Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الجمعة، 10 مارس 2023

كيفية تعامل السيد حافظ مع التراث في مسرحه للطفل بقلم د. علي خليفة

 كيفية تعامل السيد حافظ مع التراث في مسرحه للطفل

بقلم

د. علي خليفة




(1)

أكثر مسرحيات السيد حافظ للطفل مستوحاة من التراث، ولا غرابة في هذا، فأغلب مسرحيات الطفل في مصر والعالم كله مستوحاة من التراث؛ وذلك لما في التراث من حكايات وقصص يلعب فيها الخيال دورًا كبيرًا، ويقوم فيها السحرة والجان بأدوار مهمة بها، ويستمتع الأطفال كثيرًا بهذه القصص والحكايات الشعبية ذات الأجواء الخيالية المثيرة فيها.

ويضاف لهذا أن في القصص الشعبية القديمة شخصيات يحبها الأطفال ويتعلقون بها، ومجرد حضورها في أي مسرحية موجهة لهم يهيئ الأطفال للتفاعل معها، ومن هذه الشخصيات سندريلا وأميرة الثلج وجحا وأشعب.

(2)

وقد تنوعت المصادر التراثية التي اعتمد عليها السيد حافظ في مسرحه للطفل، ومنها قصص وحكايات ذات أصول شعبية عالمية، وقد رأينا السيد حافظ اعتمد على قصة «سندريلا» الشعبية العالمية - التي كان تشارلز بيرو أول من دون حكايتها - وكان ذلك في مسرحيتين له؛ هما مسرحية «سندريلا»، ومسرحية «سندريلا والأمير».



وكذلك استلهم السيد حافظ في مسرحيته «أحلام بابا نويل»شخصية 

بابا نويل ذات الأصول الغربية، ويقال: إنها مستوحاة من حياة القديس نيكولاس أسقف ميرا، والذي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي، وكان يقوم في الليل بتوزيع الهدايا على الفقراء، دون أن يعلموا الفاعل، وتصادف أنه مات في شهر ديسمبر.



وعلى الرغم من أن السيد حافظ قد استلهم بعض القصص والحكايات من التراث الإنساني العالمي في بعض مسرحياته للأطفال فإنه اعتمد في أكثر مسرحياته التي كتبها للطفل على مصادر من التراث العربي بوجه خاص.

وقد تنوعت المصادر التراثية العربية التي استلهم منها السيد حافظ مسرحياته للطفل، فنرى أنه استلهم بعض قصص كتاب «كليلة ودمنة» - الذي ألفه ابن المقفع في القرن الثاني للهجرة، ونسب تأليفه لحكيم هندي اسمه بيدبا؛ حتى يبعد عن نفسه توجيه أي اتهام بأنه ينقد من خلال قصص هذا الكتاب سياسة الخليفة أبي جعفر المنصور، وكان ابن المقفع قد نقد سياسته بشكل مباشر في رسالة الصحابة، وكان ذلك من دواعي أمر الخليفة المنصور بقتل ابن المقفع - وبدا استلهام السيد حافظ إحدى قصص كتاب «كليلة ودمنة» في مسرحية «سفروتة في الغابة»، ومن الملاحظ أن سمير عبد الباقي قد استلهم نفس هذه القصة من كتاب «كليلة ودمنة» في مسرحية «سبع في القفص»، أو «اعمل معروف يا قرد».



كذلك استلهم السيد حافظ قصة أخرى من قصص كتاب «كليلة ودمنة» 

في مسرحية «الوحش العجيب». وفي هاتين المسرحيتين اللتين استلهمهما السيد حافظ من كتاب «كليلة ودمنة» نرى رموزًا سياسية واضحة فيهما، وغالبًا 

لن يستطيع الأطفال فهم المقصود بالرموز فيهما، ولكنهم سيستمتعون بالأحداث بهما.



وكذلك استلهم السيد حافظ قصة أضافها أنطوان جالان لكتاب «ألف ليلة وليلة» حين ترجمه للفرنسية في القرن الثامن عشر، وهي قصة «علي بابا والأربعين حرامي»، ونرى توظيف السيد حافظ لها في مسرحية «علي بابا».



وأيضًا نرى من المصادر التراثية العربية التي استعان بها السيد حافظ في مسرحه للطفل السير الشعبية، كما نرى هذا في مسرحيتين له هما: مسرحية «عنترة» - التي استلهم فيها بعض أحداث من سيرة «عنترة بن شداد» - ومسرحية «أبو زيد الهلالي» - التي استوحى أحداثها من بعض أجزاء من «السيرة الهلالية» -.



وأيضًا نرى السيد حافظ استعان بالموروث الفكاهي ممثلًا في النادرة في مسرحية «أولاد جحا»، وفيها استلهم نادرة منسوبة لجحا التركي نصر الدين خوجة، واستلهم هذه النادرة أيضًا سمير عبد الباقي في مسرحيته للطفل «جحا وتيمورلنك»، كما استلهم هذه النادرة الكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس في مسرحية «الفيل يا ملك الزمان».

وفي هذه المسرحيات الثلاث التي استلهمت فيها هذه النادرة المنسوبة لجحا نرى رموزًا سياسية واضحة فيها.



وكذلك نرى السيد حافظ استلهم إحدى القصص الشعبية العربية المشهورة، وهي عن «عصفور وجرادة» في مسرحية «حمدان ومشمشة»، وفيها حذر من تصديق المنجمين والمشعوذين والتعامل معهم، وقد استلهم هذه الحكاية الشعبية أيضًا الكاتب مجدي مرعي في مسرحيته للطفل «عصفور وجرادة».

