض لكن هذا الكتاب يعد مرجعاً للباحثين والدارسين لتاريخ الأدب والنقد في الوطن
العربي فما أحوجنا إلى رصد وتسجيل وتوثيق وحفظ ذاكرة الأمة حتى لا تصبح الأمة بلا
ذاكرة. ولكي وحتى تأتي الاجيال القادمة لتجد أرضاً علمية ثقافية تسير عليها وإن
اختلفت معها فلابد من وجود أسس البناء الثقافي والحضاري, فإن أي بلد بلا ذاكرة
يعني الفناء فإذا أردت أن تعرف حضارة ومستقبل بلد اقرأ نصوص مؤلفيه المسرحية
وانتمائهم وهويتهم الوطنية وكل مؤلفيه من روائيين وقاصين لتعرف الحقيقة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق