Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024

اللغة الشعرية في رواية كابتشينو- وردة عطابي- إشراق عماري- 110

 سلسلة دراسات وبحوث في مسرح وروايات السيد حافظ

 (110)

اللغة الشعرية في رواية كابتشينو

للسيد حافظ



إعداد

وردة عطابى-      إشراق عماري

أ.د أحمد أمين بوضياف.. رئيسًا 

 د. مفتاح خلوف.. مشرفًا 

 د. عمر عليوي.. ممتحنًا 

جامعة محمد بوضياف بالمسيلة - الجزائر

كلية الآداب واللغات - قسم اللغة والأدب العربي

2018 – 2019م



مقدمة

يزخر النقد الأدبي بالعديد من المصطلحات التي أسالت حبر المفكرين العرب والغرب، ومن بين هذه المصطلحات نجد اللغة الشعرية والتي تعد من أهم المواضيع التي نالت اهتماما كبيرا من قبل النقاد المعاصرين. 

فاللغة الشعرية موضوع خصب ومتجدد استقطب عددا هائلا من الدارسين لها ولا يزال، نظرا للاهتمام الكبير بها ولتأثيرها على الخطاب الأدبي. 

وهذا ما جعلنا نعنون موضوعنا المرسوم باللغة الشعرية في رواية كابتشينو" للسيد حافظ وقد وقع اختيارنا لهذا الموضوع لأسباب منها ذاتية ومنها ما هي موضوعية، ذاتية تمثلت في الرغبة في التعرف على قضية اللغة الشعرية وكذا الاطلاع على مستوياتها وجمالياتها في الرواية، خصوصا في النموذج الروائي المتميز كابتشينو"، وأما الموضوعية فتمثلت في تميز موضوع اللغة الشعرية عن باقي الموضوعات وكذا محاولة الإسهام في تزويد المكتبة بهذا البحث. 

وقد سعينا من خلال هذه الدراسة إلى الإجابة عن الإشكاليات التالية: ماذا تعني اللغة الشعرية؟ وكيف تطورت دلالتها عند النقاد العرب والغرب؟ وإلى أي مدى اعتمد السيد حافظ على اللغة الشعرية في عمله السردي؟ وما هي الجمالية التي أظهرها هذا التوظيف في الرواية؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات اعتمدنا على خطة مكونة من مقدمة، ومدخل، وفصلين، وخاتمة. 

جاء الفصل الأول فيها بعنوان الشعرية بين النظرة الغربية والعربية وتناولنا فيه مفهوم اللغة الشعرية وكذا مفهومها عند الغرب وعند العرب ومستوياتها.. 

وأما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان: دراسة تطبيقية لجماليات اللغة الشعرية في رواية كابتشينو" للسيد حافظ. 


وتناولنا فيه بنية الزمان والمكان في الرواية وكذا عمدنا إلى دراسة اللغة الروائية الفصحى والعامية" بالإضافة إلى دلالة الانزياح والذي جاء فيه تحليل لأهم الصور الشعرية والإيقاعات الصوتية التي احتوتها الرواية.

وأخيرا أنهينا دراستنا هذه بخاتمة حاولنا فيها تعداد أهم النتائج التي توصلنا إليها في هذه الدراسة. واتبعنا في دراستنا المنهج الوصفي القائم على التحليل وذلك لأنه يناسب هذا النوع من البحوث. وكما اعتمدنا في بحثنا هذا على العديد من المراجع نذكر منها: كتاب مفاهيم الشعرية دراسة مقارنة في الأصول من المنهج والمفاهيم - لحسن ناظم، کتاب بشیر تاوريريت بعنوان الشعرية والحداثة بين أفق النقد الأدبي وأفق النظرية الشعرية. 

إضافة إلى بعض المراجع المترجمة والتي تذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: كتاب الشعرية لتزيغيطان تودوروف وكتاب النظرية الشعرية لجون كوهن. وخلال إنجاز هذا البحث واجهتنا صعوبات والتي لا يخلو أي بحث منها ولعل أهمها: اتساع وتشعب موضوع اللغة الشعرية بحيث يصعب الإحاطة بكل جوانبه في بحث تخرج بالإضافة إلى تداخل المفاهيم ووجهات النظر. 

وفي الأخير تشكر الله عز وجل الذي وفقنا لإتمام هذا العمل، ونرى أنه من باب الاعتراف بالجميل أن نتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى الأستاذ المشرف خلوف مفتاح" على ما بذله معنا من مجهود من خلال توجيهاته وتصويباته، كما نشكر لجنة المناقشة التي سهرت على تصويب الأخطاء.

لقراءة الكتاب كاملا بصيغة PDF من خلال أحد الروابط التالية :


رابط التحميل الأول 

اضغط هنا 

(هذا الرابط لم يعمل بعد. من فضلك اتجه إلى الرابط التالي مؤقتا

**** 

رابط التحميل الثاني 

اضغط هنا 





الأربعاء، 25 ديسمبر 2024

شهادة الفنان مسعد خميس النجار

 شهادة الفنان مسعد خميس النجار 

للكاتب السيد حافظ


شهادة من مثقف وفنان شريف هو

 مسعد خميس النجار 

الي قلم يأت به الزمان


السيد حافظ ، ١٩٦٩ كان عمر الهزيمه عامين حيث سقطت الأحلام والرموز والاعلام ، حيث كبرت الكذبه واستحالت الخدعة تاريخا وجغرافيا و مستقبلا ممتدا بلا نهاية ، هنالك خرج فينا السيد حافظ يحارب ضد الموروث و الواقع و الهزيمه ، علي عتبه العشرينيات من العمر أعلن الحرب علي المباني القديمه في المسرح ...اللغه والدراما والاداء والصوره وكل عناصر المسرح ، كان يبحث عن نصر او غضب يصد النكسه ويدفع المهانه والعار كان يدور بين المقاهي و اشكال التجمعات يعلن عن ثوره اسمها التجريب في كل عناصر المسرح اللغه والتمثيل والصوره و المباني و الموسيقي و السرد ،- التجريب هو اقتطاع جزء من كل معلوم وأعاده بنائه بحيث يصبح كيانا جديدا له منطق و وجود ولغه وشكل ، هكذا اصبح الغضب علي خشبه المسرح ممثلا ونصا وشعر ا ورقصا وموسيقي و ألوان -، حاول السيد حافظ إنشاء عالم مسرحي جديد ضد النكسه وأصنام الزمن و الكذب عام .١٩٧٠ في الاسكندريه رفع السيد حافظ الآذان فقام معه جماعه الاجتياز المسرحية واستديو الدراما و جماعه المسرح الطليعي وأسس منفردا جماعه مسرح الطليعه. مدخلا جديدا في حياتي ، كنّا مجموعه من الأصدقاء نخرج كل مساء لنلعب البلياردو وكنا نعيش حاله من التركيز و الصمت اثناء اللعب حيث لا ضوء الا فوق تربيزه البليارو وكل ماحولها اظلام تام و صمت لا تسمع غير حركه الكرات وقليل من التعليقات ، كان السيد حافظ معنا كل مساء يشاهد مباريات البلياردو وهو الشخص الذي لا يهتم أبداً بغير المسرح و المطالعة ، ذات مساء قال السيد حافظ( هنا في صاله البلياردو اشاهد احدث وأجمل أشكال المسرح حيث الضوء علي الترابيزة يحدد مكان خشبه المسرح و عند دخول اللاعب تحت الضوء يبدء المشهد بين الحركه و التعليق و الموضوع يتداخل بين اللعبة واللاعب وأصوات تأتي من الظلام خارج الترابيزة ويشتد الصراع بين الكرات والعصي ، و الكلام و حركه دخول وخروج اللاعبين تحت الضوء تخلق عالما ودراما ولغه وصوره تخلق حاله مسرحيه شديده السحر والبهجة ) ، هنا انتهي كلام السيد حافظ وبدأت حياتي مع التجريب و صناعه الدراما من خليط بين الحلم والواقع مع حريه بلا حدود في خلق وصناعه حكايات اسمها الواقع الموازي او الفعل الحر ، هنا اكتشفت ان اهم و اجمل أشكال الفعل هو تلك الدراما المسرحية التي يخلقها المؤلف، قد يفتح لك عامود البرق باب في حالك الظلام فتجد أمامك عالم من السحر والبهجة اسمه المسرح ، هكذا دخلت الي عالم المسرح التجريبي حيث وجدتني حر في إنشاء عالم من الجنون والنشوي وجديد القواعد أشجار تطير وخيل تغني ونساء تحملن بين أيديهن مدن وأسواق فتح السيد حافظ امامي باب دنيا اخري تدين لي بالفضل و الولاء . السيد حافظ ذلك المجنون اللذي نصر الحلم ومد كفاه و أخذ القمر رماه في عين الشمس فأصبح الظل فوق الشجر و النساء اقرب من الوقت والمسافه، السيد حافظ شيطان و نبي يرتل ما تيسر من آيات

ا لدراما ، السيد حافظ فتح نوافذ التنوير في عالم المسرح .



الاثنين، 16 ديسمبر 2024

دينامية الفعل الدرامي في مسرح السيد حافظ إعداد وتقديم د. مصطفى رمضاني- (107)

 سلسلة دراسات وبحوث فى مسرح وروايات السيد حافظ (107)

دينامية الفعل الدرامي 

في مسرح السيد حافظ

إعداد وتقديم

د. مصطفى رمضاني


دراســـــــــــــــات

بقلم

محـــــمـــد الســـــعيدي

محــــــمـــد المحـــــــــراوى

نصــــــيـرة يـعـقـوبـــــي

عبد السلام بوسنينة

ثـــــوريا ماجـــــدوليــن

ســــــــــعـــــاد دريـــــــــــــــر



مقدمة

بقلم د. مصطفى رمضاني

حين نستقرىء الريبرتوار المسرحي العربي أفقيا، يسترعي انتباهنا توا تربع المبدع المسرحي السيد حافظ على عرش التجريب، سواء على مستوى الكم أم على مستوى الكيف. فقد أبدع ما يناهز الأربعين عملا مسرحيا استحضر فيها مختلف الأساليب الفنية والاتجاهات الدرامية الحديثة والمعاصرة. ولكنها جميعا تظل وفية لمبدأ التجريب.

ومعلوم أن التجريب في المسرح العربي يظل موصولا بإشكاليتي التأسيس والتأصيل، حتى لا نكاد نفصل-أحيانا- بين هذه المستويات الثلاثة. فالمبدع المسرحي العربي حين يجرب الأشكال الدرامية من منطلق الحداثة، إنما يكون بصدد القيام بفعل التأسيس، نظرا لغياب القاعدة الجمالية الأصل التي يمكن أن تكون منطلقا أو قاعدة لفعل التجاوز الذي هو سمة أي تجريب.

والسيد حافظ يعي جيدا هذا المعطى الذي هو في جوهره معطى إيبستمولوجي. لذلك فهو يراهن على مستويين لتحقيق هذا البعد التجريبي الحداثي في مسرحه. وأعني بهما مستوى الكم والكيف معا. فوفرة الإنتاج سبيل للانتقال من مرحلة الكم إلى مرحلة الكيف. ولايمكن معاينة أثر التجريب المسرحي بالملموس، إلا ضمن ريبرتوار يبرهن على نجاعة التجربة في إطار التعدد والتنوع.

ولعل نظرة سريعة إلى الريبرتوار المسرحي للمبدع السيد حافظ، يؤكد هذا الغنى وذلك التعدد. فهو كاتب عايش مراحل الانتكاسات العربية، وعاين مرارة التناقضات الاجتماعية التي أفرزت كتابات غاضبة أحيانا، ويائسة حينا، وحالمة أحيانا أخرى. وبين الغضب واليأس والحلم، تستمر الكلمة الصادقة مبشرة بكل القيم التي تدعو إلى إنسانية الإنسان، وحيوية الحياة، وما إلى ذلك بما يؤمن به كل مبدع ملتزم وجاد وأصيل.

والسيد حافظ من طينة الكتاب الذين راهنوا على الكتابة، في زمن تضاءلت فيه قيمة الكلمة، بسبب كثرة الإحباطات، واتساع رقعة الخيانات، وتفشي ظاهرة التسيب الثقافي والفني. فهو المرابط في رحاب الكلمة: يكتب في صمت وتواضع، بعيدا عن الأضواء و" الطبول الخرساء"؛ لأنه يؤمن بأن الأصيل سيظل أصيلا، وإن تعددت الأقنعة، وتنوعت أساليب الزيف والدجل..

لأجل ذلك، نجده يراهن على التجريب لتحقيق فعل الاختراق. وهي صفة لازمة في الإبداع الأصيل الذي يخترق كل الحواجز، ليصل إلى المتلقي في كل مكان وفي كل زمن. وحين نقرأ نصوص السيد حافظ، نحس بهذه الصفة، لأنه يكتب للإنسان دون مراعاة لمكانه أو زمنه، تماما كما عند كبار المبدعين الخالدين الذين يخترقون فعلي الزمن والمكان بما أوتوا من قوة التأثير بالإمتاع والإقناع


لقراءة الكتاب كاملا تجدونه متوفر ورقيا لدى 

مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات

ش العلميين- الكيت كات

ت:   33448368  02 

hadaraa1990@gmail.com


**********


لقراءة أو تحميل الكتاب كاملا بصيغة PDF من 

رابط التحميل التالي 

اضغط هنا 







الأحد، 1 ديسمبر 2024

مأساة الكاتب وأحلام المبدع؟ ِ قراءة أخرى للتاريخ


مأساة الكاتب وأحلام المبدع

قراءة أخرى للتاريخ

دراسة

بقلم:
د. مصطفى الخطيب
(نشر هذا المقال في مجلة عالم الكتاب.. عدد ديسمبر 2024)

تأتي كتابة السيرة الذاتية بوصفها رد فعل طبيعيا يواجه به المبدع تقلبات الدهر ونوائبه، ويطرح من خلاله أفراحه وأتراحه ورؤيته للمستقبل، وفي هذا الإطار يأتي الجزء الرابع من مذكرات الكاتب الكبير السيد حافظ، التي صدرت أخيرا عن دار رؤيا للنشر والتوزيع، تحت عنوان مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع في كتاب يحمل قرابة خمسين حلقة من حلقات مذكرات كاتب متعدد المواهب تسبقها دراسة المحقق الكتاب ومقدمه د. ياسر جابر الجمال
تأتي كتابة السيرة الذاتية بوصفها رد فعل طبيعيا يواجه به المبدع تقلبات الدهر ونوائبه، ويطرح من خلاله أفراحه وأتراحه ورؤيته للمستقبل، وفي هذا الإطار يأتي الجزء الرابع من مذكرات الكاتب الكبير السيد حافظ، التي صدرت أخيرا عن دار رؤيا للنشر والتوزيع، تحت عنوان مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع في كتاب يحمل قرابة خمسين حلقة من حلقات مذكرات كاتب متعدد المواهب تسبقها دراسة المحقق الكتاب ومقدمه د. ياسر جابر الجمال
تتفرد مذكرات السيد حافظ - عن نظيراتها - بطرق أبواب الماضي وغربلة خبرات الكاتب، ثم إسقاط حوادث التاريخ على أرض الحاضر، وبعد قراءة متأنية لتلك المذكرات أرى أن أهم ما يميزها هو إصرار صاحبها على تعرية الواقع لا تهميشه بخلاف ما جاء عليه عنوان المذكرات - فالقارئ يشعر للوهلة الأولى أنه أمام ثائر وطني ناضج، أو سياسي محنك يجمع زمام التاريخ في يده ويسقطه على أرض الواقع: سياسيا واقتصاديا واجتماعياً، ثم يكتشف أنه أمام مفكر موضوعي ملتزم لا يخجل من عرض
مشكلاته الشخصية - وضائفته المادية خاصة، ولا مأساة المفكرين والمثقفين
في هذا العصر بشكل عام. وتأتي مقدمة المذكرات لتطرح طبيعتها بوصفها زحزحة للثوابت النمطية التي رسخ لها اللوغوس الغربي، وهي محاولة - في الوقت نفسه - لإعادة إنتاج الهوية العربية الأصيلة، ثم إنها - من جهة أخيرة محاولة لزحزحة المركز الثقافي الذي رسخ له أشباه المثقفين، عبر خطاباتهم التافهة واستعلائهم على الأصلاء المثقفين الحقيقيين

ويسرد الكاتب في الحلقة (153) بعض أسباب كتابته المذكراته فكان أولها أن تكون تلك النوعية من المذكرات إحدى ركائز ذاكرة الأمة المصرية، وفي هذا الإطار يؤكد رفضه لتشبيه البعض لذاكرة المصريين بذاكرة السمك. كما جاءت المذكرات أيضا بوصفها أداة للإفادة من وسائل التقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل تسجيل التاري للأجيال القادمة لكي تعرف ما حدث في مصر من خلال رؤية كاتب مسرحي وروائي مصري فذ خاض غمار الكتابة في مختلف الأجناس الأدبية بعين تجريبية رائدة، وفيما يلي أرصد تمحور المذكرات على بعض العناصر الرئيسة موقفه من التاريخ لا تعدم المذكرات ذلك المزيج العبقري بين التاريخ والواقع فالقارئ أمام مذكرات حالمة لا يمل قراءتها وهذا ما حدث معي، عندما انهمكت في قراءتها أملا في متابعة ذلك السرد المزجي العجيب بين التاريخ والواقع، أو لنقل إنه التاريخ الحقيقي المجرد الذي لا يخجل من انتقاد ما اعتبرها ثوابت مشوهة في مجتمع شرقي محافظ
ما يصرح به فحينما ذكرنا بالخيانة التي تعرض لها أحمد عرابي من مؤسسات رسمية ومجتمعية في ذلك الحين . في الحلقة (168) من المذكرات أنا والمتنبي - كان يرمي حجرا في مياه التاريخ الراكدة لتعرية الواقع الآني، وقد استشهد الكاتب على مأساة عرابي بقدح الأزهر حينها - لهذا المناضل العملاق وهجاء شوقي، ثم كتابة الشيخ محمد عبده ما لا يليق بتاريخه النضالي في حق بطل كبير بحجم عرابي، ولم يكن ذلك السرد التاريخي في مذكرات شخصية لمجرد التسلية أو العبث وإنما كان محاولة لإسقاط التاريخ على الواقع من خلال استحضار القارئ لما حدث من ويلات لأغلبية المبدعين في زمننا المعاصر على يد بني جلدتهم وأرباب حرفتهم، ففي الحلقة ذاتها يعقب الكاتب على تلك الحكاية بقصة منعه من الحصول على الجوائز مرارا على يد كاتب كبير بسبب كشف السيد حافظ السرقة هذا الكاتب لفكرة فيلم من العراق، لكن يبدو أن صاحبنا قد تعالى على تلك الطعنات أخيرا فلم يعد يشتكي - على حد قوله - حتى بعد سرقة أفكاره مرة تلو الأخرى، وهكذا لا تخلو المذكرات من الإشارات الرمزية التاريخية بغرض إسقاطها على الواقع، إنها محاولة ذكية لقراءة التاريخ بعين مختلفة، ومن منطلقات أخرى كما يجب أن يكون لا كما هو كائن بالفعل، فالسيد حافظ يطرح نفسه بوصفه مناضلا محاصرا. ا في مجتمع لا يقدر مناضليه، أو لنقل إنه لا يقدرهم كما ينبغي موقفه من الصحافة والإعلام تتجاوز مذكرات السيد حافظ مجرد كونها وثيقة تاريخية تجرد التاريخ من الحبكات الدرامية وتعري الحقائق لتظهر مجردة كما أسلفت إلى كونها تصنيفا شخصيا من الكاتب لتلك الشخصيات التي تتحكم في ذوقنا وتفكيرنا وفي أحلامنا إن جاز التعبير. لقد قدم الكاتب تصنيفا لا إراديا للصحفيين والإعلاميين من خلال تجربته الشخصية معهم عبر رصد تمايز الصحافة بين الحقيقة والزيف، ثم تباين الصحفيين بين بارع يقدم أحداثا مهمة ويبحث - بحق - عن المواهب المدفونة، وبين نوع آخر أفقد الصحافة دورها - بوصفها سلطة رابعة - لدى المتلقي. في الحلقة (151) يقر الكاتب بقدرة الإعلام على تشكيل الوعي الثقافي بوجه عام، ويثمن دور ( عادل النادي خاصة في إبراز مسيرة السيد حافظ في برنامجه مع النقاد) في إذاعة البرنامج الثاني - البرنامج الثقافي حاليا - وفي الحلقة (154) يثمن الكاتب دور ( سمير غريب) في مساندته في ضائقته المادية فهو - بحسب رأي الكاتب - صحفي يرقى لدرجة المفكر الجدع الذي سانده في تلك الأزمة، وكان وحده من دافع عن الكاتب في سلسلة مقالات منشورة

وعلى صعيد آخر في الحلقة (166) ينتقد الكاتب نفاق بعض المثقفين الذين تجردوا من الموضوعية حد الفصام، حين انتقدوا ريادته للمسرح التجريبي، ورفضوا كتاباته التجريبية في الماضي، واعتبروها خرابا بينما هم أنفسهم من أداروا
مهرجانات التجريب في المسرح بعد ذلك وعلى مدار حلقات ثلاث (176174) يقدم الكاتب تصنيفا أخلاقيا سلوكيا للكتاب والمبدعين والفنانين بعنوان (ناس وناس) وفيها يعزي الكاتب هؤلاء ويصنفهم دون مواربة أو تزييف الوطنية الحقة

نحن أمام كاتب جريء لا يكترث لمحاولات التخوين ولا ابتزاز أنصاف المثقفين وأدعياء الثقافة، ففي الحلقة (158) من المذكرات يرسخ السيد حافظ لفكرة إعادة النظر في النقد الثقافي والسياسي لدى المثقفين والمبدعين بشكل عام إذ إنه يرى انتقاد الأوطان مكسبا لها، ولا يعني أبدا خيانتها ، فليس كل منتقد للبلاد كارها لها بحسب رأيه، مستشهدا بكتابات نجيب محفوظ الذي لم تخل رواياته من النقد البناء حرصا على البلاد والعباد كذلك لم يعتبر (برنارد شو خائنا لبلاده - بحسب رأي السيد حافظ - حين قال عنها ( بريطانيا حانوت بقال عفن.

كذلك المبدع لا يعد خائنا حينما يريد استخدام إمكانيات الفن والإبداع من أجل ترسيخ إصلاح سلوكيات العوام عبر طريقة سحرية غير مباشرة هي الإبداع نفسه، فالنقد في رأي السيد حافظ لا يعني بالضرورة مجرد النقض والهدم، وإن يكن فإنما هو نقض من أجل إعادة البناء وإصلاح المعوج، وأخيرا فإن الكاتب يرى محاولات التخوين - التي ترمي لتقييد الإبداع - نقضا الفكرة الديمقراطية التي رسخت لها الأمة المصرية منذ أمد بعيد. بين الإصلاح والدفاع يحاول الكاتب بناء الوطن فمن ناحية أخرى تصدى السيد حافظ عدة مرات لمن انتقدوا الأمة المصرية على امتداد التاريخ: ففي الحلقة (168) من مذكراته يذكر اتفاقه مع المناضل الكبير ( محمد فريد ) حينما رفض نعت الأمة المصرية بأنها ( أمة كسولة ولا تستحق النضال.

ارتباط الإبداع بالمأساة في مذكرات السيد حافظ من اللطائف التراجيكوميدية التي رصدها السيد حافظ في مذكراته تلك المفارقة السوداء التي تتلخص في ارتباط المأساة بالإبداع فالكاتب في وطننا العربي لا يمتلك سوى قلمه حاميا ومطعما وملاذا ومن ثم فإن أغلب هؤلاء يتعرضون المأساة الحياة والممات بحسب رأي الكاتب، ففي الحلقة (152) من المذكرات يسرد السيد حافظ مأساة الكاتب الأسواني (محمد الفيل) وقد أشار السيد حافظ إلى ارتباط الإبداع بالمعاناة في قصة حياة هذا الكاتب حين قال: ( كان يعاني من الأحزان مثل باقي المبدعين الحقيقيين.. كان يتعرض للإهانة لكونه كاتبا ، وهذا محزن كيف يمكن أن تتم إهانة الكاتب بينما يفترض أن تدعم أعماله؟ المؤلف هو العمود الفقري للإبداع، لماذا يهانون؟ لماذا يقلل من شأنهم. كما ربط الكاتب بين الإبداع والمأساة فقد ربط بين نجاح المبدع ومحاربة بني جنسه وأترابه له: ففي الحلقة (157) يمرر الكاتب مسبحة التاريخ بين يديه، ويتساءل عن سبب عدم تعيين (إنعام محمد علي رئيسة لقطاع الإنتاج مع كونها كفاءة نادرة، مستشهدا بقول عمرو بن العاص ( إن المصريين يخذلون أي شخص نادر)، وقد تكرر الأمر مع نجيب الريحاني وغيره من الناجحين والمبدعين، ويتجاوز السيد حافظ حدود القطر المصري والحاضر معا إلى حدود العالم العربي والماضي معا حينما استشهد بعزل طارق بن زياد من منصبه ومواجهته لقسوة الحياة، حتى بعد الفتح العظيم الذي حققه في بلاد الأندلس هكذا يجري الكاتب أحكام التاريخ على الواقع ليفسر ما استشكل عليه من أحداث تتجسد في محاربة الإبداع على أيدي المبدعين أنفسهم من ناحية، وارتباط النجاح بالمأساة من ناحية أخرى، ويستشهد في هذا الإطار بنصيحة (سيف المري رئيس تحرير مؤسسة الصدى) له بألا يؤسس مجلة ناجحة، ثم إيمازه إليه بضرورة تأسيس مجلة باهتة لا لون لها ولا طعم فكلما زاد نجاح المجلة زاد محاربوه، بحسب قول الأخير، وبغض النظر عن مدى دقة تلك المقولة فهي تنطوي على مفارقة تراجيكوميدية حقيقية، فإذا تجاوزنا عن مأساة الإبداع ومعاناة المبدعين ومحاربتهم من أرباب مهنتهم فكيف نمرر وجوب تأسيس مجلة لا تستحق القراءة كي لا يحاربها أحد المبدعين الآخرين وقد خصص السيد حافظ حلقة كاملة لعرض مأساة الكاتب
المسرحي منصور محمد تحت عنوان تشويقي بارز منصور محمد ضحية المسرح ليواجه الكاتب قارئه بعدة أسئلة على رأسها هل للمسرح ضحايا بالفعل؟ ثم يستطرد الكاتب قائلا ( لقد اعتدنا على قتل المواهب وذبحها ) وعلى طريقة إنما ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض يرى السيد حافظ أن قتل المبدعين لا يفنك عن كونه قتلا للإبداع في الحاضر والمستقبل، فمنصور محمد مات كمدا بعمر متقدم - 27 عاما - اتهام مسرحياته بهدم الثوابت والإساءة للدين وهدم الكعبة وفي الحلقة (167) من المذكرات يعرض الكاتب تجربته مع كتابة القصة القصيرة بعد تردد - لأن أخاه محمد حافظ رجب كان من رواد القصة القصيرة في مصر - فبعد كتابتها تمت محاربتها وتجاهلها النقاد المصريون بحسب قوله على الرغم من احتفاء أغلب بقاع الوطن العربي بتلك الكتابات وينتهي الكاتب إلى نتيجة مأساوية يعصف بها ذهن قارئ مذكراته ثم يطرح الحل عليه بقوله: "الشعوب العربية الآن تنشغل بحاجتين الحفر في الأرض، لاستخراج الذهب أو لاستخراج الغاز والنفط. أما الحفر في العقول فهو ما يجب أن تركز عليه. السيد حافظ بين التزامين (حقيقي وأدبي) لو أخذنا بعين الاعتبار تعريف إبراهيم حمادة للالتزام في معجم المصطلحات الدرامية بأنه التقيد بمعالجة مشاكل الجماهير على أساس المطالبة بالتغير إلى الأفضل وبتقديم أو الإيحاء بالحلول المثلى لوجدنا ذلك متحققا في أغلبية كتابات السيد حافظ عامة ومذكراته خاصة فلم يقف الكاتب أبدا عند حدود عرض مشكلات الكتاب والمبدعين دون اقتراح حلول لها، ولم يكن كلامه عن سياسته التحريرية حينما تولى منصب التحرير - في الحلقة 159 من المذكرات - سوى ملخص لفكرة الالتزام بجناحيه الحقيقي والدرامي) الذي يرى الكتابة الأدبية والكتاب في مكانة خاصة، يتوجب على من يتولى منصب التحرير أن يحل ما استشكل من قضايا تمس هؤلاء وتقترح لها حلولا لتجنب مآسي الماضي، ثم الإفادة منها في الحاضر والمستقبل. يطرح الكاتب فكرة العطاء حلا مناسبا للغيرة بين أرباب المهنة الواحدة في الحلقة (168) أنا والمتنبي من المذكرات فالفن الحقيقي في رأيه هو العطاء، والفنان الحقيقي يفتح الباب لزملائه وموهبته، وفي الحلقة 159 يطالب بعدم ضياع حقوق هؤلاء من خلال التزام المحررين برفع الظلم دون مقابل أو هدف، كما فعل هو نفسه حينما تولى مناصب التحرير