(3)

وقل ألا يكون هناك تصرف وتعديل من السيد حافظ حين تعامله مع أي موروث قصصي في مسرحه للطفل، ومن المسرحيات القليلة التي قل تصرف السيد حافظ مع الأصل القصصي الشعبي لها - مسرحية «سندريلا»، فقد حافظ فيها السيد حافظ على الخطوط الرئيسة لهذه القصة الشعبية العالمية، وأضاف لها شخصية أم الخير التي يُفهم من سياق المسرحية أنها ساحرة طيبة، وإن كان المؤلف لم يصرح بذلك في نص هذه المسرحية، وكذلك أضاف السيد حافظ لهذه المسرحية مما هو ليس موجودًا في الأصل الذي اعتمد عليه ثلاثة حيوانات؛ هي قط وأرنب وكلب، وكانت هذه الحيوانات الثلاثة تقوم بدور الراوي في هذه المسرحية، كما أنها كانت تشارك في بعض الأحداث فيها، ومن خلال وجود هذه الحيوانات الثلاثة بهذه المسرحية فإن المؤلف قد أضفى عليها فكاهة كثيرة، وحيوية كبيرة.

وإذا كنا قد رأينا قلة تصرف السيد حافظ في تعامله مع الموروث القصصي في مسرحية «سندريلا» فإننا نراه في مسرحيات أخرى يتصرف تصرفًا كبيرًا في ذلك الموروث، ويعدل فيه بما يراه مناسبًا لبناء مسرحياته التي كتبها للطفل.

ونعطي مثالًا واضحًا على التصرف الكبير من السيد حافظ مع المصادر التراثية التي يعتمد عليها في مسرحياته للطفل بمسرحية «سندريلا والأمير»، فقد حذف منها شخصية الساحرة، وجعل الأمير فيها لا يتعرف على سندريلا حين مجيئها لقصره لتخبره أنها الفتاة التي أعجب بها في الحفل الذي أقامه في قصره لاختيار فتاة تكون زوجة له؛ وذلك لأن الوزير قام بتزوير «فردة» الحذاء التي سقطت من قدم سندريلا عند فرارها من قصر الأمير حين دقت الساعة في ليلة ذلك الاحتفال الثانية عشرة مساء.

والحقيقة أن التعديلات الكثيرة التي خالف فيها السيد حافظ الخطوط الرئيسة لقصة «سندريلا» في مسرحية «سندريلا والأمير» أفقدت هذه المسرحية بعض مصداقيتها، وأضعفت أيضًا المتعة والإثارة فيها.



وأيضًا رأينا السيد حافظ قد تصرف تصرفًا كبيرًا في تناوله لقصة «علي بابا والأربعين حرامي» - التي ألحقها أنطوان جالان بكتاب «ألف ليلة وليلة» حين ترجمه للفرنسية - وبدت شخصية علي بابا مضطربة في هذه المسرحية، فهو كان طيبًا وداعيًا للثورة على ظلم التجار الأغنياء المستبدين- خاصة شيخ بندر التجار الذي اتضح أنه هو نفسه زعيم عصابة الأربعين حرامي - ثم رأينا علي بابا بعد ذلك يعود لسرقة مغارة عصابة الأربعين حرامي، ويُتَّهَمُ بالسرقة هو وزوجته مرجانة، وأعتقد أن الأطفال لن تعجبهم نهاية هذه المسرحية، فعلي بابا شخصية محببة لهم، ولن يرضوا بتلك النهاية التي تصوره لصًّا ومحتالًا، بعد أن كان يدعو للفضيلة والثورة على الظلم من قبل.

ومن صور تعامل السيد حافظ مع التراث أننا نراه يستعين بإحدى قصصه في مسرحية له، ولكنه لا يعطي لهذه القصة مساحة كبيرة فيها، كما نرى هذا في مسرحية «قميص السعادة»، فلا نرى لقصة «قميص السعادة» كبير أثر في أحداثها، سوى في محاولة الوزير الفاسد في هذه المسرحية إلهاء السلطان عن أمور السلطنة بإيهامه السلطان أن اكتئابه لن يزول عنه إلا بأن يلبس قميص أسعد سعيد في مملكته، ويدرك السلطان ومهرجه كذب هذه الخدعة، وينزلان للسوق، ويتعرفان على أحوال الشعب، ويقرر السلطان حين يعرف سوء أحوال شعبه عزل وزيره الفاسد وكل بطانته السيئة.



(4)

وهكذا رأينا كثرة المصادر التراثية التي استلهمها السيد حافظ في مسرحياته للطفل، كما رأينا تنوعها ما بين مصادر عالمية ومصادر عربية، وكذلك رأينا تنوع تعامله مع هذه المصادر التراثية في مسرحه للطفل، ورأينا أنه كان كثير التصرف في هذه المصادر التراثية في أكثر مسرحياته للطفل، وكان يبث من خلال هذه المسرحيات الموجهة للطفل والتي يستلهم فيها مصادر تراثية قيمًا تربوية وأخلاقية للطفل، كما كان يقدم من خلالها بعض المعارف التي يرى أنها مهمة للأطفال دون مباشرة، وأيضًا كان يبث من وراء بعض هذه المسرحيات بعض الرموز فيها.



*****

عزيزي الزائر أنت تتصفح الآن مدونة أعمال الكاتب/ السيد حافظ

*****

مدونة أعمال الكاتب السيد حافظ

مدونة شخصية , فنية وأدبية. تعرض أعمال الكاتب/ السيد حافظ المسرحية والروائية. وأهم الدراسات والمقالات والرسائل والأبحاث والكتب التي تناولت أعماله...





 السيد حافظ كاتب مسرحي وروائي, ومخرج مسرحي, وهو رائد المسرح التجريبي في المسرح المصري والعربي منذ أوائل السبعينيات, كما أنه عمل بالصحافة المصرية والعربية لسنوات طويلة.

برز الكاتب السيد حافظ منذ أوائل السبعينيات ككاتب ومخرج مسرحي تميز بأسلوبه التجريبي المتمرد على القوالب التقليدية في الكتابة المسرحية منذ صدور مسرحيته التجريبية الأولى "كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى" التي أثارت جدلا كبيرا حينها, وهي أول مسرحية صدرت من المسرح التجريبي عام 1970م عن دار "كتابات مناصرة" لصاحبها الناقد التشكيلي/ صبحي الشاروني. كما كان الكاتب السيد حافظ أول من أدخل المسرح التجريبي في العراق بمسرحية "الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء" حينما أخرجها المخرج/ وليم يلدا في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٧م, وبعده بعامين كانت المسرحية الثانية من تأليف/ السيد حافظ  "حكاية الفلاح عبد المطيع" حيث عرضت على يد دكتور/ سعدى يونس عام 1979م, وقدمت في المقاهي والساحات في العراق.

