الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016
حكاية الفلاح عبد المطيع بقلم زكريا عبد الجواد
المكتبة
المسرحية
مجلة فنون العراقية – بقلم زكريا عبد الجواد
حكاية الفلاح عبد المطيع
قبل
أعوام استضافت "فنون" الدكتور سعدى يونس وأعضاء فرقته لتقديم مسرحية
"حكاية الفلاح عب المطيع” للسيد حافظ. وتم عرضها أمام مبنى المجلة فى الهواء
الطلق، وعرضت فى أماكن مختلفة أخرى.
المسرحية
صدرت فى الكويت مؤخراً وهنا نقدم عرضاً للنص.
- المحرر-
- فى مجمل مسرحيات السيد حافظ يمكن ملاحظة
ذلك الإلحاح على أن الغد الأكثر إشراقاً لابد قدومه مهما اتسعت مساحة الأيام
الغائمة، لذا فإنه يوظف جميع شخوصاتها لإعطاء المتلقى انطباعاً يدين به القهر
والظلم والتسلط، ويمكن الإمساك بذلك فى المسرحية الأولى من الكتاب "حكاية
الفلاح عبدالمطيع" فهو لا يقف عند حد الوصف والشرح الفنى فقطن وإنما الإدانة
الصارخة والساحرة من بشاعة القوى القاهرة وديماجوجيتها.
فالمسرحية تحكى ببساطة، إن عين السلطان المملوكى قنصوة الغورى قد أصيبت بمرض فالتم
الاتباع والحاشية، واقترحوا إصدار فرمان بأن يرتدى الخلائق الملابس السوداء وإن
تطلى منازلهم بذات اللون وأن تمنع الأضواء والأفراح وكل ما يخالف مراسيم الحداد
العام.
لكن عبد المطيع وهو هنا شخصية كسولة سلبية،
ساذجة إلى حد البله، لا تصل إليه تلك الأوامر، فيقبض عليه ويعذب بحجة تحدى الأوامر
وعندما يخرج ويرتدى السواد ويصبغ حتى حماره به نجد عين السلطان تبرأ من مرضهات
فيصدر "الفرمان" بأن تعود الأمور طبيعية بلا سواد ويمنع تماماً الظهور
بذلك اللون الحزين.. ولا يعلم عب المطيع الساذج بهذا أيضاً، فيعاد القبض عليه
أيضاً بالتهمة السابقة.
وبين البياض والسواد بين الأمر بالحزن، تدور
أحداث المسرحية فى إسقاط بارع وإشارات لممارسات غاشمة أوصلت إنسان الشرق التعس إلى
ذروة الإحباط والخوف، وأسقطته فى سلبيلة قال أن توجد بعيداً عن تلك البقعة التى
تكالبت عليها عوامل الانحطاطات المتوالية والأطماع الاستعمارى والعنصرية من أفجاج
الأرض بينما يبعد البسطاء حتى عز ابداء الرأى فى أبسط الأشياء المؤثرة على
حياتهم.. خوفاً وقهراً ورعباً.
والمسرحية تقع فى فصلين ويمكن تصنيفها ضمن
مسرحيات الملهاة الجادة. أى تلك التى تتخذ من الكوميديا الراقية طريفاً لبناء
الحدث وتصعيده والتى تتبع جديتها من خلال المواقف المتعدد الحاملة سخرية مريرة..
يتطلبها الموقف.
وقد أجاد الكاتب تحريك شخوصه بدءاً من
الشخصية المحورية "عبد المطيع" وانتهاء بالشخصيات الثانوية، وجاء الحوار
ملائماً لطبيعة كل منها وسلوكياته وحالاته النفسية جاء اختيار اللحظة التاريخية
منسجماً مع طبيعة الأحداث وإن لم يكن هناك تركيز على الجو التاريخى لذلك العصر
وعلى أحداث المسرحية حتى أنه يمكننا حذف اسم السلطان الغورى وكلمة
"فرمان" مثلاً لنجد أننا لا نكون أمام مسرحية تاريخية بقدر ما يكون
للواقع حضور مكثف وواضح هى أفضل مسرحياته الثلاث التى احتواها الكتاب. وهى تعتبر
طيباً فى المسيرة المسرحية العربية الجادة، ولا شك أن السيد حافظ قد خظى بها خطوة
واثقة فى عالم رحب وممتع هو عالم المسرح.
وتقدم المسرحية الثانية "علمونا أن
نحيا".. الحوار الدائر بين الشخصيتين الرئيسيتين واللذين يحملان مفاهيم
وأحلاماً متباينة تماماً، اجتمعا معاً فى غرفة واحدة من غرف السجن ودار بينهما
حوار يبدأ فى الإشارة الأولى بالفصحى، ثم ينتقل إلى العامية فى الأشارة الثانية
ومن خلال ندرك أن هناك سجينين الأول يعمل صحفياً ويسجن بتهمة سياسية، والثانى تاجر
ويسجن لارتكابه جريمة قتل.
والحوار الدائر يكشف عن مدى وعى كل منهما،
لكن الذى يجمعهما معاً هو حلم الإفراج، الأول لكى يحارب الأعداء (على المستويين
الخارجى والداخلى)، والثانى لكى يعيش مع زوجته الرابعة، وبين الحلمين مسافة كبيرة
تفصل ما بينهما بحجم الوعى ومسار العاطفة، ويشتد حلم الإفراج وقت الغارة المعادية
التى تستمر طوال المسرحية وعلى مدار الإشارتين فيها، ويجسد المؤلف هنا عذبات الوعى
حيث يقف السجين الثانى (غير الواعى والسلس الانقيادن الذى يحمل العواطف المتناقضة
والمشوشة) مناقضاً للسجين الأول (الصحفى والسياسى الحالم).
غير أنه يعود ليؤمن مع السجين الأول بطلوع
وقت آخر جديد رائع، حتى نهاية المسرحية حيث ينهار حلمهم بإصدار قرار التحفظ
واستمرار الحبس بعد انتهاء الغارة... وقد كان للقطات الجانبية وتوزيع نقاط الضوء
الأثر الكبير فى إثراء الأحداث والغاء الظلال على دخائل ومكونات السلوك عند كل من
الشخصيتين المحوريتين، إلى جانب الحوار الملائم والذى لا تخفيه كثرة الأغلاط
الطباعية، وترقيم الشخصيتين.
أما المسرحية الثالثة "الخلاص"
وتدور أحداثها فى الفترة من 4 حزيران 1967 حتى 6 تشرين أول 1973، حيث يستدعى
المؤلف ثلاثة من الشهداء الأشقاء "صابر ، هادى، سلام" فى جو احتفالى
انشادى ليروى كل منهم قصة الاستشهاد ولعلنوا عن تحديهم للموت وللهزيمة، حيث تلمح
من خلال حوارهم ذلك الخيط الذى يربط مسرحيات السيد حافظ، والذى يتمثل دائماً فى
تحدى الظروف القاهرة والتبشير بالغد الواعد الرائع، الذى تخلفه سواعد الرجال وعزائمهم القوية.
والمكان : مدينة السويس، حيث تكون التضحية
الدائمة، منذ أن حفرت القناة وحتى حروب 56، 67، 73.
وحيث تكون صلابة المقاومة وشجاعة الفداء
الرجولى، سمة عظيمة تتضح بها جباه البشر فى تلك المدينة الباسلة فى لغة أقرب إلى
الشعر العامى المصرى يتبادل الأشخاص فى تدفق حماس وخطابية إحياناً انشاد أهازيج
حماسية عن الأرض التى تروى بدماء الرجال وعرق جباهم وعن الشمس المتلألئة فى العيون
والنهار الوردى والحلم الطالع.
حتى نصل إلى نهاية المسرحية ليغنى
"الكورس" :
"ازرع لا.. للهزيمة، ازرع لا، ازرع لا فى
وشط عدوك"....
و "اطلع فوق الهزيمة مقاومة واضرب..
اضرب رصاص واحصد خلاص.. احصد.. احصد.. خلاص" وهكذا تمزج المسرحية بين الرصاص
والخلاص، ومنذ الحرف الأول فيها، وحتى الأخير، يظل للمقاومة الصوت الأعلى
باعتبارها الحل الأوحد فى مواجهة عدو شرس.
زكريا عبد الجواد
حكاية الفلاح عبد المطيع للسيد حافظ ومسرح التضامن والمشاركة
جريدة السياسة الأربعاء 13/7/1983
حكاية الفلاح عبد المطيع
للسيد حافظ
ومسرح التضامن والمشاركة
للدكتور / السعيد الورقى
أستاذ الأدب الحديث - بكلية الآداب
جامعة الإسكندرية
يبدأ العرض
بمسرح يكاد أن يكون خالياً من الديكور، يوضح المؤلف خطوطه ويوظف آلياته كما يفعل
مؤلفو العرض الشامل.
فى بقعة
مضيئة فى منتصف المسرح، يتحول الكورس اليونانى القديم إلى جوقة تقترب أكثر من
الراوى فى القصص الشعبية. وتقوم الجوقة بتلخيص الموقف الذى يستدعى إلى الحضور
بانتقال الضوء إلى مستويات أخرى تباعاً.
أما الموقف،
فهو صراع الإنسان من خلال التفاوت الطبقى. وهو صراع قديم حديث يقوم على الاستغلال
فى صوره التى عرفتها البشرية فى أطوار حضاراتها الثلاث : حضارة الرق والعبودية.
وحضارة الإقطاع، ثم الحضارة البرجوازية، حيث كان صراعاً بين طبقة العبيد والسادة
فى حضارة الرق. وبين الأفنان والملاك فى حضارة الإقطاع، ثم كان صراعاً بين العمال.
والبرجوازية
فى الحضارة البرجوازية وهو صراح مع اختلاف صوره - يعكس الصلة بين المستغل إلى
إذابة الفوارق الطبقية تحقيقاً لمفهومه عن العدالة الاجتماعية، ويسعى فيه المستغل
إلى مزيد من الضغط على الطبقات الأخرى.
هكذا يلخص
الراوى فى بداية المسرحية الموقف كله سنعود إلى الوراء - إلى زمن كان الإنسان
مفقود القيمة يهان وكان الإنسان الحيوان قوى النفوذ والسلطان موهماً أن ما حدث قد
حدث فى الزمن الماضى. وتاركاً الاسقاطات والمقارنة لخيال المشاهد.
ويبدأ الحديث
بعد تقديم الراوى والجوقة لشخصية البطل المأسوى عبد المطيع - لاحظ الدلالة الرمزية
فى الاسم والكاتب مولع بمثل هذه الاستخدامات - على هذا النحو فلاح فقير أجير عيناه
مسجدان. وقلبه يتسع حتى يحتوى العالم ويداه صلبتان فى صلابة صخر النيل. (ص5)
وعبد المطيع
هذا الذى لا يعرف سوى الطاعة والطاعة العمياء يجازى بالسجن والضرب من السلطة
وأعوانها، وهو فى حيرة من أمره لا يملك أى حق. ولا حتى حق الاعتراض.. ومشكلة عبد
المطيع التى ارتكبها وهو طائع إنه كان يعيش فى زمن مماليك مصر - ولا يعنينا هنا الواقع التاريخى بقدر ما يعنينا الواقع الذى
جعله المؤلف إطاراً اجتماعياً لمسرحه.
الواقع الذى
وضع فيه المؤلف عبد المطيع واقع غير إنسانى استهانت فيه السلطة بالشعب فى شراسة
خنقت كل الحريات. وسيطرت على كل مقدرات الإنسان حتى على عواطفه فأصبح الإنسان فيه
ممنوعاً من الضحك أو البكاء إلا بفرمان حكومى يتحدد وفقاً لمزاج السلطة وأحوالها.
لقد مرضت
عينا السلطان المملوكى وصدر تبعاً لهذا فرمان حكومى بإعلان الحداد والحزن العام
حتى تشفى عينا السلطان.
ولأن عبد
المطيع نموذج من الطبقة الكادحة، طبقة العبيد أو الخدم أو العمال - فهو مشغول
بمتابعة قوت يومه عن التسمع لفرمانات الوزير أو السلطان، لذلك فلم يتمكن عبد
المطيع من سماع الفرمان، ولم يصبغ ثيابه - بالتالى - باللون الأسود، فقبض عليه
لهذه المخالفة الشديدة وسجن وجلد وأفرج عنه بعد أسبوع على أن يصبغ ثيابه وانصاع
عبد المطيع فى - سلبيته - إلى الأمر فصبغ ثوبه وحماره وبيته وانطوى على نفسه يعالج
جروحه ويجتر آلامه فى حزن
صامت لا يعرف الثورة.
ويتحول عبد
المطيع إلى أسطورة - أجهضها المؤلف - لدى العامة فيرون فيه زعيماً لحركة مناهضة
تتحدى السلطة والسلطان.
ولا يلبث
السلطان أن يشفى ويعلن الفرح فى البلاد بأمر سلطانى وضرورة أن يرتدى الجميع
الملابس البيضاء مع إقامة الزينات والأفراح. وإلغاء الجنازات فالموت لابد أن يتم
فى صمت.
ولم يعرف عبد
المطيع فى غيبوبته بهذا النبأ الجديد ومرة أخرى يقبض عليه لمخالفته أوامر السلطان
ويسجن من جديد ويجلد لمدة أسبوع أخر وفى حيرة عبد المطيع يخلع ثيابه - سبب بلواه -
ويتساءل لأول مرة ماذا تريد منى أيها السلطان. وأى الألوان تفضل أن أرتديها؟
مسرحية
"حكاية الفلاح عبد المطيع" للسيد حافظ، كما هو واضح، كوميديا بشرية
ساخرة، تسعى إلى المزج بين مسرح المواقف والمسرح التسجيلى. ومن خلال هذا الإطار
يقدم المؤلف شخصياته نماذج إنسانية تتحرك فى مجال اجتماعى وداخل إطارات عاطفية
وعلاقات اجتماعية.
هكذا تبدأ
الشخصية فى التحرك من الخاص نامية لتحقيق الموقف العام ذى النظرة الإنسانية
الشاملة، وهو ما نراه مسيطراً بشكل واضح على المسرح الحديث والمعاصر خاصة عند أبسن
وسترندبرج وشووبرشت ودروعات وتنسى ويليميز ميلر وأمثالهم.
حكاية الفلاح
عبد المطيع كوميديا مأساوية تطرح على مستوى الموقف الفكرى قضية إنسانية هامة تتلخص
فى السؤال التالى الذى جاء على لسان الكورال، ما معنى الإنسان إذا صار عبداً؟
وقد اتجه
السيد حافظ إلى بعض أساطير الهزيمة التى تطرح العديد من صور التعفن والامتلاك فى
التاريخ المصرى.
ليشكل منها
إطار الحدث الدرامى وذلك فى محاولة منه لإعادة تشكيل العالم وصياغته بعد أن أصابته
الفوضى، وبعد أن اختل ميزانه.
هكذا سعى
المؤلف إلى تقديم هذا الجو من المثالية الزائفة، التى تتضمن فى الواقع تنبؤات
أليمة، من خلال التركيز على الإنسان فى صراعه مع القوى المناهضة.
وقد تبدو
شخصية عبد المطيع نموذجاً سلبياً فى جهله وبلادته، وفى ارتباطه بواقع اجتماعى
متهرئ لا يمكن إيقاظه بسهولة، إلا أن هذا التكوين فى الواقع هو النظرة السلبية
للحياة التى يتضمنها مسرح التضامن والمشاركة، الذى وإن حاول التركيز على التواصل
الفعلى فى الصراع، إلا أن مرارة الاحتجاج هذه.
وتكشف مسرحية
"حكاية الفلاح عبد المطيع"
بوضوح عن الخصائص البناءة المميزة لمسرح السيد حافظ. فهو مسرح تجريبى، أخص
مايميزه هو نوع التعامل مع الزمن.
يتعامل السيد
حافظ فهو مسرح تجريبى أخص ما يميزه هو نوع التعامل مع الزمن.
يتعامل السيد
حافظ مع الزمن فى عمله الدرامى بمفهوم متأثر كثيراً باتجاه تيار الوعى فى الكتابة
القصصية وبأسلوب الفلاش باك فى السينما.
فالزمن هنا
قد فقد منطقه العام وحدوده التقليدية، وأصبح زمناً متداخلاً يستدعى الأحداث
والشخصيات بتوظيف بعض آليات المسرح وخاصة الإضاءة. وقد مكن المؤلف من إجادة هذا
البناء وتوظيفه لخدمة عمله الدرامى. إنه كما قلنا من مؤلفى العرض الشامل.
وإذا كان
السيد حافظ قد أجاد فى سبيل معمار عمله المسرحى على نحو ما رأيناه. فقد أخفق فى
استعمال اللغة، حيث كان تركيزه الأكبر فيها على القيمة البلاغية.
واعتمد إنه
لو توافرت لهذا العمل لغة شعرية تنفعل بالموقف وتثير الانفعال به، خاصة وإن المؤلف
أثبت مقدرة لا بأس بها فى التعامل مع هذه اللغة الشعرية فى أعمال أخرى منها
"عودة أبى ذر الغفارى" و"حكاية مدينة الزعفران"، اعتقد لو توافرت
للعمل مثل هذه اللغة، لتحقق له تمام التواصل الفعلى الذى يستهدف المؤلف وصولاً إلى
مسرح التضامن والمشاركة.
الفلاح عبد المطيع : يحدث دجلة.. فمن يستجيب؟
مجلة
فنون العراقية
إعداد : حسب الله يحيى
الفلاح عبد المطيع : يحدث دجلة.. فمن يستجيب؟
قص
الفلاح المصرى البسيط حكايته فى مقهى الصالحية، ومعهد الفنون وأماكن مختلفة من
بغداد.. وتوقف عند نهر دجلة، حيث استضافته الزميلة مجلة "فنون" مع فرقة
العراق المسرحية، وقد عبد المطيع حكايته أمام واجهة المجلة المطلة على دجلة الخير
والعطاء.. واستمع إليه جمهور أسرى جامع بين الأب والأم والأبناء.
لم
تكن الحكاية ممتعة، ولا تبعث إلى السرور، بل إنها تستثير الهمم وتحديد المواقف من
الظلم والتعسف.
فالفلاح عبد المطيع يعيش حالة فقر مدقع،
وامرأته تعانى الشقاء معه، بينما سلطان المدينة ينعم بثرائه، وحاشيته متعلقة، لا
يهمها مصلحة الناس.. لذلك تصدر الأوامر بأن يرتدى كل فرد ملابس سوداء حزناً على
مرض السلطان، لكن عبد المطيع لا يسمع بالأوامر، فيعاقب ويشفى السلطان من مرضه،
وعلى الناس ارتداء ملابس بيضاء، بينما يبقى عبد المطيع على ملابسه السوداء، فيعاقب
أيضاً وزيادة فى التنكيل يسخر منه السلطان بأن يعينه قاضياً ثم يأمر بجلده.. حتى
يصرخ عبد المطيع ويسأل عن أى الملابس يرتدى، وكيف يعش كأنسان له مشاعر وهواجس
وهموم، وكيف يوقف بين جوعه وبحثه عن العمل وبين الولاء للسلطان المترف؟
السيد حافظ - مؤلفاً للمسرحية، استطاع أن
يلتقط حدثاً بسيطاً ويبنى عليه عملاً درامياً تتوقف حدثاً بسيطاً ويبنى عليه عملاً
درامياً نتوقف عنده، ويخلق فينا حالة توتر ونقمة إزاء كل نظام يحاول قهر الإنسان
فى خبزه وحريته.
