بوضوح
السيد حافظ
بقلم: بهيج إسماعيل
5 مارس 2017 بالأهرام المسائي
السيد حافظ كاتب صديق.. يفهمني وأفهمه وما بيننا التقدير والاحترام.. وقد لا نتفق في نظرتنا للحياة أو في طريقة ممارستنا لمتطلباتها لكنني أتفق معه في رؤيتنا الجدية للعمل ولمعني العمل ومن هنا نظرتي له كمبدع مسرحي وروائي كتب للصغار والكبار وغزيرة هي كتاباته.. وهو كاتب دءوب.
وهذه نقطة هامة ـ يري في الإبداع تحقيقا لذاته ورسالة عليه أن يؤديها بأمانة سعيا إلي الرضا الذاتي.. وهو متواضع في ممارسته للحياة غير متواضع إطلاقا في الدفاع عن كتاباته الإبداعية وهذا نوع من تقدير الذات أمام النقد المجافي أو الاستعراض من أنصاف وأرباع المثقفين وأعماله ـ التي جهد في تحقيقهاـ هي معني وجوده ومن أجلها خاض مغامرات كثيرة ـ في بلده وفي الغربة ـ ينجح أحيانا ويتعثر أحيانا ويبدد ما جمعه من مال في الطريق.. لا يهم.. يواصل ففي البئر لا يزال رصيد.. يواصل ويتقدم العمر.. لا يهم.. تعانده الصحة أحيانا لا يهم ـ كما يقول المتنبي وإذا كانت النفوس كبارا.. تعبت في مرادها الأجسام.. يواصل ويقرأ ويكتب ويدفع برواياته مجال إبداعه الجديد منذ سنوات بعد المسرحيات.. يرسلها ويتراسل مع المثقفين العرب المهتمين.. إذ هم أكثر اهتماما من أندادهم في مصر وهذه حقيقة.. ويدخل أعماله في دراسات وأطروحات جامعية فيرضي ويواصل.. فلا تزال البئر تعطي وتفيض ولا يزال المبدع حيا.
والذين درسوا حياة المبدعين جيدا.. رأوا أن أعلي ما فيها كان الاستمرار.. والذي هو الصبر.. ورأوا أن الموهبة هي خليط من الرغبة في العطاء.. والقدرة علي التحدي والاحتمال إذ إن ملايين ممن توهجوا قليلا في بدايات العمر والحياة لم يتمكنوا من احتمال الثمن المدفوع فانصرفوا إلي الأعمال السهلة أو سريعة العطاء فخبا ضوؤهم واكتفوا بالقناعة.
حين أكتب عن السيد حافظ أكتب من منطلق رؤيتي له كجهد وكمعني.. جهد مبذول في المسيرة الوعرة يحرسه في الطريق الشائك المعني.. معني وجوده نفسه ضوءا وحيدا مؤنسا في الطريق.
وإذا كان الصبر شريكا أساسيا للموهبة في الإبداع فإن السيد حافظ قد أرضي الاثنين معا فأرضاه فيضه الكريم.> ملحوظة: لقد كتبت هذه الكلمات بحب فأرجو أن تقرأ بحب أيضا.
يمكنكم متابعة المقال من مصدره الرئيس بالأهرام المسائي على الرابط التالي :
http://massai.ahram.org.eg/News/30758/192/219545/%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF/%D8%A8%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8.aspx
0 التعليقات:
إرسال تعليق