وقد أفصح الكاتب - في الحلقة 170 الحياء اختفى - عما ما يريده للثقافة والمثقفين حينما قال يجب أن تتذكر ونقدر جهود المبدعين ونحافظ على دعمهم، سواء كانوا تعرضوا للظلم أم لم يحصلوا على ما يستحقونه، فإن الأهم هو أن ندعم بعضنا بعضا. ونبني بيئة ثقافية وفنية صحية تدعم كل المبدعين، وفي الحلقة (167) من المذكرات يوجه الكاتب دعوة صريحة لأعداء الإبداع والنجاح، قائلا: "دعوا الفكرة الجميلة تنضج، دعوا الوردة تظهر في الحقول دع القلوب تصفى من الحقد الذي لا يليق بكم.

إنها دعوة لتجنب تلك المشكلات كلها من خلال عرض حلول موضوعية فكرية لها في آن واحد.

نظرة مستبشرة لمستقبل الإبداع في مصر والوطن العربي لم يكن السيد حافظ متشائما أبدا حينما عرض مأساة الكتاب والمبدعين في هذا العصر، فالكاتب في حلقة البوح خارج القانون من المذكرات يستشرف انتصار الكتابة الحقيقية الملتزمة في جيل مستقبلي مرتقب فيقول "إن الكتابة الحقيقية تبدأ الآن وسيزول الجميع وسيبقى الكتاب الورقي تحت الطوابق سيأتي جيل بعدنا يكون أفضل وأنقى وأصدق وأجمل، وستجد كل أفعال التقدير في الجيل القادم، وسينكشف من كان خائنا للأدب والفن ووطنه.

وفي النهاية أقول إنها مذكرات تتجاوز السرد الذاتي . الذي قد ينساه القارئ بمجرد إغلاق دفتي الكتاب - إلى السرد الموضوعي الفذ الذي يفيد من حلقات التاريخ، ثم يعكسها على الحاضر ليفيد الحاضر من التاريخ ويتجنب تكرار مأسيه، إننا أمام سيرة متفردة المثقف تجاوز عمن أساء له شخصيا حينا، ولم يخجل من تسليط الضوء على عوار منافق أو خداع مخادع مهما بلغت رتبته في أحايين أخرى إن السيد حافظ هو الشاب الذي تخطى من العمر خمسة وسبعين عاما، وهو الكهل الذي إذا قيس طول الأعمار بتسلسل حلقات التراجيديا لتجاوز عمره قرونا إنه الكاتب المفكر الذي يعبر التزامه بذاكرة الأمة وتقليبه في ذاكرتها التاريخية عن غيرته المحمودة على ذلك القطاع المهم من الكتاب والمبدعين والفنانين، وهو في ذلك كله الأمل الطموح الذي يطرح حلولا للمشكلات التي طرحتها المذكرات، ويؤمن أن

أهم لحظات عمره وأجملها لم تأت . تأت بعد .








الاثنين، 18 نوفمبر 2024

شعرية الكتابة المسرحية عند السيد حافظ قراءة سوسيوثقافية. مفتاح خلوف. (109)

 سلسلة دراسات وبحوث في مسرح وروايات  السيد حافظ (109 ) 

شعرية الكتابة المسرحية عند السيد حافظ قراءة سوسيوثقافية



تأليف

د. مفتاح خلوف

أستاذ النقد المسرحي والدراما



في عالم مسرحي يسوده الكلاسيكية والقوالب الجامدة، يتقدم السيد حافظ ليكسر الإيهام ويعيد تشكيل المسرح العربي برؤية مبتكرة تلامس عمق الفكر والواقع. يستعرض هذا الكتاب التجليات البريختية في مسرحه، حيث تمتزج الرواية بالمسرح في أعمال زئبقية لا تخضع للتصنيف التقليدي، وتُعلي من شعرية اللغة وثراء المكان الذي يتحول إلى شخصية درامية نابضة.


من خلال قراءة نقدية شاملة، يقدم د. مفتاح خلوف دراسة سيميولوجية وسوسيولوجية تكشف عن ثورة السيد حافظ على الزمن، والمكان، واللغة. 

كتاب يفتح أبوابًا جديدة لفهم المسرح العربي الحديث، ويدعو إلى إعادة النظر في المناهج النقدية السائدة، لاستيعاب أعمال لا تقبل التقييد بقوالب جامدة، بل تحتفي بحرية الإبداع وتجديد أدوات السرد المسرحي.