وبدأ أن الزيادات التى وردت فى بداية العرض
كأن يشار إلى أن هذه المسرحية لا تتعرض لإبطال مثل هاملت أو هنرى الرابع، وإنما هى
حكاية فلاح بسيط لا تضيف جديداً للحدث المركزى، وجاءت النهاية ذات إيقاع بلاغى
وحكمى كالقول: "شرط المحبة الجسارة" وكان إخراج الدكتور سعدى يونس يشكل
تواصلاً مع النشاط الذى مثله فى "الاستعراضى الكبير" و
"المجنون" وعدد من المسرحيات التى تتوجه نحو التجمعات الجماهيرية فى
الأحياء الشعبية والأماكن العامة..
ومثل هذا التوجه، يحقق اكتساباً جماهيرياً
ناجحاً لفن المسرح، وبالتالى يسهم فى زرع بذور طيبة لإزدهار وجود المسرح بين الناس.
ورغم أن العرض قام على مواهب جديدة فى
الأداء، إلا أنه استطاع أن يصقلها ويحقق من خلالها عملاً ناجحاً، فكانت نجاة على
"نفسية" تحسن اختيار الحالة المتغيرة للشخصية، وتغير توصيلها فى الأداء
صمن شرطها.. فأجادت وحققت ما هو مطلوب منها فى عمل يعيش بين الناس، وتألق ستار
جاسم فى دور "المنادى" أكثر منه فى "المستشار" وعرفنا صاحب
شاكر "الراوى" بارعاً وقريباً إلى النفس.. وبدأ فلاح حسن - من الفرقة
القومية يحمل اسهامه متواضعة مع زملائه فى فرقة العراق المسرحية. أما هادى مضمن
"مرسى" وراضى مطر "المستشار" العجوز "وتقى شواى" ،
"مستشار" فلهم امكانات طيبة، وتميز د. سعدى يونس ممثلاً مقتدراً جعل
الهوة بينه وبين فرقته شاسعة.. وأمكن للمشاهد أن يحترم تلك المواهب التى
تقف بجدارة بين جمهور مختلف الأمزجة والأطر بدلاً من ترقب مشاهد اعتاد أن يزور
المسرح ويتفاعل معه.
وكانت الحان وموسيقى علاء زكى طموحة وجميلة
فى عرض مهموم ومأزوم بالبطل وشارك اللحن الغنائى وحشية السلطة فى مشهد، وحقق
انسجاماً مع العمل، وملابس ياسمين خليل بدت ملائمة، سهلة التغيير، حالية من
التعقيد..
الديكور لا وجود له، دائرة خشبية مرتفعة وسط
الجمهور والأداء يجرى فوقها، وتغيير الملابس والحركات تجرى أمام الجمهور فالعرض
بريشتى، يقدم تلك الحالة كونها تمثيل لواقع.. ويؤمل من العرض أن يتعرض المتفرج على
مثل هذا الواقع.
العرض يتحثد إلى دجلة وينساب كلمة ولحناً
وحركة مع مساء الماء وانعكاسات الصور.. ويبقى عبد المطيع، متسائلاً عن فواجعه، فمن
يستجيب له، ومن بدله على سبيل أخر!
هل يستطيع الكاتب أن يهرب من جذوره؟! السيد حافظ أوزوريس وحكاية الفلاح عبد المطيع
جريدة الراية (قطر) فى 18/5/1983
هل يستطيع الكاتب أن يهرب من جذوره؟!
السيد حافظ
أوزوريس وحكاية الفلاح عبد المطيع
بقلم : فيصل السعد - الكويت
رفض الواقع مسالة تصعب ممارستها وبخاصة عند الذين لا يملكون البديل للواقع
المرفوض.
فهؤلاء ليس أمامهم غير الهروب لأمن أجل البحث عن بديل من
أجل التناسى، التسكع افغماء الواعى، الالتفات إلى وراء للتأكد من متابعة واقعهم
لهم.
ومسألة الهروب
هذه هى فى الحقيقة عملية ترسيخ للواقع، وتجذير لأيامه.
ولذلك نجد حديث
الهاربين لا يحتوى إلا على صفحات أراد هذا الإنسان أو ذاك الهروب منها، وتأكد بعد
بدايته فى الهروب من استحالة التخلى عنها لأنها تعنيه كياناً، وإنساناً، وأبناً
شرعياً لها، ونتيجة طبيعية لسلوكياتها.