 

وقد توالت أعماله المسرحية التي بلغت حتى الآن أكثر من 200 مسرحية تراوحت  بين المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي والتاريخي والتراثي ومسرح الطفل, والمسرح الكوميدي, والمسرح النسوي أيضا.




Alsayed Hafez's

business blog

Blog of the works of the writer, Mr. Hafez

A personal, artistic and literary blog. It displays the theatrical and fictional works of the writer, Mr. Hafez. The most important studies, articles, letters, research and books that dealt with his work...

  Mr. Hafez is a playwright, novelist, and theater director. He has been a pioneer of experimental theater in Egyptian and Arab theater since the early seventies. He has also worked in the Egyptian and Arab press for many years.

The writer, Mr. Hafez, has emerged since the early seventies as a writer and theater director, distinguished by his experimental style that rebels against traditional templates in theatrical writing since the publication of his first experimental play, “The Pride of Banality in the Land of Meaninglessness,” which sparked great controversy at the time. He was also the first to introduce experimental theater in Iraq with a play “The Mute Drums in the Blue Valleys” was directed by director William Yalda at the Institute of Dramatic Arts in 1977 AD, and two years later the second play was written by Mr. Hafez “The Story of the Peasant Abdul Muti’”, which was presented by Dr. Saadi Younis in 1979 AD, and presented in cafes. And squares in Iraq.

 

His theatrical works have so far amounted to more than 150 plays, ranging from experimental theatre, classical, historical and heritage theatre, children’s theatre, comedy theatre, and feminist theatre as well.





-    السيد حافظ من مواليد محافظة الإسكندرية جمهورية مصر العربية 1948

-    خريج جامعة الإسكندرية قسم فلسفة واجتماع عام 1976/ كلية التربية.

-    أخصائي مسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية من 1974/1976.

-    حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970.

-    مدير تحرير مجلة (الشاشة) (دبي مؤسسة الصدي 2006– 2007).

-    مدير تحرير مجلة (المغامر) (دبي مؤسسة الصدي 2006 – 2007).

-    مستشار إعلامي دبي مؤسسة الصدى (2006 – 2007).

-    مدير مكتب مجلة أفكار بالقاهرة (الكويت).

-    مدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) لمدة خمسة سنوات.

-  حصل على جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980.

-     حصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر 2015

- تم تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2019.

 كتب عنه أكثر من 52 رسالة جامعية بين مشروع تخرج أو ماجستير أو دكتوراة

 


توظيف شخصية جحا في مسرح الطفل بقلم د. علي خليفة

 

توظيف شخصية جحا في مسرح الطفل

بقلم

د. علي خليفة






(1)

جحا شخصية محببة للكبار والصغار، ويستمتع الجميع بذكر نوادره وأخباره الطريفة، ولا عجب لهذا أن يتم استلهام شخصيته ونوادره في بعض المسرحيات الموجهة للكبار، وأيضًا في بعض المسرحيات الموجهة للصغار.

ومما يلفت النظر في كثير من النوادر المنسوبة لجحا أن نرى فيها شخصًا ساذجًا، وتكون الفكاهة في تلك النوادر في الضحك من سذاجة ذلك الشخص، وأحيانًا يقوم جحا بدور الساذج في بعض هذه النوادر، كما نرى هذا في كثير من النوادر المنسوبة لجحا العربي أبي الغصن، والتي وردت في مصادر قديمة؛ مثل: كتاب «نثر الدر» للآبي، وكتاب «أخبار الحمقى والمغفلين» لابن الجوزي، وفي نوادر أخرى نرى جحا يقوم بالسخرية من أشخاص آخرين موصوفين بالسذاجة، 

كما نرى هذا فيما ينسب لجحا الرومي نصر الدين خوجة في النوادر التي تجمعه بتيمورلنك، ويسخر منه فيها؛ لاجتياحه بجنوده كثيرًا من بلاد العالم الإسلامي ونشرهم الدمار والخراب فيها.

(2)

ونرى أن المسرحيات التي كُتبت للأطفال وتم فيها استلهام شخصية جحا ونوادره كثيرة جدًّا مقارنة بالمسرحيات الموجهة للكبار، واستلهم فيها شخصية جحا، وسنكتفي هنا بذكر المسرحيات التي استلهم فيها شخصية جحا ونوادره، وكانت موجهة للصغار.


(3)

وقد كان عبد التواب يوسف - وهو أحد أهم رواد أدب الطفل في العالم العربي - من أوائل الكتاب العرب الذين استلهموا شخصية جحا وبعض نوادره في بعض مسرحياته، وقد جرى العرف على أن يطلق على هذه المسرحيات المسرحيات الجحوية، وهي سبع مسرحيات، وعناوينها هي: مسرحية «جحا وأشجار الأرانب»، ومسرحية «جحا الميت الحي»، ومسرحية «جحا صانع الحمير»، ومسرحية «جحا والقدرة المتكلمة»، ومسرحية «جحا والحذاء الهارب»، ومسرحية «جحا وأمطار النقود»، ومسرحية «جحا يطعم ثيابه».

ومن أهم الخصائص الفنية لهذه المسرحيات الجحوية لعبد التواب يوسف ما نراه فيها من أجواء عربية في المناظر والمباني، وقِصَر أكثرها، فأكثرها من فصل واحد، وكذلك تتميز بجودة بنائها، ورشاقة حوارها، وتنوع عناصر الفكاهة فيها، وربما كان العيب الوحيد الذي يؤخذ عليها أننا نرى جحا يبدو في بعضها محتالًا ويوفق في احتياله، ولا يعاقب على ذلك، كما نرى هذا في مسرحية «جحا الميت الحي»، ومسرحية «جحا والقدرة المتكلمة»، ففي المسرحية الأولى؛ «جحا الميت الحي» يتمكن جحا من خداع السلطان، كما تتمكن زوجة جحا من خداع زوجة السلطان، ويكتشف السلطان وزوجته خداعهما في نهاية المسرحية، ولا يغضبان منهما؛ لأنهما رأيا أن ما قاما به قد زاد في ضحكهما، وفي المسرحية الثانية؛ «جحا والقدرة المتكلمة» نرى جحا فيها يحتال على جار بخيل له، ويحصل منه بسعة حيلته واحتياله على قدر كبيرة منه.