متن هذا الكتاب متوفر لدي

 "دار المجدد للنشر والتوزيع" بالجزائر

طبقا لحقوق النشر والتوزيع وحقوق الملكية الفكرية





إبداع السيد حافظ بين عشق الوطن وعطر النساء وهاجس التاريخ. مصطفى بوخال. (108)

 سلسلة دراسات وبحوث في مسرح وروايات السيد حافظ (108 ) 

إبداع السيد حافظ بين عشق الوطن وعطر النساء وهاجس التاريخ



بقلم
مصطفى بو خال

يواصل السيد حافظ ملحمته مع الوطن والتاريخ والعشق في القسم الثاني من رواية " ليالي دبي بعدما سكتت شهرزاد عن الكلام المباح وغير المباح في القسم الأول " شاي بالياسمين" حيث يختمها الكاتب بالتساؤل: " ماذا سيكون من أمر اللقاء بين شمس والحاكم بأمر الله؟ كيف ستكون الحياة .... ثم يدعو القارئ إلى جولة ثانية مع رواية " شاي أخضر والتي سنخصصها لبحث رحلة الحاكم بأمر الله من صفحات التاريخ إلى عوالم هذه الرواية مستعينين بأجواء انتقال هذه الشخصية المثيرة للجدل من متون التاريخ إلى النصوص الإبداعية بقراءة موازية لرواية "مجنون" الحكم" للكاتب المغربي " بن سالم حميش، ونحن نرى أن جلب النصوص من مواقعها وسياقاتها السابقة إلى منطقة القراءة والتحليل وجعلها تحتك وتتواصل فيما بينها كفيل بانقشاع المعنى والكشف عن زوايا نظر مغايرة، وفي الحد الأدنى جعل المعرفة السابقة ببعض الأفكار والرؤى أشد عمقا.

تظهر عبقرية الكاتب في تشغيل نصوص العتبات من الهوامش

والفواصل وتذويبها في مياه الدلالات والرموز التي يزخر بها خطاب

الرواية. وهو يتعمد استدعاء بعض الأحداث التاريخية بغرض تأويل

وقائع الحاضر والكشف عن أمراضه، كما يُخرج مواقف وسلوكيات

بعض الأشخاص الذين صادفهم أو واجههم في مسيرته الحياتية أو

المهنية من غيابات الأيام السالفة إلى أرض مكشوفة في الضوء

الساطع للرواية، فتتحول هذه الشخصيات بأفعالها إلى ظواهر إنسانية

تنخرط في بناء المعمار السردي للرواية.


متن هذا الكتاب متوفر لدي "دار خيال للنشر والترجمة" بالجزائر - طبقا لحقوق النشر والملكية الفكرية




التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ - عبد الكريم برشيد - (60)

 سلسلة دراسات و بحوث فى مسرح و روايات السيد حافظ (60)


التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ 



بقلم

 أ. د. عبد الكريم برشيد

السيد حافظ، هو المسرحي الذي عاش زمنه المسرحي كاملا، والذي جمع في ذاته الكاتب والمخرج والمنظر والمبدع والإنسان والسياسي، واستطاع أن يخرج من دائرة القطيع، وأن يكون ذاته، وأن يؤسس رؤيته الجديدة والمتجددة للعالم، وأن يكون أحد الشهود على العصر، بكل متغيراته السياسية والعلمية والاجتماعية والفكرية، وأن يكون مقيما ومسافرا، وأن يكون مواطنا في مملكة المسرح، وأن يجد في هذا الوطن المسرحي كل القيم الجمالية التي ضيعتها الأوطان الواقعية.

هو كاتب مشاكس ومشاغب، يعيش فكره في كتابته الغريبة والمدهشة، وهو لا يكتب إلا حياته، وليست حياته ـ في حقيقتها ـ إلا اختزالا لحياة الإنسان في عموميتها، وشموليتها وكليتها، وفي ثوابتها ومتغيراتها، وفي جوهرها الصلب، وفي أعراضها المرنة والرخوة..

لقد كتبت عن هذا الإنسان المبدع منذ ثلاثين سنة، ومنذ ذلك التاريخ تغيرت أشياء كثيرة في العالم، كما تغيرت أشياء كثيرة في رؤيته الإبداعية، وفي كتابته المسرحية، لقد كتبت عن مسرحية (حكاية الفلاح عبد المطيع) وذلك عندما أخرجها سعدي يونس في بغداد، وقد عرفت المسرحية قبل أن أعرف المسرحي، واكتشفت فيها إحساسا حارا وملتهبا وصادقا وحقيقيا، وقرأت فيها كوميديا سوداء، وتمثلا رماديا للوجود، ورأيت أن رؤيته ليست سوداء تماما، وليست بيضاء خالصة، ولكنها رؤية مسرحية مركبة، رؤية تشبه غرابة اللحظة التاريخية، وتشبه عبثية الأيام والليالي المجنونة..

واكتشفت أن هذا الكاتب هو كاتب تجريبي، وأنه يؤسس للممكن أكثر مما يستنسخ الكائن والموجود والمعروف والمألوف، وأنه من أهل الإبداع، وليس من أهل الاتباع، وأنه كاتب مسرحي غير مدرسي، وأنه بذلك بغير أستاذ، الشيء الذي سوف يجعل منه ـ فيما بعد ـ مدرسة إبداعية قائمة الذات؛ مدرسة لها منهجها في الكتابة، ولها بنيتها، ولها أدواتها، ولها لغتها المسرحية الخاصة، ولها منهجها العلمي والفكري والجمالي.