ترى هل لهذه
الصفحات الكالحة، المرة، المجرحة، القاتلة من ايجابية؟
دعونى أتجرأ
وأقول نعم.
إذ أن الصراع
الذى يستحدث فى ذهن الهارب مع ذاته بين ندمه على الهروب لافتقاره للبديل وبين
تبرير هروب أمام ذاته والمجتمع بكونه واقعاً ألغى الخطوات التى كان ينتمى إليها
هذا الكاتب أو ذلك. وهذا الصراع هو الحصيلة الأفضل والمنبع المستمر لنتائج الكاتب
الشاعر، المسرحى، الموسيقى، هو الذهنية الخصبة التى على استعداد مستمر لأن تورق.
السيد
حافظ،مثقف مصرى، كاتب مسرحى، صحفى ناجح، صرخ من اجل الآخرين، غنى لهم، بكى لأجلهم،
رفضه الآخرون، وقد تأكد من هذا الرفض حين استمر فى مسيرته والتفت إلى وراء فلم يجد
إلا الريح. وفى تلك اللحظة تأكد أن كل شئ باطل وقبض الريح حمل أمتعته وجاء إلى
الكويت رافضاً لواقع كاد أن يمزق حتى حروفه. فى بداية هجرته لم يكن يفكر إلا
بالابتعاد عن دياره المحاصرة ذهنياً، وبعد أن استقر بدأ يفكر بكيفية ترجمة هوامشه
الفكرية إلى مسرحيات من شانها أن تساهم فى تذكير الخطى المتناسية وتضطر أصحابها
إلى الالتفات إلى صوتها المنسى.
فكتب العديد من
المسرحيات والمسلسلات التليفزيونية وله تحت الطبع مسرحات : الجراد ، مهمة رسمية،
القطار المسافر إلى القاهرة على رصيف رقم 3، المزامير، زمن الواحدة بين دقيقة
وساعة.
إضافة إلى
دراسات: المسرح المصرى وقضاياه، المسرح التجريبى ضرورة لماذا؟ علامات فى المسرح
المصرى.
إضافة إلى
رواية تحمل اسم : مذكرات شاب فى العشرين.
صدر له قبل
أيام - حكاية الفلاح عبد المطيع - ويضم هذا الكتاب ثلاث مسرحيات تؤكد عناوينها قلق
الكاتب، خوفه من الناس ومن ذاته، فالمسرحية الأولى تحمل اسم : "ممنوع أن
تضحك.. ممنوع أن تبكى" أو حكاية الفلاح عبد المطيع - أما الثانية فاسمها :
علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا.. أما الأخيرة فاسمها : "الخلاص" أو
" يا زمن الكلمة الخوف.. الكلمة الموت.. يا زمن الأوباش".
وكان قلق حافظ
وحزنه محسوساً عند الكاتب" فقد كتب عنه فى مصر ، المغرب، العراق، الكويت ودول
عربية أخرى، وتناولت موضوعات الكاتب مسرحياته المطبوعة سابقاً، عالمه، تطلعاته..
و.. يأسه.
1-
حكاية الفلاح عبد المطيع أو ممنوع أن تضحك ممنوع أن تبكى :
عبد المطيع : يا نفسية.. يا نفيسة.. الماء الساخن والملح.
نفيسه : ليس عندى حطب.
عبد المطيع : لماذا لم تخبرينى فى الصباح؟
نفيسه : لأنى كنت مشغولة.
عبد المطيع : فى أى شئ مشغولة يا امرأة؟
نفيسة : مشغولة مع أولادك.
عبد المطيع : لماذا لم تأخذى مع الجيران؟
نفيسة : لن أذهب إلى فاطمة ولن أحدثها ولن أذهب إلى
السوق لأنه ليس عندى شئ لأقايضه ولا عندى نقود.
عبد المطيع : نقود .. نقود.. نقود.. ليحرق الله النقود
واليوم الذى ظهرت فيه النقود.
نفيسه : المال يا سيدى هو لغة العصر.
عبد المطيع : العصر الذى يقيم فيه الرجل بالمال هو عصر
مختل.
نفيسه : هذا هراء كلام ساذج وسخيف لا يقبله أى رجل عاقل.
الإنسان الذى يتحدث عنه السيد حافظ لا لون له. ولكنه اصطبغ بلون مفروض عليه
وترك له الخيار بالسير فى دروب هذا اللون أو المراوحة فى مكان واحد.. هكذا أمر
السلطان.. والفلاح عبد المطيع صديق حميم للفقراء المؤرق المؤلم.. وقد اصطبغت
ملابسه بلون كالح، تجمعت فوقها أوساخ الحياة.