ولا شك أن جحا شخصية محببة للأطفال، وقد يقلدونه في احتياله، خاصة أنه لم يعاقب على قيامه بذلك الاحتيال في بعض هذه المسرحيات، وفي ذلك رسالة تربوية سلبية توجهها بعض هذه المسرحيات الجحوية للكاتب الكبير عبد التواب يوسف، ولا شك أنه لم يتعمد ذلك.

وأغلب مسرحيات عبد التواب يوسف الجحوية مستوحاة من نوادر منسوبة لجحا، وتظهر ذكاءه وظرفه، ولكن هناك مسرحية بين هذه المسرحيات استوحاها عبد التواب يوسف من نادرة منسوبة لأبي دُلامة مضحك الخلفاء العباسيين الأوائل: السفاح والمنصور والمهدي، وهذه المسرحية هي مسرحية «جحا الميت الحي».

وأيضًا من سمات مسرحيات عبد التواب يوسف الجحوية أننا نرى حمارة جحا ظريفة تشاركه في بعضها، ويكون لها دور فاعل بها، ومن الطريف أن نرى جحا يعاملها على أنها شخص عاقل، كما نرى هذا في مسرحية «جحا والحذاء الهارب»، ومسرحية «جحا صانع الحمير».

(4)

وقد كتب سمير عبد الباقي إحدى وعشرين مسرحية للأطفال، ونراه قد استلهم بعض نوادر لجحا في مسرحيتين منها؛ هما مسرحية «بركات الحكيم»، ومسرحية «جحا وتيمورلنك»، ونرى بركات يصف نفسه بالحكمة في مسرحية «بركات الحكيم»؛ لكونه بخيلًا يستطيع أن يحتال على غيره، ولكننا نرى احتياله ينقلب عليه في النهاية، فقد استطاع الخادم الذي يعمل عنده أن يتفوق عليه في الخداع، وكذلك خدع ابنُ جحا والدَهُ جحا، بأكله كل ما في رأس الخروف المشوي الذي طلب إليه أبوه شراءه، وادعى لأبيه أنه كان أصم وأخرس وأعمى، وفيه عيوب كثيرة، وأن صاحبه باعه بالبراءة من كل عيب حتى لا يرد له، كما جاء ذلك في إحدى نوادر جحا، وفي هذه المسرحية مواقف كثيرة أخرى مستوحاة من نوادر منسوبة لجحا.

وكتب سمير عبد الباقي مسرحية أخرى وَظَّفَ فيها بعض النوادر المنسوبة لجحا، هي مسرحية «جحا وتيمورلنك»، وقد بنى المؤلف هذه المسرحية على نادرة مشهورة منسوبة لجحا الرومي، وتحكي عن أن تيمورلنك قد جعل فيلًا له يعيث فسادًا في إحدى البلاد التي احتلها مع جنده، وقد أراد أهل هذا البلد أن يشتكوا لتيمورلنك من هذا الفيل، واتفق جماعة منهم على أن يذهبوا لتيمورلنك مع جحا، وأن يتكلموا جميعهم بخصوص هذا الأمر، وعندما واجه جحا ومن معه من أهل هذا البلد تيمورلنك تراجعوا عن شكوى ذلك الفيل أمام تيمورلنك خوفًا منه، 

فما كان من جحا إلا أن غير كلامه هو أيضًا، وأثنى على ذلك الفيل.

ونرى في مسرحية «جحا وتيمورلنك» تأثر المؤلف بنوادر أخرى منسوبة لجحا، وبدا جحا في هذه المسرحية ذكيًّا، ولكنه كان أيضًا جبانًا، وأراد أن يفر 

من بلده حين احتله تيمورلنك وجنوده، ولكن بعض الأطفال من عصرنا كانوا 

قد وصلوا لذلك العصر، وحثوا جحا على الثبات أمام تيمورلنك، ووافقهم، 

وتم النصر له على علماء تيمورلنك حين ناظرهم.

(5)

ونرى الشاعر والكاتب الكبير أحمد سويلم يوظف شخصية جحا في ثلاث مسرحيات له، وأول هذه المسرحيات هي مسرحية «حكايات وأغاني كامل كيلاني»، وفي هذه المسرحية يحكي أحمد سويلم ويعرض ثلاث حكايات لكامل كيلاني وبعض أشعار له، ومن هذه الحكايات الثلاث التي عرضها في هذه المسرحية حكاية «جحا وجاره البخيل».

وكتب أحمد سويلم بعد ذلك مسرحية شعرية للأطفال فيها أحداث هذه الحكاية التي هي مستوحاة من نادرة منسوبة لجحا، وفيها يستطيع جحا أن يردع شخصًا بخيلًا وكثير التصنّت على جيرانه، ويوقفه عن صفاته السيئة.

وكتب أيضًا أحمد سويلم مسرحية شعرية أخرى عن جحا؛ هي مسرحية «القاضي جحا»، وقد استلهم أحمد سويلم هذه المسرحية من نادرة منسوبة لجحا، ويستطيع جحا بذكائه في هذه المسرحية أن يُظْهِرَ حق حطاب أراد شخص محتال مدعٍ أن يشاركه فيما حصل عليه من نقود في يوم رَآه وهو يقطع بعض فروع الأشجار، وشجعه على ذلك، فحكم له جحا بأن يسمع رنين النقود التي حصل عليها ذلك الحطاب في ذلك اليوم، وكافأ الحاكم جحا على ذكائه في أحكامه بأن جعله قاضي البلاد بعد أن كان مجرد قاضي الظل، وتنحصر مهمته في الحكم على القضايا التي يعجز عن حلها غيره من أولي الأمر.

ومسرحيات أحمد سويلم التي نرى فيها شخصية جحا تبدو بسيطة في بنائها؛ مما يسهل على الأطفال فهمها والتواصل معها، وتمثيلها، ولكن يؤخذ على هذه المسرحيات أنها تفتقد إلى روح الفكاهة، وذلك على الرغم من أن بطلها هو جحا المشهور بالظرف والفكاهة.