لقراءة أو تحميل الكتاب كاملا بصيغة  PDF

من خلال أحد الروابط التالية


رابط التحميل الأول

اضغط هنا 

(هذا الرابط لم يعمل بعد من فضلك اتجه إلى الرابط الثاني)

***

رابط التحميل الثاني

اضغط هنا




الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد سوريا

 سلسلة دراسات وبحوث في مسرح وروايات  السيد حافظ ( 11) 


التجريب في الرواية والمسرح

عند السيد حافظ

 في عيون كتاب ونقاد سوريا




 

الأديب: نواف يونس

د. أدهم مسعود القاق            د.عبير خالد يحيي

   أ. فاديا سلوم        أ. داود أبو شقرة  







نواف يونس


تسنى لي في مطلع الثمانينيات، أن أقرأ كتابات السيد حافظ الأدبية والصحافية، وأنا أنتقل في هذا الوطن الكبير بين مدنه وعواصمه، ونحن من جيل واحد، إلا أن السيد حافظ كان قد سبقنا في الكتابة والشهرة معاً.. ولا أدري لماذا عندما أتذكر السيد حافظ، تخطر ببالي كلمات الشاعر العبقري صلاح جاهين:

وهو في الكفن

كانوا يتسابقون على شيله

ولما كان حي يرزق

محدّش منهم كان يجيله

دنيا غريبة وعجيبة

فيها الناس ما تعرفش

قيمة الواحد

غير لما يعلنوا عن رحيله

السيد حاف.. كاتب حر لا يشبه غيره، يعبر بقلمه عن رؤيته في الحياة بكل صدقية وشفافية، ويسعى إلى فضح الواقع من حوله. لذا؛ فإن غالبية من لا يعجبه السيد حافظ، هو في الحقيقة لم يقرأه جيداً، ولم يلج إلى عوالمه التي تسبر أغوار شخصياته وأبطاله، الذين هم مثلنا من لحم ودم..

بشر غير مزيفين، يواجهون قيودهم الاجتماعية والمعيشية والنفسية، ويحاولون الانفلات نحو أفق أوسع.

إن السيد حافظ ينحاز في جل أعماله إلى قضايا الإنسان، ينحاز إلى الوجع والتعبير عن هموم وهواجس الواقع المعيش، لأنه ابن سلالة أدبية قوية، استلهمت تاريخ الأدب العربي قديمه وحديثه، فوصل إلى قناعة بأن دور الأدب يتعدى أن يكون مرآة تعكس واقع حياتنا، بل صياغة هذا الواقع من جديد، بكل ما فيه من أحلام يقظة، وإحباطات وانكسارات وعلاقات متداخلة ومتعارضة ومتناقضة ومتوافقة في آن معاً.

وبعد خمسين عاماً من استمرارية النتاج الإبداعي في جل الأجناس الأدبية، من مسرح ورواية وقصة، إلى جانب عمله الصحافي، يظل السيد حافظ قلماً معلقاً على جدار المشهد الأدبي العربي، لأنه كاتب لا يخشى القارئ ولا مزاجه، ولا هيمنة الناقد ولا سطوته، كما أنه لا يخاف أفكاره وخياله ومشاعره، ولا المؤسسات ولا شللية المشهد الثقافي، لذا كتاباته لا تشبه إلا ذاته، يحتضن انكسار غيره ووجع الناس، ويغرد خارج السرب وحيداً.

من الواضح أن العالم في أزمته الحالية غير الإنسانية، ليس مهتماً بمعرفة الحقيقة، وأن هناك من يعمل إلى تحقيق هذه اللامبالاة على أرض الواقع، سواء بقصد أو لأنه يجهل قضايانا المهمة، في واقعنا المتأزم وتفاصيل حياتنا المسكوت عنها، والمعادل الجديد في كتابات السيد حافظ، تتكئ على جوهر هذا الوجود وإنسانيته في أن تصبح الحياة أكثر إشراقاً، وهذا ما تؤكده أعماله الأدبية والدراسات والأبحاث التي قدمت وتقدم في أغلب جامعات الوطن العربي.. وأنا بدوري؛ أعتز في هذه المساحة المتاحة لي، أن أقدمه كاتباً وزميلاً وإنساناً جديراً بالتقدير.

نواف يونس

مدير تحرير مجلة الشارقة الثقافية

 


 

لقراءة أو تحميل الكتاب كاملا بصيغة  PDF

من خلال أحد الروابط التالية


رابط التحميل الأول

اضغط هنا 

(هذا الرابط لم يعمل بعد من فضلك اتجه إلى الرابط الثاني)


رابط التحميل الثاني

اضغط هنا


الاثنين، 28 أكتوبر 2024

دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - وهمت به نموذجا

 سلسلة دراسات وبحوث في مسرح وروايات  السيد حافظ ( 18) 


دلالة المفارقات الموضوعاتية في

 أعمال السيد حافظ الروائية

وهمت به نموذجا


إعداد

نادية سعدوني

الجزائر






الملخص:

نتطرق من خلال هذا الكتاب إلى العلاقات الثنائية التي تجمع الرجل بالمرأة في النطاقين الشرعي المسموح به عقائديا واجتماعيا والممنوع في الحكم الديني والعرفي.

ف ( السيد (حافظ) من خلال روايته وهمت به عالج قضايا اجتماعية مسكوت عنها بحكم الخجل من جهة والتحفظ المتوارث جيل عن جيل من جهة أخرى. وقد لمسنا من خلال ذلك تيمات عدة، أوضح من خلالها البعد الفكري والرؤيوي للذات المبدعة، أهمها على الإطلاق تيمة الفقد حيث عاش أبطاله في صراع دائم لنيل الحب المستحيل وتيمة الاغتراب حينما انشقت الذات عن أناها مجسداً إياها في الصحفي فتحي رضوان الذي لم يفلح لا بالتمتع بالحب

المسموح به ولا في نيل الحبيب الغائب بحكم القيد الديني والاجتماعي، إضافة إلى هذه التيمات الرئيسة كانت هناك تيمات خادمة فعلت النص فجعلته يتمتع بلكنة الواقعية الاجتماعية الملموسة، نذكر من بينها تيمة الفقد والحرمان والنبذ ​​والإنكار وغيرها.


لقراءة أو تحميل الكتاب كاملا بصيغة  PDF

من خلال أحد الروابط التالية


رابط التحميل الأول

اضغط هنا 

***

رابط التحميل الثاني

اضغط هنا


نشرت هذه الدراسة في مجلة اللغة العربية-المجلد 24- العدد 3- السنة الثلاثي الثاني 2020- ص617







Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More