مرض السلطان
وأعلن رئيس الشرطة ضرورة ارتداء السواد. وعبد المطيع لم يسمع بهذا الخبر.. تفاجأ
عندما شاهد مجموعة فى المقهى يرتدون السواد.
قاده الشرطى
إلى رئيس الشرطة فى حوار طويل لم يفهم نهايته ما يراوده ولم يعرف أن السلطان مريض
وعليه أن يلبس ثوباً أسود لا يملكه:
رئيس الشرطة :
قف يا أبله لا تتحرك.. وبصوت خشن وغاضب؟
عبد المطيع :
إنه صديقى ويشير لرئيس الشرطة.. معجب بثوبى الممزق.. اعتقد بإنه اقتيد إلى مكتب
رئيس الشرطة ليريه ملابسه المغرية.. ولذلك ظن أن رئيس الشرطة أعجب بملابسه. وقد
أهدته إلى هذا الاعتقاد سذاجته فهو لا يعرف غير أخبار الزرع وموعد الحصاد.
ولذلك لم يكن
يتحدث بخوف فهو لم يطرأ على باله بان يجب أن يحزن على السلطان علانية، إذ إنه لم
يجرأ أن يضع اسمه بموازاة الذين يخصهم السلطان بالحزن :
رئيس الشرطة :
كفى مزاحاً يا رجل.
عبد المطيع :
لا ترفع صوتك هكذا أمام الشرطة.. إنهم يسكنون بالقرب منى.. لا داعى للغضب.. خذ
الملابس لك ولن أخبر السلطان.
رئيس الشرطة :
أنت ترفض الاستجابة والخضوع والمثول لأوامر السلطان.
عبد المطيع :
الشعير فى السوق شحيح.. والحمار جائع.
رئيس الشرطة :
رموز وغموض وكلمة السر التى بحثنا عنها يحكم على عبد المطيع بخمسين جلده كل صباح
وكل مساء ولمدة أسبوع وحين سأله أحدهم لماذا قال :
عبد المطيع :
لأن السلطان ورئيس الشرطة يريدان ثوباً ويتشاجران من أجله.
يشفى السلطان
من مرضه بعد أسبوع من جلد عبد المطيع فيأمر الناس بأن يرتدوا ملابس بيضاء فرحاً
بشفاء السلطان.
وكذلك لم يسمع
عبد المطيع فيجلد لمدة أسبوع أخر واعتقد أن النزاع القائم بين رئيس الشرطة
والسلطان على ملابسه لازال مستمراً.
ترى من هو
السلطان ومن هو عبد المطيع؟ قد يفهمها البعض أن السلطان هو الزمن وعبد المطيع
الإنسان.. وقد يكون الحياة وعبد المطيع المسير، وقد يكون القدر، وعبد المطيع
الملتقى. ولكن تظل هذه الاعتقادات كلها صحيحة.
***
2-
علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا :
الفكر المسيطر
على ذهن الكاتب، أو الشاعر، أو المسرحى، له الأولوية دائماً فى الانفساح على
الورق، قد يلبس ألف لباس، ويحمل ألف لون، ولكن تظل النكهة الفاضحة هى السياقة إلى
ذهن القارئ.
هذا العمل
يعتمد على سجينين يتصوران ما يريدان. ويضم العمل اشارتين كتبت الإشارة الأولى
باللغة الفصحى ربما لأنها كانت مجرد تخيلات لسجينين عزلا عن العالم :
السجين 2 : هذه
المديه يلعب بها الأطفال.. لابد أن تحمل مسدساً وليس مديه كهذه.
"ينام ينظر إلى المستوى الثانى الذى يزداد ضوءاً.. تظهر امرأة فى خريف العمر
ترتدى فستاناً أنيقاً.. غريباً فى الشكل:
المرأة : اترك
هذه المدينة تعال إلى جوارى.. دعك عن اللعب بالمديه.
سجين 1 : إننى
أفضل الجلوس هنا.. إن الحجرة مثل السجن.
المرأة : حقاً
إن الغرفة بلا هواء نقى.. وبلا دفء.. وبلا شمس.. لكنها ليس سجناً.
بينما نجد
الكاتب فى الإشارة الثانية للمسرحية والتى كتبها وبشكل متعمد باللهجة الدارجة
المصرية وذلك - كما اعتقد - ليضع فاصلاً بين حالات الخيال والتصور، وحالات اليقظة.
فى هذه الإشارة
لم يستطع أن يتخيل ما يريد كما فى الإشارة الأولى لأنهما - هو وزميله - كانا
يعيشان لحظتهما الواعية وبالتالى فلا مجال للتخيلات :
سجين 2 : أنا
سرقت الفلوس من المحل وقتلته فعلاً.. سرقت مأمور الضرائب.
سجين 1 : أنت
قتلت الخوف من الفقر.. حطمت الأغلال اللى فيك.
سجين 2 : لكن
أنت ذكى.