(6)

وقد استلهم الكاتب الكبير السيد حافظ بعض نوادر جحا في مسرحية «أولاد جحا»، والحقيقة أن هذه المسرحية من الأنسب أن تقدم للكبار وليس للأطفال، ويبدو هذا بوضوح من خلال النظر لأحداثها وشخصياتها.

وقد أقام السيد حافظ هذه المسرحية على النادرة التي سبق أن عرضناها لجحا الرومي، وبنى عليها سمير عبد الباقي مسرحية «جحا وتيمورلنك»، كما أن سعد الله ونوس قد استلهمها في مسرحية كتبها للكبار، وهي مسرحية «الفيل 

يا ملك الزمان».

وخلال أحداث مسرحية «أولاد جحا» نرى المؤلف يستلهم في مواقف منها نوادر أخرى منسوبة لجحا، كما فعل سمير عبد الباقي ذلك في مسرحية «جحا وتيمورلنك».

ولا يظهر جحا في مسرحية «أولاد جحا»، ولكن يقوم ابنه وبنته بالبطولة فيها، ويقاومان مع أبناء وطنهم تيمورلنك، وجنوده المعتدين، وينتصرون عليهم 

في النهاية.

ويعاب على هذه المسرحية أننا نرى جحا يظهر فيها - من خلال الكلام 

عنه - متواطئًا مع تيمورلنك، وأنه ذهب لبلاد الهند لإحضار أفيال أخرى؛ لتنتشر في بلده وبلاد أخرى؛ لتؤذي أهلها، ولا ينفي المؤلف تلك التهمة عن جحا 

في المسرحية.



(7)

ونرى في مسرحية «ابن جحا تلميذًا» لمحجوب موسى جحا يتحاور مع ابنه، ويعاتب ابن جحا والده؛ لأنه اعتزل الناس في بيته، ورفض مواصلة نصحهم وتقديم حِكَمِهِ لهم؛ لأنهم - في رأيه - قد اشتطوا في غيهم، ولم يعد أي نصح ينفع معهم، ويحاول ابن جحا أن يقوم بمهمة والده في نصح الناس من أهل عصرنا وتوجيههم، ولكنه يفاجأ بصدودهم عنه وفساد الذوق لدى كثير منهم، فيقرر أن يسلك سلوك والده في اعتزال الناس، وعدم الاختلاط بهم، وترك نصحهم وتوجيههم.

وجحا في هذه المسرحية يبدو حكيمًا وفيلسوفًا، ويفتقد روح الفكاهة، وابنه كذلك، وقد يئسا سريعًا من إصلاح بعض الأوضاع المعوجة في عصرنا، وانسحبا إلى التاريخ من جديد.

ولا نتفق مع الشاعر محجوب موسى في تلك النبرة التشاؤمية التي نراها في هذه المسرحية، وفي رأيي أننا لا بد أن نزرع الأمل والبسمة لأطفالنا فيما نقدمه من إبداع لهم؛ ليشعروا بجمال الحياة، وليستمتعوا بطفولتهم، ولا بأس من أن نعرفهم بالعيوب التي في المجتمع الذي يعيشون فيه، ونطلب إليهم أن يشاركوا في إيجاد حلول لها، دون أن نبث اليأس فيهم من إصلاح أي خلل موجود في ذلك المجتمع.

(8)

وكذلك نرى الكاتب مجدي مرعي يستلهم بعض نوادر جحا في مسرحية «جمهورية جحا» التي كتبها للأطفال، من أجل عرض بعض قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، ونرى جحا في هذه المسرحية قد تجسد من خلال أحد أحفاده، وهو مثل جده جحا يتصف بالذكاء والظرف، والسخرية الشديدة، وتتم محاكمة جحا في هذه المسرحية بتهمة غامضة، ويبرئ نفسه منها، ويكسب حب السلطان له من جديد، ويعجب بفتاة رآها في المحكمة، وكانت تشبه فتاة رآها في حلم حلمه في تلك المحكمة عن جزيرة اجتمع فيها بعض الناس من ذوي الاحتياجات الخاصة فارين من المجتمع الذي لا يقدر مواهبهم، وينظر فقط لما فيهم من بعض الأمراض والعيوب الخلقية.

وهذه نظرة سريعة على بعض المسرحيات التي كتبها بعض الكتاب المصريين واستلهموا فيها شخصية جحا في بعض مسرحياتهم التي كتبوها للطفل.


*****

*****

عزيزي الزائر أنت تتصفح الآن مدونة أعمال الكاتب/ السيد حافظ

*****

مدونة أعمال الكاتب السيد حافظ

مدونة شخصية , فنية وأدبية. تعرض أعمال الكاتب/ السيد حافظ المسرحية والروائية. وأهم الدراسات والمقالات والرسائل والأبحاث والكتب التي تناولت أعماله...





 السيد حافظ كاتب مسرحي وروائي, ومخرج مسرحي, وهو رائد المسرح التجريبي في المسرح المصري والعربي منذ أوائل السبعينيات, كما أنه عمل بالصحافة المصرية والعربية لسنوات طويلة.

برز الكاتب السيد حافظ منذ أوائل السبعينيات ككاتب ومخرج مسرحي تميز بأسلوبه التجريبي المتمرد على القوالب التقليدية في الكتابة المسرحية منذ صدور مسرحيته التجريبية الأولى "كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى" التي أثارت جدلا كبيرا حينها, وهي أول مسرحية صدرت من المسرح التجريبي عام 1970م عن دار "كتابات مناصرة" لصاحبها الناقد التشكيلي/ صبحي الشاروني. كما كان الكاتب السيد حافظ أول من أدخل المسرح التجريبي في العراق بمسرحية "الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء" حينما أخرجها المخرج/ وليم يلدا في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٧م, وبعده بعامين كانت المسرحية الثانية من تأليف/ السيد حافظ  "حكاية الفلاح عبد المطيع" حيث عرضت على يد دكتور/ سعدى يونس عام 1979م, وقدمت في المقاهي والساحات في العراق.

 

وقد توالت أعماله المسرحية التي بلغت حتى الآن أكثر من 200 مسرحية تراوحت  بين المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي والتاريخي والتراثي ومسرح الطفل, والمسرح الكوميدي, والمسرح النسوي أيضا.




Alsayed Hafez's

business blog

Blog of the works of the writer, Mr. Hafez

A personal, artistic and literary blog. It displays the theatrical and fictional works of the writer, Mr. Hafez. The most important studies, articles, letters, research and books that dealt with his work...

  Mr. Hafez is a playwright, novelist, and theater director. He has been a pioneer of experimental theater in Egyptian and Arab theater since the early seventies. He has also worked in the Egyptian and Arab press for many years.

The writer, Mr. Hafez, has emerged since the early seventies as a writer and theater director, distinguished by his experimental style that rebels against traditional templates in theatrical writing since the publication of his first experimental play, “The Pride of Banality in the Land of Meaninglessness,” which sparked great controversy at the time. He was also the first to introduce experimental theater in Iraq with a play “The Mute Drums in the Blue Valleys” was directed by director William Yalda at the Institute of Dramatic Arts in 1977 AD, and two years later the second play was written by Mr. Hafez “The Story of the Peasant Abdul Muti’”, which was presented by Dr. Saadi Younis in 1979 AD, and presented in cafes. And squares in Iraq.

 

His theatrical works have so far amounted to more than 150 plays, ranging from experimental theatre, classical, historical and heritage theatre, children’s theatre, comedy theatre, and feminist theatre as well.





-    السيد حافظ من مواليد محافظة الإسكندرية جمهورية مصر العربية 1948

-    خريج جامعة الإسكندرية قسم فلسفة واجتماع عام 1976/ كلية التربية.

-    أخصائي مسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية من 1974/1976.

-    حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970.

-    مدير تحرير مجلة (الشاشة) (دبي مؤسسة الصدي 2006– 2007).

-    مدير تحرير مجلة (المغامر) (دبي مؤسسة الصدي 2006 – 2007).

-    مستشار إعلامي دبي مؤسسة الصدى (2006 – 2007).

-    مدير مكتب مجلة أفكار بالقاهرة (الكويت).

-    مدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) لمدة خمسة سنوات.

-  حصل على جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980.

-     حصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر 2015

- تم تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2019.

 كتب عنه أكثر من 52 رسالة جامعية بين مشروع تخرج أو ماجستير أو دكتوراة

 


عناصر الكوميديا في مسرح السيد حافظ للطفل بقلم د. علي خليفة

 

عناصر الكوميديا في مسرح السيد حافظ للطفل

بقلم

د. علي خليفة




أعتقد أن الكوميديا شيء مهم ومطلوب في مسرح الطفل، وقد أدرك كاتبنا الكبير السيد حافظ هذا الأمر، فرأينا أكثر مسرحياته التي كتبها للطفل تغلفها الكوميديا وتنتشر فيها.

ونرى تنوعا واضحا في عناصر الكوميديا في مسرحيات السيد حافظ للطفل، ففيها الأنماط الكوميدية، والمواقف الطريفة، والمفارقات المثيرة للفكاهة، كما نرى فيها توظيف عناصر كوميدية أخرى، كالتنكر، والتكرار، وقلب المواقف، واستخدام الحوارات القصيرة الرشيقة التي تتضمن الفكاهة في داخلها.

وقد مزج السيد حافظ هذه العناصر الكوميدية في كثير من مسرحياته للطفل، فبدت متضافرة فيها، ولكننا هنا سنحاول أن نعرض كيفية توظيف السيد حافظ لكل عنصر من عناصر الكوميديا في مسرحه للطفل، وسنشير خلال ذلك أيضا لمزجه بين بعض هذه العناصر في بعض المواقف بها؛ مما جعلها تفيض بالكوميديا التي تؤدي لضحك القارئ والمشاهد لها.

أولا: الأنماط الكوميدية

وتعد الإنماط الكوميدية من أهم عناصر الكوميديا بشكل عام، وفي مسرح الطفل بشكل خاص، ويضحك الطفل كثيرا من هذه الأنماط الكوميدية التي لديها تطرف في بعض سلوكياتها، كالشخص النهم للطعام، والشخص الساذج، والشخص البخيل، وغير ذلك من الأنماط الكوميدية.

ونرى السيد حافظ قد عرض في مسرحياته للطفل كثيرا من الأنماط الكوميدية التي تثير الضحك، خاصة بوضعها في مواقف يظهر فيها الرسم الكاريكاتوري الذي رسمها به السيد حافظ في مسرحياته للطفل.

ومن الأنماط الكوميدية التي صورها السيد حافظ في مسرحه للطفل نمط المهرج، ونرى هذا النمط الظريف في مسرحيتين للسيد حافظ للطفل، والمسرحية الأولى هي مسرحية قميص السعادة - وتعد هذه المسرحية من أكثر مسرحيات السيد حافظ فكاهة؛ وذلك لتوافر كثير من عناصر الكوميديا فيها، وتناضرها فيها - وفي هذه المسرحية نرى المهرج دندش الذي تتوافر فيه كل صفات المهرج، فهو خفيف الظل، ويجيد التقليد، والتنكر، وعمل الحركات المضحكة، كما أنه يحسّن قول التعليقات التي تثير الضحك، وهو يظهر في هذه المسرحية صديقا للسلطان، وينبهه للمخاطر التي تتعرض لها سلطنته بسبب وزيره الفاسد، وبعض بطانته الفاسدة.



والمسرحية الثانية التي نرى فيها نمط المهرج الظريف هي مسرحية سندريلا والأمير، والمهرج فيها صورة مكررة من شخصية المهرج في مسرحية قميص السعادة، فهو فيها شخص ظريف، ومقرب من الأمير، ويرشده هو أيضا لفساد وزيره والمؤامرة التي قام بها لتغيير حذاء سندريلا بحذاء ابنة هذا الوزير حتى يتزوجها الأمير، ولكن يؤخذ على هذا المهرج أنه أقرب للحكيم منه للمهرج؛ ولهذا لم يكن مثيرا للضحك بشكل كبير في هذه المسرحية.