سجين 1 : أنا
أصيل.
سجين 2 : لا
أنت بتشد الحاجات جوايا.
سجين 1 : احنا
بنزرع مع بعضنا حاجة.. بنزرع بذرة.
سجين 2 : احنا
سجين 1: لا..
احنا .. احنا..
سجين 2 : وهو
يهرب منه.. أنت عايز منى ايه.
من خلال هذا
الحوار الجيد ندرك أن هناك هوه ذهنية كبيرة بين السجينين وربما كان أحدهما سياسياً
والآخر بتهمة عادية أو ربما ما كانا فى السجن بل جمعهما مكان واحد ربما شارع، زمن،
عمل، مقهى، وهكذا...
ولكن هناك
ملاحظة لابد منها وهى إنه كان على الكاتب أن يظهر ملامح السيناريو فى هذه الأسطر
القليلة.
سجين 1 : احنا
بنزرع مع بعضينا حاجة.. بنزرع بذرة.
سجين 2 : كان
عليه أن يسأل : "انتو" بدل احنا. لأن هذا البسيط لا يفكر أبداً بإنه هو
المقصود بكلمة احنا.
وهنا لابد من
القول بأن السجين الأول إشارة لصاحبه، وأعطى نفس الإشارة لنفسه ليقول وهو فاتحاً
عينيه بقوة :
سجين 1 : لا..
احنا.. احنا.
تظل هذه المسرحية..
أكبر من أن تحدد بزمن أو مكان.. إذ أن من الممكن تكرار الزمن، ومن الممكن أن يأخذ
أى مكان دور السجين.
***
3-
الخلاص :
هذه المسرحية
تتكون من ثلاثة حدود ولا تختلف فى جذور مضمونها عن السابقتين إلا أنها أخذت شكلاً
آخر دفعنا إلى الحديث عنه.
فهى مسرحية شعرية،
كتبت بالشعر الشعبى المصرى. وهناك فارق لابد من ذكره بين الشعر الشعبى الذى عرفت
مصر بقوته وأصالته وبين الشعر المسرحى الشعبى الذى نجد فيه أحياناً الانتقال من
وزن شعرى إلى آخر.. أحياناً الأتيان بمقاطع نثرية وذلك لضرورة إتقان الدور.. يعنى
يظل هناك ثمة فارق بين الاثنين ولكن السيد حافظ حاول فى مسرحيته الشعرية أن يمزج بين مساحة الشعر الشعبى ومساحة الشعر المسرحى
الشعبى إذ إنه بقى فى إطار النفس الشعرى الحقيقى بحيث أن من الممكن أن تجمع مقاطع
هذه المسرحية فى ديوان شعرى مطبوع.
هذا كل ما يمكن
- واعتقد أفضل ما يمكن - أن يقال عن هذه المسرحية فهى تطرح فكراً مشابهاً لما طرحه
الكاتب فى المسرحيتين السابقتين ولكن بألوان أخرى اشتركت فيها المجموعة، وسلام،
والأم غالية، والرجال الثلاثة.. الخ. حاول الممثلون أن يتكلموا عن الخديوى والوضع
الذى كان سائداً آنذاك والأوضاع المشابهة بعده.
ولكن يبقى
الأسلوب الشعرى هو الملفت للنظر أكثر.
المجموعة :
وهات شالك غطى
ايدينا
فى الدنيا برد
يا روحى عليا
يا حبيبى يا
حبيبى أنت عريسى
يا هوى يا هوى
يا مسيسى
لاخد قميصك
وأغطى إيدك يا
حبيبى
يا هوى مش حا
تغزلنى
قميص حبيبى
مغزلنى
يا عروسة يا
عروسة
يا جمالك
ليلة الحنة يا
عروسة
يا جمالك
ليلة الحنة يا
عروسة
يا جمالك
قلبك اخضر يا
عروسة
يا جمالك
خاتمة تعريفية
السيد حافظ هو
من مؤسسى المسرح التجريبى فى الإسكندرية وقد مثلت له مسرحيات عديدة منها : حدث كما
حدث ولكن لم يحدث شيئاًن الطبول الخرساء فى الأودية الزرقاء، كبرياء التفاهة فى
بلاد اللا معنى... ومسرحيات أخرى كلها مثلت بين عامى 1973- 1975. وكان السيد حافظ
قد مارس الإخراج فقد أخرج معظم مسرحياته إضافة إلى مسرحية الزوجة - لمحمود دياب -
والجيل - ليوجين أونيل - وهناك سهرة للمقاومة أعدها الشاعر محمود درويش بالاشتراك
مع الشاعر سميح القاسم. وأعمال أخرى عديدة قام الكاتب بإخراجها فى تلك الأعوام.
كما أن أعماله كانت تظهر على المسرح تحت اسم "أوزوريس" الذى كان يعنى
آنذاك، السيد حافظ.