وأيضا نرى الشخص الكسول من الأنماط الكوميدية التي عرضها السيد حافظ في مسرحه للطفل، وقد عرض السيد حافظ هذا النمط الكوميدي في مسرحية سندريلا، ورأينا هذا النمط في ابنتي زوجة والد سندريلا، وهما تثيران الضحك بشدة كسلهما، وكانت أمهما تغذي عندهما هذا الكسل؛ حتى تنعما بالراحة، في حين كانت تكلف سندريلا بأعمال كثيرة، وتكون المفارقة في نهاية المسرحية بأن سندريلا - التي تعودت على كثرة العمل والخدمة في بيت والدها بأوامر من زوجة أبيها لها - هي التي تظفر بالأمير والمكانة الكبيرة، وليس أي واحدة من هاتين الفتاتين الكسولتين.



ومن أكثر الأنماط الكوميدية التي تثير الضحك في مسرح السيد حافظ للطفل شخصية الشخص الشديد النهم للأكل الذي عرضه في مسرحية قميص السعادة، ومن الطريف أننا نرى هذا الشخص شديد الضعف أمام الطعام، وغالبا ما يرى والطعام في يده أو في فمه أو فيهما معا، ويزيد الأمر طرافة أننا نراه يهمل في عمله كمسئول عن الشرطة في مملكة السلطان بسبب انشغاله الكبير بالطعام في كل حين.

وقد عرض لنا السيد حافظا في مسرحية قميص السعادة نمطا كوميديا آخر، هو مدعي الطب، ونرى في هذه المسرحية الطبيب شعبان شخصا يقوم بوظيفة الطبيب، ولكنه يكاد لا يعلم شيئا عن مهنته، ويمارسها بشكل يظهر جهله الشديد بها؛ مما يثير الضحك منه ومن تصرفاته التي تدل على أنه مدع للطب، وأغلب الظن أن السيد حافظ قد تأثر في رسمه لهذا النمط المضحك بكثير من مدعي الطب الذين عرضهم موليير في بعض مسرحياته، كمسرحية الطبيب رغم أنفه، ومسرحية الحب أحسن طبيب، ومسرحية مريض الوهم.

وكذلك من الأنماط الكوميدية التي عرضها السيد حافظ في مسرحه للطفل شخصية المشعوذ الذي يدعي معرفة السحر، وقد جسد هذا النمط حمدان في مسرحية حمدان ومشمشة، وقد استغل حمدان ذكاءه في هذه المسرحية في ادعائه أنه ساحر، وساعدته بعض الظروف في أن يشتهر بهذا الأمر، ولكن الوالي في هذه المسرحية كشف ادعاءه لهذا الأمر، وتاب حمدان عن هذا العمل في نهاية هذه المسرحية.

وكذلك نرى في مسرحية حمدان ومشمشة نمطا شديد الظرف، هو يعقوب الأعرج، وقد كان في بداية الأمر لصا، ولكنه صار تابعا لحمدان المشعوذ، وقد بدا هذا الشخص شديد الظرف خلال عمله لصا، وبعد ذلك خلال عمله تابعا لحمدان المشعوذ. 



ومن الأنماط الكوميدية المشهورة الشخص الساذج الذي يتصرف بحماقة تثير الضحك في بعض المواقف، ونرى مشمشة زوجة حمدان - في مسرحية حمدان ومشمشة - تجسد هذا النمط الطربف، فهي تتصرف في كثير من المواقف بهذه المسرحية بسذاجة كبيرة تثير الضحك.

وأيضا من الأنماط الكوميدية الطفل الظريف شديد الذكاء وواسع الحيلة، وقد عرض السيد حافظ هذا النمط في مسرحية فستق وبندق، وفي هذه المسرحية رأينا هذين الأخوين شديدي الذكاء، وواسعا الحيلة، وهما في الوقت نفسه خفيفا الظل، ويقومان في هذه المسرحية بعمل بعض المقالب الظريفة خاصة مع الخادمة نبوية.



ثانيا: المواقف الكوميدية 

وتكثر في مسرحيات السيد حافظ للطفل المواقف الكوميدية المرسومة بإتقان، كالموقف الذي نراه في مسرحية قميص السعادة، وفيه يظن الوزير أن المهرج  دندش - وهو متنكر في ملابس أمرأة - أنه ابنته، ويتعامل معه بعض الوقت على هذا الأساس، ويستغرب من صوته الغليظ، ولاشك أن الأطفال سضحكون كثيرا من هذه المواقف التي تقوم على سوء الفهم.

ثالثا: التنكر 

وقد ذكر برجسون في كتاب الضحك أن الشخص المتنكر يثير الضحك، وأن الشخص الذي يظن أنه متنكر يثير الضحك أيضا.

وفي مسرحية قميص السعادة يتنكر السلطان ومهرجه دندش في هيئة صيادين، ويذهبان إلى سوق المدينة ، ويتعرفان على أحوال الناس وهما في هذا التنكر، ويكتشفان كثيرا من المظالم التي يشكو منها الناس في هذا البلد، ويعرفان أن سببها الوزير ومساعدوه الفاسدون.

وأيضا يتنكر الأمير مع مهرجه في مسرحية سندريلا والأمير، ويتجولان في البلاد؛ ليتعرفا على أحوال الناس فيها، والمهرج في هاتين المسرحيتين يثير الضحك بتصرفاته وأقواله خلال تنكره.

رابعا: قلب الأدوار

وقد ذكر برجسون في كتاب الضحك أن قلب الأدوار هو أحد مثيرات الضحك في الكوميديا، ونرى موقفا يتم فيه قلب الأدوار في مسرحية قميص السعادة حين تلبس الأميرة ست الحسن ملابس خادمتها، وتلبس خادمتها ملابسها، وتذهبان للسوق وهما في هذه الهيئة، وتثير الخادمة الضحك وهي في تلك الهيئة الغريبة عليها، لا سيما حين تأمر الأميرة وتنهاها أمام الناس.

خامسا: التكرار

أعتقد أن التكرار من أكثر وسائل الكوميديا التي تضحك الأطفال، خاصة حين يأتي هذا التكرار من شخصيات ظريفة، وفي مواقف تستدعي هذا التكرار.

ونرى في مسرحية قميص السعادة ثلاثة حراس يكررون كلمات معينة بعد كل حديث لرئيس الشرطة لهم، وتكرارهم لهذه الكلمات في هذه المواقف يثير الضحك كثيرا في هذه المسرحية.

سادسا: الحوارات الظريغة 

ويتميز حوار السيد حافظ في مسرحه للطفل بالقصر والرشاقة والحيوية والظرف، وكثيرا ما يكون هذا الحوار من أهم عناصر الكوميديا في كثير من مسرحياته للطفل، كحوار يعقوب الأعرج في مسرحية حمدان ومشمسة مع إحدى وصيفات الأمير التي كان شديد الإعجاب بها، وغزل هذا الشخص شديد الظرف، ويضحك هذه الوصيفة، وكذلك يضحك الجمهور المشاهد لهذه المسرحية، وبسبب هذا العزل الظريف من ذلك الشخص لهذه الوصيفة فإنها انجذبت له رغم قبحه. 

   وهذه هي عناصر الكوميديا التي وظفها السيد حافظ في مسرحه للطفل، وظهرت منسجمة ومتضافرة في كثير من مسرحياته للطفل؛ مما زاد جرعة الكوميديا فيها، خاصة المسرحيات التي اهتم السيد حافظ بأن تسودها الكوميديا في كل مواقفها وأحداثها، كمسرحية قميص السعادة، ومسرحية حمدان ومشمشة.



*****

عزيزي الزائر أنت تتصفح الآن مدونة أعمال الكاتب/ السيد حافظ

*****

مدونة أعمال الكاتب السيد حافظ

مدونة شخصية , فنية وأدبية. تعرض أعمال الكاتب/ السيد حافظ المسرحية والروائية. وأهم الدراسات والمقالات والرسائل والأبحاث والكتب التي تناولت أعماله...





 السيد حافظ كاتب مسرحي وروائي, ومخرج مسرحي, وهو رائد المسرح التجريبي في المسرح المصري والعربي منذ أوائل السبعينيات, كما أنه عمل بالصحافة المصرية والعربية لسنوات طويلة.

برز الكاتب السيد حافظ منذ أوائل السبعينيات ككاتب ومخرج مسرحي تميز بأسلوبه التجريبي المتمرد على القوالب التقليدية في الكتابة المسرحية منذ صدور مسرحيته التجريبية الأولى "كبرياء التفاهة في بلاد اللا معنى" التي أثارت جدلا كبيرا حينها, وهي أول مسرحية صدرت من المسرح التجريبي عام 1970م عن دار "كتابات مناصرة" لصاحبها الناقد التشكيلي/ صبحي الشاروني. كما كان الكاتب السيد حافظ أول من أدخل المسرح التجريبي في العراق بمسرحية "الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء" حينما أخرجها المخرج/ وليم يلدا في معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٧م, وبعده بعامين كانت المسرحية الثانية من تأليف/ السيد حافظ  "حكاية الفلاح عبد المطيع" حيث عرضت على يد دكتور/ سعدى يونس عام 1979م, وقدمت في المقاهي والساحات في العراق.

 

وقد توالت أعماله المسرحية التي بلغت حتى الآن أكثر من 200 مسرحية تراوحت  بين المسرح التجريبي والمسرح الكلاسيكي والتاريخي والتراثي ومسرح الطفل, والمسرح الكوميدي, والمسرح النسوي أيضا.




Alsayed Hafez's

business blog

Blog of the works of the writer, Mr. Hafez

A personal, artistic and literary blog. It displays the theatrical and fictional works of the writer, Mr. Hafez. The most important studies, articles, letters, research and books that dealt with his work...

  Mr. Hafez is a playwright, novelist, and theater director. He has been a pioneer of experimental theater in Egyptian and Arab theater since the early seventies. He has also worked in the Egyptian and Arab press for many years.

The writer, Mr. Hafez, has emerged since the early seventies as a writer and theater director, distinguished by his experimental style that rebels against traditional templates in theatrical writing since the publication of his first experimental play, “The Pride of Banality in the Land of Meaninglessness,” which sparked great controversy at the time. He was also the first to introduce experimental theater in Iraq with a play “The Mute Drums in the Blue Valleys” was directed by director William Yalda at the Institute of Dramatic Arts in 1977 AD, and two years later the second play was written by Mr. Hafez “The Story of the Peasant Abdul Muti’”, which was presented by Dr. Saadi Younis in 1979 AD, and presented in cafes. And squares in Iraq.

 

His theatrical works have so far amounted to more than 150 plays, ranging from experimental theatre, classical, historical and heritage theatre, children’s theatre, comedy theatre, and feminist theatre as well.





-    السيد حافظ من مواليد محافظة الإسكندرية جمهورية مصر العربية 1948

-    خريج جامعة الإسكندرية قسم فلسفة واجتماع عام 1976/ كلية التربية.

-    أخصائي مسرح بالثقافة الجماهيرية بالإسكندرية من 1974/1976.

-    حاصل على الجائزة الأولى في التأليف المسرحي بمصر عام 1970.

-    مدير تحرير مجلة (الشاشة) (دبي مؤسسة الصدي 2006– 2007).

-    مدير تحرير مجلة (المغامر) (دبي مؤسسة الصدي 2006 – 2007).

-    مستشار إعلامي دبي مؤسسة الصدى (2006 – 2007).

-    مدير مكتب مجلة أفكار بالقاهرة (الكويت).

-    مدير مركز الوطن العربي للنشر والإعلام (رؤيا) لمدة خمسة سنوات.

-  حصل على جائزة أحسن مؤلف لعمل مسرحي موجه للأطفال في الكويت عن مسرحية سندريلا عام1980.

-     حصل على جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر 2015

- تم تكريمه بالمهرجان القومي للمسرح المصري عام 2019.

 كتب عنه أكثر من 52 رسالة جامعية بين مشروع تخرج أو ماجستير أو دكتوراة

 


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More